Lakhasly

ر:
لقد كانت اللة فاطمة تخاطب أتباعها دائما بأن الوقت قد حان للدفاع عن أراضيهم
وعرضهم وممتلكاتهم،انه التحضير النفسي للمرحلة القادمة فعندما عين راندون حاكما عاما
أمر باحتالل أمر بمجابهة الثوار في بالد القبائل، لكن بوبغلة كان له بالمرصاد إذ اظهر
مقاومة باسلة ضد جنراالت فرنسا وأعوانهم ومن أشهر المعارك التي خاضها ضد جيش
1 راندون مقاومة تمزقيدة
،حيث قصد بوبغلة بني يني ودعا إلى الجهاد المقدس فرفع شيوخ
الزوايا وكالء مقامات أولياء اهلل مناجتهم وجندوا إخوانهم ومريديهم ونظموا الكفاح المقدس
دفاعا عن الشرف والعرض والوطن والتحقوا بواجهة واضية حيث اخذ العدو زحفه على قراها
بقيادة الجنرالين يوسف وراندون ومعهم الخائن األغا سي الجودي، فوقعت عدة معارك في
الناحية وكانت اللة فاطمة نسومر إلى جانب بوبغلة تخوض غمار الحرب وتحرض
2 المجاهدين وقامت هي بإلقاء القبض على األغا سي الجودي وقتلته بيدها
.
وبتاريخ 1 افريل من عام 6488 وقعت معركة كبيرة بين بوبغلة و اللة فاطمة نسومر
من جهة والجنرال وولف )Wolf )من جهة أخرى كانت المعركة بوادي سيباو وانتصر
المجاهدون وأظهرت اللة فاطمة نسومر شجاعة بالغة وأعجب بها الكثيرون، لقد اندهش
3 الجنرال راندون وأصاب الجيش الفرنسي الذعر والرعب
، أما بوبغلة فقد أصيب بجراح حتى
أوشك أن يقع في األسر لو ال أن اللة فاطمة اندفعت إليه لتسعفه فقالت له: "أيها الشريف
لن تتحول لحيتك إلى عشب أبدا " ومعنى ذلك انك كنت رجال صنديدا وستبقى كذلك، ألن
4 اللحية داللة على تمام الرجولة
.

1

• سيدي موسى محمد الشريف، المرجع السابق، ص88.
  2


• حسن حموتن، " اللة فاطمة نسومر" ، مجلة األصالة ، عدد61 ،المجلد 8 ،منشورات وزارة الشؤون الدينية واألوقاف،
  .612ص، 2006
  3


• سيدي موسى محمد الشريف، المرجع السابق، ص 81.
  4


• محند الطيب سي الحاج محند، المرجع السابق، ص8.
  الفصل الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقاومة اللة فاطمة نسومر
  04
  2-1 سقوط عزازقة:
  كان حلم الجنرال الفرنسي راندون هو السيطرة على منطقة جرجرة بجبالها الوعرة لكنه
  وجد صعوبة للوصول إليها، فبعد دراسة ميدانية وجد انه للوصول إليها كان البد من العبور
  عبر عزازقة، فإعتقد انه بإمكان سكانها السماح له بالمرور عبرها، فأرسل مبعوثا إلى سكانها
  1 يقترح عليهم األمر
  ، فعرض عليهم هدنة وتعهد بإحترام حرياتهم ودينهم وتقاليدهم مقابل
  السماح لهم بالمرور فقط ،وبعد معرفة هدف البعثة التي كانت تحمل لواء ابيض اجتمع أهل
  الحل والعقد في الناحية تسمى: "ثجماعت نثناش" أي ) جمعية أالثني عشر (التي ترأسها
  األمين الومنا: "مسؤول المسؤولين" ليعودوا بعد 8 دقائق ليقدمو ا الجواب التالي:اذهبوا إلى
  سيدكم الذي كلفكم بهذه المهمة فقولوا له: " نحن صم عن كالم الخونة وأسيادهم " ومنذ ذلك
  الحين أصبحوا يدعون " اعزوقن " أي الصم،أما راندون فقد اشتعلت نيران الغيض والغضب
  في صدره لهذا الجواب الذي يدل على التحدي واالستخفاف واألنفة والشجاعة والشهامة فقال:
  2 " إذن سأجعلهم يسمعون بدوي المدافع "
  .
  وأبدى السكان أمام قوات العدو المتفوقة عتادا وعددا مقاومة نادرة، وصمدوا صمود
  األبطال واستماتوا في الدفاع عن قريتهم، فقد فضلوا التعذيب والقتل والحرق على الذل
  والخضوع لهم، وسقطت عزازقة وتم اقتحام المنازل فنهبها الجنود وهدموا البيوت واحرقوا كل
  3 شيء ، لكن هذا لم ينقص من عزيمة المقاومين بل أعطاهم نفسا جديدا
  .
  2-2 حملة راندون سنة 1581:
  تعتبر سنة 6488 سنة حاسمة في ثورة بوبغلة، فمن جهة تمكن من إثارة بالد جرجرة
  من جديد بعد أن هيأت له الظروف بسبب قيام حرب القرم بين الدولة العثمانية والدولة
  الروسية، اذ قامت فرنسا بإرسال جيوشها لمساعدة الدولة العثمانية، وأخذت بعضا من هذه

