Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

(Using the AI)

يناقش النصّ تحليل الكلمة في اللغة العربية، مُميّزاً بين الكلمات المتمكّنة (أسماء وأفعال) وغير المتمكّنة (حروف جرّ، ضمائر، أسماء إشارة...). يُعرّف الكلمة المتمكّنة بأنها مستقلة بذاتها دلاليًا، مكونة من مادة أصلية ووزن، بينما تعتمد غير المتمكّنة على كلمات أخرى. يُفصل النصّ أنواع الكلمات غير المتمكّنة، كالأضمائر، أسماء الاستفهام، الموصولات، وأسماء الظروف، مُبيّناً خصائص كلّ منها. كما يُبرز أهمية اكتساب هذه الكلمات في سنّ مبكرة (4-5 سنوات)، وما ينتج عن عطل في ذلك من صعوبات لغوية، خاصةً لدى الأفراد ذوي الصعوبات اللغوية النمائية. يُقدّم النصّ منهج النحاة العرب في تحديد بنية الكلمة، معتمدين على عملية حمل الشيء على الشيء، مُوضّحاً ذلك برمزية حروف الأفعال. ثمّ يستعرض طريقة الخليل بن أحمد الفراهيديّ في حساب عدد الكلمات العربية الممكنة رياضياً، انطلاقاً من ترتيب الحروف، مُشيراً إلى إمكانية استغلال هذه الطريقة في دراسة أمراض الكلام، بما يسمح بحساب الرصيد اللغويّ للفرد، وبناء اختبارات قياسية، واستخدام الحاسوب في تحليل اللغة العربية. أخيراً، يُناقش النصّ اكتساب الكلمات عند الفرد، مُميّزاً بين المتمكّنة وغير المتمكّنة، ويوضّح العيوب التي قد تصيبها، كالحذف، الزيادة، القلب، والإبدال، مُقترحاً طرقاً للتّكفّل والتّقويم.


Original text

. التحليل في مستوى الكلم وما يقابله من عيوب تندرج في هذا المستوى وحدات لغويّة تُحلّل إلى عنصرين دالّين، هما المادة الأصلية والوزن، تسمّى الكلم، وتندرج فيه الأسماء والأفعال (خولة طالب
الإبراهيمي، 96 : 2000). وعرّف سيبويه الوحدات في هذا المستوى بأنيا الاسم والفعل وحرف جاء لمعنى، ليس باسم ولا بفعل (بشير إبرير، 2005:
8/ عن سيبويه) والكلم نوعان :



  • الكلم المتمكّنة : هي الأسماء والأفعال التي لا تحتاج إلى غيرها للدّلالة على معناها. ويقول عبد الرّحمن الحاج صالح بأنّ (الكلم المتمكّنة يُبتدأ بها ويُوقف عليها، لأنّ لها قابليّة الانفراد، وتتركّب من مادّة أصليّة ووزن، أيّ الكلمة من حيث وزنها وصيغتها، وهي الهيئة التي يمكن أن يشارك فيها غيرُها، وهي عدد حروفها المرتّبة وحركاتها وسكونها، مع اعتبار الحروف الزّائدة والأصليّة كلّ في موقعه» (عبد الرّحمن الحاج صالح، 2007 أ/ عن الإستربادي).

  • الكلم غير المتمكّنة : تشمل حروف المعاني والأفعال النّاقصة وغير المتصرِّفة والأسماء المبنيّة، وهي جملة الأدوات التي تدخل على الأسماء والأفعال لتعطيها معنى زائدًا غير المعنى الأصليّ (بشير إبرير، 2005) وتحتاج إلى غيرها من الكلم لظهورها، وينعدم فيها الأصل والصّيغة. قد بيّنا أنّ حروف المعاني نوعان :

  • المورفيمات الدّاخلة في صيغة الكلم، التي ليست من صنفه، وقد تطرّقنا إليها في المستوى الثّاني من التّحليل، وذلك يُغني عن العودة إليها.

  • حروف المعاني من النّوع الثّاني، التي هي من صنف الكلم غير المتمكّنة، مثل حروف الجرّ والضّمائر، وأسماء الإشارة إلى غير ذلك من الوحدات.
    يعطي الدّحداح قائمة بهذا الصّنف من العناصر الدّالّة، وإن بقيت مفتوحة، وهي كالاتي :
    ١- الضّمير : هو اسم غير متصرّف، ينوب عن اسم سابق، غائب أو مخاطب أو متكلّم، وهو إمّا ظاهر أو مستتر.

