Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

األنظمة الدكتاتورية في أوربا لا أو

  • الفاشية (Fascism) في إيطاليا. 1(نشأة الفاشية. 1945-1883( Benito Mussolini موسوليني بينيتو)3( 4(السياسة اإليطالية في العهد الفاشستي ) 1945-1922(. ثان
  • النازية (Nazism) في ألمانيا. 1933-1919 ( Weimar فيمار جمهورية)2( 1945-1889( Adolf Hitler هتلر أدولف)3( 4(السياسية األلمانية في العهد النازي )1945-19اعتقد كثير من الساسة والمفكرين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين أن خير النظم السياسية التي تكفل سعادة المجتمع ورخاء الفردية في الفكر والعمل لجميع أفراد الشعب، ديمقراطية تستمد سلطتها وسياستها من البرلمانات، ممثلي الشعب، وتبقى في الحكم ما بقيت ثقة تلك البرلمانات بها. وبطء االجراءات التخلص من الفترة االنهزامية التي مّرت بها بعض الشعوب بعض أن وضعت الحرب أوزارها، وجعلت الدول المنتصرة تفرض شرو ًطا قاسية على الدول المنهزمة، ولذلك سعت هذه الشعوب إلى التطلع إلى زعيم يركز في يديه كافة السلطات ، إيذانًا بظهور الدكتاتوريات وظهور أنظمة الحكم الشمولية في أوربا. ّد وقد استج ثالثة أشكال من الحكومات في القرن العشرين، والفاشية اإليطالية، وماركس، فلسفات لوك وروسو. فقد كان للحزب السوفيتي قوته في فرض سياس ته وهما: الفاشية في إيطاليا، ألمانيا. أولا- الفاشية (Fascism) في إيطاليا: 1(نشأة الفاشية: إلى الكلمة اإليطال للحركة الفاشية، حيث أطلقها الزعيم األول لهذه فكر ًّ ، القر وأعطت للسلطة التنفيذية وف لتها على بقية السلطات، مبادئ الدولة إلى حد االنتخابية والتعددات السياسية، وتعصبها للوطن وتمجيد القائد، كما آمنت بالتسلسل 1918 كها سوف يعود عليها بخير كثي ولكن بنهاية الحرب، 1919 ل لبحر األدرياتيك، وفي الشرق األدني، موه من تضحيات، وازدادت الضرائب، واضمحلت تجارتهم في الداخل والخارج. هذا، وقد تعاقبت - بعد الحرب - خمس وزارات في أربع سنوات، أالقوة وال فانتشر التذمر والغضب في البالد، وأصبح جميع الناس على احت ويقوم بتطهير اإلدارة، ظهر موسوليني، وتق ولد في 29 يوليو 1883 ا معد ِّمة، وكانت بطبيعتها مفكرة وديعة تميل إلى الصمت والعزلة، إيطاليا، إلى سويسرا، حيث اشتغل صبي بناء، إلى ثم خرج من سويس ده؛ فرجع إلى بالد وهو في سن الحادية باريس، ثم انخرط في سلك الجيش لقضاء والعشرين، ض العمال على تخريب السكك الحديدية لمنع إرسال الجنود والمؤن، وح عِّ ي ُ بجريدة الحزب االشتراكي اإليطالي أفانتي Avanti ًّ فأخذت طاب كان موسوليني من المعارضين ر وجهة نظره بعد ذلك، ولك جانب فرنسا ضد ألمانيا والنمسا، وتولى تحرير جريدة البوبولو ديتاليا Popolo d واشترك في الحرب، وعاد إلى كتبه في الصحيفة يهاجم االشتراكيين والحياديين، شامالً". ًا الذيوبعد انتهاء الحرب 1918، ب وك عام 1919 ما أسماه: الصعبة المناضلة Fasci Italiani di Comfattimento، و هي التي صارت و الذي كان من أهم مبادئه معارضة األحزاب الرأسمالية، والوقوف ضد الشيوعية، وتنظيم إيطاليا والدفاع عن مصالحها القومية واالستعمارية. و هكذا ظهر إلى حيز الوجود "الحزب الفاشي"، خاصة، يكسب إلى جانبه كثير من أطياف الشعب اإليطالي، و ا أجربت انتخابات عام مجلس النواب ، ورغم أن الحزب الفاشستي كان قلة في البرلمان؛ طغت على جميع األحزب. ته، دعا في أكتوبر 1922 إلى عقد مؤتمر ة، وزحفت ر أن يلجأ الحزب إلى استعمال الق الفاشست الوطني في مدينة نابلي، الميليشيا ال نة من عدة آالف من فاشتستية المك الشبان المسلحين على روما، طلب رئيس الوزارء لويجي فاكتا Luigi Facta من الملك فيكتور عمانويل بإعالن األحكام العرفية، ولكن الملك خشي من أن يؤدي ذلك إلى قيام حرب أهلية، فقام فاكتا بتقديم استقالته، فطلب الملك من موسوليني أن يألف وزارة جديدة، ما كانت تقوم وزحف بعض الفالحين من قراهم على الضياع كيين مئات المصانع في المدن الكبيرة، واحت بقصد إدارتها بأنفسه م ولحسابهم؛ سماليو وال أصح اب وتستولي على أموالهم، ولذلك فقد قام هؤالء بتدعيم موسوليني وحزبه الفاشستي بكل والقادر فعند ما تولى موسوليني قام ببعض األعمال ليعيد النظام حيث عمل على الحصول على وقامت عصابات الفاشست بكثير العمليات اإلرهابية، اإلرهاب التي قام بها أصحاب القمصان السودا، من البرلمان، وبذلك تحقق ما كان يرمي إليه موسوليني، حيث قال: "يجب أن تسقط كل األحزاب ويتنهي أرها، ب السياسية حولي، وعندئ اهتم موسوليني بالشباب، وك ا كامالً، وقد بلغ عدد أف هذه الجماعات عام 193] المظاهرات التي تهتف باسم "لينين"، كيين مئات المصانع في المدن نصف مليون عامل من العمال االشت بقصد إدارتها بأنفسه