لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (31%)

وأنا مكتئب النفس أنظر من النافذة لجمال الطبيعة، وأسائل نفسي عن سر اكتئابها فلا أهتدي لشيء. فألقيت به على الخوان، وتناولت عصاي وغادرت منزلي وسرت وأنا لا أعلم إلى أي مكان تقودني قدماي إلى أن وصلت محطة باب الحديد، وابتعت تذكرة، وركبت القطار للضيعة لأقضي فيها نهاري بأكمله. له عينان أقفل أجفانهما الكسل، وجلس الأستاذ غير بعيد عني، ولعل انشغالي برؤية الأستاذ منعني أن أرى الشاب ساعة دخوله. وهو يعود إلى ضيعته ليقضي أجازته بين أهله وقومه، نظرت إلى الشاب كما نظر إليَّ الشاب ثم أخرج من حافظته رواية من روايات مسامرات الشعب وهمّ بالقراءة بعد أن حوّل نظره عنِّي وعن الأستاذ، فرددناه رد الغريب على الغريب، والأستاذ يسبح وهو غائب عن الوجود والأفندي ينظر لملابسه طوراً وللمسافرين تارة أخرى، أحمر الوجه براق العينين، وكان ممسكاً بمظلة أكل عليها الدهر وشرب، وجلس أمامي وهو يتفرس في وجه رفقائه المسافرين كأنه يسألهم من أين هم قادمون وإلى أين هم ذاهبون، حتى اقترب من محطة شبرا فإذا بالشركسي يحملق فيّ ثم قال موجهاً كلامه إلىّ:
كبير الشارب، له وجه به آثار الجدري تظهر عليه مظاهر القوة والجهل. جلس العمدة بجواري بعد أن قرأ سورة الفاتحة وصلى على النبي ثم سار القطار قاصداً قليوب. مكث الشركسي قليلاً يقرأ الجريدة، ثم طواها وألقى بها على الأرض وهو يحترق من الألم وقال:
- وأية جناية؟
- وأي علاج تقصد؟ وهل من علاج أنجح من التعليم؟
فقطب الشركسي حاجبيه وقال بلهجة الغاضب:
- وما هو؟
إن السوط لا يكلف الحكومة شيئاً، أما التعليم فيتطلب أموالاً طائلة، وأردت أن أجيب الشركسي، ولكن العمدة حفظه الله كفاني مؤنه الرد فقال للشركسي وهو يبتسم ابتسامة صفراء:
- صدقت يا بيه ولو كنت تسكن الضياع لقلت أكثر من ذلك. إننا نعاني من الفلاح لنكبح جماحه، ولم أطق سكوتاً على ما فاه به الشركسي، فقلت له:
- الفلاح يا بيه إنسان مثلنا وحرام ألا يحسن الإنسان معاملة أخيه الإنسان فالتفت إلىّ العمدة، كأني وجهت الكلام إليه وقال:
ولم يطق السكوت، - الفلاح يا حضرة العمدة . فقاطعه العمدة قائلا:
- قل يا سعادة "البك لفظاً" لأني حزت الرتبة الثانية منذ عشرين سنة. - الفلاح يا حضرة العمدة لا يذعن لأوامركم إلا بالضرب لأنكم لم تعوّدوه غير ذلك، فهز العمدة رأسه ونظر إلى الشركسي وقال:
فقال الشركسي:
برافو،


النص الأصلي

نص القصة القصيرة المبحوثة: (في القطار) للكاتب محمد تيمور


صباح ناصع الجبين يجلي عن القلب الحزين ظلماته، ويرد الشيخ إلى شبابه، ونسيم عليل ينعش الأفئدة ويسري عن النفس همومها، وفي الحديقة تتمايل الأشجار يمنة ويسرة كأنها ترقص لقدوم الصباح، والناس تسير في الطريق وقد دبت في نفوسهم حرارة العمل، وأنا مكتئب النفس أنظر من النافذة لجمال الطبيعة، وأسائل نفسي عن سر اكتئابها فلا أهتدي لشيء.


تناولت ديوان "موسيه" وحاولت القراءة، فلم أنجح. فألقيت به على الخوان، وجلست على مقعد واستسلمت للتفكير كأني فريسة بين مخالب الدهر.


