لخّصلي

يشكل المسلمون اليوم ما يقارب من ربع العالم بما يزيد على ملياري مسلم موزعين في جميع دول العالم، المبحث الأول: المفاهيم الخاطئة عند غير المسلمين في النظر للإسلام من أهم اسباب الواقع الأليم للأمة وما تعانيه من تأخر حضاري ومدني اليوم يعنى إلى كثير من المفاهيم الخاطئة التي تسربت إلى حياة الجيل الصاعد بما يمنعه من تحقيق غايته ورغباته بمستقبل واعد ومن أبرز هذه المفاهيم المطلب الأول: الإرهاب مفهومه أسبابه وعلاجه والإرهاب في حقيقته له حكمان 1.إرهاب مشروع بصريح القرآن : وهذا يعني أن إخافة العدوالكافر المعاند لدعوة الله بالجهاد في سبيل الله وارجافه بالعدة والقوة من مقاصد الجهاد الإسلامي ليكف شره وينتهي عن ظلمة ولعله أن يهتدي إلى دين الله وهذا الحكم خاص بالمحاربين من الكفار أو البغاة. بل هو محرم وممنوع :وهو تخويف الأمنين وإدخال الرعب والفرع عليهم. الفرع الثاني: أسباب الإرهاب أهم أسباب الإرهاب المحلية 1.الأسباب التربوية: لا يخفى على أحد أن التربية والتعليم هما العامل الأساس للتكوين عند الانسان. 3.الأسباب الاقتصادية: لعل من أهم أسباب الرضا النفسي والاستقرار الاجتماعي ان يجد الإنسان ما يسد حاجته ويفي بضروريات أسرته فيعيش راضيا عن مجتمعه والا فإن عدم رضاه يعود على المجتمع بالكره والحقد مما يدفع إلى الانتقام. 4. الأسباب السياسية: تنشأ الثقة والقناعة عند المواطنين إذا كان النهج السياسي واضحا ومستقرا فيعيش المواطنون في استقرار وأمن وطمأنينة مادية ومعنوية والعكس بالعكس. أهم أسباب الإرهاب الدولية 4. الظلم الذي تمارسه دول ضد شعوب مقهورة والكيل بمكيالين. الفرع الثالث: سبل علاج الإرهاب مما لا شك فيه أن ظاهرة الإرهاب عالمية وتعاني وتدفع ضريبتها كل الشعوب وقد عالجها الاسلام بطريقة محكمة تمثلت في خطين متوازيين هما ويعني تعزيز المناعة الذاتية المانعة لأسباب خروج السلوك البشري عن جادة الصواب؛ وذلك بغرس الأخلاق الكريمة والقيم العالية الفاضلة وتزكية النفس المؤمنة بكل الآداب الخيرة والالتزام بالأحكام الشرعية وتجنب السير في طريق الخطأ والضالة. وهذه بعض المعايير والتوجيهات الإسلامية في مجال الوقاية من جميع أنواع الإرهاب والعنف والاعتداء الإسلام دين الحق والسلام لجميع البشر : قوله تعالى (وإن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمِ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيْدَكَ بنصره وَبِالْمُؤْمِنِينَ). الاسلام دين الحرية واحترام حقوق غير المسلمين : قوله تعالى (أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ). الوسيطة وعدم الغلو في الدين قوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطاً لتكونوا شهداء على النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شهيدًا). والفساد إفزاعا، وقتلا وتدميرا. وهناك عقوبات الدنيوية الجسدية التي تردع من يتجرأ على حدود الله ومن أبرزها: . حد الحرابة حد القصاص حد البغي الله وقد بدا واضحا من خلال ما سبق كيف حارب الإسلام كل الصور الفوضى والخروج على النظام العام وحال دون وصول من يريد ترويع الأمنين ونشر الفساد في الأرض من تحقيق أغراضهم المقيتة وأهدافهم المسمومة. والإجابة بعد كل ما سبق يتبين لنا أن الإرهاب الذي حاربه الإسلام هو: كل فعل او قول خارج عن شرع الله مخالف لما عليه العمل ويلحق ضراراً بالفرد أو بالجماعة أو بالمصالح العامة وبالممتلكات ويشيع الخوف بين الناس. وأخيرا لابد من التفريق بين الإرهاب غير المشروع ومحاربته وبين حق الشعوب في مقاومه من يحتل أرضها ويسومها سوء العذاب فإن مقاومتها ليست إرهابا، المطلب الثاني: الجهاد بين الدفع والطلب والفتح والاحتلال الفرع الأول: معنى الجهاد الجهاد في اللغة هو بذل أقصى ما يستطيعه الانسان من طاقة لنيل محبوب أو لدفع مكروه. وفي الشرع يطلق على ما يشمل القتال وغيره كما في قوله تعالى (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين فجهاد المنافقين لا يكون بقتالهم، بل إقناعهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. جهاد بالقلب: وهو مجاهدة الشيطان ومجاهدة النفس عن الشهوات المحرمة. جهاد باللسان: وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الجهاد في معناه العام: بذل كل جهد مشروع الإعلاء كلمة الله وتبليغ رسالة الإسلام بالرسائل المادية والمعنوية كافة ونشر العدل والأمن والرحمة في المجتمعات البشرية. الجهاد نوعان: أو الدين، المطلب الثالث: العلاقة مع غير المسلمين جاء الإسلام للناس جميعاً وليس للمسلمين فحسب قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين قال تعالى (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا). وبين الله تعالى بشكل واضح كتابه العزيز أنه ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) وهو ما نص عليه الفقهاء قال في المغني : وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم لو يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعا ولذلك فإنه إذا عاد إلى دينه بعد زوال الإكراه لم يحكم بردته ولت يجوز قتله ولا إكراهه على الإسلام ونقل ابن قدامة إجماع أهل العلم على ان الذمي إذا أقام على ما عوهد عليه والمستأمن لا يجوز نقض عهده ولا إكراهه على ما لم يلتزمه . وشرع للمسلم ان يكون حسن المعاملة رقيق الجانب لين القول مع المسلمين وغير المسلمين فيحسن جوراهم ويقبل ضيافتهم. ومن صور المشركين أيضا أنه كان لا يمنع صلة المسلمين بأهلهم المشركين وتظهر سماحته صلى الله عليه وسلم جلية واضحة يوم الفتح غاية ما يمكن أن يصل اليه صح البشر وعفوهم فكان موقفه ممن كانوا حربا على الدعوة ولم يضعوا سيوفهم بعد عن حربها أن قال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء) لذلك شهد عدد من العلماء الغرب بروعة هذا الدين ومساحته في تعامله مع أصحاب الديانات الأخرى ومن هذه الشهادات ما قالته المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام ابشع أمثلة للتعصب الديني وافظعها سمح لهم جميعا دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم واديرتهم وكهنتهم واخبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى أوليس هذا منتهى التسامح ؟ أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ومتى؟ ومن ذا الذي لم يتنفس الصعداء بعد الاضطهاد البيزنطي الصارخ وبعد فظائع الاسبان واضطهاد اليهود إن السادة والحكام المسلمين الجدد لم يزجوا أنفسهم في شؤون تلك الشعوب الداخلية فبطريرك بيت المقدس يكتب في القرن التاسع لأخيه بطريرك القسطنطينية عن العرب إنهم يمتازون بالعدل ولا يظلموننا البته وهم لا يستخدمون معنا اي (عنف). المطلب الرابع: نظرة الإسلام إلى المرأة الفرع الأول: حقائق أساسية حول نظرة إلى المرأة المرأة إنسان كامل الأهلية لتكون مخاطبة من قبل الخالق بالتكليف والاستخلاف فهي مكلفة مثلها مثل الرجل فالرجل والمرأة متساوين في الأهلية للتكليف ويثبت التكليف في حقهما فور البلوغ. المرأة عاقلة تامة العقل فالله سبحانه وتعالى كلف المرأة كالرجل تماما ومعلوم أن العقل هو شرط التكليف. المرأة مريدة ذات أهلية تصرف كاملة فهي مسؤولة عن تصرفاتها أمام الله خالقها أولا ومسؤولة كذلك عن تصرفاتها مع أهلها وأسرتها ومجتمعها ودولتها والناس أجمعين. الفرع الثاني: تخفيف الشرع الحنيف على المرأة -خفف عنها فلم يلزمها النفقة على أولادها ووالديها وغيرهم مما أوجب الإسلام على الرجل نفقتهم. الفرع الثالث: نصوص شرعية في تكريم المرأة :وقد أتت نصوص كثيرة في مدح المرأة وبيان حقوقها واجباتها ومن ذلك: -قال رسول الله صلى الله عليه " ألا أخبركم بخير ما يكنز؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته المبحث الثاني: المفاهيم الخاطئة عند أبناء الأمة الإسلامية إن منشأ المشكلات التربوية في العالم الإسلامي هو في فقدان الذاتية الناشئة عن الهزيمة الروحية والفكرية عند كثير من أبنائنا في صراعهم الحضاري مع النموذج العلماني المعاصر فنحن نعرف أن عرض " بناء الشخصية " من منظور التربية الإسلامية ع اساس الهدف الأسمى " التسليم الله " يمكن ان يتعرض لمقاومة من جهاز المناعة الذي زرعته العلمانية في العصر الحديث ضد كل ما هو أصل من أصول الإسلام بدعوة انه خطاب ماضي او تجاوزه الزمن ويكفيه أن يأتي على سياقات الوعظ والارشاد والرقائق من أجل إجهاضه او استصعاب المطالبة به على المستوى العالم وتغليب العرض العلماني التغريبي عليه وهذه مناورة مكشوفة ونحن نؤمن بوجود عرض قضية في سياقها الصحيح ألا وهو " منهج التربية الإسلامية في بناء الشخصية " ذلك الذي كان منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة الإسلامية. المطلب الأول: العلمانية الفرع الأول: معنى العلمانية الفرع الثاني: أسباب نشوء العلمانية أن من أهم أسبب انتقال العلمانية إلى العالم العربي هو الاستعمار والصحابة الموالية له والجهل وعلماء السود والماسونية والتنصير والافتتان بالغرب فبعد سقوط الشيوعية تحول الإسلام إلى عدو استراتيجي للغرب فلم يجد سلاحا أمضى من العلمانية الإزاحة الاسلام عن المجتمعات الإسلامية والحد من هيمنته على الحياة العامة للمسلمين وتحطيم دوره و تهشيمه داخل جدران المساجد والزوايا وتحويله في النهاية إلى نوع من الفولدر او التراث الشعبي فجندت وحشدت جحافل من العلمانيين التأدية دور الطليعة الأولى والنيابة عن المغرب في نشر المشروع الحضاري الغربي . الفرع الرابع: الأسس الفكرية والفلسفية التي تقوم عليها العلمانية بل هي فلسفة عامة للوجود لها رؤية للكون والإنسان تعتبر فيه الإنسان مركزاً رئيسياً ووحيداً لهذا الكون ولا مكان فيها للماورائيات والغيبيات والأساطير الدينية. وبناء على ذلك فإن الأسس التي تقوم عليها العلمانية هي: تترد على الألسنة وفي وسائل الإعلام المختلفة عبارة العدل والمساواة فهل هاتان الكلمتين بمعنى واحد ؟ أم أنهما مختلفين؟ وبناءعليه هل دين الإسلام دين عدل والمساواة وما الفرق بين العدل والمساواة؟ الفرع الأول: معنى العدل والمساواة أما اصطلاحا فقد ظهر اتجاهان في معنى المساواة الاتجاه الأول هي إزالة كل الفوارق بين الناس لا يفرق بينهم دين ولا قانون ولا جنس وتسمى بالمساواة المطلقة الاتجاه الثاني هي المماثلة الكاملة بين الأشياء إلا ما جاء الشرع بنفي التسوية فيه. أما العدل فهو لغة: نقيض الجور وضده واصطلاحا هو وضع الشيء في موضعه الذي أمر الله تعالى أن يوضع وبعبارة أخرى هو موازنة بين الأطراف بحيث يعطى كل منهم حقه دون بخس ولا جور عليه. الفرع الثاني: الفرق بين العدل والمساواة إن الشريعة أمرت بالعدل ورغبت فيه مطلقا في كل زمان الإسلام دين العدل لان العدل يقتضي الموازنة بين الأطراف بحيث يعطي كل حقه دون بخس الفرع الأول: معنى الحداثة والمصطلحات المقاربة لها إن من أبرز ملامح الفكر الحداثي: الحرية الصراع بين القديم والجديد ضرورة التحول والتطور والخلاصة أن تحديد علاقة الفكر الحداثي بالفكر الإسلامي هو امر لا يمكن وضعه في اتجاه واحد وذلك أننا نجد أن من اتجاهات الحداثة ما لا يمكن اعتباره من الفكر الإسلامي لأنه يتناقض مع ثوابت الإسلام كالذي ينظر إلى الدين على أنه مجرد تراث ونوع المطلب الرابع : التغريب والتقليد الاعمى التغريب هو تقليد الغرب في كل ما جاء به دون تمييز صحيحه من سقيمه. الفرع الثاني: أسباب التقليد للتقليد أسباب عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر: المبحث الثالث: كيفية النهوض بالأمة الإسلامية المطلب الأول: فقه الأولويات والموازنات الفرع الأول: تعريف فقه الأولويات فقه الأولويات مصطلح إسلامي يعرف بمراتب الأعمال ويفاضل بينها من حيث تقديمها فالأولي بمعنى الاحق والأجدر ومن تعريفاته وضع كل شيء في مرتبته فلا ما حقه التقديم أو يقدم ما حقه التأخير ولا يصغر الأمر الكبير ولا يكبر الأمر الصغير وذلك وفق أسس ومعايير تضبط عملية الموازنة بين المصالح المتعارضة أو المفاسد المتعارضة مع المصالح ليتبين بذلك أي مصلحتين أرجح فتقدم على غيرها واي المفسدتين أعظم خطرا فيقدم دورها. قال الله عز وجل أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عن الله والله لا يهدي القوم الظالمين فالقرآن قدم الإيمان والجهاد على سقاية الحاج وعمارة المسجد وفي الحديث عن عبد بن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها قلت: ثم من ثمرات فقه الأولويات تقويم الفكر وتسديد المنهج وتأصيل هذا النوع من الفقه حتى يهتدي به العاملون في الساحة الإسلامية والمنظرون لهم فيحرصون على تمييز ما قدمه الشرع وما أخره وما شدد فيه وما يسره وما عظمه الدين وما هون من أمره لعل في هذا ما يحد من غلو الغالين وما يقابله من تفريط المفرطين وما يقرب وجهات النظر بين العاملين المخلصين. الفرع الرابع: اختلال ميزان الأولويات في الأمة -أهملوا إلى حد كبير فروض الكفاية المتعلقة بعموم الأمة ك التفوق العملي والصناعي والحربي الذي جعل الأمة تمتلك أمر نفسها وسيادتها. -اهتموا بالعبادات الفردية كالصلاة أكثر من اهتمامهم بالعبادات الاجتماعية التي يتعدى نفعها. -العقيدة أولا -الاهتمام بالمضمون أكثر من الشكل الفرع الأول: تعريف الشورى هي طلب الرأي ممن هو اهله له من خلال استطلاع رأي الأمة أو من ينوب عنها في الأمور العامة والهامة المتعلقة بها حيث يتم التماس الآراء المتعددة وتقليبها والموازنة بينها واختبارها من أصحاب الرأي والخبرة وصولا إلى الصواب وأفضل الآراء من أجل تحقيق أحسن النتائج. الفرع الرابع: تطبيق الرسول صلى الله عليه للشورى

