Online English Summarizer tool, free and accurate!
تدور قصة النص حول صوتين غريبين يُوقظان صبياً كل ليلة، مما يُسبب له الخوف والقلق. يتبين لاحقاً أن مصدر الصوتين هو الحاج علي، رجل عجوز قويّ، يتّصف بالنشاط والظرافة واللسان اللاذع، يُوقظ طلاب العلم في الأزهر كل جمعة بصوت عالٍ وعصا غليظة، ليشاركهم إفطاراً وغداءً غنيين. يُظهر الحاج علي تقوىً زائفةً، فهو يغتاب الناس ويُكثر من الكلام البذيء مع الشباب، الذين يحبونه رغم ذلك ويستمتعون بصحبته. يُقدم النص صورةً دافئةً لكنها مُعقّدة للعلاقة بين الشيخ والشباب، بين الجد والهزل، بين التقوى الظاهرة والانحلال الخفي. في النهاية، يموت الحاج علي، ويُحزن طلابه لفقدانه، مُذكرين الصبي برحمته وحنانه.
1- الصوتان الغريبان :-
ولكن صوتين غريبين يردانه فجأة إلى يقظة فزعة أحدهما صوت عصا غليظة تضرب الأرض ضربآ عنيفآ.
والأخر صوت إنسانى متهدج مضطرب لا هو بالغليظ ولا هو بالنحيف ، يذكر الله ويسبح بحمده ويمد ذكره وتسبيحه مدآ طويلآ غريبآ وقدسكن كل شئ وشمل هدوء الليل كل شئ وجعل هذا الصوت الإنسانى ينبعث بين حين وحين متهدجآ مرجعآ تقطعه ضربات العصا على الأرض.
وهو يبدو قويآ فيذيع فى الليل الهادئ شيئآ يشبه الأضطراب ثم يدنو قليلآ قليلآ حتى يكاد يبلغ غرفة الصبى ثم ينحرف ويضعف شيئآ فشيئآ حتى يكاد ينقطع ثم يبدو مرة أخرى قويآ متصلآ بعد أن يهبط صاحبه سلم الربع وأستقامت له طريقه فى الحارة ، ثم يبعد شيئآ فشيئآ حتى ينقطع .
2- خوف الصبى من الصوتين وجهله مصدرهما :-
وقد إرتاع الصبى لهذا الصوت أو لهذين الصوتين حين سمعهما لأول مرة ، وأتعب نفسه فى التفكير فيهما والبحث عن مصدرهما.
ولكنه لم يظفر من بحثه بطائل إلا أنه فقد النوم واتم ليله مؤرقآمروعآ حتى رد الأمن والطمأنينة إلى قلبه صوت المؤذن وهو ينادى الصلاة خير من النوم فهب الصبى مترفقآ وهب أخوه عنيفآ عجلآ.
وما هى إلا دقائق حتى كانا يهبطان السلم ويجدان فى طريقهما إلى الأزهر ليسمع أحدهما درس الأصول وليسمع الأخر درس الحديث.
وجعل هذان الصوتان يوقظان الصبى كل يوم فى أول الثلث الأخير من الليل وجعل الصبى يراع لهذين الصوتين ولا يعرف لهما مصدر ولا يجرؤ على أن يسأل أخاه أو غير أخيه عنهما.
حتى كانت ليلة الجمعة فأيقظه الصوتان وروعاه كدأبهما فى كل ليلة ورد المؤذن إليه الأمن والهدوء كدأبه فى كل صباح ولكن الصبى لم يهب مترفقآ.
ولكن أخاه لم يهب عجلآ عنيفآ ، فليس فى فجر الجمعة ولا فى صباحه دروس وليس الشيخ الفتى ولا الشيخ الصبى فى حاجة إلى أن يقطعا نومهما فأما نوم الصبى فقد قطعه الصوتان.
وأما أخوه فلم يسمعهما هذه الليلة كما لم يسمعهما من قبل ولبث الصبى فى فراشه ضيقآ بهذا السكون ، عاجزآ عن الحركة مشفقآ أن يوقظ أخاه حتى صليت الفجر وإنتشر ضوء الشمس ونفذت أشعتها إلى الغرفة فاترة.
