Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (100%)

ظهر مصطلح «الإمبراطورية البيزنطية» بعد اختفائها عن مسرح التاريخ العالمي، لقد أشار مواطنوها إلى دولتهم ببساطة على أنها «الإمبراطورية الرومانية» (باليونانية: Βασιλεία Ῥωμαίων)‏ أو «رومانيا» (باليونانية: Ῥωμανία)‏، وأطلقوا على أنفسهم مصطلح «الرومان» (باليونانية البيزنطيَّة:Ῥωμαῖοι)، وهو مصطلح استمر اليونانيون في استخدامه عن أنفسهم في العصر العثماني، بينما أُطلقَ على سكان بيزنطة في العالم الإسلامي اسم «الروم»، وهي تسمية اتّخذتها طوائف مسيحية شرقية فيما بعد. ومع أن الدولة الرومانية استمرّت مع تقاليدها في القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية، إلا أن المؤرخين المعاصرين يُميزون بيزنطة عن سابقتها روما القديمة لأنها تأسست في القسطنطينية، وتوجهت نحو الثقافة اليونانية بدلاً من الثقافة اللاتينية، وكان سكانها في الغالب يتحدثون اللغة اليونانية بدلًا من اللاتينية، وتميزت بالمسيحية الأرثوذكسية الشرقية. بما أن التمييز بين الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية البيزنطية حديث إلى حد كبير، فليس من الممكن تحديد تاريخٍ للفصل بينهما، ولكن النقطة المهمة كانت نقل الإمبراطور قسطنطين العظيم العاصمة في 324/330 من نيقوميديا (في الأناضول) إلى بيزنطة على البوسفور والتي أصبحت تسمى القسطنطينية أي «مدينة قسطنطين» (أو «روما الجديدة» أحيانًا)، بالإضافة إلى إضفائه الشرعية على المسيحية. 1) وتُشير عدّة أحداث من القرن الرابع إلى القرن السادس إلى فترة الانتقال التي تباعد خلالها الشرق اليوناني عن الغرب اللاتيني. في عهد ثيودوسيوس الأول أصبحت المسيحية دين الدولة وحُظرَت الممارسات الدينية الأخرى، وقُسِّمت الإمبراطورية الرومانية أخيرًا في عام 395 بعد وفاة الإمبراطور ثيودوسيوس الأول (حكم 379-395) لذلك فهذا التاريخ مهم جدًا حيث يعتبر تاريخ بداية الإمبراطورية البيزنطية (أو الإمبراطورية الرومانية الشرقية) وفصلها تمامًا عن الغربية. بدأ الانتقال إلى التاريخ البيزنطي الخاص أخيرًا في عهد الإمبراطور هرقل (حكم 610-641)، عندما أسس هرقل على نحو فعال دولة جديدة بعد إصلاح الجيش والإدارة من خلال إنشاء البنود وتغيير اللغة الرسمية للإمبراطورية من اللاتينية إلى اليونانية. عاشت الإمبراطورية البيزنطية أكثر من ألف سنة منذ القرن الرابع وحتى عام 1453. في عهد جستينيان الأول (حكم 527-565) وصلت الدولة إلى أقصى حد لها، بعد استعادة جزء كبير من ساحل البحر الأبيض المتوسط الغربي الذي كان رومانيًا تاريخيًا، والذي ضمّ شمال إفريقيا وإيطاليا وروما، واحتفظت به لمدة قرنين آخرين. خلال الجزء الأكبر من وجودها كانت بيزنطة واحدة من أقوى القوى الاقتصادية والثقافية والعسكرية في أوروبا حتى مع النكسات وفقدان الأراضي خصوصًا خلال الحروب الرومانية الفارسية والبيزنطية الإسلامية. خلال الفتوحات الإسلامية المبكرة في القرن السابع خسرت الإمبراطورية أغنى مقاطعاتها مصر وسوريا لصالح الخلافة الراشدة. تعافت الدولة تحت حكم السلالة المقدونية في القرنين العاشر والحادي عشر، وصعدت مرة أخرى لتصبح قوة بارزة في شرق البحر الأبيض المتوسط بحلول أواخر القرن العاشر لتنافس الخلافة الفاطمية؛ توسعت الإمبراطورية مرة أخرى وشهدت نهضة ثقافية وعلميَّة وأدبيََة وفنيَّة واقتصادية عُرفت بعصر النهضة المقدونية الذي دام قرنين، والذي انتهى بفقدان جزء كبير من الأناضول لصالح الأتراك السلاجقة بعد معركة ملاذكرد في عام 1071. فتحت هذه المعركة الطريق أمام الأتراك ليستقرّوا في الأناضول. بحلول القرن الثاني عشر انتعشت الإمبراطورية خلال الترميم الكومنيني وهي حقبة شهدت فيها الدولة انتعاشًا عسكريًا وماليًا وإقليميًا، وكانت القسطنطينية أكبر مدينة في أوروبا وأغناها، وظلَّت في ذلك العهد المدينة الرائدة في العالم المسيحي من حيث الحجم والثراء والثقافة. واستعاد آل كومنين بعض الأرض وفرضوا هيمنتهم لمدة وجيزة في القرن الثاني عشر ولكن بعد وفاة الإمبراطور أندرونيكوس الأول كومنينوس (حكم 1183-1185) ونهاية سلالة الكومنينيين أواخرَ القرن الثاني عشر تراجعت الدولة مرة أخرى. تلقت الإمبراطورية ضربة قاتلة خلال الحملة الصليبية الرابعة، عندما حُوصرت القسطنطينية ونُهبت عام 1204، وقُسمت الأراضي التي حكمتها الإمبراطورية سابقًا إلى كيانات بيزنطية يونانية ولاتينية مُتنافسة. مع أنّ السلالة الباليولوجية استعادت القسطنطينية في نهاية المطاف عام 1261، ظلَّت بيزنطة واحدة فقط من بين عدة دول متنافسة في المنطقة على مدى السنوات المئتين الأخيرة من وجودها. ومع ذلك كانت هذه المدة الزمنية الأكثر إنتاجًا ثقافيًا في تاريخ الدولة. أدت الحروب المتعاقبة في القرن الرابع عشر إلى استنزاف المزيد من قوة الإمبراطورية، وفقدت معظم أراضيها المتبقية تدريجياً خلال الحروب البيزنطية العثمانية على مدى القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وبلغت تلك الحروب ذروتها إثر استيلاء الدولة العثمانية على الأراضي المتبقية في القرن الخامس عشر مع سقوط القسطنطينية بيد العثمانيين عام 1453، ثم تعرضت إمبراطورية طرابزون للغزو بعد ثماني سنوات في حصار عام 1461. غزا العثمانيون إمارة ثيودورو وهي آخر الدول التي خلفت الدولة البيزنطية في عام 1475. تركت الإمبراطورية البيزنطية بصمة طويلة الأمد على تاريخ وحضارة أوروبا والعالم، ويتفق المؤرخون على عدم إمكانية إنكار المساهمة البيزنطية في تشكيل أوروبا القروسطية، وعلى أن بيزنطة لعبت دورًا رئيسًا في تشكيل الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، والتي تحتل بدورها موقعًا مركزيًا في تاريخ ومجتمعات اليونان، ورومانيا وبلغاريا وروسيا وجورجيا، ولا يزال الإرث الطقسي والأدبي والمعماري (القديم والجديد) والموسيقي والفني والقانوني والثقافي البيزنطي ظاهراً وحيّاً في دول أوروبا الشرقيَّة والبلقان إلى جانب المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط.


