لخّصلي

الملاك الأسود
في عام ۱۹۳۸ عندما اجتاح هتلر بلاد النمسا مما سبب أزمة ميونخ وقبل أن تندلع الحرب العالمية الثانية تم إرسال الجاسوسة كارمن ماري موري والتي أصبحت بعد ذلك من أشهر الجواسيس الألمان في الحرب. وكارمن تخرجت من معهد الجاسوسية الألمانية وأسندت لها مهمة دقيقة هي كشف أسرار " ماجينو " تلك القلعة التي وصفوها بأنها منيعة ولا يمكن اختراقها والتي تمتد على طول حدود سويسرا وبلجيكا . ومع الميزانية المالية الضخمة التي خصصها الألمان لكارمن تمكنت من شق طريقها في العاصمة الفرنسية إلى أكثر الأوساط أهمية بحيث صارت الرفيقة التي يبحث عنها عدد كبير من ضباط الجيش الفرنسي . وتمكنت كارمن بالتدريج من معرفة أسلوب التحصينات في خطوط قلعة " ماجينو " بالإضافة إلى تحديد حقول الألغام والخطوط الحديدية والكهربائية وسدود الحواجز المضادة للدبابات ثم قامت بإرسال تلك المعلومات إلى خطيبها ضابط الاستخبارات الألماني المقيم في ميونخ الذي كلفها بهذه المهمة . ولكن الرياح لم تجر بما تشتهي السفن . ففي عام ۱۹۳۹ وبينما كانت فرنسا كلها تتساءل عما إذا كانت ستضطر إلى دخول الحرب . بقيت كارمن ولفترة طويلة في مشرب فندق " جورج الخامس " بعد أن صارت من نزلائه المرموقين حيث كان الجميع يعاملها باحترام كبير . في هذا المساء بالذات أسرفت كارمن في الشراب بصحبة رفيقيها الذين كانا ضابطين في الجيش الفرنسي . ودخلت في حديث معهما وهي سكرانة وتجاوزت كل حدود الحذر دون أن تدري بأن هذين الضابطين هما من ضباط الشعبة الثانية " المخابرات " وقد حامت الشكوك حولها في أن تكون إحدى عميلات النازية . وكانت هذه السهرة بمثابة تأكيد لهذه الشكوك . تم اعتقال كارمن في اليوم التالي حيث اقتيدت إلى سجن بوتيت روكت الموحش الذي يقع في ضاحية من ضواحي باريس وبقيت هناك حتى أبريل من عام 1940 حيث أصدر المجلس العسكري حكمه عليها بالإعدام .لكن الحكم لم ينفذ أبداً . ذلك لأن كارمن أطلق سراحها بعد ستة أسابيع من نطق الحكم . . على يد القوات الألمانية بعد سقوط فرنسا . . وبما أن كارمن كانت تجيد الفرنسية والهولندية والإنجليزية بطلاقة . . ولخبرتها العملية في مجال الجاسوسية قرر الألمان الاستفادة منها . . عند ذلك حملت كارمن إحدى الطائرات إلى برلين حيث تم تكليفها التحري عن قائمة من البلجيكيين والهولنديين . . و كانت أول ضحاياها فتاة بلجيكية تعمل كضاربة على الآلة الكاتبة في بروكسل . . عمرها سبعة عشر عاما فقط . . بعد أن وشت بها إلى الجستابوالذي اعتقلها ذات مساء وهي تحمل رسالة شفرية من إحدى منظمات المقاومة إلى أخرى . . ولم يعثر لها على أثر بعد ذلك . وهنا قرر الجستابوأن يستخدموا كارمن في مهمة أكثر حساسية . . فتم نقلها إلى معسكر العمل الإجباري الشهير في " رافتسبروك " الذي يقع في شمال ألمانيا على بعد ثمانين كيلومترا من برلين . . تم إدخالها المعسكر على أنها معتقلة سياسية . . . فقد كان لديها قدر هائل من السادية والوحشية جعل السجينات والحرس على حد سواء يلقبونها " بالملاك الأسود " . قضت كارمن أربعة أعوام في هذا المعتقل تعذب وتقتل بلا رحمة أو شفقة . إلى أن وصلت القوات الروسية وحررت الأسرى وقبضت على قادة المعسكر . . عدا كارمن التي اختفت لعدة أسابيع غادرت بعدها المنطقة الروسية لتتقدم إلى السلطات البريطانية في " شورين " كي تبدأ في تنفيذ مخطط جديد . . المنتصرة . . فليس من الحكمة البقاء طويلا تحت رحمة الروس . . مع وجود الإنجليز الأكثر أدبا !
