Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

رغم مخاوف آن وصلت العربة إلى منزل السيدة سبنسر في الوقت يقع عند جون بلدة وايت ساندس. وما كادت ترى الزائرتين حتى توجهت نحو الباب وقد ظهرت علامات الدهشة المختلطة بالترحيب على محياها السمح «أنا على أحسن ما يمكن أن أكون عليه شكرًا لسؤالك. لأني وعدت ماثيو بالعودة إلى البيت باكرًا. لا تقولي هذا يا ماريلا كتبيرت» قالت السيدة سبنسر بانزعاج. أليس هذا ما قالته لي يافلورا جين؟» استنجدت السيدة سبنسر بابنتها التي كانت قد وصلت إلى عتبة الدرج حيث تقف المرأتان. «هذا ما قالته على وجه التحديد يا أنسة كتبيرت» أيدت فلورا جين حديث أمها بجدية. «كم يؤسفني هذا قالت السيدة سبنسر. ولكنه بالتأكيد لم يكن خطئي يا أنسة كتبيرت، «كان الخطأ خطأنا» ردّت ماريلا متراجعة «كان يجب علينا المجيء إليك بأنفسنا، فرسالة على مثل هذا القدر من الأهمية ما كان ينبغي إرسالها شفهيا، كما فعلنا على كل حال، «أعتقد هذا» أجابت السيدة سبنسر بعد تفكير، «لكني لا أظن أن إعادتها إلى الملجاً ضرورية، وستكون أن البنت المناسبة لها، لم يظهر على ماريلا أنها تؤيد السيدة سبنسر فيما قالته، لم تكن ماريلا تعرف السيدة بيتر بلويت إلا من مظهرها الخارجي، ومما كان يُقال عنها أنها عاملة وحوذية فظيعة، وسرعان ما وقعت ماريلا فريسة تأنيب الضمير من مجرد تفكيرها بتسليم أن لرحمة السيدة سأدخل لنتحدث عن الموضوع بإسهاب» قالت ماريلا أكاد لا أصدق عيني هاهي السيدة بيتر عند نهاية الدرب في طريقها إلينا في هذه اللحظة المباركة» هتفت السيدة سبنسر بحماس وهي ترشد ضيفتها عبر الردهة نحو قاعة الاستقبال التي نفثت على الضيوف موجة برد قارصة كما لو أن الهواء كان قد كمن أمدًا طويلا خلف الستائر الخضراء السميكة المسدلة بإحكام. لأننا سنتمكن من تصفية هذه المشكلة حالا، وأنت يافلورا جين اذهبي وضعي غلاية الماء على النار. أهلا وسهلا ياسيدة بلويت كنا نقول الآن إن قدومك الساعة هو من حسن حظ الجميع. اسمحا لي بأن أعرفكما على بعضكما أيتها السيدتان: السيدة بلويت، بعد أن أزاحت الستائر وجلست أن على المتكاً بلا حراك، عهدة هذه المرأة ذات الوجه الصارم والعينين المخادعتين؟ وسرعان ما أعتم الأمى بريق عينيها، وقديرة كعادتها دائما على معالجة أية مشكلة وتسويتها بنباهة سواء كانت مشكلة جسدية أو فكرية أو معنوية. «يبدو أنه قد حدث سوء تفاهم بين الآنسة كتبيرت وبيني فيما يتعلق بهذه البنت الصغيرة ياسيدة بلويت قالت السيدة سبنسر. ما زلت على نفس الرأي الذي صارحتني به أمس، أعتقد أنها ستكون الفتاة المناسبة لك. صوبت السيدة بلويت عينيها نحو أن وتفحصتها من الرأس حتى ولا أعرف لماذا تكون الفتيات النحيلات أفضل من غيرهن دائمًا حسنًا، وسأتوقع منك أن تكسبي معيشتك بعرق جبينك وأنا أعني ما أقوله، وانشغالي الدائم به صار يسبب لي الكثير من الإرهاق، وإذا شئت يمكنني أخذها معي إلى البيت منذ الآن. نظرت ماريلا إلى أن ورقت مشاعرها عندما رأت وجه الطفلة الشاحب ونظرات التعاسة البكماء: تعاسة مخلوق صغير بلا حول ولا قوة وجد نفسه عالقًا من جديد في فخ سبق له أن هرب منه. أحست ماريلا بالإدانة، كما أنها لم تستلطف السيدة بلويت ولم تشعر أنه من العدل تسليم طفلة حساسة جدا لامرأة مثل تلك المرأة! لا يمكنها أن تأخذ هذه المسؤولية على عاتقها «في الحقيقة لا أعرف أجابت ماريلا بترو. وأنا لم أقرر بشكل قاطع أننا لا نريد الاحتفاظ بها، وما جئت إلا لأعرف كيف وقع هذا الخطأ، فليس من حقي حسم الموضوع قبل استشارته، في البدء خبت نظرة اليأس من العينين، ثم سطعت العينان وومضتا كنجوم الفجر، وهكذا انقلب حال الطفلة رأسًا على عقب، «أحقا يا آنسة كتبيرت أحقًا قلت إنك ربما تقررين إبقائي في المرتفعات الخضراء؟ قالت هامسة متسارعة الأنفاس، المبارك. «أحقا قلت هذا؟ أم أني تخيلت أنك فعلت؟» «أرى أنه عليك السيطرة على خيالك يا أن ما دمت لا تستطيعين فقط كوني طيبة ولطيفة معها بقدر ما تستطيعين من غير أن تفسديها بالدلال، أطلقت ماريلا نفخة من منخربها، ولن يغمض لها جفن ولو للحظة واحدة. أه يا ماريلا كتبيرت إنك غارقة في هذا الأمر حتى رؤوس أطرافك، هل تكهنت من قبل أنك ستعيشين لتري اليوم الذي سترعين فيه بنتا يتيمة؟ يا لأمرك العجيب مع ذلك هو ليس أعجب من أمر ماثيو الذي كان المحرّض الأساسي على كل ما نحن فيه الآن. يعرف ما ستتمخض عنه فيما بعد. «إنّي لأبخل بكلب أستلطفه على تلك المدعوة بلويت» قال ماثيو بحيوية غير عادية. ثم أردفت: «ولكن إما هي وإما أن نحتفظ بالطفلة لأنفسنا ياماثيو، أظنني أنا أيضًا سأرغب في هذا، وما فتئت أقلب هذه الفكرة في رأسي إلى أن بدأت أعتادها شيئًا فشيئًا، أنا لم يسبق لي أن ربيت طفلا. ولكني سأبذل جهدي «حسنًا، «إنها لمخلوق صغير مشوّق للغاية. يمكنني أن أكون أكثر تفهما لو قلت لي إنها مخلوق صغير نافع لنا. و. لكني أعتقد أنها تعرف أكثر بكثير من أعزب عجوز مثلك، هيا يا ماريلا، » قال ماثيو مؤكدًا «نعم سمعتني أقول هذا، أكثر منا. إنها تشبه المثقاب. جاهدت ماريلا لتخمد رغبتها في الابتسام تحت وطأة إحساسها بأن الواجب يقتضيها توبیخ آن على ما تفوهت به. عندك، في ذلك المساء، وعندما عادت العربية بماريلا وآن إلى المرتفعات الخضراء، وحدست السبب الذي دفعه إلى ذلك، لكنها لم تتطرق إلى ذكر أي شيء يتعلق بالمشكلة إلى أن أصبحا وحدهما في فناء الدارة يحلبان الأبقار خلف الحظيرة،


