Lakhasly

تتناول هذه الدراسة العلاقة بين أخلاقيات العمل واتخاذ القرارات الإدارية، مُبرزةً مفهوم "القرار النموذجي الأخلاقي" الذي يوازن بين الاعتبارات المادية والاجتماعية والإنسانية. تُشير الدراسة إلى أن القرارات الإدارية، خاصةً في الحالات غير المنظمة، تعتمد على اجتهاد المدير وقيمه الأخلاقية، كما يؤكد ديسلر وسايمون على دور المعتقدات والقيم في توجيه القرارات الإدارية، مع الأخذ بعين الاعتبار الحقائق العلمية، المؤثرات الخارجية، والقيم العامة. كما تُناقش الدراسة الضغوط التي قد تواجه صانع القرار، مُسلطةً الضوء على خياريه: الاستجابة أو الرفض مع تحمل النتائج.

في إطار الفكر الإسلامي، تُحدد مصادر القيم الإسلامية بالقرآن الكريم، السنة النبوية، الإجماع، والقياس، مُشددةً على قيم كالشورى، المرونة، التجربة، الإيمان، العزيمة، الإحسان، الحياد، القدوة، والعدل والمسؤولية كركائز أساسية في عملية اتخاذ القرار. تُؤثر هذه القيم على جميع مراحل اتخاذ القرار، من اختيار الأولويات إلى التنفيذ والتقييم، مع التركيز على تحقيق رضا الله ومصالح الدنيا والآخرة.

تختتم الدراسة بالتأكيد على أهمية القيم والأخلاق الإسلامية في بناء نظرية إدارية متكاملة، مُقترحةً اعتماد ميثاق أخلاقي ملزم، ودورات تدريبية، ومدونة أخلاقية، لتعزيز الشورى، المسؤولية، والتوافق مع القيم الدينية والأخلاقية للمجتمع.

4 علاقة أخلاقيات العمل )القيم الأخلاقية( باتخاذ القرارات الإدارية
تتمثل العلاقة بين أخلاقيات العمل الممارسة في المنظمة وبين القرار الإداري المتخذ من خلال ما يسمى ب" القرار النموذجي الأخلاقي" ، أي لكي يكون القرار فعال يجب على صانع القرار أن يراعي دائما الاعتبارات الأخلاقية في محاولة لتحقيق التوازن بين الاعتبارات المادية الاقتصادية والاعتبارات الاجتماعية والإنسانية. ويكمن تعريف القرار الأخلاقي بأنه القرار المقبول من طرف أصحاب المصالح النموذجيين والعاقلين لأنه يحمل في أبعاده مصالح الجميع من أصحاب المصالح والمنظمة والمجتمع، ويجب أن يتأكد المدير من جودة القرار الذي سيتم اتخاذه ومن مدى أخلاقية الخيارات التي سيتم تطبيقها، وذلك من خلال دراسة أثار ونتائج هذا القرار )الزعبي، 1424، صفحة ..(140
من جهة أخرى فان الحالات الإدارية التي تستدعي اتخاذ قرارات بشأنها لا تكون محكومة بنصوص واضحة في الأنظمة
والتعليمات، بحيث يسهل تطبيقها مما يستدعي لجوء الإداري إلى الاجتهاد لاتخاذ القرار المناسب. وعملية الاجتهاد ترتبط بما يعتقد الإداري بأنه صحيح أو بقيمة ومعتقداته، وهنا يأتي دور القيم في توجيه متخذ القرار وتحديد اختياره لبديل من البدائل المتاحة.

يعتقد ديسلر Dessler) ( أن القائد الإداري يطبق أساسيات الإدارة من خلال الإطار الفكري لمعتقداته وقيمه الأخلاقية ويحدد المعايير الأخلاقية للعمل الإداري في المستويات الدنيا.
وأما هربرت سايمون Simon) (Herbert فيعتقد أن دراسة القرارات الإدارية تصلح لأن تكون " مدخلا لدراسة العملية الإدارية لكون هذه العملية الإدارية مظهرًا من مظاهر السلوك الإنساني، ويرى سايمون أن مفهوم اتخاذ القرار يرتبط بمجوعة من المفاهيم هي )النيف، 2041، صفحة :(247

• 
  

  الحقائق العلمية المجردة المعروضة على متخذ القرار والمرتبطة بالمشكلة المعروضة لاتخاذ القرار بشأنها تعتبر جزءا من عملية التقييم يعتمد عليها القرار؛ فهي تحدد المشكلة وتعرفها وتوضح أسبابها وتضعها في إطارها الصحيح.