1

• رابح لونيسي وآخرون، المرجع السابق، ص 14.
  2


• محند الطيب سي الحاج محند، المرجع السابق، ص8.
  3


• سليمة كبير،اللة فاطمة نسومر )حواء الجزائر وفارسة جرجرة(، المرجع السابق، ص 22.
  الفصل الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقاومة اللة فاطمة نسومر
  04
  الجيوش من الجزائر، وعرف بوبغلة كيف يستغل هذه المناسبة إلثارة البالد، ومن جهة أخرى
  فسنة 6488 تعتبر حاسمة كذلك ألن حملة راندون تمكنت ألول مرة أن تصل إلى قلب
  جرجرة، وقد عظُم هذا في أعين السكان ألنه لم يحدث أن وصل عدوهم إلى هذه المنطقة في
  مختلف مراحل التاريخ التي مرت بها، وقد تغلب العدو على األهالي حقيقة، إال أن هذه
  السنة كذلك هي التي مهدت لقيام ثورة 6481 التي شملت كافة أنحاء البالد وبرز فيها
  زعماء كثيرون، ولم تنته هذه الثورة إال بعد خروج راندون في حملة جديدة مستعمال قوة
  1 عسكرية كبيرة شاركت فيها قوات وهران وقسنطينة تحت قيادة عدد كبير من الجنراالت
  .
  منذ تعيين الجنرال راندون في 66 ديسمبر6486 حاكما للجزائر جاء بأوامر لمهاجمة
  الثورة في جرجرة، وكانت تلك األوامر تقوم على مخطط مفاده أن احتالل الجزائر سيظل
  ناقصا وغير آمن إذا لم يستكمل باحتالل جرجرة ثم الصحراء، فاالحتالل بأي ثمن كان
  الشعار الذي جاء به راندون، والثمن هو إتباع خطى بوجو في الحرق واإلرهاب واالحتشاد
  والنفي إلى الجزر النائية، ولكن بقدر ما كان العدو قاسيا في معاملته وحربه بقدر ماكان أهل
  جرجرة شدادا في حربهم وجهادهم، يضاف إلى ذلك أن عزم الفرنسيين على الدخول إلى
  جانب الدولة العثمانية في حرب القرم جعل راندون يعجل بالقضاء على الثورة في جرجرة قبل
  2 توجه الجيش إلى البحر األسود
  ، وأخيرا رخص نابليون الثالث لراندون أن يبعث حملة كبيرة
  الحتالل سلسلة القمم الرئيسية في البالد من ممر تيروردة مرورا بعين السبت واألربعاء ناث
  3 إيراثن وتنزل على السباو
  ، وعندما كان النقيب وولف (Wolf )يحارب أهل آيت غبري،
  كان اللواء راندون منهمكا في إعداد حملته التي ينوي القيام بها ضد جبال جرجرة ، وظلت
  جيوش االحتالل طوال شهر ماي تتوافد على تيزي وزو دون انقطاع، الموقع الذي اختير
  قاعدة االنطالق الحتالل القبائل العليا، وفي 86 ماي تم جمع فرق الحملة وأعطيت لكل

1

• محمد سي يوسف ، المرجع السابق ص 624.
  2


• أبو القاسم سعد اهلل، الحركة الوطنية الجزائرية، ج6 ،المرجع السابق، ص ص886 -882.
  3


