Online English Summarizer tool, free and accurate!
فن المسرحية في الآداب الأوربية والأدب العربي الحديث إن الشعر القصصي هيأ لظهور الشعر المسرحي، وإنما اكتسبه من الآداب الأوربية على يد نخبة من المتأثرين بهذه الآداب والمتطلعين إلى التجديد من الشعراء. وأول من أدخل الفن المسرحي في البلاد العربية كان مارون نقاش، وكانت أولى المسرحيات التي قدمها للجمهور العربي في لبنان، مسرحية (البخيل) للكاتب الفرنسي موليير، إن فن المسرحية في الأدب العربي تأثر بالآداب الأوربية في أول الأمر، ولكنه سرعان ما انطلق بعد ذلك إلى مرحلة التأصيل، وجدير بالذكر أن المسرحيات الغنائية الأوربية قد تأثرت بالأدب العربي والآداب الشرقية، فالمسرحيات الغنائية الأوربية التي تسمي (علاء الدين والمصباح السحري) ومسرحية (معروف إسكا في القاهرة) ومسرحيات (شهر زاد) الغنائية مقتبسة من (ألف ليلة وليلة). والكلاسيكية في معناها اللغوي مشتقة من الكلمة اللاتينية كلاسيس Classis ومعناها الأصلي أسطول ثم أصبحت تفيد (وحدة دراسية) أي (فصلا مدرسيا) ومن هذا المعنى الأخير أخذت الكلمة Classicism أي الأدب المدرسي بمعنى أنه هو الأدب الذي أفلت من طوفان الزمن، أن أول من عرف إلى أن الجوقة ليس لها طابع مسرحي إلا بمقدار ارتباطها بالحدث كان هو أرسطو. تختلف المسرحية عن الملحمة والقصة بأنها تعتمد على الحوار، فإن الحوار هو الأداة الوحيدة فيها للتصوير. وقد انقسمت المسرحية إلى (الملهاة) الكوميديا، فقلدوا مسرحيات اليونانيين والرومانيين وجمعوا في المسرحية بين الحوار والغناء والرقص؛ ولكن هذا النوع من المسرحيات لم يدم طويلا، وينفصل فيها فن التمثيل القائم على الحوار عن الغناء. أن لفظ الكلاسيكية نفسه يستخدم أيضا للتعبير عن دراسة الآداب اللاتينية واليونانية (Classical Studies) وسبب استخدام اللفظ في المعنيين هو أن كتاب القرن السابع عشر كانوا يطمحون إلى أن يخلقوا أدبا جديدا يشبه الأدب اللاتيني واليوناني في جودته وفي موضوعه على السواء. والشعراء الذين ظهروا في القرن السابع عشر عندما أخذت تتضح وتستقر أصول الكلاسيكية - نراهم لا ينصرفون عن فن الملاحم فحسب، بل وعن فن الشعر الغنائي أيضا ليوفروا جهودهم على فن الشعر التمثيلي الذي برعوا فيه وخلدوا الكلاسيكية بفضله. فالكلاسيكية من الناحية الفنية تحرص على جودة الصياغة اللغوية وفصاحة التعبير في غير تكلف ولا زخرفة لفظية. ولما كانت الكلاسيكية تهدف إلى التعبير الفصيح الجيد عن المعاني الواضحة المحددة، فقد كان من الطبيعي أن يكون اعتمادها الأول على العقل الواعي المتزن، وبحكم كل هذه الخصائص كان من الطبيعي أن تتجه الكلاسيكية نحو الأدب الموضوعي. وهذا النوع من الأدب يتمثل خاصة في المسرحية أو القصة. ولقد ورث الكلاسيكيون عن الإغريق والرومان القدماء تقسيما دقيقا لفن المسرح احترموه وتقيدوا به، ففن المسرح ينقسم عندهم - كما كانت عند القدماء - إلى