Online English Summarizer tool, free and accurate!
كانت لماريلا أسبابها الوجيهة التي جعلتها تُحْجِم عن إعلام أن أنها ستبقى في المرتفعات الخضراء، ولم تعرف الطفلة بهذا القرار إلا مساء اليوم التالي، وخلال فترة الصباح والظهيرة شغلتها ماريلا بواجبات مختلفة وراقبتها بعين حصيفة أثناء أدائها لتلك الواجبات. ومع انقضاء الظهيرة استنتجت أن الطفلة مطيعة وذكية، مستعدّة للتجاوب في أداء المهمات وسريعة البديهة في التَعَلُّم، وكان أشدّ عيوبها خطورة هو الشرود والنزوع إلى الاستغراق في أحلام اليقظة أثناء أدائها لما هو مطلوب منها، بحيث كانت تسهو بين فينة وأخرى عمّا بين يديها إلى أن يعيدها لدنيا الواقع توبيخ ماريلا أو حلول كارثة. أنهت آن غسل أواني وجبة الغداء وقصدت ماريلا وقد ارتسمت علامات التحدي على مُحيّاها، مفصحة عن مكنونات شخصٍ بلغ به التصميم حدَّ الاستماتة لمعرفة أسوأ ما سيحدث له، وقفت وقد ارتجف جسمها الهزيل من الرأس حتى أخمص القدمين، واصطبغ وجهها بحمرة الانفعال، ألن تخبريني إذا كنت ستتخلين عني؟ حاولت التذرع بالصبر طيلة الصباح، ولكني أشعر الأن أني ما عدت بقادرة على الاحتمال مدة أطول، إنه لإحساس رهيب هذا الذي فأرجوك أخبريني. «اذهبي الآن، وأنجزي هذه المهمة قبل أن تسألي مزيدًا من الأسئلة يا آن. ذهبت آن واهتمّت بأمر فوطة تجفيف الأواني، » قالت ماريلا، بعد أن عجزت عن اختلاق عذر جديد لتُؤَجِل جوابها مدة أطول. نعم، قررنا أنا وماثيو الاحتفاظ بك، » أجابت آن بارتباك. «لا أستطيع معرفة السبب. أنا مسرورة بكل معنى الكلمة. آه، أنا. أنا سعيدة، أعدك أني سأبذل جهدي لأكون بنتًا صالحة، مع ذلك، سأبذل جهدي، لكن هل يمكنك أن توضحي لي سبب بكائي الآن؟» «ربما لأنك تشعرين بكثير من الحماس والإثارة، » أجابت ماريلا بلهجة مُستنكِرة. ستبقين هنا وسنحاول أن نربيك تربية صالحة. من الضروري أن تذهبي إلى المدرسة، «كيف ينبغي لي مناداتك؟» سألتها آن. أيمكنني مناداتك خالتي ماريلا؟» «لا؛ لست معتادة على لقب الآنسة كُثبيرت، يبدوذا وقع خالٍ من الاحترام، » اعترضت آن. «لا أظن أن فيه أي شيء غير محترم إذا كنت حذرة بما فيه الكفاية لتتكلمي باحترام، جميع الناس في أفونليا كبارهم وصغارهم ينادونني ماريلا، ما عدا رجل الدين الذي يقول ياآنسة كُثْبيرت، «ما حظيت بخالة في حياتي أبدًا، أو أي نسيب أو حتّى جدّة. ألا يمكنني مناداتك خالتي ماريلا؟» «لا. «ولكن يمكننا أن نتخيَّل أنك خالتي. «أنا لا أقدر، «ياالله!» سحبت آن نفسًا طويلًا، » يا الله يا آنسة كُثْبيرت، إنك تُفوِّتين على نفسك الكثير!» «أنا لا أؤمن بفائدة تَخَيُّل الحقائق على غيرما هي عليه» ردّت ماريلا؛ اقصدي غرفة الجلوس ياآن، واحرصي على ألّا يدخل الذباب إلى تلك . الغرفة، وأحضري لي من على الرفّ البطاقة المزخرفة. إليك ما يتوجب عليك ملاحظته ياآن: عندما أطلب إليك