Lakhasly

يلخص النص البحث العلمي كدراسة موضوعية تهدف لفهم مشكلة معينة، سواءً مادية أو حضارية، عبر استقصاء الحقائق، قياس الرأي العام، وتفسيرها. يسعى البحث لاكتشاف معرفة جديدة وتطبيقها لحل المشكلات. تُستخدم بحوث العلاقات العامة للحصول على معلومات عن البيئة المحيطة بالمؤسسة، بما فيها النظام السياسي والاقتصادي، مُساهمةً في نجاحها أو فشلها، ولا تقتصر على الجماهير الداخلية والخارجية فقط. تُبرز مزايا البحث العلمي في العلاقات العامة أهمية فهم وجهة نظر الجمهور، إرضاء رغبتهم بالتعبير عن آرائهم، وكشف نقاط القوة والضعف في سياسات المؤسسة. يتضمن البحث العلمي في العلاقات العامة مراحل: تحديد المشكلة وأهميتها، تحديد أهداف البحث، تحديد المفاهيم والمصطلحات، صياغة فرضيات البحث، اختيار منهج البحث (كمي أو كَيفي)، جمع وتحليل البيانات، وإعداد التقرير النهائي. يوضح النص أنواع الفروض (عاملة، صفرية، إحصائية) ومصادرها، كما يفصل في مناهج البحث المختلفة (وصفي، تاريخي، تجريبي، فلسفي، تنبؤي، سوسيولوجي، إبداعي).

أوال – البحث العلمي:
إن البحث العلمي هو الدراسة الموضوعية التي يقوم بها البحاث في أحد االختصاصات الطبيعية أو اإلنسانية
والتي تهدف إلى معرفة واقعية ومعلومات تفصيلية عن مشكلة معينة يعاني منها المجتمع واإلنسان، سواء كانت هذه
المشكلة تتعلق بالجانب المادي أو الجانب الحضاري للمجتمع
1
. فهو نشاط يهدف به الدارس أو العالم إلى البحث
عن العالقات الوظيفية بين الظاهرات موضوع الدارسة، فهو أسلوب بناء من أساليب التفكير الراقي أكثر منه
2 مجموعة من األفكار أو المصطلحات
. والبحث العلمي من وجهة نظر العالقات العامة هو نوع من النشاط البشري،
3 يهدف على استقصاء الحقائق والمعلومات وقياس الرأي العام وتفسيرها واالستفادة بنتائجها
. إذن البحث العلمي
يسعى إلى اكتشاف المعرفة والوصول إلى حقائق جديدة والتحقق منها من جهة، ومن جهة ثانية تطبيق المعرفة
4 والحقائق والقواعد العامة في حل المشكالت التي تعترض االنسان الحياتية والمستقبلية
.
تمكن بحوث العالقات العامة الحصول على كم هائل من المعلومات والنسب واألرقام عن خصائص البيئة
المحيطة بالمؤسسة التي تساهم بصفة مباشرة في نجاح المؤسسة أو فشلها، ومن هذه البيئات مثال النظام السياسي
والتشريعات القانونية والمنظمات االجتماعية و االقتصادية والبيئة التنافسية وغيرها، ولذلك من الضروري االهتمام
بدراسة تأثير مختلف هذه البيئات على بيئة العمل داخل المؤسسة، وهذا يعني أن عملية البحث ال تقتصر على
5 دراسة الجماهير الداخلية والخارجية فقط، ولكن يجب أن تشمل البيئة المحيطة بالمؤسسة
.

