Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (28%)

تحوتمس الثالث : ( ١٤٩٠ (١٤٣٦ ( )١ حتى بدأ يجهز نفسه لتوطيد ملكه في آسيا ؛ وبدأ بعض الزعماء في الاستقلال بولايتهم عندما رأوا بأعينهم الانقسام الداخلي في مصر . وكان الأصل مكتوباً على ملفات البردي ونقلوا بعض مقتطفات منها على جدران الكرنك ونقرأ في أخبار هذه الحملة أنها كانت في العام الثاني والعشرين من حكمه أي في السنة الأولى من إنفراده بالحكم ، ولم يضع تحوتمس وقته؛ وكان أمام تحوتمس ثلاث طرق إثنان منها يدوران حول سفح جبال الكرمل والثالث طريق مباشر عقد القائد الشاب مجلسه الحربي فكانت نصيحة قواده له أنه ليس من الحكمة أن يخاطر بسلامة الجيش وحذروه من إتخاذ ولكن تحوتمس صمم وقال إنه لابد من مفاجأة العدو من هذا الطريق وأصدر أمره إلى الجيش ليستعد للتحرك في فجر اليوم التالي حيث وصلوا في آخر اليوم إلى مدخل الممر . وفي ولكن ضباطه ألحوا في الرجاء أن ينتظر هناك حتى يتم تجمع الجيش ، على شكل نصف دائرة على مجدو ، ولم يلبث المدافعون عنها أن ولوا عند بدء الهجوم تاركين معسكرهم بما فيه وكان كل همهم أن يدخلوا المدينة المحصنة ، بعمل حبال من ملابسهم . ويذكر لنا النص المصرى بأنه لولا أن الجنود المصريين شغلوا أنفسهم بنهب المعسكر لأمكنهم الإستيلاء على المدينة ، وقد كلفتهم هذه الغلطة وقدم جميع من لتأديبها (1) فاتحة لحملات أخرى بلغ عددها ست عشرة حملة، فلما انتهى تحوتمس من إعداد كل شيء وضمن تعاون الأسطول مع الجيش البرى سواء في النقل أو في التموين هاجم قادش واستولى عليها في حملته السادسة التي كانت في العام الحادي والثلاثين من حكمه . وفي حملته الثامنة وصل إلى الفرات واستولى على مدينة قرقميش ، وقد أقام على ضفة الفرات إلى جانب لوحة جده لوحة أخرى ، وقد فقدت كلاهما ولم يعثر عليهما حتى الآن . ونعرف من سياق قصة حربه أنه كان قد أعد لعبور الفرات سفناً حملت أجزاؤها على عربات . وأدى استخدامها إلى فتح أقاليم الفرات أمام الجيش المصرى . وبدأت مملكة : ميتاني ، واستمرت حملات تحوتمس بعد ذلك إلى أن كانت الحملة السادسة عشرة في العام الثاني والأربعين من حكمه ، الحالية . وتحطيمها للمرة الثانية قضى على كل أثر المعارضة النفوذ المصرى في تلك الأصقاع . قضى تحوتمس الثالث بعد هذه الحملة إثنى عشر عاماً على العرش لم يحدث خلالها ما يجعله يسير إلى آسيا . وكانت ترسل هداياها وما قرره عليها من جزية كل عام إلى طيبة ، وكان الحكام المصريون في جميع هذه البلاد ينفذون أمر الجالس على عرش طيبة الذي امتدت رقعة ملكه من الفرات في الشمال إلى ، كما رأيناه أيضاً يتحلى بشجاعة نادرة ، ولم يكن يتطلب من أحد جنوده أن يفعل أمراً لا يستطيع هو بنفسه أن يفعله ، ويوم تقدم الجيش على قدميه في ممر عرونا ، لنعرف أنه كان جندياً ممتاز الصفات في كل شيء فقد حكم إمبراطوريته الواسعة بالحزم واللين وكان يعرف كل ما يحدث في كالصقر يرى كل شيء أدرك تحوتمس الثالث أنه لن يستطيع الإبقاء على إمبراطوريته إذا لم تقم على أساس المودة . وكانت رحلات تحوتمس الثالث إلى بلاد سورية غير مطبوعة بالطابع الحربي فقط بل إنها كانت مطبوعة أيضاً بطابع آخر . فقد أصدر تحوتمس أمره إلى رجاله بأن يدخلوا إلى مصر كل ما يجدونه صالحاً من حيوان أو فواكه أو زراعات ، ونعرف أنه كان ضمن ما أدخلوه إلى مصر في ذلك الحين الدجاج والرمان وليس من المستغرب بعد ذلك أن نرى أن بعض مظاهر الفن والحضارة السورية والعراقية بدأت تظهر في البلاد ، وكان تحوتمس الثالث يقدر شجاعة رجاله فيغدق على من يميز نفسه على أقرانه جميع أنواع الترقيات والهدايا . وأن تصبح لهم الكلمة الأولى فيها . وكان يفد إليها كل عام رسل جميع البلاد يحملون خير ما استطاعت بلادهم تقديمه من ذهب وفضة ، ومصنوعات مختلفة . إذ سجل الفنانون المصريون ما رأوه فرسموا وفود هذه البلاد بملابسهم الوطنية ، وأصبحنا نعتمد على مقابر طيبة وحدها كالمصدر الأول لدراسة حضارات تلك البلاد والشعوب . وه أنتف ، (٥) و أمون مس ، (٦) ولكن أهم الشخصيات جميعاً كانت شخصية الوزير، كانت خيرات العالم القديم تتدفق على خزائن فرعون ،


