Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (33%)

اعتقد كثير من الساسة والمفكرين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين أن خير النظم السياسية التي تكفل سعادة المجتمع ورخاء الإنسان المادي والمعنوي هي النظم الديمقراطية المثمثلة بالمجالس النيابية والحرية الفردية في الفكر والعمل لجميع أفراد الشعب، فاتجهت دول أوربا إلى إقامة حكومات ديمقراطية تستمد سلطتها وسياستها من البرلمانات، بقيت ثقة تلك البرلمانات بها. وبطء الاجراءات البرلمانية في حلها، وذلك رغبة في التخلص من الفترة الانهزامية التي مرت بها بعض الشعوب بعض أن وضعت الحرب أوزارها، وجعلت الدول المنتصرة تفرض شروطا قاسية على الدول المنهزمة وبالتالي جعلتها تئن من ضغوط الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؛ وماركس، فلسفات لوك وروسو السوفييت ودكتاتورية الفاشية والنازية، وهنا يجب التفرقة بين دكتاتورية طبقة وحزب، على عكس الأمر لدى الفاشية والنازية فالزعيم هو الذي يتحكم في كل والنازية في ۱) نشأة الفاشية: ترجع أصل كلمة الفاشية إلى الكلمة الإيطالية Fascio، والفاشية تيارا سياسيا فكريا يمينيا، وله طبيعة سياسية واقتصادية خاصة وظهرت الفاشية في أوربا في العقد الثاني من القرن العشرين، رفضها للديمقراطية الانتخابية والتعددات السياسية، كما آمنت بالتسلسل وخلال مؤتمر الصلح في باريس ۱۹۱۹ ليعترف الحلفاء بكل ما كانت تدعيه إيطاليا من حقوق على الساحل الشرقي لبحر الأدرياتيك، وفي إفريقيا ؛ لأن نصيبهم من الغنيمة ضيئلاً لا يوازي ما قدموه من تضحيات، وندر الوقود، واضمحلت تجارتهم في الداخل ولم تكن من القوة والثبات بحيث تستطيع أن تحمل وتوجيه سياسية البلاد وجهة قومية. وتقدم للقيام بهذه ووجدت إيطاليا فيه الزعيم الذي كانت تنشده. ۳) بينيتو موسوليني Benito Mussolini (١٨٣-١٩٤٥): ولد في ۲۹ يوليو ۱۸۸۳ ، وكانت بطبيعتها مفكرة وديعة تميل إلى الصمت والعزلة وعندما بلغ بنيتو الثامنة عشر ، وأقام فيها قليلاً ثم طرد منها لتشرده؛ فرجع إلى بلاد وهو في سن الحادية والعشرين ثائرا على النظم القائمة، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى ۱۹۱٤ ، ولكنّه غير وجهة نظره بعد ذلك، وتولى تحرير جريدة البوبولو ديتاليا Popolo d Italia، وأعفي من الخدمة، وأخذ في مستهل فبراير ۱۹۱۸ ينادي بظهور الدكتاتور وبعد انتهاء الحرب ۱۹۱۸ ، وهي التي صارت الحزب الفاشستي، والذي كان من أهم مبادئه معارضة الأحزاب الرأسمالية، وعنى موسوليني بأن يضفي عليه بعض المظاهر التي تجذب العين؛ فوضع لأعضائه لباسًا خاصًا هو القميص الأسود المحلى بشارة ولما أجربت انتخابات عام ۱۹۲۱ فاز الفاشست بخمسة وثلاثين مقعدًا في مجلس النواب، طغت على جميع الأحزب. حينما شعر موسوليني بازدياد قوته دعا في أكتوبر ۱۹۲۲ إلى عقد مؤتمر الفاشست الوطني في مدينة نابلي، وعندئذ طلب رئيس الوزارء لويجي فاكتا Luigi Facta من الملك فيكتور عمانويل بإعلان الأحكام العرفية، فقام فاكتا بتقديم استقالته، فوافق موسوليني وكثيرا ما كانت تقوم ولذلك فقد قام هؤلاء بتدعيم موسوليني وحزبه الفاشستي بكل قوة، رأى الإيطاليون في موسوليني المنقذ لهم من الأزمة، على القضاء على الفوضى التي وقعت في البلاد وقتئذ. على أية حال، فعندما تولى موسوليني قام ببعض الأعمال ليعيد النظام الداخلي، وينفرد بالسلطة المطلقة في إيطاليا، حيث عمل على الحصول على واغتيال زعيم الحزب الاشتراكي، واضطر المعارضون إلى الانسحاب صار المجلس الأعلى للحزب الفاشستي هو مصدر السلطات واحتل زعماء هذا المجلس المناصب الوزارية، وبذلك تحقق ما كان يرمي إليه موسوليني، حيث قال: "يجب أن تسقط كل الأحزاب ويتنهي