لخّصلي

مقدمة تحتل دراسة تاريخ القضية الفلسطينية - في مختلف مراحلها وتطوراتها - أهمية خاصة بين الدراسات التاريخية الحديثة والمعاصرة ، كونها إحدى أهم قضايا العالم المعاصر ومشكلاته بشكل عام ، ويرجع ذلك ، إلى أهمية فلسطين العربية ( تاريخياً وحضارياً وجغرافياً واستراتيجياً وإلى مدى الخطر الصهيوني على الأمة العربية كاملة . لدفع ذلك الخطر والقضاء عليه . وأداة الإمبريالية الفعالة في تحقيق أطماعها الاقتصادية والسياسية في الوطن العربي ، بل والشرق الآسيوي . لقد سعت القوى الاستعمارية بوسائلها كافة منذ ولادة الفكرة الصهيونية في بدايات القرن السابع عشر ميلادي لإنجاز فكرة ما دعي بالوطن القومي الصهيوني ، في منطقة تحقق المصالح المشتركة ( الاستعمارية الصهيونية ) . كما خدمت ظروف التنافس الاستعماري والصراع الإمبريالي - فيما بعد - الصهيونية خدمات جلى في تنفيذ مخططات « الوطن القومي الصهيوني » في فلسطين العربية . ومنذئذ اتخذ النضال العربي الدؤوب أشكالاً وأساليب متنوعة من الاحتجاج ، إلى المقاطعة ، فالثورة المسلحة كما دفع نهوض « الكيان الصهيوني » بمساندة الانتداب البريطاني ، وحتى انتهاء الانتداب البريطاني وإعلان قيام « دولة إسرائيل » عام ١٩٤٨ ، إلى انتقال النضال الوطني التحرري الفلسطيني إلى مراحل جديدة متطورة اتسمت بعمق الوعي الوطني التحرري والطابع الشعبي الجماهيري ، والحدة الثورية ، إلى جانب السمة القومية ، ودعم حركات النضال العربي المباشر ، وغير المباشر . لقد ساعد نهوض النضال الوطني العربي والفلسطيني على كشف حقيقة تآمر الرجعية العربية في تنفيذ المخططات الإمبريالية عند أول مواجهة عسكرية بين العرب وإسرائيل عام ١٩٤٨ بحكم تبعية مصالحها السياسية والاقتصادية ، مما دفع إلى تصعيد النضال الوطني التحرري العربي في مواجهة الأساليب الحديثة ويرى هؤلاء العلماء أن الظروف التاريخية المعقدة التي أوجدتها القوى الاستعمارية بالتعاون مع الحركة الصهيونية هي التي وضعت الشعب العربي وكانت مسألة خلق « الكيان الصهيوني » عشية ١٤ - ١٥ أيار ١٩٤٨ م وإيجاد ما يسمونه « دولة إسرائيل » على الخارطة السياسية للمنطقة العربية نتيجة مباشرة لتآمر استعماري غربي تعود جذوره إلى فترة زمنية ليست قريبة عُدَّت خلالها مشاريع مختلفة كانت آخرها تلك التي نفذت عام ١٩٤٧ - ١٩٤٨ م ؛ العربية تضمن مقرر « دراسات في تاريخ القضية الفلسطينية « قسمين رئيسين وفقاً المرحلتين تاريخيتين أساسيتين هما : وبدء قيام « الفكرة الصهيونية » وحتى قيام « الكيان الإسرائيلي » في فلسطين العربي في عام ١٩٤٨ للدكتورة سمر بهلوان. وحتى المرحلة الراهنة للدكتور محمد حبيب صالح . المقرر تدريسه في قسم التاريخ . تضمن القسم الأول أربعة فصول أنت على النحو التالي :

• تناول الفصل الأول تمهيداً عن تاريخ فلسطين القديم والوسيط والحديث وأهمية فلسطين الجغرافية والاستراتيجية ، وقد أتت هذه الدراسة سريعة مختصرة ضمن هذا الخيز ، ولو كان الأمر غير ذلك لاحتاج البحث إلى دراسة تفصيلية أكثر أما الفصلان الثاني والثالث ، فقد شملا دراسة الحركة الصهيونية منذ نشأتها الأولى بأسسها الاستعمارية ونشاطاتها المختلفة الموجهة نحو فلسطين ، بشكل مباشر أو غير مباشر من حيث نشاط الحركة الفكرية والتنظيمية ، وحركة الهجرة وعمليات الاستيطان بسائر جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية وما إلى ذلك ، وإجراء اتفاقات سايكس - بيكو وإصدار « وعد بلفور » وتنفيذ الانتداب البريطاني على فلسطين ، وحتى قيام » الكيان الصهيوني » عام ١٩٤٨ في قلب الوطن العربي . - أما الفصل الرابع ، فقد درس حركة المقاومة العربية للمخططات مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى وأثناءها ، وخلال العشرينات والثلاثينات والأربعينات ، بما فيها التطورات النضالية والسياسية عامة التي حصلت في سني وحتى قيام « الكيان الصهيوني » عام ١٩٤٨ . دراسة تطور القضية الفلسطينية بين عامي ۱۹٤٧ و ۱۹۹۷ م . والطرد المنظم للشعب العربي الفلسطيني الذي تعرض له من قبل العصابات الصهيونية بعد صدور قرار التقسيم رقم ۱۸۱ تاريخ ١٩٤٧/۱۱/۲۹م والحرب العربية الصهيونية الأولى ١٩٤٨م ،

مقدمة

تحتل دراسة تاريخ القضية الفلسطينية - في مختلف مراحلها وتطوراتها - أهمية خاصة بين الدراسات التاريخية الحديثة والمعاصرة ، كونها إحدى أهم قضايا العالم المعاصر ومشكلاته بشكل عام ، ومن أهم قضايا الأمة العربية بشكل خاص . ويرجع ذلك ، إلى أهمية فلسطين العربية ( تاريخياً وحضارياً وجغرافياً واستراتيجياً وإلى مدى الخطر الصهيوني على الأمة العربية كاملة . وبالتالي فإن استمرار الوجود العربي مرتبط تماماً باستمرار الاستعداد العربي التام ، لدفع ذلك

الخطر والقضاء عليه .

فالصهيونية وليدة النظام الاستعماري ، وأداة الإمبريالية الفعالة في تحقيق أطماعها الاقتصادية والسياسية في الوطن العربي ، بل والشرق الآسيوي . لقد سعت القوى الاستعمارية بوسائلها كافة منذ ولادة الفكرة الصهيونية في بدايات القرن السابع عشر ميلادي لإنجاز فكرة ما دعي بالوطن القومي الصهيوني ، في منطقة تحقق المصالح المشتركة ( الاستعمارية الصهيونية ) . كما خدمت ظروف التنافس الاستعماري والصراع الإمبريالي - فيما بعد - الصهيونية خدمات جلى في تنفيذ مخططات « الوطن القومي الصهيوني » في فلسطين العربية .

إن وقائع التحركات النضالية أثبتت أن الشعب العربي الفلسطيني كان قد

امتلك بوادر الوعي إزاء الخطر الصهيوني الاستعماري الاستيطاني منذ بداياته

الأولى، ومنذئذ اتخذ النضال العربي الدؤوب أشكالاً وأساليب متنوعة من

الاحتجاج ، إلى المقاطعة ، والعصيان المدني ، فالثورة المسلحة

كما دفع نهوض « الكيان الصهيوني » بمساندة الانتداب البريطاني ، منذ بدء مشاريع تقسيم فلسطين في النصف الأول من ثلاثينات هذا القرن ، وحتى انتهاء الانتداب البريطاني وإعلان قيام « دولة إسرائيل » عام ١٩٤٨ ، إلى انتقال النضال الوطني التحرري الفلسطيني إلى مراحل جديدة متطورة اتسمت بعمق الوعي الوطني التحرري والطابع الشعبي الجماهيري ، والحدة الثورية ، إلى جانب

السمة القومية ، ودعم حركات النضال العربي المباشر ، وغير المباشر .

لقد ساعد نهوض النضال الوطني العربي والفلسطيني على كشف حقيقة تآمر الرجعية العربية في تنفيذ المخططات الإمبريالية عند أول مواجهة عسكرية بين العرب وإسرائيل عام ١٩٤٨ بحكم تبعية مصالحها السياسية والاقتصادية ، مما دفع إلى تصعيد النضال الوطني التحرري العربي في مواجهة الأساليب الحديثة

للاستعمار.

تجمع الغالبية العظمى من علماء العلاقات الدولية على عد القضية الفلسطينية إحدى أهم القضايا الدولية وأخطرها وأعقدها والتي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية ، ويرى هؤلاء العلماء أن الظروف التاريخية المعقدة التي أوجدتها القوى الاستعمارية بالتعاون مع الحركة الصهيونية هي التي وضعت الشعب العربي

الفلسطيني في مركز الصراع السياسي وهي المسؤولة عن المأساة التي لحقت به منذ نصف قرن

وكانت مسألة خلق « الكيان الصهيوني » عشية ١٤ - ١٥ أيار ١٩٤٨ م وإيجاد ما يسمونه « دولة إسرائيل » على الخارطة السياسية للمنطقة العربية نتيجة مباشرة لتآمر استعماري غربي تعود جذوره إلى فترة زمنية ليست قريبة عُدَّت خلالها مشاريع مختلفة كانت آخرها تلك التي نفذت عام ١٩٤٧ - ١٩٤٨ م ؛ ومنذ هذا التاريخ أصبحت القضية الفلسطينية الشغل الشاغل للفلسطينيين والأمة

العربية

تضمن مقرر « دراسات في تاريخ القضية الفلسطينية « قسمين رئيسين وفقاً

المرحلتين تاريخيتين أساسيتين هما :

القسم الأول : بحث في تاريخ فلسطين القديم ، وبدء قيام « الفكرة الصهيونية » وحتى قيام « الكيان الإسرائيلي » في فلسطين العربي في عام ١٩٤٨ للدكتورة سمر بهلوان.
القسم الثاني : بحث في تاريخ فلسطين منذ قيام « الكيان الإسرائيلي »

وحتى المرحلة الراهنة للدكتور محمد حبيب صالح .

وقد عالج هذان القسمان تطورات تاريخ القضية الفلسطينية وفق المنهج

المقرر تدريسه في قسم التاريخ .

تضمن القسم الأول أربعة فصول أنت على النحو التالي :

• تناول الفصل الأول تمهيداً عن تاريخ فلسطين القديم والوسيط والحديث

وأهمية فلسطين الجغرافية والاستراتيجية ، وقد أتت هذه الدراسة سريعة مختصرة ضمن هذا الخيز ، ولو كان الأمر غير ذلك لاحتاج البحث إلى دراسة تفصيلية أكثر

بخاصة للحقب التاريخية القديمة ، وإلى مزيد من التوسع والشرح والتحليل . أما الفصلان الثاني والثالث ، فقد شملا دراسة الحركة الصهيونية منذ

نشأتها الأولى بأسسها الاستعمارية ونشاطاتها المختلفة الموجهة نحو فلسطين ، بشكل مباشر أو غير مباشر من حيث نشاط الحركة الفكرية والتنظيمية ، وحركة الهجرة وعمليات الاستيطان بسائر جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية وما إلى ذلك ، كون فلسطين العربية مركزاً مهماً في الاستراتيجية الاستعمارية . ثم دراسة عمليات تنفيذ المخطط الاستعماري الصهيوني منذ الحرب العالمية الأولى ، وإجراء اتفاقات سايكس - بيكو وإصدار « وعد بلفور » وتنفيذ الانتداب البريطاني على فلسطين ، وحتى قيام » الكيان الصهيوني » عام ١٩٤٨ في قلب الوطن العربي .

• أما الفصل الرابع ، فقد درس حركة المقاومة العربية للمخططات

الاستعمارية والصهيونية منذ بداياتها الأولى - وفقاً لمراحلها المتعددة - شملت

مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى وأثناءها ، وخلال العشرينات والثلاثينات

والأربعينات ، بما فيها التطورات النضالية والسياسية عامة التي حصلت في سني

الحرب العالمية الثانية ، وحتى قيام « الكيان الصهيوني » عام ١٩٤٨ .

يتناول القسم الثاني من هذا الكتاب والمكون من أربعة فصول ، دراسة تطور القضية الفلسطينية بين عامي ۱۹٤٧ و ۱۹۹۷ م . ويتضمن الفصل الأول دراسة تاريخية تحليلية لمسألة تدويل القضية الفلسطينية ودور الدول العظمى في ذلك من خلال ممارسة أشكال الضغوط كافة على الأمم المتحدة ، والطرد المنظم للشعب العربي الفلسطيني الذي تعرض له من قبل العصابات الصهيونية بعد صدور قرار التقسيم رقم ۱۸۱ تاريخ ١٩٤٧/۱۱/۲۹م والحرب العربية الصهيونية الأولى ١٩٤٨م ، ووقوع الكارثة وتشريد الشعب الفلسطيني وظهور مشكلة اللاجئين ، والتزام الدول الغربية بحماية « إسرائيل » وأمنها ، بالإضافة إلى المحاولات الأولى لحل القضية الفلسطينية بالطرائق الديبلوماسية من خلال محادثات لوزان وموقف العرب من القضية الفلسطينية والتوقيع على اتفاقات الهدنة ١٩٤٩ م . ثم قيام الدول الغربية ( فرنسا وبريطانيا ) بالتعاون مع الكيان الصهيوني بالعدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ م . كما يتضمن الفصل دراسة تحليلية للسياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية ١٩٤٧ - ١٩٦٧ والعوامل المحركة لهذه السياسة ، وكذلك نشوء حركة المقاومة الفلسطينية وتطورها والفصائل والجبهات التابعة لها كافة

يعالج الفصل الثاني تطورات القضية الفلسطينية في المرحلة الثانية ١٩٦٧ - ۱۹۷۳ م . عدوان الخامس من حزيران ۱۹۶۷ وأثره في القضية الفلسطينية على المستويين العربي والدولي، ودور الأمم المتحدة في إزالة آثار العدوان وإصدار القرار ٢٤٢ ، بالإضافة إلى المشاريع السلمية المطروحة لحل القضية الفلسطينية على أساس القرار ٢٤٢ ) المشروع السوفييتي ۱۹٦٨ - مشروع روجرز ١٩٦٩ - ۱۹۷۰ م - مهمة الدكتور غونار يارينغ ۱۹۶۷ - ۱۹۷۲ ) . وحرب تشرين التحريرية عام ۱۹۷۳ م وأثرها في تطور القضية الفلسطينية على المستويين العربي والدولي ، وعقد مؤتمر جنيف للسلام في كانون الأول ۱۹۷۳ م وأسباب فشله

يتناول الفصل الثالث تطور القضية الفلسطينية ۱۹۷۳ - ۱۹۸۲ م من

خلال ممارسة اتفاقات فك الارتباط على الجبهتين السورية والمصرية عام ١٩٧٤ ،

وبدء سياسة الحلول الإنفرادية الأمريكية والتوقيع على اتفاقات كامب ديفيد بين

مصر و « إسرائيل » عام ۱۹۷۸ . والغزو الإسرائيلي للبنان عام ۱۹۸۲ م ،

أسبابه ، وأهدافه الحقيقية وأثره في تطور القضية الفلسطينية عربياً ودولياً وموقف

الأمم المتحدة من عملية الغزو ، ومبادرة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان وأسباب فشلها بالإضافة إلى دراسة تحليلية للسياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية والعوامل المؤثرة فيها خلال مرحلة ١٩٦٧ - ۱۹۸۲ م .

في الفصل الرابع والأخير دراسة لتطور القضية الفلسطينية في المرحلة الرابعة ۱۹۸۲ - ۱۹۹۷ م تبحث فيها الإنتفاضة الفلسطينية ( ثورة الحجارة ) ، وفشل سلطات الاحتلال في القضاء عليها ، والمحاولات الأمريكية للإلتفاف على الإنتفاضة من خلال طرح مبادرة جورج شولتز وفشلها . كما يتناول الفصل دراسة مبادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش وعقد مؤتمر مدريد للسلام في ٣٠ تشرين الأول ۱۹۹۱ م والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في واشنطن ۱۹۹۱ - ۱۹۹۳ م ،

والمفاوضات السرية بين « إسرائيل » وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في أوسلو ومخاطر الإتفاق ، و « نظام الشرق أوسطية » وأهدافه السياسية والاقتصادية ، والمعاهدة الأردنية - الإسرائيلية وأخطارها ، وأسباب تعثر المفاوضات على المسار التفاوضي السوري اللبناني ومركزية الدور السوري في عملية السلام .