القيام بعمل ما، والآن اذهبي وقومي بما أمرتك به. وأسرعت إلى غرفة الجلوس عبر الردهة، لكنها تقاعست عن العودة، وبعد انتظار دام عشر دقائق وضعت ماريلا أدوات الحياكة جانبًا، وذهبت باحثة عنها وهي مقطّبة الجبين، وفي غرفة الجلوس وجدت آن تقف بلا حراك أمام لوحة ملوّنة معلّقة على . الحائط بين النافذتين، وقد شبكت يديها خلف ظهرها ورفعت رأسها بينما أغار النور الأبيض المتسلّل من الخارج على جسمها الصغير المستكين إغارة شبه خارقةٍ للطبيعة وهو يتماوج بالخضرة التي عكستها أشجار التفاع وعناقيد الكروم. بماذا تفكرين؟» سألتها ماريلا محتدّة. عادت آن إلى أرض الواقع مُجفلة. «تلك، والتي تجسّد صورة لجمع من الأطفال» كنت أتخيُّل الآن أني واحدة من هذا الجمع؛ إني تلك البنت ذات الثوب الأزرق التي تقف وحدها في الزاوية وكأنها لم تستطع الانتماء لأحد، مثلي، ألا تظنينها تبدو وحيدة وحزينة؟ أنا أعتقد أنها كانت بلا أب أو أم؛ لذلك تسللت خلف الحشد بحياء، لا بدّ أن قلبها كان يخفق وأن يديها كانتا باردتين، مثلما كانت يداي عندما سألتك إذا كنت سأبقى هنا! يجب عليك إحضار ما أطلبه منك فورًا، لا أن تقفي سابحة وخالمة أمام اللوحات. تذكّري هذا. خذي البطاقة وتعالي إلى المطبخ، وكانت ماريلا قد راقبت عملية التزيين لكنها لم تقل شيئًا، » أعلنت بعد فترة من الوقت «إنه جميل، أوه أنا سعيدة جدًا لأنك فكّرت في إعطائي هذه البطاقة يا. آنسة. ماريلا. «هيا إذن احفظي الكلام» قالت ماريلا مُنهية الحديث. ثم عكفت لعدّة لحظات تاليات على حفظ الكلام باجتهاد، لكنها سرعان ما وجّهت الحديث إلى ماريلا من جديد. «رفيقة حميمة، أي صديقة مقرّبة مني، توأم روح حقيقية لي، أستطيع البوح لها بأعمق أسرار دخيلتي. حلمت بمقابلة هذه الرفيقة طيلة عمري. «هناك فتاة تدعى ديانا باري تسكن في دارة منحدر البستان، وهي تقاربك عمرًا، ومن المحتمل أن تصبح رفيقتك عندما تعود إلى بيتها، لأنها الآن تزور عمّتها في بلدة كارمودي، برفيقة حيّة حقيقية لتازعي هذا المراء من رأسك، ستعتقد أنك ممّن يختلقون القصص. «لا، لن أفعل، فذكراهما مهمة جدًا بالنسبة لي؛ ياللروعة! انظري، لقد طارت هذه النحلة الكبيرة خارجة من قلب زهرة . التفاح، أليس هذا مكانًا جميلا للسكن؟ قلب زهرة تفاح! تخيّلي نفسك نائمة فيه بينما يؤرجحه النسيم، لولم أكن فتاة من الإنس أظنني أحب أن أكون نحلة تعيش بين الأزهاز. «أمس أردت أن تكوني نَوْرسًا» نفخت ماريلا من منخريها. لكن يبدو أنه من المستحيل عليك التوقف عن الكلام إذا وجدت من يستمع إليك، أوشكت على الانتهاء من حفظه كله. الأخير. «هيا، اصعدي إلى غرفتك، وامكني هناك إلى أن اناديك لتساعديني في إعداد الشاي. » . «أيمكنني أن آخذ أزهار التفاح معي لتؤنسني؟» توسّلت آن. «لا، لا أظن أنك ترغبين في إحلال الفوضى بغرفتك، وكان عليك في المقام الأول أن تتركي هذه الأزهار