Lakhasly

لكثير من الطلبة والباحثين يجدون صعوبة كبيرة في كتابة مقدمة البحث، وفي هذا الشأن سنحاول
التبسيط ألكبر قدر ممكن، للمساعدة على تحرير مقدمة ألي بحث وفق الضوابط العلمية والمنهجية
المناسبة.
ونعتمد كلمة مقدمة عامة للبحث ألنها تشتمل على مجموعة من العناصر المهمة، التي البد منها لكي
تعتبر مقدمة عامة لمذكرة الماستر أو الدكتوراه، وتكتب هكذا " مقدمة عامة "، بدون )ال ( التعريف، ألن
الباحث ال يمكن له أو ال يستطيع أن يضبط أو يحرر مقدمة عامة بجميع عناصرها من تعبيره الخاص أو
من إبداعه، باعتبار أنها مدخل للموضوع، أو تمهيد فقط لصياغة اإلشكالية، باإلضافة إلى أنه يمكن
للباحث أن يقتبس معلومات من مراجع مختلفة في المقدمة العامة ويحيلها إلى أصحابها ، هذا معناه أن
التهميش في المقدمة العامة يكون بطريقة عادية وليس خطأ منهجيا، كما أن عنصر الدراسات السابقة هو
ليس من انجاز الباحث أو من تحريره.
في حين تكتب الخاتمة العامة كما هي ب )ال( ا لتعريف باعتبار أن الباحث هنا يضبط الخاتمة العامة من
انجازه الخاص أو الشخصي بحيث يقول توصلنا ونستنتج ونالحظ....إلخ وفيما يلي سنتطرق إلى عناصر
المقدمة عنصرا بعنصر حتى يتيسر للباحث ضبط مقدمة عامة بطريقة سليمة:
يكتب الباحث في حدود صفحة أو صفحتان مدخال للموضوع أو تمهيدا قبل صياغة اإلشكالية، ويكون
بكتابة فقرة أو فقرتان عن الموضوع في إطار علمي عالمي، أي يتكلم عن الموضوع بشكل عام، ثم يكتب
فقرة أو فقرتان عن الموضوع في اطار علمي وطني، أي يتكلم عن الموضوع وأحواله في الدولة التي
تجري فيها الدراسة، ثم يكتب فقرة أو فقرتان عن الموضوع في إطار علمي محلي، أي يتكلم عن
موضوعه في المؤسسة محل الدراسة التي سيسقط عليها الموضوع كميدان دراسة، ثم يتطرق إلى عناصر
المقدمة وهي كالتالي:
1 – صياغة اإلشكالية؛
-2 األسئلة الفرعية؛
-3 الفرضيات؛
بحيث العناصر ،1 ،2 3 تم التطرق إليها بالتفصيل في المحاضرة األولى للمقياس.
-4 أسباب اختيار الموضوع: يعتبر هذا العنصر مهما جدا، في المقدمة العامة، بحيث يبين الباحث لماذا
اختار هذا الموضوع دون غيره من المواضيع، وهنا يقسم الباحث أسباب اختيار الموضوع إلى أسباب
موضوعية وأسباب ذاتية، أو يذكرها تباعا دون تفرقة بينها، وذكر خمسة أو ستة عناصر كافية ليبين
الباحث للقارئ أو للجنة المناقشة أو المشرف أسباب اختياره للموضوع، ويمكن أن يكتب الباحث العبارة
التالية: ويرجع اختيارنا لهذا الموضوع نظرا لألسباب الموضوعية والذاتية التالية:

• نظرا ألن الموضوع حديث نسبيا.................؛


• نظرا لنقص الدراسات المتعلقة ب .........؛


• نظرا لتوافر المعلومات حول الموضوع...........؛


• نظرا للميول الشخصي لمثل هذه المواضيع المتعلقة ب...........
  ويمكن للباحث أن يضيف عناصر أخرى في شكل أسباب يراها هو غير ما ذكر سابقا.
  -5 أهداف البحث: يعتبر هذا العنصر أيضا مهما في المقدمة العامة، إذ ال بد على الباحث أن يبين للقارئ
  أو للجنة المناقشة، إلى ماذا يريد أن يصل في النهاية، وإذا تم التوصل فعال إلى هذه النتائج، فإن الباحث
  يعتبر كفؤا وفعاال في إدارة عناصر بحثه والتحكم فيها، وإن لم يصل إلى هذه األهداف المرسومة فإنه ال
  يعتبر بحثا ذا قيمة.
  ومن بين األهداف نذكر ما يلي:


• الوصول إلى تبيان أثر.....على.......؛


• محاولة توضيح كل ما يتعلق ب..........؛


• محاولة الوقوف على أهم المشاكل المتعلقة بتمويل.......؛


• صياغة نموذج أو برنامج يقوم ب...........
  -6 المنهج المستخدم: عنصر البد من ذكره في المقدمة العامة، بحيث يبين الباحث أي منهج اعتمده في
  كتابة هذه الرسالة أو األطروحة، وهل اعتمد منهجا واحدا أم منهجين، كما يبين األدوات المستخدمة في
  كل منهج، وغالبا في العلوم االقتصادية والتجارية نستخدم المنهج الوصفي في الدراسة النظرية، ومنهج
  دراسة الحالة في الدراسة الميدانية، ونادرا ما نستخدم المنهج التاريخي في حالة استقراء المراحل
  التاريخية لظاهرة معينة، أو نستخدم المنهج القياسي أو اإلحصائي لما تكون الدراسة قياسية،ويمكن أن
  يكتب الباحث في هذا العنصر ما يلي: ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة استخدمنا أو اعتمدنا على المنهج
  الوصفي التحليلي، باعتباره منهجا مناسبا أو مالئما لمثل هذه المواضيع، أما في الجانب الميداني فقد
  اعتمدنا على منهج دراسة الحالة عند إسقاط الدراسة النظرية على ميدان الدراسة ممثال في مؤسسة أو
  بنك،....... بحيث اعتمدنا على أدوات جمع البيانات والمعلومات التالية: المراجع، الكتب، المجالت،
  المذكرات والرسائل الجامعية، الملتقيات والندوات، المحاضرات، مواقع االنترنت، االستمارة، المقابلة،
  الوثائق والسجالت اإلدارية، اإلحصاءات والتقارير الرسمية.
  -7 الدراسات السابقة: إن هذا العنصر مهم جدا ويزيد من قيمة البحث، بحيث يقدم الباحث كل الدراسات
  التي تناولت بحثه، سواء من متغير واحد أو من متغيرين، وهنا يبحث الباحث عن الدراسات التي سبقت
  بحثه والتي لها عالقة بمتغيرات البحث الذي هو بصدد إنجازه، ويمكن أن يتبع الباحث الخطوات التالية:


• يذكر كل دراسة تناولت المتغير األول في بحثه، ويقسمها إلى قسمان الدراسة باللغة األجنبية ثم الدراسة
  باللغة العربية، بحيث يتناول في كل دراسة: عنوانها، صاحب الدراسة، نوع الدراسة، اإلشكالية، أهم
  النتائج المتوصل إليها، ثم يقارن الدراسة ببحثه أي ما سيتناوله هو في بحثه، ثم يتناول كل دراسة سبقت
  بحثه تتعلق بالمتغير الثاني سواء باللغة األجنبية أو باللغة العربية، ثم يقارنها ببحثه، ثم يذكر كل الدراسات
  السابقة التي تناولت المتغيرين معا.


• كل دراسة يتناولها الباحث مهما كان نوعها، البد من أن يشير لها كمرجع، ويشار إليها في مكان
  التهميش في الصفحة، أي أن التهميش أو االقتباس يكون في المقدمة العامة بطريقة عادية وال مشكلة في
  ذلك.
  -8 حدود الدراسة: الكثير من الباحثين في المنهجية ال يشترطون ذكر هذا العنصر في المقدمة العامة، وإن
  ذكره الباحث فال مشكلة في ذلك، بحيث يبين الباحث حدود الدراسة الزمانية والمكانية، أي تبيان زمن
  الدراسة، وعالقتها بميدان الدراسة.
  -9 صعوبات البحث: يمكن للباحث أن يبين في المقدمة العامة في هذا العنصر الصعوبات التي واجهته في
  إنجاز بحثه، كنقص في المعلومات المتوفرة، أو عدم توفر المراجع، أو صعوبة التنقل أو بعض المشاكل
  المادية التي تواجه الباحث، أو نظرا لضيق وقت انجاز البحث....إلخ، لكن أغلب الباحثين في المنهجية
  يفضلون أن ال يذكر هذا العنصر، باعتباره سببا أو مبررا ألي قصور أو عجز في انجاز المذكرة.
  -10 هيكل )تقسيمات( البحث: الفرق بين هيكل البحث أو تقسيمات البحث، والفهرس العام، هو أن الفهرس
  العام يكتب في شكل فصول ومباحث ومطالب، في حين أن تقسيمات البحث في المقدمة العامة، يشرح
  الباحث الفهرس العام في شكل فقرة أو كتابة نثرية، ويتناولها الباحث كالتالي:
  ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة، حاولنا تقسيم البحث إلى فصلين نظريين وفصل تطبيقي، ويتعلق
  الفصل األول باإلطار النظري ل.......وأنواع،......... في حين يتعلق الفصل الثاني باإلطار المفاهيمي
  ل.........وطرق......وخصائص،.......... هذا في الجانب النظري، أما في الجانب الميداني فيتعلق بإسقاط
  الدراسة النظرية على دراسة حالة تتعلق ب.........
  ويمكن للباحث أن يضيف أو يوسع أو يزيد من أي كالم يراه مناسبا، ووفي هذه الطريقة يمكن للباحث أن
  يكتب أو يحرر مقدمة عامة لبحثه وفق طريقة منهجية سليمة