Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (51%)

يواصل "هيوم" حملته النقدية على الرأي الشائع لدى العامة من الناس والفلاسفة فيما يتعلق بجوهرية النفس، واعتبار النفس الصورة الجوهرية للجسم. يخرج عن رأي "باركلي" الذي يذهب فيه إلى أن لا وجود إلا للذوات المباركة على وجه الحقيقة، ويصدر حكماً آخر أشد وقعاً على الفلسفات السابقة فيما يتعلق بجوهرية النفس أو الروح، وإن نجح "باركلي" في استبعاد الصور الجوهرية عن الفيزياء – على حد تعبير "بيرتراند رسل" – فإن "هيوم" هو الآخر قد أبعد تصور الجوهر عن علم النفس، وبالنسبة لـ "هيوم"، مشكلة النفس أو الجوهر النفسي أصعب أو أكثر تعقيداً كالإشكالية المتعقلة بالأجسام، كما أن السؤال في حد ذاته المتعلق بالجوهر المادي والروحي هو سؤال بلا معنى، يرفض "هيوم" تصور النفس كشيء قائم بذاته ببساطة، وكل ما هو متميز يمكن أن يوجد بذاته، بقدر ما يتعلق الأمر بتعريف الجوهر. يشير "هيوم" إلى أن هناك بعض الفلاسفة يتخيلون، أعمق على وعي تام بما ينطبق عليه أنفسنا أو ذواتنا. وباستمراريتها في "الوجود"، ونقصد: ما هو الاطلاع الذي يمكن أن تستمد منه فكرة النفس؟ بل يقر "هيوم" باستحالة الوصول إلى إجابة صريحة بدون ظهور تناقض، أي الوصول إلى فكرة واضحة عن النفس ترتبط بالاطلاع الذي تستمد منه. إن فكرة النفس لا ترتبط بانطباع واحد، فإن الانطباع الذي يقابلها، فنكل ما نلاحظه هو جملة من الانطباعات، ومادامت كذلك فلا يمكن لأي من هذه الانطباعات أن تستكشف أو تستمد منه فكرة الذات أو النفس. يقول "هيوم": «بالنسبة لي، عندما أدخل دخولًا عميقًا بكل عمق إلى ما أطلق عليه ذاتي، فإني أعثر دائمًا على إدراك ما أو آخر، فإني لا أمسك "نفسي" أبدًا في أي وقت». ولا يمكنني أن ألاحظ أي شيء على الإطلاق، «ولتوضيح موقفه أكثر» يقول "هيوم" إنه في الحالات التي تتوقف جميع الإدراكات لوقت ما، وعندئذٍ لن تكون هناك هوية أو نفس أو الأنا. ولهذا نقول بأن النفس جوهر روحي خالد قائم بذاته، ولا يقر "هيوم" بصريح العبارة: «لكني على يقين، مفهوم وتعريف النفس أو الذات – ينظر "هيوم" – لا شيء، وأصبح هذا التصور الجديد مخالف تمامًا لما هو مألوف، ثم يصرح بعبارة نقل بالمفاهيم السابقة للنفس: «إنه يمكنني أن أجازف بالقول، "هيوم" ينفي أن تكون للنفس مفهوم ميتافيزيقي، ويقدم لنا "هيوم" تشبيهًا يبلغ ووفق رؤيته بموضوع النفس، ولدينا بالمقابل فكرة عن تلك المواضيع المتعددة والمختلفة، فسيكون هناك تناقض بين التفكيرين، بواسطة الخيال أو الميل الطبيعي لشيء مجهول وغامض غير معتبر وغير متقطع يسوق فكرتنا عن الذاتية؟» المجهول الجوهر، وهكذا التصور يكون "هيوم" قد قلب مفاهيم كثيرة موروثة عن النفس، ويكون بالمقابل أوفى التجريبيين لبلادته. فمدام لا يوجد انطباع تستمد منه فكرة النفس، وكلما نجده هو مجموعة من الإدراكات، أما الحامل لهذه الإدراكات فلا أثر له ما دام لا انطباع له. وهكذا التصور يكون "هيوم" قد ألغى آخر حصون الميتافيزيقا الذي ترعرعت فيه وارتبطت به كثير من المفاهيم الميتافيزيقية، يتحدث عن موضوعات الفهم البشري، أما مسائل الواقع (matters of fact)، إذ التجربة هي معيار الصدق ونتائجها احتمالية. فهي ذات استنباط برهاني، مثلا نجد. لا مكان لشيء في قاموس "هيوم"، مقتنعين بمبادئنا، ولكن في اللاهوت والميتافيزيقا المدرسية، أو استدلالات تجريبية عن أشياء واقعية حاصلة؟ لا. لأنه لا يحتوي على شيء غير السفسطة والوهم». وهكذا، ما دام الجوهر بعد صلب الميتافيزيقا، ولا يتعلق باستدلالات تجريبية عن الحكم والعدد، ولا يتعلق أيضًا باستدلالات تجريبية تتعلق بالواقع، فإن ما اعتبره أرسطو الموضوع الأول والأساسي للفلسفة الأولى، ومن بعده ربط كبير من الفلاسفة، بعده "هيوم" مسفسطة ووهم،