على أغصانها. «أنا أيضًا شعرت بهذا» أجابت آن «، شعرت أني لا يجدربي تقصير عمرها الوديع باقتطافها، لكني لم أستطع مقاومة الإغراء. ما الذي تفعلينه أنت عندما تواجهين إغراءً لا يُقاوم؟» أسَمِعتني أطلب إليك الصعود إلى غرفتك؟» تنهّدت آن، وغادرت المطبخ إلى الغرفة الشرقية، وجلست على كرسي إلى جانب النافذة. حفظت السطر الأخير عندما كنت أصعد الدرج؛ لذلك سأنصرف الآن إلى تخيُّل وجود أشياء في هذه الغرفة بحيث تبقى فيها دائمًا، سأغطي هذه الأرض بسجادة مخملية بيضاء مزدانة بأزهار وردية اللون وسأجلّل النوافذ بستائر حريرية وردية اللون أيضًا، أنا لم أرمن قبل هذا النوع من الخشب، لكن وقعه على الأذن يدلّ على أنه فاخر جدًّا، هاهي أريكة عليها أكوام من الوسائد الحريرية البديعة، وأنا أتكئ عليها برشاقة. أنا فارعة الطول وذات إطلالة ملكية، لون شعري فاحم كالليل وبشرتي صافية كالعاج النقيّ. اسمي السيدة كورديليا فيتزجيرالد. » وقفت أن أمام المرآة الصغيرة وأمعنت النظر فيها، فردّت عليا المرآة بالمثل عاكسة نظرات عينها الرماديتين الحزينتين ووجيها الدقيق المنمش. أفلا تَريْن أنه من الأفضل لي مليون مرة أن أكون أن المرتفعات الخضراء على أن أكون آن التي ليس لها أي مكان تنتمي إليه؟» انحنت إلى الأمام، واتجهت نحو النافذة. تُرى هل ستصبح ديانا رفيقتي الحميمة، هذا ما أرجوه، لأني سأحبها من كل قلبي، لأن نسياني لهما سيجرح مشاعرهما، وأنا أكره جرح مشاعر أحد، حتى لو كانت مشاعر فتاة تعيش في خزانة كتب أو فتاة تعيش في الصدى.
كانت لماريلا أسبابها الوجيهة التي جعلتها تُحْجِم عن إعلام أن أنها ستبقى في المرتفعات الخضراء، ولم تعرف الطفلة بهذا القرار إلا مساء اليوم التالي، وخلال فترة الصباح والظهيرة شغلتها ماريلا بواجبات مختلفة وراقبتها بعين حصيفة أثناء أدائها لتلك الواجبات.
ومع انقضاء الظهيرة استنتجت أن الطفلة مطيعة وذكية، مستعدّة للتجاوب في أداء المهمات وسريعة البديهة في التَعَلُّم، وكان أشدّ عيوبها خطورة هو الشرود والنزوع إلى الاستغراق في أحلام اليقظة أثناء أدائها لما هو مطلوب منها، بحيث كانت تسهو بين فينة وأخرى عمّا بين يديها إلى أن يعيدها لدنيا الواقع توبيخ ماريلا أو حلول كارثة.
أنهت آن غسل أواني وجبة الغداء وقصدت ماريلا وقد ارتسمت علامات التحدي على مُحيّاها، مفصحة عن مكنونات شخصٍ بلغ به التصميم حدَّ الاستماتة لمعرفة أسوأ ما سيحدث له، وقفت وقد ارتجف جسمها الهزيل من الرأس حتى أخمص القدمين، واصطبغ وجهها بحمرة الانفعال، واتسعت حدقتاها حتى غلب عليهما السواد،
وتشابكت يداها بإحكام، وقالت مُتضرِّعة:
«أوه.. أرجوك يا آنسة كُثبيرت، ألن تخبريني إذا كنت ستتخلين عني؟ حاولت التذرع بالصبر طيلة الصباح، ولكني أشعر الأن أني ما عدت بقادرة على الاحتمال مدة أطول، إنه لإحساس رهيب هذا الذي
يتملكني، فأرجوك أخبريني.»