أرها، أريد أن أرى حطام تلك الأحزاب السياسية حولي، الدائمة". اهتم موسوليني بالشباب، وكون قام بتأسيس أول دولة نقابية، تعتمد على تعاون الهيئات النقابية والهيئات المستنيرة في البلاد، أما الانتخابات المثالية فهي التي تمثل مصالح توقيع اتفاقية لتران Lateran ۱۹۲۹ مع البابوية، وفيها اعترفت حكومة وتشمل قصر الفاتيكان وملحقاته، وأكدت حكومة موسوليني على عدم وإدخال التعليم الديني في المدارس. وقد حقق موسوليني بهذه الاتفاقية مع البابوية كسبًا كبيرًا، ولا شك أن بقاء دكتاتورية موسوليني أكثر من إحدى وشعرين سنة كان جانب كبير من الفضل فيه راجعًا إلى توفيقه في مساسيرة الحبر الأعظم". وكذلك الدخول في مجال الاستعمار الإفريقي، وعمل موسوليني على أن تكون لإيطاليا قوة برية وبحرية وجوية تتناسب مع آماله الكبيرة؛ ففي عام ١٩٢٣ ضم جزر الدوديكانيز، وعقد عدة معاهدات للصداقة والحياد وبعض الاتفاقيات التجارية مع عدد من حكومات وسط وشرق أوربا. وفي عام ۱۹۲٥ نجح موسوليني بمساعدة من إنجلترا على إرغام الحكومة المصرية على توقيع اتفاق تنازل عن واحة جغبوب المصرية الواقعة على حدود مصر وبرقة. وفي عام ۱۹۳۵ بدأت قوات الإيطالية من الصومال الإيطالي، ولما استنجد الإمبرطور هيلاسلاسي بعصبة الأمم، لم تستجب له؛ فدخلت القوات الإيطالية إلى أديس أبابا، وهرب الإمبراطور إلى خارج البلاد عام ۱۹٣٦ ، وأعلنت إيطاليا ضم الحبشة، وصدر مرسوم بتوحيد الحبشة واريتريا والصومال الإيطالي وسميت جميعها بـ "إفريقيا" الإيطالية الشرقية"، وأضيف إلى الملك فيكتور عمانويل لقب "إمبراطور الحبشة". وازداد التقارب إيطاليا مع ألمانيا النازية، وفي عام ۱۹۳۸ أيد حركة الجيش الألماني باستيلائه على النمسا، وتوسع ترجع أصل كلمة نازي إلى الحروف الأربعة الأولى لكلمة Nazioal الألمانية والتي تعني قومي أو وطني والنازية أحد أنظمة الحكم الدكتاتورية الشمولية، وتقوم على التراتب العرقي وتضع العرق الآري الجرماني في قمة هرم البشرية، وظهرت النازية في ألمانيا على يد أدولف هتلر Adolf Hitler منذ عام ۱۹۲۰. وأبدت النازية تمسكا بالدولة القومية ذات الطبيعة العسكرية، إذ ألغت التعددية في ألمانيا وركزت الحكم في يد هتلر ، الذي عرف بالنازي، واتخذ الصليب المعقوف شعارًا لها، ۲) جمهورية فيمار Weimar (۱۳۹۱) كانت نهاية الحرب العالمية الأولى ۱۹۱۸ مأساة عنيفة على الألمان، وعاد الألمان إلى بلادهم عقب إعلان الهدنة دون أي إدراك أنهم منهزمون، لأن العسكريين الذين سلموا للهدنة قاموا بذلك لوقف خيانة الشيوعيين واليهود، فيمار Weimar وبعد ذلك تم انتخابه رئيسا للجمهورية. وتعود أهمية حكومة فيما إلى أنها ركزت الأوضاع المتقلقلة بعد الحرب وهيأت الطريق لزعيم قوي يستطيع أن يحقق آمال الشعب وتطلعاته، 102]قام بتأسيس أول دولة نقابية، وفيها اعترفت حكومة وأن للبابا فيها حقوق السيادة، وأكدت حكومة موسوليني على عدم ولا شك أن بقاء دكتاتورية موسوليني أكثر من إحدى وشعرين سنة كان جانب كبير من الفضل فيه راجعًا إلى توفيقه في مساسيرة الحبر الأعظم". وفيما يتعلق بسياسته الخارجية، ولهذا وضع جميع القوات المسلحة تحت سيطرته. ففي عام ١٩٢٣ ضم جزر الدوديكانيز، وفي عام ۱۹۲٤ استولى على فيوم Fiume الواقعة على ساحل دالماشيا، وعقد عدة معاهدات للصداقة والحياد وبعض الاتفاقيات التجارية مع عدد من حكومات وبرقة. وفي عام ۱۹۳۵ بدأت قوات الإيطالية من الصومال الإيطالي، وهرب الإمبراطور إلى خارج البلاد عام ۱٩٣٦ ، وصدر مرسوم بتوحيد الحبشة واريتريا والصومال الإيطالي وسميت جميعها بـ "إفريقيا" الإيطالية الشرقية"، وأضيف إلى الملك وفرنسا، وفي عام ۱۹۳۸ أيد حركة الجيش الألماني باستيلائه على النمسا،