Original text

رغم مخاوف آن وصلت العربة إلى منزل السيدة سبنسر في الوقت
المقدر لوصولها، كانت السيدة سبنسر تعيش في منزل كبير مدهون بالطلاء الأصفر، يقع عند جون بلدة وايت ساندس. وما كادت ترى الزائرتين حتى توجهت نحو الباب وقد ظهرت علامات الدهشة المختلطة بالترحيب على محياها السمح
«عجبًا، عجباء» هتفت «أنت آخر من كنت أتوقع رؤيته اليوم، لكني مسرورة جدا بزيارتك، أترغبين في إراحة الحصان بالحظيرة؟ وكيف
حالك يا آن؟»
«أنا على أحسن ما يمكن أن أكون عليه شكرًا لسؤالك.» ردّت أن بانقباض، وكأن داءً ما قد أصابها.
«أظننا سنبقى إلى أن تستريح الفرس، قالت ماريلا، لأني وعدت ماثيو بالعودة إلى البيت باكرًا. في الحقيقة ياسيدة سبنسر، لقد وقع بيننا خطأ غريب من نوعه وجئتك مستوضحة لعلي أعرف ما الذي سبب هذا الخطأ، إن ما حدث هو أننا عندما بعثنا لك أنا وماثيو رسالتنا الشفوية مع شقيقك روبرت رجوناك أن تحضري لنا من الملجأ صبيا طلبنا من روبرت إعلامك عن رغبتنا في رعاية صبي يبلغ العاشرة أو الحادية عشرة من العمر.
«لا... لا تقولي هذا يا ماريلا كتبيرت» قالت السيدة سبنسر بانزعاج.


