Lakhasly

من غير المعقول أن يظن احدنا أن ما توصل إليه الكمبيوتر اليـوم من سـرعة فائقـة و سـعة تخـزين مذهلـة و غـزو لجميـع مجـاالت الحياة هـو وليـد البارحـة فإننـا إذا غصـنا في أعمـاق التـاريخ الغـابر و رجعنـا إلى الـوراء 2000سـنة ق.م لوجـدنا أن الصـينيين قـد اخترعوا جهاز كريات الصغيرة الذي كان يعتمدـ عليه في حساباتهم اليومية. و في 1643 اخترع عـالم لرياضـيات الفرنسـي (باليس باسكال) آلة ميكانيكية تقوم بالجمع و الطرح فقط . بعدها ظهرت عدة محاوالت من طرف علماء و باحثين في اخـتراع أجهـزة تقـوم بالحسابات و التخزين و إخراج المعلومات , إلى أن ظهر أول كمبيوتر بعد الحرب العالمية الثانية. لقد أصبح الكمبيوتر. وبدون شـك وسيلة من وسائل العصر التي ال نستطيع تجاهلها في ميدان التعلم والتكوين, كما أنها ومنذ زمن تستعمل في كل ميادين الحياة. ولكي تستطيع استعمال هذه الوسيلة بكل وعي و إتقان وبدون أخطـاء , يجب أوال التعـرف عليهـا وعلى كـل مكوناتهـا وملحقاتهـا , ثم بعـد ذالك يجب أن تتمكن من تشغيلها و إنجاز وتنظيم أعمال عليها , وبما أن الكمـبيوتر هـو أيضـا أداة من أدوات االتصـال, فهـو يسـاعد على العمل الجماعي , باتصالك وتبادل معلوماتك مع اآلخرين. في ما مضى هيمن في كل قرن من القرون تقنية معينـة . ففي القـرن الثامن عشر كان عصر األنظمة الميكانيكيـةـ الضـخمة المرافقـة للثـورة الصـناعية . أمـا القـرن التاسـع عشـر فكـان عصـر المحـرك البخاري . خالل القرن العشرين , كـانت التقنيـة الرئيسـية هي تجميـع المعلومـات , معالجتهـا , و توزيعهـا .وتتمـيز المعلومـات عن غيرها من عناصر النتاج كالمادة، والطاقة. فهي أكثر أهمية بوصف أن المـواد الوليـة عديمـةـ الفائـدة لمن ل يمتلـك المعلومـات الـتي
تساعده على كيفية استغللها والنتفاع بها. فالمعلومات في زيادة مستمرة، وإنتاجها لا يحتاج ولا يتطلب الكم الهائل من النفاق والطاقة، ومن نتاجها يمكن عمل قوة تحل محل أنواع أخرى من الطاقة، و يتطلب نقل المعلومات وقت ا ا طوي ا ل أو تكلفـة عاليـة، وتنتشـر
المعلومات في المجتمع بسرعة عالية، وينمو هذا النتشار ويزيد بعكس المواد الولية لنلحظ بذالك تركيب شبكات الهواتف العالميــة ,
اختراع الراديو و التليفزيون , ميالد صناعة الحواسيب و النمو غير المسبوق لها , و انطالق أقمار االتصاالت الصناعية و ظهرت
الشبكات في كل مكان كنيتجة من ناتج التطور التقني السـريع , تقـاربت تلـك الميـادين بسـرعة و اختفت الفـوارق و االختالفـات بين تجميع , نقل , تخزين , و معالجة المعلومات . و أصبحت المؤسسات الكبـيرة الـتي لهـا عـدة مكـاتب منتشـرة عـبر منطقـة جغرافيـة واسعة تتوقع أن تكون قادرة عاى معرفة حالة أبعد مكتب من مكاتبها بنقرة زر . و مع نمـو قـدراتنا في تجميـع , معالجـة , و توزيـع
المعلومات , ومنه فإن الطلب على معالجة معلومات معقدة نما بشكل أسرع أي ًضـا .على الـرغم من أن صـناعة الحواسـيب مـا تـزال
فتية مقارنة مع ميادين صناعية أخرى ( مثالً , السيارات و النقل الجوي ) , إال أن الحواسيب حققت تطو ًرا مذهالً في وقت قصــير .