Original text

اعتقد كثير من الساسة والمفكرين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين أن خير النظم السياسية التي تكفل سعادة المجتمع ورخاء الإنسان المادي والمعنوي هي النظم الديمقراطية المثمثلة بالمجالس النيابية والحرية الفردية في الفكر والعمل لجميع أفراد الشعب، فاتجهت دول أوربا إلى إقامة حكومات ديمقراطية تستمد سلطتها وسياستها من البرلمانات، ممثلي الشعب، وتبقى في الحكم ما


بقيت ثقة تلك البرلمانات بها.


ولكن مشكلات ما بعد الحرب العالمية الأولى ۱۹۱۸ ، وبطء الاجراءات البرلمانية في حلها، دفعت بعض الشعوب إلى تقبل الحكم الدكتاتوري، وذلك رغبة في التخلص من الفترة الانهزامية التي مرت بها بعض الشعوب بعض أن وضعت الحرب أوزارها، وجعلت الدول المنتصرة تفرض شروطا قاسية على الدول المنهزمة وبالتالي جعلتها تئن من ضغوط الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؛ ولذلك سعت هذه الشعوب إلى التطلع إلى زعيم يركز في يديه كافة السلطات، وكان ذلك


إيذانًا بظهور الدكتاتوريات وظهور أنظمة الحكم الشمولية في أوربا.


وقد استجد ثلاثة أشكال من الحكومات في القرن العشرين، وهي: الشيوعية الروسية، والفاشية الإيطالية، والنازية الألمانية، وقد واجهت هذه الأشكال الثلاثة الديمقراطيتين البرلمانيتين اللتين تمتد أصول إحداهما إلى الثورة الإنجليزية عام


١٦٨٨، والأخرى إلى الثورة الفرنسية عام ۱۷۸۹؛ وبذلك جابهت مبادئ هجل وتجد الإشارة أن بعض المؤرخين الغربين يساوي بين الدكتاتورية لدى


وماركس، فلسفات لوك وروسو


السوفييت ودكتاتورية الفاشية والنازية، وهنا يجب التفرقة بين دكتاتورية طبقة وحزب، ودكتاتورية ثورية فردية، فقد كان للحزب السوفيتي قوته في فرض سياسته على الزعيم، على عكس الأمر لدى الفاشية والنازية فالزعيم هو الذي يتحكم في كل


شيء، وهو الذي يملي آرائه ويفرض قوته على الحزب والدولة.


وسوف يقتصر حديثنا هنا على نظامين من الأنظمة الدكتاتورية في أوربا التي ظهرت عقب الحرب العالمية الأولى، وهما الفاشية في إيطاليا، والنازية في


ألمانيا.أولاً - الفاشية (Fascism) في إيطاليا :


(۱) نشأة الفاشية:


ترجع أصل كلمة الفاشية إلى الكلمة الإيطالية Fascio، والتي تعني الفأس المشدودة بالعصى، والتي صارت رمزا للحركة الفاشية، حيث أطلقها الزعيم الأول لهذه الحركة بينيتو موسوليني Benito Mussolini عام ۱۹۱۹، والفاشية تيارا سياسيا فكريا يمينيا، يقوم على الحكم العسكري، وله طبيعة سياسية واقتصادية خاصة وظهرت الفاشية في أوربا في العقد الثاني من القرن العشرين، وأعطت للسلطة التنفيذية كافة الحقوق، وفضلتها على بقية السلطات، كما أنها مجدت مبادئ الدولة إلى حد تقديسها، ويشكل رئيس الدولة فيها النواة الصلبة ومصدر السلطات، رفضها للديمقراطية الانتخابية والتعددات السياسية، وتعصبها للوطن وتمجيد القائد، كما آمنت بالتسلسل


الاجتماعي، وخضوع المصالح الفردية لتحقيق مصالح الدولة.


(۲) تدهور أوضاع إيطاليا (۱۹۱۹-۱۹۲۲)


كانت إيطاليا قد انضمت إلى الحلفاء في الحرب العالمية الأولى (١٩١٤ (۱۹۱۸) على أمل أن اشتراكها سوف يعود عليها بخير كثير سواء في داخل أوربا أو في مستعمرات الدول المنهزمة، ولكن بنهاية الحرب، وخلال مؤتمر الصلح في باريس ۱۹۱۹ ليعترف الحلفاء بكل ما كانت تدعيه إيطاليا من حقوق على الساحل الشرقي لبحر الأدرياتيك، وفي الشرق الأدني، وفي إفريقيا ؛ وعندئذ أيقن الإيطاليون أن الحلفاء كانوا أنانيين في توزيع أسلاب الحرب، لأن نصيبهم من الغنيمة ضيئلاً لا يوازي ما قدموه من تضحيات، ولا يوازي ما تركته الحرب من عواقب سيئة؛ فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية، وازدادت الضرائب، وندر الوقود، واضمحلت تجارتهم في الداخل


والخارج.


هذا، وقد تعاقبت بعد الحرب - خمس وزارات في أربع سنوات، ولم تكن لأية حكومة منها سياسة مرسومة، ولم تكن من القوة والثبات بحيث تستطيع أن تحمل


[96]الناس على احترام القانون؛ فانتشر التذمر والغضب في البلاد، وأصبح جميع المواطنين في إيطاليا يتوقون إلى عهد جديد، وزعيم قوي، يتسلم دفة الحكم بيد من


حديد، ويقوم بتطهير الإدارة، وتوجيه سياسية البلاد وجهة قومية.


