Lakhasly

وتُعد تشكيل الزمان والمكان معاً بنية ذات دلالة. حيث يشكل المكان في تشكيل الزمان. العملية التشكيلية التي يقوم بها الشاعر لا تتعلق بمفردات اللغة ذاتها، الفنون التشكيلية تتعامل مع مواد حسية تتلقاها الحواس مباشرة، وقد أشار النص إلى فكرة قديمة حول توافق الأوزان الشعرية مع الحالات النفسية. الشاعر يختار الوزن الذي يناسب حالته الشعورية، النص يوضح أن الأوزان الشعرية تمثل أطرًا موسيقية يمكن أن تتوافق مع حالات نفسية معينة. أمثلة من الشعر العربي تُظهر أن القصائد في الوزن نفسه قد تعبر عن مشاعر متناقضة، مما يساعد المتلقي على تنسيق مشاعره وأحاسيسه. مما يسمح للشاعر بالتحرك موسيقيًا ونفسيًا وفقًا للحركة الداخلية للنفس. النص يتناول موضوع التشكيل الموسيقي في الشعر، النص يتناول أيضًا مشكلة القافية في الشعر الجديد، حيث أصبح الشاعر يركز على بناء القصيدة ككل وليس فقط على بناء البيت الشعري الفردي.

الفصل الأول من النص يتناول موضوع تشكيل العمل الشعري، ويستعرض الفروق بين الفنون الزمانية مثل الشعر والموسيقى، والفنون المكانية مثل الرسم والنحت. يبدأ النص بالحديث عن التمييز بين فن الكلمة كفن زماني والفنون المكانية منذ القرن الثامن عشر. ويسرد قصة التمثال "لاوكون" الذي صنعه بعض الفنانين وكتاب الناقد الألماني ليسنج حول حدود فن التصوير والشعر، موضحاً الفروق بين التناولين الشعري والبلاستيكي للموضوع الواحد.

النص يوضح أن اللغة تعد أداة زمانية، لأنها تتكون من مجموعة من الأصوات المقطعة إلى مقاطع تمثل تتابعاً زمنياً. ومع ذلك، فإن اللغة تحمل أيضاً دلالات مكانية، وتُعد تشكيل الزمان والمكان معاً بنية ذات دلالة. يعكس ذلك أن الشاعر يجمع بين الخاصتين، حيث يشكل المكان في تشكيل الزمان.

مقدرة الفنان في استخدام اللغة تتفوق على إمكانيات التعبير التشكيلي الصرف، وذلك لأن الشاعر يقوم بعملية تشكيل مزدوجة تشمل الزمان والمكان معاً. ومع ذلك، يشير النص إلى أن اللغة بما فيها من تشكيل زماني ومكاني لا يمكن اعتبارها فضيلة في فن الشاعر، لأنها تستخدم بعد أن تم تشكيلها.

العملية التشكيلية التي يقوم بها الشاعر لا تتعلق بمفردات اللغة ذاتها، وإنما تأتي عملية التشكيل تالية لهذه المفردات، حيث تُعد القصيدة تشكيلاً خاصاً لمجموعة من الألفاظ. وهنا تبرز خصوصية التشكيل التي تجعل للتعبير الشعري طابعه المميز.

وفي النهاية، يشير النص إلى أن عملية التشكيل في الفنون التعبيرية تشمل الفنون التشكيلية والفنون الزمنية على السواء، ولا تُعد مجرد استعارة طريفة بين الميادين المختلفة.النص يتناول الفرق بين التشكيل في الفنون التشكيلية والفنون التعبيرية. الفنون التشكيلية تتعامل مع مواد حسية تتلقاها الحواس مباشرة، مثل الألوان في الرسم التي تؤثر مباشرة على أعصاب المتلقي. في المقابل، الفنون التعبيرية مثل الشعر تتجاوز المحسوسات وتستخدم الرموز المجردة، فالشاعر يستخدم الكلمة للإشارة إلى اللون مثلاً، مما يجعل الأثر غير مباشر ويتطلب تحويل الرمز المجرد إلى صورة حسية في ذهن المتلقي.

التشكيل في القصيدة يعتمد على طبيعة اللغة الزمانية والمكانية. اللغة في الشعر تجمع بين التشكيلين الزماني والمكاني، حيث تتكون القصيدة من بنية زمانية ومكانية متداخلة. التشكيل الزماني يشمل الإطار الموسيقي للقصيدة، وقد أشار النص إلى فكرة قديمة حول توافق الأوزان الشعرية مع الحالات النفسية. الشاعر يختار الوزن الذي يناسب حالته الشعورية، مما يعطي للوزن دلالة شعورية عامة.

النص يؤكد أن الشاعر الأول الذي اخترع الوزن الشعري المناسب لحالته هو الذي أنشأ البناء الموسيقي للقصيدة، وأن الشعراء اللاحقين استخدموا الأوزان التي اخترعها الأوائل. الشاعر يجب أن يشكل الطبيعة من خلال نفسه بدلاً من اتباع تشكيلات سابقة.

في النهاية، التشكيل في الشعر يتجاوز الحسية المباشرة ويمزج بين الزماني والمكاني، مما يخلق بنية شعرية خاصة تتميز بها القصيدة عن غيرها من النصوص اللغوية الأخرى.النص يتناول مفهوم التشكيل في الشعر مقارنة بالفنون التشكيلية، ويشير إلى الاختلافات الأساسية بينهما. الفنون التشكيلية تتعامل مع مواد حسية مباشرة، مثل الألوان في الرسم، التي تؤثر مباشرة على أعصاب المتلقي. بالمقابل، الفنون التعبيرية مثل الشعر تتعامل مع رموز مجردة، مما يجعل الأثر غير مباشر ويحتاج لتحويل الرمز المجرد إلى صورة حسية في ذهن المتلقي.

النص يوضح أن الأوزان الشعرية تمثل أطرًا موسيقية يمكن أن تتوافق مع حالات نفسية معينة. ولكن، في الحقيقة، الوزن في حد ذاته لا يحمل دلالة انفعالية محددة. تجارب ودراسات عديدة أظهرت أن الشكل الحقيقي لبيت الشعر يعتمد على تنوع النبرات والإيقاع، وليس فقط على الوزن المجرد. أمثلة من الشعر العربي تُظهر أن القصائد في الوزن نفسه قد تعبر عن مشاعر متناقضة، مثل الحزن والفرح، مما يؤكد أن الوزن وحده لا يحدد دلالة القصيدة.

الشعراء المعاصرون أدركوا أهمية التشكيل الموسيقي للقصيدة وحاولوا خلق أشكال جديدة تتوافق مع حالتهم الشعورية. هذا النهج يهدف إلى جعل القصيدة تعبيرًا موسيقيًا متكاملاً، مما يساعد المتلقي على تنسيق مشاعره وأحاسيسه.

التحدي الأكبر أمام الشاعر المعاصر هو كيفية جعل القصيدة بنية إيقاعية ذات أثر دون إلغاء الوزن التقليدي والقافية. الحل كان في كسر الوحدة الموسيقية التقليدية للبيت الشعري، مما يسمح للشاعر بالتحرك موسيقيًا ونفسيًا وفقًا للحركة الداخلية للنفس. هذا أدى إلى تنوع في طول السطور الشعرية والإيقاع، مع الحفاظ على الطابع الشعري للغة.ببساطة، النص يؤكد على أن الشعراء يمكنهم التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بطرق موسيقية جديدة دون التقيد التام بالأشكال التقليدية، مما يعزز الإبداع في الشعر الحديث.النص يتناول موضوع التشكيل الموسيقي في الشعر، مسلطًا الضوء على كيفية تأثير الإيقاع والتناغم في التجربة الشعرية. يبدأ النص بالإشارة إلى أن عدد التفعيلات في كل سطر من القصيدة غير محدود وغير خاضع لنظام ثابت، مما يضفي مرونة على البناء الشعري.

يتابع النص موضحًا أن الإيقاع في الشعر لم يعد مجرد أصوات رنانة، بل أصبح توقيعات نفسية تؤثر بعمق على المتلقي. هذا التأثير ناتج عن تساوق الحركات والسكنات مع الحالة الشعورية للشاعر، مما يجعل الشعر نفاذًا إلى أعماق المتلقي بهدوء ورفق.

النص يتناول أيضًا مشكلة القافية في الشعر الجديد، حيث يستغني الشعراء عن القافية التقليدية ويلتزمون بنوع من القافية المتحررة، التي ترتبط بالدفعات الموسيقية الجزئية للسطر الشعري. القافية في الشعر الجديد تُعتبر نهاية موسيقية للسطر، مما يضيف قيمة فنية جديدة وصعوبة في استخدامها.

يشير النص إلى أهمية التشكيل الموسيقي في الشعر الحديث، حيث أصبح الشاعر يركز على بناء القصيدة ككل وليس فقط على بناء البيت الشعري الفردي. هذا النهج يجعل القصيدة بنية موسيقية متكاملة تساهم في تنظيم مشاعر وأحاسيس المتلقي، مما يعزز من تجربة القراءة والاستماع.

أخيرًا، يتناول النص تأثير التناغم النفسي والفسيولوجي في تجربة القصيدة، حيث يؤكد أن توافق الحركة الموسيقية مع توقعات المتلقي يساهم في شعور بالارتياح، بينما يؤدي التباين إلى الضجر والابتعاد عن القصيدة. يؤكد النص على أن البناء الموسيقي للقصيدة هو ما يجعلها وحدة فنية متكاملة، ويضيف قيمة عالية للتجربة الشعرية.