Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (100%)

الدرس الرابع : الفرضية العلمية بين الطرح النظري و الإمبريقي لا يمكن للبحث العلمي أن يتم من دون وجود فرضيات ، فقد أشرنا سابقا أن عملية البحث تنطلق من وجود مشكلة يتم بلورتها في سؤال عام ، هذا السؤال العام يتم تدقيقه وتخصيصه مع الإشكالية ، و بالرغم من أهمية هذه المراحل إلى غاية الإشكالية من وجهة نظر خطوات البحث العلمي من الناحية الإجرائية لكنها تبقى على مستوى المساءلة أو على مستوى عرض المشكلة ، و إن تم تدقيقها و تخصيصها و إعطاءها نوع من الحصانة ضد الأفكار الشائعة العامية و إقحامها في تناول نظري مفاهيمي ، لذلك وجب على الباحث إيجاد الأسباب وراء حدوث الظواهر عن طريق وجود الفرضية كإطار أولي اقتراحي لتفسير الظاهرة. إذن فما هو مدلول الفرضية و ما هو دورها و أهميتها في منهجية البحث الاجتماعي؟ أولا ـــــ تعريف الفرضية : الفرضية عبارة عن توقعات الباحث لحل مشكلة البحث ، و لا يصوغ الباحث هذه الفرضية بشكل عشوائي ، و أنما في ضوء مهاراته العلمية و قراءاته و اطلاعا ته على الدراسات السابقة و خبراته العلمية في المجال المراد بحثه. و الفرض " لا يزيد عن كونه جملة لا هي صادقة و لا هي كاذبة ، و هي بمثابة العقد الذي يعقده مع نفسه للوصول إلى نتيجة مؤكدة لقبول الفرض أو رفضه ، و لابد للفرض أن يحتوي على علاقة بين متغيرين أو أكثر"(1)
و هي عبارة 1 ـــــ أحمد جمال ظاهر ، ص. ص66-88. عن تصريح يوضح في جملة أو أكثر ، تصريح يتنبؤ بعلاقة بين عنصرين أو أكثر و يتضمن تحقيق إمبريقي"(1) و بذلك تعتبر تفسيرات مقترحة للعلاقة بين متغيرين أحدهما المتغير المستقل و هو السبب و الآخر المتغير التابع و هو النتيجة. ثانيا ـــــ دور الفرضية و أهميتها في البحث العلمي : يتمثل دور الفرضية في اكتشاف الأسباب الكامنة وراء حدوث الظواهر و هذا الذي يجعل البحث يأخذ وجهة علمية بمعنى أنه بمجرد أن يقوم الباحث بعملية البحث العلمي ، هذا معناه أنه سينتقل من المجرد إلى المحسوس، و من النظري إلى الإمبريقي ، و من المفاهيم إلى التعريفات الإجرائية ، و كل ذلك سيكون من خلال عملية الافتراض ، للتأكد من صحة ما سيصل إليه من نتائج. ثالثا ــــــ شروط صياغة الفرضيات : هناك عدة شروط لصياغة فرضية سليمة ، تتوقف عليها نتائج البحث و موضوعيتها ، حددها بعض الأساتذة على النحو التالي : ـــ أن يتوقع الباحث أن تعطي فروضه حلا فعليا للمشكلة التي يدرسها . ـــ الوضوح و الإيجاز : بمعنى أن تكون العبارات التي تصاغ فيها الفروض واضحة ومختصرة ، ـــ القابلية للاختبار بمعنى ألا تكون ذات عمومية بطريقة يستحيل التحقق منها. 1 ـــــ موريس أنجرس ، 2004 ، ص. 150. ـــ أن تكون صياغة الفروض خالية من التناقض ، و ألا تتناول العقائد ، فالعقائد لا تخضع للتحقق. 1) رابعا ـــــــ مكونات الفرضية : إن بنية الفرضية تتضمن عدة متغيرات يعتقد الباحث بإسهامها في إحداث الظاهرة أو المشكلة الاجتماعية ، وهذه المتغيرات هي : أ ــــ المتغير المستقل :أي العامل الذي يسبب الظاهرة . ج ــــ المتغيرات المتداخلة : أي العوامل الموجودة بين المتغير المستقل والمعتمد (2) . معناه أن الأول (المتغير المستقل) وهو السبب الذي يؤثر في الظاهرة محل الدراسة بينما الثاني (المعتمد) هو الظاهرة محل الدراسة أو النتيجة أو المتغير التابع ، بينما الثالث المتغيرات المتداخلة (الدخيلة ) أو المتغير الرائز في أغلب الأحيان هي التي تتوسط التأثير في دورها الأول والثاني . 1 ـــــ أحمد إبراهيم خضر ، فروض البحث : ماهيتها و أنواعها و شروطها و مصادرها ، على الساعة 17. 47. ط02 ، الجزائر، 2012 ، ص: 107 . خامسا ــــ أنواع الفروض و كيفية صياغتها: 1 ـــــ أنواع الفروض: تتحدد هذه الأخيرة حسب المتغيرات المدروسة وهناك أنواع للفروض تتحدد حسب معيار آخر كمعيار التخصص مثلا. ‌أ-الفرضية أحادية المتغيرات: وهي الفرضية التي تركز على ظاهرة واحدة بهدف التنبؤ بتطورها ومداها مثل: الفقر يزداد في العالم منذ عشر سنوات . ليس على الباحث سوى حصر كلمة الفقر وتقييمها. إنّه الشكل المتعود عليه بالنسبة إلى الفرضية العلمية التي تهدف إلى تفسير الظواهر مثل : التحصيل الدراسي في المدارس الثانوية يتأثر بشكل كبير بالتدريس الخصوصي خارج المدرسة ، ت-الفرضية متعددة المتغيرات : تجزم الفرضية متعددة المتغيرات بوجود علاقة بين ظواهر متعددة قد يصرّح مثلا أنّ النساء اللواتي لهن نسبة خصوبة أكثر انخفاضا ، هن الأكثر