وفي هذه الفترة الحاسمة من تاريخ إيطاليا، ظهر موسوليني، وتقدم للقيام بهذه


المهمة، ووجدت إيطاليا فيه الزعيم الذي كانت تنشده.


(۳) بينيتو موسوليني Benito Mussolini (١٨٣-١٩٤٥):


ولد في ۲۹ يوليو ۱۸۸۳ ، وكان أبوه حدادًا معدما يقطن مدينة فورلي شمالي إيطاليا، وكانت أمه مُعلمة، وكانت بطبيعتها مفكرة وديعة تميل إلى الصمت والعزلة وعندما بلغ بنيتو الثامنة عشر ، مارس مهنة التدريس، ولكنه سئمها بعد قليل، وسافر إلى سويسرا، حيث اشتغل صبي بناء، وإذ كان يكثر من مصاحبة الفوضوييين طرد من كل عمل التحق به، وألقي به مرارًا في غياهب السجون، ثم خرج من سويسرا إلى باريس، وأقام فيها قليلاً ثم طرد منها لتشرده؛ فرجع إلى بلاد وهو في سن الحادية والعشرين ثائرا على النظم القائمة، ثم انخرط في سلك الجيش لقضاء مدة الخدمة العسكرية، وبعد خروجه عمل في الصحافة، وعارض دخول إيطاليا لاحتلال ليبيا عام ۱۹۱۱ ، وحرّض العمال على تخريب السكك الحديدية لمنع إرسال الجنود والمؤن، ثم عين مُحررًا بجريدة الحزب الاشتراكي الإيطالي أفانتي Avanti، فأخذت طابعًا ثوريا.


ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى ۱۹۱٤ ، كان موسوليني من المعارضين لدخول إيطاليا الحرب، ولكنّه غير وجهة نظره بعد ذلك، ونادى بدخول الحرب إلى جانب فرنسا ضد ألمانيا والنمسا، وتولى تحرير جريدة البوبولو ديتاليا Popolo d Italia، واشترك في الحرب، وأصيب، وأعفي من الخدمة، وعاد إلى كتبه في الصحيفة يهاجم الاشتراكيين والحياديين، وأخذ في مستهل فبراير ۱۹۱۸ ينادي بظهور الدكتاتور


الذي يتميز بالقسوة والحيوية لتطهير البلاد تطهيرا شاملاً".وبعد انتهاء الحرب ۱۹۱۸ ، بدأ نجم موسوليني يلمع، وكون عام ۱۹۱۹ ما أسماه الصعبة المناضلة Fasci Italiani di Comfattimento، وهي التي صارت الحزب الفاشستي، والذي كان من أهم مبادئه معارضة الأحزاب الرأسمالية، والوقوف ضد الشيوعية، وتنظيم إيطاليا والدفاع عن مصالحها القومية والاستعمارية. وهكذا ظهر إلى حيز الوجود الحزب الفاشي ، وعنى موسوليني بأن يضفي عليه بعض المظاهر التي تجذب العين؛ فوضع لأعضائه لباسًا خاصًا هو القميص الأسود المحلى بشارة


خاصة، وتحية خاصة هي رفع اليد اليمنى على نمط التحية الرومانية القديمة.


وأخذت مبادئ الحزب الفاشي تنمو وتنتشر في أنحاء إيطاليا، واستطاع أن يكسب إلى جانبه كثير من أطياف الشعب الإيطالي، ولما أجربت انتخابات عام ۱۹۲۱ فاز الفاشست بخمسة وثلاثين مقعدًا في مجلس النواب، ورغم أن الحزب الفاشستي كان قلة في البرلمان؛ فإن الدعاية التي قام بها موسوليني وأعضاء حزبه


طغت على جميع الأحزب.


(٤) السياسة الإيطالية في العصر الفاشستي (١٩٢٢ - ١٩٤٥):


حينما شعر موسوليني بازدياد قوته دعا في أكتوبر ۱۹۲۲ إلى عقد مؤتمر الفاشست الوطني في مدينة نابلي، وتقرر أن يلجأ الحزب إلى استعمال القوة، وزحفت الميليشيا الفاشتستية المكونة من عدة آلاف من الشبان المسلحين على روما، وعندئذ طلب رئيس الوزارء لويجي فاكتا Luigi Facta من الملك فيكتور عمانويل بإعلان الأحكام العرفية، ولكن الملك خشي من أن يؤدي ذلك إلى قيام حرب أهلية، فقام فاكتا بتقديم استقالته، فطلب الملك من موسوليني أن يألف وزارة جديدة، فوافق موسوليني


ومنذ ذلك الوقت بدأت الدكتاتورية الفاشستية في إيطاليا.


والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، كيف استطاع موسوليني من الوصول إلى سدة الحكم في إيطاليا في فترة لا تتعدى خمس سنوات؟ لعل الإجابة تكمن في أن هذه الفترة كانت الشيوعية والاشتراكية بدأت تجد لها أتباع في إيطاليا، وكثيرا ما كانت تقوم


[98]المظاهرات التي تهتف باسم "لينين"، وزحف بعض الفلاحين من قراهم على الضياع الكبيرة، واحتل نصف مليون عامل من العمال الاشتراكيين مئات المصانع في المدن بقصد إدارتها بأنفسهم ولحسابهم؛ ولذلك شعر ملاك الأراضي والرأسماليون أصحاب المصانع بالخطر الذي يحيط بهم إذا قامت ثورة شيوعية تصادر كافة أملاكهم،


وتستولي على أموالهم، ولذلك فقد قام هؤلاء بتدعيم موسوليني وحزبه الفاشستي بكل قوة، ومن ناحية أخرى، رأى الإيطاليون في موسوليني المنقذ لهم من الأزمة، والقادر


على القضاء على الفوضى التي وقعت في البلاد وقتئذ.


