Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (1%)

لذلك فإن أرسطو يعرف الخطابة بأنها "قوة تتكلف الإقناع الممكن في كل واحد من الأمور المفردة". وبعد هذا التعريف العام للخطابة تحدث أرسطو عن أنواعها وبين حدود كل نوع،


Original text

خالف أرسطو أستاذه أفلاطون في الكثير من آرائه، وأول أوجه ذلك الخلاف يتمثل في المنهج الذي أتبعه كل منهما، فبينما سار أفلاطون على منهج الرياضيين الذي يعتمد على الأفكار والفرضيات المسبقة والنظريات الخيالية التي لا توافق الواقع غالباً ، فإن أرسطو اعتمد منهج الطبيعيين التجريبي الذين يبدؤون بدراسة الجزئيات وينتهون إلى وضع النظريات التي توافق الواقع الملموس ، حيث جعل أرسطو النص الأدبي قاعدة لفرضياته ونظرياته الأدبية ، فبدأ بدراسة النصوص الأدبية، دراسة وصفية تحليلية ، ثم استقرأ خصائص تلك النصوص وانتهي إلى تكوين نظرية عامة .
وقد خلَّف أرسطو الكثير من المصنفات الهامة التي تصور أوجه الحياة اليونانية ، سواء في الأخلاق أو في السياسة أو الاجتماع أو الشعر أو النثر . وإن ما يهمنا من كل هذه المصنفات كتاباه : فن الشعر ، والخطابة .
أما كتابه فن الشعر، فقد بدأه بتعريف الشعر بأنه ضرب من ضروب المحاكاة، ثم تحدث عن أنواع المحاكاة في الفنون المختلفة ، وبين اختلاف تلك الفنون حسب اختلاف موضوعاتها، ثم تحدث عن أسلوب المحاكاة في كل منها، ثم استغرق بقية صفحات كتابة في (الحديث عن المأساة).
ومنذ البداية يلاحظ اختلاف مفهوم المحاكاة عند أرسطو عن مفهومها عند أفلاطون فهي ليست تقليدًا للواقع الذي هو تقليد لما يوجد في عالم المثل، وهي ليست محاكاة لظواهر الأشياء، بل محاكاة للأفعال والأخلاق، أي لأمور باطنة. وهي ليست محاكاة ظلال وانعكاسات لأفكار صانع أو فنان، بل محاكاة جوهرية لأفعال الناس وانفعالاتهم .
والمحاكاة في مفهوم أرسطو العام ليست شيئاً سيئاً ، بل هي كطبع غريزي في الإنسان غالباً ما تفيد في تنشيط الطاقات البشرية الكامنة فيه ، هذا ما يقرره في قوله: "والمحاكاة غريزة في الإنسان تظهر فيه منذ الطفولة، والإنسان يختلف عن سائر الحيوان في كونه أكثر استعدادا للمحاكاة، وبالمحاكاة يكتسب معارفه الأولية، كما أن الناس يجدون لذة في المحاكاة.
أما في الفن فالمحاكاة لا تعنى التقليد الحرفي للطبيعة الإنسانية، بل تعنى التغيير والتبديل، والفنان في محاكاته يسعى إلى تقديم مقابل إيجابي للنموذج الذي يحاكيه ، وأرسطو يعد المحاكاة أعظم من الحقيقة ومن الواقع، والفنون عند أرسطو تحاكى الطبيعة فتساعد على فهمها. فالفن يكمل ما لم تكمله الطبيعة، والفن يتم ما تعجز الطبيعة عن إتمامه ، لأنه في محاكاته يكشف عما ينقصها.
فإذا كانت أفعال الناس هي موضوع المحاكاة، وتلك الأفعال إما خيرة أو شريرة، فالشعراء إما أن يحاكون الأفعال الخيرة فيكون الفن أسمى من الطبيعة الإنسانية لأنه يصور أفعال الناس بصورة أحسن مما هي عليه في الواقع ، كما هو الحال في التراجيديا، وإما أن يحاكون الأفعال الشريرة فيكون الفن دون الطبيعة الإنسانية، كما هو الحال في الكوميديا، والفن في الحالتين يسعى إلى التحسين والتنظيم.
