Lakhasly

ظهر رمادي غامق صدر بلون الرمل، ساقان صفراوان زاهیتان وجناحان طويلان مديان، ومنقار أسود وعينان سوداوان. هناك في الأعالي في سماء معدنية، كان يمكن تمييز الحبارى وجلده الموشى بخطوط سمر داكنة. عليه أفرز سائلاً زيتياً على طول مجراه. - هذه مادة غريبة يفرزها الحبارى ويلقيها على مهاجمه حالما يشعر أنه في خطر. إذا أصابت عيني الشاهين أعمته
وإذا مست جناحيه اندبقا فيضطر إلى العودة ليرتاح. كانت عيناه تتابعان وقائع المعركة الدائرة فوق الرؤوس. الصقر قد يتحول إلى أسد مجنّح والحبارى كخفاش أعماه الضوء ينطح برأسه جدار
بدأ كل شيء قبل ثلاثة أيام عندما طلع بدوي وسط البرزة وأعلن بحماس «زايد رأيت حبارى قرب البحر هذا
أنارت وجه الشيخ ابتسامة عريضة. - هل شهدت من قبل صيداً بالصقر ؟
صباح الغد كان زايد يُرتب كل تفصيل يتعلق بالقنص. ولما تفقد الصقور الثلاثة وجد أن أحدها - لا ريب في أنه لا يزال في مرحلة الترويض
مخيط العينين: جفونه مطبقة بخيط من القطن. عالجها الشيخ بمهارة تامة مستخدماً جبيرة من شظيتين من
كانت الشمس في كبد السماء عندما أعطى الشيخ إشارة الانطلاق. ناقته الأثيرة الأجمل في شبه الجزيرة العربية كلها، كان السير حبباً في اتجاه الشمال على إيقاع الونة يؤديها الرجال. ومع حلول الظلام حطوا الرحال قطعوا بعض جذوع الأشجار وصنعوا منها مصداً للريح. العيون سود القسمات حازمة، ومن حين إلى آخر كان ولفريد يلقي نظرة على الشيخ. بعد أن استدار الصقر على نفسه دخل في مسار الحباري. هوى الحبارى شبه مغمي عليه، وارتطم بالأرض كالحجر
على الرغم من كونه هجاناً ماهراً. وصلوا بأقصى سرعة إلى المكان الذي سقط فيه الحبارى. غير أن أحد الرجال انبطح أرضاً وبضربة خاطفة شق رأس الطير وأعطى رأسه للصقر فارتمى فوقه والتهمه ببضع لقيمات، وإذ بقي على جوعه حاول أن يلتهم بقية الحبارى. لا يسمح للصقر أبداً بأن يأكل حتى الشبع، جلس زايد على الرمل وأعاد الصقر إلى قفاز قبضته
كان عمري بين السابعة والثامنة عندما اشتركت في أول رحلة صيد تعلمت الصيد، إذ كان أبي قد توفي السيطرة على فريسة في مبارزة ثنائية شبه متعادلة، إن الإسراف في استخدام السلاح الناري قد يؤدي بسهولة إلى انقراض أجناس من الطير مثل الحبارى في بضع سنين. هل تعلم أن الحبارى يصرع شاهيناً بضربة واحدة من جناحيه؟ هذا أمر نادر لكنني كنت شاهداً عليه. أتدري كم يلزم من الصبر لترويض صقر ؟ يقتضي ذلك ساعات وأياماً من العمل الدؤوب. يبدأ ترويضه على ضوء
توقف زايد ليطلق صيحات صغيرة تشبه «هش ها
عندما يُطلق الصقر في الهواء تكون هذه الصيحة التي اعتاد عليها هي التي تعيده إلى سيده. بقطع صغيرة من اللحم. ما يكفي فقط لتعويده على الرجوع إلى مروضه لينال مكافأته قطعة صغيرة أخرى. هكذا ينتهي به الأمر إلى أن يفقد الرغبة في القرار. طوال مدة الترويض يبقى المروض والصقر معاً لا يفترقان لحظة واحدة. حيثما ذهب المروض يأخذ الطائر معه عندما يتناول طعامه يبقى الصقر جائماً على قفاز قبضته. وعندما ينام يقف الصقر على مجثم قريباً جداً من سريره. يجب أن يداعبه بلا انقطاع، إن الصقور هي أشبه بالناس الذين يشبههم القول القديم بالصناديق المقفلة التجربة وحدها هي التي
أود أن أخبرك بما يُسرّك يا مبارك بن لندن. إني أشاطرك الرأي إلى حد ما. أتطلع إلى أن أرى بلادي تدخل ذات يوم في القرن العشرين، تدمير الأماكن التي تؤوي الأجناس البرية. إذا كنا نتمنى أن نترك كوكبنا في حالة جيدة، هذا الرجل لا ينفك يدهشني. وها هو يلفي نفسه متقدماً في الزمن نصف قرن، أكانت
ويأخذان في تجاذب أطراف الحديث. وعادة ما كان يقطع حديثهما زوّار قادمون من هنا وهناك بعضهم
كان قد انقضى قسم كبير من شهر يونيو لذلك قرر تيسيغر تأجيل رحلته العُمانية إلى فصل الخريف وقضاء الصيف في العاصمة. رفض الإنجليزي. هتف تيسيغر متعجباً. بلى هكذا يمكنك أن تقول إنك امتطيت أجمل ناقة