Original text

تحوتمس الثالث : ( ١٤٩٠ (١٤٣٦ ( )١


لم يكد تحوتمس ينتهى من القضاء على عمته حتشبسوت ومن كان يواليها ، حتى بدأ يجهز نفسه لتوطيد ملكه في آسيا ؛ لأن النفوذ المصرى كان قد بدأ يتدهور في سورية ، وبدأ بعض الزعماء في الاستقلال بولايتهم عندما رأوا بأعينهم الانقسام الداخلي في مصر .


ونحن نعرف تفاصيل الحملة الأولى مما جاء على جدران معبد الكرنك؛ لأن تحوتمس الثالث كان يصطحب معه في حملاته كتاباً يؤرخون كل ما يحدث ، ونرى في ذلك أول اتجاه ، أو بعبارة أخرى أول تقليد ، لعمل تقارير حربية مفصلة نستطيع أن نقارنها بتقارير المعارك الحربية الحديثة ، وكان الأصل مكتوباً على ملفات البردي ونقلوا بعض مقتطفات منها على جدران الكرنك


ونقرأ في أخبار هذه الحملة أنها كانت في العام الثاني والعشرين من حكمه أي في السنة الأولى من إنفراده بالحكم ، وأنه غادر حصن ثارو ( على مقربة من القنطرة في طريقه إلى فلسطين فوصل إلى غزة بعد تسعة أيام ، وهذا سير سريع لجيش يقطع الصحراء ولم تكن لديه وسائل النقل الميكانيكية ، إذ أن هذه المسافة تزيد على ۲۸۰ كيلو متراً . ولم يضع تحوتمس وقته؛ لأنه كان يعلم أن الذين شقوا عصا الطاعة جمعوا جموعهم عند مدينة مجدو ) تل المتسلم - على الحافة الجنوبية لسهل جزريل الذي ذكرته التوراة تحت اسم Esdraelon - jezreel وهو مرج ابن عامر في الناحية الشرقية الشمالية من جبال الكرمل ( وكان هذا الإتحاد تحت رئاسة أمير قادش فلما تقدمت الجموع إلى مجدو اعتبر تحوتمس الثالث أن هذا إعتداء عليه وعلى حدوده ولهذا هب للدفاع عنها


ترك الجيش غزة ووصل بعد ذلك بسلام إلى بلد يقال له : يحم Ychem ، بعد مسيرة أحد عشر يوماً لم يلق فيها الجيش أى جموعهم في مجدو ، وكانت هذه الجموع مؤلفة من رجال ثلاثمائة وثلاثين زعيماً من زعماء سورية وفلسطين . وكان أمام