وعند أرسطو تصبح المحاكاة وهي القانون الذي يحكم الفن، بمعنى أن الفنون تختلف، وفقا لخصائص المحاكاة نفسها، فتختلف بحسب وسائل المحاكاة: الإيقاع واللغة والانسجام، وتختلف بحسب موضوع المحاكاة، وموضوع المحاكاة هو: الخلق ، والانفعال ، ثم الفعل.
وعلى أساس وسائل المحاكاة قسم أرسطو الفنون إلى قسمين: قسم يتخذ من اللون والشكل وسيلة لمحاكاته، وهو التصوير والنحت. وآخر يعتمد على الصوت، وهو الشعر والرقص والموسيقا .
وهنا تجدر الإشارة إلى اختلاف نظرة أرسطو إلى الإلهام عن نظرة أفلاطون سابقة الذكر، فأرسطو يقدر الإلهام ويفسح له في محاكاته، وحديثه عن وسيلة المحاكاة يعكس كيفيتها التي لا يمكن أن تكون تقليداً محضاً، فالراقص أو الموسيقار لا يستطيع أن يحاكى الطبيعة محاكاة تقليد، بل إنه يغادر الطبيعة في محاكاته لأنه لا يستطيع نقلها ، وكذلك الحال بالنسبة للشاعر الذي يدخل أفكاره وخيالاته في محاكاته، وقد كان الأمر أكثر وضوحاً في أثناء حديث أرسطو عن موضوع المحاكاة حيث لم يطلب من الشاعر أن يحاكى أفعال الناس كما هي، بل يصور أفعال الناس بصورة أحسن مما هي عليه أو أسوأ، وفي الحالتين يطلق أرسطو للموهبة العنان لتقدم ما ترتأيه من صور وإبداعات . كذلك يلاحظ وعى أرسطو وتقديره لأهمية المحاكاة، وذلك في معرض حديثه عن وسيلة المحاكاة في الشعر وهي اللغة وما تمثله من نبرات وأوزان، حيث فرق بين النظم والشعر على أساس المحاكاة ، فرأي أن نظم "أنباذ وقليس "لا يمكن أن يعد شعراً لأنه يخلو من المحاكاة، وهي الصفة التي تجعله شعراً.
وبعد تعريف الشعر، وإظهار أنواع المحاكاة وتبيين أدواتها وأثرها في تحديد موضوعات الشعر، انتقل أرسطو للحديث عن نشأة الشعر وأقسامه ليجعل من هذا الحديث مدخلاً لتناول الشعر التمثيلي بقسمه: المأساة (التراجيديا)، والملهاة (الكوميديا) .
وقد أرجع أرسطو نشأة الشعر إلى نزعتين راسختين في الطبيعة الإنسانية: النزعة إلى المحاكاة ، والنزعة إلى الانسجام والإيقاع.
ثم أرخ لألوان الشعر وحصر نشأتها في غرضي المديح والهجاء فقال: ولقد انقسم الشعر وفقاً لطباع الشعراء: فذوو النفوس النبيلة حاكوا الفعال النبيلة وأعمال الفضلاء ، وذوو النفوس الخسيسة حاكوا فعال الأدنياء؛ فأنشئوا الأهاجي ، بينما أنشأ الآخرون الأناشيد والمدائح.
ثم تطور المديح ونتج عنه في نهاية المطاف المأساة ، كما تطور الهجاء ونتج عنه الملهاة.
وقد عرف أرسطو المأساة فقال: "هي محاكاة فعل نبيل تام، لها طول معلوم، بلغة مزودة بألوان من التزيين تختلف وافقاً لاختلاف الأجزاء، وهذه المحاكاة تتم بواسطة أشخاص يفعلون، لا بواسطة الحكاية، وتثير الرحمة والخوف فتؤدى إلى التطهير من هذه الانفعالات.
اشتمل تعريف أرسطو للمأساة على أربعة أمور، هي :
١- موضوع المأساة: وهو الفعل النبيل التام، ويقصد به أحداث المأساة المتتابعة والمتشابكة والتي تصب في مجرى الحدث العام، وهو تام لأن تتابع هذه الأحداث هو الذي ينمى الفعل ويفسر ظروفه. وهذا الفعل أو الحدث ينبغي أن يكون في المأساة نبيلاً : أي جاداً ، ومن جديته التي تتضح بتتابع الأحداث وما فيها من إثارة و خطورة تنبع عاطفة الرحمة والعطف ثم عاطفة الخوف .
٢- وسيلة المحاكاة: وهي اللغة الموقعة الموزونة التي تتوافق مع نزعة الإنسان إلى الانسجام والإيقاع، وبذلك تتحقق المتعة، وإن كانت المتعة عند أرسطو مقيدة بفكرة التطهير.
وقد شرح أرسطو كيفية تحقيق الانسجام والإيقاع في قوله: وأقصد باللغة المزودة بألوان من التزيين؛ تلك التي فيها إيقاع ولحن ونشيد ، وأقصد بقولي تختلف وفقاً لاختلاف الأجزاء؛ إن بعض الأجزاء تؤّلف بمجرد استخدام الوزن، وبعضها الآخر باستخدام النشيد.
٣- طريقة المحاكاة: ميز أرسطو بين المحاكاة في الشعر الملحمي أو القصصي والمحاكاة في المأساة، فجعلها في المأساة لا تتم إلا عن طريق المسرح والممثلين، أما في الشعر الملحمي أو القصص فإنها تتم عن طريق الحكاية .
٤- غاية المأساة: وهي معالجة الداء بالداء، حيث يتم تطهير النفس من الانفعالات العنيفة. إذ المحاكاة في المأساة ترمى إلى إثارة الرحمة والخوف، وبهذه الإثارة تخلص النفس من آثار الانفعالات السيئة. وتتحقق المتعة والفائدة حيث يخرج المشاهد وقد ترك في المسرح كل ما تعلق بعواطفه من ضعف وتطهرت نفسه من العواطف الحادة كالخوف، وحلت محلها أسباب الرضا المختلفة.
وبعد أن عرف أرسطو المأساة انتقل للحديث عن أقسامها ، فقسمها إلى ستة أجزاء هي: الحكاية والشخصية والفكر والمنظر المسرحي والعبارة والنغم الموسيقى وما يصاحبه من إنشاد الجوقة. ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن شعر الملاحم - القصصي - وقال إنه يشبه المأساة من حيث أنه محاكاة عن طريق القصص ، غير أن الشاعر يرويه ولا يقدمه عن طريق المسرح ، وأيضاً فإنه يشبه المأساة من حيث اعتماده على حدث قصصي واحد ثم يفاضل بين المأساة و الملاحم ، ويحكم للمأساة بالتفوق على شعر الملاحم ويحكم للمأساة بالتفوق على شعر الملاحم لما يصاحبها من تمثيل يضفي عليها حيوية ، ولما يصاحبها من تركيز، فهي لا تبلغ طول الشعر الملحمي، وأيضاً فإن وحدة الزمن والحدث فيها أكمل وأتم؛ لذلك كانت تثير عاطفتي الرحمة والخوف بأوسع مما تثيرهما الملحمة.
وهنا نجد أن الجزء الذي بين أيدينا من كتاب (فن الشعر) انتهي دون أن ينتهي حديثه عن القسم الثاني من الشعر التمثيلي - الملهاة - كما ذكر أرسطو في بداية كتابه ، وكما قلنا: لعل ذلك الجزء قد سقط من أصل الكتاب .
أما كتابه الثاني (الخطابة) – ريطوريقا - فقد درس فيه الخطابة اليونانية دراسة وصفية تحليلية بين من خلالها الضوابط الفنية والأسلوبية لفن الخطابة والصفات التي ينبغي توافرها في الخطيب، وجاء حديثه عن الخطابة في ثلاث مقاولات كبيرة :
تحدث في المقالة الأولى عن فائدة الخطابة وغايتها ، ونبه على الغاية الخلقية للخطابة والتي تكمن في الدفاع عن الحق و إقرار العدل ، وطالب الخطباء بالعمل على إقرار الحق والعدل ، وعدم اتخاذ الخطابة وسيلة للتمويه والمغالطة ، وإذا كان من الممكن الإقناع في المتضادين - الحق والباطل - فإن أرسطو يكشف للخطباء والسامعين عن وسائل المغالطة في الحجة ويحدد وسائل البراهين الصحيحة، وينبه على فائدة الخطابة بكونها "تعرف المقنعات في كل أمر من الأمور؛ لذلك فإن أرسطو يعرف الخطابة بأنها "قوة تتكلف الإقناع الممكن في كل واحد من الأمور المفردة".
وبعد هذا التعريف العام للخطابة تحدث أرسطو عن أنواعها وبين حدود كل نوع، والاعتبارات التي تدخلت في تقسيمها ، من ذلك المستمع والزمن والموضوع، فإذا دار موضوع الخطبة حول أمور ماضية وكان المستمع قاضياً نتجت الخطبة القضائية ، وإذا كان الحديث عن أمور مستقبلية والمستمع من أوالى الأمر -حاكم أو رئيس - نتجت الخطبة الاستشارية "السياسية" ، وإذا كان الحديث عن أمور حاضرة والخطاب موجه للجمهور تنتج الخطبة الاستدلالية "الحفلية". ولكل نوع من هذه الخطب غرض تؤديه، ومواصفات تعين على تحقيق هذا الغرض، وخطيب له مؤهلات تمكنه من بلوغ غرضه وتحقيق أهداف خطبته. وقد بين أرسطو المؤهلات التي ينبغي أن يتزود بها الخطيب في كل نوع من هذه الأنواع ، وتحدث عن المحاجة الخطابية وأنواع البراهين المطلوبة في كل لون من ألوان الخطابة.
وفي المقالة الثانية من كتابه تحدث أرسطو عن عواطف السامعين وانفعالاتهم، ووصف للخطيب طرق التأثير فيهم ، وما ينبغي عليه مراعاته من أعمار السامعين وأمزجتهم وأحوالهم الوجدانية وكيفية التأثير فيهم ، كما بين الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الخطيب ليحوز ثقة سامعيه بقوله: "وقد يكون المتكلمون مصدقين لعلل ثلاث: لأنّا قد نصدق من قبل هذه الثلاثة الأوجه كلها دون التثبت، وهي: اللب والفضيلة و الأُلفة، ثم أسهب في الحديث عن طرق الإقناع والأقيسة المنطقية.
وفي المقالة الثالثة تحدث أرسطو عن العبارة وخصائصها ، وتأليف الخطبة وأجزائها وعن أثر الأسلوب في إثارة العواطف ، وبين لغة النثر المكتوب ولغة الخطابة وما ينبغي أن تكون عليه من وضوح ودقة وجمال ، كذلك نبه على ضرورة اختلاف أسلوب الخطبة باختلاف موضوعها، فالخطابة الحفلية - مثلاً - لأنها تخاطب العامة تحتاج إلى أسلوب مصقول واضح لكي تؤثر في عواطف السامعين وتدغدغ مشاعرهم ، في حين أن الخطابة القضائية لا تحتاج الأسلوب المصقول قدر حاجتها إلى الحجج والبراهين المنطقية
ثم تحدث عن تأليف الخطبة وقسمها إلى ثلاثة أقسام: مبدأ ووسط ونهاية، وفصل الحديث في هذه الأقسام وما ينبغي على الخطيب مراعاته في كل قسم.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

يعتبر فول الصوي...

يعتبر فول الصويا من المحاصيل الغذائية والصناعية الهامة على المستوى العالمي نظراً لاحتواء بذوره على ن...

Traffic Padding...

Traffic Padding: inserting some bogus data into the traffic to thwart the adversary’s attempt to use...

السلام عليكم ور...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم ذهب إلى دورة القرآن وتعلمت القرآن ثم عدت إلى منزلي ومكتبي قلي...

يجمع نظام التكا...

يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...

نطاق البحث يركز...

نطاق البحث يركز هذا البحث على تحليل الأطر القانونية والمؤسساتية لعدالة الأحداث، مع دراسة النماذج الد...

نفيد بموجب هذا ...

نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...

العدل والمساواة...

العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...

آملين تحقيق تطل...

آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...

Network archite...

Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...

السيد وزير التر...

السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...

حقق المعمل المر...

حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...

رهف طفلة عمرها ...

رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...