Lakhasly

1. إشكالية الدراسة:
   يولي البحث العلمي اهتماما كبيرا بدراسة الامراض المزمنة خاصة في ميادين العلوم الاجتماعية والنفسية والطبية، وذلك نظرا للانتشار الواسع لتلك الامراض في العالم بحثا عن سبل أكثر فاعلية في علاجها، حيث يعتبر مرض السرطان من الأمراض التي تهدد حياة الأفراد، نظرا للتطور السريع للمرض وصعوبة علاجه لذلك فقد شهد العالم نسب وفيات كبيرة بسببه، فضلا . ذلك عن فإن الاصابة بالمرض تؤدي الى تغيرات كبيرة في حياة المرضى خاصة ولسيما اذا كانت المرأة هي الشخص المصاب- على جميع المستويات، فيمكن أن تعايش المرأة المصابة بالسرطان مرحلة العلاج بطريقة سيئة بسبب الآثار الجسمية الجانبية والمعاناة النفسية المصاحبة فمرض السرطان يخلق لدى المرأة المصابة معاناة وآلام نفسية وجسدية مما يؤثر على جوانب حياتها النفسية والاجتماعية، حيث تعتبر الحالة النفسية لدى المرأة المصابة ذات أهمية كبيرة في الاستجابة لتشخيص المرض وسيرورة علاجه، ويعتبر الاكتئاب والقلق من أبرز انعكاسات مرض السرطان وعلاجه، وفي هذا الصدد يشير (Reich (2010) أن الاكتئاب يعتبر كاستجابة للإصابة بمرض السرطان وهو أحد أبعاد المعاناة والكرب النفسي التي تؤثر على نوعية الحياة لدى المرضى، حيث يمكن ملاحظة أن
   نسبة 25% من مرضى السرطان يعانون من زملة أعراض اكتئابية طوال فترة المرض، وأن ما يقارب 5% إلى 6% يعانون من توبة
   اكتئاب حادة تزداد مع المراحل المتقدمة للمرض ومرحلة الرعاية الملطفة لتصل الى نسبة %77% في المرحلة الاخيرة للمرض.
   ويعد القلق من الحالات الانفعالية السالبة المصاحبة للاكتئاب الناتجة عن تشخيص الإصابة بالسرطان كذلك وهذا لما يحدثه المرض من تغيير جذري في حياة المرأة المصابة، ولجوؤها لنمط سلوكي حياتي جديد يرتكز على محاولة التكيف مع المرض وعلاجاته.
   ومن خلال دراستنا نحاول الكشف عن مستويات القلق والاكتئاب وكذلك دراسة الفروق حسب الحالة الاجتماعية لدى عينة من النساء المصابات بالسرطان والخاضعات للعلاج الكيميائي قمنا بصياغة الفرضيات التالية:
   1- تبدي المرأة المصابة بالسرطان والخاضعة للعلاج الكيميائي مستويات اكتئاب مرتفعة.
   2 تبدي المرأة المصابة بالسرطان والخاضعة للعلاج الكيميائي مستويات قلق مرتفعة.
   -3- توجد فروق في مستويات الاكتئاب لدى المرأة المصابة بالسرطان تعزى الى الحالة الاجتماعية. -4- توجد فروق في مستويات القلق لدى المرأة المصابة بالسرطان تعزى الى الحالة الاجتماعية.


2. تحديد المفاهيم
   الاكتئاب:
   بعد الاكتئاب من بين الانعكاسات النفسية لمرض السرطان حيث يعد الشعور بالحزن والتصور السلبي للمستقبل عبر مراحل السرطان من الأمور الطبيعية لما يفرضه المرض من وضعيات مؤلمة وضاغطة، وتغير جذري في حياة الفرد إذ غالبا ما يتخلى المريض عن الأهداف والمشاريع التي كان قد خطط لها من قبل.