تعليما والأكثر مكافأة والأكثر تمدنا(1). وكباحثين في حقل العلوم الاجتماعية فإنّ الفرضية الأكثر شيوعا والتي يتم الاعتماد عليها هي النوع الثاني: ثنائية المتغيرات ذلك أن الهدف من دراسة الظواهر في مثل هذه الحالات هي العملية التفسيرية من خلال سرد أسبابها . منهجية العلوم الاجتماعية والبحث الاجتماعي ، دار الكتاب الحديث ، ط01 ، القاهرة ، 2012، ص38. ب ــــــ فرضا صفريا : الذي يعني العلاقة السلبية بين المتغير المستقل و المتغير التابع ، مثال : لا توجد علاقة بين التدريس الخصوصي و التحصيل الدراسي. فمهمة الفرضية و دورها الأساسي هو ضمان الانتقال من النظري المفاهيمي التجريدي إلى العملي الملموس الذي يسمح بعملية التحقق عن طريق العمل الامبريقي . ب ــــ الصياغة اللغوية : لا يجب أن تحتوي الفرضية على كلمة إن في بداية الجملة لأنه يعطيها نوع من التوكيد القائم على نوع من الحكم المسبق ، مثل : إنّ الرأسمال الثقافي يؤثر في التحصيل الدراسي للأبناء. كذلك لا تحتوي جملة الفرضية على كلمة قد حيث أنها قد تثير نوع من الشكوك حول إمكانية أو قدرة المتغير المستقر في تفسير مشكلة البحث. المحور الثالث : المفاهيم ، المتغيرات و المؤشرات الدرس الرابع : المفاهيم ، المتغيرات و المؤشرات و تتم عملية تحديد المفاهيم بطريقتين ، تتعلق الأولى منها بدراسة كل المفاهيم القديمة و الجديدة حول الموضوع من أجل استخلاص التعريف الإجرائي أو تحديد المفهوم الإجرائي انطلاقا من الميدان بفضل الدراسات الاستطلاعية و المقابلات الاستكشافية ، و تعتبر هذه العملية ضرورية لتحديد المفاهيم يقوم عليها التحليل فيما بعد. أولا ــــ تعريف المفهوم : فكل ما يستعمله " عالم الاجتماع من مفاهيم و تصورات محددة " كالطبقة الاجتماعية " ، و غير ذلك ، فهي بنية ذهنية تشمل المميزات الثابتة لهذه الحقيقة "(3) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ــــ موريس انجرس ، منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية ، ص.158. دار المعرفة الجامعية، الأزاريطة ، 2003، ص.23. 3-Benoit Goiter, Recherche sociale de la problématique à la collecte de données, édition-Canada, 1984, p.68. ــــــ أن يكون الباحث ملم بقدر الإمكان بكل المعاني المرتبطة بالمفهوم. ـــــ محاولة تقديم تعريف أولي. ــــــ يجب الاعتماد على التعاريف القديمة و الحديثة للمصطلح (المفهوم). ــــــ محاولة الوصول إلى لب المعنى الذي يشير إليه معظم هذه التعاريف. ــــــ يجب أن تعطى هذه المحاولة جميع المجالات و الأبعاد التي لها علاقة بأهداف الدراسة. ــــــ تحديد تعريف إجرائي للدراسة ، فتحديد المفهوم " يسمح لباحث و يساعده على طرح أسئلة حول الظاهرة محل الدراسة، حيث تتكون من المؤشرات الإمبريقية التي أفرزها التحديد الإجرائي للمفهومات سؤلا أو عدة أسئلة أو استمارة استبيان أو دليل للمقابلة أو أية أداة أخرى من أدوات البحث ، حيث ينبغي أن يتحول المصطلح إلى مفهوم كمي يمكن قياسه بالأرقام، لذلك لابد أن ترتبط بالمفهوم أبعاد و مؤشرات ذات صبغة كمية في المعالجة والتحديد. إذا كانت الفكرة تعبر عن معرفة أولية عن الشيء ، ويشكل المصدر الأساسي لمختلف الملاحظات البحثية فيما بعد ، حيث يتم في البداية إعطاء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ــــــ علي عبد الرزاق جبلي و آخرون، مرجع سابق ، ص. 28. تعريف مؤقت للمفهوم ، و هو عبارة عن وضع مكان التصور الأول تصور واضح إلى حد ما، يتم التدقيق فيه تدريجيا مع بناء الموضوع. ـــــــ يتميز الأساتذة الجامعيون بالإنتاج الفكري و التجربة البيداغوجية (فكرة) فمن خلال الطريقة الأولى يذهب الباحث إلى الميدان لملاحظة الظاهرة المعالجة ما هي؟ أما الطريقة الابستمولوجية فيقوم الباحث من خلالها بأخذ عدة تعاريف ثم يستخلص العناصر المشتركة في التعاريف مع مراعاة الواقع. ثالثا ـــــ كيفية صياغة المفاهيم يمكن للباحث في علم الاجتماع أن يلجأ إلى ذلك الإجراء العملي الذي وضعه " بول لازار سفيلد " (1901-1976) و الذي يساعد عمليا على الانتقال من المفهوم التجريدي النظري إلى المفهوم العملي الملموس ، و يتكون هذا الإجراء من ثلاثة خطوات أساسية وهي(1): 1 ــــ تصور المفهوم و تمثله في صورة ذهنية : و نعني بذلك أن المفهوم يدرك و يتم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1-Boudon Raymond, Les méthodes en sociologie, Collectio "Que Sais-je?" n°1334, 1980, p.48-52. استيعابه ذهنيا ، فعلى سبيل المثال ، مفهوم الاندماج الاجتماعي ، هو مفهوم ذهني مجرد ، فمثلا يمكن أن نحدد لمفهوم التغير الاجتماعي الأبعاد الآتية : سياسي، اقتصادي، اجتماعي. 