• محفوظ قداش ، المرجع السابق، ص685.
  الفصل الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقاومة اللة فاطمة نسومر
  04
  1 مهمته
  ، وكان تعداد الجيش قد بلغ 80 ألف محارب،استقدمت من الجزائر ووهران
  وقسنطينة، بينما انتظمت المقاومة تحت القائد بوبغلة، الذي خاض معارك كثيرة ضد قوات
  2 االستعمار
  .
  وفي رسالة كتبها " راندون " مؤرخة في 21 ماي 6488 بين فيها األهداف المتوجاة
  من الحملة قائال: " إن هدفي األول هو ضرب قبيلة بني جناد التي قدمت العون في المدة
  األخيرة للشريف بوبغلة الذي ينبغي أن يعاقب، ويكون عقابه درسا اآلخرين، وبعد ذلك أوجه
  جهدي إلى القبائل األخرى التي تقع على الضفة اليمنى لسباو، وابتداء من يجار إلى غاية
  زرخفاوة على شاطئ البحر ولهذا العرض استعمل ثمانية فيالق عسكرية من دائرة الجزائر
  واجمعهم في مقلع وسبعة فيالق من قسنطينة وسيكون وصولهم إلى المنطقة عن طريق قصر
  بكوش..." ويبدو واضحا أن الهدف من الحملة كان يتمثل في إخضاع منطقة القبائل، وقبيلة
  بني جناد تحديدا، ولهذا العرض بالذات استقدم قوات إضافية من وهران والجزائر بقيادة
  3 الجنرال كامو)Camou )ومن قسنطينة بقيادة الجنرال ماك ماهون ) Mahon-Mac)
  .
  تحركت قوات الجنرال ماك ماهون الموجودة بسطيف إلى بجاية، كما أن الجنرال كامو
  مع قواته القادمة من وهران والجزائر تمركز على خط االتصال مابين يسر وسباو، أعطيت
  األوامر للتحرك من اجل بداية العمليات العسكرية، وفي يوم أول جوان، كانت قوات ماك
  ماهون المتكونة من 8611 رجال و800 فرسا أو بغال قد تمركزت في القصر، المضيق
  الفاصل مابين وادي سباو ووادي الساحل، كما صعد الجنرال كامو من جهته نهر سباو مارا
  بمقلع ووصل يوم أول جوان إلى المكان الذي تمركز فيه بلقاسم اوقاسي مع النقيب وولف،

1

• محمد الصغير فرج، تاريخ تيزي وزو) منذ نشأتها حتى سنة 6588 ، ) تع: موسى زمولي ، منشورات ثالة ، الجزائر،
  .1 ص، 2001
  2


• سليمة كبير، اللة فاطمة نسومر )حواء الجزائر وفارسة جرجرة(، المرجع السابق، ص65.
  3


• ابراهيم مياسي، لمحات من جهاد الشعب الجزائري، المرجع السابق، ص628.
  الفصل الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقاومة اللة فاطمة نسومر
  45
  وكانت قواته تقدر ب1810 رجال وألف حصان وبغل، وقد اختيرت منطقة تسمى الشعوفة
  1 للتمركز ألنها كانت قريبة من هدف الحملة وهي قبيلة بني جناد
  .
  كانت منطقة اغريب الموقع الذي يحتمل أن تجري فيه المعركة لذا تقرر تحديدها
  كهدف أولى لضربات الجيش الفرنسي، ورغم ماتتمتع به من تحصين دفاعي من حيث
  وقوعها على مرتفع، أو من حيث االستعدادات التي أحكمت السيطرة عليها، وفرضت على
  2 بني جناد غرمات مالية لوقوفها إلى جانب بوبغلة
  ، ويقول فيفر)Faivre )اط
  َ
  وهو من ضب
  الحملة بأن بني جناد اخرجوا نساءهم وأطفالهم وماشيتهم وكل ثرواتهم إلى مكان أمين قبل
  بداية المعارك، وبسبب القوة الكبيرة التي استعملها راندون في الزحف على هذه القرية، انهزم
  الثوار المعتصمون بها واستولى الفرنسيون على اغريب بعد مقاومة دامت ساعتين، ثم احرقوا
  القرى التالية: اغريب، تقرسيفث، اخربان، ثزروتس، ثال نتقانا، ازرومشقان، وأذرار نايت
  كديا، وانسحب بنو جناد إلى قرية اغيل اعقاشن الواقعة خلف الجبل في الجهة المقابلة للبحر
  فأرسل راندون خلفهم قوة عسكرية، إال أنها وجدت القرية خالية بعد أن التجأ سكانها إلى
  3 القرى القريبة، فاحرقوا القرية وخربوا بساتينها
  .
  ويقول راندون في مذكراته: " انه في اليوم الذي استسلمت فيه قبيلة بني جناد،
  استسلمت معظم القبائل المتواجدة فيما بين بجاية ودلس في القسم المواجه للبحر، وفي ايام
  قليلة خضعت المنطقة، وفي يوم 62 جوان ،بعد أن أنهت هذه القوات مهمتها في بني
  جناد، قرر قائدها نقل معسكره من هناك إلى منطقة تسمى اغزر بوذلس ببني يجار، وفي
  صبيحة يوم 68 تم نقل الجرحى والمرضى إلى تيزي وزو بعد أن فشلت محاولة نقلهم عن
  4 طريق البحر ازفون بسبب رداءة األحوال الجوية
  .

