Online English Summarizer tool, free and accurate!
كنت أدخل كل يوم وأنا وجل من أن تكون حذفتني هي. تكتب في حالتها أنها ترمي الماضي بكل حذفت رقمها مجدداً بعد الرسالة التي قالت لي تستمتع بوقتها مع الأصحاب)، مثيراً للشفقة كنت . كنت ببساطة بحاجة سألت نفسي: هل حقاً صليت إلى إله لا أؤمن بوجوده؟ كنت بحاجة للتخلص من أمجد حلواني الذي أحب أولعلها لم ولكن كان ثمة خلل كبير في الداخل، لكنها كانت سنتين بعد كل كنت أحاول أن أتخيل ذلك كي أتخيل نفسي بعدها في وضعهم. ابتسمت ماغي وقالت "هل أخذت موعداً مع نفسك في نهاية الأسبوع يا موعد مع نفسي؟ أشك أن نفسي لديها الوقت لأي موعد. وابذلي كل ما في وسعك دعيه يموت بسلام ما HONEY WORK IT IN, بأي دين، مثل الجنسية اليوم . الإيمان بالنفس أساسي، لا أقارن هنا بين الأمرين، تبعد المدينة ٤٠٠ كيلومتر عن مكة، لماذا المدينة بالذات؟ انتشر الدين الجديد في هذه المدينة حتى لم يكن هناك بيت فبها إلا وكان هؤلاء عن نبذ يل إنهم ربما كانوا يلاحظون تقدم اليهود عليهم في مجالات عديدة، كان التوحيد يهدا. فيها سادات مكة كل أصنام العرب ليجذبوهم في مواسم التجارة . المدینة. هو الخطوة الأولى في التأسيس لنقل إنه كان مثل الله أكبر الله أكبر، كانت حنجرة بلال، عندما تخرج من حنجرة التي وجدت فيها ما عوضني عن الأب . وحي السماء الذي يجعل الأرض أفضل . نعم. الذي لا مشكلة لديَّ في كرههم. وأمية . سأشفى من الحم . وربما سأحب المدينة أكثر مما أحببت مكة . لا بد أنه سيسألني ذلك السؤال. في كل ما سبق، تعاملت مع التجربة باعتبار أن ملطبعاً لم أقل ذلك لبلال، إلا الله". وهو أمر لا أعتقد وأعدت العرض التوضيحي المصاحب لمحاضرة قادمة عدة مرات، كانت كريستين تقول إن الإيمان بالله هو مثل (غطاء أمان) اخترعه لا إله. اليوم أنا لا أعرف. كما كانت تقول كريستين عن لكنها وتفشل في ذلك. لكن كل جزءاً منه على قناة الأفلام الكلاسيكية. أم أن هذا سيكون تمثيلاً سيئاً مثل تمثیلہا؟ لكن أظن أن هذا ما كان سيجعلني أقل تقبلاً للموت القادم بعد أشهر. لاتيشا أن أمسك هذا الخيط، أتحدث دون انقطاع كي لا يشعر أني أريد جف الدم في عروقي يخيل لي اني اصبحت بيضاء فجاة حيث لا يعرف بلال كلمة السر للدخول له. وحتى لورآه، كل شيء سيكون لكنها ليست كذلك بالنسبة لأم عزباء سيموت وحيدها بعد أشهر. هذه المرة، كان يريد ديزني قبل لكن ديزني فيها ما يهم كل الأعمار. حسناً. أفضل من أن أموت بعد خمس سنوات لدينا بعض الوقت ونحن أنهض كالمجنون مرعوباً. الصوت يكون عالياً جداً يكاد يصمني، صوت اذان في الفليم لم اسمع اي شي وكل ما يحدث في هذا المجال أم لعلي لست ملحداً حقيقياً؟
کوبر لم بد مکترٹاً لغیاب کریستین.
بل يخيل لي أنه أصبح أكثر نشاطاً عما قبل.
أنا الوحيد الذي لا أزال مكترثاً لغيابها.
لا أزال أنام على جانبي من السرير، كما لو أنها تزال تنام في جانبها.
لا أزال أتلصص على حسابها في الفيس بوك، أتابع أين ذهبت ومع من.
لم أزلها من قائمتي، كنت أدخل كل يوم وأنا وجل من أن تكون حذفتني هي.
لكن لا، كريستين لا تحذفني، تريد أن تستمتع بعذابي، تكتب أنها
(تستمتع بوقتها مع الأصحاب)، تكتب في حالتها أنها ترمي الماضي بكل
أغلاله وراءها، وتتجه لحياة أجمل .. يخيل لي أنها فقط تريد إيلامي .. أحاول
أن أرى في ذلك شيئاً إيجابياً .. إنها لا تزال مهتمة بي. لا أزال مثيراً للشفقة.
لكني لم أتصل بها أبداً .. حذفت رقمها مجدداً بعد الرسالة التي قالت لي
فيها أنها أخذت حاجياتها وأن أبقي كوبر.
كوبر، ورقتي الأخيرة، أريد منها لو أن تطمئن عليه .. أقول لعلها تتخذه
حجة لكي تعيد العلاقة، أي شيء ..
مثير للشفقة. مثير للشفقة.
أمجد
كوبر لم يبد مكترثاً لغیاب كریستين.
بل يخيل لي أنه أصبح أكثر نشاطاً عما قبل.
أنا الوحید الذي لا أزال مکترئاً لغیابها.
لا أزال أنام على جانبي من السرير، كما لو أنها تزال تنام في جانبها.
لا أزال أتلصص على حسابها في الفيس بوك، أتابع أين ذهبت ومع من.
لم أزلها من قائمتي، كنت أدخل كل يوم وأنا وجل من أن تكون حذفتني هي.
لكن لا، كريستين لا تحذفني، تريد أن تستمتع بعذابي، تكتب أنها
(تستمتع بوقتها مع الأصحاب)، تكتب في حالتها أنها ترمي الماضي بكل
أغلاله وراءها، وتتجه لحياة أجمل .. يخيل لي أنها فقط تريد إيلامي .. أحاول
أن أرى في ذلك شيئاً إيجابياً .. إنها لا تزال مهتمة بي. لا أزال مثيراً للشفقة.
لكني لم أتصل بها أبداً .. حذفت رقمها مجدداً بعد الرسالة التي قالت لي
فيها أنها أخذت حاجياتها وأن أبقي كوبر.
كوبر، ورقتي الأخيرة، أريد منها لو أن تطمئن عليه .. أقول لعلها تتخذه
حجة لكي تعيد العلاقة، أي شيء ..
مثير للشفقة. مثير للشفقة.
وذات ليلة، استيقظت في منتصف الليل وفتحت هاتفي على صفحتها في
الفیس بوك.
وجدتها قد غیرت حالة علاقتہا.
