Lakhasly

كتاب ملك محارب ساحر محب

ملخص كتاب ملك محارب ساحر محب (المؤلف: روبرت موور)

كان هناك ولد يلعب مع بنت جميلة على شاطئ النهر … لاحظ زعيم القبيلة أن الولد مهتم بالبنت ومعجب بها. 

(النشاط الجنسي تجسد الغريزة).

فجمع الزعيم بعض رجال القبيلة وأم الولد عند ضفة النهر فاجئهم وقال للولد: 

(أنت يجب أن تموت).

سألته أم الولد : (يموت؟)

فقال: نعم.

سيربطون الولد، ويحملوه لداخل الغابة ويتركوه هناك منفردًا، ليبدأ النمل بتغطيته، ويتركوه.

ليذهبوا له في اليوم الثاني، ويُغَسِّلوه في النهر، وييعدوا النمل عن جسده، ويقول الزعيم بصوتٍ عال، لكل الحاضرين:

(لقد مات الصبي وولد الرجل).

وبهذا يكون الطفل جاهزًا، ويتزوج ويتحمل مسؤولية الرجال.

ما حصل … من موتٍ للطفل وولادة للرجل.

يسمى (طقس الذكورة) وكان موجودًا لدى شعوبٍ كثيرة قديمًا.

الشخص فيهم بالغ جسمانيًا، إلا أنه يقف عند مرحلة الطفولة.

وهذا ليس لأنه لا يريد أن يتخطاها …. بل لأن ليس هناك أحد علمه وحضره للرجولة…

الطفل لا يتعلم كيف يكون بإمكانه تحويل طاقته الطفولية لطاقة رجولية عندما يكون امامه مثال يقتدي به.

الطقوس المزيفة

هذا بالإضافة إلى أن المجتمع أحيانًا يعلم الطفل ويحضره بطقوس و أمثلة ذكورة مزيفة.

كالخروج مع أصدقاء سيئين والقيام بسلوكيات كالتدخين مثلا.

أو يتم إجباره على العمل بطريقة تحمله فوق طاقته أو التسبب به بإذلال بشكل عام … وكأنه هكذا سيصبح  أقوى، ويكون رجلًا.

نقول على هذه الطقوس أنها مزيفة؛ لأنها تأهل الصبي لنوعٍ مشوه من الذكورة، وخاطئ.

النماذج الأصلية.

بداخل كل رجل هناك (بنية أساسية للذكورة الناضجة والإيجابية)، وتسمى النماذج الأصلية … 

لدينا أربعة نماذج:

الملك/المحارب/الساحر/المحب.

من الممكن أن نرسم كل نموذج منهم على شكل مثلث. 

كل نموذج له ثلاثة أضلاع - بالأعلى يمثل الصورة المتكاملة من النموذج والذي بالأسفل يمثل المبالغة الشديدة فيه (الموجب).

 أو الشح المبالغ فيه (السالب).

الملك

الملك في صورته المتكاملة … هو الطاقة المركزية الأساسية، وتعتبر الأساس الذي تنشأ منه النماذج الأخرى بتوازن مثالي.

الملك محب ممتاز، محارب جيد، ساحر إيجابي.

لكن رغم هذا فهو يظهر في مرحلة متأخرة من حياة الرجل … ويمتاز بالحكمة والتواضع والنضج.

كطفل أنت بحاجة لأن تكون على علاقة جيدة مع الملك الذي بداخلك؛ حتى إذا ما كانت اللحظة المناسبة، يموت الطفل ويظهر الملك.

الملك في صورته المتكاملة، له وظيفتين:

١- فرض النظام والتنظيم.

هو القادر على تنظيم روح المملكة واستقبال الطاقة وتقديمها للشعب.لكن هذا يتطلب منه أن يتحلى بهذه الطاقة. وكما نقول حاليًا:
يكون حاضرًا وموجودًا في عائلته. دوره مؤثر، وليس هامشيًا. وإلا الأسرة تتفسخ وتختل لغياب الطاقة المنظمة.

٢- توفير الخصوبة والمباركة.

الخصوبة بمعنى الروحاني (البركة أو المباركة).

الملك يدعم ويبارك من يستحق ويعلي من شأنه … يكرم دائمًا من يستحق. الشباب الآن يفتقدون مباركة الرجل الأكبر.

شخص كبير (كالأب مثلًا) يحتفي بيهم ويكرمهم ويمدحهم… وهذا عامل مهم يحولهم من مرحلة الصبيانية للرجولة.