«كيف حدث هذا، وصلتني رسالتكما عن طريق نانسي ابنة أخي روبرت، وهي التي أخبرتني أنكما تريدان بننا، أليس هذا ما قالته لي يافلورا جين؟» استنجدت السيدة سبنسر بابنتها التي كانت قد وصلت إلى عتبة الدرج حيث تقف المرأتان.
«هذا ما قالته على وجه التحديد يا أنسة كتبيرت» أيدت فلورا جين حديث أمها بجدية.
«كم يؤسفني هذا قالت السيدة سبنسر. «إنه خطأ مشين، ولكنه بالتأكيد لم يكن خطئي يا أنسة كتبيرت، لقد بذلت أقصى جهدي وظننت أني أتبع تعليماتك. إن نانسي فتاة طائشة، وهي تضطرني دائمًا إلى توبيخها على إهمالها.»
«كان الخطأ خطأنا» ردّت ماريلا متراجعة «كان يجب علينا المجيء إليك بأنفسنا، فرسالة على مثل هذا القدر من الأهمية ما كان ينبغي إرسالها شفهيا، كما فعلنا على كل حال، وقع الخطأ، وما نستطيع عمله الآن هو محاولة تصحيحه. تُرى، هل نستطيع إعادة الطفلة إلى الملجاً؟ أظن أنهم لن يرفضوا استعادتها، أليس كذلك؟»
«أعتقد هذا» أجابت السيدة سبنسر بعد تفكير، «لكني لا أظن أن إعادتها إلى الملجاً ضرورية، فقد جاءت السيدة بيتر بلويت لزيارتي أمس، وأبدت لي أسفها لأنها لم تطلب مني أن أحضر لها فتاة صغيرة لتساعدها إن عائلة السيدة بيتر عائلة كبيرة كما تعلمين وهي تعاني كثيرا في العثور على من يساعدها، وستكون أن البنت المناسبة لها، بل إني أعتبر ما حدث تدبيرا إلهيًا.»
لم يظهر على ماريلا أنها تؤيد السيدة سبنسر فيما قالته، ورغم أنها وجدت أمامها فرصة كبيرة لتتخلص من تلك اليتيمة، لم تشعر في قرارة
نفسها بالامتنان لهذه الفرصة السانحة.
لم تكن ماريلا تعرف السيدة بيتر بلويت إلا من مظهرها الخارجي، الذي يفصح عن وجه خبيث صغير لا تكسو عظامه أونصة واحدة من اللحم الزائد، لكنها كثيرًا ما سمعت عنها من قبل، ومما كان يُقال عنها أنها عاملة وحوذية فظيعة، وكانت الخادمات اللواتي تقيلهن من خدمتها بروين روايات مخيفة عن طباعها السيئة وشُحها، وعن أطفالها المشاكسين وألسنتهم السليطة، وسرعان ما وقعت ماريلا فريسة تأنيب الضمير من مجرد تفكيرها بتسليم أن لرحمة السيدة
بلويت
«حسنًا، سأدخل لنتحدث عن الموضوع بإسهاب» قالت ماريلا
ولكن... رباه.. أكاد لا أصدق عيني هاهي السيدة بيتر عند نهاية الدرب في طريقها إلينا في هذه اللحظة المباركة» هتفت السيدة سبنسر بحماس وهي ترشد ضيفتها عبر الردهة نحو قاعة الاستقبال التي نفثت على الضيوف موجة برد قارصة كما لو أن الهواء كان قد كمن أمدًا طويلا خلف الستائر الخضراء السميكة المسدلة بإحكام.
بحيث تغريل وتصفّى حتى فقد أدنى ذرّة دفء يمكن أن يحتويها.