کتبت: فیى علاقة
وجوده: ساعدتي سماعدتي
طيلة السنوات التي بقينا فيها معاً، كانت تترك ذلك الخيار فارغاً.
اليوم هي في علاقة.
مثيراً للشفقة كنت .. مثيراً للرثاء.
لم أجد أن السكر يمكن أن يقدم لي الحل لألمي. كنت ببساطة بحاجة
لشيء آخر. لم أكن بحاجة لأنسى، لم أكن بحاجة لمسكن آخر .. كنت
بحاجة إلى أن أواجه نفسي. أن أستأصل إدماني لكريستين.
كان ألمي هذه المرة في شيء أعمق من الجسد. كان في شيء ربما كان هو
ما يسميه الآخرون: روح.
كنت أستشعر ذلك.
قلت، لو کان ثمة روح، فلا بد أن یکون ثمة إله ..
ولو كان ثمة إله، فلا بد أن يسمعني .. أن يشعربي ..
لا أدري كيف قلتها، لکني قلتها ..
قلت له، لهذا الإله الذي لا أؤمن بوجوده: ساعدني. ساعدني.
لا أعرف كيف قلتها. لكني قلتها. سمعت صوتي وأنا أقولها ..
بقيت لفترة وأنا في حالة تشبه الإغماءة، لم أكن غائباً عن الوعي تماماً
ولكني لم أكن في وعيي التام.
لا أعرف كم نمت، لكني استيقظت بصداع فظيع، دخلت الحمام
وتقيأت مرتين. أخرجت كل ما في جوفي كما لوكنت قد أثخنت في الشرب.
صباحاً استيقظت وأنا أفضل بكثير كما لو أن كريستين خرجت مع
القيء. علی الأقل خرج جزء منها.
سألت نفسي: هل حقاً صليت إلى إله لا أؤمن بوجوده؟
وهل حقاً نفعني هذا؟!
كنت قد خططت مسبقاً للبدء في الكتابة عن مرحلة الهجرة، في قصة
بلال الحبشي وذلك عندما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة، وبدأوا
بتأسيس مجتمعهم هناك ، في بيئة كانت أكثر تقبلاً للتوحید ..
وجدت ذلك مثل إشارة لي. إشارة إلى البدء من جدید.
أخرجت کوېر، في مشواره اليومي، وقد صرت اکثر تقبلاً له. صار هو
أيضاً أکثر تقبلاً لي. ووجدت في ذلك انتقاماً ولو رمزیاً من کریستین. کوبر
صاریحبني، ربما اکثر مما یحبہا.
فكرت أن عليَّ أن أبدأ صفحة جديدة من حياتي، بعيداً عن کریستین.
دون ان أفکر بها.
أعدت إلى نفسي كل النصائح التي وجدتها بعد البحث من خلال غوغل
عن طرق تناسي وتجاوز (الحبيب السابق أو الحبيبة السابقة)، النصائح
التي تساعد على نسيان الحبيب، كانت النصائح صعبة جداً: أولها .. لا
تتصل لمدة شهر ..
من يستطيع أن يفعل ذلك بسهولة، ما حاجته إلى النصائح؟
اخرج مع الأصدقاء، لا تسمع أغاني سمعتموها معاً (يعني هذا عدم
سماع كل الأغاني تقريباً) ..
كنت قد أحرزت تقدماً في هذا كله بالفعل.
لكني كنت بحاجة إلى شيء مختلف. شيء أكثر جذرية. لم أكن بحاجة
للتخلص من كريستين. كنت بحاجة للتخلص من أمجد حلواني الذي أحب
كريستين هذا الحب المرضي.
أمجد الذي وقع في حب كريستين كان شخصاً يجب أن أتخلص منه
أكثر مما عليَّ أن أتخلص من كريستين، لأنه ببساطة سيكون معرضاً لأن
يقع مرة أخرى في علاقة مماثلة، أو يبقى ينوح مثل الأطفال على ذهابها.
أمجد الذي كان يبدو مؤمناً بلا شيء سوى المادة، الذي كان يدعي أن
دينه هو التطور وأن نبيه هو داروين وحواريه هو داوكنز، هذا الأمجد المادي
الواقعي البراغماتي، كان يخفي خلف أقنعته الصلبة ضعفاً كبيراً، كان لديه
نقص كبير في شيء ما، تمكنت كريستين من التسلل من خلاله، أولعلها لم
تتسلل، لعله هو من قادها إلى ذلك .. ولكن كان ثمة خلل كبير في الداخل،
جعله يسقط ضحية لها.
نعم، كنت أعرف أنها لم تكن مجرد علاقة فاشلة، وأن کریستین قد لا
تكون مجرمة جداً لهذا الحد. كنت أعرف أن هذه العلاقة التي استهلكتني
واستعبدتني، كانت دليلاً على نقص ما، خلل ما، جوع ما أو حاجة ما في
أعماقي ..
وكان لا بد لي من مواجهة هذا.
عندما عدت إلى البيت، وفتحت الحاسوب لأبدأ البحث عن الفترة
الجديدة من حياة بلال الحبشي، وجدت هذا العنوان: بداية جديدة.
كان هذا ما أحتاجه.
لاتيشا
يمكنك أن تتحدثي لاتيشا .. قال لي، ماثيو، قائد مجموعة الدعم التي
أحضرها.
وقفت، ابتسمت. وقلت:
"مرحبا. اسمي لاتيشا. في الخمس عشرة سنة السابقة، مررت بعدة
مجموعات دعم. استفدت منها جميعاً.
كنت أولاً في مجموعة دعم للزوجات المضطهدات، جسدياً وعاطفياً.
ثم أصبحت لاحقاً في مجموعة دعم للأمهات العازيات.
ثم أصبحت معكم هنا، في مجموعة دعم أمهات أطفال السرطان.
اليوم عليَّ أن أبدأ بالبحث عن مجموعة دعم أخرى ..
عن مجموعة دعم للأمهات اللواتي تأكد إقبال أولادهن على الموت.
بلال، يملك أشهراً فقط. نسبة النجاة: صفر بالمائة".
دمعت عيني، ولكني ابتسمت. لم أفتعل الابتسامة، كنت أحاول أن
أبتسم للواقع الجديد الذي يقترب كل يوم. لكني لم أكن أستطيع منع عيني
من أن تدمع مع كل ابتسامة.
كانت هناك كلمات تشجيع إيجابية كثيرة. كنت ألمح التعاطف والخوف
في عيون الجميع، التعاطف معي، والخوف من أن يكون أي أحد منهم في
مكاني ذات مرة قادمة. يبحث عن مجموعة دعم لأولياء أمور الأطفال
المقبلين على الموت.