م ولحسابهم؛ أصح اب ى اإليطاليون في موسوليني المنقذ لهم من األزمة، الفوضى التي وقعت في البالد وقتئ على أية حال، وينفرد بالسلطة المطلقة في إيطاليا، التخلص من أعدائه والنفراد بالسلطة؛ واغتيال زعيم الحزب االشتراكي، وازدادت موجة اإلرهاب التي قام بها أصحاب القمصان السودا، وبانحالل النظام البرلماني في إيطاليا، صار المجلس األعلى للحزب الفاشستي هو مصدر السلطات، وبذلك تحقق ما كان يرمي إليه موسوليني، حيث قال: "يجب أن تسقط كل األحزاب ويتنهي أرها، ب السياسية حولي، تلك األح الدائمة". وعنى بتدريبه على النظام والكفاح المسلح، ا كامالً، وقد بلغ عدد أف هذه الجماعات عام 1939 حواليقام بتأسيس أول دولة نقابية، تعتمد على تعاون الهيئات النقابية والهيئات المستنيرة في البالد، بوسائل غير طبيعية، أما االنتخابات المثالية فهي التي تُمثل مصالح أل توقيع اتفاقية لتران 1929 Lateran مع البابوية، إيطاليا بدولة الفاتيكان، وب ا على البحر، أن لها منف وأن للبابا فيها حقوق السيادة، وأكدت حكومة موسوليني على عدم ًا ا كبي لى ذلك م بقاءها واستم ود إلى توفيقه في مساسيرة الحبر األعظم". البحر المتوسط، وكذلك الدخول في مجال االستعمار اإلفريقي، وعمل موسوليني على وقد بدأ أولى خطواته التوسعية في شرق أوربا، ففي عام 1923 ضم جزر المستنيرة في البالد، ا نجح في االنتخابات تقسيم البالد إلى دوائر إقليمية جغ بوسائل غير طبيعية، اهتمام المواطن ينصب على حياته االقتصادية البالد االقتصادية؛ أل توقيع اتفاقية لتران 1929 Lateran مع البابوية، وفيها اعترفت حكومة إيطاليا بدولة الفاتيكان، وب أن لها منف وله شخصية دولية، وأكدت حكومة موسوليني على عدم تدخلها في تعيين األساقفة، ًا لى ذلك رها بصورة لم يكن في استطاعة أي حاكم آخر أن يأتي بمثلها، وال م بقاءها واستم الفضل فيه وفيما يتعلق بسياسته الخارجية، كان أن تعود إلى مجدها القديم، البحر المتوسط، ة برية وبحرية وجوية تتناسب مع آماله الكبيرة؛ القوات المسلحة تحت سيطرته. وقد بدأ أولى خطواته التوسعية في شرق أوربا، ففي عام 1923 ضم جزر وفي عام 1924 استولى على فيوم Fiume الواقعة على ساحل دالماشيا، 1] وعقد عدة معاهدات للصداقة والحياد وبعض االتفاقيات التجارية مع عدد من حكومات المصرية على توقيع اتفاق تنازل عن واحة جغبوب المصرية الواقعة على حدود مصر وبرقة. وفي عام 1935 بدأت قوات اإليطالية من الصومال اإليطالي، باجتياح أراضي الحبشة )إثيوبيا(، ول ا استنجد اإلمبرطور هيالسالسي بعصبة األمم، لم تستجب له؛ وهرب اإلمبراطور إلى خارج البالد عام 1936، وأعلنت إيطاليا ضم الحبشة، وصدر مرسوم بتوحيد الحبشة واريتريا ِّ ميت جميعها بـ "إفريقيا اإليطالية الشر قية"، وأضيف إلى الملك ا، حيث أعلنت خروجها من عصبة األمم عام 1937، النازية، بينما توترت عالقاتهما مع بريطاينا، وفي عام 1938 وصل الفريقان عرف باسم محور روما – برلين والذي قضى بتو ألمانيا في وسط و شرقي وجنوبي القارة األوربية]
  • النازية (Nazism) في ألمانيا: 1(نشأة النازية: ترجع أصل كلمة ناز إلى الحروف األربعة األولى لكلمة Nazioal األلمانية والتي تعني قومي أو وطني، و النازية أحد أنظمة الحكم الدكتاتورية الشمولية، اآلر وأبدت النازية وأق ت الحكم إذ ألغت التعددية في ألمانيا وركزت الحكم في يد هتلر، شعا كانت نهاية الحرب العالمية األولى 1918 مأساة عنيفة على األلمان، اعتقدوا أنهم قبلوا بالهدنة ولك هم لم يهزموا؛ حيث كانت فرق الجيش األلماني ال ت ا على األرض األلمانية، وعاد ا واح ًّ في حين ال تجد جند األلمان إلى بالدهم عقب إعالن الهدنة دون أي إد وعقب ذلك انتهى النظام الحاكم القديم، ة ثو وحدثت ع وقام بعض الزعماء األلمان المعتدلين بوضع دستور للبالد يبتعد بها ومن هؤالء الزعماء إيبرت Ebert الحكم الجمهوري في الذي أق فيمار Weimar وبعد ذلك تم انتخابه رئي وتعود أهمية حكومة فيما إلى أنها ر ومع هذا كانت وه األعباء ثقيلة على حكومة فيما، التي وجدت ن ناحية نتائج مؤتمر الصلح 1919 الظالمة أللمانيا، ومن ناحية أخرى األزمة االقتصادية، ومؤامرات الشيوعيين، ومحاوالت الملكيين العودة للحكم. و نجحت جمهورية فيمار خالل عهدها أن تقدم خدمات جليلة أللمانيا، حيث استطاعت أن ترجع للعملة قيمتها، فرضت عليها، على تخفيض التعويضات المفروضة لفرنسا. حكومة فيمار لم يكن سير األحداث في وأي ما كان األمر فإ ففي عام 1929 بدأت األزمة االقتصادية العالمية، فسحبت الواليات المتحدة أموالها من ألمانيا، مما أدى إلى حدوث أكبر نكبة في دوائر األعمال األلمانية؛ حيث أغلقت وطردت المصانع عمالها، وعجزت حكومة فيمار عن األمر الذي أدى إلى سطوع نجم ذكر ه.