   ويعتبر مرضى السرطان مقارنة بالمرضى المصابين بالأمراض المزمنة الأخرى أكثر عرضة للاكتئاب وهو لا يقلل في حد ذاته من نوعية
   الحياة فقد تكون له آثاره السلبية على الصحة الجسمية بما فيها تفاقم السرطان.
   حيث يعرف مجدي أحمد (2000) الاكتئاب على انه حالة من الحزن العميق يحس فيها المريض بعدم الرضا، وعدم القدرة على الإتيان بنشاطه السابق ويأسه في مواجهة المستقبل وفقدان القدرة على النشاط وصعوبة التركيز والشعور بالذهان النام مع اضطراب النوم والشهية للطعام وأحلام مزعجة.
   ويعرف على انه مجموعة من الأعراض الانفعالية والمعرفية والسلوكية والجسدية حيث يحتوي على المشاعر السلبية (التثبيط الحزن، المخاوف والوساوس وفي بعض الأحيان العدوانية والحذر أما المعرفية فتتمثل في أفكار دونية سوء تقدير الذات، تأنيب الضمير مشاعر الإحباط، أفكار انتحارية اضطرابات سلوكية (الانسحاب هروب عزلة، تعب وتباطؤ، خمول، تعابير الحزن) أما الجسدية (تعب وضعف اضطراب النوم والشهية صداع دوار اضطرابات هضمية ) .Schweitzer. B

وتشير الجمعية الفرنسية لعلم نفس الأورام السرطانية والدعم (AFSOS)، (2011) أن سوء تقدير وعدم علاج الاكتئاب يؤثر على نسبة الوفيات وكذا في انتشار المرض المرتبطة بتدهور في نوعية الحياة وارتفاع متزايد في الإحساس بالألم وصعوبات في الالتزام العلاجي وعدم تقبل العلاج صعوبات في التواصل مع الفريق المعالج والعائلة وفقدان الأمل في العيش مما يؤدي إلى تزايد
خطر الانتحار.
. القلق:
وبعد القلق من الحالات الانفعالية السالبة الناتجة عن تشخيص الإصابة بالسرطان وهذا نتيجة لما يحدثه المرض من تغيير جذري في حياة الفرد والجوؤه لنمط سلوكي حياتي جديد يرتكز على محاولة التكيف مع المرض وعلاجاته. حيث يعرف القلق على انه حالة انفعالية تتصف بأحاسيس طارئة من التوتر والإدراك والعصبية المصحوبة بنشاطات من الجهاز العصبي اللاإرادي.
ويعرفه الكفافي بأنه "خبرة انفعالية مكررة أو غير سارة يشعر بها الفرد عندما يتعرض لمثير مهددا أو مخيف عندما يقف في موقف صراعي أو إحباطي حاد
حيث أظهرت بعض الدراسات أن 49% من المرضى يظهر لديهم القلق عند دخول المستشفى للجراحة، و 52% لديهم. الموت و 71% لديهم الخوف من الاستئصال أو البتر وتزداد حدة القلق في غياب التواصل مع الفريق المعالج.
منهج الدراسة:
تم الاعتماد في هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي الذي يعد أحد مناهج البحث العلمي والذي يهدف إما إلى رصد ظاهرة أو موضوع محدد بهدف فهم مضمونها أو مضمونه أو قد يكون هدفه الأساسي تقويم وضع معين لأغراض عم
4. مكان الدراسة:
قمنا بإجراء الدراسة الحالية بمصلحة الأورام السرطانية (المستشفى النهاري لبوفريزي التابعة للمركز الاستشفائي بني مسوس.
5. عينة الدراسة:
تشمل عينة الدراسة جميع مريضات السرطان الخاضعات للعلاج الكيميائي حيث تكونت العينة من (120) مصابة بالسرطان، تراوحت أعمارهن بين (18) و (82) سنة بمتوسط حسابي بلغ (47) سنة. وقد تم اختيار عينة الدراسة بالطريقة المقصودة.