1

• محمد سي يوسف، المرجع السابق، ص ص 688 -688.
  2


• إبراهيم مياسي، لمحات من جهاد الشعب الجزائري، المرجع السابق، ص621.
  3


• محمد سي يوسف ، المرجع السابق، ص688.
  4


• المرجع نفسه، ص681.
  الفصل الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقاومة اللة فاطمة نسومر
  45
  في68 جوان نصب جيش اللواء راندون معسكره في بوخير) بوبهير( أسفل نقطة في
  سفح جبل اهل آيت هاجر، وهي أيضا نقطة منشأ وادي سيباو، ولما رأى مقاتلو أهل آيت
  هاجر تمركز هذه الجيوش أسفل قراهم شعروا أنهم المستهدف المباشر، فاستعدوا للقتال، لكن
  شيء آخر كان يشغل ذهن راندون، إذ كان يريد بحملته ضد أهل آيت جناد لفت االنتباه عن
  هدفه الحقيقي المتمثل في احتالل مجموعة جبال جرجرة كلها، كان يريد التسلل خفية إلى
  قلب منطقة القبائل الكبرى آمال بذلك تحقيق استسالم هذه القبائل العديدة والمعادية، األمر
  الذي عجز عن تحقيقه المستعمرون السابقون، وكان مخطط اللواء راندون الوصول إلى سوق
  أهل سبت آيت يحي الواقع على بضعة كيلومترات من عين الحمام ألنه موقع استراتيجي
  يسمح بمراقبة كل االتجاهات ومن هنا يمكن الوصول إلى أهم قبائل جرجرة، وكان راندون
  يعي تماما صعوبة ذلك، فلجأ إلى بلقاسم األوقاسي فهو خير من يقوم بهذه المهمة لتحمسه
  ولمعرفته التامة بالمنطقة وألفرادها، ونجح بلقاسم األوقاسي بسهولة نظرا لعالقاته ومعرفته
  للبالد و أهلها في إيجاد بعض الخونة من رؤساء القرى الذين قبلوا مساعدة العدو في صفقته
  1 هذه
  .
  أما بوبغلة فقد كان جريحا لم يشف من الجرح الذي أصيب به، كان إلى حد تلك
  الساعة في زاوية سي العربي شريف، إال أن بني جناد نصحوه بالخروج من هذه المنطقة
  والذهاب بعيدا عنها، وقد علموا أن بلقاسم االوقاسي اقترح مبلغا ماليا كبيرا لمضيف بوبغلة
  مقابل ضيفه،إال انه رفض بيع شرفه كما قال وكان بنو جناد يرون انه إذا رفض هذا الرجل
  المبلغ فهناك من يرضى به ويقوم بأي عمل يمس بوبغلة، لذا رأوا أن الحل األنسب هو
  ابتعاده من هناك وذهب بالفعل إلى بني يجار، وقد مر على بني غبري الخاضعة إال انه نجا
  من الوقوع في أي كمين من كمائن العدو، ومن بني يجار انتقل بوبغلة إلى ايلوال اومالو ثم
  2 إلى زاوية الحاج اعمر قيم زاوية ابن عبد الرحمان
  .

1

• محمد الصغير فرج، المرجع السابق، ص ص601-601.
  2


• محمد سي يوسف ، المرجع السابق ، ص681.
  الفصل الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقاومة اللة فاطمة نسومر
  45
  وعندما اشتدت مطاردة الفرنسيين وأعوانهم لبوبغلة في عام 6488 ،آوى الحاج عمر
  عائلته واستقبلها في مكان إقامته في منتصف شهر جوان، وكانت على وشك االستسالم
  1 للفرنسيين
  .
  في 61 جوان 6488 ،وقبل طلوع الفجر بدأت كتيبة العدو تسلقها بسرية تامة جبل
  أهل آيت يحي، بعد مرورها ببعض القرى خلسة ووصلت عند الضحى سوق السبت ونصب
  خيامها هناك، ولما اكتشف القرويون ذلك قاموا بإشعال النيران عند حلول الظالم على كل
  المرتفعات إشارة إلى التعبئة العامة، وفي الغد أوكلت قيادة المقاومة إلى سي الطاهر األخ
  األكبر لاللة فاطمة، وأقيمت خطوط دفاعية من الخنادق والصخور، وشرع في تجنيد
  2 المسبلين،
  الذين تعاهدوا على عدم التراجع، وربطوا أرجلهم بحبل واحد حتى وجد اغلبهم
  مقتولين داخل خنادقهم، كما وجد األحياء إلى جانب الموتى، ويقال أن الهزيمة أوشكت أن
  تصيب القائد بوبغلة وجيشه لوال اللة فاطمة ومجموعة من النساء المجاهدات لدعم
  الصفوف، وكانت النساء يزغردن ويشجعن الرجال على الصمود واالستماتة في سبيل الدين
  3 والوطن
  ، ومازالت األحاديث الشعبية تشير إلى عبارة يبدو أنها قيلت في صفوف المسبلين
  وهي:"الرجال من األمام وفاطمة من الوراء"، ومن القبائل الثائرة نجد: آيت اتسورغ، اليلتن،
  ايلوال اومالوا،آيت مليكش، آيت يجار، آيت منقالت وآيت ايراثن، ووقعت المعركة األولى في
  قرية تزروتس ) ضواحي عين الحمام ( وفيها واجهت فاطمة نسومر القوات الفرنسية ألول
  4 مرة
  .