  • فالضّمير الظاهر له صورة بارزة في التّرِكيب؛ لفظًا وكتابةً.

  • والضّمير المستتر يختفي بعد الفعل؛ لفظًا وكتابةً.
    الضّمير الظّاهر نوعان :

  • المتّصل ويقع في آخر الكلمة، وهو جزء منها.

  • المنفصل ويكتب منفصلاً عن غيره من الكلمات.
    والضمير المستتر نوعان:

  • مستتر وجوبًا حيث لا يمكن أن يحلّ محلّه اسم ظاهر مثل أنا، أنت،
    نحن ...

  • مستتر جوازًا حيث يمكن أن يحلّ محلّه اسم ظاهر مثل هو، هي ...

  • اسم الإشارة : هو اسم غير متصرّف، يشير إلى شخص معيّن أو حيوان أو شيء (أنطوان الدّحداح، المرجع السّابق نفسه : 64)، مثل هذا، ذاك، ذلك، إلخ، وأسماء الإشارة المختصّة بالمكان، مثل ثمّة، هنا، هناك، إلخ.

  • اسم الاستفهام : هو اسم غير متصرّف، يستعلم عن شيء أو أمر. جميع أسماء الاستفهام لها حقّ الصّدارة في الجملة (أنطوان الدّحداح، المرجع
    السّابق نفسه : 65)، نذكر منها : هل، أين، كيف، متى، كم ... يمكن لها تادية دورٍ خاصّ في التّركيب، انظر ظاهرة الصّدارة (la surrection) وهو ستوى أعلى من التّجريد عند عبد الرّحمن الحاج صالح.

  • الاسم الموصول : هو اسم غير متصرّف، يدلّ على معنى معين ولا يتمّ معناه إلا بجملة تذكر بعده، هي صلة الموصول، مثل : الذي، التي، اللالي، الذين، إلخ.
    والاسم الموصول نوعان :

  • اسم موصول خاصّ، وله صيغ للمذكر والمؤنّث وللمفرد والمشّى
    والجمع،

  • اسم موصول عامّ، ويبقى على لفظ واحد مع الجميع (أنطوان الدّحداح، المرجع السّابق نفسه : 67).
    ملاحظة هامّة : الصّلة تعيّن مدلول الموصول وتجعله واضح المعنى، كامل الإفادة، فعدم اكتسابها أو فقدان القدرة على استعمالها، كما هو الحال فى حالات الحبسة وعيوب اللّفظة وعيوب البناء، كما سنرى لاحقًا، يُسبُب مشاكل عريصة في وضوح الحديث وانسجامه (,Nouani H, 1991, 96-1995
    •(2004, 2010

  • اسم الظرف : هو اسم غير متصرّف، يدل على الزّمان والمكان الذي يقع فيه الفعل، وهو أقسام :

  • اسم ظرف معرب : مفعول فيه منصوب، وهو بدوره نوعان :

  • اسم ظرف مبهم : يدلّ على زمان أو مكان غير مقدّر،

  • اسم ظرف محدود : يدل على زمان أو مكان مقدّر.

  • اسم ظرف مبنيّ : مفعول فيه في محلّ نصب، وهو نوعان :

