لخّصلي

ثانياً، مدارس علم النفس: تمثل مدارس علم النفس اتجاهات نظرية وتطبيقية متميزة في فهم سيكولوجية الإنسان، مع وجود أوجه تشابه واتفاق بينها. لكن، تعصب بعض أنصار المدارس، وهجومهم الباطل على غيرهم، يُظهر أثراً سلبياً لتقسيم علماء النفس إلى مدارس، وادعاء كل مدرسة بامتلاك الحقيقة النفسية والمنهج العلمي الوحيد. يجب احترام الحقائق المثبتة، بغض النظر عن انتماء العالم، فالعلم لا وطن له. يُفضّل التخصص دون تعصب، لتجنب رفض حقائق وصلت إليها مدارس أخرى. هذا ما نُنبه إليه، رغم موقفنا من ظاهرة مدارس علم النفس، وسنلقي نظرة مختصرة على أهم المدارس المعاصرة:

1- مدرسة التحليل النفسي: أقدم المدارس وأكثرها شيوعاً وتأثيراً، امتد تأثيرها إلى الفن، الأدب، الطب، وغيرها. أسسها سيغموند فرويد (1856-1939) في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بحثاً عن أسباب ظواهر نفسية مثل الأحلام والأمراض النفسية. ابتكر منهج التداعي الحر، مكتشفاً اللاشعور، الكبت، الصراع النفسي، وغيرها من المفاهيم التي أثرت في حياتنا الثقافية والعلمية.

2- المدرسة السلوكية: نشأت في العقد الثاني من القرن العشرين، رداً على التحليل النفسي والاستبطان كمنهج سائد. ترى أن السلوك يحدده التعلم من خلال الثواب والعقاب، وتهدف لدراسة السلوك الملاحظ وتفسيره وفق مبادئ التعلم. يُعتبر جون واطسون (1878-1958) أهم أركانها، وكتابه "السلوكية" أهم مراجعها. يرى واطسون أن علم النفس علم تجريبي موضوعي، هدفه التنبؤ بالسلوك وضبطه، مُتجاهلاً الشعور والحالات الذهنية. تجربة واطسون مع الطفل ألبرت مثال على ذلك، حيث زرع فيه خوفاً من الفار ثم عالج ذلك بتكرار تقديم الشوكولاتة مع ظهور الفار. مع مرور الوقت، خفف السلوكيون من تعصبهم، معترفِين بالديناميكيات النفسية واللاشعور.

3- مدرسة الجشطالت: ظهرت في ألمانيا في نفس وقت السلوكية تقريباً، على يد ماكس فيرتهايمر، كورت كوفكا، وفولفغانغ كوهلر. كانت ثورة على علم النفس السائد، مُؤكدة أن الكل ليس مجموع أجزائه، وأن الجزء يكتسب معنى من الكل الذي ينتمي إليه. أهم ما يميزها هو تركيزها على الوحدة الكلية (الجشطالت)، بدءاً من الكل ثم الانتقال إلى الأجزاء، مع حركة ديالكتيكية بينهما. قاموا بتجارب تدعم رؤيتهم، مثل تجاربهم في الشكل والأرضية. من أشهر أعضائها كورت ليفين.

4- مدرسة علم النفس الإنساني: اتجاه حديث بدأ في الستينات، يُعتبر تياراً أكثر من كونه مدرسة متبلورة. يرى الإنسان على أنه كائن له وحدته، إرادته، وحريته، مع قدراته الإبداعية ورغباته. له أنصار كثر مثل ماسلو وروجز، وقد خصصت له جمعية علم النفس الأمريكية القسم 32.

5- علم النفس الإيجابي: توجه أكثر منه مدرسة، قدمه سيلجمان وشيكزينتميهالي في عام 2000. يركز على ما يجعل الحياة تستحق العيش، بدلاً من التركيز فقط على الأمراض. يهدف لمساعدة الناس على تحقيق السعادة والرفاهية، ويسعى لتكامل فروع علم النفس المختلفة، دون أن يكون فرعاً مستقلاً بذاته. يُشجع هذا التوجه على مستوى الفرد والمجتمع، مع التركيز على القيم الإنسانية العليا.

ثانيا مدارس علم النفس:
تمثل مدارس علم النفس اتجاهات عامه نظريه وتطبيقيه متميزه ومختلفه في النظر الى سيكولوجيه الانسان وهذا التميز والاختلاف لا يمنع من وجود اوجه اتفاق كثيره او تشابه بين بعضها وبعض وان ظلت كل مدرسه ذات طابع متميز يغلب عليها في النظر الى الانسان والبحث في جوانبه النفسيه المختلفه فاذا اضفنا الى كل ذلك ما يلاحظ من تعصب بعض انصار المدارس حتى ولو بالباطل لمدارسهم ومنه هجوم حتى ولو بالباطل ايضا على غيره من انصار المدارس الاخرى تبين لنا الاثر السلبي الناجم عن تقسيم علماء النفس الى مدارس وترويج كل منهم ادعاءات باطله عن ميزات مدرستي وانها الوحيده صاحبه الحق المشروع في الوصول الى الحقيقه النفسيه وصاحبه الاداه الصحيحه الوحديه الموصله الى ذلك بمعنى صاحبه المنهج العلمي الوحيد في دراسه النفس البشريه وبالتالي فما وصلت اليه من نتائج هي وحدها الحقائق النفسيه وما عداها فهو باطل مذكور ولقد نسى هؤلاء المتعصبون ضيقو الافق ان العلم هو اولا واخيرا علم واننا ينبغي ان نحترم الحقائق التي يثبت صدقها ويقوم الدليل على فائده تطبيقاتها و جدوى منفعتي ايا كان العالم الذي وصل اليها وبغض النظر عن انتمائه الوطني او السياسي او الاجتماعي او المدرسي فالعلم كما يقولون لا وطن له وبالتالي لا انتماء له

ولا باس على العالم في نظرنا من ان يتخصص دون تعصب في جانب معين من جوانب العلم او فرع معين فيه وان يعالج بحوثه بمنهج معين يجيده بدلا من ان يدعي انه ينتمي الى هذه المدرسه او يتعصب لها لان هذا الانتماء او التعصب سوف يقوده الى رفض حقائق توصلت اليها غيرها من المدارس والى تبني عن طريق التعصب الاعمى بعد اباطير قد تكون روجت لها مدرسته وهذه افه العلوم الانسانيه ومنها علم النفس بطبيعه الحال وهذا ما نريد التنبيه اليه منذ البدايه
ولعلم سبق ان ذكرناه عن موقفنا من ظاهره مدارس علم النفس لا يعفينا من نظر مختصره على اهم مدارس المعاصره
1-مدرسه التحليل النفسي:
تعتبر مدرسه التحليل النفسي من اقدم مدارس علم النفس واكثرها شيوعا وتاثيرا في العلم وفي غيره من علوم الانسان حتى الان بل ان تاثيرها قد امتد ليشمل الفن والادب والطب والفلسفه والانثروبولوجيا والاجتماع والتربيه والثقافه بعامه ماذا بدا انتشار افكارها ومكتشفاتها من اواخر القرن التاسع عشر وحتى الان
ويرجع الفضل في انشاء هذه المدرسه الى الطبيب والعالم النفسي النمساوي سيجموند فرويد(1856-1939)
ففي اواخر القرن 19 واوائل القرن العشرين شغل فرويد البحث المتعمق لاكتشاف اسباب وعوامل بعض ظواهر النفسيه التي كانت انذاك مستغلقه على الفهم والتفسير مثل: الاحلام والامراض النفسيه والاضطرابات السلوكيه
ونجح عند ذلك في ابتداع منهج لدراسه كل ذلك هو التداعي الطليق الذي قاده في النهايه الى ما اكتشافاته الكبرى في نفس البشريه كاللاشعور والكبت والمقاومه والصراع النفسي وغريزه الحب وغريزه الموت واللهو والانا والانا الاعلى وحيل الدفاع وعقده اوديب ولقد دخلت مقولات التحليل النفسي هذه وغيرها مختلف جوانب حياتنا الثقافيه والعلميه والتطبيقيه واثرت فيها تاثيرا كبيرا خاصه في المجال النظري وفي المجال العلاجي
2-المدرسه السلوكيه:
نشات المدرسه السلوكيه في علم النفس في صوره متبلوره في العقد الثاني من القرن العشرين كرد فعل على كل من التحليل النفسي في بحثه في اعماق النفس البشريه و دينامياتها والمعنى الكامن وراء مظاهرها وعلى الاستبطان كاتجاه منهجي سائد في البحوث النفسيه انذاك وايضا على الوجدان والشعور كمصدر اساسي لدراسه الظاهره النفسيه وتقوم النظره السلوكيه على اساس افتراض ان السلوك الانساني انما يحدده اساسا ما تعلمه الانسان في حياته خاصه عن طريق الثواب والعقاب وبالتالي فانها تهدف الى دراسه السلوك الذي يمكن ملاحظته وتشرحه وتفسره وفقا مبادئ التعلم ومن خلالها ولهذا يقوم منهجها في العلاج النفسي على اساس تعلم السلوك السوي الجديد ونسيان او تحاشي السلوك المرضي القديم وذلك عن طريق اساسي هو تكرار الافاده على السلوك المرغوب وتكرار العقاب على السلوك المدان والمطلوب تحاشيه
ويعتبر عالم النفس الامريكي جون واطسون (1878-1958) اهم اعمده المدرسه السلوكيه وابرز واضعي اسسها ومحدديه اتجاهاتها ويعتبر كتابه"السلوكيه"الذي صدرت طبعته الاولى عام 1924 وظل يعيد النظر فيه طوال حياته اهم الكتب التي عرضت اتجاهات المدرسه السلوكيه في علم النفس واصلتها
ولبيان اتجاهات هذه المدرسه وفلسفتها الاساسيه ننقل هنا نصا من كتاب واطسون الذي نشره عام 1914 بعنوان: السلوك: مقدمه لعلم النفس المقارن"حيث يقول في:"علم النفس كما يراه السلوكي هو شعوب تجريبيه موضوعيه خالصه من العلم الطبيعي وهدفه النظري هو التنبؤ بالسلوك وضبطه وليس الاستبطال جزءا رئيسيا من مناهجه ولا القيمه العلميه لحقائقها تقوم على استعدادها لان تعبر عن نفسها بافاظ الشعور ولعلها قد حان الوقت الذي يطرح فيه علم النفس كل اشاره الى الشعور اذا لم تعد به حاجه بعد الى ان يخضع نفسه في حسبان ان يجعل الحالات العقليه موضوعا لملاحظته من الممكن ان نكتب في علم النفس وان نعرفه بما عرفه به بلزبري من انه (علم السلوك) فلا نضع القهر في التعريف ولا نعود فقط الى استخدام الفاظ: الشعور: والحالات العقليه والذهن والمضمون والاراده والتصور وما شابهها فان من الممكن ان تؤديها الفاظ: المنبه والاستجابه وكلمات: تكون العاده وتكامل العاده وما اشبهها... وغير ذلك ان نتعلم الطرائق العامه والخاصه التي يمكن ان يضبط بها السلوك فاذا صار علم النفس على هذه الخطه المقترحه فان عالم التربيه والفيزيقي و والقانون والرجل الاعمال يمكن ان ينتفع بحقائق من الناحيه العمليه بالقدر الذي يمكن ان تحصل به من الناحيه التجريبيه
فلقد ابتدات هذه المدرسه تاريخها بالتركيز على دراسه الارتباط الالي بين المنبه والاستجابه كما تبدو في التجارب الشديده التبسيط في بعض معامل علم النفس متجاهله تماما للانسان بما يحتوي عليه من مشاعر ووجدان وما يعمل بداخله من ديناميات لا سبيل الى تجاهلها اذا اردنا فهم سلوكه وتقويمه وتعتبر تجربه واطسون التي استطاع فيها ان يزرع في الطفل الصغير البرت خوفا مرضيا من الفار ثم استطاع بعد ذلك علاجه في التجريب ايضا تقول تعتبر هذه التجربه نموذجا للسلوكيين في دراستهم ونظرتهم الى السلوك الانساني
وخلاصه هذه التجربه ان البرت كان يحب الفار الابيض ويلعب معه فابتدا واطسون تجربته باحداث صوت مزعج مخيف كلما ظهر الفار للطفل وحاول ان يلعب معه وقرر ذلك مرارا حتى ربط الطفل بين ظهور الفار وبين الخوف من الصوت المزعج فاصبح مجرد ظهور الفار يستثير خوف الطفل وفي المرحله التاليه من التجربه والتي استهدفت علاج الطفل من هذا الخوف المرضي كان المجرب يقدم لالبرت قطعه من الشوكولاته مع ظهور الفار من بعيد وفي كل مره يكرر نفس المحاوله مع اقتراب الفار اكثر واكثر من البرت على شيء يحبه وبالتالي اصبح محبوبا لا مخيفا وواضح ان حياه الانسان النفسيه ليست بمثل هذه البساطه التي ظهرت في هذه التجربه
ومع مرور الزمن واتساع بحوث علماء هذه المدرسه بداوا يفطنون الى الحقائق التي كانت غائبه عنه واعترفون بها ويخففون من غلوائهم وتعصبهم فبداوا على استيحاء في الاعتراف بالديناميات النفسيه وبالاعماق اللاشعوريه بمعاني السلوك ودلالاته ومغزاه
3-مدرسه الجشطلت:
مع ظهور المدرسه السلوكيه في امريكا ظهر في نفس الوقت تقريبا بالمانيا مدرسه علم النفس الجشطلت على يد ثلاثه من العلماء النفسيين الشبان الذين تزامنوا في جامعه برلين وهم: ماكس فريتمر (1880-1943) وكيرت كوفكا(1886-1941) و وفولجانج كوهلر(1887-1967) لكنهم لم يكونوا على صرا بعلماء نفس السلوكيين انذاك وانما كان التزامن مجرد صدفه وعندما تعرف علماء كلا من المدرستين على زملائهم في المدرسه الاخرى تبين لكل منهم مدى الخلاف في الراي وفي نظره كل منهما الى الظاهره النفسيه لقد كانت مدرسه الجشطلت كما نشات ايضا المدرسه السلوكيه ثوره على علم النفس السائد انذاك وتصحيحا كما يرون لتوجيهاته وفلسفته ومناهجه وان كان نرى انها وغيرها لم تكن اكثر من اضافات وتصويبات في النظر الى الظاهره النفسيه حتى تصبح النظره اكثر دقه وصوابا وقربا من الحقيقه وحتى يصبح تناول الظاهره النفسيه وبحثها اكثر تكاملا وشمولا وعمقا
فلقد صارت مدرسه الجشطلت على النزعه التقليديه للظاهره النفسيه والنزعه التحليليه للشعور والادراك ولعل اهم ما لفتت هذه المدرسه النظر اليه هو فكره ان الكل غير مجموع اجزائه وان الجزء يكتسب معنى معينه ويقوم بوظيفه مختلفه اذا نزع من الكل الذي يحتويه ووضع في كل اخر مغاير او نزع من الصيغه التي يدخل ضمن مكوناتها ووضع في صيغه اخرى جديده ومن هنا عرفت هذه المدرسه بهذه اللفظه الالمانيه Gestalt
وهكذا في الجزء في كل هو شيء يختلف عن هذا الجزء منعزلا او في كل اخر وذلك بفضل الخصائص التي يكتسبها من وضعه ومن وظيفته في كل حاله من الحالات وتغير شرط موضوعي يمكن احيانا ان يتمخض عن تغيير (جزئي) في الجشطلت موضوع الادراك ويمكن احيانا اخرى ان يؤدي الى تغيير في خصائص الجشطلت برمتها وفي هذا المعنى نجد ان اهم ما يميز نظريه الجشطلت كرد فعل العلم النفس الوصفي انها نظريه تشتغل بالوحده الكليه (الجشطلت) وتبدا منها متجهه الى الاجزاء اي من اعلى الى اسفل ولكن الحركه من اسفل الى اعلى ليست بمستبعده فثمة في الحق حركه ديالكتيكيه من الذهاب والمجيء ما بين الكل والاجزاء وهي حركه تثري النظره الاجماليه الكليه الاولى عن الكل مما يتيح حينا الامساك بالوحده في تكثرها وحينا بالكثره في توحدها
كما يتوهم البعض ان مفهوم الوحده الكليه (للجشطلت) يقتصر على الادراك ما انا نظريه الجشطلت ترى ان كل ظاهره حيه فسيولوجيه او نفسيه او اجتماعيه هي جشطلت ان بعض الظواهر الفيزيائيه هي جشطلتات
هذا وقد قام علماء النفس الجشطلتيون بكثير من التجارب المعمليه التي تدلل على صواب رؤيتهم ودقتها من حيث ضروره النظر الى الظواهر كلياتها والتعامل معها وفق هذه الرؤيه دون التركيز على الاجزاء المكونه للظاهره كاجزاء مستقله بل فقط من حيث علاقتها بالكل المعين وتجاربهم في موضوع الشكل والارضيه وفي عامل العلق والتكميل وفي ظاهره الحركه وفي ظواهر الادراك عموما معروفه وموضع تقدير
ولا شك في صحه فكرتهم هذه فالجنيه في جيب فقير لا يملك كثيرا له قيمه كبيره ووظيفه اهم اذا ما قارناه بجنيه في جيب غني يملك كثيرا من الالوف غيره على سبيل المثال
ولعل من اشهر اعضاء هذه المدرسه بعد الثلاثه الذين اسموها هو كيرت ليفين(1890-1947) والذي زملهم ايضا في جامعه برلين لفتره من حياته الاولى عالم نفسي الا ان هذه المدرسه لم تستكمل للاسف مسيرتها ولم تتابع دراستها بعد موت اقطابها
4-مدرسه علم النفس الانساني:
مثل هذه المدرسه اتجاها حديثا في علم النفس او تيارا من تياراته بدا في الستينات من القرن العشرين وربما كانت تسميته بطيار او اتجاه في علم النفس على الاقل في الوقت الحالي انسب من تسميته مدرسه اذا انها في دور النشاه ولم تتبلور بعد في منطلقات واضحه الاتجاه محدده المذهب ومتكامله النظر بما فيه الكفايه على نحو ما نرى في المدارس النفسيه ثلاث سابقه الذكر ويرى البعض ان علم النفس الانسان يمثل قوه ثالثه في علم النفس تقف بين السلوكيه والتحليل النفسي وتمثل مدرسه علم النفس الانساني او حركه علم النفس الانساني طيارا في علم النفس ينظر الى الانسان ويتناوله بالدراسه بما هو انسان اي على انه انسان وليس اله او حيوانا فهو انسان له وحدته وتميزه وايرادته وحريته في الاختيار كما ان له قدراته الابتكاريه والفكريه الهائله وله رغباته واعماله واحلامه ومخاوفه والامه وقواهي المختلفه ومداركه المتسعه وبالتالي فان مسؤول عن افعال وتصرفاته وهو علاوه على كل هذا عضو في مجتمع انساني يؤثر فيه ويتاثر به له مواضيع الذي يؤثر في حاضره كما له حاضره الذي يؤثر في تحديد مستقبله
مناجد لهذا التيار انصارا كثيرين من علماء النفس ويعتبرون مؤصليه حتى قبل ان يظهر بهذه التسميه ومنهم البورت و فروم و ماسلو و روجزر و ادلر و ميلتزر و ودورث على الرغم مما بين كل منهم من تباين ومن الجدير بالذكر ان جمعيه علم النفس الامريكيه قد افردت لعلم النفس الانساني القسم رقم 32 منها كاعتراف في اهميه هذا التيار السيكولوجي المتزايد قوه وتاثيرا
5-علم النفس الايجابي:
ربما كان هذا توجها اكثر منه مدرسه نفسيه بالمعنى الصرف حيث انه لا يزال في بدايته لم ينتشر بعد او يتبلور بما فيه الكفايه اذا ان التبشير الصريح به لم يمضي عليه سواء بضع سنين قليله
فقط قدمه عالما نفسيا امريكيان هما سيلجمان (استاذ علم النفس بجامعه بنسلفانيا) و شيكزينتميهاليي(استاذ علم النفس بجامعه كلاريمونت) في عدد يناير عام 2000 من مجله American Psychologist التي تصدرها جمعيه علم النفس الامريكيه في مقال بعنوان: (علم النفس الايجابي: تقديم Positive Psychology Introduction) وذلك كافتتاحيه للالفيه الثالثه ولا القرن 21 وللعدد في الوقت نفسه
هذا ويمتاز طرحهما وتاصيلهما لهذا التوجه الجديد في علم النفس بالعقلانيه الرفيعه والاقناع الشديد والمنطق السديد وفيه يقولان: انه مع دخول الفيه جديده يواجه الامريكيون بخيار تاريخي فقد اصبحت الولايات المتحده وحدها على قمه القياده الاقتصاديه والسياسيه للعالم مما يتيح لها استمرارها في زياده تراثها المادي في حين تتجاهل الحاجات الانسانيه لشعبها وايضا لبقايه شعوب العالم ومثل هذا الطريق يحتمل ان يؤدي الى زياده الانانيه وتساعد فجره بين الاكثر غنى والاكثر فقرا من الشعوب وفي نهايه الامر يؤدي الى الاضطرابات والياس وفي مثل هذه الظروف يمكن للعلوم الاجتماعيه والسلوكيه ان تلعب دورا هاما وكبيرا فهي يمكن ان تطرح رؤيه للحياه الطيبه (الخيره) وكيف يمكن ان تصبح الحياه مفهومه ومرغوبه وجذابه في الواقع (المعاش) فهي (هذه العلوم) يمكن ان تشير بالافعال والانشطه التي تؤدي الى السعاده والرفاهيه للجميع والى تنشئه افراد ايجابيين ومجتمعات مزدهره ويجب على علم النفس ان يكون قادرا على ان يساعد في بيان اي الاسر تنتج اطفالا ناجحين واي مؤسسات عمل تحقق اكثر رضاء بين العاملين واي السياسات والاجراءات تؤدي الى بدل اقصى جهد في العمل والانتاج من جانب المواطنين وكيف يمكن ان تصبح حياه الناس كثيره بان تعاش محققه للخير والمتعه
كما يضيفان: ان علماء النفس حتى الان لديهم معرفه طويله عما يجعل الحياه تستحق ان تعاش كما ان فهمهم قليل عن كيفيه حياه الناس والظروف الشده والمعاناه التي يكابدونها ومن ناحيه ثانيه فانه علماء النفس يعرفون القليل عن كيفيه نجاح الناس العاديين عندما تكون الظروف اكثر سوءا فعلم النفس ومنذ الحرب العالميه الثانيه قد اصبح على نطاق واسع علما للعلاج فقد ركز على اصلاح التدمير اللاحق باداء الانسان لوظائفي كما هو الحال في نموذج المرضي وهذا التركيز الغالب على اسباب الامراض واعراضها وعلاجها انما يهمل ما يتعلق (من معرفه وفهم وعلم) الفرد المتعلقه بالمواطنيه وذلك هو افضل الاشياء في الحياه الانسانيه
كما ان بناء علم النفس الايجابي يحتاج الى مفهوم ايجابي لحياه انسانيه جيده فالثقافه الحديثه والامريكيه بخاصه هي كارهه جدا لاعلام الناس كيف يجب عليهم ان يعيشوا ولكن في نهايه المطاف لابد من ان نتساءل ماذا نفعل؟
"ونتوقع لهذا الاتجاه في علم النفس ان يتبلور في مدرسه علميه في المستقبل يتزايد انصارها مع مرور الوقت وان كان لا يتوقع له ان يصبح فرعا علميا محددا على نحو ما هو معروف في علم النفس بعلم النفس التربوي وعلم النفس الاكلينيكي او علم النفس الاجتماعي او غير ذلك من فروع العلم المختلفه و المعروفه اذا ان علم النفس الايجابي ياخذ من كافه فروع علم النفس في اسسه واهدافه وموضوعاته ويقوم على اكتافها وبالتالي لا يصلح ان يكون ندا لها يقف على جوارها بل الاصول ان نقول انه يتداخل معه وانه يمثل اتجاها ايجابيا محببا ومطلوبا في دراسه موضوعات كل منها دون ان يستقل بموضوعات خاصه او بمنهج خاص وحبذا لو اخذ علماء النفس في مصر والعالم العربي بهذا التوجه في علم النفس حتى يثبتوا ان علمهم يبحث عما هو انفع للناس ويجلب لهم الكم الاكبر من المتعه والرفاهيه والسعاده سواء كان ذلك على مستوى الفرد او على مستوى المجتمع المحلي او على مستوى البشر جميعا فنزعة علم النفس الايجابي شديده الوضوح في انسانيتها معليه الى ابعد حد من قيمه المثل العليا والفضائل التي توصلت اليها البشريه في مسيرتها من حق وعدل ورحمه وتعاون وسلام وامن وخير وسعاده للناس كافه والبشر قاطبه وهكذا يثبت علم النفس انه صار اكثر نفعا للتنميه البشريه والاجتماعيه معا"