1

• يحي بوعزيز ، ثورات القرن التاسع عشر والعشرين ، ج6 ، المرجع السابق ، ص624.
  2


• محمد الصغير فرج، المرجع السابق، ص601.
  3


• سليمة كبير، المرجع السابق، ص65.
  4


• حسن حموتن، المرجع السابق، ص601.
  الفصل الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقاومة اللة فاطمة نسومر
  45
  أعجب بوبغلة باللة فاطمة وخطبها من أخيها الطاهر واقترح أن يدفع لزوجها األول
  1 فداء مقابل تطليقها إذا رضي بذلك لكنه رفض االقتراح
  ، ويبدو أن بوبغلة وجد في اللة
  فاطمة قوة معنوية هامة لكنه لم يكتف بالتأييد المعنوي منها بل أراد زواجا سياسيا بها يرتبط
  2 به ارتباطا مصيريا بأهل الناحية، ولكن لم يتم له ذلك
  .
  رغم تفو ق الجيش الفرنسي عددا وعدة فإن راندون لم يحقق غايته األساسية التي كانت
  تتمثل في إرغام منطقة جرجرة بسرعة على االستسالم وبأقل تكلفة، وكانت خسائر الفرنسيين
  أثناء الحملة التي دامت حوالي شهر، باهظة، لقد اخطأ اللواء راندون في حساباته وفي تقديره
  لمقاومة الخصم العنيد والمصمم على الدفاع حتى الموت من اجل حريته، ووجه المقاتلون
  بقيادة اللة فاطمة وبوبغلة الشريف ضربات موجعة لجيش العدو، مما اجبر راندون بعد شهر
  من المعارك االنسحاب دون تحقيق شيء سوى التخريب أو الحرق بعض القرى المهجورة
  غير المحصنة، ويقال انه اضطر إلى دفع مبالغ باهضة لبعض رؤساء القبائل ليسهلوا
  عملية انسحاب جيوشه، أما مدينة الجزائر فقد كانت تتابع بكل اهتمام حملة منطقة القبائل
  فقد كثرت الشائعات حول مجرى المعارك الدامية هناك، وظهرت تساؤالت خاصة حول
  مصير الحاكم الذي قال بعضهم بأنه قد قتل أو اختفى، مما سمح لمنافسه بالسخرية منه،
  فقد وجد ذات صباح، مكتوبا على قاعدة تمثال ساحة الحكومة مايلي: " لقد ضاعت عصا
  3 المارشال في جبال القبائل سوف تقدم هدية مشرفة لمن يعثر عليها "
  .
  وفي 21 ديسمبر بعد الظهر خرج بوبغلة رفقة فارسين من أتباعه وهما عبد القادر
  المذبوح واعراب اوكروش وحوالي 10 رجال من بني مليكش وقصد الجميع أمالك بني
  العباس الذين كانوا منشغلين بحرث مزارعهم في حوض وادي الساحل على الضفة اليمنى

1

• عبد الكريم بوصفصاف ، جهاد المرأة الجزائرية وتضحياتها الكبرى في والية سطيف، ) 6588-6512 ، ) المنظمة
  الوطنية للمجاهدين ، د م، 6551 ،ص15.
  2