1 M, Abrams. Social Survey and Social Action. London : Heinemann, 1951, p3.
2
محند زيان، عمر. البحث العلمي: مناهجه وتقنياته. ط8 .دون دار نشر، 2006م، ص 43.
3
حسين عبد الحميد أحمد، رشوان. العالقات العامة واإلعالم: من منظور علم االجتماع. مرجع سابق، ص 155.
4
العجيلي عصمان، سركز وعياد سعيد أمطير. البحث العلمي: اساليبه وتقنياته. ط1 .طرابلس، ليبيا: الجامعة المفتوحة، 2002 ص 29.
5
فهمي محمد، العدوي. مفاهيم جديدة في العالقات العامة. عمان: دار أسامة، 2011 ،ص 182.
العالقات العامة المقطع السادس د.بلبريك محمد
6 ويحقق البحث العلمي مزايا أبرزها
:

• يبين لإلدارة وجهة نظر الجمهور ألخذها في االعتبار عند وضع سياسة المنشأة


• يعطي الفرصة للجمهور إلبداء وجهة نظره عن المنشأة وسياستها وإدارتها، وهو بذلك يرضي نزعة الناس
  في التعبير عن أراءهم الشخصية اتجاه المنشأة، وذلك وحده يرفع من تقدير الناس واحترامهم للمشرفين على
  إدارة المنشأة.


• يبين للمنشأة درجة نجاح سياستها اإلدارية ومنزلتها في نفوس الناس ويكشف لها مواطن الضعف والقوة.


• الدارسة العلمية تكشف عن نزعات الناس المختلفة وأسباب ذلك االختالف، وتساعد على وضع الحلول
  للتغلب عليها والسيطرة على الموقف لصالح المنشأة.
  الجدول رقم )01 )يبين أهمية استخدام البحوث في العالقات العامة
  المصدر: علي جبار، الشمري. العالقات العامة رؤية سرنديبية
  
  . بغداد: دار النهرين للنشر والتوزيع، 2009 ،ص31.
  الجدول رقم )02 )يبين أهداف بحوث العالقات العامة

6
صالح الدين، عبد الباقي. العالقات العامة من الناحية العلمية والعملية. اإلسكندرية: الدار المصرية الحديثة للطباعة والنشر، 1982 ،ص ص
.97-69

السرنديبية تعني »حادث سعيد« أو »مفاجأة سارة«، عند العثور على شيء جيد أو مفيد دون قصد.
أهمية استخدام البحوث في العالقات العامة
دراسة اتجاهات الرأي
العام لتحديد انسب
الطرق للتأثير، واختيار
وسائل االتصال
بالجمهور.
دراسة اتجاهات الرأي
العام واالستفادة منها في
تخطيط برامج جديدة بين
اإلدارة والحكومة او بين
اإلدارة والجمهور او بين
المنتجين والمستهلكين.
دراسة اتجاهات
الرأي العام حول
قضية اجتماعية
أو مسائل
مطروحة للمناقشة
تقوم بها
المؤسسة.
يساعد منع األزمات
واالضطرابات من خالل
التنبؤ بالمشكالت
بالتقاط المعلومات
والشائعات التي تؤدي
إلى انفجار أزمة
يساعد في تحقيق اتصال ذي
اتجاهين حيث أن المعلومات
المرتدة من الجماهير يمكن
إن تستخدم في تعديل وتوثيق
الرسائل الموجهة إلى
الجمهور، وكذلك تفيد باختيار
وسائل االتصال المناسبة
عد البحث هو الجانب
ُ
ي
العملي )للعالقات العامة(
والذي يساعد المؤسسة
في تحقيق االتصال
الفعال
أهداف بحوث العالقات العامة
التعرف المسبق على
األزمات و حلها قبل
وقوعها
تتيح نتائج البحوث
تخطيط حمالت وبرامج
العالقات العامة
تزويد اإلدارة العليا بكل
المعلومات الكمية
والكيفية والتي قد
تساعدها في اتخاذ
القرارات االستراتيجية
زيادة االتصال
بالجماهير الخارجية
تحديد جماهير المنظمة
المؤثرة في األنشطة
والبرامج المختلفة
التعرف على رأي
الجمهور وقياس
اتجاهه
العالقات العامة المقطع السادس د.بلبريك محمد
1-مراحل البحث العلمي للعالقات العامة:
الشكل رقم)01 )يوضح مراحل البحث العلمي في العالقات العامة
يمر البحث العلمي للعالقات العامة بالمراحل التالية:
أ- تحديد المشكلة: إن البحث هو عملية الكشف عن شيء ما. وإن هذا الشيء يدفعنا إلى العمل أو الفعل يسمى في
العلم مشكلة. فالمشكلة إذا هي مصدر التساؤل عندنا، وهي التي تشعرنا بالفراغ الذي يجب علينا أن نسده، وتحثنا
في نفس الوقت على التوجه نحو االكتشاف. وللوصول إلى ذلك يتعين علينا أوال أن نحدد بدقة الشيء الذي يهمنا
وإيجاد الوسائل التي تمكننا من بلوغه. كل هذا يعتبر بمثابة مضمون المرحلة األولى والتي نسميها بتحديد المشكلة
7
.
تمثل المشكلة جانبا مهما من جوانب المنهج العلمي في كافة أنواع البحوث، والمشكلة في البحث العلمي، هي سؤال
يحتاج إلى توضيح وإجابة، فكثيرا ما يواجه الباحث عددا من التساؤالت في حياته العلمية والعملية، ويحتاج إلى
8 إيجاد جواب شافي ووافي، ومبني على أدلة وحجج وبراهين
. كما تعني المشكلة موقف غامض يحتاج إلى إيضاح
وتفسير واف وكاف.