  • اسم ظرف مبنيّ غير متصرّف، لا يستعمل إلاّ ظرفًا،

  • اسم ظرف مبنيّ متصرّف يستعمل ظرفًا وغير ذلك» (أنطوان الدّحداح، المرجع السّابق نفسه ).
    الاستعمال الصّواب والتّحكّم الجيّد في هذه الحروف من الأهّمّيّة بمكان، ويفترض اكتسابها عند الطّفل في حدود 5-4 سنوات ( ,François F et al
    1977)، وأيّ عطل في التّحكم في استعمالها، يؤثر مباشرة على استقامة الكلام الشّفويِّ، مع عواقب وخيمة تنجرّ على المكتوب في ما بعد. وترجع الصّعوبة إلى عدم اكتساب الطّفل آليّات الصياغة اللّغوية (Les mécanismes de la
    ‹mise en mots) (François F et al, 1984, Nouani H, 1986, 1997-98
    حسين نواني، 2003-2002).
    ويتسبّب كذلك في ظهور صعوبات في بناء الرّصيد اللّغويّ وعيوب في تسيير الحديث، خاصّة أنّ هذه الوحدات تعتبر عناصر لغويّة صعبة الاكتساب لطبيعتها المجرّدة (عبد الرّحمن الحاج صالح، 286 : 2016)
    وتظهر جليًّا عند الأفراد ذوي الصّعوبات اللّغويّة النّمائيّة المميّزة (TDSL)،
    وتتفاقم هذه الصّعوبات عند الأفراد الذين تعرّضوا لصدمات دماغيّة، كما هو الشّأن في حالات الحبسة والأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، كالعاهة الذهنية على سبيل المثال.
    ولتوضيح أكثر لمنهج تحديد بنية الكلم، فالنّحاة العرب - حسب عبد
    الرحمن الحاج صالح- لا يقتصرون على اكتشاف الصّفات المميّزة، ولا يكتفون بعمليّة الاشتمال، بل يتجاوزونها بحمل الشّيء على الشّيء، فهي عمليّة إجرائيّة، لا تتوقّف عند حدّ الجنس، الذي ليس إلاّ مجرّد فئة تشترك عناصرها في صفة واحدة أو مجموعة من الصّفات، بل يتجاوزون ذلك ويربطون علاقة مباشرة بين العناصر التي توجد بين مجموعتين على الأقلّ، . لاستنباط البنية التي تجمعها.
    ولتوضيح ذلك، انظر الرّسم البيان (الشّكل رقم 1 : ص : 31) الذي
    قدّمه الأستاذ عبد الرّحن الحاج صالح لصيغة الكلمة (عبد الرّحن الحاج صالح، 2007 أ : 22) والذي تمّ تمثيله في هذا الكتاب. فكلّ حرف من حروف الأفعال المُمثّلة محمّل على صيغة حرف من حروف فَعَلَ، ويمكن تعميم العمليّة على كلّ الأوزان الممكنة في اللّغة العربيّة، وأحسن مثال يمكن ضربه عن عبقريّة العلماء العرب وما قدّموه من خدمة للّغة العربيّة، يستطيع المختصّون الاستفادة منه، هو الكلمة العربيّة النّاتجة عن قسمة التركيب (combinatoire) للحروف الصّوتيّة.
    فهؤلاء النّحاة حسب عبد الرّحمن الحاج صالح جعلوا لكلّ حرف من الحروف الأصل رموزا، كما تمّ ذكره سالفا، فمثّلوا الصّامت الأوّل بالفاء، والصّامت الثّاني بالعين، والثّالث باللام بالنّسبة للثّلاثيّ، وبحمل المجموعة على الأخرى، أي العناصر المُكوِّنة للكلمة، نستنبط البنية "فَعَلَ" وهو المثال الذي تُبنى عليه العناصر اللّغويّة الأخرى، وتُستخرج منها الثّوابت المجرّدة التي يمكنها تمثيل أيّ حرف من حروف اللّغة العربيّة، أمّا المتغيّر فهو تلك الأوزان المختلفة التي تتولّد منها كلّ المفردات المرتبطة بالأصل (;Had
    لعبد الرّحمن الحاج صالح، 1 )1 ) 012 ) )
    إنّ التّمعّن في هذه الفكرة، يمنح الباحث في أمراض الكلام القدرة على فهم العديد من المفاهيم والمصطلحات وضبطها، بدءًا بتلك المتعلَّقة بالعيوب على مستوى الكلم، والقدرة كذلك على الرّدّ على الدّراسات المغلوطة التي عملت على وصف هذا العيب، وفق تصوّر مسبق وجاهز، لا صلة له باللّغة العربيّة. فالاستعانة بالرّموز واستعمالها، كما دوّنه العلماء لعرب، يفسح المجال للباحث والممارس في الميدان لتحديد منهجيّة واضحة
    ومضبوطة، تستجيب لطبيعة اللّغة العربيّة، لأنها تستنبط قوانينها وقواعدها وتصريفاتها من حقيقة هذه اللّغة، وليس استقدام مصطلحات مبهمة يجهلها السجلّ العربيّ. فالتّرميز لمختلف أصوات اللّغة في الثّلاثيّ، على سبيل المثال، باق ع ل، يمكّن الباحث من الوصف الجامع والمانع للمعطيات(1).
    فعلى سبيل المثال، وفي دراسة معيّنة، تتطلّب جرد مشكلات المفردات ومختلف صفاتها العياديّة، بدلا من ذكرها الواحدة تلو الأخرى، يمكن للمختص أن يشير إلى صنف من المفردات وخصائصها، بالاكتفاء بذكر صيغها وتكراراتها فقط (2)، كتلك على صيغة فعل أو استفعل، إلخ، حتّى يتسنى للقارئ فهم الهدف الذي ينشده الباحث من الدّراسة، ويستطيع نتيجة لذلك، عدد لا يحصى من الباحثين تداولَ مصطلحات عديدة، وهو ما يجعلهم يتقاسمون أفكارًا مشتركة وموحّدة دون أن يختلفوا في مفاهيمها.
    لم يتوقّف العلماء العرب ونحاتهم عند هذا الحدّ من الإبداع، بل تجاوزوه بأن نبغوا أكثر، نذكر عبقريّة هؤلاء في ما يُسمّى بأوجه التّصرّف وترتيب الحروف (la combinatoire) في مستوى الأصل، وما أتى به "الخليل بن أحمد الفراهيديّ" في هذا النّطاق (انظر العديد من المنشورات للأستاذ عبد الرّحمن الحاج صالح، 2016 ،2011 ،1979). فقد أورد عن سيبويه قوله بإنّه انطلاقًا من مجموع حروف اللّغة، التي هي 28 حرفًا، وترتيبها