3 ــــــ مؤشرات بعد المفهوم : إن المؤشر " هو التجلي الملاحظ في الواقع لبعد المفهوم ، يسمح من الانتقال من المجرد على الواقع الملموس و هذا ما يسمح في الشروع في التحقق من الفرضية"(2)، فهنا يبرز دور المؤشر خاصة في مرحلة استعمال تقنيات جمع البيانات ــــ خاصة الاستمارة والمقابلة ـــ من أجل التحقق من الفرضيات ، و بهذا يكون ترجمة خطاب و لغة مجردة على لغة ملموسة تعكس ظواهر يمكن ملاحظتها في الواقع و نتحقق بفضلها من الفرضيات. و في الأخير يبدو جليا أن تحديد المفاهيم يكتسي أهمية كبرى في البحث الاجتماعي، و يظهر ذلك جليا على مستوى تحديد مشكلة البحث أو ضبط الفروض المفسرة لها أو من خلال المؤشرات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 2 ـــ سعيد سبعون ، مرجع سابق ، ص. 18. الامبريقية ـــ كأدوات لقياس هذه المفهومات ـــــ حيث تعمل هذه الأخيرة على ربط التصورات أو المفهومات بعالم الواقع ، مما يزيد من قدرتها على التفسير، التنبؤ و الضبط، الأمر الذي يساعد الباحث على رسم و تحديد معالم دراسته الميدانية بكل عناصرها و أبعادها بدقة ووضوح. و للتوضيح أكثر نحاول إعطاء مثال عن إستخراج أبعاد و مؤشرات المفهوم للمؤلف سعيد سبعون. لتكن الفرضية الآتية : يتحدد التحصيل الدراسي للأبناء على أساس الرأسمال الثقافي للوالدين ، نقوم في بداية الأمر بتعيين المفاهيم المحتواة في هذه الفرضية و هما : التحصيل الدراسي ويمثل المتغير التابع و الرأسمال الثقافي للوالدين الذي يمثل المتغير المستقل . هذان المتغيران هما في علاقة و حتى نتمكن من اختبار هذه الفرضية علينا أن نترجم مفهوميها إلى مؤشرات واقعية ملموسة يمكن ملاحظتها. المفهوم البعد المؤشر التعليم المستوى التعليمي للوالدين شهادات الوالدين التكوين خارج المؤسسات التعليمية ثقافة عامة عادات القراءة للوالدين زيارة المتاحف نوع الموسيقى المستمع إليه رأسمال الثقافي للوالدين الانخراط في نواد ثقافية حضور عروض مسرحية لغة التحكم في اللغات الأجنبية استعمال لغة أجنبية في البيت مساعدة الأبناء عللا انجاز فروضهم محيط ثقافي وجود مكتبة في البيت توفر الأنترنت في البيت تسجيل الأبناء في المكتبات المسرح وجود أجهزة الإعلام الآلي الانتقال إلى السنة الموالية تقدير في كشوف النقاط(لوحةشرف، تشجيع، الدرس الخامس : الدراسات السابقة يشمل هذا الجزء استعراض الدراسات العلمية ذات الصلة بموضوع البحث التي تنشرها الدوريات العلمية المحكمة، والتي تتضمنها أعمال المؤتمرات المتخصصة، وغير ذلك الهدف من استعراض الدراسات السابقة هو توسيع مدارك الباحث، وزيادة حصيلته من المعرفة عن الموضوع، والتعرف على تجارب الآخرين والإلمام بجهودهم والاستفادة من النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسات. ينبغي أن يورد الباحث البيانات الببليوجرافية عن تلك الدراسات كاملة، بحيث يمكن لمن يريد الاستزادة حول موضوع معين الرجوع لتلك الدراسات.
أولا ـــــ تعريف الدراسات السابقة المقصود بالدراسات السابقة الدراسات و الرسائل و الأطروحات الجامعية في القطر الذي تعيش فيه ، و عليك أن تطلع عليها جيدا من خلال متابعتك لموضوع بحثك إن كان سبقك باحث فيه ، لذلك ينبغي بذل الجهد و الاطلاع على الدراسات السابقة ، من خلال الاطلاع المتواصل على مستخلصات الرسائل و الأطروحات تجنبا لموقف يصعب تصوره. إلا أن المرجح أن الدراسة بعد مضي عشر سنوات ، تكون قد استنفذت أهدافها و نتائجها ، و يمكن للباحث أن يقدم المسوغات التي دفعته لدراية الموضوع نفسه ، من خلال عنوان الدراسة و إطارها النظري، و أهدافها و منهجها و استنتاجاتها ، والباحث و هو يدرج الدراسات السابقة و عليه مناقشتها تفصيليا موضحا الاختلاف الجوهري. يستخدم الباحث أدوات متعددة ، و من تلك محركات البحث و الفهارس و الكشافات وغيرها للوصول إلى المادة العلمية المتعلقة بموضوع البحث ، فيتولى قراءتها قراءة متأنية فاحصة ، ويستخلص منها التجارب و المؤشرات التي يمكن أن تفيده فيقوم بربطها ببحثه.
عادة ما يشمل هذا الجزء ملخصا بأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة، وأوجه التشابه والاختلاف بين بحثه والبحوث والدراسات الأخرى. يتم ترتيب الدراسات التي يقوم الباحث باستعراضها بعدة طرق منه : 1-حسب نوع الدراسات : دراسات إدارية،