احتضنني الجميع بود وحنان، لمحت بعض الدموع، وبكى ماثيو بوضوح،
لم أكن تلك العضوة النشطة دائمة الحضور، لكنها كانت سنتين بعد كل
شيء. سنتان ترك فيها المجموعة من تركها، أحياناً لوفاة الطفل، وأحياناً
لشفائه .. وأحياناً اختفى البعض دون أن يقولوا شيئاً.
كنت دائماً أفكر بالمتغيبين، الذين كفوا عن الحضور، أحاول أن أتخيل
أنهم إنما حصلوا على التأكيدات تلو التأكيدات أن السرطان قد غادر إلى
غير رجعة. كنت أحاول أن أتخيل ذلك كي أتخيل نفسي بعدها في وضعهم.
تركت المجموعة لأن السرطان ترك بلالاً.
أحببت أن أوضح لهم السبب، كي لا يبني أحدهم الآمال على غيابي.
ويتخيل أن بلالاً هزم السرطان.
لا، لقد هزمنا .. كما يحدث مع الكثيرين ..
كل ما في الأمر أن وجود نسب نجاة عند البعض تجعلهم يواصلون،
يحاولون، يقولون إن لديهم فرصة أن يكونوا من ضمن الثلاثة من عشرة.
نحن عرفنا أن لا داعي للمواصلة.
صفر بلمئة
نظرت لي ماغي مطولاً، وقالت لي بود: ماذا قررتِ، لاتيشا؟
كنا في قاعة الطعام، نتناول الغداء. أخذتني ماغي إلى طاولة منعزلة
قليلاً، ريما كي تسألني هذا السؤال.
كنت ساهمة فعلاً. سألتها: قررت بخصوص ماذا؟
"تعرفین، بخصوص بلال، هل ستخبرینه".
كنت أحاول تأجيل الأمر، منذ عشرة أيام وأنا أهرب من الأمر.
قلت لها "سأقرر في عطلة نهاية الأسبوع".
ابتسمت ماغي وقالت "هل أخذت موعداً مع نفسك في نهاية الأسبوع يا
لاتیشا؟".
.موعد مع نفسي؟ أشك أن نفسي لديها الوقت لأي موعد.
قلت: تقريباً، سأقوم بالركض work out وأفرغ كل توتري، وأفكر أثناء
ذلك.
قالت ماغي: work out؟! عندما كنت صغيرة، كنت أقول لنفسي إن
الورك آوت صرعة وستنتهي قریباً، كنت آمل ذلك کي أواصل حیاتي بضمير
مرتاح أكثر، للأسف بعض الصرعات تبقى أكثر من غيرها .. لكني تعودت
علی ضمیري.
ثم قالت: "لا أعرف الكثير عن work out يا عزيزتي كما تعلمين، لكني
أريد أن أقول لك شيئاً عن work in .. لو كنت مكانك - وأنا أعرف أن
مكانك صعب جداً، كان الله في عونك - لوكنت في مكانك، لأخبرت بلالاً،
لن یکون ذلك سهلاً أبداً، لکني کنت ساخبره .. کنت ساخبره، لدیہ اشہر
فقط ليعيشها، ولذلك عليه أن يعيشها بكل ما فيها، بكل أبعادها، بأقصى
ما فيها .. لديه أشهر فقط، لتكن إذن الأشهر التي يحقق فيها ما يتمناه
لعشرين عاماً أو أكثر، دعيه يقول ماذا يريد، وابذلي كل ما في وسعك
لتحقيق ما يريد .. البعض يموتون وهم يكافحون، دعيه يموت بسلام ما
دامت المعركة خاسرة، ولكن دعيه أيضا يعيش ما دام لم يخسر بعد،
دعيه يعيش حياة رائعة!"
کنت أېکي.
"تعرفين ما كتبه جون كيتس لحبيبته فاني براون؟ قال لها: أتمنى لوكنا
فراشات لم تعش إلا ثلاثة أيام، ثلاثة أيام صيفية معك تحتوي من
السعادة على أكثر ما يمكن لخمسين عاماً اعتيادية أن تحتويه".
جون كيتس مات في الخامسة والعشرين، في الخامسة والعشرين فقط،
لكنه عاشها بمنطق الفراشة، مات قبل أن يموت أغلب شعراء عصره،
لكن شعره عاش أكثر منهم جميعاً بمراحل، كانت لديهم الفرصة لينتجوا
أكثر، لكنه أنتج ما هو أهم، من شعراء عصره اليوم هو الأهم، رغم أنه
مات بنصف معدل أعمارهم ..
الفراشة تعيش حياة قصيرة جداً يا لاتيشا، لكن رائعة جداً .. رائعة
جدا".
دق الجرس. كان مثل جرس المنبه داخل رأسي. مثل صفارة إنذار.
احتضتني ماغي وهي تقول: اعملي على ذلك في الداخل .. اعملي على ذلك
في الداخل یا عزیزتي ..
HONEY WORK IT IN, WORK IT in
عندما ركضت في نهاية الأسبوع، كنت أعمل على ذلك في الداخل.
وکان جرس المنبه لا یزال يدق في رأسي.
From: [email protected]
الهجرة إلى عالم جديد :subject
أعترف لك یا بلال أني لست مسلماً (جيداً).
في الحقيقة، من الصعب جداً اعتباري مسلماً على الإطلاق.
لقد ولدت لأبوين مسلمين، ولكني قضيت أكثر عمري وأنا لا أعرف ذلك
أو معنى ذلك، لم يكونا متدينين قط، بأي دين، باستثناء في أواخر حياتهم.
لست هنا بصدد شرح إيماني أولا إيماني، لكني أريد أن أقول، أني رغم
عدم (تديني) - هذا أقل ما يمكن ان أقوله الآن- إلا أني كأمريكي، كنت
أجد شيئاً ما دوماً، في الهجرة، في هجرة المسلمين، من مكة إلى المدينة.
كأمريكي، يؤمن بأمريكا، لم أكن أستطيع الهرب من المقارنة، بين الهجرة
التي صنعت أمريكا، بين تجمع أشخاص من مختلف الأعراق ومن كل بقاع
العالم، وتوحدهم على ما نسميه اليوم (الحلم الأمريكي)، لم أستطع أبدا
الهرب من المقارنة، بين هذا الحلم، وبين هجرة المسلمين إلى مكان جديد،
يبدؤون فيه من جديد، كانوا أيضاً مختلفين، من أعراق مختلفة، كان فيهم
الرومي، والفارسي، والأثيوبي، وكانوا من قبائل مختلفة يوم كانت القبيلة
مثل الجنسية اليوم .. تجمعوا جميعاً على، لن أقول إنه حلم واحد، ولن
أقول إنه كان شيئاً يشبه الحلم الأمريكي، لكنهم تجمعوا أيضاً على إيمان
ما.
الحلم الأمريكي إيمان أيضاً بطريقة ما.