ظل الملك

لو لم يتمثل الرجل بنموذج الملك بشكل صحيح … ما الذي سيحصل؟

سيقع في قاعدة المثلث أو ما نطلق عليه … ظل الملك.

الظل: إما قطب موجب؛ اسمه (الملك الطاغية).

أو قطب سالب؛ اسمه (الملك الضعيف).

الطاغية يشعر بكرهٍ لأي طاقة جديدة أو صوت من الممكن أن يهدد جبروته الذي يفرضه على من حوله.

يخاف أن يزيحه هذا الصوت؛ فيزيد في كرهه.

وهذا بسبب عدم شعوره بأنه المركز، أو عدم شعوره بالهدوء أو الأمان.

تراه مثلًا في الأب الذي يشن حربًا على مواهب أولاده أو قدراتهم أو محاولتهم الوقوف ضد الطريق اللي هو بيفرضه عليهم.

هذا بالنسبة للملك الطاغية … أما الملك الضعيف فهو الموجود على الورق فقط.

التواصل

كيف للشخص أن يتصرف كملك ويحافظ على توازنه  ولا يقع يمينًا أو يسارًا؟

يكون هذا بفهم النموذج والاتصال بطاقة الملك التي بداخلك.

الفرق بين الملك الصالح وغير الصالح (الملك العادي ليس نموذج الملك الذي نتحدث عنه) أن الاتجاه هو الذي يحركه.

 الملك الصالح يتحرك لمصالح مملكته، ليس لمصالحه هو.

كذلك لو أردت أن تكون ملكًا متوازنًا وتحافظ على صورتك المتكاملة ينبغي عليك أن تبتعد عن الأنا .. تنتبه لها، ولا تجعلها تتسلط عليك ولا على من حولك.

المحارب

المحارب يعني الهجومية … وهو الشكل الإيجابي للعدوانية … 

الهجومية موقف حياتي يدفع للنشاط، الشحن والتحفيز، عكس السلبية … الهجومية هي الدافع الذي يقودنا للهجوم والتخلي عن الموقف الدفاعي أو السلبي تجاه مهام الحياة وصعوباتها.

ولو لم تكن هذه الهجومية موجودة سيكون لدينا ما يسمى بالـ (الذكر الناعم) لا يخربش، لا يهاجم، ولا حتى يدافع.

ظل المحارب

لو لم يتمثل الرجل بنموذج المحارب بشكل صحيح 

سيقع في قاعدة المثلث أو ما نقول عليه … ظل المحارب.

سيكون إما محاربًا ساديًا أو محاربًا مازوخيًا

المحارب يحتاج أن تكون مشاعره تحت السيطرة وإلا ستتسلل القسوة له بدون أن يلاحظ، وسيبقى بدون مشاعر. كاره للضعف والهشاشة. سادي ومؤذي.

قد يقع الرجل تحت تأثير هذا الظل؛ لأنه غير واثق في قدراته الذكورية. (القدرات النفسية وربما الجنسية).

بإمكاننا رؤية هذا النموذج بوضوح في المدير الذي يحبط موظفيه، أو يتحرش بهم أو يسيئ معاملتهم.

أما المحارب المازوخي

غير قادر على الدفاع عن نفسه، ويسمح للآخرين أن يعتدوا عليه، ويتخطوا الحدود معه، وربما يستغلوه عاطفيًا أو جسديًا.

لو كنا تحت سيطرة المازوخي سنستقبل كمًا كبيرًا من الاستغلال.

التواصل

كيف للرجل أن يتواصل مع المحارب الذي بداخله؟

كل تقاليد المحاربين تقول أن ما يساعد المحارب على تحقيق نقاء الذهن ووضوح التفكير: هو إدراكه لموته المحتوم.

يعرف المحارب أن الحياة قصيرة وهشة، وبدلًا من أن يصاب بالاكتئاب؛ ينتج قدرًا زائدًا من الطاقة؛ ليستطيع عيش أيام مفعمة بالعزيمة والطاقة.

يتعامل مع الحياة بدون تردد، وكل عمل يقوم به وكأنه الأخير. 

هناك أيضًا عامل للتعامل الحاسم مع المواقف في الحياة: التدريب.

قدرة المحارب على التحكم والتنظيم في حياته تبدأ من تحكمه وتنظيمه لعقله ومواقفه، ولو استقاموا: كل شيء سيستقيم.

حتى يستطيع المحارب السيطرة على الطاقة التي لديه ينبغي أن يكون له هدف (فوق شخصي) … يكون مخلصًا لخالقه، أو لقضية ما.