  
  


• 
  

  القيم العامة والأخلاقية والأعراف جميعها تعتبر جزءا من متخذ القرار؛ فهذه العناصر لها تأثير كبير على القرار الذي سيتخذه متخذ القرار)القائد.( فالقائد إنسان قبل كل ش يء يعيش في مجتمع له عاداته وقيمه وعقائده واتجاهاته جميعها تؤثر فيه وتحدد نوعية قراراته بالإضافة إلى مستواه العلمي ونوعية خبراته السابقة وكمية تجاربه.

  
  


• 
  

  المؤثرات الخارجية: وتعني تلك العوامل التي ترتبط بالمنظمة التي يعمل بها إلى جانب البيئة العامة للمنظمة.
  إذ أن كل قرار إداري يحتاج إلى قدر كاف من الحقائق العلمية لكي يكون قرارا منطقيا ومعقولا، وإذا ما زادت الحقائق العلمية على الحد المطلوب وبني القرار على حقائق علمية بحتة فسوف تكون نتائجه نتائج علمية محايدة لا تأثير للقيم والعادات ولا مختلف الظروف الاجتماعية أي تأثير فيها، فالاعتماد على الحقائق العلمية في اتخاذ القرار أمر ضروري لمنطقية القرار ولكن ليست الحقائق كل ش يء في اتخاذ القرار، بل يوجد إلى جانب الحقائق العلمية ما يعادلها في الأهمية ألا وهي القيم، فالقيم السائدة في المجتمع أو قيم القائد الذاتية )متخذ القرار( تعتبر أيضا جزءا من عملية التقييم التي يعتمد عليها القرار.
  كما تبدو علاقة قيم وأخلاقيات العمل باتخاذ القرارات الإدارية من خلال الضغوط التي تمارس على صاحب القرار من بيئة التنظيم الداخلية أو الخارجية. وقد يضطر القائد الإداري لمواجهة هذه الضغوط حتى ولو صدرت عن رؤسائه بقصد القيام بتنفيذ ما يطلب منه رغم تعارضه مع مبادئه الأخلاقية، والإداري في مواجهة ضغوط رؤسائه أمام خيارين: إما أن يستجيب لهذه الضغوط ويعيش على صراع في داخله. وإما أن يرفض الاستجابة وعليه في هذه الحالة تحمل النتائج المترتبة على ذلك.
  وعليه يمكن القول أن قيم متخذ القرار) القائد( تؤثر في قراراته تأثيرا واضحا، وكلما كان القائد الإداري ذو شخصية سوية جاءت قراراته منسجمة مع ما يعتنقه من قيم.
  1.4 علاقة أخلاقيات العمل بفاعلية اتخاذ القرارات في الفكرالإسلامي
  إن القيم الإسلامية تتحدد مصادرها بمصادر التشريع الإسلامي، هذه المصادر تم ذكرها سابقا وهي ممثلة في": القرآن الكريم، السنة النبوية، الإجماع والقياس." ثم إن هذا التشريع قد جاء بأسمى القيم وأرفعها وأمر بالتمسك بها والعمل في إطارها وجعل لهذه القيم الإيجابية الرفيعة ما يقابلها سلبا، ونهى عن القيم السلبية وأمر بالابتعاد عنها كالظلم، والتعسف والاستبداد بالرأي، الكبر ...الخ. وإننا عند تأمل المبادئ التي يقوم عليها اتخاذ القرار في الفكر الإسلامي التي تم ذكرها سابقا، نستطيع استخلاص مجموعة من القيم الأخلاقية الإسلامية منها مجموعة من القيم الإسلامية جزء منها يتعلق بعملية اتخاذ القرار والجزء الآخر متعلق بمتخذ أو صانع القرار .
  أ- أهم القيم الأخلاقية التي تحكم عملية اتخاذ القرار - الشورى:
  إن قيمة الشورى تولد الشعور لدى أعضاء التنظيم بقيمتهم الذاتية، وان وجودهم في المنظمة له معنى، وأن رأيهم جزء من عملية اتخاذ القرار، فالشورى تدعم جماعية الفكر والرأي وتؤدي إلى التفاهم المشترك، وتحفز الفرد لتبني هدف المؤسسة الذي كان طرفا في صنعه، ولذلك نجد سبحانه يأمر جماعة المسلمين بجعل مبدأ الشورى أساس بينهم فيقول:وَشَاوِرْهُمْ فِي
  الْمَْْرِ.