Original text

ظهر مصطلح «الإمبراطورية البيزنطية» بعد اختفائها عن مسرح التاريخ العالمي، لقد أشار مواطنوها إلى دولتهم ببساطة على أنها «الإمبراطورية الرومانية» (باليونانية: Βασιλεία Ῥωμαίων)‏ أو «رومانيا» (باليونانية: Ῥωμανία)‏، وأطلقوا على أنفسهم مصطلح «الرومان» (باليونانية البيزنطيَّة:Ῥωμαῖοι)، وهو مصطلح استمر اليونانيون في استخدامه عن أنفسهم في العصر العثماني، بينما أُطلقَ على سكان بيزنطة في العالم الإسلامي اسم «الروم»، وهي تسمية اتّخذتها طوائف مسيحية شرقية فيما بعد. ومع أن الدولة الرومانية استمرّت مع تقاليدها في القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية، إلا أن المؤرخين المعاصرين يُميزون بيزنطة عن سابقتها روما القديمة لأنها تأسست في القسطنطينية، وتوجهت نحو الثقافة اليونانية بدلاً من الثقافة اللاتينية، وكان سكانها في الغالب يتحدثون اللغة اليونانية بدلًا من اللاتينية، وتميزت بالمسيحية الأرثوذكسية الشرقية.