Original text

الفصل الثامن
األنظمة الدكتاتورية في أوربا
)1939-1919(
لا
أو



  • الفاشية (Fascism) في إيطاليا.
    )1(نشأة الفاشية.
    )2(تدهور األوضاع في إيطاليا )1922-1919(.
    .)1945-1883( Benito Mussolini موسوليني بينيتو)3(
    )4(السياسة اإليطالية في العهد الفاشستي ) 1945-1922(.
    ا
    ا
    ي
    ثان

  • النازية (Nazism) في ألمانيا.
    )1(نشأة النازية.
    .)1933-1919 ( Weimar فيمار جمهورية)2(
    .)1945-1889( Adolf Hitler هتلر أدولف)3(
    )4(السياسية األلمانية في العهد النازي )1945-19اعتقد كثير من الساسة والمفكرين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر
    وأوائل القرن العشرين أن خير النظم السياسية التي تكفل سعادة المجتمع ورخاء
    اإلنسان المادي والمعنوي هي النظم الديمقراطية المثمثلة بالمجالس النيابية والحرية
    الفردية في الفكر والعمل لجميع أفراد الشعب، فاتجهت دول أوربا إلى إقامة حكومات
    ديمقراطية تستمد سلطتها وسياستها من البرلمانات، ممثلي الشعب، وتبقى في الحكم ما
    بقيت ثقة تلك البرلمانات بها.
    ولكن مشكالت ما بعد الحرب العالمية األولى 1918، وبطء االجراءات
    البرلمانية في حلها، دفعت بعض الشعوب إلى تقبُّل الحكم الدكتاتوري، وذلك رغبة في
    التخلص من الفترة االنهزامية التي مّرت بها بعض الشعوب بعض أن وضعت الحرب
    أوزارها، وجعلت الدول المنتصرة تفرض شرو ًطا قاسية على الدول المنهزمة،
    وبالتالي جعلتها تئن من ضغوط األزمات االقتصادية واالجتماعية والسياسية؛ ولذلك
    سعت هذه الشعوب إلى التطلع إلى زعيم يركز في يديه كافة السلطات ، وكان ذلك
    إيذانًا بظهور الدكتاتوريات وظهور أنظمة الحكم الشمولية في أوربا.
    ّد
    وقد استج
    ثالثة أشكال من الحكومات في القرن العشرين، وهي: الشيوعية
    الروسية، والفاشية اإليطالية، والنازية األلمانية، وقد واجهت هذه األشكال الثالثة
    الديمقراطيتين البرلمانيتين اللتين تمتد أصول إحداهما إلى الثورة اإلنجليزية عام
    1688، واألخرى إلى الثورة الفرنسية عام 1789؛ وبذلك جابهت مبادئ هجل
    وماركس، فلسفات لوك وروسو.
    وتجد اإلشارة أن بعض المؤرخين الغربين يساوي بين الدكتاتورية لدى
    السوفييت ودكتاتورية الفاشية والنازية، وهنا يجب التفرقة بين دكتاتورية طبقة
    وحزب، ودكتاتورية ثورية فردية، فقد كان للحزب السوفيتي قوته في فرض سياس ته
    على الزعيم، على عكس األمر لدى الفاشية والنازية فالزعيم هو الذي يتحكم في كل
    شيء، وهو الذي يملي آرائه ويفرض قّوته على الحزب والدولة.
    وسوف يقتصر حديثنا هنا على نظامين من األنظمة الدكتاتورية في أوربا
    التي ظهرت عقب الحرب العالمية األولى، وهما: الفاشية في إيطاليا، والنازية في
    ألمانيا.أولا- الفاشية (Fascism) في إيطاليا:
    )1(نشأة الفاشية:
    ترجع أصل كلمة
    ة
    ّ
    ي
    الفاش
    إلى الكلمة
    ة
    ّ
    ي
    اإليطال
    Fascio، والتي تعني الفأس
    ًا
    المشدودة بالعصى، والتي صارت
    ز
    رم
    للحركة الفاشية، حيث أطلقها الزعيم األول لهذه
    ًا
    الحركة بينيتو موسوليني Benito Mussolini عام 1919
    ر
    ، والفاشية تيا


ا
ًّ
ي
سياس


ا
ًّ
ي
فكر


ا
ًّ
ي
يمين
،
،
يقوم على الحكم العسكري، وله طبيعة سياسية واقتصادية خاصة
و
ظهرت الفاشية في أور با في العقد الثاني من
ن
القر
العشرين، وأعطت للسلطة التنفيذية
كافة
ق
الحقو
،
ض
وف
لتها على بقية السلطات، كما
ها
ّ
ن
أ


ت
د
ّ
ج
م
مبادئ الدولة إلى حد
تقديسها، ويشكل رئيس الدولة فيها النواة الصلبة ومصدر السلطات ، رفضها للديمقراطية
االنتخابية والتعددات السياسية، وتعصبها للوطن وتمجيد القائد، كما آمنت بالتسلسل
االجتماعي، وخضوع المصالح الفردية لتحقيق مصالح الدولة.
)2(تدهور أوضاع إيطاليا )1922-1919(:
كانت إيطاليا قد انضمت إلى الحلفاء في الحرب العالمية األولى ) 1914-
1918
سواء في داخل أوربا أو
ٍ
ر
كها سوف يعود عليها بخير كثي
ا
ر
( على أمل أن اشت
في مستعمرات الدول المنهزمة، ولكن بنهاية الحرب، وخالل مؤتمر الصلح في باريس
1919 ل
عيه إيطاليا من حقوق على الساحل الشرقي
ّ
د
يعترف الحلفاء بكل ما كانت ت
أيقن اإليطاليون أن الحلفاء
ٍ
ذ
لبحر األدرياتيك، وفي الشرق األدني، وفي إفريقيا؛ وعندئ
كانوا أنانيين في توزيع أسالب الحرب، ألن نصيبهم من الغنيمة ضيئالً ال يوازي ما
موه من تضحيات،
ّ
د
ق
وال يوازي ما تركته الحرب من عواقب سيئة؛ فقد ارتفعت أسعار
المواد الغذائية، وازدادت الضرائب، وندر الوقود، واضمحلت تجارتهم في الداخل
والخارج.
هذا، وقد تعاقبت - بعد الحرب - خمس وزارات في أربع سنوات، ولم تكن
ة حكومة منها سياسة مرسومة، ولم تكن من القوة وال
ّ
ي
أالقوة وال
ّ
ي
أل
ثبات بحيث تستطيع أن تحمل م القانون؛ فانتشر التذمر والغضب في البالد، وأصبح جميع
ا
ر
الناس على احت
المواطنين في إيطاليا يتوقون إلى عهد جديد، وزعيم قوي، يتسلم دفة الحكم بيد من
حديد، ويقوم بتطهير اإلدارة، وتوجيه سياسية البالد وجهة قومية.
وفي هذه الفترة الحاسمة من
م للقيام بهذه
ّ
د
تاريخ إيطاليا، ظهر موسوليني، وتق
ة، ووجدت إيطاليا فيه الزعيم الذي كانت تنشده.