    يمكن الحصول على جميع مفردات معجم اللر ( ia e)
    الممكنة، سواء كانت شائعة الاستعمال، أو حتّى غير المعروفة (Hadj Salah
    A, 1979 : 267,2011، عبد الرّحمن الحاج صالح، 2016).
    (1). وذلك باختزال عدد هائل من العناصر اللّغويّة، سواء على المستوى الإفراديّ أو حتّى البناء، في عدد محدود من البُنى الإجرائيّة.
    (2). التقنية الإحصائيّة كاف تربيع، تلاثم جيدًا هذا النّوع من الذراسات.
    والسّؤال المطروح : كيف نستطيع تطوير منهجيّة تسمح بالحصول بطريقة ذكيّة واقتصاديّة على كلّ العناصر اللّغويّة من صنف الكلم المكوّنة والممكنة في اللّغة العربيّة ؟
    لقد لجأ - حتمًا - العديد من الباحثين في مختلف المجتمعات إلى طرق شتّى لحصر العناصر اللّغوية المكوّنة لمعجم لغتهم. لا شكّ في أنّ أشهر طريقة مستعملة في كلّ الحالات، إن لم نقل الأوحد، هي طريقة العدّ (أي حساب الوحدات الواحدة تلو الأخرى، وما تسيّبه من متاعب للباحث) إلا في ما يخص اللّغة العربيّة، فعلماؤها، ونخصّ بالذكر الخليل، وبفضل حنكته ومهارته، تمكّن من ابتداع طريقة علميّة رياضيّة فريدة من نوعها، المسماة بقسمة التّركيب، إذ تمكّن الباحث، انطلاقًا من عدد محدود من الحروف، من الحصول على عدد هائل من الكلم وعدد لا متناه من التّراكيب (الجمل).
    ويقول عبد الرّحمن الحاج صالح - عن الخليل دائمًا - (إنّ اللّغة العربيّة هي لغة ترتكز على أربعة أنواع من التّراتيب : "ثنائيّة، ثلاثيّة، رباعيّة، خماسيّة".
    فالكلمة الثّنائيّة لها وجها تصرّف : قد/ دق، الثّلاثية لها ستّة أوجه، وتسمّى
    مسدوسة : "ج ل س، ج س ل، س ج ل، س ل ج، ل ج س،ل سج، والكلمة الرّباعية لها أربعة وعشرون وجها، والخماسيّة لها مائة وعشرون وجه (عبد الرّحمن الحاج صالح، 2012 بتصرّف).
    استطاع الخليل انطلاقًا من ترتيب الحروف في الكلمات الثّنائية حتى الخماسين وحساب جميع الاحتمالات للحصول على كلّ الكلمات الممكنة بالتّقاليب المختلفة، ويتمّ ذلك بحساب هذه الإمكانيّات بعاملي ن حرف ونحصل على ما يلي)» (انظر Fadj Salah A,1979, 2011، عبد الرّحمن الحاج
    صالح، 2012) :
    1x2 =2 = !2
    1x2x3 =6 =! 3
    1x2x3x4 = 24 = !4
    1x2x3x4x5 = 120= !5
    والصّيغة الريّاضية هي كالآتي : ن ! = ن x (ن - 1) لمزيد من المعلومات
    المراجع السابقة نفسها، عبد الرّحمن الحاج صالح، ( ) a ) )
    وبما أنّ اللّغة العربيّة تحتوي على 28 حرفًا، ويمكن أن تُرتّب في كلمات ثنائيّة وثلاثيّة ورباعيّة وخماسيّة، حسب "توافقات مختلفة
    وبطريقة رياضيّة بسيطة، يمكن حساب كلّ الإما ainem)
    التي تمنحها هذه العمليّة. ويقول عبد الرّحمن الحاج صالح عن الأصفهانيّ الذي بدوره عن الخليل (عبد الرّحمن الحاج صالح، 1983-1982)، («إنّ الخليل أحصى ما يقارب 12305412 كلمة، وذلك بجمع كلّ الإمكانات التي تمنحها التّوافقات))، وهذا 14 قرنًا قبل اختراع الحاسوب وهي :
    28
    A 2
    28× 27 =
    756
    28
    A 3
    28X27*26 =
    19656
    الثّنائي
    الثّلاثي
    28x27x26x25 =
    491400
    الرّباعي
    28
    As
    28X27X26x25x24 = 11793600
    الخماسي
    المجموع 12305412
    عن عبد الزحمن الحاج صالح، 2011 ،1983-1982 ،1979).
    لم يقف الخليل عند هذا المستوى من التّحليل والحساب فحسب، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، باختراعه طريقة أخرى، وهي الطريقة الدّائرية لتمثيل مختلف التّقاليب وتفسيرها. ونفضل إرجاء هذا المفهوم إلى فرصة أخرى في سياق آخر، ولمزيد من المعلومات، نوجّه القارئ، إلى تصفّح مختلف منشورات الأستاذ، خاصّة أطروحة الدّكتوراه (1979، والنّسخة المنشورة في 2011) وكتاب منطق العرب في علوم اللّسان (2012).
    تبدو معاينة هذه المفاهيم والإجراءات الرّياضيّة، للوهلة الأولى، دون طائل، بالنّسبة للمختصّ في أمراض الكلام. ومن حقّه أن يتساءل عن جدوى الاهتمام بهذه المفاهيم، التي ربّما لن تعود عليه بكبير نفع، لكن، إذا استغلّت هذه المفاهيم استغلالاً علميًّا، سيجني منها غزير الفوائد، التي تعود على الاختصاص بالإيجاب، ويمكن أن تساهم في إيجاد الحلول لكثير من الإشكالات المطروحة والعالقة في ميدان أمراض الكلام وعلم النّفس اللغويّ، وحتى القياس. فباستغلال هذه المفاهيم والإجراءات الريّاضيّة
    المختلفة يمكن :
    • استنباط بعض القوانين والتّوجيهات، واتّخاذها معيارًا يمكن استخدامه مرجعاً، يستغلّه الباحث أو الممارس في الميدان لضبط بعض المتغيّرات، نذكر منها على سبيل المثال ما يلي :

  • حساب الرّصيد اللّغويّ عند الفرد، والاعتماد على التحليل العامليّ، وحساب المتوسّطات الحسابيّة في اكتساب المفردات عند الفرد أو مجموعة من الأفراد. لفرض، مثلا، أنّ بحوزة الباحث قيم مُعيّنة ومختلف إمكانيّات توافقاتها، لتكن "الكلمة الثّلاثيّة"، يستطيع الباحث أن يحسب الرّصيد اللّغوي للكلم الثّلاثيّة وتقييمها عند هذا الفرد، آخذًا معياراً
    القيم المختلفة المرتبطة بهذا المعيار 756 ود"٨، ومجموع توافقاتها لموضعة
    المعني بالنسبة لهذه القيمة، بعد حساب المتورسة ( وا ni
    العيّنة ممثّلة لمجتمع الأصل.
    • يمكن استعمال قسمة التركيب في بناء الاختبارات وإجراءات القياس في أمراض الكلام، والاعتماد على مختلف الصّيغ، من الثّنائيّ حتّى الخماسيّ، معياراً لتحديد البنود واختيارها، وتطبيق صيغ رياضيّة متطوّرة كمعاملات الارتباط والتّحليل العاملي في الإجراءات السّيكومتريّة لحساب الصّدق والثّبات، واعتبار أنّ اللّغة العربيّة سجلاً يمكن ضبطه ريّاضيّا وحسابيّا.

  • إمكانيّة استعمال الحاسوب بسهولة في الدّراسات التي تعني اللّغة العربيّة، لكون هذه اللّغة مؤهّلة أكثر من أيّ لغة أخرى وقابلة لأن تُوظّف حسب
    نمط منطقيّ-رياضيّ (un raisonnement logico-mathématique)، وكنّا
    قد أشرنا إلى هذه الميزة سابقًا (ارجع إلى مفهوم الزّمرة) وتحويل معطياتها الكيفيّة إلى قيم كميّة، ما يسهّل على الباحث ضبطها بالحاسوب، ويبسّط عمليّة اختيار البنود بمختلف تراتيبها وتوافقاتها واحتمالاتها، واستعمالها عند الحاجة، في حصص التّقويم، مثلاً.
    -كيف يكتسب الفرد مختلف أصناف الكلم، وما هي العيوب التي تعتريها ؟ لنرجع إلى العنوان المطروح في هذا الفصل، وهو التحليل على مستوى الكلم وما يقابله من عيوب. لكن قبل الخوض في وصف العيوب التي تخصّ هذا الصّنف من الوحدات اللّغوية، بودّنا أن نؤكّد ولو بشكل موجز على جانب هام من البحث، وهو كيفيّة اكتساب هذه الكلم عند الفرد (1)،
    (1)- التّزوّد بمعلومات مكثّفة في علم النّفس النّموّ، يُعدّ ضروريّا لفهم مراحل النّموّ التي يمرّ بها الفرد، حتّى نتمكّن من تحديد المعالم التي تفصل بين النّموّ السّويّ والنّموّ غير السّويِّ.
    سواء كانت المتمكّنة منها من أسماء وأفعال، وغير المتمكّنة. إنّ أصل أنيْ اكتساب هو الاحتكاك والتّفاعل الماديّ والاجتماعيّ مع المحيط (Faget ١٠
    (1966, Vygotsky L-S, 1985, Bruner l, 2003,20) ا الا)]
    لأيّ اكتساب أن يحصل خارج هذا التّفاعل (Nouani H4, 1994، حسين
    نواني، 2002-2003).
    ذكرنا في متن هذا العمل، أنّ النّمو هو وليد تطوّرين : الأوّل مرتبط بالذكاء الحسّ-حركيّ، والثّاني مرتبط بالتّبادلات والتّفاعلات الاجتماعيّة، وهذان التّطوران متكاملان فيما بينهما. ولذلك، فالفرد يبني مُثُلاً (des
    اللّغويّة المبنية على صيغة معيّنة، ويتمّ هذا بعد نضج القدرات المعرفيّة والذّهنيّة. أمّا المادة الأصليّة، فهي رهينة التّبادلات اللغويّة (les échanges
    فالمثال حين يجهز، يستقبل عبر التّبادلات مواد أصلية ال an e
    تمكّنه انطلاقًا منها من صياغة كل الأوزان الممكنة، هذا في ما يخصّ صنف الكلم المتمكّنة، أمّا غير المتمكّنة منها، فاكتسابها يحصل متأخّرًا عادة، الواحِدات تلو الأخُر، وكلّ وحدة لغويّة على حدة، بطريقة تشبه التّلقين والحفظ، لأنها تستدعي تدخّل الذّاكرة؛ العاملة منها وطويلة المدى (حسين نواني، T1601 /08/2005)، وتفسير ذلك يرجع إلى خلوّها من المعنى وطبيعتها المجرّدة. وتمتاز هذه الوحدات بصعوبة اكتسابها في المراحل الأولى من العمر، خاصّة قبل نضج الوظيفة الرّمزيّة، من جهة، وتعرّضها للتّلف السّريع في حالة الصّدمات، من جهة أخرى. فبدخول الطّفل في حلقات اتصاليّة متنوّعة، تمكّنه من اكتساب الأصناف نحو-مفرديّة، والتي بدورها تخوّله تطوير قدراته الاتّصاليّة واكتساب أصناف نحو-مفرديّة جديدة و اي صعوبة في اكتساب هذا الصنف من الكلام
    يمرد مصدره إلى تعذّر في نضج القدرات الذّهنيّة والتّصوَرات والتّمثيلات من ناحية، ما يستدعي في مثل هذه الحالات، تكفّا مزدوجًا، معرفيّا ولغويّا، وتعدّرا في التّحكّم في القدرة على الدّخول في الحلقات الاتّصالية المختلفة، من ناحية أخرى، والنّتيجة ظهور عيوب في قدرات استحضار الكلم واستعمال، والوعي بوفليفته (Nouani H. 1995-96)، ويحصل ما بسمّى باختلال التّوازن (déséquilibre)، عندما يتعذّر الاستيعاب والمواءمة
    هو مُقترح في الدّراسات المُستوردة من الثّقافات الأجنبيّة.
    ففي تعريف ساذج، تحاول بعض الدّراسات وصف بعض الأعراض التي تصيب الكلمة وتفسير أسبابها، بعدم تمكن الطّفل من تنظليم الأصوات والمقاطع داخل الكلمة (Pialloux P et al, 1975، محمّد حولة، 2009)
    وتتجلى أعراضها في الأشكال الآتية : القلب، الحذف، التّعويض، الإبدال، إلخ (Kremer ]-M, Lederle E, 1991)، غالبًا ما يحتفظ الطفل بلغة صبيانيّة
    •(un parler bébé)
    نلاحظ من خلال هذا التّعريف، أنّه لا يقدِّم أيّ تأويل للعيب، ويكتفي بمجرّد وصف بعض الأعراض دون إعطاء أيّ توضيح للآليّة الحركيّة التي
    Le mécanisme d'action qui explique le pourquoi du) تُفسِّر الظّاهرة
    وتظل هذه الدراسات ارتجاليّة، دون الاستناد إلى أي قي i
    نظرية تحتكم لأسسها في تفسير الظّواهر اللّغويّة. هذا ما ترك البحث في والتكوين في الأرطفونيا يتخبّط في السّداجة والبساطة والعموميّات، ولا يرقى إلى المستوى الأكاديميّ.
    انطلاقا ممّا سبق، واستنادًا إلى ما قدّمته النظريّة الخليليّة حول مفهوم الكلم، يمكننا أن نحدّد بموضوعيّة وعلميّة حقيقة هذا العيب، وتقدهم مض التفسيرات الأكثر قابلية لشرحه عند النّاطق العربيّ، متجاوزين سطحية الدراسات والأديّات المستوردة. فعيب أو اضطراب الكلم مو عطل فونولوجيّ في الوعيّ واستيعاب شكل الكلمة ومثالها، ويتجلّى ذلك على مستوى المادّة الأصليّة والصّيغة، ترجع أسبابه إلى قصور في القدرات المعرفيّة والتمثيل (la représentation) من جهة، وإلى صعوبات في الدّخول في حلقات تفاعليّة من جهة أخرى، كما سبق أن ذكرنا ذلك. هذا المشكل يمسُّ ماهية الكلمة من حيث البناء، والقدرة على ترتيب الحروف من حيث الوصل، وتعتبر في كلّ الحالات شذوذًا عن القياس وخروجا عن الاستعمال، وتظهر الأعراض كما يلى :
    • بالنّسبة إلى صنف الكلم المتمكّنة
    أ- في مستوى المادّة الأصليّة على المحور العموديّ (عيوب البناء) : وهي تعني ماهية الكلم في حدّ ذاته أي بنائه، وتتجلّى أساسًا في الحذف أو الزيّادة وذلك من الثّنائي حتّى الخماسيّ.
    أ.أ- الحذف : وهو حذف حرف أو أكثر من حرف من أصل الكلمة، ولنأخذ الاسم الثّلاثيّ أنموذجًا :
    المادة الأصليّة : / ف ع ل/ [ف ع]، [ف ل]، [ع ل]، [ف]، [ع]، [ل] ... إلخ.
    أ.ب- الزيّادة : وهي زيادة حرف أو أكثر من حرف من أصل الكلمة، ولنأخذ الاسم الثّلاثي أُنموذجًا :
    المادّة الأصليّة : / ف ع ل/ [ف ف ع ل]، [ف ع ع ل]، [ف ع ل ل]، [ ف ف ع ل ل]، [ف ف عع ل ل] ... إلخ.
    ب. في مستوى المادّة الأصليّة على المحور الأفقيّ (عيوب الوصل) : وهي تعذّر القدرة على ترتيب الحروف من حيث الوصل حسب الصّيغ المختلفة، وتتجلّى أساسًا في القلب والتّمائل والتّعويض والإبدال، وذلك من الثّنائيّ حتّى الخماسيّ، ولنأخذ الاسم الثّلاثي أنموذجًا :
    صيغة : / ف ع ل/ [ع ف ل]، [ل ف ع]، [ف ف ع]، [فعع]، [ف ل ل]، ... إلخ(1).
    • بالنّسبة إلى صنف الكلم غير المتمكّنة
    بما أنّ هذا الصّنف من الكلم يختلف عن الصّنف المتمكّن، وذلك لعدم استجابته لمنطق الصّيغ، فإنّ التّشوّه يمسّ مباشرة ماهية الكلمة في بنائها، ويتجلّى في أعراض متنوّعة :