• ابو القاسم سعداهلل ، الحركة الوطنية الجزائرية ، ج6 ، ص886.
  3


• محمد الصغير فرج، المرجع السابق، ص604.
  الفصل الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقاومة اللة فاطمة نسومر
  46
  من النهر قرب تازمالت واخذ منهم بالقوة أربعة ثيران وساقها مع أتباعه، سارع رجال بن
  عباس لطلب النجدة من تازمالت وخرج منها القوم تحت قيادة القائد لخضر بن احمد المقراني
  وجرى الجميع خلف بوبغلة الذي كان مسرعا إلى أراضي بني مليكش، وبسبب كثرة األوحال
  تعثر فرسه، فأطلق عليه القوم النار، فترجل وواصل السير جريا على األقدام، ولما الحظ
  القائد لخضر ذلك، أمر رجاله أن يترجلوا، فجرى الجميع وراءه وأطلقوا النار عليه، فأصيب
  بجرح في ساقه وعلى الرغم من ذلك زحف كي يخرج من مكان الخطر،إال أن القائد لخضر
  لحقه مع رجاله وطلب منه بوبغلة اال يقتلوه وافهمهم أن تسليمه حيا يكون أحسن لهم إال أن
  القائد لخضر ارتمى عليه وقطع رأسه بيده قبل أن يلفظ أنفاسه األخيرة، واخذ هؤالء رأس
  الشريف وسلموه إلى حاكم برج بوعريريج، وقام هذا األخير بربطه على عصيان طاعة فرنسا
  وعلى مقربة منه عرضوا حصانه وسالحه وثيابه و الختم الذي كان يستعمله في مراسالته،
  1 ودفن في تازمالت وقد اختلفت الروايات حول ظروف استشهاده
  .
  وبعد استشهاد بوبغلة، تزعم الجهاد في بالد القبائل اللة فاطمة نسومر، والحاج عمر،
  وخاض المجاهدون عددا من المعارك ضد المحتلين وأعوانهم وهاجموا مصالحهم في بوغني
  و ذراع الميزان وغيرهما، وأظهرت خاللها اللة فاطمة شجاعة وبطولة نادرتين
  2
  .
  2-3 معركة تاشكيرت:
  بعد سقوط آيت منقالت اتجه الجيش االستعماري نحو الشرق مارا بعين الحمام إلى
  دوار آيت يحي الذي توقفت فيه المقاومة منذ مدة ولما لم يالحظ أي سلوك عدواني من قبل
  السكان،استقر رأي راندون على أن يعسكر بسوق السبت بآيت يحي،نظرا لموقعه االستراتيجي
  حتى يزحف منه على معقل اللة فاطمة نسومر، وبالضبط بدوار آيت يوسف، وبمكان يدعى
  "تاشكيرت"،تجمع عدد كبير من المجاهدين الذين حفروا الخنادق واسقطوا جذو ع األشجار في
  الطريق لتكون حواجز أمام المعتدين عند زحفهم وقعت هذه المعركة بتاريخ 61

1

• ابراهيم مياسي ، لمحات من جهاد الشعب الجزائري ، المرجع السابق، ص621.
  2


• بشير بالح، تاريخ الجزائر المعاصر) 6480 -6545 ،) ج6 ، دار المعرفة ، الجزائر، 2001 ، ص624.
  الفصل الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقاومة اللة فاطمة نسومر
  40
  6488جوان 1
  ،وكانت اللة فاطمة هي التي قادت هذه المعركة بنفسها، ولقد اعد المارشال
  راندون العتاد الهائل والعدد الضخم من المقاتلين طمعا في إخماد المقاومة نهائيا، ولكن اللة
  فاطمة خيبت آماله فهزمته هزيمة نكراء وخلف وراءه قتلى كثيرين وجرحى حيث اعترف
  2 بفقدانه لـ400 جندي و28 ضابطا و816 جريحا، ولكن األرقام الحقيقية تفوق هذه األرقام
  .
  بدأت المعركة على الجبهتين في آن واحد، فتكلف الجنرال ماك ماهون مع قوات
  قسنطينة ناحية بني يتسوراغ حيث كان الثوار تحت قيادة سي الطاهر واللة فاطمة مع سي
  محمد وسي شريف وسي الحاج،وكان لفاطمة دور مشرف في هذه المواقع، وتكلف الجنرال
  كامو مع قوات الجزائر بناحية بني منقالت وكان الثوار في هذه الجهة تحت قيادة الشيخ
  صديق اوعراب وكانت أهم األهداف التي وضعها ماك ماهون نصب عينيه هي السيطرة
  على قمة تمزقيدة وذلك منذ بداية المعارك على الحادية عشر يوم 61 جوان،أما األهالي فقد
  اعتمدوا في الدفاع بشكل خاص على المسبلين الذين جندهم سي الطاهر، وبمجرد ما رأى
  قوات العدو تتحرك قسم مسبليه إلى ثالث فرق وأرسلها إلى ثالث نقاط حساسة لمواجهة
  3 العدو
  .
  قامت اللة فاطمة بتجنيد الفتيات والنساء على اختالف أعمارهن ومراتبهن يقاتلن العدو
  إلى جنب الرجال، ويساعدن بالزاد والعتاد الحربي ومواساة الجرحى والمرضى، ولما وصلت
  الجيوش الفرنسية وجدت المنطقة محصنة وبالتالي المقاومة منظمة،إال أن هذه المناطق
  شهدت عملية إحراق واسعة من طرف الفرنسيين،ولما رأت فاطمة الضغط الذي أثقل كاهل
  مقاتليها دخلت ميدان المعركة حتى تزيد من حماستهم،فقام المجاهدون بحمايتها حيث كانوا