موريس، أنجرس. منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية: تدريبات عملية. ترجمة: بوزيد صح اروي، كمال بوشرف وسعيد سبعون تحت 7
إشراف مصطفى ماضي. الجزائر: دار القصبة للنشر، 2004 ،ص 120.
8
عامر، قنديليجي. البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات التقليدية وااللكترونية. ط1 .األدرن: دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، 2007 ،
ص 71.
تحديد
المشكلة
الدراسات
السابقة
تحديد أهمية
البحث
تحديد أهداف
البحث
المفاهيم
والمصطلحات
العلمية
صياغة فرضيات
البحث
منهج البحث
أدوات جمع
البيانات
تصنيف البيانات
و تحليلها
التقرير النهائي النتائج النهائية
العالقات العامة المقطع السادس د.بلبريك محمد
إن اختيار الموضوع وتقييم قابلية إنجازه يمثالن المرحلة األولى من طرح مشكلة البحث. أما المرحلة الثانية
فتتمثل في التنقيب عن األدبيات المتصلة به، وأخيرا ال بد من ضبط الموضوع المختار وتحويله إلى سؤال يتطلب
9 الحل والذي يوجه التقصي في الواقع
.
 الغرض من الدراسة: بعد تحديد المشكلة تأتي المرحلة الثانية وهي الغرض من الدراسة. وعليه فالغرض
من البحث يجرنا إلى التدقيق في مشكلة البحث، وهناك أربع أسئلة رئيسية تفيدنا في تعريفنا له بأكثر دقة،
: 10 وهي

• لماذا نهتم بالموضوع؟ فالمطوب منا هو تحديد القصد الذي جعلنا نختار موضوعا دون آخر.


• ما الذي نطمح بلوغه؟ يتعلق األمر بتحديد الهدف من البحث. إن القيام بالحث هو أساسا لوصف الظواهر،
  تصنيفها، تفسيرها، فهمها، أو التركيب بين بعض هذه االحتماالت.


• ماذا نعرف إلى حد اآلن؟ علينا أن نشرع في تقييم المعلومات حول المشكلة التي جمعناها أساسا من خالل
  قراءتنا لألدبيات، و عليه يمكننا امتالك معلومات ذات طبيعة فعلية )أي معطيات متنوعة( ومعلومات من
  نوع نظري)تفسي ارت(. كما يمكننا أيضا الحصول على معلومات من نوع منهجي )الكيفيات التي تم وفقها
  إنجاز البحوث السابقة( والتي ستساعد في الم ارحل األخرى من البحث. لكن انطالقا من هذه اللحظة، فإن
  وفرة المعلومات عن المشكلة أو غيابها ستوجه العمل الحقا بصفة خاصة.