6. أدوات جمع البيانات:
1.6 مقياس اكتئاب وقلق المستشفى
صمم المقياس .Zigmond, A. and Snait, R وخص به في البداية فئة المرضى، لكنه عمم بعد ذلك على كل فئات المجتمع. يتكون مقياس HADS من (14) بند موزعة على مقياسين فرعيين، أحدهما لقياس الاكتئاب ويتكون من (07) بنود والآخر لقياس القلق ويتكون كذلك من (07) بنود.
.2.6 الخصائص السيكومترية للمقاييس
قمنا بتطبيق المقياس على عينة استطلاعية متكونة من (30) مريضة. حيث تم حساب الثبات بطريقة ألفا كرونباخ حيث وصلت قيمة المعامل بالنسبة لمقياس القلق (0.67) أما بالنسبة لمقياس الاكتتاب فقد وصلت قيمة معامل الثبات الفا كرونباخ (0.76). وهي قيم تدل على ثبات مقياس اكتتاب وقلق المستشفى.
7. عرض وتفسير نتائج الدراسة:
2.7 مستويات القلق لدى المرأة المصابة بالسرطان
سنتطرق فيما يلي إلى نتائج استجابات عينة الدراسة من مريضات السرطان الخاضعات للعلاج الكيميائي وهذا للتأكد من الفرضية الأولى التي مفادها: تبدي المرأة المصابة بالسرطان الخاضعة للعلاج الكيميائي مستويات اكتتاب مرتفعة. وللتحقق من هذه الفرضية تم حساب المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لاستجابات المري على مقياس اكتتاب وقلق المستشفى والجدول التالي يبين النتائج المتحصل عليها:
يتضح من خلال الجدول رقم (01) أن المتوسط الحسابي لاستجابات المرأة المصابة بالسرطان على مقياس اكتئاب وقلق المستشفى كانت بالنسبة للاكتئاب تقدر بـ (11,95) بانحراف معياري يقدر بـ (4,95). وتشير النتائج السابقة إلى مستويات واضحة ومحددة لاضطراب الاكتئاب لدى المرأة المصابة بالسرطان والخاضعة للعلاج الكيميائي بالتالي تحقق الفرضية الاولى.
هذه النتائج تتفق مع نتائج دراسة Derogatis حول انتشار مرض الاكتئاب في مجال السرطان والتي تشير الى أن 66% من مرضى السرطان لديهم تشخيص أو أعراض اكتابية.
(Bézy, O & Jalenques. L, 2007.P. 134)
وتتفق كذلك مع دراسة كل من ( Perdrizet-Chevallier, C. Reich, M. & Lesur, A) والتي تشير الى أن الاكتئاب ينتشر بنسبة 32% أما القلق فينتشر بنسبة 30% وذلك لدى النساء اللواتي يعانين من السرطانات
النسائية.
2.7. مستويات القلق لدى المرأة المصابة بالسرطان
سنتطرق فيما يلي إلى نتائج استجابات عينة الدراسة من مريضات السرطان الخاضعات للعلاج الكيميائي وهذا للتأكد . الفرضية الثانية التي مفادها: تبدي المرأة المصابة بالسرطان الخاضعة للعلاج الكيميائي مستويات قلق مرتفعة. وللتحقق من . الفرضية تم حساب المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لاستجابات المرأة المصابة بالسرطان على مقياس اكتئاب وقلق المستشفى والجدول التالي يبين النتائج المتحصل عليها:

يتضح من خلال الجدول رقم (02) أن المتوسط الحسابي لاستجابات المرأة المصابة بالسرطان على مقياس اكتئاب وقلق المستشفى كانت بالنسبة للقلق تقدر بـ (15,42) بانحراف معياري يقدر بـ (4,78). وتشير النتائج السابقة إلى مستويات واضحة ومحددة الاضطراب القلق لدى المرأة المصابة بالسرطان والخاضعة للعلاج الكيميائي بالتالي تحقق الفرضية الثانية.