Original text

الدرس الرابع : الفرضية العلمية بين الطرح النظري و الإمبريقي
لا يمكن للبحث العلمي أن يتم من دون وجود فرضيات ، فقد أشرنا سابقا أن عملية البحث تنطلق من وجود مشكلة يتم بلورتها في سؤال عام ، هذا السؤال العام يتم تدقيقه وتخصيصه مع الإشكالية ، و بالرغم من أهمية هذه المراحل إلى غاية الإشكالية من وجهة نظر خطوات البحث العلمي من الناحية الإجرائية لكنها تبقى على مستوى المساءلة أو على مستوى عرض المشكلة ، و إن تم تدقيقها و تخصيصها و إعطاءها نوع من الحصانة ضد الأفكار الشائعة العامية و إقحامها في تناول نظري مفاهيمي ، لذلك وجب على الباحث إيجاد الأسباب وراء حدوث الظواهر عن طريق وجود الفرضية كإطار أولي اقتراحي لتفسير الظاهرة.
إذن فما هو مدلول الفرضية و ما هو دورها و أهميتها في منهجية البحث الاجتماعي؟
أولا ـــــ تعريف الفرضية :
الفرضية عبارة عن توقعات الباحث لحل مشكلة البحث ، و لا يصوغ الباحث هذه الفرضية بشكل عشوائي ، و أنما في ضوء مهاراته العلمية و قراءاته و اطلاعا ته على الدراسات السابقة و خبراته العلمية في المجال المراد بحثه.
و الفرض " لا يزيد عن كونه جملة لا هي صادقة و لا هي كاذبة ، و هي بمثابة العقد الذي يعقده مع نفسه للوصول إلى نتيجة مؤكدة لقبول الفرض أو رفضه ، و لابد للفرض أن يحتوي على علاقة بين متغيرين أو أكثر"(1)

كما يعرفها "موريس أنجرس" : " الفرضية إجابة مقترحة لسؤال لبحث ، و هي عبارة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـــــ أحمد جمال ظاهر ، البحث العلمي الحديث ، دار محلاوي للنشر و التوزيع ، عمان ، 1983 ، ص.ص66-88.
عن تصريح يوضح في جملة أو أكثر ، تصريح يتنبؤ بعلاقة بين عنصرين أو أكثر و يتضمن تحقيق إمبريقي"(1) و بذلك تعتبر تفسيرات مقترحة للعلاقة بين متغيرين أحدهما المتغير المستقل و هو السبب و الآخر المتغير التابع و هو النتيجة.
ثانيا ـــــ دور الفرضية و أهميتها في البحث العلمي :
يتمثل دور الفرضية في اكتشاف الأسباب الكامنة وراء حدوث الظواهر و هذا الذي يجعل البحث يأخذ وجهة علمية بمعنى أنه بمجرد أن يقوم الباحث بعملية البحث العلمي ، هذا معناه أنه سينتقل من المجرد إلى المحسوس، و من النظري إلى الإمبريقي ، و من المفاهيم إلى التعريفات الإجرائية ، و كل ذلك سيكون من خلال عملية الافتراض ، للتأكد من صحة ما سيصل إليه من نتائج.
ثالثا ــــــ شروط صياغة الفرضيات :
هناك عدة شروط لصياغة فرضية سليمة ، تتوقف عليها نتائج البحث و موضوعيتها ، حددها بعض الأساتذة على النحو التالي :
ـــ أن يتوقع الباحث أن تعطي فروضه حلا فعليا للمشكلة التي يدرسها .
ـــ الوضوح و الإيجاز : بمعنى أن تكون العبارات التي تصاغ فيها الفروض واضحة ومختصرة ، و موجزة توحي بوجود علاقة بين المتغيرات.
ـــ القابلية للاختبار بمعنى ألا تكون ذات عمومية بطريقة يستحيل التحقق منها.
ـــ أن تعرف المصطلحات التي تتضمنها الفروض إجرائيا بألفاظ تجعلها قابلة للقياس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـــــ موريس أنجرس ، منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية ، (تدريبات عملية)،ترجمة بوزيد صحراوي و آخرون ،دار القصبة للنشر ، الجزائر ، 2004 ، ص.150.
ـــ أن تكون صياغة الفروض خالية من التناقض ، و ألا تكون منافية لوقائع علمية متفق عليها ، و أن تكون متسقة مع نتائج البحوث الأخرى التي سبقتها في مجالها .
ـــ أن تكون خالية من الأحكام ذات الصلة بالقيم ، و ألا تتناول العقائد ، فالعقائد لا تخضع للتحقق.(1)
رابعا ـــــــ مكونات الفرضية :
إن بنية الفرضية تتضمن عدة متغيرات يعتقد الباحث بإسهامها في إحداث الظاهرة أو المشكلة الاجتماعية ، وهذه المتغيرات هي :
أ ــــ المتغير المستقل :أي العامل الذي يسبب الظاهرة .
ب ــــ المتغير المعتمد أو التابع: أي العامل الذي يتبع العامل المستقل الذي يظهر كنتيجة لتأثيرات العامل المستقل.
ج ــــ المتغيرات المتداخلة : أي العوامل الموجودة بين المتغير المستقل والمعتمد (2) .
معناه أن الأول (المتغير المستقل) وهو السبب الذي يؤثر في الظاهرة محل الدراسة بينما الثاني (المعتمد) هو الظاهرة محل الدراسة أو النتيجة أو المتغير التابع ، بينما الثالث المتغيرات المتداخلة (الدخيلة ) أو المتغير الرائز في أغلب الأحيان هي التي تتوسط التأثير في دورها الأول والثاني .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـــــ أحمد إبراهيم خضر ، فروض البحث : ماهيتها و أنواعها و شروطها و مصادرها ، مقال إعلامي منشور على الرابط التالي https/www.alukah/.net/web/khedr/0/51442 ، تاريخ المتابعة 27/12/2021 ، على الساعة 17.47.
2 ــــ سعيد سبعون ، الدليل المنهجي ، في إعداد المذكرات والرسائل الجامعية في علم الإجتماع، دار القصبة للنشر ، ط02 ، الجزائر، 2012 ، ص: 107 .