• أي سؤال بحث سنطرح؟ بعد توضيحنا للقصد من البحث والهدف منه والمعرفة التي اكتسبناها، نستطيع في
  األخير صياغة مشكلة بحثنا في شكل سؤال. سيسمح هذا السؤال بحصر المشكلة الخاصة بالبحث بدقة
  ورسم نطاقها والقيام بالتقصي في الواقع.
  ويمكن القول أن طرح مشكلة البحث يمر بثالث مراحل:


• في البداية البد من اختيار الموضوع، وذلك بعد تفكير طويل والتأكد من فائدته. وهناك العديد من مصادر
  اإللهام التي تؤدي إلى الموضوع النهائي. لكن قبل االختيار النهائي للموضوع البد من تقييم قابلية إنجاز
  البحث، وذلك بأخذ بعين االعتبار لبعض المقاييس مثل الوقت والموارد المادية التي يمتلكها الباحث، كذلك
  الوصول إلى مصادر المعلومات ودرجة تعقد الموضوع.


• أما المرحلة الثانية من طرح المشكلة فتتضمن االطالع على االدبيات حول الموضوع، ينطوي هذا على
  عدد من العمليات التي البد من القيام بها: مثل وضع قائمة عن الوثائق المتصلة بالموضوع، تعيين الوثائق
  المطلوب قراءتها الحقا...إلخ. فغذا كان الموضوع المنتقى سيؤدي بنا الحقا إلى تحليل الوثائق، فالبد من
  انتقاءها في الحال وتقييم نوعيتها.


• أما المرحلة الثالثة واألخيرة، فتتضمن تدقيق مشكلة البحث، أي طرح سؤال متصب بالموضوع وجعه جديرا

9
موريس، أنجرس. منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية: تدريبات عملية. مرجع سابق، ص 122.
10
نفس المرجع، ص ص 141-146.
العالقات العامة المقطع السادس د.بلبريك محمد
بالتقصي في الواقع.
ب-تحديد أهمية البحث:
على الباحث أن يقوم بتحديد أهمية البحث ومستوى تعمقه في تفسير المشكلة، فالمشكالت التي سيعالجها
ً أهمية الد ارسة، وتكمن أهمية البحث في أن لها
واألط ارف التي سيغفلها، وهذا من شأنه أن يوضح في ذهن القارئ مسبقا
عدة مسميات مثل: مبرر ات إجراء البحث، خلفيات الدراسة، وهي تعني القيمة الحقيقة المرجوة للبحث وبعد وضوح
األهداف تتضح أهمية البحث.
ّن الغايات التي يرجو تنفيذها نتيجة
بي
ُ
وعلى الباحث أن يذكر السبب الذي يجعله يختار مشكلة معينة لد ارستها، وأن ي
ُحدد أب
قيامه ببحثه، وأهمية البحث عليه أن ي عاد البحث ودرجة تعمقه في تحليل مشكلة البحث، والجوانب التي سيعالجها
والنواحي التي سيغفلها.
ت-تحديد أهداف البحث:
ومن الضروري أن يقوم الباحث بتحديد األهداف التي يأمل الوصول إليها عند انتهاء الد ارسة، فهذه المرحلة غير
ً لهدف معين. وبعبارة أخرى على
منفصلة عن الم ارحل األخرى، فاختيار موضوع البحث وتحديده يجب أن يتم وفقا
ّن كذلك الغايات التي يرجو تحقيقها نتيجة
بي
ُ
الباحث أن يذكر السبب الذي جعله يختار مشكلة معينة لد ارستها، وأن ي
قيامه بهذا البحث. وإن هدف البحث ال يريد فقط بيان قيمة البحث وما يقدمه من إضافة جديدة للمعرفة، بل يوضح
ً السبب الذي من أجله قام الباحث بهذه الد ارسة، حيث يرى العاملون في مناهج البحث بتقييم أهداف البحث إلى
أيضا
الهدف العلمي للبحث، وهو الذي يهدف فيه الباحث إلى التوصل لمعرفة علمية جديدة؛ من أجل إثراء المعرفة العلمية
بغض النظر عن إمكانية التطبيق العلمي لنتائج البحث. والهدف العلمي التطبيقي يدل على أن البحث العلمي هو
إمكانية استخدام نتائجه في تطبيقات علمية؛ لحل المشكلة قيد الد ارسة. ومن ناحية أخرى يمكن أن توضع هذه النتائج
والتطبيقات علمية لحل المشكلة قيد الد ارسة. ومن ناحية أخرى يمكن أن توضع هذه النتائج والتطبيقات في خدمة
الباحثين والمختصين في ذلك المجال، وخدمة المجتمع بشكل عام.
ويتسم البحث بعدة شروط حيث يجب توافرها وهي: أن تكن دقيقة ومحددة ويجب قياسها، كما يجب أن تكون وثيقة
الصلة في ارتباطها بمشكلة البحث، وأن تكون واقعية للتحقيق وأن تكون بناء الوقت والجهد المحددين للبحث.
ث- المفاهيم والمصطلحات العلمية: لكل فرع من فروع المعرفة لغة خاصة تستخدم في وصف وتلخيص
المالحظات والنتائج التي يصل إليها العلماء والباحثون في هذا الفرع. ولكل عالم مفاهيمه ومصطلحاته الفنية التي
من خاللها يعبر عن نتائج وقوانين وفروضه العلمية. والمفاهيم هي اللبنات التي تتكون منها النظرية، ويعبر عن
المفهوم برمز أو كلمة أو عدة كلمات. وعادة ما يعبر عن المفاهيم في العلوم الطبيعية باستخدام الرموز. ويعبر عن
11 معظم المفاهيم في العلوم االجتماعية والسلوكية باستخدام الكلمات
.
يعتبر تحديد المفاهيم والمصطلحات العلمية أمرا ضروريا في البحث العلمي االجتماعي. والمفاهيم ليست هي