تحوتمس ثلاث طرق إثنان منها يدوران حول سفح جبال الكرمل والثالث طريق مباشر


صعب المرتقى ولكنه يوصل رأساً إلى مجدو . عقد القائد الشاب مجلسه الحربي فكانت


نصيحة قواده له أنه ليس من الحكمة أن يخاطر بسلامة الجيش وحذروه من إتخاذ


طريق الجبال الذي يبدأ من مكان يسمى ، عرونا ، وقالوا له بأنه لا يأمن أحد على


سلامة الجيش في ممر ضيق لا يتسع إلا لمسير عربة واحدة ، ولكن تحوتمس صمم


على رأيه، وقال إنه لابد من مفاجأة العدو من هذا الطريق وأصدر أمره إلى الجيش


ليستعد للتحرك في فجر اليوم التالي حيث وصلوا في آخر اليوم إلى مدخل الممر . وفي


صباح اليوم التالي أقسم تحوتمس أن يكون في طليعة جيشه وأن يسير على قدميه ،


فلما إنتهى من إجتيازه أراد الزحف مباشرة إلى مجدو ، ولكن ضباطه ألحوا في الرجاء


أن ينتظر هناك حتى يتم تجمع الجيش ، وقد تم ذلك بعد سبع ساعات. وعسكر


المصريون عند مدخل، وادى قينا Kina ، وفى فجر اليوم التالى هجم الجيش المصرى


على شكل نصف دائرة على مجدو ، ولم يلبث المدافعون عنها أن ولوا عند بدء الهجوم


تاركين معسكرهم بما فيه وكان كل همهم أن يدخلوا المدينة المحصنة ، ولكن الذين


كانوا داخلها أغلقوا الأبواب وأخذوا يساعدون رجالهم بجذبهم إلى أعلى الأسوار وذلك


بعمل حبال من ملابسهم . ويذكر لنا النص المصرى بأنه لولا أن الجنود المصريين


شغلوا أنفسهم بنهب المعسكر لأمكنهم الإستيلاء على المدينة ، وقد كلفتهم هذه الغلطة


أنهم ظلوا سبعة شهور في حصارها حتى استسلمت استسلاماً تاماً ، وقدم جميع من


كان فيها من الزعماء ولاءهم وخضوعهم . ولكن زعيم قادش كان قد فر بعد المعركة.


وبعد الاستيلاء على مجدو إتجه تحوتمس شمالاً مستولياً على البلاد كلها بغير عناء ولم


يذكر إلا أسماء ثلاثة من المدن ربما حاولت ألا تفعل ما فعلته الأخرى فاضطر


لتأديبها (1)


وإذا نظرنا إلى بيان الغنائم التي وقعت في أيدى المصريين لهالنا ثراء تلك البلاد . فكثيراً ما جاء ذكر العربات الحربية المصفحة بالذهب والفضة وكذلك الأواني الذهبية والأسلحة ، وقد ذكر تحوتمس أيضاً سبعة قضبان من نوع ثمين من الخشب إسمه ، مرو، كانت مصفحة بالفضة لتحمل سرادقات بعض الأمراء .


كانت حملته على مجدو ، فاتحة لحملات أخرى بلغ عددها ست عشرة حملة، كان يقوم بها عند إقبال الصيف ويرجع إلى مصر في أوائل الشتاء فيقضى وقته في إصلاح حالة البلاد أو الإشراف على تنفيذ ما كان يأمر به من معابد أو مبان . وقد رأى تحوتمس في حملاته التي تلت الحملة الأولى ضرورة إعداد بعض الموانئ السورية لتكون قواعداً للأسطول المصرى ، إذ أنه في الحملات الخمس الأولى كان يتقدم ويستولى فى كل حملة على بعض بقاع جديدة ولكن كان دون وصوله إلى بلاد الفرات عقبة كؤود وهى الاستيلاء على مدينة . قادش ، الحصينة التي كانت مركز المقاومة للنفوذ المصرى ، والتي كان يتزعمها ويتزعم غيرها من المدن أميرها الذي كان على رأس المتحالفين في أولى حملات تحوتمس . فلما انتهى تحوتمس من إعداد كل شيء وضمن تعاون الأسطول مع الجيش البرى سواء في النقل أو في التموين هاجم قادش واستولى عليها في حملته السادسة التي كانت في العام الحادي والثلاثين من حكمه . وفي حملته الثامنة وصل إلى الفرات واستولى على مدينة قرقميش ، وقد أقام على ضفة الفرات إلى جانب لوحة جده لوحة أخرى ، وقد فقدت كلاهما ولم يعثر عليهما حتى الآن .


