Lakhasly

0كظ
المعلمة ‘‘سحر فياض‘‘.. مسيرة مثابرة وقصة نجاح
المعلمة سحر فياض - (ارشيفية)
المعلمة سحر فياض - (ارشيفية)
عمان- الغد- رحلة بدأت بجائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز واستمرت للوصول للعالمية من التميز والإبداع من خلال الاشتراك بمسابقة أفضل معلم في العالم.

استخدام سحر فياض التكنولوجيا في التواصل مع الطلاب، مما سمح لمنهجها في التدريس بالنمو والازدهار، وأهّلها للحصول على “جائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز” في العام 2009 والتي كانت بالنسبة بمثابة المحفز لمزيد من المثابرة والنجاح.

وبسبب ما يدور حولنا من تقلبات في مختلف الدول العربية المحيطة استقبل الأردن الكثير من اللاجئين، وارتفع عدد الطلاب في قاعة الصف بشكل واضح، مما أدّى إلى ظهور الكثير من التحديات أمام المعلمين من حيث اختلاف الثقافات والمهارات لدى الطلاب وتفاوت المستويات المعرفية.

لكن ذلك لم يمنع سحر فياض من التميز وابتكار طريقة تدمج اللاجئين مع المجتمع الأردني، وتوفر البيئة المناسبة لهم، حيث ساعدتها خبرتها في مجال التأليف والتدريب والتعليم بابتكار نموذجها التعليمي "التعلم الممتع للجميع" والذي يراعي الفروق الفردية بين الطلبة اللاجئين من جهة والطلبة الأردنيين من جهة أخرى، حيث عملت أولا على توفير الدعم النفسي لهم، وخلق أجواء تتسم بالود والألفة، وبدأت مساعدة الطلاب على قراءة القصص بطريقة تحليلية تمكنهم من الوصول للعقدة وذلك تطبيقًا لما تعلمته فياض في “برنامج شبكة اللغة العربية” الذي تقدمه أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، حيث يتعرض المعلم في هذا البرنامج إلى تدريب متخصص ونوعي في طرق تعليم القراءة والكتابة باللغة العربية من الصف الرابع وحتى الصف العاشر، مما يجعل المعلم خبيرًا في تدريس مهارتي القراءة والكتابة وفق أحدث ما توصل إليه الأدب التربوي في أساليب التدريس.

وذلك بما يضمن بناء جيل عربي مثقف متمسك بهويته من ناحية، ومنفتح بشكل واعٍ أمام التيارات والثقافات الأدبية الإنسانية الأخرى وما تحويه من إرث إنساني أصيل، وعطاء حضاري متجدد من ناحية أخرى.

تؤكد فياض أثر هذا البرنامج في تحسين مهارات طلبتها في القراءة والكتابة باللغة العربية، ومدى إثرائه لفكرهم وثقافتهم ومساهمته تعويدهم على حب القراءة وزيادة كميتها، حيث وصل الحد ببعض الطلاب إلى قراءة خمسين كتابًا على مدار السنة، والقيام بنظام إعارة الكتب فيما بينهم.

أما فيما يتعلق بمهارة الكتابة فقد كان لورش “كتابة القصة الشخصية” أثر جميل جدًا على الطلاب - وهي أحد أجزاء برنامج شبكة اللغة العربية الذي تقدمه أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين - وتعلّم الطلبة استراتيجيات محددة ومباشرة وواعية تُعينُهم على امتلاك زمام المبادرة بالكتابة المستقلة كقاصّين صغار انطلاقًا من لحظات ومحطات خاصة في حياتهم يرون أنّها تستحق الكتابة عنها مما يشجعهم على أن يصبحوا كتابًا ماهرين في المستقبل، وكل هذا أتاح للطلبة القدرة فائقة على تمييز الأنواع الأدبية من بعضها وتحديد شروط ومواصفات كل جنس أدبي استجابة لفكر البرنامج الذي يمكن المتدرب من التمييز بين الأنواع الأدبية المختلفة.

نجاح تطبيق هذه الورش شجّع سحر فياض على دعوة الأكاديمية لحضور حصص تطبيقية في صفها الذي يضم أكثر من ستين طالبًا نصفهم من أصحاب “صعوبات التعلّم” ومع ذلك كان الطلاب في قمة التفاعل والانسجام تطبيقًا لمنهجيتها التعلم الممتع للجميع.