وإذا الصبى يسمع هذين الصوتين مرة أخرى ولكنه يسمعهما هادئين رفيقين فأنما العصا فتداعب الأرض مداعبة يسيرة ، وأما الصوت فيصافح الهواء مصافحة حلوة لا تخلو من فتور .
3- الصبى يعجب للصوتين :-
والصبى يعجب لهذين الصوتين اللذين يعنفان حين يسكن الليل وينام الناس ويحسن الرفق واللذين يرقان ويلطفان حين ينشط النهار ويستيقظ الناس ويتاح للأصوات أن ترتفع.
وأن تأخذ حظها من الحرية والنشاط وهو مع ذلك مضطر إلى سكونه مشفق أن تحرك أن ينبه أخاه حتى تشتد حرارة الشمس على رأسه فيستوى جالسآ فى أناة ويتزحزح من مكانه فى رفق حتى يبلغ مكانآ لا تلتحفه حرارة الشمس فيستقر فيه دون أن يتحرك .
4- طرق على الباب بعصا غليظة وصوت ينادى :-
وهو بهذا الضيق وله كاره وعليه مكره وأخوه مغرق فى نومه لا يفيق ولكن الباب يطرق طرقآ عنيفآ وصوت من ورائه ينادى مرتفعآ ساخطآ صاخبآ.
(هلم يا هؤلاء أفيقوا إلى متى تنامون أعوذ بالله من الكفر أعوذ بالله من الضلال طلاب علم ينامون حتى يرتفع الضحى لا يؤدون الصلاة لوقتها هلم يا هؤلاء أعوذ بالله من الكفر أعوذ بالله من الضلال).
ويد هذا الصوت تقرع الباب وعصاه تقرع الأرض ومن حوله ضحكات ترافقه وقد هب الشيخ الفتى لأول نبأة ولكنه ظل فى مكانه ساكنآ ثابتآ يغرق فى ضحك مكتوم مكظوم كأنه يستحب ما يسمع ويستزيد منه ويريد أن يتصل .
5- الصبى يعرف مصدر الصوتين :-
فأما الصبى فقد عرف هذا الصوت وهذه العصا أنه الصوت الذى كان يضطرب فى الليل وأنها العصا لاتى كانت تقرع الأرض لتوقظها من نومها ، من عسى أن يكون هذا الرجل ؟ ما عسى أن تكون عصاه ؟ وما هذا الضحك الذى يتبعه ؟
وقد نهض القتى جاهرآ بضحكه فسعى إلى الباب ففتحه وإندفع منه هذا الرجل صاخبآ (أعوذ بالله من الكفر أععوذ بالله من الضلال اللهم إصرف عنا الأذى أعذنا من الشيطان الرجيم أمسلمون أنتم أم كفارأتتعلمون على شيوخكم هدى أم ضلالآ)
وقد إندفع معه الشباب من أصحاب الفتى وهم يجارون بالضحك ويغرقون فيه وهناك عرف الصبى هذا الرجل وهو عمى الحاج على .
6- صفات الحاج على :-
وكان عمى الحاج على رجل شيخآ قد تقدمت به السن حتى جاوز السبعين ولكنه أحتفظ بقوته كلها أحتفظ بقوة عقله فهو ماكر ماهر ظريف لبق وأحتفظ بقوة جسمه فهو معتدل القامة شديد النشاط متين البنية.
عنيف إذا تحرك عنيف إذا تكلم لا يعرف الهمس ولا يحسن أن يخافت صوته وأنما هو صائح دائمآ وكان عمى الحاج على فيما مضى من دهره كما علم الصبى فيما بعد رجلآ تاجرآ قد ولد فى الإسكندرية وشب فيها وأحتفظ بما لأهل الإسكندرية من قوة وعنف.
ومن صراحة وظرف وكان يتجر فى الأرز ومن أجل ذلك سمى عمى على الرزاز فلما تقدمت به السن أعرض عن التجارة أو أعرضت التجارة عنه.