م
َ
ه
َ
م
ال
:)1945-1883( Benito Mussolini موسوليني بينيتو)3(
ولد في 29 يوليو 1883
ا يقطن مدينة فورلي شمالي
ً
م
ا معد
ً
د
، وكان أبوه حدا
ِّمة، وكانت بطبيعتها مفكرة وديعة تميل إلى الصمت والعزلة،
ّ
ل
ع
ُ
م
ه
ّ
م
إيطاليا، وكانت أ
وعندما بلغ بنيتو الثامنة عشر، مارس مهنة التدريس، ولكنه سئمها بعد قليل، وسافر
إلى سويسرا، حيث اشتغل صبي بناء، وإذ كان يكثر من مصاحبة الفوضوييين طرد
إلى
ا
ر
في غياهب السجون، ثم خرج من سويس
ًا
ر
ا
ر
من كل عمل التحق به، وألقي به م
ده؛ فرجع إلى بالد وهو في سن الحادية
ّ
ر
باريس، وأقام فيها قليالً ثم طرد منها لتش
على النظم القائمة، ثم انخرط في سلك الجيش لقضاء
ًا
ر
والعشرين، ثائ
مدة الخدمة
العسكرية، وبعد خروجه عمل في الصحافة، وعارض دخول إيطاليا الحتالل ليبيا عام
1911
ض العمال على تخريب السكك الحديدية لمنع إرسال الجنود والمؤن، ثم
ّ
ر
، وح
ُ
عِّ
ّ
ي ُ
م
ن
َ
ح
بجريدة
ًا
ر
ر
الحزب االشتراكي اإليطالي أفانتي Avanti
ا.
ًّ
ي
ا ثور
ً
ع
، فأخذت طاب
ومع اندال ع الحرب العالمية األولى 1914، كان موسوليني من المعارضين
ر وجهة نظره بعد ذلك، ونادى بدخول الحرب إلى
ّ
ي
ه غ
ّ
ن
لدخول إيطاليا الحرب، ولك
جانب فرنسا ضد ألمانيا والنمسا، وتولى تحرير جريدة البوبولو ديتاليا Popolo d
Italia، واشترك في الحرب، وأصيب، وأعفي من الخدمة، وعاد إلى كتبه في الصحيفة
يهاجم االشتراكيين والحياديين، وأخذ في مستهل فبراير 1918 ينادي بظهور الدكتاتور
شامالً".
ًا
ر
الذيوبعد انتهاء الحرب 1918، ب
ن
ّ
و
دأ نجم موسوليني يلمع، وك
عام 1919 ما
أسماه: الصعبة المناضلة Fasci Italiani di Comfattimento، و هي التي صارت
الحزب الفاشستي، و الذي كان من أهم مبادئه معارضة األحزاب الرأسمالية، والوقوف
ضد الشيوعية، وتنظيم إيطاليا والدفاع عن مصالحها القومية واالستعمارية. و هكذا ظهر
إلى حيز الوجود "الحزب الفاشي"، وعنى موسوليني بأن يضفي عليه بعض المظاهر
التي تجذب العين؛ فوضع ألعضائه
ا
ً
س
لبا


ا
ًّ
ص
خا
ُ
هو القميص األسود
م
ال
َ
حلى بشارة
خاصة، وتحية خاصة هي رفع اليد اليمنى على نمط التحية الرومانية القديمة.
وأخذت مبادئ الحزب الفاشي تنمو وتنتشر في أنحاء إيطاليا، واستطاع أن
ّ
يكسب إلى جانبه كثير من أطياف الشعب اإليطالي، و
م
ل
ا أجربت انتخابات عام
1921
ا في
ً
د
فاز الفاشست بخمسة وثالثين مقع
مجلس النواب ، ورغم أن الحزب
الفاشستي كان قلة في البرلمان؛ فإن الدعاية التي قام بها موسوليني وأعضاء حزبه
طغت على جميع األحزب.
)4(السياسة اإليطالية في العصر الفاشستي )1945-1922(:
حينما
ته، دعا في أكتوبر
ّ
و
شعر موسوليني بازدياد ق
1922 إلى عقد مؤتمر
ة، وزحفت
ّ
و
ر أن يلجأ الحزب إلى استعمال الق
ّ
ر
الفاشست الوطني في مدينة نابلي، وتق
الميليشيا ال
نة من عدة آالف من
ّ
و
فاشتستية المك
ٍ


ذ
الشبان المسلحين على روما، وعندئ
طلب رئيس الوزارء لويجي فاكتا Luigi Facta من الملك فيكتور عمانويل بإعالن
األحكام العرفية، ولكن الملك خشي من أن يؤدي ذلك إلى قيام حرب أهلية، فقام فاكتا
بتقديم استقالته، فطلب الملك من موسوليني أن يألف وزارة جديدة، فوافق موسوليني،
ومنذ ذلك الوقت بدأت الدكتاتورية الفاشستية في إيطاليا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف استطاع موسوليني من الوصول إلى سدة
ى خمس سنوات؟
ّ
د
الحكم في إيطاليا في فترة ل تتع
ّ


ل
لع
اإلجابة تكمن في أن هذه الفترة
كانت الشيوعية واالشتراكية
ما كانت تقوم
ًا
ر
بدأت تجد لها أتباع في إيطاليا، وكثيالمظاهرات التي تهتف باسم "لينين"، وزحف بعض الفالحين من قراهم على الضياع
كيين مئات المصانع في المدن
ا
ر
نصف مليون عامل من العمال االشت
ّ
ل
الكبيرة، واحت
بقصد إدارتها بأنفسه م ولحسابهم؛ ولذلك شعر مالك األراضي
ن
سماليو
أ
ر
وال
أصح اب
المصانع بالخطر الذي يحيط بهم إذا قامت ثورة شيوعية تصادر كافة أمالكهم،
وتستولي على أموالهم، ولذلك فقد قام هؤالء بتدعيم موسوليني وحزبه الفاشستي بكل
أ
ر
ة، ومن ناحية أخرى،
ّ
و
ق
ى اإليطاليون في موسوليني المنقذ لهم من األزمة، والقادر
على القضاء على
.
ٍ
ذ
الفوضى التي وقعت في البالد وقتئ
على أية حال، فعند ما تولى موسوليني قام ببعض األعمال ليعيد النظام
الداخلي، وينفرد بالسلطة المطلقة في إيطاليا، وهي:
التخلص من أعدائه والنفراد بالسلطة؛ حيث عمل على الحصول على
األغلبية في البرلمان عام 1924، وقام بالتخلص من أعدائه، وقامت عصابات
الفاشست بكثير العمليات اإلرهابية، واغتيال زعيم الحزب االشتراكي، وازدادت موجة
اإلرهاب التي قام بها أصحاب القمصان السودا، واضطر المعارضون إلى االنسحاب
من البرلمان، وم ع نهاية عام 1926 تالشت األحزاب بصورة نهائية، وبانحالل النظام
البرلماني في إيطاليا، صار المجلس األعلى للحزب الفاشستي هو مصدر السلطات،
واحتل زعماء هذا المجلس المناصب الوزارية، وبذلك تحقق ما كان يرمي إليه
موسوليني، حيث قال: "يجب أن تسقط كل األحزاب ويتنهي أرها، أريد أن أرى حطام
ة إيطاليا وسيادتها
ّ
و
تقف الفاشتستية وحدها تمثل ق
ٍ
ذ
ب السياسية حولي، وعندئ
ا
ز
تلك األح
الدائمة".
اهتم موسوليني بالشباب،
ن