خامسا ــــ أنواع الفروض و كيفية صياغتها:
1 ـــــ أنواع الفروض: تتحدد هذه الأخيرة حسب المتغيرات المدروسة وهناك أنواع للفروض
تتحدد حسب معيار آخر كمعيار التخصص مثلا.
‌أ-الفرضية أحادية المتغيرات: وهي الفرضية التي تركز على ظاهرة واحدة بهدف التنبؤ بتطورها ومداها مثل: الفقر يزداد في العالم منذ عشر سنوات ...، ليس على الباحث سوى حصر كلمة الفقر وتقييمها.
ب-الفرضية ثنائية المتغيرات : تعتمد الفرضية ثنائية المتغيرات على عنصرين أساسيين يربط بينهما التنبؤ، إنّه الشكل المتعود عليه بالنسبة إلى الفرضية العلمية التي تهدف إلى تفسير الظواهر مثل : التحصيل الدراسي في المدارس الثانوية يتأثر بشكل كبير بالتدريس الخصوصي خارج المدرسة ، فالمتغير المستقل هو التدريس الخصوصي و التابع هو التحصيل الدراسي المتأثر بالتدريس الخصوصي.
ت-الفرضية متعددة المتغيرات : تجزم الفرضية متعددة المتغيرات بوجود علاقة بين ظواهر متعددة قد يصرّح مثلا أنّ النساء اللواتي لهن نسبة خصوبة أكثر انخفاضا ، هن الأكثر تعليما والأكثر مكافأة والأكثر تمدنا(1).
وكباحثين في حقل العلوم الاجتماعية فإنّ الفرضية الأكثر شيوعا والتي يتم الاعتماد عليها هي النوع الثاني: ثنائية المتغيرات ذلك أن الهدف من دراسة الظواهر في مثل هذه الحالات هي العملية التفسيرية من خلال سرد أسبابها . و قد تكون :
أ ـــ فرضا مباشرا : و هو الذي يحدد علاقة إيجابية بين متغيرين مثال : توجد علاقة قوية بين التحصيل الدراسي في المدارس الثانوية و التدريس الخصوصي خارج المدارس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــــــ جمال معتوق ، منهجية العلوم الاجتماعية والبحث الاجتماعي ، دار الكتاب الحديث ، ط01 ، القاهرة ، 2012، ص38.


ب ــــــ فرضا صفريا : الذي يعني العلاقة السلبية بين المتغير المستقل و المتغير التابع ، مثال : لا توجد علاقة بين التدريس الخصوصي و التحصيل الدراسي.
2 ـــــ صياغة الفروض :
أ ــــ تلعب مرحلة استعراض الأدبيات و القراءات و الجولة الإستطلاعية دورا أساسيا في صياغة الفرضية أي تساعد في إيجاد المتغيرات المستقلة الملائمة لتفسير مشكلة البحث.
فمهمة الفرضية و دورها الأساسي هو ضمان الانتقال من النظري المفاهيمي التجريدي إلى العملي الملموس الذي يسمح بعملية التحقق عن طريق العمل الامبريقي .
ب ــــ الصياغة اللغوية : لا يجب أن تحتوي الفرضية على كلمة إن في بداية الجملة لأنه يعطيها نوع من التوكيد القائم على نوع من الحكم المسبق ، مثل : إنّ الرأسمال الثقافي يؤثر في التحصيل الدراسي للأبناء.
كذلك لا تحتوي جملة الفرضية على كلمة قد حيث أنها قد تثير نوع من الشكوك حول إمكانية أو قدرة المتغير المستقر في تفسير مشكلة البحث.