Original text

يواصل "هيوم" حملته النقدية على الرأي الشائع لدى العامة من الناس والفلاسفة فيما يتعلق بجوهرية النفس، واعتبار النفس الصورة الجوهرية للجسم. وفي هذه المرة، يخرج عن رأي "باركلي" الذي يذهب فيه إلى أن لا وجود إلا للذوات المباركة على وجه الحقيقة، وما عداها ليست سوى أشكالاً طفيفة للموجودات الحقيقية، ويصدر حكماً آخر أشد وقعاً على الفلسفات السابقة فيما يتعلق بجوهرية النفس أو الروح، ويرى ذلك مجرد وهم.


وإن نجح "باركلي" في استبعاد الصور الجوهرية عن الفيزياء – على حد تعبير "بيرتراند رسل" – فإن "هيوم" هو الآخر قد أبعد تصور الجوهر عن علم النفس، وبالنسبة لـ "هيوم"، مشكلة النفس أو الجوهر النفسي أصعب أو أكثر تعقيداً كالإشكالية المتعقلة بالأجسام، كما أن السؤال في حد ذاته المتعلق بالجوهر المادي والروحي هو سؤال بلا معنى، ومن ثم لا نستطيع الإجابة عنه.


يرفض "هيوم" تصور النفس كشيء قائم بذاته ببساطة، لأن هذا التصور يصدق على كل شيء، إذ مادام كل شيء متميز عن الآخر، وكل ما هو متميز يمكن أن يوجد بذاته، وبالتالي، ووفق هذه الرؤية، فإن كل شيء هو جوهر، بقدر ما يتعلق الأمر بتعريف الجوهر.


يشير "هيوم" إلى أن هناك بعض الفلاسفة يتخيلون، وفي كل لحظة وبعمق، أعمق على وعي تام بما ينطبق عليه أنفسنا أو ذواتنا.
لأننا لا نشعر بوجودها، وباستمراريتها في "الوجود"، وكما هو متوقع لمناقشة آراء هؤلاء، يكرر "هيوم" المعيار الذي يتحقق من خلاله بقبول الفكرة أو رفضها، ونقصد: ما هو الاطلاع الذي يمكن أن تستمد منه فكرة النفس؟ بل يقر "هيوم" باستحالة الوصول إلى إجابة صريحة بدون ظهور تناقض، أي الوصول إلى فكرة واضحة عن النفس ترتبط بالاطلاع الذي تستمد منه.


إن فكرة النفس لا ترتبط بانطباع واحد، بل تشير إلى انطباعات عدة، وإن كانت فكرة الذات مستمرة وغير متغيرة وستظل تتابع مدى الحياة، كما يعتقد، فإن الانطباع الذي يقابلها، يجب أن يبقى هو الآخر ثابتًا ومستمرًا، ولكن لا يوجد انطباع بهذه الخصائص، فنكل ما نلاحظه هو جملة من الانطباعات، من ألم وسرور، حزن وفرح، أو أهواء وإحساس بمتابعة، كما لا توجد مزامنة لبعضها البعض، إذ إجمال لا يسمح بذلك، ومادامت كذلك فلا يمكن لأي من هذه الانطباعات أن تستكشف أو تستمد منه فكرة الذات أو النفس.