«هذا من حسن حظ الجميع، لأننا سنتمكن من تصفية هذه المشكلة حالا، تفضلي واجلسي على الأريكة يا أنسة كتبيرت، أما أنت يا آن فاجلسي على ذلك المتكاً ولا تتشيطني، اسمحالي بأخذ قبعتيكما، وأنت يافلورا جين اذهبي وضعي غلاية الماء على النار. أهلا وسهلا ياسيدة بلويت كنا نقول الآن إن قدومك الساعة هو من حسن حظ الجميع. اسمحا لي بأن أعرفكما على بعضكما أيتها السيدتان: السيدة بلويت، الآنسة كتبيرت أرجوكما اعذراني لدقيقة نسيت أن أطلب من فلورا جين إخراج الكعك من التنور.
اندفعت السيدة سبنسر خارج القاعة، بعد أن أزاحت الستائر وجلست أن على المتكاً بلا حراك، مشابكة يديها بإحكام في حضنها ومتفرسة في السيدة بلويت بذهول تُرى، هل سينتهي بها المال إلى
عهدة هذه المرأة ذات الوجه الصارم والعينين المخادعتين؟
وسرعان ما شعرت بغصة في حلقها، وسرعان ما أعتم الأمى بريق عينيها، وكان خوفها من عجزها عن حبس دموعها قد بدأ يعتريها عندما عادت السيدة سبنسر من المطبخ متوردة ومتألقة، وقديرة كعادتها دائما على معالجة أية مشكلة وتسويتها بنباهة سواء كانت مشكلة جسدية أو فكرية أو معنوية.
«يبدو أنه قد حدث سوء تفاهم بين الآنسة كتبيرت وبيني فيما يتعلق بهذه البنت الصغيرة ياسيدة بلويت قالت السيدة سبنسر. «كنت أحسب أن السيد والآنسة كتبيرت أرادا رعاية بنت صغيرة، لقد أعلمت هذا بالحرف الواحد ولكن اتضح أنهما يريدان صبيا؛ لذلك إذا كنت
ما زلت على نفس الرأي الذي صارحتني به أمس، أعتقد أنها ستكون الفتاة المناسبة لك.»
صوبت السيدة بلويت عينيها نحو أن وتفحصتها من الرأس حتى
القدمين.
«كم تبلغين من العمر، وما اسمك؟» سألتها بلهجة آمرة.
«آن شيرلي.» أجابت الطفلة المنكمشة متلعثمة، دون أن تجرؤ حتى على اشتراط نطق اسمها كما تحب، «وأنا في الحادية عشرة من العمر.»
«هه لا يبدو عليك هذا، لكنك نحيلة، ولا أعرف لماذا تكون الفتيات النحيلات أفضل من غيرهن دائمًا حسنًا، إذا أخذتك يجب أن تكوني فتاة مطيعة، أعني مطيعة وفهيمة ومحترمة، وسأتوقع منك أن تكسبي معيشتك بعرق جبينك وأنا أعني ما أقوله، حسنًا، أعتقد يا أنسة كتبيرت أني سأخلصك منها، لدي طفل نكد جدا، وانشغالي الدائم به صار يسبب لي الكثير من الإرهاق، وإذا شئت يمكنني أخذها معي إلى البيت منذ الآن.
نظرت ماريلا إلى أن ورقت مشاعرها عندما رأت وجه الطفلة الشاحب ونظرات التعاسة البكماء: تعاسة مخلوق صغير بلا حول ولا قوة وجد نفسه عالقًا من جديد في فخ سبق له أن هرب منه. أحست ماريلا بالإدانة، وشعرت أنها إذا تنكرت لتلك النظرة المستعطفة، فإنها ستلاحقها إلى يوم مماتها، كما أنها لم تستلطف السيدة بلويت ولم تشعر أنه من العدل تسليم طفلة حساسة جدا لامرأة مثل تلك المرأة!