و
وعنى بتدريبه على النظام والكفاح المسلح، وك
د
ا
ر
ا كامالً، وقد بلغ عدد أف
ً
ف
ا
ر
منهم جماعات منظمة يشرف عليها زعماء الحزب إش
هذه
الجماعات عام 193]
المظاهرات التي تهتف باسم "لينين"، وزحف بعض الفالحين من قراهم على الضياع
كيين مئات المصانع في المدن
ا
ر
نصف مليون عامل من العمال االشت
ّ
ل
الكبيرة، واحت
بقصد إدارتها بأنفسه م ولحسابهم؛ ولذلك شعر مالك األراضي
ن
سماليو
أ
ر
وال
أصح اب
المصانع بالخطر الذي يحيط بهم إذا قامت ثورة شيوعية تصادر كافة أمالكهم،
وتستولي على أموالهم، ولذلك فقد قام هؤالء بتدعيم موسوليني وحزبه الفاشستي بكل
أ
ر
ة، ومن ناحية أخرى،
ّ
و
ق
ى اإليطاليون في موسوليني المنقذ لهم من األزمة، والقادر
على القضاء على
.
ٍ
ذ
الفوضى التي وقعت في البالد وقتئ
على أية حال، فعند ما تولى موسوليني قام ببعض األعمال ليعيد النظام
الداخلي، وينفرد بالسلطة المطلقة في إيطاليا، وهي:
التخلص من أعدائه والنفراد بالسلطة؛ حيث عمل على الحصول على
األغلبية في البرلمان عام 1924، وقام بالتخلص من أعدائه، وقامت عصابات
الفاشست بكثير العمليات اإلرهابية، واغتيال زعيم الحزب االشتراكي، وازدادت موجة
اإلرهاب التي قام بها أصحاب القمصان السودا، واضطر المعارضون إلى االنسحاب
من البرلمان، وم ع نهاية عام 1926 تالشت األحزاب بصورة نهائية، وبانحالل النظام
البرلماني في إيطاليا، صار المجلس األعلى للحزب الفاشستي هو مصدر السلطات،
واحتل زعماء هذا المجلس المناصب الوزارية، وبذلك تحقق ما كان يرمي إليه
موسوليني، حيث قال: "يجب أن تسقط كل األحزاب ويتنهي أرها، أريد أن أرى حطام
ة إيطاليا وسيادتها
ّ
و
تقف الفاشتستية وحدها تمثل ق
ٍ
ذ
ب السياسية حولي، وعندئ
ا
ز
تلك األح
الدائمة".
اهتم موسوليني بالشباب،
ن


و
وعنى بتدريبه على النظام والكفاح المسلح، وك
د
ا
ر
ا كامالً، وقد بلغ عدد أف
ً
ف
ا
ر
منهم جماعات منظمة يشرف عليها زعماء الحزب إش
هذه
الجماعات عام 1939 حواليقام بتأسيس أول دولة نقابية، تعتمد على تعاون الهيئات النقابية والهيئات
المستنيرة في البالد، ألنه كان يستنكر تقسيم الشعب إلى وحدات انتخابية تعتمد على
ا نجح في االنتخابات
ً
ب
فية ترسل إلى البرلمان نائ
ا
ر
تقسيم البالد إلى دوائر إقليمية جغ
بوسائل غير طبيعية، أضف إلى ذلك أن انتخاب نواب يمثلون الوحدات اإلقليمية
يضعف روح الوحدة السياسية والقومية، أما االنتخابات المثالية فهي التي تُمثل مصالح
.
اهتمام المواطن ينصب على حياته االقتصادية
ّ
ن
البالد االقتصادية؛ أل
توقيع اتفاقية لتران 1929 Lateran مع البابوية، وفيها اعترفت حكومة
إيطاليا بدولة الفاتيكان، وب
ا على البحر، وتشمل قصر الفاتيكان وملحقاته،
ً
ذ
أن لها منف
وأن للبابا فيها حقوق السيادة، وله شخصية دولية، وأكدت حكومة موسوليني على عدم
تدخلها في تعيين األساقفة، وإدخال التعليم الديني في المدارس.
، ويعلق ع
ًا
ر
ا كبي
ً
ب
وقد حقق موسوليني بهذه االتفاقية مع البابوية كس
لى ذلك
،
ً
ء
ا وبها
ً
ق
أحد المؤرخين اإلنجليز بقوله: "إن البابا أضفى على الحكومة الفاشية رون
رها بصورة لم يكن في استطاعة أي حاكم آخر أن يأتي بمثلها، وال
ا
ر
م بقاءها واستم
ّ
ع
ود
من
ٍ
ر
شك أن بقاء دكتاتورية موسوليني أكثر من إحدى وشعرين سنة كان جانب كبي
ا
ً
ع
ج
ا
ر
الفضل فيه
إلى توفيقه في مساسيرة الحبر األعظم".
ّ
وفيما يتعلق بسياسته الخارجية، كان
ن
موسوليني يرى أ


أن تعود
ّ
د
ُ
ب
إيطاليا ال
إلى مجدها القديم، حيث كانت اإلمبراطورية الرومانية تسيطر على الدول الواقعة في
البحر المتوسط، وكذلك الدخول في مجال االستعمار اإلفريقي، وعمل موسوليني على
ة برية وبحرية وجوية تتناسب مع آماله الكبيرة؛ ولهذا وضع جميع
ّ
و
أن تكون إليطاليا ق
القوات المسلحة تحت سيطرته.
وقد بدأ أولى خطواته التوسعية في شرق أوربا، ففي عام 1923 ضم جزر
الدوديكانيز، وفي[100]
قام بتأسيس أول دولة نقابية، تعتمد على تعاون الهيئات النقابية والهيئات
المستنيرة في البالد، ألنه كان يستنكر تقسيم الشعب إلى وحدات انتخابية تعتمد على
ا نجح في االنتخابات
ً
ب
فية ترسل إلى البرلمان نائ
ا
ر
تقسيم البالد إلى دوائر إقليمية جغ
بوسائل غير طبيعية، أضف إلى ذلك أن انتخاب نواب يمثلون الوحدات اإلقليمية
يضعف روح الوحدة السياسية والقومية، أما االنتخابات المثالية فهي التي تُمثل مصالح
.
اهتمام المواطن ينصب على حياته االقتصادية
ّ
ن
البالد االقتصادية؛ أل
توقيع اتفاقية لتران 1929 Lateran مع البابوية، وفيها اعترفت حكومة
إيطاليا بدولة الفاتيكان، وب
ا على البحر، وتشمل قصر الفاتيكان وملحقاته،
ً
ذ
أن لها منف
وأن للبابا فيها حقوق السيادة، وله شخصية دولية، وأكدت حكومة موسوليني على عدم
تدخلها في تعيين األساقفة، وإدخال التعليم الديني في المدارس.
، ويعلق ع
ًا
ر
ا كبي
ً
ب
وقد حقق موسوليني بهذه االتفاقية مع البابوية كس
لى ذلك
،
ً
ء
ا وبها
ً
ق
أحد المؤرخين اإلنجليز بقوله: "إن البابا أضفى على الحكومة الفاشية رون
رها بصورة لم يكن في استطاعة أي حاكم آخر أن يأتي بمثلها، وال
ا
ر
م بقاءها واستم
ّ
ع
ود
من
ٍ
ر
شك أن بقاء دكتاتورية موسوليني أكثر من إحدى وشعرين سنة كان جانب كبي
ا
ً
ع
ج
ا
ر
الفضل فيه
إلى توفيقه في مساسيرة الحبر األعظم".
ّ
وفيما يتعلق بسياسته الخارجية، كان
ن
موسوليني يرى أ