37
وتتفق هذه النتائج كذلك مع دراسة كل من Perdrizet-Chevallier, C. Reich) A والتي تشير الى أن الاكتئاب ينتشر بنسبة 32% أما القلق فينتشر بنسبة 30% وذلك لدى النساء اللواتي يعانين من السرطانات النسائية.
3.7 الفروق في مستوى الاكتئاب لدى المرأة المصابة بالسرطان حسب الحالة الاجتماعية:
سنتطرق فيما يلي إلى نتائج استجابات عينة الدراسة من مريضات السرطان الخاضعات للعلاج الكيميائي وهذا للتأكد من الفرضية الثالثة التي مفادها: توجد فروق في مستويات الاكتتاب لدى المرأة المصابة بالسرطان وذلك حسب الحالة الاجتماعية. هذه الفرضية تم الاعتماد على تحليل التباين الأحادي Anova والجدول التالي يبين النتائج المتحصل عليها:
وللتحقق من
من خلال الجدول رقم (03) فإننا نلاحظ أن المعالجة الإحصائية بتطبيق تحليل التباين الأحادي Anova تبين عدم وجود فروق دالة بين الحالات الاجتماعية الأربعة (عازبة - متزوجة مطلقة (أرملة) في مستويات الاكتئاب بالتالي عدم تحقق الفرضية
الثالثة.
ويمكن تفسير عدم ظهور فروق لدى المرأة المصابة بالسرطان تعزى للحالة الاجتماعية من خلال أن الاستجابة الاكتئابية والأعراض الاكتتابية التي تظهر عند تشخيص الاصابة أو خلال المعالجة الكيميائية تكون نتيجة لفقدان وتدهور الصحة الجسمية والشعور بالحزن والتصور السلبي للمستقبل عبر مراحل السرطان، ويعتبر ذلك من الأمور الطبيعية لما يفرضه المرض من وضعيات مؤلمة وضاغطة، وتغير جذري في حياة الفرد. إذ غالبا ما تتخلى المرأة المصابة بغض النظر عن حالتها الاجتماعية عن الأهداف والمشاريع التي كانت قد خططت لها من قبل.
4.7. الفروق في مستوى القلق لدى المرأة المصابة بالسرطان حسب الحالة الاجتماعية:
سنتطرق فيما يلي إلى نتائج استجابات عينة الدراسة من مريضات السرطان الخاضعات للعلاج الكيميائي وهذا للتأكد من الفرضية الثالثة التي مفادها: توجد فروق في مستويات القلق لدى المرأة المصابة بالسرطان تعزى الى الحالة الاجتماعية. وللتحقق هذه الفرضية تم الاعتماد على تحليل التباين الأحادي Anova والجدول التالي يبين النتائج المتحصل عليها
من خلال الجدول رقم (04) فإننا نلاحظ أن المعالجة الإحصائية بتطبيق تحليل التباين الأحادي Anova تبين وجود فروق بين الحالات الاجتماعية الأربعة عازبة-متزوجة مطلقة- أرملة) في مستويات القلق، ومن أجل تحديد لصالح من يعود الفرق قمنا بتطبيق اختبار Scheffe حيث أظهر وجود فروق بين المرأة العازبة المصابة بالسرطان والمرأة المتزوجة المصابة بالسرطان عند مستوى الدلالة a-0,01 وذلك لصالح المرأة المتزوجة المصابة بالسرطان. وبالتالي تحقق الفرضية الرابعة.
ويمكن تفسير ظهور فروق في مستويات القلق بين المرأة المتزوجة المصابة بالسرطان والمرأة العازبة المصابة بالسرطان من خلال أن المرأة المتزوجة لديها انشغالات أكثر في الحياة حيث وجود الاطفال والزوج وتأثر الدور الاساسي الذي تمارسه الزوجة من خلال أنها عضو فعال في الاسرة ولا سيما إذا كانت امرأة عاملة ولديها التزامات ومسؤوليات مهنية يزيد من شدة توترها وانشغالها وبالتالي ارتفاع مستويات القلق لديها مقارنة بالمرأة العازبة المصابة بالسرطان.