لا ألعب بالألفاظ هنا، نعم ربما كان الإيمانان متناقضين، أو مختلفين
على الأقل، ربما كان الحلم الأمريكي إيماناً بالمادة، والهجرة التي هاجرها
المسلمون كانت إيماناً بالغيب، بعكس المادة .. أفهم هذا طبعاً، هذا خلاف
جوهري، لكن هناك ما هو مشترك ..
في الهجرتين، في الحلمين، في الإيمانين، هناك شيء مشترك. إنه: أن
تؤمن بنفسك ..
في الحلم الأمريكي، الإيمان بالنفس أساسي، إنه الداينموطبعاً.
في الهجرة إلى المدينة، التي بدأ بها تقويمهم لاحقاً، كان هناك أيضاً
الإيمان بالنفس، إنه أن تؤمن أنه بإمكانك أن تتخلص من قيود انتمائك
السابق، القبلي أو العرقي، وتبدأ من جدید.
في أمريكا، الجميع متساوون. كلمة (إنسان) أو (رجل) التي ور. ، في
الدستور، فسرت لاحقاً بأنها كل إنسان، بفض النظر عن لونه أو عرفه أو
أي شيء آخر ..
كان الأمر مشابهاً في المدينة، الكل متساوون. لا لون ولا قبيلة ولا عائلة
غنية أو فقيرة.
بلال، ومكانته عند المسلمين، وهو الأثيوبي الأسود .. دليل تاريخي على
ذلك.
كانت(البداية الجديدة) ايضا مشتركا واضحا بين الحلمين او
الهجرتين.
وكما غيرت أمريكا العالم ..
فقد كانت المدينة وقتها، تغييراً أثر على العالم، فقد كان للحضارة
الإسلامية وقتها المزدهر الذي أسهمت فيه في جعل العالم أفضل، رغم ما
انتهت له الأمور اليوم من نتائج سيئة جداً.
لا أقارن هنا بين الأمرين، السياقات مختلفة، وأنا لا أؤدن بدين أساساً ..
لكني لا أستطيع الهروب من وجود بعض نقاط التشابه ..
المكان الذي هاجر له المسلمون، هو المدينة. كان اسمها أولاً (یثرب) .. ثم
تغير بالتدريج إلى المدينة، وكان ذلك يعني أنها أصبحت مثل (المدينة) الأهم،
المدينة مع أل التعريف، بالحروف الكبيرة.
تبعد المدينة ٤٠٠ كيلومتر عن مكة، المسافة لا تبدو بعيدة جداً اليوم،
لكنها كانت بعيدة بما فيه الكفاية لتقدم الأمان والحماية في ذلك الوقت
وحسب وسائل المواصلات في ذلك العصر ..
لماذا المدينة بالذات؟
لأن سكان المدينة، وهم أصلامن قبيلتين متحاريتين متنازعتين، كانوا
أكثر تقبلاً للإسلام، ولدعوة التوحيد، وترك الأصنام، من سكان مكة.
انتشر الدين الجديد في هذه المدينة حتى لم يكن هناك بيت فبها إلا
وفيه من أسلم، وكان ذلك يتزايد بالتدريج خلال السنوات الأخيرة من بقاء
المسلمين في مكة.
وهكذا فالدعوة التي لم تجد قبولاً واسعاً في مكة، وجدت نجاحاً في
المدينة .. حتى صار (المسلمون) فيها غالبية، وعرضوا الحماية والإيواء على
بطبيعة الحال.
لكن لماذا؟ لماذا حدث هذا هنا ولم يحدث في مكة؟
الأمر الأول، هو وجود أحياء لليهود في المدينة، كان البهود سكاناً أصليين
للمدينة، وكانوا يختلطون بطبيعة الحال ببقية سكان المدينة، وكان هؤلاء
بدورهم يعرفون الكثير عن معتقدات الهود، عن الإله الواحد، عن نبذ
الأوثان.
هذا جعلهم أكثر تقبلاً لفكرة التوحيد وترك الأوثان.
يل إنهم ربما كانوا يلاحظون تقدم اليهود عليهم في مجالات عديدة، فربما
بطوا هذا لتقدم بالالتزام بدين وبكتاب ..
عن كن أهل مكة لا يعرفون البهود؟ لا نعرف عن وجود (سكان) يهود
في مكة، لا نعرف عن وجود (حي) لليهود فيها، كانت مكة مركزاً تجارياً مهماً،
وكان اليهود لا بد يمرون بها، لكن لا نسبة لهم مهمة بين سكانها، وهذا ما
جعل أعل مكة أقل تقبلاً للتوحيد، لأنهم أقل معرفة بها ..
أهم من هذا، على الأقل بالنسبة لسادات مكة، كان التوحيد يهدا.
مكانة مكة التجارية، لأن مكة كانت تضم الكعبة (بيت إبراهيم) التي وضع
فيها سادات مكة كل أصنام العرب ليجذبوهم في مواسم التجارة ..
كان التوحيد يلغي الأصنام، وبالتالي يلغي التجارة والأرباح.
لذا كان موقف أهل مكة سلبياً جداً من الدعوة الجديدة.
أما أهل المدينة، فقد كانوا أكثر تقبلاً.
وهكذا، بدأ المسلمون يتسللون سراً إلى المدينة، وبالتدريج، وكا آخر
من بقي في مكة هو النبي نفسه، إلى أن أطمئن إلى خروج كل المسلمين !!
المدینة.
وعندما وصل النبي إلى المدينة، كان ذلك إيذاناً بوضع جديد فيها.
ومن ثم وضع جديد في الجزيرة العربية.
تقوم الصلاة بدور فاعل في حياة المسلمين، وهي بمثابة دورة انضبادا
وتهذيب خمس مرات في اليوم، وهو أمر كان غريباً جداً على العرب الذين
كانت حياتهم فوضى كبيرة قبل ذلك.
وكان بناء المسجد، مكان الصلاة، هو الخطوة الأولى في التأسيس
الجديد، ليس فقط لما للصلاة من أهمية بالنسبة للمسلمين، بل لأن هذا
المسجد كان أيضاً مؤسسة اجتماعية، مركز اجتماعي، لنقل إنه كان مثل
النادي الاجتماعي، يلتقي فيه المسلمون خمس مرات في اليوم، ربما أقل أو
ربما أکثر.
كان هذا اللقاء سيساهم في جعل العلاقات أكثر متانة بين أعضاء،
المجتمع الجديد، سيجعلهم أقرب وأکثر تماسكاً ..
خمس مرات کل يوم.
لكن كيف كان سيعلن عن وقت الصلاة؟
هنا سيأتي دور بلال .. هنا ستأتي فرصته التاريخية.