أن تعود
ّ
د
ُ
ب
إيطاليا ال
إلى مجدها القديم، حيث كانت اإلمبراطورية الرومانية تسيطر على الدول الواقعة في
البحر المتوسط، وكذلك الدخول في مجال االستعمار اإلفريقي، وعمل موسوليني على
ة برية وبحرية وجوية تتناسب مع آماله الكبيرة؛ ولهذا وضع جميع
ّ
و
أن تكون إليطاليا ق
القوات المسلحة تحت سيطرته.
وقد بدأ أولى خطواته التوسعية في شرق أوربا، ففي عام 1923 ضم جزر
الدوديكانيز، وفي عام 1924 استولى على فيوم Fiume الواقعة على ساحل دالماشيا،1]
وعقد عدة معاهدات للصداقة والحياد وبعض االتفاقيات التجارية مع عدد من حكومات
وسط وشرق أوربا.
وفي عام 1925 نجح موسوليني بمساعدة من إنجلترا على إرغام الحكومة
المصرية على توقيع اتفاق تنازل عن واحة جغبوب المصرية الواقعة على حدود مصر
وبرقة.
وفي عام 1935 بدأت قوات اإليطالية من الصومال اإليطالي، باجتياح
ّ
أراضي
م
الحبشة )إثيوبيا(، ول
ا استنجد اإلمبرطور هيالسالسي بعصبة األمم، لم
تستجب له؛ فدخلت القوات اإليطالية إلى أديس أبابا، وهرب اإلمبراطور إلى خارج
البالد عام 1936، وأعلنت إيطاليا ضم الحبشة، وصدر مرسوم بتوحيد الحبشة واريتريا
ُ
س
والصومال اإليطالي و
ِّ
ّ
ميت جميعها بـ "إفريقيا اإليطالية الشر قية"، وأضيف إلى الملك
فيكتور عمانويل لقب "إمبراطور الحبشة".
ا،
ً
د
وبعد الحرب الحبشية بدأت السياسية الخارجية إليطاليا تأخذ منحى جدي
حيث أعلنت خروجها من عصبة األمم عام 1937، وازداد التقارب إيطاليا مع ألمانيا
النازية، بينما توترت عالقاتهما مع بريطاينا، وفرنسا، واالتحاد السوفيتي، وفي عام
1938
وصل الفريقان
ًا
ر
حركة الجيش األلماني باستيالئه على النمسا، وأخي
ّ
د
أي
اإليطالي واإللماني تحالف سياسي وعسكري كامل، عرف باسم محور روما – برلين
Rome – Berlin Axis
ع
ّ
س
ع إيطاليا في البحر المتوسط، وتو
ّ
س
والذي قضى بتو
ألمانيا في وسط و شرقي وجنوبي القارة األوربية]
ا
ا
ي
ثان



  • النازية (Nazism) في ألمانيا:
    )1(نشأة النازية:
    ي
    ترجع أصل كلمة ناز
    إلى الحروف األربعة األولى لكلمة Nazioal األلمانية
    والتي تعني قومي أو وطني، و النازية أحد أنظمة الحكم الدكتاتورية الشمولية، وتقوم
    على التراتب العرقي وتضع
    ق
    العر


ي
اآلر
الجرماني في قمة هرم البشرية، وظهرت
النازية في ألمانيا على يد أدولف هتلر Adolf Hitler منذ عام 1920.
ً
وأبدت النازية
ك
تمس
ّ
ا بالدولة القومية ذات الطبيعة العسكرية،
ر
وأق
ت الحكم
ُ
م
ال
طلق وكانت ضد الديمقراطية والتعددية السياسية؛ إذ ألغت التعددية في ألمانيا
وركزت الحكم في يد هتلر، وحظرت األحزاب والنقابات وأدمجتها في كيان واحد هو
حزب العمال االشتراكي، الذي عرف ب
ي
الناز
، واتخذ الصليب المعقوف ًا
ر
شعا
لها،
:)1933-1919( Weimar فيمار جمهورية)2(
كانت نهاية الحرب العالمية األولى 1918 مأساة عنيفة على األلمان، فقد
ّ
ن
اعتقدوا أنهم قبلوا بالهدنة ولك
ل
ا
ز
هم لم يهزموا؛ حيث كانت فرق الجيش األلماني ال ت
في أراضي الحلفاء،
ا على األرض األلمانية، وعاد
ً
د
ا واح
ًّ
ي
ا أجنب
ًّ
ي
في حين ال تجد جند
ّ
ن
ك أنهم منهزمون، أل
ا
ر
األلمان إلى بالدهم عقب إعالن الهدنة دون أي إد
العسكريين
الذين سلموا للهدنة قاموا بذلك لوقف خيانة الشيوعيين واليهود، وعقب ذلك انتهى النظام
الحاكم القديم، وخرج اإلمبراطور إلى منفاه في هولندا،
ت أدت إلى
ا
ر
ة ثو
ّ
د
وحدثت ع
إعالن الجمهورية، وقام بعض الزعماء األلمان المعتدلين بوضع دستور للبالد يبتعد بها
عن الدكتاتورية، ومن هؤالء الزعماء إيبرت Ebert
الحكم الجمهوري في
ّ
ر
الذي أق
فيمار Weimar
ا للجمهورية.
ً
س
وبعد ذلك تم انتخابه رئي
زت األوضاع المتقلقلة بعد الحرب،
ّ
ك
وتعود أهمية حكومة فيما إلى أنها ر
أت الطريق لزعيم قوي يستطيع أن يحقق آمال الشعب وتطلعاته، ومع هذا كانت