على أية حال، فعندما تولى موسوليني قام ببعض الأعمال ليعيد النظام


الداخلي، وينفرد بالسلطة المطلقة في إيطاليا، وهي:


التخلص من أعدائه والانفراد بالسلطة؛ حيث عمل على الحصول على


الأغلبية في البرلمان عام ۱۹۲٤ ، وقام بالتخلص من أعدائه، وقامت عصابات الفاشست بكثير العمليات الإرهابية، واغتيال زعيم الحزب الاشتراكي، وازدادت موجة


الإرهاب التي قام بها أصحاب القمصان السودا، واضطر المعارضون إلى الانسحاب


من البرلمان، ومع نهاية عام ۱۹۲٦ تلاشت الأحزاب بصورة نهائية، وبانحلال النظام البرلماني في إيطاليا، صار المجلس الأعلى للحزب الفاشستي هو مصدر السلطات


واحتل زعماء هذا المجلس المناصب الوزارية، وبذلك تحقق ما كان يرمي إليه


موسوليني، حيث قال: "يجب أن تسقط كل الأحزاب ويتنهي أرها، أريد أن أرى حطام تلك الأحزاب السياسية حولي، وعندئذ تقف الفاشتستية وحدها تمثل قوة إيطاليا وسيادتها


الدائمة".


اهتم موسوليني بالشباب، وعنى بتدريبه على النظام والكفاح المسلح، وكون


منهم جماعات منظمة يشرف عليها زعماء الحزب إشرافًا كاملاً، وقد بلغ عدد أفراد هذه


الجماعات عام ۱۹۳۹ حوالي ثمانية ملايين شاب وفتاة.قام بتأسيس أول دولة نقابية، تعتمد على تعاون الهيئات النقابية والهيئات المستنيرة في البلاد، لأنه كان يستنكر تقسيم الشعب إلى وحدات انتخابية تعتمد على تقسيم البلاد إلى دوائر إقليمية جغرافية ترسل إلى البرلمان نائبًا نجح في الانتخابات بوسائل غير طبيعية، أضف إلى ذلك أن انتخاب نواب يمثلون الوحدات الإقليمية يضعف روح الوحدة السياسية والقومية، أما الانتخابات المثالية فهي التي تمثل مصالح


البلاد الاقتصادية؛ لأن اهتمام المواطن ينصب على حياته الاقتصادية.


توقيع اتفاقية لتران Lateran ۱۹۲۹ مع البابوية، وفيها اعترفت حكومة


إيطاليا بدولة الفاتيكان، وبأن لها منفذا على البحر، وتشمل قصر الفاتيكان وملحقاته، وأن للبابا فيها حقوق السيادة، وله شخصية دولية، وأكدت حكومة موسوليني على عدم


تدخلها في تعيين الأساقفة، وإدخال التعليم الديني في المدارس.


وقد حقق موسوليني بهذه الاتفاقية مع البابوية كسبًا كبيرًا، ويعلق على ذلك أحد المؤرخين الإنجليز بقوله: "إن البابا أضفى على الحكومة الفاشية رونقا وبهاء، ودعم بقاءها واستمرارها بصورة لم يكن في استطاعة أي حاكم آخر أن يأتي بمثلها، ولا شك أن بقاء دكتاتورية موسوليني أكثر من إحدى وشعرين سنة كان جانب كبير من الفضل فيه راجعًا إلى توفيقه في مساسيرة الحبر الأعظم".


وفيما يتعلق بسياسته الخارجية، كان موسوليني يرى أن إيطاليا لا بد أن تعود إلى مجدها القديم، حيث كانت الإمبراطورية الرومانية تسيطر على الدول الواقعة في البحر المتوسط، وكذلك الدخول في مجال الاستعمار الإفريقي، وعمل موسوليني على أن تكون لإيطاليا قوة برية وبحرية وجوية تتناسب مع آماله الكبيرة؛ ولهذا وضع جميع القوات المسلحة تحت سيطرته.


وقد بدأ أولى خطواته التوسعية في شرق أوربا، ففي عام ١٩٢٣ ضم جزر الدوديكانيز، وفي عام ۱۹۲٤ استولى على فيوم Fiume الواقعة على ساحل دالماشيا،وعقد عدة معاهدات للصداقة والحياد وبعض الاتفاقيات التجارية مع عدد من حكومات


وسط وشرق أوربا.


وفي عام ۱۹۲٥ نجح موسوليني بمساعدة من إنجلترا على إرغام الحكومة المصرية على توقيع اتفاق تنازل عن واحة جغبوب المصرية الواقعة على حدود مصر


وبرقة.