شيء أكبر من نفسه ومصلحته الذاتية.

الساحر

النموذج الثالث هو الساحر أو الحكيم … هو الذي يلقن كل أنواع المعرفة السرية والخفية.

هو الخبير. المدرس أو المدرب أو الطالب الذي يدرس ليل نهار؛ ليعرف خبايا مجاله.

يبذل وقتًا ومجهودًا كبيرًا، وينفق معظم موارده في سبيل الحصول على المعرفة وتلقينها.

عصرنا هو عصر سيادة الساحر (أو الحكيم) بسبب التكنولوجيا ... لكن طاقته ضعيفة؛ بسبب غيابه، رغم وجود المدارس والجامعات وغيرها.

الصورة المتكاملة للساحر تتمثل في المراقبة بهدوء. وملاحظة وترصد المعلومات القادمة من الداخل ومن الخارج، وباستخدام الحكمة (التي هي المعرفة المكتسبة من الخبرة والمهارة) يختار القرارات الضرورية. ويحول القوة الخام لفائدة للآخرين.

طاقته انطوائية. (وانطوائية هنا لا تعني الخجل، ولكن القدرة على الانفصال عن العواصف الداخلية والخارجية والاتصال مع الحقائق والموارد الداخلية العميقة).

ظل الساحر

لو لم يتمثل الرجل بنموذج الساحر بشكل صحيح ما الذي سيحصل؟

سيقع في قاعدة المثلث أو ما نطلق عليه … ظل الساحر.

سيكون إما ساحرًا متلاعبًا، أو ساحرًا منكرًا بليدًا

المتلاعب

هدفه ليس إرشاد الناس ومساعدتهم لكن يوجهم بطرق لا يرونها، بشكل يخدم مصلحته. 

(يتلاعب بيهم).

أما المنكر (البليد)

فهو لا يرغب أن يشارك أو يساعد الآخرين، أو يعلمهم. 

ويتعمد إيقاعهم إما بشكل مباشر، أو بشكل سلبي؛ بمنع نفسه عن تقديم النفع لهم. ويخفي دوافعه العدوانية وراء حائط منيع من البراءة والسذاجة المصطنعة.

التواصل

كيف للرجل أن يتواصل مع الساحر الذي بداخله؟

عن طريق فصل (الأنا) عن المشاعر، من غير كبتها.
.

المحب

النموذج الأخير هو المحب … كبشر لدينا رغبات كثيرة، منها ما هو متعلق بالأكل، الشرب، الجنس، الصحة، والحب، والمعنى.

نموذج المحب هدفه إرضاء هذه الرغبات.

المحب هو التجسيد الصحي الإيجابي لإشباع هذه الحواس.

المحب شديد الحساسية للعالم المادي، يرغب في أن يَلمِس ويُلمس. جسديًا وعاطفيًا.

يريد أن يختبر كل شيء بشكل عميق.

الحب، الألم، المعاناة.

وييشر بكل شيء.

صورته المتكاملة: أن يعيش في عالم المتع الحسية والجسدية دون الشعور بالعار.

(بالتأكيد الشخص الذي يشعر بالعار من الجنس ورغباته وطبيعته البشرية = غير متصل مع نموذج المحب).

ظل المحب

لو لم يتمثل الرجل بنموذج المحب بشكل صحيح ما الذي سيحصل؟

سيقع في قاعدة المثلث أو ما نطلق عليه … ظل المحب.

سيكون إما محبًا عاجزًا، أو محبًا مدمنًا.

المحب المدمن: يواجه سؤالًا مهمًا: 

(لم أضع قيدًا على تجاربي الحسية؟)

من الخصائص السلبية الأساسية والعميقة في قلب المدمن (الضياع) حرفيًا، في بحر من الأحاسيس.

هذا الضياع يظهر في الطريقة التي يعيش بها المدمن، وهي الاستمتاع بالمتعة اللحظية.

يعلق في شبكتها لدرجة تمنعه من الهروب.

لا يكون بإمكانه أخذ خطوة للوراء والتفكير، لا يستطيع الابتعاد عن علاقة مؤذية مثلًا.

أما المحب العاجز: يعيش بدون مشاعر عميقة … حياته باهتة وبها رتابة … ودائما يشعر بالاكتئاب والانفصال.

التواصل

بأن نسمح لنفسنا بهذا … أن يكون وجود منظور رومانسي، تجاه حياتنا وأهدافنا وعملنا وإنجازاتنا.