عن عبد الله بن زيد قال:
لما أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ بالناقوس يعمَلُ ليُضرَبَ به
الناس لجمع الصلاة؛ طاف بي وأنا نائم رَجل يحمل ناقوساً في يده،
فقلت: يا عبد الله! أتبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به
إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟! فقلت له: بلى،
فال: فقال:
تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله،
أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً
رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على
الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. قال: ثم استأخر عني غيرَ بعيد،
ثم قال: ثم تقول إذا أقمتَ الصلاة: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله
إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح،
قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله الا الله.
فلما أصبحت؛ أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بما رأيت؛
فقال:
إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال؛ فألق عليه ما رأيت،
فليؤذن به؛ فإنه أندى صوتاً منك". فقمت مع بلال، فجعلت أُلقيه عليه
ويؤذن به، قال: فسمع ذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته؛ فخرج يجرّ
داءه ويقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله! لقد رأيت مثل ما أري!
فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"فلله الحمد".
كان اليهود يعلنون عن صلاتهم بالبوق. وكان المسيحيون - ولا يزالون-
علنون عن القداس عبر الناقوس.
ثم جاء الاقتراح من أحد المقربين من النبي .. الصوت البشري.
أطلق الصوت البشري. اجعله هو الذي ينادي للصلاة.
استعمل صوتك ..
راقت الفكرة للنبي، ربما كانت متلائمة مع جوهر دعوته، المشاركة
لإنسانية في الفعل والتغيیر.
ولكن عندما جاء فكرة الصوت ..
التفت إلى بلال ..
كانت حنجرة بلال، قد شدته، ربما من قبل أن يسلم، ربما منذ صوته
ـقول وهو يسحل (أحد، أحد).
ولكن لماذا اختير بلال يا ترى ليكون هو المؤذن للصلاة؟
هل لأن صوته كان جميلاً حنوناً، قوياً فحسب؟
أم لأن كلمات الأذان، ستخرج على نحو أوقع، عندما تخرج من حنجرة
مرت بالعبودية وكانت "لا إله إلا الله" سبباً في حريتها؟
الكلمة التي قالها النبي عن صوت بلال أنه (ندي) .. والكلمة تعني أنه
مبلل بماء المطر، الأرض الندية هي المبللة بماء المطر والمستعدة للنمو
الثمر ..
إنها الأرض الخصبة، المستعدة لاستقبال البذرة واحتضانها ..
وهكذا كان صوت بلال .. خصباً، مستعداً للنمو، لاحتضان الفكرة ..
مستعداً للإٹمار بها ..
وهكذا، لو فكرنا بتمعن، كل موهبة حقيقية ..
كل موهبة حقيقية مثل الأرض الخصبة .. يمكنها أن تثمر .. يمكنها أن
زهر ..
لكن الأمر يعتمد دوماً على ماذا ستضع من بذور ..
ربما ستضع القمح .. وربما ستضع الأفيون ..
بلال الحبشي
الح
نعم ..
كادت تقتلني الحمى، عندما خرجت من مكة.
كدت أموت شوقاً لها.
مكة التي سُحلت فيها، مكة التي عُذبت فيها، مكة التي اضطهدتني ..
مكة التي یفترض أن أفرح بالخروج منها.
مکة التي یجب أن أشعر بالحرية بمجرد خروجي منها.
لكن، ها أنا أتفصد عرقاً من الحمى، منذ أن تركتها .. ها أنا أنشد الشعر
فېي الشوق لها.
لم يكن من المفترض أن يحدث هذا.
لكن مكة .. مكة التي استعبدت فيها وسحلت وعذبت، هي نفسها التي
أسلمت فيها، هي نفسها التي تحررت فيها، هي نفسها التي وجدت نفسي
فہا ..
مكة التي سخرت مني يوماً ما، التي حرمتني من أبي، هي نفسها التي
اكتشفت فيها قيمة نفسي، التي وجدت فيها ما عوضني عن الأب ..
مکة التي كنت فبها مجرد (شيء) يباع ويشترى، هي نفسها التي عرفت
فيها معنى أن أكون إنساناً، هي نفسها التي عرفت فيها أن لا فضل لأبيض
على أسود على أحمر ..
مكة التي عيرتني بالسواد، هي نفسها التي علمتني أن سوادي يساوي
بالضبط بياض أي رجل آخر، وأن ما يجعلني أفضل أو أسوأ منه، هو ما
تحت جلدي، هو ما في عمقي وليس على سطحي، هو ما أفعله في حياتي
«ليس لوناً أولد به، وأرثه دون خيار من أبوي.
مكة التي أفتقدها هي مكة التي سمعت فيها القرآن .. هي مكة التي
اقتحم فيها القرآن قلبي وقلب في داخلي كل شيء رأساً على عقب .. أتذوق
الشعر أنا، وأنشده، وأغنيه، لكن هذا القرآن شيء آخر، وحي السماء الذي
ينقلنا إلى السماء، لا، وحي السماء الذي يجعل الأرض أفضل .. جعلني أنا
أفضل.
مكة التي أفتقدها، هي مكة التي عندما رتلت القرآن فيها، فهمت كيف
أن صوتي يصبح أجمل، وأعمق، وأكثر خصباً ..
نعم. أفتقد مكة. مريض أنا بالشوق لها. لست وحدي. أبو بكر، الذي
أعتقني، مريض بالشوق لها أيضاً. نقول إن جو يثرب لم يناسبنا. لكن
الحقيقة هي أن فراق جومكة هو الذي لم يناسبنا.
أعرف أني سأتعود. أعرف أني سأحب المدينة. وأني ربما ذات يوم
سأحبها أكثر من مكة. لكني الآن، بعيد بعيد بعيد عن هذا.
أكاد أهذي شعراً يحن إلى مكة.
مكة التي وجدت نفسي فيها. مكة التي وجدت فيها قضية حياتي. وجدت
فيها معنى أن أكون.
لا حقد عندي على أهلها. لا شيء إلا ضد كبار الملأ من ساداتها. أولئك
الذين اضطرونا إلى الخروج من مكة.
نعم .. لا مشكلة لديَّ في كرههم. لا يتعارض هذا مع إيماني ولا مع حبي لمكة.
عتبة وشيبة، وأمية .. أولئك الثلاثة، الأكثر ظلماً وفجوراً في مكة، لا
مجال إلا للعنهم .. أو كرههم .. أولئك الذين جعلونا نترك مكة ..
سأتعود، أعرف ذلك.
سأشفى من الحم .. وربما سأحب المدينة أكثر مما أحببت مكة ..
أعرف ذلك.
امجد
لا بد أنه سيسألني ذلك السؤال.
لابد أنه سيسألني، ماذا كان بلال سيقول في النداء للصلاة.
لابد أنه سيطالب بتوضیح.
في كل ما سبق، كنت أتحدث دون أن أشعر بأني أناقض نفمي، کملحد.
كنت أتحدث عن تجربة إنسانية، عن دعوة اجتماعية كانت لها
إيجابياتها وآثارها على مجتمعها وعلى العالم، تعاملت مع التجربة باعتبار أن
الدين ظاهرة اجتماعية، تنتج من المجتمع نفسه، ولا تنزل عليه من السماء.