لا .. لا يمكنها أن تأخذ هذه المسؤولية على عاتقها
«في الحقيقة لا أعرف أجابت ماريلا بترو. «لم أقل لماثيو بعد، وأنا لم أقرر بشكل قاطع أننا لا نريد الاحتفاظ بها، كما أن ماثيو يميل إلى إبقائها عندنا، وما جئت إلا لأعرف كيف وقع هذا الخطأ، وأنا أفضل الآن أن تعود معي ريثما نتباحث في أمرها أنا وماثيو، فليس من حقي حسم الموضوع قبل استشارته، وإذا قررنا التخلص منها سنحضرها إلى هنا أو نرسلها لك غدا ليلا، وإذا لم نفعل ستعرفين حينها أننا قررنا الاحتفاظ بها. أيناسبك هذا ياسيدة بلويت ؟»
«ليس لدي أي خيار آخر»، ردّت السيدة بلويت بجلافة.
أثناء حديث ماريلا أخذت شمس ما تتسلل خفية لتشرق في وجه آن. في البدء خبت نظرة اليأس من العينين، ثم حل محلها إشعاع باهت من ومضة أمل، ثم سطعت العينان وومضتا كنجوم الفجر، وهكذا انقلب حال الطفلة رأسًا على عقب، وعندما غادرت السيدة سبنسر والسيدة بلويت الصالة لتأخذ الأخيرة وصفة طعام كانت قد جاءت لتستعيرها من السيدة سبنسر، وثبت أن من مكانها وطارت نحو ماريلا.
«أحقا يا آنسة كتبيرت أحقًا قلت إنك ربما تقررين إبقائي في المرتفعات الخضراء؟ قالت هامسة متسارعة الأنفاس، كما لو أن التحدث بصوت عال سيلاشي الأمل بإمكانية تحقق ذلك الاحتمال
المبارك. «أحقا قلت هذا؟ أم أني تخيلت أنك فعلت؟»
«أرى أنه عليك السيطرة على خيالك يا أن ما دمت لا تستطيعين


، فقط كوني طيبة ولطيفة معها بقدر ما تستطيعين من غير أن تفسديها بالدلال، وأنا واثق بأنها من النوع الذي يمكنك توجيهه كما تشائين إذا جعلتها تحبك.»
أطلقت ماريلا نفخة من منخربها، معبرة بها عن ازدرائها لرأي ماثيو فيما يتعلق بهذا الموضوع الخاص بالنساء ومشت نحو الملبنة وهي تحمل دلاء الحليب.
«لن أخبرها الليلة أنها ستبقى فكرت ماريلا متبصرة، بينما كانت تصفّي الحليب في المقشدة. ستنفعل كثيرًا ، ولن يغمض لها جفن ولو للحظة واحدة. أه يا ماريلا كتبيرت إنك غارقة في هذا الأمر حتى رؤوس أطرافك، هل تكهنت من قبل أنك ستعيشين لتري اليوم الذي سترعين فيه بنتا يتيمة؟ يا لأمرك العجيب مع ذلك هو ليس أعجب من أمر ماثيو الذي كان المحرّض الأساسي على كل ما نحن فيه الآن. ماثيو هذا المخلوق الذي ينتابه جزع عقيم من مجرد رؤيته للفتيات الصغيرات. على كل حال، ها نحن قد قررنا خوض هذه التجربة، والله وحده
يعرف ما ستتمخض عنه فيما بعد.»