ي
وه
األعباء ثقيلة على حكومة فيما، التي وجدت ن ناحية نتائج مؤتمر الصلح 1919 الظالمة أللمانيا، ومن ناحية أخرى األزمة
االقتصادية، ومؤامرات الشيوعيين، ومحاوالت الملكيين العودة للحكم.
و
نجحت جمهورية فيمار خالل عهدها أن تقدم خدمات جليلة أللمانيا، حيث
استطاعت أن ترجع للعملة قيمتها، وأن تحرر أرض الوطن من القوات األجنبية التي
فرضت عليها، وأدخلت ألمانيا عصبة األمم كدولة من الدول العظمى، وحملت الحلفاء
على تخفيض التعويضات المفروضة لفرنسا.
حكومة فيمار لم يكن سير األحداث في
ّ
ن
وأي ما كان األمر فإ
صالحها، ففي
عام 1929 بدأت األزمة االقتصادية العالمية، فسحبت الواليات المتحدة أموالها من
ألمانيا، مما أدى إلى حدوث أكبر نكبة في دوائر األعمال األلمانية؛ حيث أغلقت
المصارف )البنوك( أبوابها، وطردت المصانع عمالها، وتضائلت الدخول واألرباح،
وعجزت حكومة فيمار عن
لهذه الضائقة، األمر الذي أدى إلى سطوع نجم
ّ
ل
إيجاد ح
هتلر وحزبه النازي، وانتهى األمر بسيطرته على كافة األمور في ألمانيا، كما سيأتي
ذكر ه.
:)1945-1889( Adolf Hitler هتلر أدولف)3(
ولد في 20 أبريل 1889 في قرية نائية بالنمسا قرب الحدود األلمانية، وكان
أبوه
بعة عشرة من عمره فلم يستطع
ا
ر
ا في الجمارك، ومات األب وهو لم يناهز ال
ً
ف
موظ
أن يتم تعليمه، فذهب إلى فيينا لاللتحاق بإحدى األكاديميات الفنية، ولكن فشل فيها،
واضطر إلى أن يقوم برسم بعض الصور وبيعها للعيش منها، رحل هتلر إلى ميونخ
عام 1913 ولما قامت الحرب العالمية األولى 1914
ع في الجيش طوال سنين
ّ
و
تط
الحرب، وبعد انتهائها انضم إلى حزب العمال االشتراكي الوطني في ميونخ، وأعجب
بمبادئه، وفي يوليو 1920
ا لهذا الحزب الذي عرف بالحزب النازي
ً
س
أصبح هتلر رئي
.)Nazism(ضت ألمانيا لمحنتها االقتصادية والسياسية عام
ّ
ر
وعندما تع
1923، قام هتلر
بتخطيط محاولة لالنقالب على الحكم القائم، ولكن ألقي القبض عليه، وحكم بسجنه
خمس سنوات، وبعد أقل من تسعة أشهر أطلق سراحه ليستأنف كفاحه من جديد، ثم
انتهز هتلر الظروف التي نتجت عن أزمة 1929 االقتصادية والبطالة التي نجمت
عنها، وقام بشن حمالت قاسية على حكومة فيمار التي بدت ضعيفة وعاجزة عن
مواجهة التحديات حتى تقربت
ا؛ على
ًّ
ي
ا وسياس
ًّ
ي
الشركات من هتلر وحزبه وساندته مال
اعتبار أن البالد في حاجة إلى شخصية قوية ذات قدرة على مواجهة األزمات بحزم،
ومن ناحية أخرى كانت هذه الشركات تساير التيار الشعبي العام الذي أخذ يلتف حول
ً
ح
هتلر وشعبه، وبدا واض
ب بعد وقت ليس بالطويل
ا
ز
ا أنه سيصبح أقوى زعماء األح
.
وقد بدأ عدد المؤيدين لهتلر يتزايد حتى حصل على على أكبر عدد من مقاعد
ّ
الريخستاج في انتخابات 1932 بالنسبة لبقية األحزاب
ن
وعلى الرغم من أ
هتلر لم يفز
ّ
في انتخابات رئاسة الجمهورية أمام هندنبرج 1932 فإ
ن كفته وحزبه أصبحت ثق يلة
حيث أن مستشار الجمهورية وهو فرانز فون باب ن Franz Von Papen كان يفضل
ّ
ك
وصول هتلر لمنصب المستشارية حتى ال يتم
ن الشيوعيون - الذين زادت قوتهم -
من الوصول للحكم وأن أمام هندنبرج طريق واحد لشل الشيوعية، ولهذا قبل - وهو
غير راضي - نصيحة فون بابن بشأن إسناد منصب المستشارية إلى هتلر في أوائل
عام 1933.
وفي أغسطس 1934 مات الرئيس هندنبرج، فتولى هلتر منصب رئيس
الجمهورية، باإلضافة منصب مستشار الرايخ، ولم يكن هتلر يميل إلى لقب رئيس،
ُ
ي
وإنما
ِّ
ّ
ض
ف
ل لقب الفهرر Fuhrer بمعني الزعيم، وأمر بإجراء استفتاء آخر للشعب،
وحصل على إجماع األلمان في تولي المنصبين.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا نجح هتلر بهذه السرعة في الوصول إلى
ّ
م
سدة الحكم، لعل ذلك يمكن في كثير من األسباب والظروف التي أل
ت باألمة األلمانية
ووقتئذ،معاهدة الصلح في باريس عام 1919، وقسوتها على األمان وتطلعهم إلى
ة تستطيع نبذ هذه المعاهدات وتسير بألمانيا مرة أخرى إلى طريق
ّ
ي
حكومة قو
المجد؛ ولذلك أنضم للحركة الناز ية أعداد غفيرة من الجنود القدماء الذين
خدموا بالدهم في ساحات الحرب، وقاسوا أوحال الخناد ق.
• األزمة االقتصاد ية العالمية 1929 وأثرها على ألمانيا.

ئهم
ا
ر
غض األلمان لليهود، وازد
ُ
ب
الفزع الشديد الذي ساد ألمانيا من الشيوعية، و
ألثرياء الحرب.
• الخالفات التي نشبت بين الحلفاء وتعذر الوصول التفاق فيما بينهم خاصة
.
ق بتحديد التسلح األلماني
ّ
ل
فيما يتع
)4( السياسة األلمانية في العصر النازي )1945-1933(:
عندما وصل هتلر للحكم، سارت سياسته الداخلية إلحكام سيطرته على ألمانيا،
وانتشالها من كبوتها، ويمكن أن نوجيز هذه السياسة في اآلتي:
لا
أو



  • التطرف في العقيدة القومية والعنصرية، واعتبار الجنس اآلري سيد األجناس؛
    ولذلك كانت النازية شديدة العداوة لليهود الذين اتهمتهم بأنهم كانوا السبب في
    هزيمة ألمانيا.
    ا
    ا
    ي
    ثان

  • إعادة النظر في التكوين السياسي واإلداري أللمانيا التي كانت دولة اتحادية شبه
    لية، تحتفظ فيها بعض األقاليم والواليات بحقوق خاصة، ولهذا ألغى هتلر
    ا
    ر
    فيد
    هذه الحقو
    د
    ق، وأصبحت اإلدارة والحكم مركزية، حيث صارت ألمانيا إ
    ا دولة
    ًّ
    ي
    ار