المحور الثالث : المفاهيم ، المتغيرات و المؤشرات
الدرس الرابع : المفاهيم ، المتغيرات و المؤشرات
من الضروري أن تعتمد الإشكالية على مفاهيم محددة بدقة لمختلف المصطلحات المستعملة في الدراسة ، و تتم عملية تحديد المفاهيم بطريقتين ، تتعلق الأولى منها بدراسة كل المفاهيم القديمة و الجديدة حول الموضوع من أجل استخلاص التعريف الإجرائي أو تحديد المفهوم الإجرائي انطلاقا من الميدان بفضل الدراسات الاستطلاعية و المقابلات الاستكشافية ، و تعتبر هذه العملية ضرورية لتحديد المفاهيم يقوم عليها التحليل فيما بعد.
أولا ــــ تعريف المفهوم :
تعتبر المفاهيم في الواقع ما هي إلاّ " تصورات ذهنية لمجموعة متنوعة من الظواهر التي نريد ملاحظتها "(1) ، فكل ما يستعمله " عالم الاجتماع من مفاهيم و تصورات محددة " كالطبقة الاجتماعية " ، " المعايير " ، " القيم " ، و غير ذلك ،ة فهذه بناءات عقلية في ذهن العالم يصل غليها من خلال عملية تجريد للعالم الواقعي ، أو بمعنى آخر هي عبارة عن أدواته التي يستخدمها لمناقشة و تفسير ما يره من انتظامات في عالم الواقع.(2)
هي إذن تجريدات لأحداث واقعية و لوقائع ملحوظة يسمح تعريفها حسب العالم " بنوا جواتر" " Benoit Goiter" بحصر الخصائص التي تتميز بها الحقيقة الاجتماعية، فهي بنية ذهنية تشمل المميزات الثابتة لهذه الحقيقة "(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــــ موريس انجرس ، منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية ، تدريبات عملية ، ترجمة بوزيد صحراوي و آخرون، دار القصبة للنشر، الجزائر،2004،ص.158.
2 ــــ علي عبد الرزاق جلبي و آخرون ، البحث العلمي الاجتماعي ، لغته و مداخله و مناهجه و طرائقه ، دار المعرفة الجامعية، الأزاريطة ، الاسكندرية،2003،ص.23.
3-Benoit Goiter,Recherche sociale de la problématique à la collecte de données, édition-Canada,1984,p.68.
و من أهم الشروط التي يجب توفرها أثناء تحديد المفاهيم ما يلي :
ــــــ أن يكون الباحث ملم بقدر الإمكان بكل المعاني المرتبطة بالمفهوم.
ـــــ محاولة تقديم تعريف أولي.
ــــــ يجب الاعتماد على التعاريف القديمة و الحديثة للمصطلح (المفهوم).
ــــــ محاولة الوصول إلى لب المعنى الذي يشير إليه معظم هذه التعاريف.
ــــــ يجب أن تعطى هذه المحاولة جميع المجالات و الأبعاد التي لها علاقة بأهداف الدراسة.
ــــــ تحديد تعريف إجرائي للدراسة ، فتحديد المفهوم " يسمح لباحث و يساعده على طرح أسئلة حول الظاهرة محل الدراسة، حيث تتكون من المؤشرات الإمبريقية التي أفرزها التحديد الإجرائي للمفهومات سؤلا أو عدة أسئلة أو استمارة استبيان أو دليل للمقابلة أو أية أداة أخرى من أدوات البحث ، و هي تصمم بهدف قياس المفهومات المستخدمة."(1)
ثانيا ــــــ صياغة المفاهيم
إن الانتقال من الأفكار إلى المفاهيم يقتضي أن يتحول التصور من تصور عام إلى تصور خاص و دقيق ، حيث ينبغي أن يتحول المصطلح إلى مفهوم كمي يمكن قياسه بالأرقام، لذلك لابد أن ترتبط بالمفهوم أبعاد و مؤشرات ذات صبغة كمية في المعالجة والتحديد.
إذا كانت الفكرة تعبر عن معرفة أولية عن الشيء ، فإن المفهوم يبنى من الأفكار، ويشكل المصدر الأساسي لمختلف الملاحظات البحثية فيما بعد ، حيث يتم في البداية إعطاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــــــ علي عبد الرزاق جبلي و آخرون، مرجع سابق ، ص.28.
تعريف مؤقت للمفهوم ، و هو عبارة عن وضع مكان التصور الأول تصور واضح إلى حد ما، يتم التدقيق فيه تدريجيا مع بناء الموضوع.
و لتوضيح كيفية الانتقال من تصور بسيط للفكرة إلى المفهوم الإجرائي الذي له علاقة مباشرة بموضوع البحث ، نعرض المثال الآتي :
ــــــ يتميز الأساتذة الجامعيون بالشهادات العليا و المؤهلات العلمية (فكرة أولية)
ـــــــ يتميز الأساتذة الجامعيون بالإنتاج الفكري و التجربة البيداغوجية (فكرة)
ـــــــ يتميز الأساتذة الجامعيون بالكفاءة البيداغوجية.
هناك طريقتين لتحديد المفهوم الإجرائي ، هما الطريقة الإمبريقية و الطريقة الابستمولوجية ،فمن خلال الطريقة الأولى يذهب الباحث إلى الميدان لملاحظة الظاهرة المعالجة ما هي؟ أما الطريقة الابستمولوجية فيقوم الباحث من خلالها بأخذ عدة تعاريف ثم يستخلص العناصر المشتركة في التعاريف مع مراعاة الواقع.
ثالثا ـــــ كيفية صياغة المفاهيم
يمكن للباحث في علم الاجتماع أن يلجأ إلى ذلك الإجراء العملي الذي وضعه " بول لازار سفيلد " (1901-1976) و الذي يساعد عمليا على الانتقال من المفهوم التجريدي
النظري إلى المفهوم العملي الملموس ، و يتكون هذا الإجراء من ثلاثة خطوات أساسية
وهي(1):
1 ــــ تصور المفهوم و تمثله في صورة ذهنية : و نعني بذلك أن المفهوم يدرك و يتم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-Boudon Raymond,Les méthodes en sociologie,5èmeédition,Paris,PU,Collectio "Que Sais-je?" n°1334,1980,p.48-52.
استيعابه ذهنيا ، فعلى سبيل المثال ، مفهوم الاندماج الاجتماعي ، هو مفهوم ذهني مجرد ، يتقدم في صورة ذهنية لا نلاحظه في الواقع الملموس ، إنه بناء و تصور ذهني مجرد ، وهكذا الأمر بالنسبة إلى كل المفاهيم التي يشتغل عليها علم الاجتماع.
2 ـــــ تخصيص المفهوم أو تحديد أبعاده : تعتبر هذه المرحلة مرحلة الشروع في الانتقال من المجرد غلى الملموس، أي التعبير عن المفهوم المجرد الذي لا نلاحظه مباشرة في الواقع الملموس بمستويات من الواقع هي بمثابة مكونات لهذا المفهوم، إذ أن المفهوم مكون من "مجموعة معقدة من الظواهر و ليس من ظاهرة بسيطة يمكن ملاحظتها مباشرة "(1) . فمثلا يمكن أن نحدد لمفهوم التغير الاجتماعي الأبعاد الآتية : سياسي، اقتصادي،ثقافي،اجتماعي.
3 ــــــ مؤشرات بعد المفهوم :
إن المؤشر " هو التجلي الملاحظ في الواقع لبعد المفهوم ، يسمح من الانتقال من المجرد على الواقع الملموس و هذا ما يسمح في الشروع في التحقق من الفرضية"(2)، فهنا يبرز دور المؤشر خاصة في مرحلة استعمال تقنيات جمع البيانات ــــ خاصة الاستمارة والمقابلة ـــ من أجل التحقق من الفرضيات ، و بهذا يكون ترجمة خطاب و لغة مجردة على لغة ملموسة تعكس ظواهر يمكن ملاحظتها في الواقع و نتحقق بفضلها من الفرضيات.
و في الأخير يبدو جليا أن تحديد المفاهيم يكتسي أهمية كبرى في البحث الاجتماعي، إذ يمثل المفهوم حلقة وصل بين النظرية و الميدان ، و يظهر ذلك جليا على مستوى تحديد مشكلة البحث أو ضبط الفروض المفسرة لها أو من خلال المؤشرات