«إنّي لأبخل بكلب أستلطفه على تلك المدعوة بلويت» قال ماثيو بحيوية غير عادية.
«أنا أيضا لا أستسيغ هذا النوع من الناس» وافقته ماريلا، ثم أردفت: «ولكن إما هي وإما أن نحتفظ بالطفلة لأنفسنا ياماثيو، وبما أنك تريدها، أظنني أنا أيضًا سأرغب في هذا، أو سأجبر على القبول بالأمر الواقع، وما فتئت أقلب هذه الفكرة في رأسي إلى أن بدأت أعتادها شيئًا فشيئًا، والأمر يبدو أشبه بالواجب. أنا لم يسبق لي أن ربيت طفلا. فما بالك إذا كان الطفل بننا، ولا أخفيك سرا إذا صارحتك بأني قد أرتكب الكثير من الأخطاء أثناء محاولتي تربيتها، ولكني سأبذل جهدي
وبقدر ما يخصني الأمرياماثيو أنا موافقة على بقائها معنا.»
تحول وجه ماثيو الخجول إلى شعلة من الفرح. «حسنًا، لقد قدرت فيما بيني وبين نفسي أنك سترين الأمر من هذه الزاوية يا ماريلا، قال. «إنها لمخلوق صغير مشوّق للغاية.
يمكنني أن أكون أكثر تفهما لو قلت لي إنها مخلوق صغير نافع لنا.» ردت ماريلا بلهجة صارمة » لكني سأعمل على أن تكون كذلك. و.. حذار ياماثيو من التدخل في الأساليب التي سأتبعها في تربيتها. قد تقول إن عزباء مثلي لا تعرف الشيء الكثير عن تربية الأطفال، لكني أعتقد أنها تعرف أكثر بكثير من أعزب عجوز مثلك، لذلك دعني أتدبر أمر الطفلة وحدي، وعندما أفشل يحق لك أن تستخدم مجذافك لإدارة القارب.»
«هيا.. هيا يا ماريلا، يمكنك فعل ما يحلو لك.» قال ماثيو مؤكدًا
التمييز بين ما هو واقع وما هو خيال قالت ماريلا بنبرة غاضبة. «نعم سمعتني أقول هذا، ولا شيء أكثر من هذا لم يُتخذ القرار بعد وربما سنسلمك في النهاية إلى السيدة بلويت فهي بكل تأكيد بحاجة إليك
أكثر منا.»
«أفضل العودة إلى الملجأ على الحياة معها، قالت آن بانفعال. «إنها.. إنها تشبه المثقاب.»
جاهدت ماريلا لتخمد رغبتها في الابتسام تحت وطأة إحساسها بأن
الواجب يقتضيها توبیخ آن على ما تفوهت به.
«يجب أن تتورع بنت صغيرة مثلك عن التعرض إلى سيدة غريبة بمثل هذا الكلام قالت ماريلا بصعوبة. اذهبي واجلسي في مكانك بهدوء
وأمسكي لسانك، وتصر في كما ينبغي أن تتصرف البنت المؤدبة.»
سأحاول أن أفعل أي شيء تطلبينه مني، تلطفي فقط وأبقيني
عندك،» قالت آن بلهجة كسيرة وهي تعود لتجلس على المتكاً.
في ذلك المساء، وعندما عادت العربية بماريلا وآن إلى المرتفعات الخضراء، لاقاهما ماثيو عند الدرب لمحته ماريلا من بعيد وهو يتسكع في الجوار، وحدست السبب الذي دفعه إلى ذلك، بل وكانت تتوقع رؤية ما رأته من تعابير ارتياح على وجهه عندما رأى أنها أعادت آن معها، لكنها لم تتطرق إلى ذكر أي شيء يتعلق بالمشكلة إلى أن أصبحا وحدهما في فناء الدارة يحلبان الأبقار خلف الحظيرة، حينها روت له حكاية أن
باختصار، وحكت له عما أسفر عنه لقاؤها مع السيدة سبنسر.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

تشير إلى مسؤولي...

تشير إلى مسؤولية الأفراد أو المؤسسات عن أفعالهم وقراراتهم، مع الأخذ في الاعتبار عمرهم وظروفهم تعني ت...

نفيد بموجب هذا ...

نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...

العدل والمساواة...

العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...

آملين تحقيق تطل...

آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...

Network archite...

Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...

السيد وزير التر...

السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...

حقق المعمل المر...

حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...

رهف طفلة عمرها ...

رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...

قصة “سأتُعشى ال...

قصة “سأتُعشى الليلة” للكاتبة الفلسطينية سميرة عزام تحمل رؤية إنسانية ووطنية عميقة، حيث تسلط الضوء عل...

اعداد خطة عمل ع...

اعداد خطة عمل عن بعد والتناوب مع رئيس القسم لضمان استمرارية العمل أثناء وباء كوفيد 19، وبالإضافة إلى...

بدينا تخزينتنا ...

بدينا تخزينتنا ولم تفارقني الرغبة بان اكون بين يدي رجلين اثنين أتجرأ على عضويهما المنتصبين يتبادلاني...

خليج العقبة هو ...

خليج العقبة هو الفرع الشرقي للبحر الأحمر المحصور شرق شبه جزيرة سيناء وغرب شبه الجزيرة العربية، وبالإ...