ونعرف من سياق قصة حربه أنه كان قد أعد لعبور الفرات سفناً حملت أجزاؤها على عربات . صنعت هذه السفن في جبيل ، ونقلت إلى : قرقميش ، وأدى استخدامها إلى فتح أقاليم الفرات أمام الجيش المصرى . وبدأت مملكة : ميتاني ، تحس بحاجتها إلى صداقة مصر فقدمت ولاءها وهداياها ، وكذلك فعلت مملكة أخرى آرية وهي مملكة ، خيتا ، في آسيا الصغرى التي بدأت منذ أيام تحوتمس الثالث تظهر في صفحات التاريخ، وكان أول هذا الظهور هو تقديمها الهدايا الثمينة مع رسول خاص لطلب صداقة ملك مصر . وكذلك فعلت ممالك أشور وبابل وأصبحت مصر منذ هذه الحملة صاحبة النفوذ في غربي آسيا ، كما أصبحت جميع ثغور فلسطين وسورية وجزر البحر الأبيض المتوسط داخلة تحت نفوذ مصر بفضل أسطولها القوى.


واستمرت حملات تحوتمس بعد ذلك إلى أن كانت الحملة السادسة عشرة في العام الثاني والأربعين من حكمه ، وكانت مدينة قادش أعلنت العصيان مرة أخرى يؤازرها ملك ميتاني ، وإنضمت إليها مدينة ، تونيب ، التي كانت غير بعيدة من مدينة : حماة ، الحالية . وبسقوط مدينة : قادش ، وتحطيمها للمرة الثانية قضى على كل أثر المعارضة النفوذ المصرى في تلك الأصقاع .


قضى تحوتمس الثالث بعد هذه الحملة إثنى عشر عاماً على العرش لم يحدث خلالها ما يجعله يسير إلى آسيا . فإن البلاد كلها دانت له ، وكانت ترسل هداياها وما قرره عليها من جزية كل عام إلى طيبة ، وكان الحكام المصريون في جميع هذه البلاد ينفذون أمر الجالس على عرش طيبة الذي امتدت رقعة ملكه من الفرات في الشمال إلى ، نيتا ، في الجنوب أى كان طول إمبراطوريته نحو ۳۲۰۰ كيلو متر .


شخصية تحوتمس الثالث :


اشتهر اسم تحوتمس الثالث كقائد حربى من الطراز الأول . رأيناه يضع الخطط وينفذها ويلجأ إلى أساليب جديدة فى فن القتال ، كما رأيناه أيضاً يتحلى بشجاعة نادرة ، ولم يكن يتطلب من أحد جنوده أن يفعل أمراً لا يستطيع هو بنفسه أن يفعله ، ويكفى موقفه يوم عقد مجلسه الحربي في : يحم ، ويوم تقدم الجيش على قدميه في ممر عرونا ، لنعرف أنه كان جندياً ممتاز الصفات في كل شيء


ولكنا نعرف من الوثائق الأخرى أن ميزاته الحربية لم تكن إلا إحدى نواحي عظمته . فقد حكم إمبراطوريته الواسعة بالحزم واللين وكان يعرف كل ما يحدث في


مكتبة الأسرة ۲۰۱۱ ۲۰۱۲ أرجائها ، كما قال عنه وزيره رخ - می - رع ، كالصقر يرى كل شيء


أدرك تحوتمس الثالث أنه لن يستطيع الإبقاء على إمبراطوريته إذا لم تقم على أساس المودة . ولهذا لم ينتقم من الأمراء الذين حاربوه بل قربهم وثبتهم في وظائفهم، وقبل منهم الولاء بعد أن أقسموا له يمين الطاعة . ولكنه رأى أن يأخذ معه بعض أبنائهم ليتعلموا فى مصر مع أبنائه ومع أبناء كبار الرجال ، ليشبوا مؤمنين بصداقة مصر لهم ولبلادهم ولكى يرتبطوا منذ طفولتهم وشبابهم بروابط الصداقة مع الأمراء المصريين ومع أبناء كبار الموظفين


وكانت رحلات تحوتمس الثالث إلى بلاد سورية غير مطبوعة بالطابع الحربي فقط بل إنها كانت مطبوعة أيضاً بطابع آخر . فقد أصدر تحوتمس أمره إلى رجاله بأن يدخلوا إلى مصر كل ما يجدونه صالحاً من حيوان أو فواكه أو زراعات ، ونرى صوراً لكثير من الطيور والحيوانات والنباتات على جدران إحدى القاعات التي بناها في معبد الكرنك ، صوروا على جدرانها كل ما أمر بإحضاره إلى مصر ، ونعرف أنه كان ضمن ما أدخلوه إلى مصر في ذلك الحين الدجاج والرمان


وليس من المستغرب بعد ذلك أن نرى أن بعض مظاهر الفن والحضارة السورية والعراقية بدأت تظهر في البلاد ، وبدأ كثير من الأسيويين يستقرون في وادى النيل ، وكان لهم الحرية التامة في أن يعيشوا كما كانوا يعيشون في بلادهم ويعبدوا آلهتهم الأسيوية ما يحلو لهم . وكان تحوتمس الثالث يقدر شجاعة رجاله فيغدق على من يميز نفسه على أقرانه جميع أنواع الترقيات والهدايا . فنرى مثلاً في تاريخ حياة أحد ضباطه : أمون - إم - حب ، الذي دونه على جدران مقبرته في طيبة كيف كان الملك يكافئه في كل مرة يظهر فيها الشجاعة مثل اليوم الذي أنقذ فيه حياة الملك عندما هاجمه أحد الفيلة أثناء صيدها في سهول الفرات ، ويوم أسعفه ذكاؤه فهجم على الفرس التي أطلقها زعيم قادش في الحملة السادسة عشرة لتحدث الإضطراب بين الصفوف في العربات التي كان يجرها الذكور من الخيل ، ولكن : أمون إم حب ، هجم على الفرس وقتلها .


وليس هناك ما هو أوقع في النفس مما فعله لتخليد ذكرى الملك سنوسرت الثالث في بلاد النوبة والسودان ، فإن سنوسرت الثالث اهتم كثيراً بهذه المنطقة وحصنها ووضع لوحات عند حدودها ، وأصلح كثيراً في إدارتها ، فلما نزل تحوتمس إلى تلك البلاد ورأى بعينيه أعمال جده الذي حكم قبله بأكثر من أربعمائة سنة لم يسعه إلا أن يأمر بتأليهه وتشييد المعابد بإسمه ، وأمر بأن يرسمه الفنانون وهو يقدم القرابين له باعتباره إلها حامياً للنوبة أما نظرة هذا الفرعون إلى الحكم وكيف يجب أن يعامل الناس فإننا نقرؤها على جدران مقبرة الوزير رخ مى رع ، ، وهى وصايا هذا الملك لوزيره يوم أسند إليه منصب الوزارة ورسم له الطريق الذي يجب أن يسير عليه ، وهي وصايا لم تكن دستوراً صالحاً للماضي فقط ، بل صالحة لكل زمان ومكان وفيها تحليل نفسي للشعب ، والصلة التي يجب أن تكون بين الحاكم والمحكوم .


كبار رجال ذلك العهد :


كانت أكثر أعوام تحوتمس الثالث سنوات حرب فلهذا كنا نتوقع أن يصبح القواده العسكريين الذين كانوا دائماً حوله في حروبه المركز الأول في البلاد ، وأن تصبح لهم الكلمة الأولى فيها . ولكنا إذا درسنا جيداً حياة رجاله الذين خلفوا آثاراً وراءهم نرى أن بعد نظر هذا الحاكم جعله يضعهم في مكان لا يعدونه حتى لا يفلت الزمام من يده ونحن نعرف كثيراً من أسماء ضباطه الذين أبلوا بلاءاً حسناً في الحروب والذين حظوا بإنعامه وعطفه ، ولكن لا نرى واحداً منهم وصل إلى مركز رئيسي كبير بل أن إدارة البلاد المالية والقضائية والدينية بقيت بعيدة عن رجال الجيش ليتفرغوا لبناء الإمبراطورية ويحافظوا عليها .