  • الحذف الكلي أو الجزئيّ لبعض أجزاء الكلم أو العكس، إذ يمكن أن تحصل زيادة.

  • القلب والتّعويض والتمائل، وتخصّ كلّ أنواع الكلم غير المتصرّفة على لسان "الدّحداح".

  • عدم القدرة على استحضار الكلم وغيابه كلّيّا، وهذا يعني مستوى آخر من التّحليل، سنتطرّق إليه بإسهاب في مستوى اللّفظة والحديث، كما هو الشّأن مع حروف المعاني والمورفيمات خاصّة، كلَّ في موضعه.
    • التَكفّل والتّقويم
    يبدأ التكفّل بوضع تشخيص فارقيّ، طبعًا (انظر فصل التّقييم)، ويرجع أصل العيب أساسًا إلى قصور معرفيّ، يجعل الفرد عاجزا عن بناء تصوّرات
    (1)- لمزيد من الأمثلة النّموذجية، انظر : فراني زينب ( 2017).
    ذهنيّة لحدود الكلم والوعي بوظيفتها في الحديث، سيّما غير المتمكّنة منها.
    وترجع جذوره إلى مشكل في الوعي الفونولوجيّ، كما أسلفنا. وتوجد.
    أسباب أخرى، منها القصور في الدّخول في حلقات اتّصاليّة متنوّعة، التي بفضلها يتمكّن الشّخص من إثراء رصيده المعجميّ وتقويمه (Hudelot C
    •(et al, 1984 : 118
    وتوجد أسباب أخرى عديدة، لا يمكن جردها كلّها هنا، لأنّها تتطلّب إفراد دراسة قائمة بذاتها، نذكر منها الاجتماعيّة والنّفسيّة. وفي جميع الأحوال، فعيوب الكلم تخصّ الدالّ والمدلول، كلّ واحد على حدة، أو
    الاثنين مقترنين.
    ولهذا، فكلّ محاولة تقويم، يجب أن تعمل على تحفيز القدرات المعرفيّة والذّهنيّة، خاصّة الوظيفة السّيميائيّة عن طريق الإثارة (a stimulation)، والتدريب على استحضار الغائب في الحلقات التّفاعليّة الحقيقيّة من الاتّصال، والعمل على ربط مختلف المفاهيم (المدلول) بصورها السّمعيّة
    (الدّال).
    وأحسن أداة يمكن الاستعانة بها هي تمارين "جون بياجي"، مثل تمارين الاحتفاظ وديمومة الشّيء وسيناريوهات لعب الأدوار، إلخ (Bruner



  1. 1983،1987) وتمارين التّسمية والتّعيين، والتدريب على مختلف الممارسات اللّغويّة وتنويعها (les pratiques langagières)، سواء كان ذلك
    في البيت أو المدرسة (Nouani H, 1994, 1995-96, 2002-2003).


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

تعاني المدرسة م...

تعاني المدرسة من مجموعة واسعة من المخاطر التي تهدد سلامة الطلاب والطاقم التعليمي وتعوق العملية التعل...

يهدف إلى دراسة ...

يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...

‏تعريف الرعاية ...

‏تعريف الرعاية التلطيفية‏ ‏وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...

Risky Settings ...

Risky Settings Risky settings found in the Kiteworks Admin Console are identified by this alert symb...

الممهلات في الت...

الممهلات في التشريع الجزائري: بين التنظيم القانوني وفوضى الواقع يخضع وضع الممهلات (مخففات السرعة) عل...

Lakhasly. (2024...

Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...

‏ Management Te...

‏ Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...

تسجيل مدخلات ال...

تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...

My overall expe...

My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...

- لموافقة المست...

- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...

تعزيز الصورة ال...

تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...

وصف الرئيس الأم...

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...