مكثت حيناً أفكر ثم نهضت واقفاً، وتناولت عصاي وغادرت منزلي وسرت وأنا لا أعلم إلى أي مكان تقودني قدماي إلى أن وصلت محطة باب الحديد، وهناك وقفت مفكراً ثم اهتديت للسفر ترويحاً للنفس، وابتعت تذكرة، وركبت القطار للضيعة لأقضي فيها نهاري بأكمله.


وجلست في إحدى غرف القطار بجوار النافذة، ولم يكن بها أحد سواي وما لبثت في مكاني حتى سمعت صوت بائع الجرائد يطن في أذني "وادي النيل، الأهرام، المقطم" فابتعت إحداها وهممت بالقراءة وإذا بباب الغرفة قد انفتح ودخل شيخ من المعممين أسمر اللون، طويل القامة، نحيف القوام، كث اللحية، له عينان أقفل أجفانهما الكسل، فكأنه لم يستيقظ من نومه بعد، وجلس الأستاذ غير بعيد عني، وخلع مركوبه الأحمر قبل أن يتربع على المقعد، ثم بصق على الأرض ثلاثا ماسحا شفتيه بمنديل أحمر يصلح أن يكون غطاء لطفل صغير، ثم أخرج من جيبه مسبحة ذات مائة حبة وحبة، وجعل يردد اسم الله والنبي والصحابة والأولياء الصالحين، فحولت نظري عنه فإذا بي أرى في الغرفة شاباً لا أدري من أين دخل علينا، ولعل انشغالي برؤية الأستاذ منعني أن أرى الشاب ساعة دخوله.


نظرت إلى الفتى وتبادر إلى ذهني أنه طالب ريفي انتهى من تأدية امتحانه، وهو يعود إلى ضيعته ليقضي أجازته بين أهله وقومه، نظرت إلى الشاب كما نظر إليَّ الشاب ثم أخرج من حافظته رواية من روايات مسامرات الشعب وهمّ بالقراءة بعد أن حوّل نظره عنِّي وعن الأستاذ، ونظرت إلى الساعة راجياً أن يتحرك القطار قبل أن يوافينا مسافر رابع فإذا بأفندي وضّاح الطلعة، حسن الهندام، دخل غرفتنا وهو يتبختر في مشيته ويردد أنشودة طالما سمعتها من باعة الفجل والترمس، جلس الأفندي وهو يبتسم واضعاً رجلاً على رجل بعد أن قرأنا السلام، فرددناه رد الغريب على الغريب، وساد السكون الغرفة والتلميذ يقرأ روايته، والأستاذ يسبح وهو غائب عن الوجود والأفندي ينظر لملابسه طوراً وللمسافرين تارة أخرى، وأنا أقرأ وادي النيل منتظراً أن يتحرك القطار قبل أن يوافينا مسافر خامس.


مكثنا هنيهة لا نتكلم كأنا ننتظر قدوم أحد، فانفتح باب الغرفة ودخل شيخ بلغ الستين، أحمر الوجه براق العينين، يدل لون بشرته على أنه شركسي الأصل، وكان ممسكاً بمظلة أكل عليها الدهر وشرب، أما حافة طربوشه فكانت تصل إلى أطراف أذنيه، وجلس أمامي وهو يتفرس في وجه رفقائه المسافرين كأنه يسألهم من أين هم قادمون وإلى أين هم ذاهبون، ثم سمعنا صفير القطار ينبئ الناس بالمسير وتحرك القطار بعد قليل يُقل من فيه إلى حيث هم قاصدون.


سافر القطار ونحن نجلس لا ننبس ببنت شفه، كأنما على رؤوسنا الطير، حتى اقترب من محطة شبرا فإذا بالشركسي يحملق فيّ ثم قال موجهاً كلامه إلىّ:



  • هل من أخبار جديدة يا أفندي؟


فقلت وأنا ممسك الجريدة بيدي ليس في أخبار اليوم ما يستلفت النظر اللهم إلا خبر وزارة المعارف بتعميم التعليم ومحاربة الأمية.