وفي عام ۱۹۳۵ بدأت قوات الإيطالية من الصومال الإيطالي، باجتياح أراضي الحبشة (إثيوبيا)، ولما استنجد الإمبرطور هيلاسلاسي بعصبة الأمم، لم تستجب له؛ فدخلت القوات الإيطالية إلى أديس أبابا، وهرب الإمبراطور إلى خارج البلاد عام ۱۹٣٦ ، وأعلنت إيطاليا ضم الحبشة، وصدر مرسوم بتوحيد الحبشة واريتريا والصومال الإيطالي وسميت جميعها بـ "إفريقيا" الإيطالية الشرقية"، وأضيف إلى الملك فيكتور عمانويل لقب "إمبراطور الحبشة".


وبعد الحرب الحبشية بدأت السياسية الخارجية لإيطاليا تأخذ منحى جديدًا، حيث أعلنت خروجها من عصبة الأمم عام ۱۹۳۷ ، وازداد التقارب إيطاليا مع ألمانيا النازية، بينما توترت علاقاتهما مع بريطاينا، وفرنسا، والاتحاد السوفيتي، وفي عام ۱۹۳۸ أيد حركة الجيش الألماني باستيلائه على النمسا، وأخيرًا وصل الفريقان الإيطالي والإلماني تحالف سياسي وعسكري كامل، عرف باسم محور روما - برلين Rome - Berlin Axis والذي قضى بتوسع إيطاليا في البحر المتوسط، وتوسع


ألمانيا في وسط وشرقي وجنوبي القارة الأوربية.ثانيا - النازية (Nazism) في ألمانيا :


(۱) نشأة النازية:


ترجع أصل كلمة نازي إلى الحروف الأربعة الأولى لكلمة Nazioal الألمانية والتي تعني قومي أو وطني والنازية أحد أنظمة الحكم الدكتاتورية الشمولية، وتقوم على التراتب العرقي وتضع العرق الآري الجرماني في قمة هرم البشرية، وظهرت النازية في ألمانيا على يد أدولف هتلر Adolf Hitler منذ عام ۱۹۲۰.


وأبدت النازية تمسكا بالدولة القومية ذات الطبيعة العسكرية، وأقرت الحكم المطلق وكانت ضد الديمقراطية والتعددية السياسية؛ إذ ألغت التعددية في ألمانيا وركزت الحكم في يد هتلر ، وحظرت الأحزاب والنقابات وأدمجتها في كيان واحد هو حزب العمال الاشتراكي، الذي عرف بالنازي، واتخذ الصليب المعقوف شعارًا لها،


(۲) جمهورية فيمار Weimar (۱۳۹۱)


كانت نهاية الحرب العالمية الأولى ۱۹۱۸ مأساة عنيفة على الألمان، فقد اعتقدوا أنهم قبلوا بالهدنة ولكنهم لم يهزموا ؛ حيث كانت فرق الجيش الألماني لا تزال في أراضي الحلفاء، في حين لا تجد جنديًا أجنبيا واحدًا على الأرض الألمانية، وعاد الألمان إلى بلادهم عقب إعلان الهدنة دون أي إدراك أنهم منهزمون، لأن العسكريين الذين سلموا للهدنة قاموا بذلك لوقف خيانة الشيوعيين واليهود، وعقب ذلك انتهى النظام الحاكم القديم، وخرج الإمبراطور إلى منفاه في هولندا، وحدثت عدة ثورات أدت إلى إعلان الجمهورية، وقام بعض الزعماء الألمان المعتدلين بوضع دستور للبلاد يبتعد بها عن الدكتاتورية، ومن هؤلاء الزعماء إيبرت Ebert الذي أقر الحكم الجمهوري في


فيمار Weimar وبعد ذلك تم انتخابه رئيسا للجمهورية.


وتعود أهمية حكومة فيما إلى أنها ركزت الأوضاع المتقلقلة بعد الحرب وهيأت الطريق لزعيم قوي يستطيع أن يحقق آمال الشعب وتطلعاته، ومع هذا كانت الأعباء ثقيلة على حكومة فيما التي وجدت نفسها تواجه كثير من الأزمات، فمن


[102]قام بتأسيس أول دولة نقابية، تعتمد على تعاون الهيئات النقابية والهيئات المستنيرة في البلاد، لأنه كان يستنكر تقسيم الشعب إلى وحدات انتخابية تعتمد على تقسيم البلاد إلى دوائر إقليمية جغرافية ترسل إلى البرلمان نائبًا نجح في الانتخابات بوسائل غير طبيعية، أضف إلى ذلك أن انتخاب نواب يمثلون الوحدات الإقليمية يضعف روح الوحدة السياسية والقومية، أما الانتخابات المثالية فهي التي تمثل مصالح


البلاد الاقتصادية؛ لأن اهتمام المواطن ينصب على حياته الاقتصادية.


توقيع اتفاقية لتران Lateran ۱۹۲ مع البابوية، وفيها اعترفت حكومة


إيطاليا بدولة الفاتيكان، وبأن لها منفذًا على البحر، وتشمل قصر الفاتيكان وملحقاته، وأن للبابا فيها حقوق السيادة، وله شخصية دولية، وأكدت حكومة موسوليني على عدم


تدخلها في تعيين الأساقفة، وإدخال التعليم الديني في المدارس.


وقد حقق موسوليني بهذه الاتفاقية مع البابوية كسبًا كبيرًا، ويعلق على ذلك أحد المؤرخين الإنجليز بقوله: "إن البابا أضفى على الحكومة الفاشية رونقا وبهاء، ودعم بقاءها واستمرارها بصورة لم يكن في استطاعة أي حاكم آخر أن يأتي بمثلها، ولا شك أن بقاء دكتاتورية موسوليني أكثر من إحدى وشعرين سنة كان جانب كبير من الفضل فيه راجعًا إلى توفيقه في مساسيرة الحبر الأعظم".


وفيما يتعلق بسياسته الخارجية، كان موسوليني يرى أنّ إيطاليا لا بد أن تعود إلى مجدها القديم، حيث كانت الإمبراطورية الرومانية تسيطر على الدول الواقعة في البحر المتوسط، وكذلك الدخول في مجال الاستعمار الإفريقي، وعمل موسوليني على أن تكون لإيطاليا قوة برية وبحرية وجوية تتناسب مع آماله الكبيرة؛ ولهذا وضع جميع القوات المسلحة تحت سيطرته.


وقد بدأ أولى خطواته التوسعية في شرق أوربا، ففي عام ١٩٢٣ ضم جزر الدوديكانيز، وفي عام ۱۹۲٤ استولى على فيوم Fiume الواقعة على ساحل دالماشيا،وعقد عدة معاهدات للصداقة والحياد وبعض الاتفاقيات التجارية مع عدد من حكومات


وسط وشرق أوربا.


وفي عام ۱۹۲٥ نجح موسوليني بمساعدة من إنجلترا على إرغام الحكومة المصرية على توقيع اتفاق تنازل عن واحة جغبوب المصرية الواقعة على حدود مصر


وبرقة.


وفي عام ۱۹۳۵ بدأت قوات الإيطالية من الصومال الإيطالي، باجتياح أراضي الحبشة (إثيوبيا)، ولما استنجد الإمبرطور هيلاسلاسي بعصبة الأمم، لم تستجب له؛ فدخلت القوات الإيطالية إلى أديس أبابا، وهرب الإمبراطور إلى خارج البلاد عام ۱٩٣٦ ، وأعلنت إيطاليا ضم الحبشة، وصدر مرسوم بتوحيد الحبشة واريتريا والصومال الإيطالي وسميت جميعها بـ "إفريقيا" الإيطالية الشرقية"، وأضيف إلى الملك


فيكتور عمانويل لقب "إمبراطور الحبشة".


وبعد الحرب الحبشية بدأت السياسية الخارجية لإيطاليا تأخذ منحى جديدًا، حيث أعلنت خروجها من عصبة الأمم عام ۱۹۳۷ ، وازداد التقارب إيطاليا مع ألمانيا النازية، بينما توترت علاقاتهما مع بريطاينا، وفرنسا، والاتحاد السوفيتي، وفي عام ۱۹۳۸ أيد حركة الجيش الألماني باستيلائه على النمسا، وأخيرا وصل الفريقان الإيطالي والإلماني تحالف سياسي وعسكري كامل، عرف باسم محور روما - برلين Rome - Berlin Axis والذي قضى بتوسع إيطاليا في البحر المتوسط، وتوسع


ألمانيا في وسط وشرقي وجنوبي القارة الأوربية.ناحية نتائج مؤتمر الصلح ۱۹۱۹ الظالمة لألمانيا، ومن ناحية أخرى الأزمة


الاقتصادية، ومؤامرات الشيوعيين، ومحاولات الملكيين العودة للحكم.


ونجحت جمهورية فيمار خلال عهدها أن تقدم خدمات جليلة لألمانيا، حيث استطاعت أن ترجع للعملة قيمتها، وأن تحرر أرض الوطن من القوات الأجنبية التي فرضت عليها، وأدخلت ألمانيا عصبة الأمم كدولة من الدول العظمى، وحملت الحلفاء


على تخفيض التعويضات المفروضة لفرنسا.


وأي ما كان الأمر فإن حكومة فيمار لم يكن سير الأحداث في صالحها، ففي عام ۱۹۲۹ بدأت الأزمة الاقتصادية العالمية، فسحبت الولايات المتحدة أموالها من ألمانيا، مما أدى إلى حدوث أكبر نكبة في دوائر الأعمال الألمانية؛ حيث أغلقت المصارف البنوك) أبوابها، وطردت المصانع عمالها، وتضائلت الدخول والأرباح وعجزت حكومة فيمار عن إيجاد حل لهذه الضائقة، الأمر الذي أدى إلى سطوع نجم هتلر وحزبه النازي، وانتهى الأمر بسيطرته على كافة الأمور في ألمانيا، كما سيأتي


ذكره.