كان مع كارمن جواز سفر فرنسي مزور ساعدها على الادعاء بأنها إحدى السجينات في معتقل " رافنسبروك " وبأنها تريد منح العون للإنجليز في سبيل العثور على جلادي المعسكر . وبكل الوحشية والحقد قامت كارمن بإيجاد كل زعماء النازية الفارين في منطقتها والوشاية بهم للإنجليز . وفي أحد الأيام وبينما هي تشارك أحد الدوريات البريطانية لمحت فتاة بالقرب من إحدى الحانات القديمة . . فقفزت من العربة لتقف قبالتها وتصرخ في وجهها : ۔ بينز دوروفي . ولم تقل التعيسة سوى كلمة واحده مرعوبة : موري وهنا شك الإنجليز في أمرها . . وأخضعوا بينز لاستجواب دقيق للغاية . . عن سبب الرعب الذي اعتراها عندما شاهدت موري " كارمن " أمام الحانة .حتى صار عند البريطانيين ملف ضخم عن الأعمال المريعة التي زاولتها كارمن في المعتقل ضد السجينات . فلقد عجزت كارمن أن تمنع وحشيتها من كشفها وألقي بها مع زملائها من مجرمي الحرب في سجن " إلتونا " في هامبورج . تم تقديم كارمن للمحاكمة مع خمسة عشر آخرين في تاريخ الثالث من كانون الأول يناير عام 1946 بتهمة ارتكاب الجرائم ضد أسرى الحرب من الحلفاء . . وفي ربيع عام 1947 أعيدت كارمن مرة أخرى إلى سجن إلتونا بعد أن صدر ضدها حكم بالإعدام
ولم تنتظر كارمن تنفيذ الحكم الذي أخطأها عام 1940 . . . . .

الملاك الأسود
في عام ۱۹۳۸ عندما اجتاح هتلر بلاد النمسا مما سبب أزمة ميونخ وقبل أن تندلع الحرب العالمية الثانية تم إرسال الجاسوسة كارمن ماري موري والتي أصبحت بعد ذلك من أشهر الجواسيس الألمان في الحرب. وكارمن تخرجت من معهد الجاسوسية الألمانية وأسندت لها مهمة دقيقة هي كشف أسرار " ماجينو " تلك القلعة التي وصفوها بأنها منيعة ولا يمكن اختراقها والتي تمتد على طول حدود سويسرا وبلجيكا . ومع الميزانية المالية الضخمة التي خصصها الألمان لكارمن تمكنت من شق طريقها في العاصمة الفرنسية إلى أكثر الأوساط أهمية بحيث صارت الرفيقة التي يبحث عنها عدد كبير من ضباط الجيش الفرنسي . وتمكنت كارمن بالتدريج من معرفة أسلوب التحصينات في خطوط قلعة " ماجينو " بالإضافة إلى تحديد حقول الألغام والخطوط الحديدية والكهربائية وسدود الحواجز المضادة للدبابات ثم قامت بإرسال تلك المعلومات إلى خطيبها ضابط الاستخبارات الألماني المقيم في ميونخ الذي كلفها بهذه المهمة . ولكن الرياح لم تجر بما تشتهي السفن . ففي عام ۱۹۳۹ وبينما كانت فرنسا كلها تتساءل عما إذا كانت ستضطر إلى دخول الحرب . بقيت كارمن ولفترة طويلة في مشرب فندق " جورج الخامس " بعد أن صارت من نزلائه المرموقين حيث كان الجميع يعاملها باحترام كبير . في هذا المساء بالذات أسرفت كارمن في الشراب بصحبة رفيقيها الذين كانا ضابطين في الجيش الفرنسي . ودخلت في حديث معهما وهي سكرانة وتجاوزت كل حدود الحذر دون أن تدري بأن هذين الضابطين هما من ضباط الشعبة الثانية " المخابرات " وقد حامت الشكوك حولها في أن تكون إحدى عميلات النازية . وكانت هذه السهرة بمثابة تأكيد لهذه الشكوك . تم اعتقال كارمن في اليوم التالي حيث اقتيدت إلى سجن بوتيت روكت الموحش الذي يقع في ضاحية من ضواحي باريس وبقيت هناك حتى أبريل من عام 1940 حيث أصدر المجلس العسكري حكمه عليها بالإعدام .