وكان له بيت فى القاهرة يغل عليه شيئآ من مال فأتخذ لنفسه غرفة فى هذا الربع الذى لم يكن يسكنه من غير المجاورين ألا هذا الرجل وهذان الفارسيان اللذان ذكرا فى بعض هذا الحديث .
7- علاقة الحاج على بشباب الأزهر :-
ولم يكد عمى الحاج على يستقر عى غرفته فى أخر الربع عن شمال إذا صعدت السلم حتى لفت إليه هؤلاء الشباب من طلاب العلم أضحكهم وراقوه فإتصلت بينه وبينهم مودة حلوة متينة نقية فيها ظرف كثير وفيها رقة تحفظ يؤثران فى القلوب حقآ.
فقد كان الشيخ يعرف من هؤلاء الشباب حبهم للعلم وجدهم فى الدرس وصدوفهم عن العبث كان يحب منهم ذلك.
فإذا بدأ أسبوع العمل لم يسع إليهم ولم يعرض لهم حتى كأنه لا يعرفهم إلا أن يسعوا هم إليه أو يلحوا هم عليه فى أن يشهد معهم طعامآ أو يشاركهم فى الشاى.
فإذا كان يوم الجمعة لم يمهلهم ولم يخل بينهم وبين أنفسهم وإنما إنتظر بهم حتى يتقدم النهار وحتى يعلم أنهم قد أرضوا نفوسهم من النوم والراحة ، هناك يخرج من غرفته فيبدأ بأقرب غرف الشباب إليه فيوقظ صاحبها فى هذا العنف والضجيج اللذين رأيتهما.
ثم ينتقل إلى الغرفة التى تليها ومعغه صاحبه الذى أيقظع ، وما يزال كذلك حتى يبلغ غرفة أخى الصبى فيوقظه على هذا النحو والشباب من حوله فرحون مرحون يستقبلون يوم راحتهم مبتهجين قد إبتسموا للحياة وإبتسمت لهم الحياة.
وإلى هذا الشيخ كان تدبير طعامهم ولهوهم البرئ فى يوم الجمعة فهو الذى يقترح عليهم طعام الإفطار وقد يعده لهم فى غرفته أو فى غرفة أحدهم وهو الذى يقترح عليهم طعام العشاء ويشير عليهم بما ينبغى أن يصنعوا لإعداده ويشرف على هذا الإعداد ويقوم منه ما يمكن أن يعوج يصحبهم صباحهم.
ثم يفارقهم ليصلى الجمعة ثم يصحبهم حتى إذا وجبت العصر فارقهم لحظة ثم يعود إليهم فيشاركهم فى عشائهم وفيما يكون بعده من الشاى ثم إذا وجبت المغرب أمهم فى صلاتهم فإذا وجبت العشاء فارقهم ليعدو الدروس التى سيسمعونها من الغد .
8- الحاج على يتكلف التقوى ويتتبع عورات الناس ويغتابهم:-
كان عمى الحاج على يتكلف التقوى والورع ويظهر ذلك إلى أقصى ما يظهر الناس تكلفهم وتصنعهم يبدأ بهذه الغزوة التى يجددها فى الثلث الأخير من كل ليلة فيخرج من غرفته صاخبآ صائحآ بذكر الله والتسبيح بحمده ضاربآ الأرض بعصاه حتى يبلغ مسجد سيدنا الحسين.
فيقرأ فيه ورد السحر ويشهد فيه صلاة الفجر ثم يرجعى متمتمآ مهمهمآ مداعبآ الأرض بعصاه فيستريح فى غرفته فإذا وجبت الصلوات أداها فى غرفته وقد فتح بابها وجهر بالقراءة والتكبير ليسمعه أهل الربع جميعآ.
فإذا خلا إلى أصحابه الشباب على طعامهم أو على شايهم أو فى بعض سمرهم فهو أسرع الناس خاطرآ وأظرفهم نكتو وأطولهم لسانآ وأخفهم دعابة وأشدهم تتبعآ لعيوب الناس وأعظمهم أغراقآ فى الغيبة لا يتحفظ فى لفظ ولا يتحرج من كلمة نابية.