بما أن التمييز بين الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية البيزنطية حديث إلى حد كبير، فليس من الممكن تحديد تاريخٍ للفصل بينهما، ولكن النقطة المهمة كانت نقل الإمبراطور قسطنطين العظيم العاصمة في 324/330 من نيقوميديا (في الأناضول) إلى بيزنطة على البوسفور والتي أصبحت تسمى القسطنطينية أي «مدينة قسطنطين» (أو «روما الجديدة» أحيانًا)، بالإضافة إلى إضفائه الشرعية على المسيحية.(1) وتُشير عدّة أحداث من القرن الرابع إلى القرن السادس إلى فترة الانتقال التي تباعد خلالها الشرق اليوناني عن الغرب اللاتيني. في عهد ثيودوسيوس الأول أصبحت المسيحية دين الدولة وحُظرَت الممارسات الدينية الأخرى، وقُسِّمت الإمبراطورية الرومانية أخيرًا في عام 395 بعد وفاة الإمبراطور ثيودوسيوس الأول (حكم 379-395) لذلك فهذا التاريخ مهم جدًا حيث يعتبر تاريخ بداية الإمبراطورية البيزنطية (أو الإمبراطورية الرومانية الشرقية) وفصلها تمامًا عن الغربية. بدأ الانتقال إلى التاريخ البيزنطي الخاص أخيرًا في عهد الإمبراطور هرقل (حكم 610-641)، عندما أسس هرقل على نحو فعال دولة جديدة بعد إصلاح الجيش والإدارة من خلال إنشاء البنود وتغيير اللغة الرسمية للإمبراطورية من اللاتينية إلى اليونانية.


عاشت الإمبراطورية البيزنطية أكثر من ألف سنة منذ القرن الرابع وحتى عام 1453. في عهد جستينيان الأول (حكم 527-565) وصلت الدولة إلى أقصى حد لها، بعد استعادة جزء كبير من ساحل البحر الأبيض المتوسط الغربي الذي كان رومانيًا تاريخيًا، والذي ضمّ شمال إفريقيا وإيطاليا وروما، واحتفظت به لمدة قرنين آخرين. خلال الجزء الأكبر من وجودها كانت بيزنطة واحدة من أقوى القوى الاقتصادية والثقافية والعسكرية في أوروبا حتى مع النكسات وفقدان الأراضي خصوصًا خلال الحروب الرومانية الفارسية والبيزنطية الإسلامية. خلال الفتوحات الإسلامية المبكرة في القرن السابع خسرت الإمبراطورية أغنى مقاطعاتها مصر وسوريا لصالح الخلافة الراشدة. تعافت الدولة تحت حكم السلالة المقدونية في القرنين العاشر والحادي عشر، وصعدت مرة أخرى لتصبح قوة بارزة في شرق البحر الأبيض المتوسط بحلول أواخر القرن العاشر لتنافس الخلافة الفاطمية؛ توسعت الإمبراطورية مرة أخرى وشهدت نهضة ثقافية وعلميَّة وأدبيََة وفنيَّة واقتصادية عُرفت بعصر النهضة المقدونية الذي دام قرنين، والذي انتهى بفقدان جزء كبير من الأناضول لصالح الأتراك السلاجقة بعد معركة ملاذكرد في عام 1071. فتحت هذه المعركة الطريق أمام الأتراك ليستقرّوا في الأناضول.


بحلول القرن الثاني عشر انتعشت الإمبراطورية خلال الترميم الكومنيني وهي حقبة شهدت فيها الدولة انتعاشًا عسكريًا وماليًا وإقليميًا، وكانت القسطنطينية أكبر مدينة في أوروبا وأغناها، وظلَّت في ذلك العهد المدينة الرائدة في العالم المسيحي من حيث الحجم والثراء والثقافة. واستعاد آل كومنين بعض الأرض وفرضوا هيمنتهم لمدة وجيزة في القرن الثاني عشر ولكن بعد وفاة الإمبراطور أندرونيكوس الأول كومنينوس (حكم 1183-1185) ونهاية سلالة الكومنينيين أواخرَ القرن الثاني عشر تراجعت الدولة مرة أخرى. تلقت الإمبراطورية ضربة قاتلة خلال الحملة الصليبية الرابعة، عندما حُوصرت القسطنطينية ونُهبت عام 1204، وقُسمت الأراضي التي حكمتها الإمبراطورية سابقًا إلى كيانات بيزنطية يونانية ولاتينية مُتنافسة. مع أنّ السلالة الباليولوجية استعادت القسطنطينية في نهاية المطاف عام 1261، ظلَّت بيزنطة واحدة فقط من بين عدة دول متنافسة في المنطقة على مدى السنوات المئتين الأخيرة من وجودها. ومع ذلك كانت هذه المدة الزمنية الأكثر إنتاجًا ثقافيًا في تاريخ الدولة. أدت الحروب المتعاقبة في القرن الرابع عشر إلى استنزاف المزيد من قوة الإمبراطورية، وفقدت معظم أراضيها المتبقية تدريجياً خلال الحروب البيزنطية العثمانية على مدى القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وبلغت تلك الحروب ذروتها إثر استيلاء الدولة العثمانية على الأراضي المتبقية في القرن الخامس عشر مع سقوط القسطنطينية بيد العثمانيين عام 1453، ثم تعرضت إمبراطورية طرابزون للغزو بعد ثماني سنوات في حصار عام 1461. غزا العثمانيون إمارة ثيودورو وهي آخر الدول التي خلفت الدولة البيزنطية في عام 1475.


تركت الإمبراطورية البيزنطية بصمة طويلة الأمد على تاريخ وحضارة أوروبا والعالم، ويتفق المؤرخون على عدم إمكانية إنكار المساهمة البيزنطية في تشكيل أوروبا القروسطية، وعلى أن بيزنطة لعبت دورًا رئيسًا في تشكيل الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، والتي تحتل بدورها موقعًا مركزيًا في تاريخ ومجتمعات اليونان، ورومانيا وبلغاريا وروسيا وجورجيا، وصربيا ودولٍ أخرى. ولا يزال الإرث الطقسي والأدبي والمعماري (القديم والجديد) والموسيقي والفني والقانوني والثقافي البيزنطي ظاهراً وحيّاً في دول أوروبا الشرقيَّة والبلقان إلى جانب المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

آملين تحقيق تطل...

آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...

Network archite...

Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...

السيد وزير التر...

السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...

حقق المعمل المر...

حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...

رهف طفلة عمرها ...

رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...

قصة “سأتُعشى ال...

قصة “سأتُعشى الليلة” للكاتبة الفلسطينية سميرة عزام تحمل رؤية إنسانية ووطنية عميقة، حيث تسلط الضوء عل...

اعداد خطة عمل ع...

اعداد خطة عمل عن بعد والتناوب مع رئيس القسم لضمان استمرارية العمل أثناء وباء كوفيد 19، وبالإضافة إلى...

بدينا تخزينتنا ...

بدينا تخزينتنا ولم تفارقني الرغبة بان اكون بين يدي رجلين اثنين أتجرأ على عضويهما المنتصبين يتبادلاني...

خليج العقبة هو ...

خليج العقبة هو الفرع الشرقي للبحر الأحمر المحصور شرق شبه جزيرة سيناء وغرب شبه الجزيرة العربية، وبالإ...

فرضية كفاءة الس...

فرضية كفاءة السوق تعتبر فرضية السوق الكفء او فرضية كفاءة السوق بمثابة الدعامة او العمود الفقري للنظر...

‏@Moamen Azmy -...

‏@Moamen Azmy - مؤمن عزمي:موقع هيلخصلك اي مادة لينك تحويل الفيديو لنص https://notegpt.io/youtube-tra...

انا احبك جداً ت...

انا احبك جداً تناول البحث أهمية الإضاءة الطبيعية كأحد المفاهيم الجوهرية في التصميم المعماري، لما لها...