Lakhasly

• انتشار التكنولجيا وسهولة الوصول لوسائل التواصل الاجتماعي
تكشف الدراسة الحالة الخاصة مدرسة القديس جاورجيس ان انتشار الهواتف الذكية والأجهزة والاعتماد الكبير للطلاب على الأدوات التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي. يمتلك 100% من الطلاب أجهزة محمولة أو أجهزة لوحية خاصة بهم للدراسة والتواصل مع اقرانهم، و 53% من الطلاب يتشاركون أجهزة الكمبيوتر المحمولة مع أشقائهم، مما يعكس انتشار التكنولوجيا في حياتهم اليومية.
وتبين ان تطبيقات المراسلة والمراسلة النصية، وخاصة WhatsApp هي وسيلة أساسية للاتصال الفوري بين الطلاب فكانت النتيجة ان 100% من الطلاب يستعملونها يوميا، مما يوضح مركزية هذه المنصات في تفاعلاتهم الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، تلعب منصات التواصل الاجتماعي مثل Facebook وInstagram وSnapchat وTicktock دورًا مهمًا، حيث يمتلك 87.5% من الطلاب حسابات خاصة في هذه المنصات. ومن المثير للاهتمام أن 12.5% فقط من الطلاب عبروا عن رغبتهم في امتلاك حسابات خاصة ولكنهم منعوا من اولياء امورهم. كما سلطت الدراسة الضوء على الألعاب الإلكترونية، حيث أشارت إلى أن 47% من الطلاب يمارسون الألعاب الالكترونية عبر الإنترنت مع أفراد غرباء مجهولين، وهذا يسلط الضوء على طبيعة ما يتلقونه من محادثات و سلوكيات وثقافات بعيدة كل البعد عن القيم الاخلاقية.
وفيما يتعلق بمدة استخدام الطلاب للتكنولوجيا وقضاء الوقت في استخدام و تصفح منصات التواصل الاجتماعي، كشفت الدراسة أن 25% من الطلاب يقضون ساعة إلى ساعتين يوميا، و40% يقضون 2-4 ساعات، و35% يقضون أكثر من 4 ساعات. يؤكد هذا الاستخدام المكثف على التأثير الذي قد تحدثه التكنولوجيا على سلوك الطلاب وديناميكياتهم الاجتماعية.
وهذه االنتيجة تتوافق مع ان التطور التكنولوجي قد جلب تهديدات غير متوقعة إلى المؤسسات التعليمية، حيث يظهر أن أغلب سلوكيات التنمر تحدث خارج المدرسة، مما يؤثر على التفاعلات داخلها ويضع المدارس أمام تحديات لمواجهة هذا التنمر، الذي يمتد من البيت إلى الجامعة ويؤثر على مختلف جوانب الحياة( جرادات، (٢٠١٦)
• ضعف اشراف الاهل

وعلى صعيد مشاركة أولياء الأمور، يظهر أن 92.5% من الأهل يجهلون وجود تطبيقات ومنصات الرقابة الأبوية) Family Link (التي تربط اجهزتهم باجهزة اولادهم والتي تساعد الاهل في مراقبة حسابات اطفالهم الالكتونية. بالإضافة إلى ذلك، تظهر الدراسة أن 40% فقط من الآباء يراقبون حسابات أطفالهم على وسائل التواصل، مما يترك 60% من الطلاب يستخدمون هذه الوسائل دون أي رقابة أبوية مما يعزز فرص استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي دون رقابة، هذا الغياب عن الرقابة يشجع على حدوث التنمر الإلكتروني.

• ضغوط النفسية والاجتماعية
تشير الدراسة أيضًا إلى أن الضغوط النفسية والاجتماعية بين الطلاب تزيد من احتمالية التنمر، خاصةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر أن الطلاب الذين يتعرضون للتنمر أو يرتكبونهم يعانون من ضغوطات كبيرة، وقد تكون هناك علاقة بين هذه الضغوطات والسلوكيات السلبية. تبين خلال اسبيانات الدراسة أن هناك نسبة 12.5% من الطلاب يشتركون في صراعات مشتركة، مثل فقدان والدين أو غياب رب الأسرة، مما يرتبط بزيادة حالات التنمر. يؤكد هذا على أهمية الاستقرار الأسري في تعزيز وعي الطلاب وتقليل احتمالية مشاركتهم في التنمر.
• نقص التوعية حول أخطار التنمر
نقص التوعية حول أخطار التنمر يعتبر عاملًا مهما في زيادة حالات التنمر بين طلاب مدرسة القديس جاورجيس. وقد أظهرت دراسة الحالة أن 30% من الطلاب يرون أفعالهم كأنها نوع من المزاح، دون أن يكون لديهم النية الفعلية في ممارسة التنمر، في حين أن 75% منهم لم يجدوا الجرأة للإبلاغ عن تعرضهم للتنمر خوفًا من التهم بالضعف أو الوشاية. تشمل هذه الأفعال الاشاعات، انتهاكات الخصوصية، الابتزاز، وظاهر التنمر عبر الصور مثل "الستيكرز". على سبيل المثال، يتم استخدام الستيكرز والتعليقات الضارة كوسيلة للمماحكة أو السخرية عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى تكوين بيئة غير صحية. واضف الى ذلك، زيادة انتشار حالات الابتزاز وانتهاك الخصوصية عبر الإنترنت، حيث يُهدد الطلاب بنشر معلومات حساسة دون موافقتهم. أثر نقص التوعية حول اشكال التنمر يظهر تفاقم السلوك الضار، حيث يمكن أن يؤدي فهم غير كافٍ لأخطار التنمر إلى استمرار السلوك الضار دون وعي بالعواقب. كما يمكن أن يشجع غياب التوعية الطلاب على استخدام وسائل التواصل بشكل غير مسؤول، مما يزيد من انتشار السلوكيات الضارة.

اضرار التنمر على المستهدفون
تؤكد العواقب الضارة لظاهرة لها تأثير واسع ومدمر، حيث تترك آثارًا على مستوى الجسد والنفس، بالإضافة إلى التأثير السلبي على الأداء الأكاديمي.
التنمر يمكن أن يسفر عن أضرار جسدية ونفسية خطيرة على المستهدفين، وفيما يلي بعض الأضرار التي قد يعاني منها الأفراد المستهدفون:

إصابات جسدية ونفسية: التنمر قد يتسبب في إصابات جسدية ناتجة عن التشويه الجسدي أو العنف الجسدي المباشر. من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي التنمر إلى إصابات نفسية خطيرة، مثل الاكتئاب والقلق، ويمكن أن يؤثر على الصحة العقلية للفرد على المدى الطويل.
تدهور الثقة بالنفس: التعرض المستمر للإهانة والإذلال من قبل المتنمرين والكلمات السلبية والانتقادات المستمرة يمكن أن تتسبب في تشكيل صورة سلبية عن الذات، يمكن أن يضر بصورة الشخص الضحية ويقلل من إيمانه بقيمته الشخصية مما يؤدي إلى فقدان الثقة بنفسه. (القحطاني، (۲۰۰۸)
انعزال اجتماعي: يظهر بوضوح أن الانعزال الاجتماعي يعد نتيجةً لتأثير التنمر وتدهر ثقتهم بنفسهم، حيث يتجنب الضاحايا التفاعلات الاجتماعية والعلاقات البينية، سعيًا لتجنب تكرار التجارب السلبية وتفاقم ضائقتهم العاطفية. وهناك رابطًا قويًا بين التنمر المدرسي والآثار السلبية على الحياة الاجتماعية للضحايا، يتجلى في فقدان مهارات التواصل الاجتماعي، حيث يعاني الضحايا من صعوبة في التفاعل بشكل طبيعي مع الآخري. تتأثر الضحايا أيضًا بصعوبة في بناء والحفاظ على علاقاتهم الاجتماعية، مما يؤدي إلى انعزالهم. ومن الملفت للنظر أن الضحايا يجدون صعوبة في طلب المساعدة، إما بسبب الخجل من الإعتراف بالمشكلة أو مخاوف من تبعات الابلاغ.
تراجع الأداء الأكاديمي وصعوبة التكيف مع المدرسة: أن التنمر المدرسي يؤثر سلبا على الأداء الأكاديمي للضحية. ويشمل ذلك انخفاض درجاتهم، وصعوبة التركيز في الفصل، ونقص الحافز لإكمال الواجبات، والانسحاب من المشاركة في كل من الأنشطة الصفية واللامنهجية. في بعض الحالات، قد يؤدي التنمر إلى الغياب المتكرر أو حتى ترك المدرسة، أو التفكير في الانتقال إلى بيئة أكثر أمانًا وانضباطً.