ولا يتردد فى أن يجرى على لسانه المنطلق دائمآ بصوته المرتفع دائمآ أشنع الألفاظ وأشدها إغراقآ فى البذاء وأدلها على أبشع المعانى وأقبح الصور .
9- توطد الحب بين الحاج على والشباب :-
وكان أولئك الشباب يحبونه على ذلك أو يحبونه من أجل ذلك أوقل أنهم يحبون ذلك منه أشد الحب ويكلفون به أعظم الكلف كأنه كان يخرجهم من أطوارهم ويريحهم من جد العلم والدرس.
ويفتح لهم باب من اللهو ما كانوا يستطيعون أن يلجوه حين كانوا يخلون إلى أنفسهم بل ما كانوا يستطيعون أن يسمعون يلجوه حين كانوا يلتفون حول هذا الرجل الشيخ وحين كان يصب عليهم هراءه هذا بغير حساب كانوا يسمعون ذلك منه.
ويضحكون له حتى إن جنوبهم تكاد تنقد من الضحك ولكنهم على ذلك لم يكونوا يعيدون على الشيخ كلمة من كلماته البذيئة أو لفظآ من ألفاظة النابية.
فكأنما كانوا يرون شيئآ يعجبهم ويلهيهم فيستمتعون به من بعيد ولا يبيحون لأنفسهم أو لا تبيح لهم ظروفهم أن يدنوا منه أو يسعوا إليه ولم يكن ذلك يدل على أقل من هذه الصفة الغريبة الخليقة بالإعجاب والرحمة معآ والتى كان هؤلاء الشباب يمتزون بها عن كثير من زملائهم وأقرانهم.
وهى كظم الشهوات وأخذ النفس بألوان من الشدة تمكنهم من المضى فى الدرس على وجهه وتردهم عن التورط فيما كان كثير من زملائهم يتورطون فيه من هذا العبث السهل الذى يفل الجد.
ويفتر العزائم ويفسد الأخلاق وكان الصبى يسمع لهذا كله فيفهم ويحفظ ويعجب ويسأل نفسه كيف يجتمع طلاب العلم.
وما يحتاج إليه من الجد مع هذا التهالك على الهزل والتساقط على السخف فى غير تحفظ ولا أحتياط وكان يعاهد نفسه على انه إذا شب وبلغ طور هؤلاء الطلاب الذين يكبرهم ويقدر ذكاءهم فلن يسير سيرتهم ولن يتهالك على العبث كما يتهالكون عليه .
10- يوم الجمعة يوم البطون :-
وكان يوم الجمعة يوم البطون فى حياة هؤلاء الطلاب وفى حياة صديقهم الشيخ فكانوا إذا أصبحوا أجتمعوا إلى إفطار غزير دسم صاخب قوامه الفول والبيض ثم الشاى وما كانوا قد أدخروا من هذه الفطائر الجافة التى كانت أمهتهم يزودونهم بها ويضعن فى صنعها.
وفى تعبئتها قلوبهن الساذجة وما يملؤها من حب وعطف وحنان وكم ذكر الصبى جهد أبيه فى كسب ما لم يكن بد من كسبه من النقد لتستطيع أمه أن تهيئ لأبنيها زادهما وجد أمه فى صنع هذا الزاد وتكلفها الفرح وهى تهيئه وحزنها الصامت.
وهى تعبئه ودموعها المنهمرة وهى تسلم أحماله إلى من سيذهب به إلى القطار كم ذكر الصبى هذا كله حين كان هؤلاء الشباب يلتهمون هذا الزاد التهامآ يغمسونه فى الشاى كما كان يوصيهم الشيخ أو يقضمونه بأسنانهم وأضرسهم قضمآ.
ثم يعبون فى أكواب الشاى ليبلوه فى أفواههم حلوقهم بعد ذلك كان سهلآ هنيآ وهم فى أثناء ذلك يتضاحكون من دعابة الشيخ وفكاهته لا يذكرون آباءهم وما جدوا.