  
  


• 
  

  المرونة:
  لا توجد قرارات صائبة تماما لسيادة ظروف عدم التأكد، وإنما هناك قرارات معقولة نسبيا، وتقديرات عملية في ظل الظروف المتاحة، ولذلك يجب أن تتسم علمية اتخاذ القرار بالمرونة الكافية وعدم التشدد والتفرد بالرأي.
  الخَتباروالتجربة:
  حتى يكون القرار صائبا لا بد من اختباره من بين مجموعة من القرارات ومحاولة إخضاعه للتجربة قبل التنفيذ النهائي، وذلك للوصول إلى درجة عالية من التأكد بفاعلية القرار الذي يجب أن يتصف بالسير والوضوح والواقعية التي تتماش ى مع الطبيعة البشرية يقول الله عز وجل : لَ يكَ ˛لِفُ ا ˛لُلَّ نَفْ اسا إِلََّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} )البقرة: الآية (286
  ب- أهم القيم الأخلاقية التي تحكم عملية متخذ القرار -الإيمان
  إن قيمة الإيمان هي أساس جميع القيم وهذا يستلزم الإيمان بالملائكة والكتب، و الرسل واليوم الأخر، وبالقضاء خيره وشره ويكتمل هذا الإيمان بحب رسول الله ، فمتخذ القرار عندما يمتلئ قلبه بالإيمان يتولد عنه الشعور بمراقبة الله تعالى، وبمعيته وعونه في كل الأحوال، وهو عندما يقدم على اتخاذ أي قرار من قراراته يجب أن يكون متأكدا أن هذا القرار يرض ي الله ولا يتعدى حدوده، طامعا فيما عند الله من ثواب في الدنيا وفي الحياة الآخرة، تلك الحياة التي ينكرها الفكر الغربي ولا يعترف بها، وهو في قراراته يؤمن بالقضاء خيره وشره، فيقبل على اتخذاها بكل نفس مطمئنة وهذا طبعا بعد أن يكون قد أخذ بجميع الأسباب، وهو يعلم أن ما يصيبه ما كان ليخطئه، ولن يكسب إلا ما كتب الله له، وعليه فهو راض عن كل النتائج التي يحققها من وراء قراراته لأنه يعلم أنها من قضاء الله و قدره.

  
  


• 
  

  العزيمة وعدم التردد:
  وهي الكلمة المرادفة لاتخاذ القرار والتي تعني أن يأخذ القائد قراره بعزيمة وهمة عالية دون تلكأ أو تردد، ولقد بين لنا التاريخ وأحداثه أن إيمان القائد إذا اقترن بقوة العزيمة لم تزده الشدائد والتحديات إلا قوة ورسوخا، ولن يزداد القائد إلا إصرارا وتمسكا بأهدافه، ولقد أشاد القرآن الكريم بأولو العزم من الرسل، الذين تميزوا بالصبر وقوة العزيمة والمثابرة في مواجهة
  العقبات والتحديات، وقد كان حصاد تميزهم هذا أن دان لهم النجاح، وتحققت أهدافهم، وانتصرت مبادئهم ودعواتهم .
  قال تعالى: فَاصْبِرْكَمَا صَبَرَأُولُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلََ تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلََّ سَاعَ اة مِنْ نَهَارٍ
  بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلََّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ  ) الأحقاف : الآية .(11
  وقال كذلك: فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْلَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الَْأمْرِفَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الَِّلَّ إِنَّ الََّلَّ يُحِبُّ الْمتَُوَ ˛كِلِينَ. ) آل عمران:
  الأية: .(159 -الشورى:
  لقد تم التعرض لقيمة الشورى في الفكر الإسلامي في أكثر من موضع، فالشورى مبدأ إسلامي أمر الله به فطبقه رسوله  ثم طبقه الخلفاء الراشدين من بعده، فاقتدى المسلمون بذلك فأصبح مبدأ الشورى سنة لضمان القضاء على الاستبداد ومنع الخلل في الرأي و تعميق الشعور بالمشاركة في اتخاذ القرار.
  -الإحسان:
  تركز قيمة الإحسان على الإخلاص وحده، و في الحديث الشريف: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فهو يراك". )مسلم، صفحة (.11
  إن القائد المسلم في أي منصب كان يجب أن يزن كل تصرفاته وسلوكياته بميزان الإحسان، فالإيمان بالله و تحسس جميع أوامره
  و إتيانها و تجنب كل نواهيه يولد في ضمير القائد المسلم رقيبا يشرف على جميع سلوكياته وكل ما يتخذ من قرارات.