تراجيديا وكوميديا، ولكل منهما خصائصه المحددة التي لا ينبغى أن تتداخل أو أن يجمع بينهما في المسرحية الواحدة، فالتراجيديا مسرحية جادة نبيلة تثير الشفقة والخوف وتطهر بهما النفس البشرية، أما الكوميديا، ومحاولة إصلاحها. ومحاولة إصلاحها. ولكن هذا التقسيم الكلاسيكي انهار بتقدم الإنسانية ونمو ثقافتها وتغير أوضاعها الاجتماعية. ففي القرن الثامن عشر وهو قرن الفلسفة والوعي الاجتماعي الذي مهد السبيل للثورة الفرنسية الكبرى، رأينا الأدباء والفكرين ينكرون على الكلاسيكية أن تحصر الفن المسرحي في المأساة المفجعة والملهاة المقهقهة، ثم تدعي بعد ذلك أنها لا تتخذ من المسرح مرآة أو مجهرا للحياة. ويمكن القول بأن الناس لم يكونوا في حاجة إلى مآسي المسرح المفجعة، كما لم يكونوا على استعداد للقهقهة العالية، ولذلك اكتفوا بالدراما الدامعة وبالكوميدية الماريفودية. وفي القرن الثامن عشر أيضا أخذت الأوضاع الاجتماعية تتغير. وجاء فلاسفة القرن الثامن عشر وبخاصة (ديدرو) الذين قالوا إن مشاكل الإنسان لا تنبع كلها من طبيعته كإنسان، فلم تظهر إلا في القرن التاسع عشر مع ظهور الرومانسية. 5. تطور المسرح الكلاسيكي اليوناني إلى الرومانتيكي الإنجليزي ووضع له نظاماً خاصاً، وأخيراً استقلت المسرحية (الخلقية) عن مسرحية المعجزة حينما استطاع الناس أن يقرءوا التوراة بأنفسهم، ولم يعودوا في حاجة إلى تمثيل قصصها لهم. وكانت المسرحية الخلقية درساً في الأخلاق يعطى على أيدي ممثلين قولا وعملا، واستمرت المسرحية الخلقية حتى أوائل القرن السابع عشر. كان يمثل في حفلات الطبقات العليا ومآدبها ليملئوا به الفراغ بين مرحلتين من مراحل الحفل لتسلية الحاضرين وإدخال المسرة على قلوبهم وكان يسمى (رواية الفترة). وهي مسرحية قصيرة مليئة بأسباب المرح. وأنشى أول مسرح حقيقي مستقل بذاته عام 1576م على مقربة من لندن، ونهض المسرح الإنجليزي بعد ذلك نهضته العظيمة على يد شكسبير (1564-1616م). وقد أثر شكسبير في المسرح الأوربي، وأحيانا بأسلوبه، أي أنه كان يكتب بالشعر كما هو معروف، أ. التي كتبها خليل اليازجي سنة 1870م، وبؤسه ونعيمه، ولكن هذه المسرحية كانت ضعيفة في لغتها، وفي تكوينها الفني. حتى ظهرت مسرحيات أحمد شوقي فكانت فاتحة عصر جديد في هذا المجال، مثل: (مصرع كليوباترا) التي كتبها سنة 1927م أو 1929م، الذي اطلع عليه خلال رحلته التعليمية إلى فرنسا، والحبكة الفنية، ورغم قول بعض النقاد بأن أحمد شوقي كتب شعراً مسرحياً ، ولم يكتب مسرحاً شعرياً. وهذا أمر لا غضاضة فيه، يقول يسري عبد الغني لم يعرف في الأدب العربي القديم شيء من المسرحيات أو فن التمثيل، لكنها لا تعتمد على فن التمثيل. وأثمرت ثمارها، 7. فن المسرح في الأدب المصري الحديث إنه من الثابت أن فن التمثيل وفن الأدب المسرحي قد أخذه العرب عن أوربا بعد النهضة العربية التي ابتدأت في القرن الماضي. وكان رائد هذا الفن في العالم العربي