(۳) أدولف هتلر Adolf Hitler (١٨٨٩ - ١٩٤٥):


ولد في ۲۰ أبريل ۱۸۸۹ في قرية نائية بالنمسا قرب الحدود الألمانية، وكان أبوه موظفا في الجمارك، ومات الأب وهو لم يناهز الرابعة عشرة من عمره فلم يستطع أن يتم تعليمه، فذهب إلى فيينا للالتحاق بإحدى الأكاديميات الفنية، ولكن فشل فيها، واضطر إلى أن يقوم برسم بعض الصور وبيعها للعيش منها ، رحل هتلر إلى ميونخ عام ١٩١٣ ولما قامت الحرب العالمية الأولى ۱۹۱٤ تطوّع في الجيش طوال سنين الحرب، وبعد انتهائها انضم إلى حزب العمال الاشتراكي الوطني في ميونخ، وأعجب بمبادئه، وفي يوليو ۱۹۲۰ أصبح هتلر رئيسًا لهذا الحزب الذي عرف بالحزب النازي


.(Nazism)وعندما تعرضت ألمانيا لمحنتها الاقتصادية والسياسية عام ١٩٢٣ ، قام هتلر بتخطيط محاولة للانقلاب على الحكم القائم، ولكن ألقي القبض عليه، وحكم بسجنه خمس سنوات، وبعد أقل من تسعة أشهر أطلق سراحه ليستأنف كفاحه من جديد، ثم انتهز هتلر الظروف التي نتجت عن أزمة ۱۹۲۹ الاقتصادية والبطالة التي نجمت عنها، وقام بشن حملات قاسية على حكومة فيمار التي بدت ضعيفة وعاجزة عن مواجهة التحديات حتى تقربت الشركات من هتلر وحزبه وساندته ماليا وسياسيا على اعتبار أن البلاد في حاجة إلى شخصية قوية ذات قدرة على مواجهة الأزمات بحزم ومن ناحية أخرى كانت هذه الشركات تساير التيار الشعبي العام الذي أخذ يلتف حول هتلر وشعبه، وبدا واضحًا أنه سيصبح أقوى زعماء الأحزاب بعد وقت ليس بالطويل.


وقد بدأ عدد المؤيدين لهتلر يتزايد حتى حصل على على أكبر عدد من مقاعد الريخستاج في انتخابات ۱۹۳۲ بالنسبة لبقية الأحزاب وعلى الرغم من أن هتلر لم يفز في انتخابات رئاسة الجمهورية أمام هند نبرج ۱۹۳۲ فإنّ كفته وحزبه أصبحت ثقيلة حيث أن مستشار الجمهورية وهو فرانز فون بابن Franz Von Papen كان يفضل وصول هتلر لمنصب المستشارية حتى لا يتمكن الشيوعيون - الذين زادت قوتهم من الوصول للحكم وأن أمام هند نبرج طريق واحد لشل الشيوعية، ولهذا قبل غير راضي - نصيحة فون بابن بشأن إسناد منصب المستشارية إلى هتلر في أوائل وهو


عام ١٩٣٣.


وفي أغسطس ١٩٣٤ مات الرئيس هندنبرج، فتولى هلتر منصب رئيس الجمهورية، بالإضافة منصب مستشار الرايخ، ولم يكن هتلر يميل إلى لقب رئيس وإنما يُفضل لقب الفهرر Fuhrer بمعني الزعيم، وأمر بإجراء استفتاء آخر للشعب،


وحصل على إجماع الألمان في تولي المنصبين.


والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، لماذا نجح هتلر بهذه السرعة في الوصول إلى سدة الحكم، لعل ذلك يمكن في كثير من الأسباب والظروف التي ألمت بالأمة الألمانية


وقتئذ، ومنها :


[104]


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Le pêcheur et s...

Le pêcheur et sa femme Il y avait une fois un pêcheur et sa femme, qui habitaient ensemble une cahu...

في التاسع من ما...

في التاسع من مايو/أيار عام 1960، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على الاستخدام التجاري لأول أقر...

أهم نقاط الـ Br...

أهم نقاط الـ Breaker Block 🔹 ما هو الـ Breaker Block؟ • هو Order Block حقيقي يكون مع الاتجاه الرئي...

دوري كمدرب و مس...

دوري كمدرب و مسؤولة عن المجندات ، لا اكتفي باعطاء الأوامر، بل اعدني قدوة في الانضباط والالتزام .فالم...

سادساً: التنسيق...

سادساً: التنسيق مع الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية وفريق إدارة شؤون البيئة لنقل أشجار المشلع ب...

I tried to call...

I tried to call the hospital , it was too early in the morning because I knew I will be late for ...

أكد موقع " cons...

أكد موقع " construction business news " في أحد تقاريره عزم الشركات اليابانية والصينية على استهداف ال...

This paragraph ...

This paragraph is a description about ... The relation).. I am ... (name of the person)....•• is thi...

عام. يمكن القول...

عام. يمكن القول إن نظام المعلومات يعزز شفافية السوق من خلال توفير المعلومات اللازمة ويعزز تداولية ال...

In this present...

In this presentation, I will focus on main points: First, I will provide a definition of the concep...

في خسائر فادحة ...

في خسائر فادحة للذرة، والمحاصيل السكرية، والأعلاف النجيلية، والكينوا. لمواجهة هذه التحديات بفعالية،...

أدى الإنترنت وا...

أدى الإنترنت والتطور الرقمي إلى إحداث تحول جذري في أساليب التواصل وتبادل المعلومات بين الأفراد. فنحن...