يشكل المسلمون اليوم ما يقارب من ربع العالم بما يزيد على ملياري مسلم موزعين في جميع دول العالم، وتقع دول العالم الإسلامي في منتصف الخريطة الجغرافية للعالم ويختلط المسلمون بين ثقافات العالم وحضاراته ودياناته فأعطوهم الكثير وأخذوا منهم الوفير.

مما لاشك فيه أن الأمة اليوم تعيش واقعاً مريرا وتحديات جساماً تفرض عليها تغيير واقعها بما يدفع هذه التحديات لتستقبل أيامها بما إليها أمجادها فتسعى لإرضاء ربها ليتحقق لها الاستخلاف الموعود : (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم فتتخذ الاستخلاف في الأرض: إني جاعل في الأرض خليفة ) وسيلة لتحقيق ما يضمن لها مكانها الحضاري والخيرية ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) والحكم على الشيء فرع عن تصوره فلعلاج أمراض الامه لا بد من تشخيص الأمراض بدقة لوضع العلاج المناسب لها.

المبحث الأول: المفاهيم الخاطئة عند غير المسلمين في النظر

للإسلام

من أهم اسباب الواقع الأليم للأمة وما تعانيه من تأخر حضاري ومدني اليوم يعنى إلى كثير من المفاهيم الخاطئة التي تسربت إلى حياة الجيل الصاعد بما يمنعه من تحقيق غايته ورغباته بمستقبل واعد ومن أبرز هذه المفاهيم

المطلب الأول: الإرهاب مفهومه أسبابه وعلاجه

الفرع الأول: معنى الإرهاب

الإرهاب لغة :مأخوذ من رهب
واصطلاحا: يدور معنى الإرهاب شرعا على شدة الخوف والتخويف الواقع على الفرد أو على الجماعة، والإرهاب في حقيقته له حكمان

1.إرهاب مشروع بصريح القرآن : وهذا يعني أن إخافة العدوالكافر المعاند لدعوة الله بالجهاد في سبيل الله وارجافه بالعدة والقوة من مقاصد الجهاد الإسلامي ليكف شره وينتهي عن ظلمة ولعله أن يهتدي إلى دين الله وهذا الحكم خاص بالمحاربين من الكفار أو البغاة.

2. إرهاب غير مشروع، بل هو محرم وممنوع :وهو تخويف الأمنين وإدخال الرعب والفرع عليهم.
   الفرع الثاني: أسباب الإرهاب
   ظاهرة الإرهاب مركبة معقدة وأسبابها كثيرة متداخلة بعضها خفي وبعضها دولي وبعضها محلي وإتماما للفائدة سيعرض لأهم أسبابه على النحو الآتي:

أهم أسباب الإرهاب المحلية

1.الأسباب التربوية: لا يخفى على أحد أن التربية والتعليم هما العامل الأساس للتكوين عند الانسان.
2.الأسباب الاجتماعية : يترعرع الانسان في محضنه الطبيعي ألا وهو المجتمع الذي يعيش فيه وفيه كل أسباب التوازن المادي والمعنوي لديه وفي المقابل ينشأ الخلل في توازن الانسان في تفكيره ومنهج تعامله عند حدوث خلل في هذه الحساب.
3.الأسباب الاقتصادية: لعل من أهم أسباب الرضا النفسي والاستقرار الاجتماعي ان يجد الإنسان ما يسد حاجته ويفي بضروريات أسرته فيعيش راضيا عن مجتمعه والا فإن عدم رضاه يعود على المجتمع بالكره والحقد مما يدفع إلى الانتقام.
4. الأسباب السياسية: تنشأ الثقة والقناعة عند المواطنين إذا كان النهج السياسي واضحا ومستقرا فيعيش المواطنون في استقرار وأمن وطمأنينة مادية ومعنوية والعكس بالعكس.

أهم أسباب الإرهاب الدولية

1. عدم وجود تعريف واضح متفق عليه بين الدول للإرهاب بأشكاله واسبابه كافة.
   2.التطور السريع والهائل في وسائل الاتصالات بين أرجاء المعمورة.
   3.حب السيطرة على الثروات العالمية من قبل الدول القوية ماديا وعسكريا وسياسيا.


2. الظلم الذي تمارسه دول ضد شعوب مقهورة والكيل بمكيالين.

الفرع الثالث: سبل علاج الإرهاب
مما لا شك فيه أن ظاهرة الإرهاب عالمية وتعاني وتدفع ضريبتها كل الشعوب وقد عالجها الاسلام بطريقة محكمة تمثلت في خطين متوازيين هما

أولاً: الخط الوقائي
ويعني تعزيز المناعة الذاتية المانعة لأسباب خروج السلوك البشري عن جادة الصواب؛ وذلك بغرس الأخلاق الكريمة والقيم العالية الفاضلة وتزكية النفس المؤمنة بكل الآداب الخيرة والالتزام بالأحكام الشرعية وتجنب السير في طريق الخطأ والضالة.

وهذه بعض المعايير والتوجيهات الإسلامية في مجال الوقاية من جميع أنواع الإرهاب والعنف والاعتداء

. الإسلام دين الحق والسلام لجميع البشر : قوله تعالى (وإن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمِ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيْدَكَ بنصره وَبِالْمُؤْمِنِينَ).
الإسلام دين العدل والرحمة: قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).

الاسلام دين الحرية واحترام حقوق غير المسلمين : قوله تعالى (أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ). الوسيطة وعدم الغلو في الدين قوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطاً لتكونوا شهداء على النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شهيدًا).

كرامة النفس الإنسانية في الإسلام : قوله تعالى (وَلَقَدْ كَرَمْنَا بنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وفِضَلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً).

معالجة حالة الفقر : قوله تعالى (ولا تقتلوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ).

حفظ المجتمع من عوامل البغضاء والشحناء: فبناء الروابط الاجتماعية في الإسلام من أهم أهداف هذا الدين ولها مكانة مهمة فقد سعى الإسلام إلى العمل على معالجة العوامل التي
تهدد تمساك المجتمع وترابطه وتؤدي به الي التنازع والشقاق والفشل وحصول العداوة والبغضاء بين أفراده

. تحريم ترويع الآمنين: جاء الإسلام لنشر الأمن فحرم ترويع الأمنين وحذر من أي وسيلة قد تكون سببا لترويع الناس فكان تحريم الإسلام لمجرد الاشارة بالسلاح.

ثانياً: الخط العلاجي
ويتمثل هذا الخط في العقوبات والأحكام التأديبية التي من أهم أهدافها ردع الحلات الخارجة عن السلوك السوي واجتثاثها وتظهر وسائل الإسلام العلاجية الرادعة بشكل واضح في علاج هذه الحلات الشاذة التي تسعى في الأرض بالسوء، والفساد إفزاعا، وقتلا وتدميرا.

وهناك عقوبات الدنيوية الجسدية التي تردع من يتجرأ على حدود الله ومن أبرزها: . حد الحرابة
. حد القصاص
. حد البغي الله

وقد بدا واضحا من خلال ما سبق كيف حارب الإسلام كل الصور الفوضى والخروج على النظام العام وحال دون وصول من يريد ترويع الأمنين ونشر الفساد في الأرض من تحقيق أغراضهم المقيتة وأهدافهم المسمومة.

والآن ما الإرهاب الذي حاربه الإسلام؟
والإجابة بعد كل ما سبق يتبين لنا أن الإرهاب الذي حاربه
الإسلام هو: كل فعل او قول خارج عن شرع الله مخالف لما عليه العمل ويلحق ضراراً بالفرد أو بالجماعة أو بالمصالح العامة وبالممتلكات ويشيع الخوف بين الناس.
وأخيرا لابد من التفريق بين الإرهاب غير المشروع ومحاربته وبين حق الشعوب في مقاومه من يحتل أرضها ويسومها سوء العذاب فإن مقاومتها ليست إرهابا، بل واجب عليها تؤجر عليه حال قيامها به.
المطلب الثاني: الجهاد بين الدفع والطلب والفتح والاحتلال
الفرع الأول: معنى الجهاد
الجهاد في اللغة هو بذل أقصى ما يستطيعه الانسان من طاقة لنيل محبوب أو لدفع مكروه. وفي الشرع يطلق على ما يشمل القتال وغيره كما في قوله تعالى (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين فجهاد المنافقين لا يكون بقتالهم، بل إقناعهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
الفرع الثاني: أقسام الجهاد
جهاد بالقلب: وهو مجاهدة الشيطان ومجاهدة النفس عن الشهوات المحرمة.
جهاد باللسان: وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
جهاد باليد: وهو زجر الأمراء أهل المنكر بالأدب والضرب باجتهادهم ومنه إقامة الحدود؟
جهاد بالسيف :ولا ينصرف الجهاد حيث أطلق إلا إليه.

الفرع الثالث: جهاد الطلب عند الفقهاء
شرع جهاد الطلب بعد الهجرة النبوية إلى المدينة اتفاقا وهو فرض كفاية بعد موته صلى الله عليه وسلم إلا إذا دعت إليه الحاجة كأن يداهم العدو بلاد المسلمين ويتأدى فرض الكفاية بفعله في السنة مرة عند الجمهور وقيل يجب كلما أمكن والظاهر أن جهاد الطلب استمر على ما كان عليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن اكتملت فتوح البلاد وانتشار الإسلام في الأرض ثم صار فرض كفاية وجهاد الكفار واجب على كل مسلم إما بيده، وإما بلسانه وإما بماله وإما بقلبه.

رأي المجامع الفقهية في جهاد الدفع والطلب:
الجهاد في معناه العام: بذل كل جهد مشروع الإعلاء كلمة الله وتبليغ رسالة الإسلام بالرسائل المادية والمعنوية كافة ونشر العدل والأمن والرحمة في المجتمعات البشرية.
الجهاد نوعان:
جهاد الطلب :وهو الذي يهدف إلى حماية حرية نشر وإزالة العوائق أمامها كما يهدف إلى الدفاع عن المستضعفين والمضطهدين بالأرض وفق ضوابط وشروط حددها الفقهاء تحقيقا للمصلحة ودرءاً للمفسدة.

جهاد الدفع: وهو ما يفرضه واجب الدفاع الشرعي المقرر إذا حدث اعتداء على الأمة، أو المجتمع، أو الدين، أو الوطن، أو الأفراد وهذا الجهاد يزول حكمه بزوال الاعتداء وخروج العدو من بلاد المسلمين يقول الله تعالى (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).

المطلب الثالث: العلاقة مع غير المسلمين
جاء الإسلام للناس جميعاً وليس للمسلمين فحسب قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين قال تعالى (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا).
وبين الله تعالى بشكل واضح كتابه العزيز أنه ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) وهو ما نص عليه الفقهاء قال في المغني : وإذا أكره على الإسلام من لا يجوز إكراهه كالذمي والمستأمن فأسلم لو يثبت له حكم الإسلام حتى يوجد منه ما يدل على إسلامه طوعا ولذلك فإنه إذا عاد إلى دينه بعد زوال الإكراه لم يحكم بردته ولت يجوز قتله ولا إكراهه على الإسلام ونقل ابن قدامة إجماع أهل العلم على ان الذمي إذا أقام على ما عوهد عليه والمستأمن لا يجوز نقض عهده ولا إكراهه على ما لم يلتزمه . وشرع للمسلم ان يكون حسن المعاملة رقيق الجانب لين القول مع المسلمين وغير المسلمين فيحسن جوراهم ويقبل ضيافتهم.
وقد برزت روح التسامح عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم في فتح مكة، ومن صور المشركين أيضا أنه كان لا يمنع صلة المسلمين بأهلهم المشركين وتظهر سماحته صلى الله عليه وسلم جلية واضحة يوم الفتح غاية ما يمكن أن يصل اليه صح البشر وعفوهم فكان موقفه ممن كانوا حربا على الدعوة ولم يضعوا سيوفهم بعد عن حربها أن قال لهم
(اذهبوا فأنتم الطلقاء) لذلك شهد عدد من العلماء الغرب بروعة هذا الدين ومساحته في تعامله مع أصحاب الديانات الأخرى ومن هذه الشهادات ما قالته المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام ابشع أمثلة للتعصب الديني وافظعها سمح لهم جميعا دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم واديرتهم وكهنتهم واخبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى أوليس هذا منتهى التسامح ؟ أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ومتى؟ ومن ذا الذي لم يتنفس الصعداء بعد الاضطهاد البيزنطي الصارخ وبعد فظائع الاسبان واضطهاد اليهود إن السادة والحكام المسلمين الجدد لم يزجوا أنفسهم في شؤون تلك الشعوب الداخلية فبطريرك بيت المقدس يكتب في القرن التاسع لأخيه بطريرك القسطنطينية عن العرب إنهم يمتازون بالعدل ولا يظلموننا البته وهم لا يستخدمون معنا اي (عنف).

المطلب الرابع: نظرة الإسلام إلى المرأة
لقد كان للمرأة العربية في عهد جاهليتها حقوق أخذت بعضها وسلب منها غالبها بسبب الجهل وسوء النظام الاجتماعي وبعد أن رسخت أصول الإسلام ووفرت ظلاله وخفقت على الخافقين أعلامه عاشت المرأة تحت ظلاله حياة هانئة وشرع لها من الحقوق ما لم يشرع في أي أمة من الامم في عصر من العصور فلم تشبهها امرأة من نساء العالمين في جلال حياتها وسناء منزلتها.

الفرع الأول: حقائق أساسية حول نظرة إلى المرأة
.المرأة إنسان كامل الأهلية لتكون مخاطبة من قبل الخالق بالتكليف والاستخلاف فهي مكلفة مثلها مثل الرجل فالرجل والمرأة متساوين في الأهلية للتكليف ويثبت التكليف في حقهما فور
البلوغ.
. المرأة عاقلة تامة العقل فالله سبحانه وتعالى كلف المرأة كالرجل تماما ومعلوم أن العقل هو شرط التكليف.
.المرأة مريدة ذات أهلية تصرف كاملة فهي مسؤولة عن تصرفاتها أمام الله خالقها أولا ومسؤولة كذلك عن تصرفاتها مع أهلها وأسرتها ومجتمعها ودولتها والناس أجمعين.

الفرع الثاني: تخفيف الشرع الحنيف على المرأة
خففت الشريعة كثيرا على المرأة ومن صور هذا التخفيف
-كف المرأة عن الصلاة والصيام في وقت الدورة الشهرية ولعل أغلب النساء يستشعرون حكمة هذا المنع فهو لصالحهن وللتخفيف عنهن أولا وأخيرا.
-خفف على المرأة فلم يوجب عليها الجهاد والقتال في سبيل الله وأسقط عنها صلاة الجمعة وكثيرا من العبادات حال وجود عذرها الشرعي.
-خفف عنها فلم يلزمها النفقة على أولادها ووالديها وغيرهم مما أوجب الإسلام على الرجل نفقتهم. خفف على المرأة فجعل القوامة في الاسرة للزوج فالحياة الزوجية تقوم على الشراكة والتفاهم.
-شرع الإسلام الحجاب حفظا وحماية للمرأة لا تقييدا لحريتها وجعل لها ثواب فعل الفرض بكل ثانية تلبس فيه المرأة حجابها الذي أوجبه عليها حرصا عليها.

الفرع الثالث: نصوص شرعية في تكريم المرأة :وقد أتت نصوص كثيرة في مدح المرأة وبيان حقوقها واجباتها ومن ذلك:
-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله يوصيكم بالنساء خيرا إن الله يوصيكم بالنساء خيرا فإنهن أمهاتكم وبناتكم وخلاتكم.
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أربع من السعادة المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء.
-قال رسول الله صلى الله عليه " ألا أخبركم بخير ما يكنز؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته

المبحث الثاني: المفاهيم الخاطئة عند أبناء الأمة الإسلامية

إن منشأ المشكلات التربوية في العالم الإسلامي هو في فقدان الذاتية الناشئة عن الهزيمة الروحية والفكرية عند كثير من أبنائنا في صراعهم الحضاري مع النموذج العلماني المعاصر فنحن نعرف أن عرض " بناء الشخصية " من منظور التربية الإسلامية ع اساس الهدف الأسمى " التسليم الله " يمكن ان يتعرض لمقاومة من جهاز المناعة الذي زرعته العلمانية في العصر الحديث ضد كل ما هو أصل من أصول الإسلام بدعوة انه خطاب ماضي او تجاوزه الزمن ويكفيه أن يأتي على سياقات الوعظ والارشاد والرقائق من أجل إجهاضه او استصعاب المطالبة به على المستوى العالم وتغليب العرض العلماني التغريبي عليه وهذه مناورة مكشوفة ونحن نؤمن بوجود عرض قضية في سياقها الصحيح ألا وهو " منهج التربية الإسلامية في بناء الشخصية " ذلك الذي كان منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة
الإسلامية.

المطلب الأول: العلمانية
الفرع الأول: معنى العلمانية

العلمانية هي " اتجاه في الحياة او في اي شأن خاص يقوم على مبدأ الدين أو الاعتبارات الدينية يجب الا تتدخل في الحكم أو استبعاد هذه الاعتبارات استبعاد مقصودا فهي تعني مثلا السياسة غير الدينية البحتة في الحكومة وهي نظام اجتماعي في الأخلاق مؤسس على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والخلقية على اعتبارات الحياة المعاصرة وتضامن الاجتماعي دون النظرة للدين.
الفرع الثاني: أسباب نشوء العلمانية
وهي الشروط التاريخية التي تسببت في افراز العلمانية وجودها في العالم الغربي ثم تم نسخها في العالم العربي:
*الطغيان الكنيسي.
*الثورة الفرنسية التي اندلعت بعد صراع مع الكنيسة والاقطاعيين والملكية.
*الصراع بين الكنسية والعلم.
*نظرية التطور التي طرحها تشارلز داروين في كتابه.
*الحروب الدينية بين أتباع الفرق المسيحية التي دفعت النخب السياسية والمجتمعات إلى البعد عن المسيحية.

ويمكن إجمال الأسباب في نوعين هما

. أسباب راجعة إلى انتفاء مقولة الحق عن النصرانية
. أسباب راجعة إلى انتفاء مقولة العدالة عن النصرانية أيضا

الفرع الثالث: أسباب انتقال العلمانية إلى العالم العربي
أن من أهم أسبب انتقال العلمانية إلى العالم العربي هو الاستعمار والصحابة الموالية له والجهل وعلماء السود والماسونية والتنصير والافتتان بالغرب فبعد سقوط الشيوعية تحول الإسلام إلى عدو استراتيجي للغرب فلم يجد سلاحا أمضى من العلمانية الإزاحة الاسلام عن المجتمعات الإسلامية والحد من هيمنته على الحياة العامة للمسلمين وتحطيم دوره و تهشيمه داخل جدران المساجد والزوايا وتحويله في النهاية إلى نوع من الفولدر او التراث الشعبي فجندت وحشدت جحافل من العلمانيين التأدية دور الطليعة الأولى والنيابة عن المغرب في نشر المشروع الحضاري الغربي .

الفرع الرابع: الأسس الفكرية والفلسفية التي تقوم عليها العلمانية

العقل الواقع يدعونا أن نؤكد أن العلمانية ليست مجرد فصل الدين عن الدولة فصب كما عدد من العلمانيين تستراً وتزييفاً، بل هي فلسفة عامة للوجود لها رؤية للكون والإنسان تعتبر فيه الإنسان مركزاً رئيسياً ووحيداً لهذا الكون ولا مكان فيها للماورائيات والغيبيات والأساطير الدينية.

وبناء على ذلك فإن الأسس التي تقوم عليها العلمانية هي:
*العلمانية مذهب الحادي.
*الرؤية المادية.
*فصل الدين عن الحياة والغاؤه تماما من المنظومة المعرفية أو السلوكية فهذا أعم أنواع العلمانية وأشملها.
*العقلانية المطلقة
*النسبية المطلقة.

الفرع الخامس: نظرة الإسلام للعلمانية
العلمانية نوعان هما:
النوع الأول: العلمانية الشاملة.
النوع الثاني: العلمانية الجزئية.

المطلب الثاني: العدل والمساواة
تترد على الألسنة وفي وسائل الإعلام المختلفة عبارة العدل والمساواة فهل هاتان الكلمتين بمعنى واحد ؟ أم أنهما مختلفين؟ وبناءعليه هل دين الإسلام دين عدل والمساواة وما الفرق بين العدل والمساواة؟

الفرع الأول: معنى العدل والمساواة
المساواة في اللغة: هي المماثلة بين الشيئين والمعادلة بينهما

أما اصطلاحا فقد ظهر اتجاهان في معنى المساواة الاتجاه الأول هي إزالة كل الفوارق بين الناس لا يفرق بينهم دين ولا قانون ولا جنس وتسمى بالمساواة المطلقة الاتجاه الثاني هي المماثلة الكاملة بين الأشياء إلا ما جاء الشرع بنفي التسوية فيه.

أما العدل فهو لغة: نقيض الجور وضده واصطلاحا هو وضع الشيء في موضعه الذي أمر الله تعالى أن يوضع وبعبارة أخرى هو موازنة بين الأطراف بحيث يعطى كل منهم حقه دون بخس ولا جور عليه.