ملطبعاً لم أقل ذلك لبلال، لا يمكن أن تقول ذلك لمقبل على الموت في أولى
سنوات مراهقته.
لكني لم أقل عكس ذلك. كنت أحاول أن أكون محايداً، مع تركيز على
الإيجابيات، لكن دون أن أتحدث عن (الله) .. لأني ببساطة سأكون كاذباً.
تحاشيت ذلك طول هذه المدة.
الآن، عليَّ أن أواجه الأمر.
سؤال بلال قادم لا محالة .. سيسألني عن الكلمات التي كان بلال
الحبشي يقولها في النداء للصلاة، بأي شيء كان يرفع صوته؟
أتأمل في الكلمات.
تٹریص بي. لا مفر من مواجهتها.
بالنسبة لي كان الأمر دوماً "لا إله":
والكلمات التي كان بلال الحبشي يصدح بها تبدأ بـ "لا إله .. إلا الله".
بين (لا إله) وبين (إلا الله) مسافة شاسعة. لن أستطيع أن أتجاهلها. لن
أستطيع أن أعبر عن الأمر كما لو كان ظاهرة اجتماعية وأتحدث عن
إيجابيات هذه الظاهرة ثم أن أقول ببساطة أن "لا إله" .. وهو أمر لا أعتقد
أنه إيجابي في حالة بلال.
لن أستطيع الهرب من الأمر.
هل يمكنني أن اتجاهل سؤاله؟
هل أؤجل الأمر إلى أن يسأل .. أم أستعد له؟
حاولت أن أشغل نفسي بتصحيح بعض الأوراق التي أحضرتها معي من
الكلية. وأعدت العرض التوضيحي المصاحب لمحاضرة قادمة عدة مرات،
أخرجت كوبر وفكرت أن كريستين ربما نسته وأنها لم تشتره أصلاً إلا
لإزعاجي. لا أزال أفكر بكريستين. لا أزال أدخل إلى صفحتها على الفيس بوك.
أقل. لكن لا أزال.
عدت إلى البيت وتفقدت رسائلي، لم أجد شيئاً من بلال.
هل سيسأل هذا السؤال ..
أم تراني أنا من أسأل.
ترى السؤال عندي أنا، تراني أنا من يبحث عن الحسم بين (لا إله) و
بين (لا إله إلا الله) وأجد حجة في أسئلة بلال كي أخوض في أمور كنت
أتظاهر أنها كانت محسومة دوماً.
هل كانت محسومة حقاً؟
هل کنت ملحداً، ام أني کنت شکاکا یتظاهر بالإلحاد؟
كانت كريستين تقول إن الإيمان بالله هو مثل (غطاء أمان) اخترعه
البشر.
حسناً. يبدولي أن الإلحاد هوشيء مماثل.
بالنسبة لي كان الإلحاد غطاء أمان. شيئاً وضعته لأتخلص من اللا
جواب. من الحيرة.
الإيمان والإلحاد يتشابهان في أنهما يقدمان حسماً. وهذا بحد ذاته
(غطاء أمان).
أن تكون في الوسط، هو المشكلة الحقيقة، أن تكون لست متأكداً من
وجود الله أو عدمه.
الوسط، المنطقة المحايدة، التي لا جواب فيها، رغم وجود أسئلة، هي
المنطقة المتعبة، هي المشي على الزجاج المكسور.
عندما كنت أعتقد أني ملحد، كنت بطريقة ما مرتاحاً أكثر من حالة
الشك التي أمربها الآن. كنت قد قفلت الأمر. أغلقته. الأمر محسوم. لا إله.
اليوم أنا لا أعرف.
أفهم كيف أن الإيمان والإلحاد، معاً، هما غطاء أمان بطريقة ما.
ولو عدت إلى الإلحاد، لارتحت أيضاً.
حالة الوسط هي المرعبة المتعبة.
برق شيء في بالي فجأة. ونبح كوبر كما لو أنه أدرك ذلك.
إذا كان الإلحاد هو غطاء أمان أيضاً مثله مثل الإيمان، وإذا كنا نقول
إن الإيمان هو مخترع بشري من أجل ذلك بالتحديد، فلِمَ لا يكون الأمر
ذاته قد حدث مع الإلحاد؟
من قال إننا لم نخترع الإلحاد كغطاء أمان أيضاً؟
تذكرت عبارة لداوكنز قال فيها: أمر محزن أن لا يكون للحياة هدف،
ولكني أتوقع وجبة غداء جيدة.
انتبهت لأول مرة إلى أن الإلماد هو، كما كانت تقول كريستين عن
الإيمان، غطاء أمان.
كيف لم أنتبه إلى ذلك من قبل.
انتبهت أيضاً إلى أن هذا الغطاء مليء بالهة ربه
وانتبهت إلى أن كوبر كان ينبح، لأنه كان يريد أن يقضي حاجته.
كان يرید.
ثم قضاها.
تباً لك كريستين.
بلال
مسكينة أمي. تريد أن تقول لي شيئاً منذ أيام. أرى ذلك في عينيها. لكنها
لا تستطيع. أعرف تماماً ما تريد أن تقوله. تريد أن تخبرني أني سأموت.
أتخيل أن ذلك صعب جداً عليها. لكني لا أرى أن الموت بهذا السوء. أعني ما
الذي يمكن أن يحدث حقاً؟ ستنطفى الأضواء فجأة ولن أشعر بشيء غالباً.
وإذا كانت هناك حياة بعد الموت، فلا أعتقد أني سأذهب إلى مكان سبئ،
غالباً سيكون أفضل من غرفة العلاج الكيمياوي. سأسال أمجد عن ما بعد
الموت. رغم أنه من المؤكد لم يمر بهذه التجربة.
لذا لست حزيناً البتة لأني سأموت. لا يبدو الموت محزناً لهذه الدرجة.
أنا حزين فقط لأن أمي حزينة. غالباً ستفتقدني. تبكي كثيراً لكنها تحاول
إخفاء ذلك. وتفشل في ذلك. جيد أنها معلمة وليست ممثلة، كنا سنصبح
في الشارع على الأغلب لو كانت تعمل في التمثيل.
تحاول أن تتصرف كما لو أن لا شيء هناك وأن الأمور بخير، لكن كل
ما تفعله يشير إلى عكس ذلك، لو أني لم أكن أعرف أني سأموت أصلاً،
كنت عرفت من تمثيلها السيئ. كل الأمهات سيئات في التمثيل على ما
أعتقد. يبقين أفضل من الآباء بكل الأحوال، الذين لا يحضرون
البروفات أصلاً. أوهم كومبارس فقط.