خالل العقدين األوليين من وجودهما , كانت أنظمة الحواسيب متمركزة , و عادة ضمن غرف مفردة كبيرة و بـدون أن يكـون هـذا
مده ًشا , كان لتلك الغـرف جـدران زجاجيـة , بحيث يتمكن الـزوار من خاللهـا بمراقبـة التجهـيزات اإللكترونيـة الحوسـبية الـتي في
داخلها . شركة أو جامعة متوسطة الحجم قد ال يكون لديها أكثر من حاسب أو اثنين على تلك الحال , أما المؤسسات الضخمة فعندها أقل من دزينة حواسيب . في ظل هذا الوضع كانت فكرة إنتاج حواسيب مكافئة و تتمتع بذات القوة و أصغر و بكميـات كبـيرة تصـل إلى الماليين خيـا ًال علميًـا بحتًا .كـان للـدمج الـذي حصـل بين الحواسـيب و االتصـاالت أثـر عميـق على الطريقـة الـتي تنشـأ بهـا الحواسيب . مفهوم ” مركز الحاسب ” كغرفة فيها حاسوب ضخم يجلب إليه المسـتخدمون عملهم ليقـوم بمعالجتـه أصـبح زائالً اآلن بشكل كامل . هذا الطراز القديم الذي ينص على حاسب مفرد يلبي كل االحتياجات الحوسبية لمؤسسة تم اسـتبداله بطـراز يقـوم على وجود عدد كبير من الحواسيب المنفصلة ككيانـات لكن لهـا القـدرة على االتصـال مـع بعضـها عنـد الضـرورة إلنجـاز العمـل . هـذه
األنظمة سميت شبكة الحاسب « Networks Computer » تصميم و تنظيم هذه الشبكات هو موضوع بحثنا .فالشبكة هي عبارة
عن مجموعة من الحواسيب مرتبطة ببعضها البعض عن طريق وحدات ربط Cards( )Networkـ ووسائط ناقلة للبيانات (أوساط سلكية أو السلكية,) وهذا الربط من شأنه أن يساهم في تقليص المسافة و منه ربح الوقت و الجهد ومنـه زيـادة المنتـوج, أينمـا كـانت الشبكة في مؤسسة اقتصادية أو مؤسسة تعليمية تكوينيةـ و مهما كـان مسـتعملها عامـل أو مسـؤول, أسـتاذ أو طـالب اليمكن أبـدا نفي دورها المهم و المهم جدا في تسهيل تبادل الملفات و مشاركة الموارد من طابعات,الفاكس, ماسحات, قارئ أقراص و ايضا مشاركة االنترنت والقيام بالمكالمات لفترة غير محـدودة, ويمكن القـاء الـدروس عن بعـدـ و في الـوقت الحقيقي..الخ إذن يمكن لشـبكة اإلعالم اآللي أن تلعب دورا هاما في قطاع التكوين و التعليم المهنيين وخاصة ما يشهده هذا القطـاع من عصـرنة وسـعي لتوفيرالتكنولوجيـا التي تعمل على مواكبة التنمية بتكثيف برامجها مع المتطلبات الدولية, كل هاته العوامل مجتمعـة من شـأنها أن ترفـع مسـتوى قطـاع التكوين و التعليم المهنيين و تضمن بقاءه في مكانه كقطاع هادف إلى مجال اإلبداع واالكتشاف. فمن يمتلك القدرة على التعامـل مـع هذه الشبكات يمتلك موهبة عبقرية ال بد من استغاللها بهدف الوصول إلى ما يحتاجه المرء بكل سهولة ويسر ، فهذه فرصـة حقيقيـة مكنت المتعلمين من االستفادة من خبراتهم ، والعمل الجاد على توسيع أفاقهم وقدراتهم . وشبكات الحاسـوب من أهم المجـاالت الـتي ازداد الطلب عليها في األونة األخيرة ، فأصبحت من أهم االشهادة العلمية ، وأهم من كافة االمتيازات األخـرى ، فمن يمتلـك موهبـة
االستخدام الآمن لشبكات الحاسوب له األولوية في الحصول على فرص نجاح أكيدة ومضمونة مئة ب