الفرع الثاني: الفرق بين العدل والمساواة

إن الشريعة أمرت بالعدل ورغبت فيه مطلقا في كل زمان

ومكان ومع كل إنسان. الإسلام دين العدل لان العدل يقتضي الموازنة بين الأطراف بحيث يعطي كل حقه دون بخس

المطلب الثالث: الحداثة وما وراء الحداثة والتنويريين

الفرع الأول: معنى الحداثة والمصطلحات المقاربة لها

الحداثة في اللغة نقبض قدم والحديث الجديد من الأشياء واصطلاحا فإن الفكر الحداثي هو الفكر الذي اوكل اليه او أوكل إلى نفسه مهمة اعادة تركيب النسيج الثقافي الاجتماعي العربي والإسلامي وفقا لنموذج أرقى النموذج الغربي المكتمل للتاريخ للثقافة للمجتمع للعلمانية للدولة للأمة.

الفرع الثاني: نشأة الحداثة
إن أصل كلمة حداثة باعتبارها فكرت نشأت في الغرب كانت ثقافة الشعوب خلالها قاصرة على ما يمليه عليهم سدنة الكنيسة وجدوا العلماء أن تفسيرات رجال الكنسية خرافة لا يقرها العقل فأعلنوا ثورتهم على هذه الآراء وتلك الخرافات.
الفرع الثالث: أبرز ملامح الفكر الحداثي
إن من أبرز ملامح الفكر الحداثي:
. تقديس العقل
. الحرية
. الصراع بين القديم والجديد
. ضرورة التحول والتطور
والخلاصة أن تحديد علاقة الفكر الحداثي بالفكر الإسلامي هو امر لا يمكن وضعه في اتجاه واحد وذلك أننا نجد أن من اتجاهات الحداثة ما لا يمكن اعتباره من الفكر الإسلامي لأنه يتناقض مع ثوابت الإسلام كالذي ينظر إلى الدين على أنه مجرد تراث ونوع
ظن العادات والتقاليد وهنالك اتجاه لا يتناقض مع تلك الثوابت وإنما يدعو إلى ما يراه تجديدا في الفكر الإسلامي.
المطلب الرابع : التغريب والتقليد الاعمى
الفرع الأول: معنى التغريب والتقليد
التغريب هو تقليد الغرب في كل ما جاء به دون تمييز صحيحه من سقيمه.
الفرع الثاني: أسباب التقليد
للتقليد أسباب عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر:
-التربية غير السليمة بحيث ينشأ الطفل ويكبر بدون رقابة وتوجيه الاهل مما قد يؤدي بهم إلى التشبه بالغير في الأمور السلبية.
-الانفتاح غير المقيد على ثقافات ومجتمعات أخرى في أرجاء المعمورة كافة إلا أن هذا الأمر قد يكون ايجابيا أو سلبيا اعتمادا على ما قد يقلد من هذه الثقافات.
-البعد عن الدين وأصوله فديتنا الحنيف واضح وصريح يدعو إلى التحلي بالأخلاق الطيبة ويدعو إلى التفكير في كل عمل وقول قبل الاقدام عليه بعيدا عن التقليد الأعمى الذي لا يعود على الإنسانية إلا بالدمار المهدد المستقبل الشباب.

• عدم وجود قدوة الحسنة في حياة الشباب احيانا.
  -حب الظهور ولفت انتباه أكبر عدد ممكن من الناس وهي من أخطر الأسباب التي قد تؤدي إلى التقليد أعمى دون التفكير بأي نتيجة قد تنطوي عليه.
  الفرع الثالث: إعادة الثقة بتراثنا
  فقد قدمت الحضارة الإسلامية شموس العلم التجريبي على
  المستوى الإنساني من أمثال:
  *ابن الهيثم
  *ابن النفيس
  *ابن يونس
  *ابن ماجد
  المبحث الثالث: كيفية النهوض بالأمة الإسلامية
  المطلب الأول: فقه الأولويات والموازنات
  تمتاز الشريعة الإسلامية بقدرتها على النظر الدقيق فيما يجول داخل الافئدة والعقول وما يدور في ثنايا البقاع والعصور.
  الفرع الأول: تعريف فقه الأولويات

فقه الأولويات مصطلح إسلامي يعرف بمراتب الأعمال ويفاضل بينها من حيث تقديمها فالأولي بمعنى الاحق والأجدر ومن تعريفاته وضع كل شيء في مرتبته فلا ما حقه التقديم أو يقدم ما حقه التأخير ولا يصغر الأمر الكبير ولا يكبر الأمر الصغير وذلك وفق أسس ومعايير تضبط عملية الموازنة بين المصالح المتعارضة أو المفاسد المتعارضة مع المصالح ليتبين بذلك أي مصلحتين أرجح فتقدم على غيرها واي المفسدتين أعظم خطرا فيقدم دورها.

الفرع الثاني: أدلة فقه الأولويات
قال الله عز وجل أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عن الله والله لا يهدي القوم الظالمين فالقرآن قدم الإيمان والجهاد على سقاية الحاج وعمارة المسجد وفي الحديث عن عبد بن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها قلت: ثم
أي ؟ قال: ثم بر الوالدين قلت: ثم أي ؟ قال: الجهاد في سبيل الله قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني.
الفرع الثالث: أهمية فقه الأولويات

من ثمرات فقه الأولويات تقويم الفكر وتسديد المنهج وتأصيل هذا النوع من الفقه حتى يهتدي به العاملون في الساحة الإسلامية والمنظرون لهم فيحرصون على تمييز ما قدمه الشرع وما أخره وما شدد فيه وما يسره وما عظمه الدين وما هون من أمره لعل في هذا ما يحد من غلو الغالين وما يقابله من تفريط المفرطين وما يقرب وجهات النظر بين العاملين المخلصين.