كانت طيبة في أيام تحوتمس الثالث عاصمة العالم القديم ، وكانت تتدفق عليها خيرات إفريقيا وآسيا وجزر البحر الأبيض ، وكان يفد إليها كل عام رسل جميع البلاد يحملون خير ما استطاعت بلادهم تقديمه من ذهب وفضة ، ومعادن أخرى وأحجار كريمة ، ومصنوعات مختلفة . وكان موظفو الخزانة هم المسئولون عن تسلم هذه الهدايا وأنواع الجزية ، كما كان الوزير يستقبلهم بحكم منصبه ليقدمهم إلى فرعون وكثيراً ما سجل كبار موظفى ذلك العهد هذه المناظر على جدران مقابرهم فأصبحت مقابر طيبة سجلاً جامعاً لحضارات بلاد الشرق القديم في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد ، إذ سجل الفنانون المصريون ما رأوه فرسموا وفود هذه البلاد بملابسهم الوطنية ، وما كانوا يحملونه من مصنوعات بلادهم ومحاصيلها . وقد زال أثر تلك الحضارات من كثير من بلاد آسيا وجزر البحر الأبيض والسودان ، وأصبحنا نعتمد على مقابر طيبة وحدها كالمصدر الأول لدراسة حضارات تلك البلاد والشعوب . وأهم المقابر في طيبة لدراسة الحالة الاجتماعية في مصر في ذلك العهد ودراسة حضارات الشعوب الأخرى هي مقابر الوزراء أمثال ، أوسر ، و ، رخ مي رع ، ، وبعض كبار الكهنة مثل مقبرة ، منخبر رع سنب .. (۱) الذى كان الكاهن الأكبر لأمون وبعض كبار رجال الدولة أمثال : پويمرع : (۱) و ه أمنمحات بن تحوتمس ، (۲) .


وه أنتف ، (۲) و ه إمونزح ، (٤) وبعض القواد أمثال : أمون إم حب ، (٥) و أمون مس ، (٦) ولكن أهم الشخصيات جميعاً كانت شخصية الوزير، رخ مي رع . ونقوش مقبرته أهم مصدر لدراسة الحياة الإجتماعية في ذلك العصر (۷) .


السنوات الأخيرة من حياة تحوتمس الثالث :


كانت خيرات العالم القديم تتدفق على خزائن فرعون ، وسرعان ما دبت في مصر وفي جميع بلاد الشرق حياة جديدة ، كما أخذ شأن : طيبة ، يزداد من يوم إلى يوم . ولم يدخر تحوتمس الثالث جهداً في تزيينها لتصبح جديرة بأن تكون عاصمة العالم المعروف ، فبنى فيها المعابد والهياكل وأقام المسلات ولم يقتصر نشاطه على الكرنك أو الأقصر أو جبانة طيبة بل نرى هذا النشاط شاملاً لجميع أرجاء الوادي ففي جبل برقل فى دنقلة أقام المعابد وكذلك على طول النيل في بلاد النوبة ، وفي جميع البلاد الهامة في الصعيد وفي الدلتا ، كما نعرف أيضاً أن المعابد المصرية بنيت في كثير من بلاد آسيا وأصبح الإله أمون - رع معبوداً في كافة أنحاء الإمبراطورية.


ولم يذهب تحوتمس الثالث إلى آسيا بعد الحملة السادسة عشرة التي ظل بعدها على العرش إثنى عشر عاماً ، ولم يكن ذلك راجعاً إلى فتور همته أو ضعف صحته لتقدمه في السن ، وإنما كان مرجعه إلى استتباب الأمن والنظام في كل مكان ، إذ نعرف مثلاً أنه لم يتردد في القيام بحملة إلى السودان في العام الخمسين من حكمه ، وقد قضى هناك أكثر من سبعة شهور ، فلو كان ممن يحبون الدعة أو الراحة لما سافر بنفسه لإخماد فتنة قامت هناك . لقد ذهب بنفسه ولم يكل ذلك إلى فرد آخر من قواده بالرغم من أنه كان قد قارب السبعين من عمره .