نظرًا لتميز فياض في هذا الصف قررت الأكاديمية تصوير جلسة كتابة وعرضها على باقي المعلمين لمعرفة نقاط التميّز لدى فياض وكيف أنها وضعت بصمتها على هذا الصف بالذات، وكانت ردود الأفعال إيجابية جدًا بسبب قدرتها على إشعار الطلاب بالمتعة أثناء الكتابة وإدارتها الصفية المميزة وبث الطموح في أذهان الطلاب والوجوه التي كانت تستخدمها داخل الغرفة الصفية لرفع معنوياتهم. كل ذلك قادها لنشر مقاطع تعليمية تمثل برنامج شبكة اللغة العربية في الغرف الصفية على وسائل التواصل الاجتماعي والتي لاقت استحسان الكثير من المشاهدين من جميع أنحاء العالم وإعرابهم عن اهتمامهم في توظيف هذه المهارات في التدريس وخاصة بعد ترشحها لجائزة أفضل معلم في العالم؛ حيث ترشحت فياض ضمن قائمة أفضل 50 معلما في العالم للحصول على “جائزة أفضل معلم في العالم”.

كما تتوجه سحر فياض بالشكر والتقدير لمديرة برنامج شبكة اللغة العربية في أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين ميسون مسعود، والتي كانت من الداعمين لها وشجعتها على الترشح للجائزة لإيمانها بموهبتها وقدراتها المتميزة في التعليم. حيث أدّى نشر مقاطع الفيديو إلى لفت نظر القائمين على “جائزة أفضل معلم بالعالم” وتوضيحهم لدور الأكاديمية في نشر جهود فياض في تعليم الطلاب القراءة والكتابة لإفادة المعلمين.

كان الدافع لانضمام سحر لبرنامج “شبكة اللغة العربية” هو إيمانها ببرامج الأكاديمية ومدربيها كونها تقدم تدريبًا نوعيًا يصقل مهارات المعلمين وأساليبهم في التدريس ودورها في توسيع آفاقهم وتطويرهم. وبالإضافة لذلك حبها لتعلّم كل جديد في مجال التعليم وكانت الأكاديمية هي المنصة المثالية لتعلّم أي مستجدات تربوية حديثة؛ لذلك فضّلت فياض الالتحاق بالبرنامج وعدم تفويت الفرصة لحاجة الطلاب الملحّة لهذه البرامج المبتكرة والحديثة والتي توجه الطلاب لاستثمار قدراتهم ومهاراتهم بالصورة الصحيحة، فمثلًا من الممكن أن يصبح الطالب كاتبًا أو قارئًا ضمن نوع أدبي محدد بمساعدة هذا البرنامج الهادف والذي يؤثر بشكل إيجابي على مجتمعهم وعائلاتهم بنقل هذه العلوم والمهارات الجديدة التي يكتسبونها خلال الحصة الصفية.

ومن مميزات هذا البرنامج المتعة التي يشعر بها الطلاب أثناء الحصة المدرسية بسبب منح البرنامج الحرية الكاملة للطالب فيما يقرأ أو يكتب، فالطالب بناء على فكر البرنامج أصبح يقرأ ويكتب بناء على رغباته الذاتية، وهذا ما يجعل برنامج “شبكة اللغة العربية” برنامجًا رائدًا وناجحًا يعرف كيف يلبي احتياجات الطلاب والمعلمين في آنٍ واحد من خلال منهجية محددة في التعليم تساعد الطالب في الوصول للهدف والاستمرار والوعي بذاته ومعرفة ثقافات أخرى ومعرفة مفاهيم جديدة وفهمها بشكل تام ومختلف عن الدورات الأخرى.

لم يتوقف تطبيق فياض لاستراتيجيات شبكة اللغة العربية داخل صفها فقط بل تجاوزت حدوده ووصلت إلى السلط وذلك من خلال مبادرة “مدرستي” في مهرجان العودة للمدارس ، حيث كانت فياض مسؤولة عن مجاليّ “الرياضيات المسلية” و”كتابة القصة الشخصية” وتلقّى الطلاب في مجال الكتابة مهارات كتابة القصة القصيرة خلال 10 دقائق وحتى مهارات كتابة القصة عن طريق الرسم لأطفال الروضة، وتعتبر هذه الوسائل الدراسية جديدة من نوعها في المنهج التعليمي التقليدي. بالإضافة لذلك قامت سحر بتعليم المعلمين طريقة كتابة القصة بالطريقة الجديدة التي قدمها برنامج شبكة اللغة العربية وتمكنوا من مشاهدة مقاطع الفيديو التي لاقت استحسانهم مما جعلهم يدركون جهود أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين في تحسين تدريس مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية.

تُعد أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلّمين مؤسسة مستقلة تتبنّى رؤية جلالة الملكة رانيا العبدالله للارتقاء بنوعية التعليم في الأردن والمنطقة من خلال تمكين المعلّمين بالمهارات اللازمة وتقدير دورهم وتقديم الدعم اللازم لهم للتميّز داخل الغرفة الصفيّة.