ولم يمهلني الرجل إلى أن أتم كلامي لأنه اختطف الجريدة من يدي دون أن يستأذنني وابتدأ بقراءة ما يقع تحت عينيه، ولم يدهشني ما فعل لأني أعلم الناس بحدة الشراكسة، وبعد قليل وصل القطار محطة شبرا وصعد منها أحدُ عُمَدِ القليوبية، وهو رجل ضخم الجثة، كبير الشارب، أفطس الأنف، له وجه به آثار الجدري تظهر عليه مظاهر القوة والجهل. جلس العمدة بجواري بعد أن قرأ سورة الفاتحة وصلى على النبي ثم سار القطار قاصداً قليوب.


مكث الشركسي قليلاً يقرأ الجريدة، ثم طواها وألقى بها على الأرض وهو يحترق من الألم وقال:



  • يريدون تعميم التعليم ومحاربة الأمية حتى يرتقي الفلاح مصاف أسياده، وقد جهلوا أنهم يجنون جناية كبرى.


فالتقطت الجريدة من الأرض وقلت:




  • وأية جناية؟




  • إنك ما تزال شاباً لا تعرف العلاج الناجح لتربية الفلاح.




  • وأي علاج تقصد؟ وهل من علاج أنجح من التعليم؟




فقطب الشركسي حاجبيه وقال بلهجة الغاضب:




  • هناك علاج آخر.




  • وما هو؟




فصاح بملء فيه صيحة أفاق لها الأستاذ من نومه وقال:



  • السوط، إن السوط لا يكلف الحكومة شيئاً، أما التعليم فيتطلب أموالاً طائلة، ولا ننس أن الفلاح لا يذعن إلا للضرب لأنه اعتاده من المهد إلى اللحد.


وأردت أن أجيب الشركسي، ولكن العمدة حفظه الله كفاني مؤنه الرد فقال للشركسي وهو يبتسم ابتسامة صفراء:



  • صدقت يا بيه ولو كنت تسكن الضياع لقلت أكثر من ذلك.


إننا نعاني من الفلاح لنكبح جماحه، ونمنعه من ارتكاب الجرائم.


فنظر إليه الشركسي نظرة ارتياب وقال:




  • حضرتكم تسكنون الأرياف؟




  • أنا مولود بها يا بيه.




  • ما شاء الله.




جرى هذا الحديث والأستاذ يغط في نومه، والأفندي ذو الهندام الحسن ينظر لملابسه ثم ينظر إلينا ويضحك، أما التلميذ فكانت على وجهه سيماء الاشمئزاز، ولقد همَّ بالكلام مراراً فلم يمنعه إلا حياؤه وصغر سنه، ولم أطق سكوتاً على ما فاه به الشركسي، فقلت له:




  • الفلاح يا بيه إنسان مثلنا وحرام ألا يحسن الإنسان معاملة أخيه الإنسان فالتفت إلىّ العمدة، كأني وجهت الكلام إليه وقال:




  • أنا أعلم الناس بالفلاح، ولي الشرف أن أكون عمدة في بلد به ألف رجل، وإن شئت أن تقف على شؤون الفلاح أجيبك، إن الفلاح يا حضرة الأفندي لا يفلح معه إلا الضرب، ولقد صدق البيك فيما قال. وأشار بيده إلى الشركسي.




ولا ينبئك مثلُ خبير.


فاستشاط التلميذ غضباً، ولم يطق السكوت، فقال وهو يرتجف:



  • الفلاح يا حضرة العمدة .....


فقاطعه العمدة قائلا:



  • قل يا سعادة "البك لفظاً" لأني حزت الرتبة الثانية منذ عشرين سنة.


قال التلميذ:



  • الفلاح يا حضرة العمدة لا يذعن لأوامركم إلا بالضرب لأنكم لم تعوّدوه غير ذلك، فلو كنتم أحسنتم صنيعكم معه لكنتم وجدتم فيه أخاً يتكاتف معكم ويعاونكم، ولكنكم مع الأسف أسأتم إليه فعمد إلى الإضرار بكم تخلصاً من إساءتكم. وإنه ليدهشني أن تكون فلاحاً وتنحى باللائمة على إخوانكم الفلاحين.


فهز العمدة رأسه ونظر إلى الشركسي وقال:



  • هذه هي نتائج التعليم.