ولا يذكرون أمهاتهم وما أحتملن من كد ، وما ذرفن من دموع وكان الشيخ وأصدقاؤه الطلاب يدبرون عشاءهم أثناء الدورة الثانية والثالثة من الشاى الذى يقبلون عليه بعد الإفطار .
11- إشتراك الجميع فى طعام يعده طاه ماهر :-
وكان تدبيرهم لهذا العشاء يقبض نفس الصبى ويملؤها خجلآ فلما فكر فيه بعد أن تقدمت به السن وجد لذكراه حنانآ وإعجابآ كانوا يتداولون ويتشاورون ولم يكن ميدان مداولاتهم ومشاوراتهم واسعآ ولا عريضآ.
وإنما هما لونان من ألوان الطعام لم يشذوا عنهما قط فإما البطاطس فى خليط من اللحم والطماطم والبصل وإما القرع فى خليط من اللحم والطماطم والبصل وشئ من الحمص وكانوا يتفقون على أقدار ما يشترون من هذه الأصناف كلها ثم يقدرون ثمن ما سيشترون.
ثم يخرج كل من حصته من هذا الثمن إلا الشيخ فكانوا يخرجونه من هذه الغرامة فإذا أجتمع لهم ما يحتاجون من نقد ذهب أحدهم فإشترى لهم طعامهم.
فإذا عاد بما أشترى نهض أحدهم إلى موقده فأوقد فيه ناره من هذا الفحم البلدى حتى إذا صفت جذوته أقبل على الطعام يهيئه وأصحابه ينظرون إليه مجتمعين أو متفرقين والشيخ يلقى إليه نصائحه بين حين وحين حتى إذا تم له من تهيئة الطعام ما أراد خلى بينه وبين هذه النار تنضجه على مهل.
وإجتمع القوم إلى صديقهم الشيخ يعبثون أو إلى أنفسهم يدرسون وطاهيهم يخطف نفسه بين حين وحين ليلقى نظرة على هذا الطعام مخافة على أن يحترق أو يفسد وليلقى عليع بين حين وحين قطرات من ماء وكلهم يتنسم هذه الرائحة الذكية التى تبعثها النار من هذا الطعام كلما تقدمت به الأنضاج .
12- رائحة الطعام يتلذذ بها غير القادرين :-
وكلهم يجد فى تنسم هذه الرائحة مقدمة لذيذة لعشاء لذيذ ومن المحقق أنهم لم يكونوا وحدهم يصطنعون هذا الطعام وأنما كان لهم فى الربع زملاء يصطنعون مثلهم ويشمون رائحته مثلهم.
ومن المحقق لهم أيضآ أنه قد كان لهم فى الربع زملاء تقصر بهم ذات أيديهم عن أن يصنعوا لأنفسهم من الطعام مثل ما كانوا يصنعون.
ومن المحقق أيضآ أن هؤلاء العمال الذين كانوا يسكنون الدور السفلى من الربع كانت تقصر بهم ذات أيديهم عن أن يطرفوا أنفسهم وأبناءهم ونساءهم بمثل هذا الطعام وأكبر الظن أنهم كانوا يجدون من نسائهم لهذا الحرمان هماآ ثقيلآ.
وأكبر الظن أن هؤلاء المحرومين من الطلاب والعمال كانوا يجدون فى هذه الروائح التى كانت تملأ الربع يوم الجمعة لذة مؤلمة أو أمآ لذيذآ .
13- الحاج على يقسم الطعام بالعدل ويمنع التعدى أى أحد :-
كنت نار ها افحم البلدى بطيئة طويلة البال فان ذلك يطيل لذة قوم ويمد ألم آخرين حتى إذا صليت العصر ودعيت الس إلى الغوب كان اطعام قد نضج فأتمع القوم حول مائدتهم وأقلوا على طعمهم فى نشاط يشبه الجد الهازل أو الهزل الجاد كلهم حريص على أن يستوفى حظه من هذا الطعام.
