Lakhasly

مقومات الهوية العربية الإسلامية في مواجهة التغريب والترهيب
مقومات الهوية
الهوية هي الخصوصية الذاتية وهي ثقافة الفرد ولغته وعقيدته
وتاريخه وهي كذلك الوعي بالذات الثقافية والاجتماعية فهي كائن
متحرك متطور پرفض الثبات وإنما يتحول تبعا لتحول الواقع
فالهوية إذن باعتبار الفصل المنهجي لا الحقيقي قسمان :- هوية
شخصية تعبر عن خاصية المطابقة identité وهي كذلك الاعتزاز
بالذات

• هوية جمعية تدل على ميزات مشتركة أساسية لمجموعة من
  البشر نميزهم عن مجموعة أخرى من الأفراد
  وهذه العناصر المشتركة والمساهمة حقيقة في بلورة الهوية
  الجمعية هي الاشتراك في الأرض واللغة والتاريخ والحضارة
  وفي المجتمع المسلم يعتبر الإسلام هو الحاضنة المركزية في بناء
  هويته فهو محور حياة أفراده وكلما قوي التمسك والالتزام بالدين
  تجذرت الهوية وتعزز الحس بالانتماء تصديقا لقوله تعالی
  صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) فالصبغة هي الهوية والهوية
  هي الإسلام والإسلام يصبغ الإنسان بصبغة خاصة في عقيدته
  وفكره ومشاعره وتصوراته وآماله وأهدافه وسلوكه يقول الإمام
  القرطبي : فسمي الدين صبغة استعارة ومجازا حيث تظهر أعماله
  وسمته على المتدين كما يظهر أثر الصبغ في الثوب
  أساس أخر يلي الإسلام في بناء الهوية وهو اللغة العربية التي
  اختارها الله لتحمل رسالة السماء فهي لغة القران ولسان الإسلام
  وارتباط اللغة بمصدر الإسلام الأول جعلها وثيقة الصلة بالهوية
  الإسلامية فهي لغة فكر وعقيدة ولا يفهم القران ولا تدرك مقاصده
  إلا عن طريقها فأصبحت بذلك إحدى القربات التي يتقرب إلى الله
  بطلبها
  وبذلك أصبحت اللغة العربية الأداة المثلى لنشر الفكر الإسلامي
  وركيزة مهمة للهوية الإسلامية التي جمعت أجناسا وشعوبا
  والهوية بشكل عام والهوية العربية الإسلامية بصفة خاصة هي
  جماع ثلاث ركائز وهي :


• 1 العقيدة التي توفر رؤية كونية "عقيدة التوحيد
  -2 اللسان الذي يجري التعبير به "اللسان العربي لغة القران"
  .3 التراث الثقافي المرتبط بوجود المسلم بفكره وقيمه وعاداته
  فهوية المسلم إذن تتمثل في المحافظة على دينه واعتزازه به
  والتمسك بتعاليمه والالتزام بمنهجه في صغير الأمور وكبيرها يقول
  الله تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام ) فكان الإسلام الذي دخل
  على العرب هو الذي قوم أخلاقهم وهذب نفوسهم ووحد كلمتهم
  وأعلى من شانهم واعز جانبهم ومنحهم الشعور بالكرامة والعزة
  الإيمانية التي استطاعوا الصمود في وجه الأعاصيرالتي أريد بهادك
  حصون هذه الهوية يقول الله تعالى " ولله العزة ولرسوله والمناهج العلمية فاستطاع المسلمون استيعاب التعدديات الدينية
  والثقافية والحضارية كلها في إطار عالمية الخطاب العربي الإسلامي
  مظاهر ضعف الهوية
  مما لا يخفى على أحد إن أهم التحديات التي تواجهها الهوية
  العربية الإسلامية هي المفارقة بين المبادئ الإسلامية ذاتها سلوكا
  والتزاما فثمة هوة مقيتة تفصل بين القيم والسلوك يمكن التعبير
  عنها بأنها فتنة ثقافية واضمحلال القدرة على التمييز بين الصواب
  والخطأ مما يؤسس لازمة داخلية تفتح الباب على مصراعيه لشتی
  أنواع الغزو الخارجي والي غايته تدمير الهوية العربية الإسلامي
  ويؤسس لهذه الأزمة تياران متضادان الأول خارجي غازي والثاني
  منغلق فهذه القيم المتنافرة بين الانفتاح على قيم الحداثة والانبهار
  بالنمط الغربي وبين الانغلاق والتقوقع و التمسك بقيم الموروث
  الذي اخذ طابعا دينيا جامدا هذه المتناقضات مجتمعة ولدت توترا
  على الهوية الجمعية التي أصبحت متلونة ومتبعثرة ويمكن
  حصراسباب هذه الأزمة كالآتي:


• الفراغ النفسي والمعنوي والطموحي وانعدام الشخصية النموذج
  التي يمكن الاقتداء بها وقد اعتقد وجودها في الغرب مما ولد
  انبهارا شديدا بالتقدم التكنولوجي والحضاري المادي
  الهجمة الإعلامية المسعورة التي تصور المسلمين بصورة دونية
  مع ضعف العزة بالإسلام أدت بالفرد إلى الهروب من هذه الصورة
  المنكرة إعلاميا والتطلع إلى النجاح الغربي الأمريكي المنتصر مع
  الشعور بالدونية والانكسار تجاه تلك الشعوب

ضعف الارتباط بالهوية العربية الإسلامية والذي يحتاج إلى جزء
كبير من اليقين والإيمان باليوم الاخرو بالقضاء والقدر وبانعدام هذه
الأسس يفقد الفرد إحساسه بالانتماء بل ويتنكر لهويته إن لزم الأمر
باعتبارها مقيدة لحريته المنفلتة والتي تقدمها الثقافة الغربية
كمادة أساسية مباحة دائما
ومن جهة اخرينجد طائفة تشعرب:

• الخوف من الغرب الكافر المصر على فرض هويته على العالم كله


• وجوب رفع راية الحرب بدعوى التحرر من الاحتلال الغربي ومن
  والاه
  هذه العناصر مجتمعة خلقت فراغا وجدانيا وحالة هستيريا جماعية
  ومناخا غير عقلاني لا يستنكر فضاعة الكوارث التي يسببها العنف
  العبثي بجميع أنواعه يقول ألبير كامي .: إذا كنا لا نؤمن بشئ وإذا لم
  يكن هناك معنى لأي شئ وإذا كنا لانستطيع تأكيد أية قيمة ويصبح
  كل شئ ممكنا ففي وسعنا حينئذ أن نؤجج المحارق وحينئذ تكون
  الرذيلة والفضيلة مجرد صدفة أو مجرد نزوة. فالفرد الممزق
  المفرغ من هويته والعسوم سر رام یه هو أمام خيارات