ومن المحتمل أن يكون تحوتمس الثالث قد بدأ حياته الزوجية غير الموفقة مع حتشبسوت كما ذكرنا ، ولكنه تزوج أيضاً من أميرة أخرى إسمها ، سات – إعح ، فلما كبرت : مريت - رع - حتشبسوت ، إبنة الملكة حتشبسوت وأصبحت في سن الزواج إتخذها زوجة ؛ لأنها كانت الوريثة الشرعية ، وأنجب منها إبنه : أمنحوتب ، الذي خلفه على العرش . ومات تحوتمس الثالث بعد أن ملأ سمع الدنيا وبصرها وكان إبنه أمنحوتب قد جاوز عامه الثامن عشر ، وكان مشهوراً بالفروسية والشجاعة وممارسته أنواعاً عدة من الرياضة البدنية ، وكان رجاله الذين ولد أكثرهم في عهده ، ساهرين على أحوال الإمبراطورية ، فلا عجب إذا كان قد مات وهو مطمئن على مستقبل إمبراطوريته


مات تحوتمس بعد حكم دام أربعة وخمسين عاماً في اليوم الثلاثين من الشهر الثالث من فصل الشتاء وكما ذكر القائد : أمون - إم - حب ، في مقبرته ، صعد إلى السماء واتحد مع الإله رع واندمجت أعضاؤه الطاهرة مع الذي خلقها . فلما جاء اليوم الثاني وأشرقت الشمس وأضاءت السماء ، جلس على عرش أبيه الملك . عاخبرو - رع : ( أمنحوتب الثاني ) وإتخذ لنفسه الألقاب الملكية . . ودفنت مصر في مقبرته فى وادى الملوك ملكاً من أعظم الملوك الذين حكموا في الأرض ثم التفت حول إبنه الشاب وهى واثقة أنه خير من يحمل العبء ويستمر في تحقيق رسالة أبيه


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Zimbabwe, derim...

Zimbabwe, derimot, arvet en relativt utviklet økonomi ved uavhengighet i 1980, men landreformer på 2...

هدفت الدراسة ال...

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على مهارات الضبط الإعرابي المناسبة لطلاب المرحلة المتوسطة في مقرر لغ...

إن أقدم دلائل أ...

إن أقدم دلائل أثرية تاريخية لآلة العود تعود إلى 5000 عام حيث وجد الباحثون أقدم أثر يدل على آلة العود...

As Logistics Of...

As Logistics Officer at World Link International's Al Hudaydah branch, I managed all aspects of logi...

يساعد التواصل ا...

يساعد التواصل الاجتماعي في البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة في أي وقت وأي مكان. كما يوفر وصولًا...

لا يوجد كتابة و...

لا يوجد كتابة واحدة أصليَّة (بخطِّ الكاتب نفسه) لأيِّ من كتب العهد الجديد، فإنَّنا نعتمد على نسخٍ من...

نظرية الصور سل ...

نظرية الصور سل بعملية أو أجناس سمة في هذه تها ستكون هذه الحالة شتركة أو نائية ، أو النسبة إلى الثنائ...

ظل ابو عبد الرح...

ظل ابو عبد الرحمن يحدق في هذا الخندق ويرن في عقله هذا السؤال ولما لا لما لا أسرق؟، وبدأت تزداد الأفك...

لمكافحة الإسراف...

لمكافحة الإسراف، يجب أن نبدأ بتغيير سلوكنا ووعيّنا حول قيمة النعم. أول خطوة هي التخطيط المالي، مما ي...

ا عوﺮﺸﳌا ﺪﻳﺪﲢ ...

ا عوﺮﺸﳌا ﺪﻳﺪﲢ ﻢﺘﻳ نأ ﺪﻌﺑ ﺎﻬﺋاﺮﺟا ﺐﺟﻮﺘﺴﻳ ﱵﻟا تﺎﺳارﺪﻟا لوأ ﻲﻫ ﺔﻴﻨﻔﻟا ﺔﺳارﺪﻟا وأ . ﺪﻌﺗ ﺔﻴﻣﻮﻤﻌﻟا ﻊﻳرﺎﺸ...

ثانيا : الأوديس...

ثانيا : الأوديسا ونجد أنها سميت بالأوديسا نسبة إلى بطلها أوديسيوس وانها مثل الإلياذة تتكون من اثنى ع...

The poet looked...

The poet looked at ascottis girl reaping and singing alone in the field either stop here to listen o...