لكن الحكم لم ينفذ أبداً . ذلك لأن كارمن أطلق سراحها بعد ستة أسابيع من نطق الحكم . . على يد القوات الألمانية بعد سقوط فرنسا . . وبما أن كارمن كانت تجيد الفرنسية والهولندية والإنجليزية بطلاقة . . ولخبرتها العملية في مجال الجاسوسية قرر الألمان الاستفادة منها . . عند ذلك حملت كارمن إحدى الطائرات إلى برلين حيث تم تكليفها التحري عن قائمة من البلجيكيين والهولنديين . . و كانت أول ضحاياها فتاة بلجيكية تعمل كضاربة على الآلة الكاتبة في بروكسل . . عمرها سبعة عشر عاما فقط . . بعد أن وشت بها إلى الجستابوالذي اعتقلها ذات مساء وهي تحمل رسالة شفرية من إحدى منظمات المقاومة إلى أخرى . . ولم يعثر لها على أثر بعد ذلك . وهنا قرر الجستابوأن يستخدموا كارمن في مهمة أكثر حساسية . . فتم نقلها إلى معسكر العمل الإجباري الشهير في " رافتسبروك " الذي يقع في شمال ألمانيا على بعد ثمانين كيلومترا من برلين . . تم إدخالها المعسكر على أنها معتقلة سياسية . | كانت مهمتها إرسال المعلومات عن المعتقلات وكم من المسكينات اللواتي قضين أجلهن في ذلك المعسكر على يد تلك المتوحشة كارمن . . . فقد كان لديها قدر هائل من السادية والوحشية جعل السجينات والحرس على حد سواء يلقبونها " بالملاك الأسود " . قضت كارمن أربعة أعوام في هذا المعتقل تعذب وتقتل بلا رحمة أو شفقة . إلى أن وصلت القوات الروسية وحررت الأسرى وقبضت على قادة المعسكر . . عدا كارمن التي اختفت لعدة أسابيع غادرت بعدها المنطقة الروسية لتتقدم إلى السلطات البريطانية في " شورين " كي تبدأ في تنفيذ مخطط جديد . . تهدف منه إنقاذ نفسها بأن تضع إمكانياتها تحت تصرف القوات المهاجمة . . المنتصرة . . فليس من الحكمة البقاء طويلا تحت رحمة الروس . . مع وجود الإنجليز الأكثر أدبا !
كان مع كارمن جواز سفر فرنسي مزور ساعدها على الادعاء بأنها إحدى السجينات في معتقل " رافنسبروك " وبأنها تريد منح العون للإنجليز في سبيل العثور على جلادي المعسكر . وبكل الوحشية والحقد قامت كارمن بإيجاد كل زعماء النازية الفارين في منطقتها والوشاية بهم للإنجليز . وفي أحد الأيام وبينما هي تشارك أحد الدوريات البريطانية لمحت فتاة بالقرب من إحدى الحانات القديمة . . فقفزت من العربة لتقف قبالتها وتصرخ في وجهها : ۔ بينز دوروفي . ولم تقل التعيسة سوى كلمة واحده مرعوبة : موري وهنا شك الإنجليز في أمرها . . وأخضعوا بينز لاستجواب دقيق للغاية . . عن سبب الرعب الذي اعتراها عندما شاهدت موري " كارمن " أمام الحانة .
حتى صار عند البريطانيين ملف ضخم عن الأعمال المريعة التي زاولتها كارمن في المعتقل ضد السجينات . فلقد عجزت كارمن أن تمنع وحشيتها من كشفها وألقي بها مع زملائها من مجرمي الحرب في سجن " إلتونا " في هامبورج . تم تقديم كارمن للمحاكمة مع خمسة عشر آخرين في تاريخ الثالث من كانون الأول يناير عام 1946 بتهمة ارتكاب الجرائم ضد أسرى الحرب من الحلفاء . . وفي ربيع عام 1947 أعيدت كارمن مرة أخرى إلى سجن إلتونا بعد أن صدر ضدها حكم بالإعدام
ولم تنتظر كارمن تنفيذ الحكم الذي أخطأها عام 1940 . . بل انتحرت بقطع شريان معصمها الأيسر داخل زنزانتها لتنتهي حياة جاسوسة شيطانية شغلت الألمان والحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية . . . جاسوسة تحمل اسم كارمن موري . . . ولقبت الملاك الأسود .