11
رجاء محمود، أبو عالم. مناهج البحث في العلوم النفسية والتربوية. ط4 .القاهرة: دار النشر للجامعات، 2004 ،ص 39.
العالقات العامة المقطع السادس د.بلبريك محمد
أفكارا ثابتة وغير قابلة على التبدل والتحول وإنما هي أفكار دينامية تتغير وتتحول تبعا لتغير العصر وتبدل ظروفه
12 الموضوعية أيديولوجيته الحياتية
.
: 13 لتحديد المفاهيم العلمية تحديدا دقيقا، يمكن االستفادة بالقواعد اآلتية
 ربط المفهوم بالتعريفات السابقة له، حيث كلما ربط المفهوم اعلمي بالتعريفات السابقة له أصبح من اليسير
الوصول إلى تحديد دقيق لهذا المفهوم.
 تحديد الخصائص البنائية والخصائص الوظيفية للمفهوم، والخصائص البنائية هي المادة التي تتكون منها
األشياء، وكذلك التغيرات التي تطرأ على خصائص هذه المواد. أما الخصائص الوظيفية فهي مجموعة
الوظائف التي تؤديها هذه األشياء.
 االستعانة بالتعريفات اإلجرائية، والتعريفات اإلجرائية للمفهوم ال تتقيد بالشروط المنطقية في العريف، إال
أنها تصل بالمفاهيم إلى أقصى ما يستطيعه الباحث من الوضوح في ذهنه وذهن الذي يقرأ البحث.
ج-فرضيات البحث: تتضمن أول علمية إلضفاء طابع ملموس على سؤال البحث عادة اإلجابة عنه في شكل
. وتعتبر الفرضية إجابة 14 فرضية. وفي حالة ما إذا لم نستطيع التنبؤ، فعندئذ ستعوض الفرضية بهدف البحث
مقترحة لسؤال البحث، ويمكن تعريفها حسب الخصائص الثالث اآلتية: التصريح، التنبؤ ووسيلة للتحقيق
: 15 األمبريقي
 التصريح: الفرضية هي عبارة عن تصريح يوضح في جملة أو أكثر عالقة قائمة بين حدين أو أكثر.
 التنبؤ: الفرضية هي أيضا عبارة عن تنبؤ لما سنكتشفه في الواقع.
 وسيلة للتحقق: وهي وسيلة للتحقق األمبريقي. والتحقق األمبريقي هو عملية يتم من خاللها معرفة مدى
مطابقة التوقعات أو االفتراضات للواقع، أي الظواهر. إن التحقق الميداني، باعتباره واحدا من اهتمامات
البحث العلمي، يتضمن إذن مالحظة الواقع، والفرضية توجه هذه المالحظة.
: 16 أما شروط الفروض العلمية، فيشترط على الباحث عند صياغته للفروض العلمية مراعاة ما يلي
 أن تكون الفروض التي يضعها واضحة، ولتحقيق هذه الغاية يجب عليه أن يحدد المفاهيم التي تشمل عليها
الفروض تحديدا واضحا.
 أن يصوغها بإيجاز، وأن يضعها على هيئة قضايا واضحة يمكن التحقق من صدقها. ولتحقيق هذه الغاية
ينبغي على الباحث أن يحدد المقاييس أو الوسائل التي يستخدمها للتحقق من صحة الفرض.

12
طاهر حسو، الزيباري. أساليب البحث العلمي في علم االجتماع. بيروت: مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، 2011م، ص
.103
13
عبد الباسط محمد، حسن. أصول البحث االجتماعي. ط12 .القاهرة: مكتبة وهبة، 2006 ،ص ص 178-179.
14
موريس، أنجرس. منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية: تدريبات عملية. مرجع سابق، ص 150.
15
نفس المرجع، ص 150.
16
عبد الباسط محمد، حسن. أصول البحث االجتماعي. مرجع سابق، ص ص 183-184.
العالقات العامة المقطع السادس د.بلبريك محمد
 أن يجعل فروضه قابلة لالختبار، ويبتعد عن الفروض الفلسفية والقضايا األخالقية واالحكام القيمية التي
يصعب اختبارها.
 أن يربط بين الفروض التي يضعها وبين النماذج والنظريات التي سبق الوصول إليها.
 أن يلجأ إلى مبدأ الفروض المتعدد، فيضع عدة فروض محتملة بدال من أن يضع فرضا واحدا، غير أنه
يجب أن ال يبالغ في عدد الفروض.
 أن يجعل الفروض خالية من التناقض.
 يمكن االستعانة بالفرض الصفري وخاصة في البحوث التجريبية تقليال الحتماالت التحيز.
17 وفيما يخص أنواع الفروض، فهي كاآلتي
:
 الفروض العاملة )البحثية( وهي الفروض التي يستنبطها الباحث من نظريات علمية سابقة، ويضعها في
صيغة قضايا لالختبار. وعليه يجب على الباحث أن يكون ملما بالجوانب النظرية للموضوع الذي يدرسه
حتى تكون الفروض التي يضعها على درجة كبيرة من الصحة.
 الفروض الصفرية، وهي التي تصاغ بطريقة سلبية تقليال الحتماالت التحيز، فقبول الفرض الصفري يعني
وجود عالقة سلبية بين كل من المتغير المستقل والمتغير التابع.
 الفروض اإلحصائية، وهي التي يمكن قياسها والتحقق من صحتها باستخدام االختبارات اإلحصائية.
أما عن مصادر الفروض، فاستنباط الفروض يكون من عدة مصادر أهمها
18 :
 مجال تخصص الباحث، فمجال تخصص الباحث هو المصدر األول الختيار مشكالت البحث.
 العلوم األخرى،
 ثقافة المجتمع، يستطيع الباحث أن يستفيد من ثقافة المجتمع بما تشمله هذه الثقافة من قيم واتجاهات
وتقاليد وآراء شائعة في صياغته للفروض.
 الخبرة الشخصية، الخبرة الشخصية والمالحظات الخاصة هي الحافز األول الذي يدفع العقل إلى
التفكير، ويحفزه إلى تصور العالقات بين الظواهر.
 خيال الباحث، يرتبط وضع الفروض بقدرة الباحث على تخيل العالقات بين األشياء. فخيال الباحث
يعتمد على معرفته السابقة، وحدة ذهنه وقدرته على االبتكار. وينمو الخيال العليم نتيجة البحث الطويل.
ح-منهج البحث: المنهج ترجمة للكمة اإلنجليزية Method ،استعملها أفالطون بمعنى البحث أو النظر أو المعرفة،
واستخدمها أرسطو بمعنى البحث. واستخدمت إبتداءا من عصر النهضة األوروبية بمعنى طائفة من القواعد العامة

17
نفس المرجع، ص 181.
18
عبد الباسط محمد، حسن. أصول البحث االجتماعي. مرجع سابق، ص ص 181-183.
العالقات العامة المقطع السادس د.بلبريك محمد
المصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة فالعلم. وتستخدم اآلن لتشير إلى الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة
19 العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة
.
على الباحث اختيار منهج معين من المناهج العلمية، وطبيعة موضوع البحث هي التي تحدد نوع المنهج.
وقد حدد العلماء المنهج بأنه فن التنظيم الصحيح لسلسلة من األفكار العديدة، إما من أجل الكشف عن حقيقة
مجهولة لدينا، أو من أجل البرهنة على حقيقة ال يعرفها اآلخرون.
من المتفق عليه، على مستوى اإلج ارءات، ان نميز في بحوث العلوم اإلنسانية بين تلك التي تهدف إلى قياس
الظواهر عن تلك التي تسمح بأخذ معطيات كيفية ال يمكن قياسها أو عدها. ولهذا تتطلب المناهج الكيفية والكمية
. على العموم هناك نوعين من المناهج وهي المناهج الكمية والمناهج الكيفية، وينبثق 20 مجموعة من اإلجراءات المختلفة
: 21 منهما عدد كبير من المناهج
المناهج الكمية: تهدف في األساس إلى قياس الظاهرة موضوع الد ارسة. وقد تكون هذه القياسات من الط ارز
الترتيبي، مثل: أكثر من أو أقل من، أو عددية وذلك باستعمال الحساب. إن أغلبية البحوث في العلوم اإلنسانية
تستعمل القياس، وكذلك األمر حينما يتم استعمال المؤشرات، النسب، المتوسطات أو األدوات التي يوفرها اإلحصاء
بصفة عامة. إننا نستنجد بالمناهج الكمية أثناء محاولة معرفتنا، مثال تطور أسعار االستهالك منذ عشر سنوات، نية
التصويت في االنتخابات القادمة، االرتباط بين درجة التحضر ونسبة المواليد.
المناهج الكيفية: فتهدف في األساس إلى فهم الظاهرة مضوع الدراسة. وعليه ينصب االهتمام هنا أكثر على حصر
معنى األقوال التي تم جمعها أو السلوكات التي تمت مالحظتها. لهذا يركز الباحث أكثر على دراسة الحالة أو
دراسة عدد قليل من األفراد، فعندما يحاول الباحث معرفة أطوار تعلم الطفل، أو األحداث التي طبعت عشرية
زمنية، أو تصورات الحب في بلدان مختلفة، فإنه يستعين في ذلك بالمناهج الكيفية.
وهو 22 لقد قام عدد كبير من العلماء بتصنيف المناهج، وسنعرض في هذه الفقرة تصنيف هويتني Whitney
األكثر شهرة: فهو يربط بين العمليات العقلية المختلفة الالزمة للتفكير في موضوع معين وبين مناهج البحث،
فيرى أنه إذا كانت ثمة ظاهرة أو مشكلة أو موقف يستدعي الد ارسة والبحث، فإنه ينبغي البدء بوصف الظاهرة
كما هي ومحاولة تفسيرها في ضوء البيانات المتوفرة، وينبغي الرجوع بعد ذلك إلى ما كانت عليه الظاهرة في
الماضي لمعرفة اتجاهاتها ومحاولة تفسيرها في ضوء الحقائق واألحداث الماضية، ولتكتمل النظرة إلى الظاهرة
ينبغي على الباحث أن يحاول التنبؤ بما يمكن أن تكون عليه الظاهرة في المستقبل. ويشتمل تصنيف هويتني
: 23 على المناهج واألنماط اآلتية
1 -المنهج الوصفي: وهو الذي يهدف إلى جمع الحقائق والبيانات عن ظاهرة أو موقف معين مع محاولة