هو (مارون النقاش). (8) وابتدأ تمثيله باللغة العربية الدارجة، وكانت أولى المسرحيات التي قدمها لجمهوره العربي في بيروت هي رواية "البخيل" المعربة عن موليير. فلما قدم الاسكندرية قدماها لمسرح النقاش، ثم ترجم مسرحية "شارلمان" وقد أعجب بها المصريون كثيرا ثم اشترك مع سليم النقاش في تأليف المسرحيات وتمثيلها. ومن الذين عنوا بالمسرح والترجمة له محمد عثمان جلال وكان ينقل من الفرنسية ويضفي على مسرحياته روحاً مصرية خالصة. وكان بحق يسمى أبا المسرحيات الوطنية في العصر الحديث. وحين ألف فرح أنطون روايته (مصر الجديدة ومصر القديمة) ومثلها جورج أبيض في سنة 1913م، وقد أنشأت الحكومة المصرية ما سمي بالفرقة القومية، وأثمرت ثمارها، وبعد الحرب العالمية الأولى ظهرت في عالم المسرح العربي المدرسة الجديدة التي عنيت بالتأليف المسرحي، وتناولت في المسرحيات معالجة المشكلات الاجتماعية علاجاً واقعياً، ومن رواد هذه المدرسة: محمد تيمور في أعماله (عبد الستار أفندي) و(عصفور في القفص) و(الهاوية)، وقدم المسرحية العربية المكتملة في بنائها وموضوعها وحوارها وشخصياتها، ولا يمكن لأي باحث أن ينكر الجهود الإبداعية التي قام بها لفيف من كتاب المسرح العربي في العصر الراهن، مما أدى إلى تنوع المسرح العربي في اتجاهاته وفي بنائه الفني، وقد مر الفن المسرحي بمراحل سبقت نضوجه واستواءه، وكان اقتحام شوقي لهذا الفن الغربي وتأليفه فيه فتحاً جديداً وعملاً خطيراً لا من حيث إنه أدخل هذا الفن لأول مرة في العربية فحسب، بل أيضاً لأنه كان يقاوم تيار اللغة العامية الذي طغى على المسرح المصري، ولم يعرف الأدب العربي القديم فن المسرحية ولا فن التمثيل كما هو في العصر الحديث، ولا ترجمة شيء من مسرحياتهم،
فن المسرحية في الآداب الأوربية والأدب العربي الحديث
إن الشعر القصصي هيأ لظهور الشعر المسرحي، وهو شعر يصاغ على نمط القصة مع مراعاة أدائه تمثيلا أمام جمهور من المشاهدين. وهو نمط لم يعرفه الشعر العربي، وإنما اكتسبه من الآداب الأوربية على يد نخبة من المتأثرين بهذه الآداب والمتطلعين إلى التجديد من الشعراء.
وأول من أدخل الفن المسرحي في البلاد العربية كان مارون نقاش، اللبناني الأصل، وقد اقتبسه من إيطاليا حين سافر إليها سنة 1846م، وكانت أولى المسرحيات التي قدمها للجمهور العربي في لبنان، مسرحية (البخيل) للكاتب الفرنسي موليير، وكان ذلك في أواخر سنة 1847م.
إن فن المسرحية في الأدب العربي تأثر بالآداب الأوربية في أول الأمر، ولكنه سرعان ما انطلق بعد ذلك إلى مرحلة التأصيل، فظهرت شخصية الإبداع الفني فيه، بعيدة عن المحاكاة والتقليد.
وجدير بالذكر أن المسرحيات الغنائية الأوربية قد تأثرت بالأدب العربي والآداب الشرقية، فالمسرحيات الغنائية الأوربية التي تسمي (علاء الدين والمصباح السحري) ومسرحية (معروف إسكا في القاهرة) ومسرحيات (شهر زاد) الغنائية مقتبسة من (ألف ليلة وليلة).