أريد أن أساعد أمي. أريد أن أزبح العبء عن كاهلها. أن أقول لها إني
أعرف. فتنهار باكية أمامي وتحتضنني ثم تواصل حياتها ولو بحزن ولكن
لیس کقطة علی سطح صفیح ساخن.
قطة على سطح صفيح ساخن، يا للتعبير .. كان ذلك فيلماً شاهدت
جزءاً منه على قناة الأفلام الكلاسيكية. لكن أمي تبدو كذلك فعلاً. كانت
ستقوم بدور القلة أفضل مما فعلت تلك الممثلة.
أريد أن أزيحها عن هذا الصفيح الساخن.
أريد أن أقول لها إني أعرف وإن الأمرليس سيئاً لهذه الدرجة. هل أقول
لها إني سعيد بالأمركي أخفف عنها، أم أن هذا سيكون تمثيلاً سيئاً مثل
تمثیلہا؟
هل أعترف لها أني كنت أدعو الله فيما سبق كي أموت؟ كيف سأشرح
لها ذلك. سيكون معقداً جداً. ولا أعتقد إلا أنه سيزيد سخونة الصفيح
الذي تتقلب علیه.
لا أشعر فعلاً بخوف كبیر من الموت.
أشعر قليلاً بحسرة. كان يمكن أن أعيش حياة أفضل.
لكن أظن أن هذا ما كان سيجعلني أقل تقبلاً للموت القادم بعد أشهر.
إذن حياتي السيئة لم تكن سيئة لهذا الحد.
لاتيشا
"أنا أعرف يا أمي".
هکذا قال لې بلال دون أن ترمش عیناه.
سقط قلبي في الفراغ. كنا نتناول العشاء، وكنت للمرة الألف أفشل في
أن أخبره. أفشل في أن أمسك الخيط الأول للبداية، لو فقط كان يمكنني
أن أمسك هذا الخيط، لكان من الممكن لي أن أخبره، لكن بدا هذا الخيط
كما لو أنه صنع من نار جهنم. كنت أتحدث دون انقطاع عن المستر ويد
وماغي ووبي والطلاب وكل شيء، أتحدث دون انقطاع كي لا يشعر أني أريد
أن أقول شيئاً له.
قاطعني ليقول : انا اعرف يا امي
جف الدم في عروقي يخيل لي اني اصبحت بيضاء فجاة
"تعرف ماذا؟"
كنت مستعدة تماماً لإنكار كل شيء، بلال يعطيني الخيط بيده، وأنا
سأنكر وأقول له إنه فهم خطأ، وإن كل شيء سيكون على ما يرام.
فجأة بدا لي أني في حالة إنكار، وأني سأنكر أمام بلال لأني أنكر الأمر
أصلاً في أعماقي. لا أرید مواجهته. لا أرید تصدیقه.
ابتسم بلال بخبث.
"أعرف كل شيء. رأيت كل شيء".
هل يكون رأى التقرير الطبي الذي أرسل لي عن نتيجة الفحص؟ كيف
رآه؟ لقد حذفته فوراً من بريدي الخاص بعد أن أرسلته إلى بريد المدرسة
لأحتفظ به هناك في مأمن، حيث لا يعرف بلال كلمة السر للدخول له.
وحتى لورآه، التقرير لا يتحدث بوضوح عن حالته، يعطي أسماء وأرقاماً
وأشياء من الصعب تحليلها وفهمها على هذا النحو.
قلت له بصوت يسمع بالكاد: ماذا رأيت؟ الأمور بخير .. كل شيء سيكون
بخیر ..
كنت على وشك النهوض لاحتضانه والبكاء وهو على صدري، لكنه
ابتسم بخبث أكبر وقال:
"عرفت أنك تخططين لقضاء عيد الميلاد في ديزني لاند .. سيكون هذا
أجمل عيد ميلاد في حياتي".
أوه! هذا إذن.
تنفست الصعداء. لا بد أنه قرأ رسالة الدكتور تشونغ بالموافقة على
الرحلة أو شاهد تأكيد الحجز وهو يصل إلى بريدي. كنت أريدها مفاجأة له.
كنت أريد أن أحقق له أمانيه كلها، كان يريد أن يذهب منذ سنوات إلى
ديزني لاند، ولكني كنت غارقة في تسديد قرض الجامعة، وفي تسديد
القروض التي اقترضتها لتسديد قرض الجامعة .. بدت ديزني دوماً مكلفة
بالنسبة لي كأم عزباء.
لكنها ليست كذلك بالنسبة لأم عزباء سيموت وحيدها بعد أشهر.
هذه المرة، رغم أن الكلفة مضاعفة بسبب موسم عيد الميلاد، إلا أني لا
أتردد.
فلأحقق له كل ما يمكنني تحقيقه من أحلامه. كان يريد ديزني قبل
سنوات ثم سكت عن الأمر، أعرف أنه دخل في مرحلة عمرية مختلفة،
لكن ديزني فيها ما يهم كل الأعمار.
ذهبت إلى السرير وأنا أقول لنفسي: ليته كان يعرف الشيء الآخر ويزيح
هذا الهم عني. ليته کان یعرف ویقول لي إنه یعرف.
صباحاً وجدت رسالته في بریدي.
From:[email protected]
To: [email protected]
أمي العزيزة :subject
أمي العزيزة
أعرف أن الأمر صعب عليك:
وهو صعب عليَّ أيضاً.
أنا أعرف كل شيء.
ليس بخصوص دیزني لاند، وعيد الميلاد فيها.
بل أيضا بخصوص أني سأموت.
قد تكونين أفضل أم في العالم، لكنك بالتأكيد لستِ أفضل ممثلة.
كنت تحاولين التصرف كما لو أن كل شيء على ما يرام منذ اليوم الذي
رجعت فيه وأنت مبتلة. ولكن كل ما تفعلينه كان يقول العكس.
سمعتك تتحدثين مع بيتي، وقلتِ التشخيص. وغوغل موجود دوماً كما
تعلمين.
حسناً. سأموت.
وماذا بعد؟ لا يمكننا فعل شيء. فلا داعي للبكاء (ليس كثيراً، على
. الأقل). شخصياً لا أرى الموت سيئاً جداً .. لكن أعرف أنك ستفتقدينني .. أنا
أيضاً .. لكن، ربما كان الموت الآن، أفضل من أن أموت بعد خمس سنوات
مثلاً من العذاب في الكيمياوي والإشعاع والقيء والصداع وكل هذا.
على الأقل نحن نعرف أنني سأموت، كان يمكن أن أموت فجأة في
حادث سيارة. لدينا الآن بعض الوقت يا أمي. لدينا بعض الوقت ونحن
نعرف ذلك، البعض يذهب دون أن يقول وداعاً. أنا يمكنني أن أقول لك
وداعاً. أليس هذا أفضل من أن أغادر بلا وداع.