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-opcit,p.50.
2 ـــ سعيد سبعون ، مرجع سابق ، ص.18.
الامبريقية ـــ كأدوات لقياس هذه المفهومات ـــــ حيث تعمل هذه الأخيرة على ربط التصورات أو المفهومات بعالم الواقع ، مما يزيد من قدرتها على التفسير، التنبؤ و الضبط، الأمر الذي يساعد الباحث على رسم و تحديد معالم دراسته الميدانية بكل عناصرها و أبعادها بدقة ووضوح.


و للتوضيح أكثر نحاول إعطاء مثال عن إستخراج أبعاد و مؤشرات المفهوم للمؤلف سعيد سبعون.
لتكن الفرضية الآتية : يتحدد التحصيل الدراسي للأبناء على أساس الرأسمال الثقافي للوالدين ،نقوم في بداية الأمر بتعيين المفاهيم المحتواة في هذه الفرضية و هما : التحصيل الدراسي ويمثل المتغير التابع و الرأسمال الثقافي للوالدين الذي يمثل المتغير المستقل . هذان المتغيران هما في علاقة و حتى نتمكن من اختبار هذه الفرضية علينا أن نترجم مفهوميها إلى مؤشرات واقعية ملموسة يمكن ملاحظتها.
المفهوم البعد المؤشر


			    التعليم		المستوى التعليمي للوالدين
شهادات الوالدين
التكوين خارج المؤسسات التعليمية
ثقافة عامة عادات القراءة للوالدين

زيارة المتاحف
نوع الموسيقى المستمع إليه

رأسمال الثقافي للوالدين الانخراط في نواد ثقافية


                                                    حضور عروض مسرحية
لغة التحكم في اللغات الأجنبية
استعمال لغة أجنبية في البيت

مساعدة الأبناء عللا انجاز فروضهم
محيط ثقافي وجود مكتبة في البيت
توفر الأنترنت في البيت
تسجيل الأبناء في المكتبات
اصطحاب الأبناء إلى المتاحف، السينما،المسرح
وجود أجهزة الإعلام الآلي

التحصيل الدراسي تقدم بيداغوجي العلامات المحصل عليها من طرف الأبناء
الانتقال إلى السنة الموالية
تقدير في كشوف النقاط(لوحةشرف،تشجيع،تهنئة).
الدرس الخامس : الدراسات السابقة
يشمل هذا الجزء استعراض الدراسات العلمية ذات الصلة بموضوع البحث التي تنشرها الدوريات العلمية المحكمة، والتي تتضمنها أعمال المؤتمرات المتخصصة، وغير ذلك الهدف من استعراض الدراسات السابقة هو توسيع مدارك الباحث، وزيادة حصيلته من المعرفة عن الموضوع، والتعرف على تجارب الآخرين والإلمام بجهودهم والاستفادة من النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسات. ينبغي أن يورد الباحث البيانات الببليوجرافية عن تلك الدراسات كاملة، بحيث يمكن لمن يريد الاستزادة حول موضوع معين الرجوع لتلك الدراسات.

أولا ـــــ تعريف الدراسات السابقة
المقصود بالدراسات السابقة الدراسات و الرسائل و الأطروحات الجامعية في القطر الذي تعيش فيه ، أو الأقطار المجاورة أو البعيدة ، و عليك أن تطلع عليها جيدا من خلال متابعتك لموضوع بحثك إن كان سبقك باحث فيه ، لذلك ينبغي بذل الجهد و الاطلاع على الدراسات السابقة ، من خلال الاطلاع المتواصل على مستخلصات الرسائل و الأطروحات تجنبا لموقف يصعب تصوره. إلا أن المرجح أن الدراسة بعد مضي عشر سنوات ، تكون قد استنفذت أهدافها و نتائجها ، و يمكن للباحث أن يقدم المسوغات التي دفعته لدراية الموضوع نفسه ، من خلال عنوان الدراسة و إطارها النظري، و أهدافها و منهجها و استنتاجاتها ، والباحث و هو يدرج الدراسات السابقة و عليه مناقشتها تفصيليا موضحا الاختلاف الجوهري.
يستخدم الباحث أدوات متعددة ، و من تلك محركات البحث و الفهارس و الكشافات وغيرها للوصول إلى المادة العلمية المتعلقة بموضوع البحث ، فيتولى قراءتها قراءة متأنية فاحصة ، ويستخلص منها التجارب و المؤشرات التي يمكن أن تفيده فيقوم بربطها ببحثه.