خلفية موجزة عن العصر الكلاسيكي
من المعلوم أن أساس حركة البعث العلمي التي ابتدأت في القرن الخامس عشر الميلادي قد كان بعث الثقافة والآداب اليونانية واللاتينية القديمة. وبالرغم أن طلائع هذا البعث قد ظهرت في إيطاليا التي نزح أول الأمر علماء وأدباء بيزنطة أو القسطنطينية في يد الأتراك - فإن فرنسا تعتبر المهد الحقيقي للكلاسيكية، أو التربة التي نمت فيها.
والكلاسيكية في معناها اللغوي مشتقة من الكلمة اللاتينية كلاسيس Classis ومعناها الأصلي أسطول ثم أصبحت تفيد (وحدة دراسية) أي (فصلا مدرسيا) ومن هذا المعنى الأخير أخذت الكلمة Classicism أي الأدب المدرسي بمعنى أنه هو الأدب الذي أفلت من طوفان الزمن، فبقي حياً.
التعريف بفن المسرح
نشأت المسرحية عن الشعر الغنائي. فالهجاء والتراشق بالشتائم كان فرديا، يقصد فيه الشاعر النيل من الشخص بعينه، ثم ارتقي فأصبح جمعيا، يعالج فيه الشاعر مواطن النقص أو مثار الضحك في النقائص العامة، وحينذاك نشأت الملهاة. كانت الملهاة أعلى مقاما من الهجاء، لأنها ذات طابع اجتماعي، لأن أصلها يرجع في بدئه إلى أناشيد المرح والسرور التي كان يتغنى بها اليونانيون في أعياد آلهتهم.
فقد كانت تعتمد أصلاً على الطابع الغنائي للجوقة. أن أول من عرف إلى أن الجوقة ليس لها طابع مسرحي إلا بمقدار ارتباطها بالحدث كان هو أرسطو. تختلف المسرحية عن الملحمة والقصة بأنها تعتمد على الحوار، وجوهرها الحدث أو الفعل، إلا أنها كالقصة تشتمل على الحادثة والشخصية، والفكرة والتعبير. ولا يفرقها تفريقا واضحا عن القصة إلا طريقتها في استخدام أسلوب الحوار بصفة أساسية، فإن الحوار هو الأداة الوحيدة فيها للتصوير.
وقد انقسمت المسرحية إلى (الملهاة) الكوميديا، و(المأساة) التراجيديا. وعندما بدأت حركة البعث الأوربي في القرن الخامس عشر عاد الأوربيون إلى محاكاة الأدب الإغريقي وااللاتيني القديم، فقلدوا مسرحيات اليونانيين والرومانيين وجمعوا في المسرحية بين الحوار والغناء والرقص؛ ولكن هذا النوع من المسرحيات لم يدم طويلا، وأخذت الكلاسيكية تتكون، وينفصل فيها فن التمثيل القائم على الحوار عن الغناء.
الاستيحاء من الأدب الكلاسيكي القديم
أن لفظ الكلاسيكية نفسه يستخدم أيضا للتعبير عن دراسة الآداب اللاتينية واليونانية (Classical Studies) وسبب استخدام اللفظ في المعنيين هو أن كتاب القرن السابع عشر كانوا يطمحون إلى أن يخلقوا أدبا جديدا يشبه الأدب اللاتيني واليوناني في جودته وفي موضوعه على السواء. والشعراء الذين ظهروا في القرن السابع عشر عندما أخذت تتضح وتستقر أصول الكلاسيكية - نراهم لا ينصرفون عن فن الملاحم فحسب، بل وعن فن الشعر الغنائي أيضا ليوفروا جهودهم على فن الشعر التمثيلي الذي برعوا فيه وخلدوا الكلاسيكية بفضله.
فالكلاسيكية من الناحية الفنية تحرص على جودة الصياغة اللغوية وفصاحة التعبير في غير تكلف ولا زخرفة لفظية. وعندها أن ما يدرك إدراكا تاما يمكن العبارة عنه في وضوح. ولذلك اذا كانت جودة العبارة أحد أصولها، فإن الوضوح أصلها الثاني. ولا يجوز أن يعتبر هذا الوضوح من البديهات المسلم بها.
ولما كانت الكلاسيكية تهدف إلى التعبير الفصيح الجيد عن المعاني الواضحة المحددة، فقد كان من الطبيعي أن يكون اعتمادها الأول على العقل الواعي المتزن، الذي يكبح الغرائز والعواطف، ويسيطر عليها بإدراك خفاياها وعملها الدفين.
وبحكم كل هذه الخصائص كان من الطبيعي أن تتجه الكلاسيكية نحو الأدب الموضوعي. وهذا النوع من الأدب يتمثل خاصة في المسرحية أو القصة.
تقسيمات فن المسرحية
ولقد ورث الكلاسيكيون عن الإغريق والرومان القدماء تقسيما دقيقا لفن المسرح احترموه وتقيدوا به، ففن المسرح ينقسم عندهم - كما كانت عند القدماء - إلى تراجيديا وكوميديا، ولكل منهما خصائصه المحددة التي لا ينبغى أن تتداخل أو أن يجمع بينهما في المسرحية الواحدة، فالتراجيديا مسرحية جادة نبيلة تثير الشفقة والخوف وتطهر بهما النفس البشرية، أما الكوميديا، فهي مسرحية هزلية تثير الضحك للتسلية أو للنقد السياسي الاجتماعي أو لتصوير العيوب النفسية والاجتماعية، ومحاولة إصلاحها.
أما الكوميديا، فهي مسرحية هزلية تثير الضحك للتسلية أو للنقد السياسي الاجتماعي أو لتصوير العيوب النفسية والاجتماعية، ومحاولة إصلاحها.
وعلى هذا التقسيم سار الكلاسيكيون فيما ألفوا من تراجيديا وكوميديا. ولكن هذا التقسيم الكلاسيكي انهار بتقدم الإنسانية ونمو ثقافتها وتغير أوضاعها الاجتماعية.
ففي القرن الثامن عشر وهو قرن الفلسفة والوعي الاجتماعي الذي مهد السبيل للثورة الفرنسية الكبرى، رأينا الأدباء والفكرين ينكرون على الكلاسيكية أن تحصر الفن المسرحي في المأساة المفجعة والملهاة المقهقهة، ثم تدعي بعد ذلك أنها لا تتخذ من المسرح مرآة أو مجهرا للحياة.
ويمكن القول بأن الناس لم يكونوا في حاجة إلى مآسي المسرح المفجعة، كما لم يكونوا على استعداد للقهقهة العالية، ولذلك اكتفوا بالدراما الدامعة وبالكوميدية الماريفودية.
وفي القرن الثامن عشر أيضا أخذت الأوضاع الاجتماعية تتغير. وإذا كانت التراجيديا الكلاسيكية تقتصر على تصوير مآسي الملوك والأمراء والنبلاء،
وجاء فلاسفة القرن الثامن عشر وبخاصة (ديدرو) الذين قالوا إن مشاكل الإنسان لا تنبع كلها من طبيعته كإنسان، بل إن منها - إن لم تكن أكثرها - ما ينبع من وضع الفرد في المجتمع،
ومع ذلك فان القرن الثامن عشر كله لم يحطم الكلاسيكية، أما الثورة عليها ومحاولة تحطيمها، أو على الأقل تحطم القواعد والقيود التي تميز بها الأدب التمثيلي، فلم تظهر إلا في القرن التاسع عشر مع ظهور الرومانسية.
تطور المسرح الكلاسيكي اليوناني إلى الرومانتيكي الإنجليزي
ويعتبر اليونان أول من اهتم بالمسرح، ووضع له نظاماً خاصاً، وعنهم أخذ العالم هذا الفن. وكما أن المسرح ابتدأ عند اليونان من اصل ديني فكذلك ابتدأ لدى الإنجليز.
ثم أدخل على موضوع هذه المسرحيات الدينية شيء من الأخلاق كالعدل والسلام والصدق والكذب، وأخيراً استقلت المسرحية (الخلقية) عن مسرحية المعجزة حينما استطاع الناس أن يقرءوا التوراة بأنفسهم، ولم يعودوا في حاجة إلى تمثيل قصصها لهم.
وكانت المسرحية الخلقية درساً في الأخلاق يعطى على أيدي ممثلين قولا وعملا، وهؤلاء يمثلون أشياء معنوية كالخطيئة والعدل والصدق والكذب والذكاء والغباوة.
واستمرت المسرحية الخلقية حتى أوائل القرن السابع عشر. وقد نشأ في القرن السادس عشر نوع جديد من المسرحيات، كان يمثل في حفلات الطبقات العليا ومآدبها ليملئوا به الفراغ بين مرحلتين من مراحل الحفل لتسلية الحاضرين وإدخال المسرة على قلوبهم وكان يسمى (رواية الفترة). وهي مسرحية قصيرة مليئة بأسباب المرح.
وأنشى أول مسرح حقيقي مستقل بذاته عام 1576م على مقربة من لندن، ونهض المسرح الإنجليزي بعد ذلك نهضته العظيمة على يد شكسبير (1564-1616م).
وقد أثر شكسبير في المسرح الأوربي، إذ تأثر كتاب المسرحية بموضوعاته، وتارة بأشخاصه وعواطفه، وأحيانا بأسلوبه، وأحيانا أخرى بقالبه الفني.
فن المسرحية في الأدب العربي الحديث
فقد كتب كثيرون من الكتاب في الفن المسرحي) وخاصة في الأدب العربي مثلما ألف يسري عبد الغني عبد الله كتابا بعنوان "الفن المسرحي العربي" من حيث النشأة والتطور، يقول فيه إن المسرح بدأ شعراً، أي أنه كان يكتب بالشعر كما هو معروف، ثم تطور بعد ذلك وأصبح يكتب في أغلبه بالنثر، لذلك نرى أنه قسم المسرح في الأدب العربي الحديث إلى قسمين: المسرح الشعري أي الشعر المسرحي، والنثر المسرحي.
أ. فن المسرحية الشعرية
إن المسرحيات الشعرية الأولى (المروءة والوفاء)، التي كتبها خليل اليازجي سنة 1870م، تحكي عن الملك النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وبؤسه ونعيمه، والوفاء العربي الذي ضمن للنعمان أن يقدم نفسه للقتل إذا لم يف بعهده له، ولكن هذه المسرحية كانت ضعيفة في لغتها، وفي تكوينها الفني.
استمرت بعد ذلك المحاولات لتحقق نضجها الفني، حتى ظهرت مسرحيات أحمد شوقي فكانت فاتحة عصر جديد في هذا المجال، مثل: (مصرع كليوباترا) التي كتبها سنة 1927م أو 1929م،
وغني عن البيان أن أحمد شوقي تأثر تأثراً كبيراً في مسرحياته بالمسرح الأوربي، الذي اطلع عليه خلال رحلته التعليمية إلى فرنسا، ورغم هذا التأثر فإن مسرح شوقي تميز بالأسلوب العربي، والحبكة الفنية، وظهور ملامح واضحة للشخصيات في كثير من مسرحياته، ورغم قول بعض النقاد بأن أحمد شوقي كتب شعراً مسرحياً ، ولم يكتب مسرحاً شعرياً.
فإن كتابات كل هؤلاء كانت متأثرة بشكل أو بأخر بالكتاب الأوربيين والأمريكيين والروس، وهذا أمر لا غضاضة فيه، فالتأثر والتأثير سنة متبعة بين الأدباء والكتاب.
ب. فن المسرحية النثرية
يقول يسري عبد الغني لم يعرف في الأدب العربي القديم شيء من المسرحيات أو فن التمثيل، وإن وجد فيه بعض الحكايات القصصية التي برزت في فن المقامات العربية، لكنها لا تعتمد على فن التمثيل.
وعندما جاءت النهضة الحديثة واتصلت الثقافة العربية بثقافة الغرب، وأثمرت ثمارها، كانت المسرحية من القوالب الأدبية التي عظم الاهتمام بها، فأنشئ في عهد الخديوي إسماعيل مسرح الكوميدي سنة 1869م، كما أنشأ دار الأوبرا المصرية القديمة.
فن المسرح في الأدب المصري الحديث
إنه من الثابت أن فن التمثيل وفن الأدب المسرحي قد أخذه العرب عن أوربا بعد النهضة العربية التي ابتدأت في القرن الماضي. وكان رائد هذا الفن في العالم العربي هو (مارون النقاش). (8)
وقد تحدث عمر دسوقي عن فن المسرحية في الأدب العربي الحديث قال فيه: إن أول من أدخل الفن المسرحي في البلاد العربية هو مارون النقاش اللبناني الذي اقتبسه من إيطاليا حين سافر إليها في سنة 1846م، وابتدأ تمثيله باللغة العربية الدارجة، وكانت أولى المسرحيات التي قدمها لجمهوره العربي في بيروت هي رواية "البخيل" المعربة عن موليير. . أما في مصر فأول مسرح عربي أنشيء بها قام به يعقوب بن صنوع بالقاهرة في يوليو سنة 1876م وقد اقتبسه كذلك من إيطاليا التي درس بها ثلاث سنوات. وكان يجيد عدة لغات مكنته من أن يدرس هذا الفن دراسة متقنة.
وقد شجعه إسماعيل على تكوين فرقته والقيام بالتمثيل وابتدأ عمله في الاسكندرية وهناك دعا إلى صديقه أديب اسحق ليشد أزره، وكان أديب قد ترجم من قبل مسرحية "أندروماك" لـ(راسين)، فلما قدم الاسكندرية قدماها لمسرح النقاش، ثم ترجم مسرحية "شارلمان" وقد أعجب بها المصريون كثيرا ثم اشترك مع سليم النقاش في تأليف المسرحيات وتمثيلها.
ومن الذين عنوا بالمسرح والترجمة له محمد عثمان جلال وكان ينقل من الفرنسية ويضفي على مسرحياته روحاً مصرية خالصة. وكان بحق يسمى أبا المسرحيات الوطنية في العصر الحديث.
يدخل المسرح المصري في طور ثالث بالانتقال إلى المسرحية الاجتماعية، وقد هييء له المؤلِّف الجديد، والممثل الممتاز، وذلك حين يأتي الممثل جورج أبيض من باريس سنة 1910م بعد أن درس أصول التمثيل على أساتذة أكفاء، وحين ألف فرح أنطون روايته (مصر الجديدة ومصر القديمة) ومثلها جورج أبيض في سنة 1913م، ثم توالت المسرحيات الجيدة التي تتناول المشكلات الاجتماعية.
وقد أنشأت الحكومة المصرية ما سمي بالفرقة القومية، ودعت أقطاب الأدب ليشرفوا عليها من أمثال: أحمد ماهر ومصطفى عبد الرزاق وطه حسين وتوفيق الحكيم وخليل مطران وكان المنتظر أن ينهض هؤلاء بالمسرح ويغذوه بالأدب الرفيع، وفي أسمائهم ضمان لاجتذاب الطبقة المثقفة للمسرح، ولكن يظهر أن جمهرة الشعب هي التي تغلبت في النهاية وآثرت ألواناً معينة من المسرحيات فيها مرح وفكاهة وكثير من التهريج.
عندما جاءت النهضة الحديثة واتصلت الثقافة العربية بثقافة الغرب، وأثمرت ثمارها، كانت المسرحية من القوالب الأدبية التي عظم الاهتمام بها، فأنشئ في عهد الخديوي إسماعيل مسرح الكوميديا سنة 1869م، كما أنشأ دار الأوبرا المصرية القديمة، ومثلت عليها ولأول مرة في الشرق (أوبرا عايدة) لـ فرداي الإيطالي.
الخاتمة
وبعد الحرب العالمية الأولى ظهرت في عالم المسرح العربي المدرسة الجديدة التي عنيت بالتأليف المسرحي، وتناولت في المسرحيات معالجة المشكلات الاجتماعية علاجاً واقعياً، ومن رواد هذه المدرسة: محمد تيمور في أعماله (عبد الستار أفندي) و(عصفور في القفص) و(الهاوية)،
ثم ظهر أكبر كُتَّاب المسرح العربي، وهو توفيق الحكيم الذي اتصل اتصالاً وثيقاً بالأدب الفرنسي، وقدم المسرحية العربية المكتملة في بنائها وموضوعها وحوارها وشخصياتها، وتنوعت مسرحياته، وكثرت وتعددت اتجاهاتها فكان منها التاريخية والاجتماعية والواقعية والفكرية،
ولا يمكن لأي باحث أن ينكر الجهود الإبداعية التي قام بها لفيف من كتاب المسرح العربي في العصر الراهن، مما أدى إلى تنوع المسرح العربي في اتجاهاته وفي بنائه الفني،
وقد مر الفن المسرحي بمراحل سبقت نضوجه واستواءه، أولاها كانت على يد خليل اليازجي وعبد الله البستاني ومحمد عبد المطلب واتسمت بشيء من السذاجة والركاكة تارة، وبشيء من الجفاف وضعف الإتقان تارة أخرى،
وكان اقتحام شوقي لهذا الفن الغربي وتأليفه فيه فتحاً جديداً وعملاً خطيراً لا من حيث إنه أدخل هذا الفن لأول مرة في العربية فحسب، بل أيضاً لأنه كان يقاوم تيار اللغة العامية الذي طغى على المسرح المصري، واستطاع أن يصرف الشباب عنه.
ولم يعرف الأدب العربي القديم فن المسرحية ولا فن التمثيل كما هو في العصر الحديث، بل كان الأدب العربي أدبا غنائيا خالصا أو أدب الرسائل والخطب. وعلى الرغم من معرفة العرب آثار اليونان الفكرية، وعلى الرغم من ترجمتهم أرسطو، فإنهم لم يحاولوا احتذاء اليونانيين في التمثيل، ولا ترجمة شيء من مسرحياتهم، لأنها كانت وثنية، وكانت تنافي عقيدة التوحيد عند المسلمين
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
Nutrition plays a vital role in brain development, especially in the early years of childhood. The p...
This research examines the impact of artificial intelligence tools on humanistic norms in architectu...
1- الخطأ الثابت و الخطأ المتغير: إن الأخطار ليست على درجة واحدة من حيث احتمال وقوعها،فقد تكون درجة ا...
تُعتبر سيرة النبي محمد ﷺ أساس حركة التاريخ الإسلامي، حيث بدأ المسلمون تدوين التاريخ بها، متتبعين الأ...
فدولة الإمارات العربية المتحدة معروفة بالنسبة لدول القارة البعيدة التي عملت على تعزيز علاقاتها مع دو...
يشكّل النص المعروض أمامنا مقطعًا من خطاب نقدي نظري يعالج تحوّلات الشعر العربي في العصر الحديث، خصوصً...
لو ما التقى الطيار بالأمير الصغير، كانت القصة راح تكون مختلفة تمامًا، ويمكن حتى ما كانت راح تصير قصة...
أن في المرتفعات الخضراء حياة إنسانة يتيمة، من الطفولة إلى نهاية مرحلة المراهقة مع التحولات التي تمر ...
انا كنت اعاني منها بس ما كان فيها شيء ابد ابدا و انا في فترة حملي ما عرفت ليش احس ان الموضوع صار فيه...
الفصل الأول أساس المسؤولية الجزائية وعوارضها نتناول في هذا الفصل بيان أساس المسؤولية الجزائية وعوارض...
كشفت مصادر محلية وحقوقية في محافظة ذمار أن جماعة الحوثي منحت إمام مسجد النور، الواقع على الشارع العا...
االحتالل الروماني: بدأ االحتالل الروماني لبالد المغرب سنة 146 ق.م بعد سقوط قرطاجة إثر الحرب البوني...