وكلهم يراقب أصحابه أن يسبقوه أو ينشطوا عليه وكلهم يستحى أن يظهر هذا الحرص أو يبدى هذه المراقبة ولكن الشيخ معهم فصراحته تغنى عن صراحتهم ةهرله يفضح ما أسروا من الجد فهو يراقبهم جميعآ.
وهو يقسم الطعام بينهم بالعدل وهو يصد أحدهم أن هم أن يجور على أصحابه ولا يخفى ذلك ولا يتحفظ فيه وأنما يعلنه صاخبآ كعادته منبهآ هذا على أنه يخدع نفسه عن قطعة البطاطس بقطع اللحم ومنبهآ ذاك إلى أنه يسرف على نفسه.
وعلى أصحابه بما يغترف فى لقمته الغليظة من جامد الطعام أو سائله مرسلآ ألفاظة إلى هذا وذاك فى هزل يخف على أسماعهم ويحسن موقعه من نفوسهم ويضحكهم ولا يؤذيهم فيما ينبغى لهم من الحياء .
14- الصبى مضطرب فى معركة الطعام الضاحكة :-
والصبى فى أثناء هذه المعركة الضاحكة خجل وجل مضطرب النفس مضطرب حركة اليد لا يحسن أن يقتطع لقمته ولا يحسن أن يضعها فى الطبق ولا يحسن أن يبلغ بها فمه.
ويخيل إلى نفسه أن عيون القوم جميعآ تلحظه وأن عين الشيخ خاصة ترمقه فى خفيه فيزيده هذا إضطرابآ وإذا يده ترتعش إذا بالمرق يتقاطر على ثوبه وهو يعرف ذلك ويألم له ولا يحسن أن يتقيه وأكبر الظن بل المحقق أن القوم كانوا فى شغل عنه بأنفسهم.
وآية ذلك أنهم يفكرون فيه ويلتفتون إليه ويحرضونه على أن يأكل ويقدمونإليه ما لا تبلغه يده فلا يزيده ذلك إلا إضطرابآ وإختلاطآ وإذا هذه المعركة الضاحكة مصدر أللم لنفسه وحزن لقلبه وكانت خليقة أن تسره وأن تضحكه.
ولكنها إن آذته فى أثناء الطعام فقد كانت تسره وتسليه وتضطره أحيانآ إلى أن يضحك وحده إذا خلا إلى نفسه بعد أن يشرب الجماعة شايهم وينتقلون إلى حيث يدرسون أو يسمرون.
وكذلك أنفق هؤلاء الشباب أعوامآ طويلة مع هذا الشيخ وشب الصبى فى هذه الحياة الضاحكة بفضل الشيخ على على الرغم من ما كان يعترض طريقة من أسباب الألم والأسى .
15- تفرق الجماعة فى أطراف المدينة :-
ثم تفرقت الجماعة وذهب كل هؤلاء الشباب لوجهه وتركوا الربع وإستقروا فى أطراف متباعدة من المدينة وقلت زيارتهم للشيخ ثم أنقطعت ثم تناسوه ثم نسوه .
16- وفاة الحاج على رحمه الله :-
وفى ذات يوم حمل إلى أفراد هذه الجماعة نعى الشيخ فحزنت قلوبهم ولم يصل الحزن إلى عيونهم ولم يرسم آيات على وجوههم وأخبر المخبر الصادق أن أخر كلمة نطق بها الشيخ.
وهو يحتضر إنما كانت دعاءه لأخى الصبى فرحم الله عمى الحاج عليآ لقد كان ظله على الصبى ثقيلآ وإن ذكره ليملأ قلبه بعد ذلك رحمة وحنانآ .
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...
تعريف الرعاية التلطيفية وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...
Risky Settings Risky settings found in the Kiteworks Admin Console are identified by this alert symb...
الممهلات في التشريع الجزائري: بين التنظيم القانوني وفوضى الواقع يخضع وضع الممهلات (مخففات السرعة) عل...
Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...
Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...
تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...
My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...
- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...
تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...
Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...