«إنك لم تسفحي الماء الساخن على فوطة تجفيف الأواني كما طلبت منك،» قالت ماريلا بحزم. «اذهبي الآن، وأنجزي هذه المهمة قبل أن تسألي مزيدًا من الأسئلة يا آن.»
ذهبت آن واهتمّت بأمر فوطة تجفيف الأواني، ثم عادت إلى ماريلا وسمّرت عينين متوسلتين على وجه الأخيرة.
«حسنًا،» قالت ماريلا، بعد أن عجزت عن اختلاق عذر جديد لتُؤَجِل جوابها مدة أطول. «أظنني أستطيع إعلامك الآن. نعم، قررنا أنا وماثيو الاحتفاظ بك، هذا إذا بذلت جهدك لتكوني بنتًا مؤدبة وأظهرت لنا امتنانك، لكن ما بك أيتها الطفلة، ما القضية الآن؟»
«انا أبكي،» أجابت آن بارتباك. «لا أستطيع معرفة السبب. أنا مسرورة بكل معنى الكلمة. آه، مسرورة لا تبدو كلمة مناسبة على الإطلاق، كنت مسرورة عندما رأيت درب البهجة الأبيض وبراعم الكرز.. لكن هذا الحدث! آه، إنه إحساس يفوق السرور. أنا.. أنا سعيدة، أعدك أني سأبذل جهدي لأكون بنتًا صالحة، وستكون محاولة شاقة كما أتوقّع منذ الآن، لأن السيدة توماس كانت تقول لي باستمرار إني بنت رديئة جدًّا، مع ذلك، سأبذل جهدي، لكن هل يمكنك أن توضحي لي سبب بكائي الآن؟»
«ربما لأنك تشعرين بكثير من الحماس والإثارة،» أجابت ماريلا بلهجة مُستنكِرة. «اجلسي على ذلك الكرسي وحاولي تهدئة نفسك، إنك أيتها الفتاة من النوع الذي يبكي ويضحك بسهولة. نعم، ستبقين
هنا وسنحاول أن نربيك تربية صالحة. من الضروري أن تذهبي إلى المدرسة، ولكن بما أنه لم يبق على العطلة سوى أسبوعين، لا يستحق الأمر أن تباشري الذهاب قبل أن تعيد المدرسة فتح أبوابها من جديد
في شهر أيلول القادم.»
«كيف ينبغي لي مناداتك؟» سألتها آن. «أأدعوك يا آنسة كُشبيرت ؟
أيمكنني مناداتك خالتي ماريلا؟»
«لا؛ نادِني ماريلا فقط، لست معتادة على لقب الآنسة كُثبيرت،
وهذا سيجعلني عصبية المزاج.»
«ولكن قَولي ماريلا فقط، يبدوذا وقع خالٍ من الاحترام،» اعترضت آن.
«لا أظن أن فيه أي شيء غير محترم إذا كنت حذرة بما فيه الكفاية لتتكلمي باحترام، جميع الناس في أفونليا كبارهم وصغارهم ينادونني ماريلا، ما عدا رجل الدين الذي يقول ياآنسة كُثْبيرت، عندما يفكّر قبل مخاطبتي.»
«بودّي مناداتك خالتي ماريلا،» قالت آن بلهفة. «ما حظيت بخالة في حياتي أبدًا، أو أي نسيب أو حتّى جدّة. وسيشعرني هذا النداء وكأني أنتمي إليك بالفعل، ألا يمكنني مناداتك خالتي ماريلا؟»
«لا.. أنا لست خالتك ولا أؤمن بمناداة الناس بألقاب لا تنطبق عليهم.»
«ولكن يمكننا أن نتخيَّل أنك خالتي.»
«أنا لا أقدر،» قالت ماريلا متجهمة.
«ألا تتخيَّلي الأشياء على غيرما هي عليه أبدًا؟» سألتها آن وقد فتحت عينيها على وسعهما.
«لا .»
«ياالله!» سحبت آن نفسًا طويلًا،» يا الله يا آنسة كُثْبيرت، إنك تُفوِّتين على نفسك الكثير!»
«أنا لا أؤمن بفائدة تَخَيُّل الحقائق على غيرما هي عليه» ردّت ماريلا؛
« وهذا يذكّرني بما أريده منك الساعة. اقصدي غرفة الجلوس ياآن، وتأكدي أن قدميك نظيفتان، واحرصي على ألّا يدخل الذباب إلى تلك .
الغرفة، وأحضري لي من على الرفّ البطاقة المزخرفة.
إليك ما يتوجب عليك ملاحظته ياآن: عندما أطلب إليك القيام بعمل ما، أريدك أن تطيعيني في الحال لا أن تتيبسي في مكانك وتحاضري عنه، والآن اذهبي وقومي بما أمرتك به.
غادرت آن المكان حالًا، وأسرعت إلى غرفة الجلوس عبر الردهة، لكنها تقاعست عن العودة، وبعد انتظار دام عشر دقائق وضعت ماريلا أدوات الحياكة جانبًا، وذهبت باحثة عنها وهي مقطّبة الجبين، وفي غرفة الجلوس وجدت آن تقف بلا حراك أمام لوحة ملوّنة معلّقة على . الحائط بين النافذتين، وقد شبكت يديها خلف ظهرها ورفعت رأسها
وأطلقت العنان لعينيها فسافرتا إلى دنيا الأحلام، بينما أغار النور الأبيض المتسلّل من الخارج على جسمها الصغير المستكين إغارة شبه خارقةٍ للطبيعة وهو يتماوج بالخضرة التي عكستها أشجار التفاع
وعناقيد الكروم.
«آن، بماذا تفكرين؟» سألتها ماريلا محتدّة.
عادت آن إلى أرض الواقع مُجفلة.
«تلك،» قالت مشيرة نحو اللوجة التي كانت تشع بالألوان الحيّة، والتي تجسّد صورة لجمع من الأطفال» كنت أتخيُّل الآن أني واحدة من هذا الجمع؛ إني تلك البنت ذات الثوب الأزرق التي تقف وحدها في الزاوية وكأنها لم تستطع الانتماء لأحد، مثلي، ألا تظنينها تبدو وحيدة وحزينة؟ أنا أعتقد أنها كانت بلا أب أو أم؛ لذلك تسللت خلف الحشد بحياء، أنا واثقة أني أعرف شعورها في تلك اللحظة، لا بدّ أن قلبها كان يخفق وأن يديها كانتا باردتين، مثلما كانت يداي عندما سألتك إذا كنت سأبقى هنا!
«آن» قالت ماريلا، عندما أرسلك لتحضري شيئًا، يجب عليك إحضار ما أطلبه منك فورًا، لا أن تقفي سابحة وخالمة أمام اللوحات.
تذكّري هذا. خذي البطاقة وتعالي إلى المطبخ، والآن اجلسي عند الزاوية واحفظي ماجاء فيها عن ظهر قلب.»
ركزت آن البطاقة على إبريق كانت قد وضعت فيه أزهارتفاح جلبتها من الخارج لتزين بها طاولة الأكل. وكانت ماريلا قد راقبت عملية التزيين
بارتياب، لكنها لم تقل شيئًا، أسندت الطفلة ذقنها بيديها وانكبّت على البطاقة تحفظ مافيها بدأب استغرق عدة دقائق من الصمت.
«يعجبني هذا الكلام،» أعلنت بعد فترة من الوقت «إنه جميل، وقد سمعته من قبل، هذا مثل سطر من الموسيقى، أوه أنا سعيدة جدًا لأنك فكّرت في إعطائي هذه البطاقة يا.. آنسة.. ماريلا.»
«هيا إذن احفظي الكلام» قالت ماريلا مُنهية الحديث.
أمالت آن إبريق الأزهار قليلًا لتطبع قبلة على برعم وردي اللون، ثم عكفت لعدّة لحظات تاليات على حفظ الكلام باجتهاد، لكنها سرعان ما وجّهت الحديث إلى ماريلا من جديد.
«ماريلا، أتظنين أني سأحظى يومًا برفيقة حميمة في أفونليا؟»
«بماذا؟ رفيقة ماذا؟»
«رفيقة حميمة، أي صديقة مقرّبة مني، توأم روح حقيقية لي، أستطيع البوح لها بأعمق أسرار دخيلتي. حلمت بمقابلة هذه الرفيقة طيلة عمري. وما توقعت أبدًا لقاءها، لكن بما أن الكثير من أحلامي الجميلة قد تحقّق دفعة واحدة ألا تظنين أن هذا الحلم قد يتحقق أيضًا؟»
«هناك فتاة تدعى ديانا باري تسكن في دارة منحدر البستان، وهي تقاربك عمرًا، هي فتاة لطيفة جدًّا، ومن المحتمل أن تصبح رفيقتك عندما تعود إلى بيتها، لأنها الآن تزور عمّتها في بلدة كارمودي، وإذا حدث
برفيقة حيّة حقيقية لتازعي هذا المراء من رأسك، لكن لا تدعي السيدة باري تسمعك تتحدثين عن هذه الكيتي والفيوليتا اللتين ذكرتهما، ولدا
ستعتقد أنك ممّن يختلقون القصص.»
«لا، لن أفعل، لا يمكنني إخبار أي شخص عنهما، فذكراهما مهمة جدًا بالنسبة لي؛ لكنني شعرت بالرغبة في إطلاعك على هذه الذكرى، ياللروعة! انظري، لقد طارت هذه النحلة الكبيرة خارجة من قلب زهرة .
التفاح، أليس هذا مكانًا جميلا للسكن؟ قلب زهرة تفاح! تخيّلي نفسك نائمة فيه بينما يؤرجحه النسيم، لولم أكن فتاة من الإنس أظنني أحب أن أكون نحلة تعيش بين الأزهاز.»
«أمس أردت أن تكوني نَوْرسًا» نفخت ماريلا من منخريها. «يالك من بنت متقلبة المزاج. ألم أطلب منك العكوف على حفظ مافي البطاقة من غير الاسترسال في الأرثرة، لكن يبدو أنه من المستحيل عليك التوقف عن الكلام إذا وجدت من يستمع إليك، لذلك اصعدي إلى
غرفتك واحفظيه هناك.»
«أوه، أوشكت على الانتهاء من حفظه كله.. كله ما عدا السطر
الأخير.»
«هيا، دعك من هذا الآن وافعلي ما طلبته منك، اصعدي إلى غرفتك، واعكفي على حفظه كما يجب، وامكني هناك إلى أن اناديك لتساعديني في إعداد الشاي.» .
«أيمكنني أن آخذ أزهار التفاح معي لتؤنسني؟» توسّلت آن.
«لا، لا أظن أنك ترغبين في إحلال الفوضى بغرفتك، وكان عليك في المقام الأول أن تتركي هذه الأزهار على أغصانها.»
. «أنا أيضًا شعرت بهذا» أجابت آن «، شعرت أني لا يجدربي تقصير عمرها الوديع باقتطافها، فأنا لن أحب أن يقطفني أحد لوكنت زهرة تفاح؛ لكني لم أستطع مقاومة الإغراء. ما الذي تفعلينه أنت عندما تواجهين إغراءً لا يُقاوم؟»
«آن، أسَمِعتني أطلب إليك الصعود إلى غرفتك؟»
تنهّدت آن، وغادرت المطبخ إلى الغرفة الشرقية، وجلست على كرسي إلى جانب النافذة.
«أنهيت الحفظ، حفظت السطر الأخير عندما كنت أصعد الدرج؛ لذلك سأنصرف الآن إلى تخيُّل وجود أشياء في هذه الغرفة بحيث تبقى فيها دائمًا، سأغطي هذه الأرض بسجادة مخملية بيضاء مزدانة بأزهار وردية اللون وسأجلّل النوافذ بستائر حريرية وردية اللون أيضًا، أمّا الجدران فسأعلّق عليها بسطًا مزركشة، وسأجعل الأثاث من خشب الماهوغاني، أنا لم أرمن قبل هذا النوع من الخشب، لكن وقعه على الأذن يدلّ على أنه فاخر جدًّا، هاهي أريكة عليها أكوام من الوسائد الحريرية البديعة، وردية وزرقاء وذهبية وقرمزية، وأنا أتكئ عليها برشاقة. أستطيع رؤية انعكاسي في تلك المرآة الرائعة الكبيرة على الحائط، أنا فارعة الطول وذات إطلالة ملكية، أرتدي ثوبًا له شرائط بيضاء طويلة، مع لآلئ تجمّل شعري. لون شعري فاحم كالليل وبشرتي
صافية كالعاج النقيّ. اسمي السيدة كورديليا فيتزجيرالد. لا، إنه ليس كذلك، لا أستطيع الاقتناع بأن هذه هي الحقيقة.» وقفت أن أمام المرآة الصغيرة وأمعنت النظر فيها، فردّت عليا المرآة بالمثل عاكسة نظرات عينها الرماديتين الحزينتين ووجيها الدقيق المنمش.
«أنت آن فقط، آن المرتفعات الخضراء،» قالت بجدّية، «وكلما حاولتُ أن أتخيل نفسي السيدة كورديليا أراك كما أنت عليه الآن، أفلا تَريْن أنه من الأفضل لي مليون مرة أن أكون أن المرتفعات الخضراء على أن أكون آن التي ليس لها أي مكان تنتمي إليه؟»
انحنت إلى الأمام، واتجهت نحو النافذة.
«غاليتي ملكة الثلج، مساء الخير، ومساء الخير أيتها البتولا العزيزة هناك عند الغَور، ومساء الخير أيها المنزل الرمادي الحبيب على تلك التلة، تُرى هل ستصبح ديانا رفيقتي الحميمة، هذا ما أرجوه، لأني سأحبها من كل قلبي، لكن لا ينبغي لي نسيان كيتي موريس وفيوليتا، لأن نسياني لهما سيجرح مشاعرهما، وأنا أكره جرح مشاعر أحد، حتى لو كانت مشاعر فتاة تعيش في خزانة كتب أو فتاة تعيش في الصدى.
يجب أن أحرص على تذكّرهما دومًا، وأن أبعث القُبل لهما كل يوم.» طبعت آن على رؤوس أناملها عدة قُبل، ثم نفختها في الهواء نحو أزهار الكرز، ثم أسندت ذقنها على يديها وحلّقت بعيدًا فوق بحر من
أحلام اليقظة
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
مفهوم البيئه المحيط الحيوي الذي يشمل كل شيء على سطح الارض الانسان والحيوان والجماد الاطار الذي يعي...
تتناول هذه الدراسة الجانب الأخلاقي في المعاملات ، فالمعاملات في الإسلام تحکمها قواعد ثابتة وقيم أخلا...
not only domesticated animals who have acted heroically.In the middle of the attack, a group of dol...
بحكمة القائدين خرج لقاؤهما بإعلان دبي عام 8691م، والذي بشر بإقامة اتحاد بين الإمارتَيْن،ِ رَنِّيسُهُ...
Gaupe, også kjent som eurasisk gaupe (Lynx lynx), er en rovdyrart som tilhører kattfamilien. Den er ...
متى يتحقق التوازن في السوق النقدي ؟ يتحقق التوازن في السوق النقدي عندما تتساوى كمية الأموال المطلوبة...
قام المحققون بتطبيق الخطوات المحددة لحماية دليل الجريمة وفقًا لما هو مذكور في المصادر العملية. تم تأ...
Some of the main Emirati media channels include Dubai TV, which broadcasts Arabic entertainment and ...
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﺪ اﻷول اﻟﻔﺼﻞ ﻻ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ.. ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ : أوﻻً ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﻨﻄﺮح اﻟﻔﺼﻞ ھﺬا ﻋﻨﻮان ﻣﻌﺎ ﻧﺘﺄ...
The S*" Grey's biology 5 The nervous system Second Peripheral nervous system ال ال Nelwork • it conn...
كانت لماريلا أسبابها الوجيهة التي جعلتها تُحْجِم عن إعلام أن أنها ستبقى في المرتفعات الخضراء، ولم تع...
طرق قياس العلاقات الاجتماعية (1) طريقة مورينو وضع مورينو الاختبار السيوسومتري الذي يمر من يمر من ي...