19
عبد الرحمان، بدوي. مناهج البحث العلمي. مصر: دار النهضة العربية، 1944 ،ص 5.
20
موريس، أنجرس. منهجية البحث في العلوم اإلنسانية. مرجع سابق، ص 100 .
21
نفس المرجع، ص 102.
22 F. Whitney. The elements of Research. New York, 1946, P 148.
23
عبد الباسط محمد، حسن. أصول البحث االجتماعي. مرجع سابق، ص ص 212-216.
العالقات العامة المقطع السادس د.بلبريك محمد
تفسير هذه الحقائق تفسيرا كافيا. ويصنف البحوث الوصفية في خمسة أنماط، وهي:

• البحث المسحي


• الوصف على مدى طويل


• بحث دراسة حالة


• تحليل العمل والنشاط


• البحث المكتبي والوثائقي
  2 -المنهج التاريخي: ويعتمد على الظواهر التاريخية بعد وقوعها، ويستفيد بالماضي في فهم وتفسير الحاضر.
  وال يمكن للباحث أن يفهم الماضي إال إذا مر بمرحلتين أساسيتين وهما مرحلتا التحليل والتركيب، وتبدأ
  المرحلة األولى بجمع الوثائق ونقدها والتأكد من شخصية أصحابها، وتنتهي إلى تحديد الحقائق التاريخية
  الجزئية، ثم تبدأ المرحلة الثانية عندئذ فيحاول الباحث تصنيف هذه الحقائق والتأليف بينها تأليفا عقليا.
  3 -المنهج التجريبي: وهو الذي يستخدم التجربة في قياس أثر المتغيرات المختلفة. ويعرف بأنه طريق يتبعه
  الباحث لتحديد مختلف الظروف والمتغيرات التي تخص ظاهرة ما والسيطرة عليها، يعتمد عليه عند دراسة
  المتغيرات الخاصة بالظاهرة محل البحث، بغرض التوصل للعالقات السببية التي اربط بين المتغيرات
  24 المستقلة والتابعة
  .
  4 -النمط الفلسفي للبحث: ويرى أن البحث العلمي والفلسفي ال ينفصالن. فالحقائق العلمية يمكن أن تتخذ
  أساسا لنظريات فلسفية، والنظريات الفلسفية يمكن أن تخضع بالتالي للبحث العلمي.
  5 -النمط التنبؤى للبحث: وينصب على كل البحوث التي تهدف إلى التبنؤ بما يمكن أن يحدث في المستقبل
  لظاهرة معينة، وال يقصر هويتني النمط التنبؤى على البحوث التجريبية، فأي بحث يعتبر تنبؤا إذا كان
  يهدف إلى التنبؤ بحقائق مستقبلية.
  6 -النمط السوسيولوجي: وهو الذي يهدف إلى دراسة المجتمع وظواهره ونظمه والعالقات القائمة بين أفراده.
  ويتناول هذا النوع من البحث الميادين التي يبحثها عالم االجتماع.
  النمط اإلبداعي: ويهدف هذا النوع من البحث دراسة العوامل المختلفة التي تحكم عملية الخلق اإلبداعي في العلم
  والفن واألدب، وتقييم األسس التي تقوم عليها هذه العمليات اإلبداعية.

24
محمد الفاتح، حمدي وآخرون. مناهج البحث في علوم اإلعالم واالتصال