Lakhasly

تعتبر الضرائب من أهم الموارد المالية التي تعتمد عليها الدولة في تمويل نفقاتها العامة المستمرة والمتعددة، لذلك منح المشرع الجزائري للإدارة الجبائية الحق في حماية حقوق الخزينة من جهة وحقوق المكلفين من جهة أخرى، فأصبح واجبا عليها جمع معلومات لتساعدهم في أداء مهامهم الإدارية بمختلف مستوياتها.
ماهية المعلومات الجبائية:
تعد المعلومات القاعدة الأساسية للأبحاث العلمية المختلفة، ولاتخاذ القرارات السليمة، نتيجة لقاعدتها الواسعة فقد طورت مفاهيمها، ونتجت عنيا مصطلحات كثيرة ارتبطت بها لتوسع مكوناتها لأوىمية موضوعيا، وعليه نتطرق لنظام المعلومات الجبائية والأساليب المعتمدة في التجميع .
تعريف المعلومات:
لقد تعددت التعاريف حول المعلومات إلا أن كميا مرتبطة بمفهوم واحد، وعليه نذكر منها :
التعريف الأول: هي البيانات التي تم إعدادها لتصبح في شكل أكثر نفعا للفرد في مستقبلها والتي لها قيمة مدركة في الاستخدام الحالي أو المتوقع أو في القرارات التي يتم اتخاذها.
التعريف الثاني: يقصد بالمعلومات، كل أشكال المعرفة التي تم التوصل لها وتتعلق بحقيقة معينة أو حدث بذاته، أو هي المعارف التي نتحصل عليها من خلال عمليات الاتصال والبحوث والتعليم وغيرها من مصادر المعرفة والثقافة والعمل.
مصادر الحصول على المعلومات:
بشكل عام تقسم مصادر الحصول على المعلومات الى المصادر التالية:
المصادر الأولية: وهي البيانات التي تم تجميعها وتجهيزها عند الطلب واختبارها وتعميميا من قبل الجهة التي تحتاج لهذه المعلومات أو المكلفة بإعدادها، وتكون هذه المعلومات حول موضوع يخص الجهة الطالبة، ويمكن أن تستفيد الجهات الأخرى منها ومن هذه
المصادر الميدانية لجمع المعلومات نجد الملاحظة الشخصية، الاستقصاء، التجربة والاختبار.
المصادر الثانوية: وهي المعلومات التي تم تجميعها وتجهيزها في أوقات سابقة من قبل جهات أخرى وتم تعميمها لتكون جاهزة الاستخدام من قبل الأفراد والمؤسسات في أي وقت، ومن هذه المصادر نجد المعلومات الموجودة في المراجع والكتب والنشرات والمجلات الموجودة في المكتبات العامة والخاصة ودور النشر ومراكز البحث.
المعلومة المالية والمعلومة الجبائية:
المعلومة المالية هي الأساس الذي تبنى عليه القرارات الهامة لأنها تلعب دورا في ترشيد القرارات من خلال مختلف التقارير المالية، كما تعتبر الأساس الذي تنبثق منه المعلومة الجبائية.
ماهية المعلومة المالية:
تعتبر المعلومات المالية المادة الخام للمستثمرين( وغيرها من العوامل الاقتصادية من المقرضين والزبائن والموظفين والحكومة....الخ) لاتخاذ قراراتهم.
يهدف مستخدمي المعلومات المالية إلى وضع تشخيص لوضعية المؤسسة والوسيلة المستخدمة لتوصيل هذه المعلومات هي التقارير المالية بصفة عامة والقوائم المالية بصفة خاصة والتي يجب أن تكون ملائمة وموثوقة حتى يتم استخدامها في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمؤسسة لهذا تولي المؤسسات اهتماما خاصا لإعداد و عرض هذه التقارير والمتمثلة في الميزانية، جدول حسابات النتائج، الجداول الملحقة.
ماهية المعلومة الجبائية:
هي عبارة عن مجموعة من المعلومات التي باستطاعتها التأثير على وعاء الضريبة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وللمعلومة الجبائية أهمية بالغة في كشف الغش الضريبي أو التهرب الضريبي وعليه يتطلب أن تولى لها أهمية بالغة.
أساليب تجميع المعلومات الجبائية:
يتم تجميع المعلومات الجبائية من مصادر مختلفة، أهمها:

• التجميع عن طريق التلقي الآلي للمعلومة:
  ويتم ذالك بواسطة المعلومات التي يتم إرسالها دوريا إلى مصالح إدارة الضرائب سواء شهريا أو سنويا وهي تتعلق بالوثائق التالية الكشوف التفصيلية للعملاء وخاصة بائعي الجملة، وصل التسليم الخاص بالمستوردين التي تصل إلى مصالح الجمارك، كشف المبالغ الموضوعة لدى الموثقين من طرف الزبائن جراء عمليات البيع التجارية.


• التجميع عن طريق طلب المعلومة:
  تقوم إدارة الضرائب بطلب هذه المعلومة من مصادرها مثل الجمارك، البلديات، الولايات، المؤسسات المالية والمصرفية، الجمعيات الرياضية، صناديق الضمان الاجتماعي، خزينة الدولة، الأمن الوطني، مؤسسات الجيش...الخ.


• تجميع المعلومة عن طريق التدخل في عين المكان:
  يتم تجميع المعلومة عن طريق تدخل أعوان إدارة الضرائب في عين المكان، هذا التدخل في أي مكان أو مؤسسة أو شخص يمكن إيجاد عنده المعلومة الجبائية، مثل كشف تلخيص لدى مصالح الخزينة، مصالح الجمارك، المؤسسات الخاصة أو العامة
  والإدارات...الخ.


• طبيعة نظام المعلومات الضريبية تشكل المعلومات الضريبية موردا مهماً وعاملا فاعلا في مساعدة السلطة الضريبية على تحقيق أهدافيا والتي من أهمها المكلفين المشمولين بالضريبة والمعلومات الضريبية الخاصة بهم من أجل احتساب الضريبة المتحققة عليهم لتمويل النفقات العامة للدولة، إذ إن الدعم المعلوماتي مهم جدا لنجاح العمل الضريبي.
  وتعد نظم المعلومات الضريبية الجزء الاساس والمهم في انجاز العمل الضريبي بكفاءة وفاعلية إذ انها تساعد على حصر وتجميع البيانات من مصادر داخل الييئة العامة للضرائب وخارجها ثم يقوم بمعالجة هذه البيانات وتحويلها الى معلومات مفيدة تستخدم لتحديد دخول المكلفين الخاضعة للضريبة واجراء عمليات المحاسبة الضريبي، ولدى تتبع أدبيات نظم المعلومات الضريبية نجد العديد من التعاريف التي تعكس تجارب الباحثين وخبراتهم.
  هو "نظام قائم بذاته يتكون بدوره وككل نظم المعلومات الأخرى من عدة نظم فرعية تعمل مع بعضها البعض بصورة مترابطة ومتناسقة ومتبادلة, بهدف توفير المعلومات المفيدة للادارة, وبما يخدم تحقيق اهدافها".
  هو "عبارة عن احد مكونات التنظيم الضريبي الذي يختص بجمع البيانات الضريبية الملائمة وتبويبها ومعالجتها وتحليلها وتوصيلها, لاتخاذ القرارات للأطراف الخارجية منيا والداخلية".
  هو "مجموعة من العمليات التي تقوم بها الادارة الضريبية في معالجة البيانات الضريبية وتحويلها لمعومات ضريبية بعد إنجاز مجموعة من الاجراءات المتعلقة بجمع وتصنيف وخزن البيانات لأغراض إجراء التحاسب الضريبي بموجبها للتوصل الى صياغة بيان بالموقف الضريبي للمكلف".
  وبطبيعة الحال لا يوجد نظام معلومات ضريبي واحد يتوافق مع البلدان كلها لهذا وجب على كل بلد إنشاء نظام معلومات ضريبي يتوافق مع احتياجاته للمعلومات الخاصة به وبأفضل الطرق الممكنة، ومن أجل انشاء نظام معلومات ضريبي ينبغي مراعاة العوامل الاتية:
  -طرائق جمع البيانات: الاساليب المستعملة للوصول الى البيانات الضريبية عن مصادر دخول المكلفين.
  -الدقة: ان تكون البيانات التي يتم الحصول عليها دقيقة ومعدة بشكل صحيح.
  -العمر الزمني للبيانات: تتسم البيانات بالحداثة ومن ثم القدرة على تجميعها وفرزها ومن ثم توفير المعلومات المفيدة لاتخاذ القرار الضريبي..


• التكامل: توافر قدر كاف من المعلومات الضرورية بالنسبة للحصر الضريبي .


• الايجاز: أن تكون المعلومات موجزة وعلى وفق الانشطة المخطط لها.


• توافر المعلومات: أن تكون المعلومة متوافرة ومن السهل الحصول عليها.
  عناصر نظم المعلومات الضريبية: تعد نظم المعلومات الضريبة نظم قائمة بذاتها تتكون بدورها من مجموعة من العناصر تعمل مع بعضها البعض بصورة مترابطة ومتفاعلة إذ تشمل نظم المعلومات الضريبية كغيرها من نظم المعلومات على العناصر الاساسية الاتية:
  أ- المدخلات (البيانات(:إذ تتمثل المدخلات بالبيانات والتي يقصد بها "تلك الحقائق أو الرسائل أو الاشارات غير المبوبة وغير المنظمة وغير المفسرة مثل الارقام أو الرموز أو الاحصاءات الخام التي لا عالقة بين بعضها البعض.
  ب- عمليات المعالجة: وتتجسد بالاجراءات التي تسهم في تحويل المدخلات (البيانات) الى مخرجات (معلومات)، ان تصميم عمليات المعالجة تعتبر من المسائل التي قد تحتاج الى مهارات فنية عالية جدا لكي تنسجم مع نوعية البيانات المدخلة وفي الوقت نفسيه تؤدي الى المخرجات الملائمة، فبعد تسلم البيانات من المصادر الداخلية والخارجية المختلفة يتم معالجتها بموجب مجموعة من النظم الفرعية والذي يعمل كل منيا على وظيفة معينة داعمة للنظام الاساس والمتمثلة بنظم المعلومات الضريبية .
  ج - المخرجات (المعلومات(: تختلف المعلومات عن البيانات في أن المعلومات تساعد السلطة الضريبية على إتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، والمعلومات الضريبية هي عبارة عن"المنتج النهائي لنظام المعلومات الضريبية والمتمثلة بتحديد المكلفين ومقدار ايراداتهم ومصروفاتهم السنوية وما يتمتعون به من تخفيضات واعفاءات ضريبية لتحديد دخولهم الخاضعة للضريبة والتي تستخدم لأغراض التحاسب الضريبي"
  د - التغذية العكسية: تعني مخرجات النظام التي تعاد اليه ثانية كمدخلات وتستخدم للبدء أو لتغيير العمليات داخل النظام و لا يمكن أن نتصور أي نظام يعمل بدون تغذية عكسية تعمل على تحسين عمل النظام وتطويره وتصحيح مساراته..
  نظم المعلومات الخاصة بالسلطة الضريبية: على الرغم من ان السلطة الضريبية لها دور في النهوض بمهمة التشريع الضريبي ألا أنها لا تستطيع النهوض بهذه المهمة وتحقيق المستوى المطلوب من الفاعلية في تحقيق اهدافها مالم يكن لها نظم معلومات ضريبية كفؤة وفاعلة تزودها بالمعلومات التي تحتاجها في عملية التحاسب الضريبي كالمعلومات الخاصة بحصر المكلفين الجدد أو معلومات عن العقود المبرمة مع التجار المجهزين والمقاولين وعن المشتريات والمبيعات وعن التصاريح الجمركية الخاصة بالاستيراد والتصدير، إذ تستطيع السلطة الضريبية بواسطة هذه المعلومات من حصر جميع مصادر دخل المكلفين وتقديرها بالاضافة الى التعرف على عناوين سكنهم وعناوين محلات عملهم بهدف التقليل من عمليات التهرب الضريبي التي قد تحصل من قبل المكلفين لان هذه المعلومات سوف تساعد السلطة الضريبية في اكتشاف المخالفات الضريبية ومحاسبة المكلفين عن جميع مصادر دخولهم الخاضعة للضريبة والتي قد يحاولون اخفاء بعض منها اذا تيقن لهم عدم وجود نظم معلومات ضريبية كفؤة وفاعلة لدى السلطة الضريبية, وبالتالي تكون عملية تحصيل الضرائب المتحققة على المكلفين فاعلة بسبب كفاءة نظم المعلومات الضريبية لدى السلطة الضريبية مما يؤدي ذلك الى زيادة الايرادات الضريبية، وتمتلك المديرية العامة للضرائب مجموعة من نظم المعلومات الضريبية المتنوعة بسبب تعدد وتنوع اهداف كل منيا إذ لا يوجد نظام معلومات واحد يحقق اهداف السلطة الضريبية بل هناك نظم معلومات متعددة مترابطة ومتفاعلة مع بعضها البعض من أجل تحقيق الأهداف التي تسعى السلطة الضريبية الى تحقيقها، وتبرز اهمية نظم المعلومات بشكل مهم لدى السلطة الضريبية بسبب اتساع الانشطة الاقتصادية المختلفة وتزايد عدد المكلفين ولكن بالرغم من تلك الاهمية لنظم المعلومات في مجال العمل الضريبي الا أن هنالك مساحات مهمة في مجال التحاسب الضريبي لا زالت بحاجة لان تتم تغطيتها بنظم معلومات من خلال الحاسوب .