فقال الشركسي:



  • نام وقام فوجد نفسه قائم مقام.


أما الأفندي ذو الهندام الحسن فإنه قهقه ضاحكاً وصفق بيده وقال للتلميذ:



  • برافو يا أفندي، برافو، برافو.


ونظر إليه الشركسي وقد انتفخت أوداجه وتعسّر عليه التنفس وقال:



  • ابن الحظ والأنس يا أنس.


قهقه عدة ضحكات متوالية.


ولم يبق في قوس الشركسي منزع فصاح وهو يبصق على الأرض طوراً وعلى الأستاذ وعلى حذاء العمدة تارة.



  • أدبسيس فلاح.


ثم سكت وسكت الحاضرون، وأوشكت أن تهدأ العاصفة لولا أن التفت العمدة إلى الأستاذ وقال:




  • أنت خير الحاكمين يا سيدنا فاحكم لنا في هذه القضية. فهز الأستاذ رأسه وتنحنح وبصق على الأرض وقال:




  • وما هي القضية لأحكم فيها بإذن الله جل وعلا؟




  • هل التعليم أفيد للفلاح أم الضرب؟




فقال الأستاذ:



  • بسم الله الرحمن الرحيم (إنا فتحنا لك فتحا مبينا)، قال النبي عليه الصلاة والسلام لا تعلموا أولاد السفلة العلم. "


وعاد الأستاذ إلى خموله وإطباق أجفانه مستسلماً للذهول، فضحك التلميذ وهو يقول:



  • حرام عليك يا أستاذ إن بين الغني والفقير من هو على خلق عظيم كما أن بينهم من هو في الدرك الأسفل.


فأفاق الأستاذ من غشيته وقال:



  • واحسرتاه، إنكم من يوم ما تعلمتم الرّطان فسدت عليكم أخلاقكم ونسيتم أوامر دينكم، ومنكم من تبجح وبغى واستكبر وأنكر وجود الخالق.


فصاح الشركسي والعمدة (لك الله يا أستاذ) وقال الشركسي:



  • كان الولد يخاف أن يأكل مع أبيه، واليوم يشتمه ويهم بصفعه.


قال العمدة:



  • كان الولد لا يرى وجه عمته، والآن يجالس امرأة أخيه.


ووقف القطار في قليوب، فقرأت الجميع السلام، وغادرتهم وسرت في طريقي إلى الضيعة وأنا أكاد لا أسمع دوى القطار وصفيره، وهو يعدو بين المروج الخضراء لكثرة ما يصيح في أذني من صدى الحديث.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

En tant que dis...

En tant que discipline, La pragmatique comprend trois niveaux d’analyse : syntaxique, sémantique et ...

An awareness an...

An awareness and understanding of a set of information and ways that information can be made useful...

حرصت القوانين ف...

حرصت القوانين في كافة الدول على اختلاف أنظمتها القانونية و الاجتماعية و الاقتصادية على صيانة الحياة ...

ملخص بحث العلاق...

ملخص بحث العلاقه بين الاختبار والتحصيل الدراسي لدى طلاب الجامعه قلق الاختبار هو عباره عن مزيج من ال...

Slip and Plasti...

Slip and Plastic Deformation: Slip occurs when dislocations move within the crystal lattice, allowin...

الدليل الثاني ت...

الدليل الثاني تمدد الكون قال الله تعالى والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون وهذا امر عجيب اذ لم يكن يخ...

"In conclusion,...

"In conclusion, it may not be that our ability to concentrate has deteriorated, but simply that it h...

ـــــــــــــــ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...

Introduction a ...

Introduction a The transparent conducting oxides (TCOs) are an exceptional class of semiconductors, ...

شهد سمو الشيخ ه...

شهد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي،المحاضرة التي استضافها ...

Injury happens ...

Injury happens to plaintiff Plaintiff goes to an attorney Plaintiff’s attorney files a complaint Def...

تلتصق بالمعلّم ...

تلتصق بالمعلّم فرضية مفادها أنّ المعلّم يعمل على إعادة إنتاج المعرفة، أيّ أنّ جلّ عمله ينحصر في عرض ...