  
  


• 
  

  الحياد:

  
  

يجب أن يكون مصدر القرار قويا وأمينا وغير متحيز لرأي معين نتيجة لتأثير جاه أو منصب أو غيره أو مكانة اجتماعية، كما يجب أن يكون بعيد عن التسرع والتعسف والتقليد الأعمى، فالواقعية هي القيمة الأساسية لنجاح القرار.
القدوة: لا بد أن يكون صاحب القرار القدوة في كل ش يء أهمهما الصدق والأمانة والجدية في العمل والمسؤولية وقوة الإقناع مما يجعل التأثير على المرؤوسين ايجابيا. يقول عز وجل:أتأمرون الناس بالبروتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب ،
-العدل:
ينظر الإسلام إلى العدل على انه أحد القيم الإسلامية الإدارية التي تعمل على تنظيم علاقات الناس المادية و السياسية و الاجتماعية لضمان حقوقهم و مصالحهم.
قال تعالى:إِنَّ الََّلَّ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالِْإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهىَ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمنُْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ،) النحل:الآية (99 والآيات والأحاديث التي تأمر بالعدل كثيرة.
ومن عدل الصحابي الجليل، القائد العظيم سيدنا أبي بكر الصديق رض ي الله عنه في أول خطبة له بعد توليه الخلافة :
"الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه، و القوي ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق أن شاء الله تعالى."
ويعد العدل من اشد القربات إلى الله تعالى و هو مطلب شرعي وجب التزامه حتى مع اقرب الناس، وحتى مع الأعداء، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لَِِّلَّ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلََ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلََّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا الََّلَّ إِنَّ الََّلَّ خَبِيرٌبِمَا تَعْمَلُونَ )المائدة: الآية .(4
وإذا كان العدل يعني إعطاء كل ذي حق حقه، ضمانا للمحافظة عليه من الضياع، فان القائد العادل هو الذي يسعى من خلال قراراته التي يتخذها أن يحقق العدل بين مرؤوسيه ويعطي كل ذي حق حقه ، وهذا فيه ضمان لداوم حكمه، وولاء رعيته له، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فهو من الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله، في الصحيحين عن أبي هريرة رض ي الله عنه عن رسول الله ": سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، شاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله فاجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" )كثير، 2042ه، صفحة .(.111
والإمام العادل في هذا الحديث يشمل كل من ولي أمر المسلمين، سواءا كان قاضيا أو قائدا أو حاكما...الخ.

• 
  

  المسؤولية:
  الإنسان في الإسلام كائن مكلف، وهو مسئول على اختياراته وبناء حياته، والمسؤولية عادة يسبقها تكليف و التزام و يعقبها حسابا وجزاء ثوابا كان أو عقابا .
  قال تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الَْأمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالَْأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الِْإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُو اما جَهُوالَ). الأحزاب(22
  وفي الحديث الشريف: " كلكم راع فالإمام، و قال بعضهم فالأمير الذي على الناس راع و مسئول عن رعيته و الرجل راع على أهله و مسئول عن رعيته و المرأة راعية في بيت زوجها و مسئولة عن رعيتها فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته". )عوانة، 2114، صفحة ..(140
  ويستدل من الحديث ضرورة حرص القيادة الإسلامية على مصالح الرعية، و بما في ذلك القائد الإداري المسلم على مستوى منظمته؛ عليه هو الآخر الحرص على مصالح العاملين تحت رئاسته ومصالح المنظمة ككل، وهو مسئول مسؤولية كاملة عن القرارات التي يصدرها والنتائج المترتبة عن تلك القرارات أمام الله.
  إضافة على الطرح السابق حول علاقة بعض القيم الإسلامية باتخاذ القرار، فهناك من يرى أن القيم التي يحملها القادة والأفراد تؤثر على عملية اتخاذ القرار، حسب الخطوات المتخذة وصولا للقرار الصائب )عامر، 2114، الصفحات :(111-111

  
  


• 
  

  فالقيم تؤثر تأثيرا كبيرا في عملية اختيار وتوزيع الأوليات، مثل أن تعطي القيمة الأكبر لتحقيق الربح أو خدمة المجتمع، ومدى التركيز على جودة السلعة وكفاءتها وغيره، فبقدر التزام المنظمة بقيم عظيمة فستكون تحديد أهدافها ذات قيمة عالية ترجمة لقيمها.

  
  


• 
  

  تؤثر القيم التي تلتزم بها المنظمة ، وكذا التي يحملها الفرد على نوع المعلومات والبيانات التي يجمعها، ومدى ثقته في مصدرها، وإدراكه لمعانيها وفق مبادئه وقيمه، للاستفادة منها في عملية اتخاذ القرار.
  -وضع واختيار البدائل: فالقيم تلعب دورا كبيرا في اختيار البدائل، من واقع الاحتمالات والاختبارات المختلفة، والمتاحة أمام المنظمة والفرد؛ فيكون اختيار البديل متوافقا ومنسجما مع القيم التي يؤمن بها، وليس المتناقض معها كمن يختار زيادة الأسعار لتحقيق مزيدا من الأرباح أو يختار بديلا يضر ضررا بالغا بالمنافسين، تخرجه من الأطر المشروعة والشريفة ، وبالتالي يكون اختيار البديل الأنسب وفق القيم التنظيمية و المبادئ والأخلاق التي يتحلى بها صانع القرار.
  -تنفيذ القرار: يتأثر القادة بالقيم التي يحملونها ويؤمنون بها في الطرق والوسائل المناسبة لتنفيذ القرار.
  -التقييم والمتابعة: وهي من العمليات الهامة، حيث تقوم المنظمة بتقييم النتائج والتعرف على درجة فعاليتها، ومدى توافقها مع القيم، وقياس أية أخطاء أو انحراف لأهدافها.
  إن الهدف من عملية اتخاذ القرار في الجانب الإسلامي أجل وأكرم منه في الجانب الإداري الغربي، حيث أن المسلم يقصد باتخاذ القرار ما عند الله و يؤمن إيمانا يقينيا باليوم الآخر انه سوف يأتي يوم يقف بين يدي الله ذات يوم ويحاسب عن عمله في الحياة الدنيا، فالحياة الدنيا دار عمل و الحياة الآخرة دار جزاء و على هذا الأساس لا تقتصر القرارات الإسلامية على منافع الدنيا بل تتعداها إلى ما في الآخرة من ثواب، فمتخذ القرار المسلم يرجو من وراء قراراته ثواب الله و في نفس الوقت يخش ى عذابه، لذا فالقرارات الإسلامية ترتكز على مجموعة من الركائز أهمها" الحقائق و القيم الإسلامية " فتتخذ على أساس الموضوعية وجمع المعلومات و التأكد من صحتها و مدى دقتها و اختيار الأساليب الجيدة لتنفيذها. والقائد المسلم لا يستطيع أن يغش أو يخدع من حوله لأنه يعلم علم اليقين إن الله مطلع على سرائره. فالقرار الإسلامي إذن فيه مراعاة لوجه الله تعالى، وفيه خوف ورجاء و عليه إذا اتخذت القرارات التي ترض ي الله سبحانه و تعالى فبدون شك سوف تحقق مصالح دنيوية أثناء تنفيذها.
  .5 الخاتمة:
  في الأخير يمكن القول أن قيم وأخلاقيات العمل تتحدد مصادرها بمصادر التشريع الإسلامي، هذه المصادر ي ممثلة في": القرآن الكريم، السنة النبوية، الإجماع والقياس." ثم إن هذا التشريع قد جاء بأسمى القيم وأرفعها وأمر بالتمسك بها والعمل في إطارها وجعل لهذه القيم الإيجابية الرفيعة ما يقابلها سلبا، ونهى عن القيم السلبية وأمر بالابتعاد عنها كالظلم، والتعسف والاستبداد بالرأي، الكبر ، إضافة إلى أن علاقة القيم وأخلاقيات العمل بالقرارات الإدارية التي يتخذها القائد علاقة قوية و هذا من منظور الفكر الإسلامي،
  .6النتائج:
  من بين النتائج التي توصلت لها هذه الدراسة أن الفكر الإسلامي دين يزخر بالقيم والمبادئ والأخلاق التي تؤهله إلى
  صنع نظرية إسلامية إدارية متكاملة، يمثل الدين فيها الحكم الأول على أخلاقية الأعمال، وأن هذه القيم والأخلاقيات لها تأثير على الأنشطة الإدارية للمنظمات من بينها عملية اتخاذ القرارات، فعلاقة قيم وأخلاقيات العمل بالقرارات الإدارية التي يتخذها القائد علاقة قوية سواء في الفكر الإسلامي أو الفكر الإداري المعاصر ، ولكنها تتطلب وجود ميثاق أخلاقي ملزم للإداريين. ويستند الميثاق إلى قيم الحق، العدالة والشورى، والمنطق بحيث يكون الالتزام بنصوصه معززاً بتدريب القيادات الإدارية وتوفير نظام للحوافز. ويجب أن تتضمن تشريعات العمل الإداري روح الميثاق الأخلاقي المنسجم مع قيم المجتمع الدينية والأخلاقية.
  .2 التوصيات والقَتراحات:
  وعلى ضوء النتائج السابقة نقدم جملة من التوصيات نوجزها فيما يلي:
   الاعتماد على الشريعة الإسلامية )القرآن والسنة(، في إعادة تصميم ثقافة منظمات الأعمال وما تتضمنه من قيم وأخلاقيات متعلقة بالعمل، وذلك لما تذخر به من قيم ايجابية، فضلا على أنها تحقق خيري الدنيا و الآخرة.
   الاعتماد على إجراء دورات تدريبية في منظمات الأعمال للقادة و للمرؤوسين على حد سواء فيما يتعلق بقيم و أخلاقيات العمل وفق خطة معتمدة لذلك.

  
  

 تشجيع الموظفين على إبداء آرائهم من أجل تطوير العمل وتنفيذ القرارات بالشكل الفعال.
 إعداد دليل أو دستور للسلوك الأخلاقي )مدونة أخلاقية( خاص بمبادئ وأخلاقيات العمل المهني، ونشره بين جميع العاملين في المؤسسة بشتى الوسائل الإعلامية و الإعلانية، لتصبح واضحة ومفهومة للجميع.
 ضرورة اعتماد متخذ القرار مبدأ الشورى لتحقيق مبدأ المشاركة في اتخاذ القرارات ومن ثم زيادة فعاليتها.
 ضرورة الشعور بالمسؤولية تجاه تنفيذ القرارات والالتزام بذلك.
.8المراجع:
يبراهيخ عبت الله الويع. .(3041) الا ا,ة: اوفاهيخ› الا~س› اومام. قخ لإلر البLت: ا, العLوم لLطباعة. اب ل٨ير. 3043)ه.( اف~ير اب ل٨ير. بيرقل: ا, الفكر.
يبو بكر مصطفى محمو . .(0434) ياتميال قميخ العمي اوورمال اوعاصرة. مصر: التا, الجامعية. ي الطيب ي عوا ة آتخ . .(3991) عوخ اوعبو "نرح ~و ي اقق ." ال~عو ية: ا, الفكر. الامام ا عوا ة. .(3991) م~وت ي عوا ة. بيرقل: ا, اوعرėة.
بته اLع ال~كا, ة. .(0430) ياتميال اوموة. الا, خ: ا, او~يرة لLوشر قالووزيع.
ةواني لعLى ب صالح. .(0430) يثر الييخ عLى الL~وم الا ا, ب الفكر الغر قالا~تمي. عماخ الا, خ: اليازق, لLوشر قالووزيع. ةوفي عبت الغفا›, عبت ال~تم يبو محع. .(3991) اوريخ قا ا,ة العمي. مصر: اوكوب العر الحتيث لLوشر.
,نيت عبت الحميت› محمو الحيا, . .(3910) ياتميال اوموة. عماخ: ا, الفكر لLوشر. ~عيت ي~ عامر. .(3991) الفكر اوعاصر الووريخ قالا ا,ة. الياهرة: مرلز قايت ~رėيس.
عبت الغفا, ةوفي› عبت ال~تم يبو محع. .(3991) اوريخ قا ا,ة العمي. مصر: اوكوب العر الحتيث.
عرقة محمت الزعبي. .(0431) يثر مما~,ال ياتميال العمي عLى م~ووى ėاعLية ااالإ اليرا, مرالز نرلال الوأم الا, ية. مجLة جامعة اشري لLبحوث قالت,ا~ال العLمية .
عLي اLيي يبو العيو . .(3911) الييخ الا~تمية قالتربية. اوتيوة اووو,ة: مكوبة ابراهيخ ةLبي. محا~ ها اLع. .(0430) ق, الييخ الااتمية اومية اووا, البشرية. اومLكة اووحتة. مL~خ. تأليع صحيح مL~خ. بيرقل: التراث العر .