أنت تبكين الآن. أنا واثق من هذا. أما أنا فقد أمسكت دموعي.
ابنك رجل يا أمي. أنا لا أبكي الآن. أنا لا أبكي.
كنت تقولين لي إن الأمور ستكون جيدة عندما توهمت أني كشفت الأمر
اليوم.
نعم أمي، الأمور ستكون جيدة. الأمور ستكون جيدة.
بطريقة أو بأخرى على الأقل.
ملحوظة: يمكنك تقبيلي واحتضاني من الآن فصاعداً كلما أحببتٍ. لكن
ليس أمام الناس. وشكراً لتفهمك.
أمجد
مرة أخرى أستيقظ على هذا الصوت.
صوت النداء للصلاة.
أنهض كالمجنون مرعوباً. الصوت يكون عالياً جداً يكاد يصمني، ثم
يختفي.
كل ليلة، تقریباً كل ليلة.
أتصبب عرقاً، أتجول في البيت كما لوكنت أبحث عن مصدر الصوت.
أعرف أين، أعرف أني أراه في منامي. لکني لا أقدر علی مواجهته.
أحياناً أراه.
لا اعرف من هو لكنه زنجي بصوت حنون حزين اسمعه يقول الاذان
مرة بصوت مرتفع، من بعيد. ومرة كما لو أنه يهمس لي، لي وحدي، في أذني.
ما الذي یحدث لي؟
صرت آخذ الحبوب المنومة كي يكون نومي أعمق. النتيجة هي أني أذهب
إلى العمل شبه نائم، لكن الصوت لا يزال يوقظني. النتيجة هي أداء سيئ
مرتبك في المحاضرة وملاحظات من رئيس القسم .. ولا يزال الصوت يوقظني.
یقتحمني.
ما الذي بحدث لي.
أحياناً أرى أبي. يتأملني من بعيد. من بعيد جداً. أريد أن أقترب منه،
لكن الصوت يقف بيني وبينه. أبي لكن في صورته عندما كنت أنا طفلاً.
وأحياناً أرى كريستين. تقف أمامي وتنظر لي ولكنها تنادي بأعلى صوت:
کوبر، کوبر.
کما لو کانت تنادیني باسم کوبر.
ثم هذا الصوت، هذا الصوت يحاصرني من كل مكان، يقتحمني من كل
مکان.
وهذا الأسود، أحياناً يبدو عملاقاً وأحياناً يبدو ضئيل الجسم رقيقاً.
أحياناً يشبه صموئيل جاكسون وأحياناً يشبه مورغان فريمان. وأحياناً
يشبه ذلك المغني في المترو، الذي غنى "ابتسم" .. حتى الأغنية، يخيل لي أني
أسمع صداها في مكان ما، بل يخيل لي أني في المترو، وأني أنتظر قطاراً لم
یات بعد.
ما الذي یحدث لي؟
أنا أسمع نداء للصلاة في نومي؟ أنا؟ !! مرة تلو أخرى؟! لا أذكر أصلاً أني
سمعته كاملاً في حياتي. لولا أني أعمل الآن في الإعداد لقصة حياة المؤذن
الأول، لما عرفت الكلمات التي تقال تحديداً. أعرف أنهم يعدون لأکثر من
صوت اذان في الفليم لم اسمع اي شي وكل ما يحدث في هذا المجال
يحدث بعيداً جداً عني.
أنا والصلاة؟! الصلاة لإله لا أؤمن به؟! وأبي يقف بعيداً .. وصوت النداء
للصلاة يغمر كل شيء. وکریستین والمترو.
الملحدون من أمثالي یجب أن لا یمروا بهذا.
أم لعلي لست ملحداً حقيقياً؟
كانت كريستين تقول لي إني ملحد أكاديمي، وإن هذا نوع من الإلحاد
الذي يصيب الباحثين في بداياتهم للتقرب من أساتذتهم وللصعود في السلم
الأكاديمي، هو نوع من الإلحاد المزيف في البداية. نوع من التظاهر، لكنه
يصبح حقيقة مع الوقت.
هل كنت ملحداً مزيفاً؟
فكرت أني أحتاج إلى معالج نفسي.
لكن الفكرة أعادت کریستين مجدداً
بدا لي الأمركابوساً.
وبلال ..
لِمّ لا يبعث برسالة يسألني فيها عن الأذان وينهي الأمر؟
سأقول له إنه "لا إله" .. سأقول له إن الأمر كله خدعة لجعل الناس
يتصرفون أفضل. سأقول له إنه لا شيء هناك. لا شيء. وإنه عندما يموت
فإنها ستكون النهاية. لا شيء. هل سيكون هذا له آثاره السيئة حقاً عليه؟
ليكن. سأفعل ذلك.
لکن بلالاً لم یرسل لي.
ترك هذا السؤال كما لوكان يتعمد أن أواجهه وحدي.
ماذا أقول .. بلال يتعمد؟!
أحتاج حقاً إلى مساعدة.
لكن ريما ليس من معالج نفسي.
عليَّ أن أواجه هذا الصوت الذي يوقظني كل ليلة.
بدا لي الأمر مثل صراع من أجل البقاء.
إما أن يسكت هذا الصوت إلى الأبد ..
أو أن ...
أنا؟!.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
لم أستطع أن أُكمل دراستي في تبوك لأني من الرياض، ولما بدأ الفصل الثاني دخلتُ فلم أجد خانة إدخال الطل...
إنجازات قسم بحوث أمراض الذرة والمحاصيل السكرية لقد حقق قسم بحوث أمراض الذرة والمحاصيل السكرية، منذ إ...
الآليات التربوية أولا: الآليات القانونية القانون الإداري يعد القانون الإداري المغربي من الأدوات الرئ...
الموافقة على مخاطر تكنولوجيا المعلومات. بناءً على حدود تحمل المخاطر الخاصة بتكنولوجيا المعلومات الم...
تقدر مصادر سياسية إسرائيلية وجود مؤشرات على اختراق كبير قد يؤدي إلى تجديد المحادثات بين إسرائيل و"حم...
يتطلب تحليل عوامل الخطر التي تؤثر على صحة الأطفال في مختلف مراحل نموهم فهمًا لكيفية تفاعل النمو البد...
قال الخبير النفطي والاقتصادي الدكتور علي المسبحي ان الحديث عن التعافي الاقتصادي وعمليات الإصلاح لا ي...
The only comment is that the time of the doctor's availability is up to 430, 5 o'clock only However...
The only comment is that the time of the doctor's availability is up to 430, 5 o'clock only However...
They are serving a very dry steamed chicken breast and not tasty and the fish the should provide th...
A loop of wire that forms a circuit crosses a magnetic field. When the wire is stationary or moved p...
تعد مهارة التواصل من المهارات المهمة التي يعتمد عليها الإنسان، سواء على الصعيد المهني او الشخصي. كما...