عادة ما يشمل هذا الجزء ملخصا بأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة، وكذلك فقرة ربط توضح علاقة تلك الدراسات بالبحث الذي يقوم به الباحث، وأوجه التشابه والاختلاف بين بحثه والبحوث والدراسات الأخرى.
يتم ترتيب الدراسات التي يقوم الباحث باستعراضها بعدة طرق منه :
1-حسب نوع الدراسات : دراسات إدارية، دراسات اجتماعية، ...الخ.
2-حسب تاريخ النشر: من الأحدث إلى الأقدم.
3-حسب اللغة: الدراسات العربية، الدراسات الأجنبية.
ثانيا ــــ معايير اختيار الإنتاج الفكري
ينبغي على الباحث أن يحرص على توفر المعايير التالية في الإنتاج الفكري الذي يقوم بمراجعته :
1 ــــ أن تعالج كل مادة فكرة جديدة ، وجديرة بالقراءة والمراجعة.
2 ــــ أن تكون كل مادة ذات علاقة وثيقة بموضوع البحث.
3 ــــ أن يتم تجميع المواد التي تتناول فكرة واحدة في موقع واحد، بحيث يسهل على القارئ متابعتها، ومقارنتها بتعليقات الباحث.
4 ــــ أن يحرص الباحث على توضيح العلاقة الكلية والجزئية للمواد التي يراجعها بموضوع البحث.
5 ــــ أن تتضمن تجارب وخبرات متنوعة يمكن للقارئ الاستفادة منها والاستزادة منها إذا ما رغب.
6 ــــ أن تدون البيانات الببليوغرافية عن كل مادة ليسهل الرجوع إليها، وأن تضمن قائمة المراجع ببيانات كاملة عنها.
ثالثا ــــــ دلالات مراجعة الإنتاج الفكري
تفيد مراجعة الإنتاج الفكري في المجالات التالية:
ـــــ زيادة معرفة الباحث بموضوع البحث وتوسيع مداركه.
ـــــ يفيد استعراض الباحث للدراسات السابقة تجنب التطرق إلى موضوعات سبق تناولها، أو تناوله من جوانب مختلفة، أو استكماله لجوانب لم يسبق التطرق إليها.
ـــــ مدى الجهد الذي بذله الباحث في البحث والاطلاع على الدراسات التي سبق إجراؤها في مجال البحث.
ـــــ مدى حداثة البيانات التي تتضمنها تلك الدراسات من خلال الاطلاع على الفترات الزمنية التي تمثلها تلك الدراسات.
ـــــ بلورة مشكلة البحث وصياغتها.
ـــــ تعريف الباحث بالأدوات التي تم استخدامها في الدراسات السابقة.
ــــ إطلاعه على الصعوبات والمشكلات، واستفادته من الطرق والوسائل التي تم عن طريقها تجاوز تلك الصعوبات التي واجهها الباحثون السابقون.
ـــــ كما تزود الباحث بالعديد من المراجع المتعلقة بموضوع بحثه، حيث غالبا ما تحتوي تلك الدراسات على بعض التقارير الهامة و التي لم يطلع عليها الباحث.
ـــــ تزويد الباحث بالأدوات و الإجراءات التي يمكن أن يستفيد منها في إجراءاته لحل مشكلته.
ــــ إعطاء فرصة واسعة لغناء بحثه و بيان أصالته ، عن طريق الرجوع إلى الأطر النظرية والفروض التي اعتمد عليها الآخرون و النتائج التي أوضحتها دراساتهم و كذلك استعراض أوجه النقص و الاختلاف في تلك الدراسات.
ـــــ أما فيما يخص الجانب الميداني فيذهب الباحث إلى مقارنة كل الإجراءات المنهجية التي اعتمدت في الدراسة الميدانية لهذه الدراسات السابقة ، بتلك الإجراءات التي اعتمد عليها في دراسته ، و تحديد الاختلاف الموجود بينهما مع تبرير كل اختلاف على حدا(المنهج، نوعية العينة،أدوات جمع البيانات) و تحديد ما أن كان ذلك راجع إلى الاختلاف في طبيعة ميدان الدراسة أو خصوصية مجتمع الدراسة أو راجع إلى أمر آخر,
و بهذا يستفيد الباحث من خلال عملية الاطلاع على الدراسات السابقة من توفير الوقت في بلورة مشكلة بحثه و تجنب الأخطاء التي تعرضت لها الدراسات السابقة، كما إنها تمكنه من تجنب التكرار في دراسته لمواضيع بحثت من قبل.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

ames and Ann we...

ames and Ann were driving to the airport. Ann asked James if he had remembered to take his passport...

IMPERIALISM A p...

IMPERIALISM A policy of territorial expansion for economic, political, and cultural dominance. Edwar...

Ahandle is a su...

Ahandle is a substring within a right-sentential form that matches the right-hand side of a product...

فحص محاسبة المك...

فحص محاسبة المكلف من حيث المضمون نعني القيام بفحص دقيق ومعمق لجميع الحسابات الرئيسية ومنها الفرعية س...

Gluconeogenesis...

Gluconeogenesis is : • The synthesis of glucose from noncarbohydrate precursors. • This metabolic pa...

المحاضرة الأولى...

المحاضرة الأولى الصحافة المكتوبة في الفترة الاستعمارية عندما تجهز الجيش الفرنسي لغزو الجزائر، حمل مع...

تقوم منظمات الأ...

تقوم منظمات الأعمال بالسعي دوما لتحقيق الكفاءة والفاعلية الإدارية من أجل تحقيق الأهداف، وتولي منظمات...

1-131- العمليات...

1-131- العمليات التي تتم بصورة مشتركة أو المصالح المشتركة هي إتفاق تعاقدي يتفق فيه طرفان أو أكثر على...

الإيمان بالملائ...

الإيمان بالملائكة الملائكة عالم غيبي كريم خلقهم اللّٰه عز وجل من نور، وحباهم بالعديد من القوى والصفا...

خاتمة : يمثل ا...

خاتمة : يمثل التحول الرقمي ركيزة أساسية لتعزيز كفاءة الخدمات الحكومية و تجاوز التعقيدات البيروقراط...

تُعدّ ظاهرة الم...

تُعدّ ظاهرة المخدرات من أخطر التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات والدول على مختلف المستويات. فهي ...

المطلب الثاني ا...

المطلب الثاني الاتجاه الفقهي الموسع في تعريف علم الإجرام انصار هذا الاتجاه من العلماء يجعل من علم ال...