دة عام
ّ
ح
مو
1934 يسودها نظام اشتراكي قومي عنصر جرماني.
ا
ث
ثال
ا-
دة
ّ
ح
طة المو
ُ
خ
القضاء على القوى الداخلية المناهضة أو المتناقضة مع هذه ال
ي، الذي اشتهر بـ "الجستابو"
ّ
ر
ل البويس الس
ّ
ك
للدولة، ولهذا ش
ووضع في يده
لسلطات واسعة [106]
الجستابو منبثين في القرى والمدن وفي كل هيئة وإدارة حكومية أو خاصة،
ا عن الرقابة القضائية؛ حتى يستطيع أن يصادر
ً
د
ستقلين بعي
ُ
م
ويكادوا أن يكونوا
الحريات، وأن يزج بأعداء النظام في معسكر ات االعتقاالت
ا
ا
ع
ب
ا
ر


ا
ً
م
مبدأ تمجيد الزعامة، واعتبار الزعيم ممثالً للشعب بأسره، واعتبار الفرد خاد
.
تها المادية إلى أقصى حد ممكن
ّ
و
للدول؛ عليه أن يعمل على زيادة ق
ا
ا
س
خام



  • عدم االرتباط بالدين كعنصر من عناصر تكوين الدولة، بل يجب أال يكون
    للكنائس ورجالها أية سلطة تحد من حرية السلطة التنفيذية أو تقف في
    سبيلها.
    ا
    ا
    س
    ساد

  • هيمنة الدولة على األعمال التجارية الكبيرة، واإلشراف على حياة البالد
    ا كامالً حتى تتشمى مع المبادئ النازية؛ لذلك ألغيت
    ً
    ف
    ا
    ر
    االقتصادية إش
    النقابات واالتحادات التجارية عام 1933، وأنشأت في مكانها "جبهة العمل"
    حتى يمتنع النزاع بين العمل ورأس المال، و
    ا عن
    ً
    س
    التي كانت مسئولة أسا
    توجيه العمال نحو تنفيذ خطط الحزب النازي،
    م على العمال حق
    ّ
    ر
    وح
    ب واالعتصام، وأصبحوا يعتمدون كل االعتماد على الحكومة النازية
    ا
    ر
    االض
    في تسوية الخالف الذي يقوم عادة بينهم وبين أصحاب األعمال، بما تصدر
    الحكومة من قواعد للعمل واألجور.
    ا السياسية الخارجية التي سار عليها هتلر فقد تمظهرت في اآلتي:
    ّ
    م
    وأ
    كانت السياسية الخارجية أللمانيا بعد الحرب العالمية األولى تتجه إلى العمل
    على إنقاذ البالد واسترداد مكانتها بين دول العالم،
    ا
    ً
    ح
    وصادفت هذه السياسة نجا
    ت
    ا يتالءم مع ظروف ألمانيا في ذلك الوق
    ًّ
    ي
    دبلومس
    ، ولكن ألمانيا كانت ما تزال تعاني
    من تحديد قواتها البحرية والبرية، ومحرومة من تحصين إقليم الراين، بينما كان إقليم
    ل في يد الفرنسيين، وكان الحزب النازي يعمل منذ نشأته على ا
    ا
    ز
    السار ما ي[107]
    مع النسما واستعادة األراضي األلمانية التي تقرر ضمها إلى بولنده بموجب معاهدة
    الصلح، وشرع هتلر
    ِّ
    ّ
    ي
    ُ
    ع
    في تنفيذ سياسته الخارجية منذ أن
    للدولة
    ًا
    ر
    ن مستشا
    من خالل:
    1- انسحاب ألمانيا من مؤتمر نزع السالح عام 1933، ومن عصبة األمم بسبب
    عدم منح ألمانيا حق المساواة في التسلح.
    2- ضم إقليم السار إلى ألمانيا عام 1935.
    3- أعلن هتلر عام 1935 إعادة العمل بظام الخدمة العسكرية اإللزامية، وزيادة
    الفرق العسكرية إلى 36 فرقة، وفي غضون سنتين أصبحت ألمانيا أقوى دولة
    في أوربا وأصبحت القيود العسكرية المفروضة عليها كأن لم تكن.
    4- احتالل منطقة الراين عام 1936.
    5- احتالل النمسا عام 1938.
    6- احتالل تشيكو سلوفاكيا عام 1939.
    7- في عام 1939 اجتاحت القوات األلمانية األراضي البولندية بجزئها الغربي،
    بينما دخلت القوات السوفيتية الجزء الشرقي منها لتبدأ على ذلك الحرب
    العالمية الثانية ) 1945-1939(.
    ونختم حديثنا هنا بذكر وجوه الشبه بين الحركة الفاشية في إيطاليا والحركة
    النازية في ألمانيا، ويمكن إيجازها في التالي:
    1- الزعامة المطلقة القومية.
    2- الفرد يذوب في المجتمع الشمولي.
    3- الحزب )الفاشستي أو النازي( هو الوحيد في الدولة.
    4- تنظيم القوى الشعبية والوطنية في نقابات محلية من معارضة النظام.
    ّ
    ي
    منع أ
    6- استخدام وسائل إرسهابية لفرض النظام ووجهة نظره.
    7- التخطيط المحدد للسياسات الخارجية والداخلية.
    8- العداء الشديد للنظام الشيوعي.
    9- التطلع إلى تعديل بنود معاهدة فرساي 1919.
    10- التطلع إلى
    ع في أوربا وخارجها.
    ّ
    س
    التو
    11- األخذ بنظرية المجال ا
    ث
    لحيوي؛ بحي


ع ألمانيا في وسط أوربا
ّ
س
تتو
وشرقها،
إيطاليا في البحر المتوسط وإفريقيا، والحصول على
ّ
س
وتتو
مستعمرات تعادل ما تحت يدي بريطانيا وفرنسا.
-12
ثل عليا
ُ
م
ِّ
االستناد ل
عرقية و تاريخية؛ كالنزعة لمجد اإلمبراطورية الرومانية
.
لدى الفاشست، والنزعة للجنس اآلري لدى الناز


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Traffic Padding...

Traffic Padding: inserting some bogus data into the traffic to thwart the adversary’s attempt to use...

السلام عليكم ور...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم ذهب إلى دورة القرآن وتعلمت القرآن ثم عدت إلى منزلي ومكتبي قلي...

يجمع نظام التكا...

يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...

نطاق البحث يركز...

نطاق البحث يركز هذا البحث على تحليل الأطر القانونية والمؤسساتية لعدالة الأحداث، مع دراسة النماذج الد...

نفيد بموجب هذا ...

نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...

العدل والمساواة...

العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...

آملين تحقيق تطل...

آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...

Network archite...

Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...

السيد وزير التر...

السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...

حقق المعمل المر...

حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...

رهف طفلة عمرها ...

رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...

قصة “سأتُعشى ال...

قصة “سأتُعشى الليلة” للكاتبة الفلسطينية سميرة عزام تحمل رؤية إنسانية ووطنية عميقة، حيث تسلط الضوء عل...