1

• محند الطيب سي الحاج محند ، المرجع السابق ، ص1.
  2
  -Tahar Oussedik,op,cit,p54.
  3


• محمد سي يوسف ، المرجع السابق ، ص680.
  الفصل الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقاومة اللة فاطمة نسومر
  44
  كانوا بقيادة أخيها األكبر سي الطاهر، ولم ينته المعركة إال بعد يومين من بدايتها في 20
  6488 جويلية 1
  .
  كانت اللة فاطمة تستغل لهاب الحمية، ورفع المعنويات،
  كل شيء من اجل إثارة وا
  فمن ذلك مثال الرواية المتواترة في الناحية، مفادها أن اللة فاطمة تكلف المجاهدات المسنات
  بالطواف في المعركة، وقد وضعن بأيديهن خواتم مسننة وطلين راحتهن بالهباب، فإذا رأين
  فارا من القتال مررن على وجهه أيديهن فتجرحه الخواتم المسننة ويدخل الهباب في الجرح،
  وبعد الشفاء تبقى شامة سوداء على الوجه تسمى " شامة الفرار"، وكان الناس يهابون هذه
  الشامة هيبة عظيمة ألنها عار على صاحبها وعلى قبيلته ألنه فر يوم الزحف، وكبيرة من
  2 الكبائر في الدين وعار كبير في العرف
  .
  2-1 الهجوم على األربعاء نايت ايراثن:
  جهزت فرنسا حملة عسكرية ضخمة في شهر ماي6481 ،يقودها راندون ويساعده
  سبع جنراالت منهم: ماك ماهون، جوزاف، قاسطو، رونو، ويليني واقتحم األربعاء نايت
  3 ايراثن
  ، حيث قامت ثالثة فيالق بقيادة ماك ماهون، رونو، يوسف، منذ 64 ماي بالتمركز
  في موقع تالقي وادي عيسى وسباو منتظرين إشارة بدء للهجوم على عرش آيت ايراثن
  وحرص المارشال راندون الذي كان في منطقة العمليات مصحوبا بكامل طاقم قيادته على
  إدارة العمليات بنفسه، وعلم راندون أثناء االستعدادات بأن عيد الفطر عند المسلمين سيكون
  يوم28 ماي، ولذلك حدد هذا التاريخ للهجوم على قرى ايت ايراثن عندما تكون مشغولة
  باحتفاالت العيد، ونجحت هذه الخديعة لدرجة انه في يوم واحد سقطت ساحة األربعاء في يد
  العدو، واضطر رجال سي الصديق بن اوعراب لالنسحاب إلى خطوط اشريضن الدفاعية

1

• منشورات المركز الو طني للدراسات والبحث في حر كة الوطنية وثورة أول نوفمبر6588 ،المرجع السابق، ص211.
  2


• محند الطيب سي الحاج محند، المرجع السابق، ص1.
  3


• سليمة كبير، الال فاطمة نسومر) حواء الجزائر وفارسة جرجرة(، المرجع السابق، ص21.
  الفصل الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقاومة اللة فاطمة نسومر
  44
  1 التي كانت أكثر حماية
  ، وكلفت هاته العملية راندون 800 قتيل و800 جريح، وأقام حصنا
  2 عسكريا سماه "حصن نابليون
  " فارتكب جرائم وحشية يندى لها جبين اإلنسانية في حق
  األطفال والشيوخ من قتل وتخريب وحرق وتنكيل وترك حامية عسكرية، ووضع حجره
  األساسي يوم 68 جوان6481 الذي يوافق ذكرى نزول القوات الفرنسية بسيدي فرج
  3 سنة6480 وأصبح الطريق أمامه مفتوحا إلى جرجرة
  .
  2-8 معركة ايشريضن الثانية:
  جمعت اللة فاطمة نسومر المجاهدين وألقت عليهم خطاب قصير ولكنه بليغ إلثارة
  نخوتهم ورفع معنوياتهم، وهذا الخطاب القصير اقنع الحاضرين بضرورة التصدي للمعتدين،
  وبسرعة أعلن التجنيد العام وتم االتفاق أن يكون االنطالق بعد غد ذلك اليوم، وفي الموعد
  المحدد اجتمع المتطوعين بــــ "تاشكيرت" ) آيت بويوسف ( وانطلقوا، وفي المساء توقفت اللة
  فاطمة بجنودها بالمكان المعروف ايشريضن للمبيت قبل التقدم إلى أربعاء نايت ايراثن، إال
  أن راندون بلغه مقدمها بو اسطة جواسيسه،وقد سر لذلك ألنه يفضل القتال بالقرب من معقله،
  وفي 60جويلية 6481 جمع راندون ضباطه وجنوده فأعلن الخبر ووزع المهام وأمر
  باالستعداد واالنطالق العاجل قبل أن يهجم عليهم المجاهدون في األربعاء المهدمة بفعل
  4 المعارك عند احتاللها
  .
  كانت الجيوش االستعمارية بقيادة الجنراالت هم: راندون، ماك ماهون،والجنرال
  يوسف،ودهوت بول الذي قاد الحملة ضد األربعاء نايت ايراثن، أما الجانب الجزائري فهو
  جيش من المتطوعين تحت قيادة اللة فاطمة لقد كانت هذه المعركة في حامية الوطيس