وينتج ذلك واضحًا، أنه مادام لا يوجد انطباع واضح يقابل الأنا، فليس لدينا ثقة بفكرة عن الأنا. يقول "هيوم": «بالنسبة لي، عندما أدخل دخولًا عميقًا بكل عمق إلى ما أطلق عليه ذاتي، فإني أعثر دائمًا على إدراك ما أو آخر، الحار والبارد، الضوء والظل، الحب، الكراهية، الألم والسرور... فإني لا أمسك "نفسي" أبدًا في أي وقت».


بدون إدراك، ولا يمكنني أن ألاحظ أي شيء على الإطلاق، ما عدا الإدراك. «ولتوضيح موقفه أكثر» يقول "هيوم" إنه في الحالات التي تتوقف جميع الإدراكات لوقت ما، مثلًا في حالة النوم، أو بسبب الموت، فإنه يتوقف إحساس، الحب، الكره. وعندئذٍ لن تكون هناك هوية أو نفس أو الأنا. فلا هوية بدون إدراك. ولهذا نقول بأن النفس جوهر روحي خالد قائم بذاته، والأدلة أيضًا التي تبرر الخلود وتقرر الجوهرية وتقرر تسيرها للجسم، كلها آراء وهمية وباطلة، ولا يقر "هيوم" بصريح العبارة: «لكني على يقين، أنه لا يوجد هذا المبدأ عندي، ومادامت النفس ليست جوهرًا، ومدام لا نملك لا فلك عن شيء عنها سوى الإدراكات المتعاقبة».


غدا إذن، مفهوم وتعريف النفس أو الذات – ينظر "هيوم" – لا شيء، وأصبح هذا التصور الجديد مخالف تمامًا لما هو مألوف، ولكنه موافق ومتسق ومبدأه العام، ثم يصرح بعبارة نقل بالمفاهيم السابقة للنفس: «إنه يمكنني أن أجازف بالقول، وأؤكد بالنسبة لسائر البشر أن هذه النفوس ليست إلا حزمة أو مجموعة من الإدراكات المختلفة التي تتعاقب بسرعة لا يمكن تصورها، والتي تكون في تدفق وحركة دائمين».


وهكذا، "هيوم" ينفي أن تكون للنفس مفهوم ميتافيزيقي، بما يجعلنا نعتقد بثبات هويتها، ويقدم لنا "هيوم" تشبيهًا يبلغ ووفق رؤيته بموضوع النفس، ورؤيا يكون هذا الموضوع هو الذي تعتمد عليه المدارس المعاصرة.


في علم النفس وخاصة الاتجاه الوضعي منه، فهو يشبهها بالمسرح، فإذا كان المسرح عبارة عن عرض يؤديه مجموعة من الأبطال في حالات وأوضاع متتابعة، تمر ثم تعود الكرة، فالفكر من نوع المسرح... هناك تظهر فيه عدد من الإدراكات المتتابعة، تمر ثم تعود الكرة تنتهي بعيدًا وتفتتح في حالات وأوضاع لا متناهية، ويواصل "هيوم" تحليله للاعتقاد المرتبط بجملة الإدراكات المتتابعة التي نضفي عليها وجودًا مستمرًا ودائمًا، ونفترض في أنفسنا أنها حائزة على وجود غير مختلف وغير متقطع عن كل حياتها.


وهو ما يرتبنا تحليل على شاكلة التحليل المنطقي للاعتقاد في العالم الخارجي، بتأسيس على الجدل، بحيث أننا عند ذلك نملك فكرة الهوية أو الأنا الميتافيزيقي الذي يبقى ثابتًا رغم تغير الجوانب الأخرى؛ أي لدينا فكرة عن الذات وهي قائمة، وعدم تقطعها خلال تغير الأوضاع والأوقات، ولدينا بالمقابل فكرة عن تلك المواضيع المتعددة والمختلفة، المتتابعة والمتغيرة. فسيكون هناك تناقض بين التفكيرين، وللخروج من هذا الحرج وإزالة التقطع تتداخل المخيلة، فتضفي ذلك الوجود المستمر لإدراكاتنا وتغطي عليها وحدة وهوية، وتدفع بصورة مباشرة إلى فكرة الروح (Soul)، أو النفس والذات (Self)، أو الجوهر (Substance).


يقول "هيوم": «إننا نميل، بواسطة الخيال أو الميل الطبيعي لشيء مجهول وغامض غير معتبر وغير متقطع يسوق فكرتنا عن الذاتية؟»


ويقصد "هيوم" هنا بالشيء، المجهول الجوهر، وهكذا التصور يكون "هيوم" قد قلب مفاهيم كثيرة موروثة عن النفس، ويكون بالمقابل أوفى التجريبيين لبلادته. فمدام لا يوجد انطباع تستمد منه فكرة النفس، فلا مجال للحديث عنها كمحور، وكلما نجده هو مجموعة من الإدراكات، أما الحامل لهذه الإدراكات فلا أثر له ما دام لا انطباع له.


وهكذا التصور يكون "هيوم" قد ألغى آخر حصون الميتافيزيقا الذي ترعرعت فيه وارتبطت به كثير من المفاهيم الميتافيزيقية، وكان "هيوم" يعي العمق الذي تتسم به عدواته للميتافيزيقا، في كتابه بحث في الفهم البشري، وبعد أن تطرفه للبحث في الانطباعات والأفكار، يتحدث عن موضوعات الفهم البشري، ويقسمها في نوعين: «كل موضوعات الفهم البشري تنقسم إلى علاقات أفكار، ومسائل الواقع».


أما مسائل الواقع (matters of fact)، فهي أمور لا يقام عليها برهان قاطع، إذ التجربة هي معيار الصدق ونتائجها احتمالية. يتحرى "هيوم" على التأكيد في قضية عامة لا تقبل الاستثناء، وهي أن معرفة مسائل الواقع لا يتم الوصول إليها في أي مثال بمحاكمات عقلية، بل مصدرها كله ناشئ عن التجربة.


أما علاقات الأفكار، فهي ذات استنباط برهاني، كما هي حقائق تتعلق بالعلاقات الداخلية بين المفاهيم والأفكار، مثلا نجد...


ذلك في المفاهيم الرياضية التي نصل فيها إلى أعلى درجات اليقين، كما توصف نتائجها بالتحصيل الحاصل.


وماعدا هذين المجالين، لا مكان لشيء في قاموس "هيوم"، ففي خاتمة كتابه هدان سجل القسوة التي سلكها على كل ما يتعلق بالميتافيزيقا، يقول: «إذا تصفحنا مكتباتنا، مقتنعين بمبادئنا، فماذا يمكن أن نجد (هذه المبادئ)... ما أكثر ما نلتقيه من كتب في الدار، فإذا أخذنا بيدنا أي كتاب، ولكن في اللاهوت والميتافيزيقا المدرسية، وسألنا أنفسنا مثلا: هل يحتوي على تفكير، أو استدلالات تجريبية عن أشياء واقعية حاصلة؟ لا. إذن فلنلقِ به إلى السنة النار... لأنه لا يحتوي على شيء غير السفسطة والوهم». كانت هذه العبارة نهاية [مسك الختام] عند "هيوم"، أو عبارة [غنوة البجعة]، كما يقال.


وهكذا، ما دام الجوهر بعد صلب الميتافيزيقا، ولا يتعلق باستدلالات تجريبية عن الحكم والعدد، ولا يتعلق أيضًا باستدلالات تجريبية تتعلق بالواقع، فإن ما اعتبره أرسطو الموضوع الأول والأساسي للفلسفة الأولى، ومن بعده ربط كبير من الفلاسفة، بعده "هيوم" مسفسطة ووهم، حتى بنا أن نلقي بالكتب إلى السنة النار إذا أخذنا بحجة "هيوم"!! ولكن النقاد تعلق على هذا الموقف...


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

تعاني المدرسة م...

تعاني المدرسة من مجموعة واسعة من المخاطر التي تهدد سلامة الطلاب والطاقم التعليمي وتعوق العملية التعل...

يهدف إلى دراسة ...

يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...

‏تعريف الرعاية ...

‏تعريف الرعاية التلطيفية‏ ‏وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...

Risky Settings ...

Risky Settings Risky settings found in the Kiteworks Admin Console are identified by this alert symb...

الممهلات في الت...

الممهلات في التشريع الجزائري: بين التنظيم القانوني وفوضى الواقع يخضع وضع الممهلات (مخففات السرعة) عل...

Lakhasly. (2024...

Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...

‏ Management Te...

‏ Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...

تسجيل مدخلات ال...

تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...

My overall expe...

My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...

- لموافقة المست...

- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...

تعزيز الصورة ال...

تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...

وصف الرئيس الأم...

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...