الفرع الرابع: اختلال ميزان الأولويات في الأمة

وإليكم نماذج من ذلك الاختلال؟
-أهملوا إلى حد كبير فروض الكفاية المتعلقة بعموم الأمة ك التفوق العملي والصناعي والحربي الذي جعل الأمة تمتلك أمر نفسها وسيادتها.
-أهملوا بعض الفرائض مثل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي قدمها القرآن على الصلاة والزكاة في وصف مجتمع الإيمان.
-اهتموا ببعض الاركان أكثر من بعض فقدموا الصوم علة الصلاة وأخروا الزكاة.
-اهتموا ببعض النوافل كالأذكار والتسبيح أكثر من اهتمامهم بالفرائض والواجبات.
-اهتموا بالعبادات الفردية كالصلاة أكثر من اهتمامهم بالعبادات الاجتماعية التي يتعدى نفعها.
-اشتغلوا بمحاربة المكروهات او الشبهات مما اختلف في حله وحرمته مثل مسائل التصوير والغناء.....
الفرع الخامس: ترتيب الأولويات وفق الأهمية
وإليكم بعض التفاصيل التي نصت عليها الشريعة
-العقيدة أولا
-الفرائض قبل السنن والنوافل
-تقديم حقوق العباد على حق الله
-تقديم المصلحة العامة على الخاصة
-الاهتمام بالمضمون أكثر من الشكل
-درء المفاسد مقدم على جلب المنافع

المطلب الثاني: الشورى
الفرع الأول: تعريف الشورى
هي طلب الرأي ممن هو اهله له من خلال استطلاع رأي الأمة أو من ينوب عنها في الأمور العامة والهامة المتعلقة بها حيث يتم التماس الآراء المتعددة وتقليبها والموازنة بينها واختبارها من أصحاب الرأي والخبرة وصولا إلى الصواب وأفضل الآراء من أجل تحقيق أحسن النتائج.

الفرع الثاني: أدلة مشروعية الشورى
قوله تعالى (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وامرهم شورىة بينهم ومما رزقناهم ينفقون).

الفرع الثالث: أهمية الشورى

الشورى مبدأ إنساني ونظام سياسي عظيم يمثل حلقة وصل بين الحاكم والرعية وقد سميت سورة في القرآن الكريم باسم " الشورى " دلالة على أهميتها في حياة المسلمين ومنها الشورى
عبادة وتحر للحق والصواب وسيلة لكشف عن المواهب والقدرات واختبار المعادن الرجال وجمع القلوب وتأليف بينها على العلم والخير والإيمان وتربية الأمة وبناء لقواها الفكرية وافادة من كل عناصرها وتنسيق لجهودها وإغلاق الأبواب الشرور والفتن والأحقاد.

الفرع الرابع: تطبيق الرسول صلى الله عليه للشورى
المطلب الثالث: الولاء والبراء
تعريف الولاء والبراء
الولاء: النصرة والمحبة والإكرام والاحترام ولزوم المحبوب والبراء البعد والتنزه والتخلص والعداوة قال الله عز وجل: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الي الظلمات "
-منزلة الولاء والبراء
عدها البعض من أركان العقيدة الإسلامية وشروط الإيمان قال تعالى " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أحب الله وابغى للخ وأعطى الله ومنع الله فقد استكمل الإيمان ".

ومن هذا المنطلق فالبشر وفق هذا التصور عدة أقسام
من يحب محبة خالصة لا معاداة معها وهم المؤمنين الخلص من الأنبياء والصديقين والشهداء الصالحين وفي مقدمتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه تجب محبته وهي أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين ثم زوجاته أمهات المؤمنين وأهل
بيته
من يبغض ويعادى على وجه خالص لا محبة ولا موالاة معه وهم الكفار والمشركين والمنافقين والمرتدين
من يحب من وجه ويبغض من وجه وهم عصاه المؤمنين يحبون لما فيهم من الإيمان ويبغضون لما فيهم من المعصية التي هي دون الكفر والشرك وسحبتها تقتضي مناصحتهم.

*مظاهر موالاة المؤمنين
. مناصرة المسلمين ومعاونتهم بالنفس والمال واللسان فيما يحتاجون إليه في دينهم ودنياهم
. التألم لألمهم والسرور بسرورهم
. النصح ومحبة الخير لهم وعدم إيذائهم احترامهم وتوقيرهم وعدم تنقصهم وعيبهم
. الدعاء والاستغفار لهم

أقسام موالاة الكافرين
. موالاة مطلقة عامة: وهي بهذه الصفة مرادفة لمعنى التولي وخذا كفر
. موالاة خاصة: وهي موالاة الكفار لغرض دنيوي مع سلامة الاعتقاد وعدم إضمار نية الكفر والردة.

صور ومظاهر من ولائهم
-الرضا بكفرهم
-التولي العام واتخاذهم أعوانا وأنصارا وأولياء ن الإيمان ببعض ما عم عليه من الكفر أو التحكم إليهم دون كتاب الله
-المحبة والمودة الخالصة اتخذاهم بطانة من دون المؤمنين الرضا بأعمالهم أو التشبه

المطلب الرابع :صدارة المسجد
مكانة المساجد يقلب المسلم وجهه في السماوات راضيا بفضل الله راجيا أن تتكشف له حجب الغيب فيرى أنوار الحق تتجلى له كي يطمئن قلبه بالإيمان لذا أكرمه الله بفيض من نوره الأسنى.
دور المسجد في عهد النبوة كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل فيه الوفد التي ترد المدينة لتعلم شرائع الإسلام وكانت تقام فيه مجال الشورى وترسم فيه خطط الدولة الاسلامية وسياستها وتعقد ألوية الجهاد لقادة الجيوش كما غدا مقرا للقضاء ومواساة الفقراء وطعام الغرباء وتفقد ذوي الحاجة.

المطلب الخامس: رقي الأمة في الجمع بين الأصالة والمعاصرة
توضيح المفاهيم
الاصالة أن نكون على بتاريخ أمتنا وتراثها نعتز بحضارتنا ونتمسك بهويتنا ونكون على علم بمواطن القوة والتمايز في هذا التراث.

المعاصرة: نقصد بها اتصالا فاعلا بعصرنا ودراية به وبعلومه وتطوراته وبحثا في المشترك الإنساني وطلبا للنافع نأخذ منه ما لا يتعارض مع ديننا الإسلامي.

موقفنا من الأصالة والتراث
الناس قسمان حيال العصر فريق يهرب منه إلى الماضي خوفا بدل المواجه وآخر يندمج فيه إلى حد الذوبان والخير في الوسيطة حيث نستعمل إرادتنا واختيارنا أمام هذه المستجدات لنأخذ ما ينفعنا وندع ما يضرنا.
من الضروري إعادة تشكيل العقل السليم المستنير القادر على القيام برسالته و ممارسته دوره في الاجتهاد والتجديد والعمران الإنساني وتأهيل المسلم لدور الاستخلاف وبناء القدرة لديه على التسخير وذلك من خلال جولاته الفكرية والثقافية واكتشاف سنن الله في الأنفس والآفاق لامتلاك إمكانية التسخير.