1

• محمد الصغير فرج، المرجع السابق، ص624.
  2
  -Tahar Oussedik,op,cit,p 63.
  3


• سليمة كبير، اللة فاطمة نسومر) حواء الجزائر وفارسة جرجرة(،المرجع السابق، ص21.
  4


• محند الطيب سي الحاج محند ، المرجع السابق ، ص5.
  الفصل الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقاومة اللة فاطمة نسومر
  44
  اظهر فيها المجاهدون قوة وبسالة ليس لها نظير، لكن عدم تكافؤ القوى بين الطرفين أدى
  1 إلى انهزام المجاهدين
  .
  هاجمت اللة فاطمة مركز العدو باألربعاء وقطعت عليهم طريق المواصالت فإشتد
  أمرها قوى جانبها وانضمت إليها قياد األعراش وأمناء القرى فراحت تناوش كتائب األعداء
  وتهاجمهم في المراكز المتقدمة وتبعث الرعب في قلوبهم حتى خشيت الوالية العامة
  بالعاصمة خطر اللة فاطمة نسومر فقدم الجنرال راندون وقصدها بجيش عظيم واستنجد
  بالمارشال ماك ماهون فأتاه بالعتاد والعدد وقصد الجيشان جبال جرجرة والتقيا في 66 جويلية
  6481 في اعراش آيت اتسوراغ وايللتن يقود كتائب هذا الجيش المتألف من 88000 جندي
  2 الجنرالن يوسف وراندون، فبدأت المعركة واحتدم فيها القتال
  ، وامتدت الحرب بين الطرفين
  فرأت اللة فاطمة نسومر انشفاقا على النساء واألطفال الذين كانوا داخل المعركة فأمرتهم
  بااللتجاء إلى اقرب القرى إليهم، وكان انسحابهم إلى قرية تخليجت ناث عستو وحينئذ شرع
  3 قادة الجانب الجزائري بالمفاوضات مع قادة الجيش الفرنسي
  ، وتذكر المصادر أن اللة
  فاطمة كانت ترتدي لباسا حريريا احمر ترعب فيه األعداء، ولكن رغم المقاومة الشديدة التي
  4 أبداها الثوار إال أن الكفة رجحت لصالح الفرنسيين نتيجة عدم تكافؤ القوى
  ، وكان من نتائج
  يقاف القتال وفق أربعة شروط

المعركة طرح المفاوضات وا :
6 -إعادة انتشار القوات الفرنسية خارج القرى والتجمعات السكانية.
2 -رفض دفع الضرائب.
8 -عدم متابعة ومعاقبة قادة الثورة.
8 -االلتزام بحماية األشخاص والممتلكات
5
.

1

• سيدي موسى محمد الشريف ، المرجع السابق ،ص81.
  2


• حسن حموتن، المرجع السابق، ص618.
  3


• منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية الجزائرية وثورة أول نوفمبر6588 ،ص211.
  4
  5إبراهيم مياسي، المقاومة الشعبية الجزائرية، المرجع السابق، ص ص56-52.
  -Tahar Oussedik,op,cit, p44.
  الفصل الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقاومة اللة فاطمة نسومر
  44
  قاد المفاوضات عن الجانب الفرنسي الجنرال راندون، وعن الجانب الجزائري سي
  الطاهر شقيق اللة فاطمة نسومر، وقد تظاهر راندون بقبول شروطها إال انه أمر بإلقاء
  القبض على الوفد الجزائري بمجرد خروجه من المعسكر، ولم يكتف بذلك بل أرسل النقيب
  1 فو ر شو إلى ملجأ اللة فاطمة نسومر وأسرها هي وعدد من النسوة
  .

1

• إبراهيم مياسي، المرجع السابق، ص52.
  الفصل الثالث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقاومة اللة فاطمة نسومر
  45
  3 –نهاية المقاومة ونتائجها: