Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

لم يطلق المصريون على بلدهم اسما واحدا ولكنهم عبروا عنها من خلال عدة اسماء اقرب للصفات التي تحمل محبتهم لها ومن اهم التسميات:
أما الإسم المعروف لبلدنا الان وهو مصر فالغريب انه لم يذكر ولو لمرة واحدة في حدود ماهو معلوم حتي الان من قبل المصريين، بل جاء من مصادر عديدة خارجية، اما الثانية فهي Ancient Egyptian Historyويشمل تاريخ مصر من بدايته وحتي دخول المسلمين إلى مصر عام 641 ميلادية. وبشكل عام فقد قام المؤرخ المصري مانيتون (عاش في القرن الثالث قبل الميلاد) بتقسيم العصر الفرعوني إلى مراحل اساسية واسرات حاكمة عددها ثلاثين اسرة:
ويعتبر دخول الاسكندر الاكبر إلى مصر عام 332 قبل الميلاد ايذانا بنهاية الحكم الفرعوني وبداية الحكم اليوناني والبطلمي الذي استمر حتي 30 قبل الميلاد، حين تمكن القائد الروماني اوكتافيوس (اوغسطس) من احتلال مصر وادخالها إلى حظيرة الدولة الرومانية حتي 323 ميلادية حين اصبحت المسيحية ديانة رسمية وبدأ العصر البيزنطي الذي استمر حتي 641 ميلادية حين دخل عمرو بن العاص مصر معلنا بداية الحكم الاسلامي. مصادر دراسة التاريخ المصري القديم
تعددت المصادر التي يعتمد عليها في دراسة التاريخ المصري القديم وتنقسم بشكل عام الي:
وهي المصدر الاول وتضم كل ماتركه المصريون القدماء من اثار تحكي عن حياتهم وذلك من خلال المناظر المصورة او النصوص المختلفة . ومن اهمهم على الاطلاق:
‌أ- هيرودوت المؤرخ اليوناني الذي زار مصر عام 450 قبل الميلاد و خصص الجزء الثاني من كتابه المعروف باسم التواريخ للحديث عن مصر ومكانتها العظيمة، 3- كتابات الشعوب المجاورة:
ذكرت مصر في الكتب السماوية في عدة مواضع حيث تناولها التوراة في سفر الخروج متحدثا عن خروج بني اسرائيل من مصر، 2- الهيراطيقية وتعني الخط الكهنوتي
3- الديموطيقية وتعني الخط الشعبي
حيث كان المصري يكتب من خلالها الحروف اليونانية بنطق مصري قديم بمايشبه شكل الرسائل النصية التي تكتب بالنطق العربي والحروف الاجنبية. كما استعمل المصري المخصصات determinatives لتحديد معني الكلمة فمثلا حين يكتب الليل يكون المخصص نجمة، وظلت اللغة المصرية سرا غامضا امام الباحثين على الرغم من وجود عدة محاولات حتي جاء الشاب الفرنسي جان فرانسوا شامبليون وقام بقراءة حجر رشيد المحفوظ الان بالمتحف البريطاني ووجده مكتوب بالخط الهيروغليفي والخط الديموطيقي والخط اليوناني وكان يعرف جيدًأ اللغة اليونانية فقام بمقارنة اسماء الملوك في اليونانية معتمدا على ان المصري القديم كان يكتب الالقاب الملكية داخل اطار يعرف بالخرطوش، 6- الالقاب الملكية:
من بين الامور الهامة لمن يدرس التاريخ المصري القديم ان يعلم ان كل ملك من ملوك مصر كان يحمل خمسة القاب اساسية تمثل اربعة منها مجموعة من الصفات الاساسية التي ينبغي ان تتوافر في الحاكم، والخامس يكون اسمه الشخصي. كان الملوك من نهاية الاسرة الثالثة الفرعونية يضعون اسماءهم داخل اطار يسمي الخرطوش وهو تعبير عن كلمة مصرية تعني الحماية اي ان من يضع اسمه في داخل هذا الاطار هو شخص محمي، وهذا الامر لازال متداول فحتي الان تذكر وسائل الاعلام ان البيت الابيض مثلا اعلن شئ ما فالطبيعي ان البيت الابيض لايتكلم ولكن ساكن البيت هو من يصدر الاحاديث، لكن كان هناك الكثير من الفراعنة عظام تركوا اثار وسمات تعبر عن مصر ومكانتها العظيمة. عصور ماقبل التاريخ:
وكلما وجد طعامًا او نباتًا أكله، وكلما راي حيوانًا إصطاده وأكل منه مايشبعه، ومعها بدأ يصطاد الحيوان ويأكل منه مايحتاجه ويخزن البقية حتي ينمو الزرع اي أنه اصبح منتج للطعام مستأنس للحيوان، خلال هذه المرحلة عرف الإنسان كذلك النار وشكل الطين ووضعه في النار فأصبح الفخار، ومن أهم المراكز الحضارية المصرية في العصر الحجري الحديث:
إضافة إلى أنواع متعددة من الفخار، ومن هذه المنطقة كشف عن أقدم تمثيل لهيئة أدمية. وتنقسم حضارتها إلى قسمين: الفيوم أ والفيوم ب، وتقع الفيوم على بعد 90 كم جنوب غرب القاهرة، وتتميز بنماذج رائعة من الفخار. وتعرف هذه المرحلة في تاريخ مصر بعصر ماقبل الأسرات (pre-dynastic period ) ومن أهم الحضارات في هذه المرحلة حضارة نقادة والتي تنقسم إلى ثلاثة مراحل من 3600 قبل الميلاد وحتي 3000 قبل الميلاد وهي مرحلة توحيد مصر، وتتميز بوجود مقابر على شكل حفرات، توحيد مصر
ويسير في موكب الإنتصار. يلاحظ كذلك وجود اسم نارمر وحور عحا مع بعضهما على كثير من الأثار، بينما دائما ماكان اسم مينا يذكر بمفرده، بينما لم نعثر على قبر لمينا حتي الأن. إتجه العلماء بشأن الملوك الثلاثة إلى ثلاثة أراء رئيسية:
- الرأي الأول يقول أن الأسماء الثلاثة لثلاثة أشخاص مختلفين الجد هو نارمر والإبن هو حور عحا بينما الحفيد هو مينا الذي قام بإنهاء كل المشكلات وتوحيد البلاد عام 3000 قبل الميلاد تقريبًا. - الرأي الثاني يميل أصحابه إلى إعتبار نارمر وحور عحا شخصية واحدة على أساس وجود أثار كثيرة لهما معا ويعتقدوا أن الملك غير إسمه مع الحروب التي كان يخوضها من أجل توحيد البلاد. وأن اسم هذا الملك الحقيقي كان نارمر ويعني الذي يقوم بشق الترعة وحين بدأت الحرب غير إسمه إلى حور عحا أي الصقر المحارب وبعد أن إنتصر وقام بتوحيد مصر غير إسمه إلى مينا أي الثابت على العرش. بعد إتمام توحيد مصر العليا (يقصد بها الصعيد) ومصر السفلي (يقصد بها الدلتا) بدأ العصر الأول في تاريخ مصر الفرعونية وهو العصر العتيق، حكمت مصر خلال العصر العتيق (3000 قبل الميلاد -2700 قبل الميلاد تقريبا) أسرتان وفقًا لتصنيف المؤرخ مانيثون، وخلال هذا العصر تمكنت مصر من وضع قواعد الدولة بكل قواعدها، ومن أشهر ملوك هذا العصر الملك جر والملك دون والذي قام بحملة للسيطرة على مناطق سيناء. وقد خلف دون ثلاثة من أبنائه لم يكونوا أشقاء من الأم، فنشب خلاف على العرش بينهم حتي إنتهت الأسرة وجاء ملك بدأ به مانيثون الأسرة الثانية وهو الملك حوتب سخموي ويعني إسمه مرضي القوتين وهي إشارة إلى مصر العليا والسفلي، وحاول ملوك هذه الأسرة استكمال تأسيس المؤسسات للدولة على الرغم من بعض المشاكل الخارجية والداخلية، والتي تمكن الملك خع سخموي من إيقافها وإعادة القوة والهدوء إلى البلاد ويتضح هذا من معني إسمه الذي يعني أشرقت القوتان ويقصد بالقوتين الصعيد والدلتا. تزوج خع سخموي من سيدة إسمها ني ماعت حاب أنجبت له إبنًا تمكن من الوصول إلى الحكم وبدأ به مانيثون الدولة القديمة والأسرة الثالثة
التاريخ السياسي لمصر الفرعونية
وتوجد لوحة منقوشة لزوسر في هذا الوادي تبينه يضرب أحد الأعداء ويلاحظ وجود لقب لموظف على اللوحة يعرف بأنه المسئول عن الصحراء وهو مايعني أن هذا الملك قد إستحدث وظيفة مدير للصحراء لحماية حدود مصر الشرقية. ومن بين الشخصيات العظيمة التي عاصرت الملك زوسر كان وزيره ومهندسه ايمحوتب، وخلط اليونانيون بينه وبين رب الطب عندهم إسكلبيوس. المشرف على ادارة القصر الملكي، المهندس العظيم، كبير الفلكيين، وينسب لعهد زوسر لوحة في جزيرة سهيل بأسوان تتحدث عن مجاعة وقعت في البلاد، وتتميز المصطبة المدرجة في سقارة بعدة عناصر أساسية من بينها:
1- أن المهندس إستخدم الشكل شبه الهرمي لأول مرة. 2- كما كان إستخدام الحجارة كمادة أساسية في البناء بالكامل بدلًا من الطوب اللبن حيث بنيت من الحجر الجيري، وتتكون المصطبة من ستة طبقات كل منها تعلو الأخري، ويصل إرتفاع المصاطب الستة إلى 60 متر، خلف الملك زوسر على العرش مجموعة من الملوك من بينهم الملك سخم خت الذي ينسب له هرم في سقارة يسمي الهرم الدفين نظرًا لبقاء قاعدته فقط. كان الملك حوني أخر ملوك الأسرة الثالثة وقد حكم مصر لمدة 24 عام، وشيد له مهندسوه هرمًا في ميدوم (محافظة بني سويف)، أنجب حوني من زوجته الرئيسية إبنة هي حتب حرس ولم ينجب ذكورًا إلا من إحدي زوجاته الثانويات، وبالفعل تزوج سنفرو من أخته وأصبح أول ملوك الأسرة الرابعة التي تعرف بالعصر الذهبي للدولة القديمة ذلك أن مصر وصلت من خلاله إلى شكل الهرم الكامل لأول مرة في تاريخها، وتظهره النصوص وهو يتصرف في بساطة مع الآخرين من حوله ويناديهم أخي وصديقي وقد جاء في التعاليم الموجهة للتلاميذ أن سنفرو كان يلقب بلقب الملك الخير في كل البلاد. وإقترح عليه أحد الكهنة الذهاب إلى بحيرة القصر، وهنا استدعي الملك كبير الكهنة وأخبره بما حدث فاستجاب الكاهن لطلب مولاه وشق ماء البحيرة بسحره واستخرج الحلية. هذه القصة وإن كانت غير حقيقية في أحداثها لكن تعكس حب الملك لشعبه وحرصه على إسعاده. أرسل سنفرو كذلك الحملات التأديبية وحملات التعدين للتوسع في التجارة الخارجية حيث أرسل الحملات التأديبية على حدود مصر الجنوبية وبلاد النوبة والتي نجحت في مهمتها وعادت بـ 7 آلاف أسير و200 ألف رأس من الماشية مسجلة في نفس النص أن سنفرو أرسل حملة تأديبية إلى حدود مصر الغربية إلى ليببا، وأنها نجحت في إستعادة الأمن عند هذه الحدود. ينسب إلى عهد الملك سنفرو كذلك بناء أول هرم كامل في الحضارة المصرية، وحدث ان أخطأ المهندس في زاوية البناء فبدلًا من أن تكون الزاوية 43 درجة ليكون الإرتفاع 109 متر، قام المهندس بإستخدام زاوية 52 درجة الأمر الذي أدي إلى قيام المهندس بكسر الزاوية فظهر الهرم كأنه جزئين، ويعرف هذا الهرم بالهرم المنحني أو المنكسر Bent Pyramid، يبقي السؤال لماذا قام المصري القديم بإتخاذ الشكل الهرمي ليكون قبرًا لملكه؟ يبدو أن الأمر يتعلق بشروق الشمس التي تظهر اشعتها في شكل مخروطي فاصبح الهرم يمثل شروق روح الملك مثلها مثل الشمس. وسعي خوفو عند بداية حكمه إلى بناء هرم يشبه هرم أبيه، بدأ حم إيونو التجهيز لبناء الهرم فحدد فلكيًا حركة النجوم وإختار المكان الأنسب، فكان قرار الملك بأن يحضر هؤلاء للعمل والإقامة في محيط الهرم طوال مدة الفيضان ويحصلوا على طعام وشراب هم وذويهم وبعد نهاية الفيضان يعودوا إلى أعمالهم الزراعية، حوالي عشرين عامًا. حيث لا نعرف له- حتي الأن- إلا تمثالًا واحدًا لايزيد إرتفاعه عن 7 سم من العاج وليس من مادة جيدة أو ثمينة. ويقال أنه عندما كبر سنه عين إبنه الأكبر وزيراً له وكبيرًا للقضاة، ومن ناحية الجنوب فيلاحظ أن خوفو قد استعمل محاجر الديوريت التي تقع إلى الشمال الغربي من توشكى. لكن مع كل هذا يبقي الهرم الأكبر أحد أعظم الأثار المصرية ليس لكونه أحد عجائب الدنيا السبع القديمة، لم تستخدم كمكان للدفن حيث تغير تصميمها وانتقل إلى حجرة ثالثة هي حجرة الدفن الأساسية. وكان العمال يقومون بعمل سقالة من الطين يرفعوا عليها الأحجار من خلال زحافة خشبية ، ويتم لصق الأحجار من خلال تفريغ الهواء (تعرف الأن بالصنفرة) وهي طريقة ظلت معروفة في البناء واللصق لمدة طويلة. بعد موت خوفو دب الصراع بين أبنائه حول أحقية العرش، وأكمل هرم أبيه، وبني لنفسه هرمًا في أبو رواش وخلفه على العرش شقيقه الأخر خفرع الذي حكم 25 عاماً، أما تصميم الهرم فكان بسيطًا إذا قورن بهرم خوفو، وبجانب الهرم قام الفنانون بنحت تمثال للملك خفرع وهو التمثال الشهير أبو الهول والذي يمثل وجه ملكي بجسم أسد، ويبلغ إرتفاع التمثال 21 متر، وطوله 45 متر. كلمة أبو الهول هي كلمة مصرية تنقسم إلى جزئين الأول بو وتعني مكان، بعد وفاة الملك خفرع خلفه إبنه الملك منكاورع الذي يحكي عنه المؤرخ اليوناني هيرودوت أنه كان ملكًا عادلًا. شيد منكاورع هرماً أصغر كثيراً من هرمي أبيه وجده إذ يبلغ إرتفاعه نحو 66 متر، حيث كانت البلاد قد بدأت مرحلة إقتصادية صعبة، إهتم منكاورع كذلك بتربية أبناء الموظفين مع أبنائه في القصر الملكي، وطلب هذا المواطن من الملك أن يدفن بجانبه فأصدر الملك قرارًا لمهندسه أن يبني للمواطن قبرًا كبيرًا بجانب هرم الملك. تولى الحكم بعد وفاة الملك منكاورع ابنه شبسسكاف الذي إتبع نفس سياسة والده في التعامل مع موظفيه، وزاد عليها أن زوج إبنته من أحد الموظفين الذي رباه منكاورع في قصره، ونظرًا للظروف الإقتصادية السيئة في البلاد فقد بني هذا الملك قبره على شكل مصطبة وليس هرمًا مثل أجداده، ويعرف قبره في سقارة بإسم مصطبة فرعون. حكم خلال هذه الأسرة تسع ملوك، منهم الملك ساحورع الذي كان أول الملوك الذين أرسلوا حملات تجارية إلى بلاد بونت جنوب البحر الأحمر، وكان أخر ملوك الأسرة الملك ونيس الذي كتب في داخل هرمه وللمرة الأولي نصوص دينية تعرف باسم نصوص الأهرام، وانتقل إليه العرش كملك واصبح أول ملوك الأسرة السادسة. ويتحدث من خلالها عن تكوين مجموعات قتالية لتأمين حدود مصر، ويتناول عصره للمرة الأولي في التاريخ وقوع مؤامرة من حريم القصر لقتل الملك، ولكن كشف عن المؤامرة وقام أحد أقرب موظفي الملك وهو وني بالتحقيق السري فيها. بعد وفاة ببي الأول بدأت البلاد تتجه نحو الأنهيار السياسي والإجتماعي والإقتصادي، وتحكي اغنية مشهورة في حينها تعرف بأغنية العازف على الهارب عن الظروف التي ألمت بمصر ومدي عدم رضاء قطاع كبير من الشعب عن الأحوال وعدم إيمانهم بالعالم الأخر الذي كان صلب العقيدة المصرية، الحقيقة أنك أوصلت البلاد لهذا الدمار والحقيقة أنك لاتقول إلا الكذب. وكانت هذه هي الشرارة الأولي للثورة الإجتماعية في العالم القديم والتي قامت في مصر وكان من أهم أسبابها:
2- عوامل إقتصادية: حيث قام الملوك بتشييد أهرامات ومعابد ضخمة لتخليد ذكراهم في العالم الأخر، أضف إلى ذلك أن التجارة الخارجية قد ضعفت مما أدي إلى ضعف الموارد. إضافة إلى طول مدة حكم الملوك لدرجة أن الملك ببي الثاني اخر ملوك الأسرة حكم 94 عام. 4- الأسباب الخارجية: تتمثل في هجرات الشعوب المجاورة لمصر تحركت مستغلة سوء الأوضاع وتسللت إلى داخل البلاد. فككت الثورة أواصر مصر ودخلت البلاد في نفق مظلم يعرف لدي المؤرخين بعصر الإنتقال الأول والذي يتضمن الأسرات من السابعة إلى العاشرة ، وللتعبير عن سوء الأوضاع في مصر يقول مانيثون أن الأسرة السابعة حكم فيها سبعون ملكًا لمدة سبعين يوم، ويراه البعض الأخر حكمًا مشتركًا بين مجموعة من الحكام يسير كل منهم أحوال البلاد ليوم. هذه الفوضي كانت مؤشرًا لدخول مصر في حرب أهلية إستمرت لنحو 80 عاما حتي إستطاع حكام أهناسيا عند بني سويف أن يسيطروا على البلاد فيما يعرف بعصر الاسرتين التاسعة والعاشرة ، وحاول الملوك خلال هاتين الأسرتين أن يفرضوا نفوذهم الكامل، ولكن إصطدموا بحكام طيبة (الأقصر حاليًا) الذين تمكن أحدهم وهو منتوحتب نب حبت رع من السيطرة على الأوضاع وإعادة توحيد مصر وتأسيس عصر الأسرة الحادية عشرة فيما يعرف اصطلاحًا بعصر الدولة الوسطي. خلف الملك منتوحتب على العرش ثلاثة من أبنائه حملوا جميعًا إسم منتوحتب، وكان أخرهم أسوأهم حظًا حيث أرسل وزيره الذي كان يدعي أميني إلى وادي الحمامات لإحضار أحجار من هناك، وايضا راي غزالة تلد وكان في عرف المصري أنه حين يري الشخص حيوان يلد فهذا يمثل فألًا حسنًا. ظهرت بردية تورين لتكتب إسم الملك أمنمحات الأول كبداية لملوك الأسرة الثانية عشرة واعتبر العديد من المؤرخين أن أمنمحات هو نفسه الوزير أميني وأنه إنقلب على الملك ونقل العاصمة من طيبة إلى اللشت (تتبع الأن مركز العياط محافظة الجيزة). وفي أثناء الحملة وصلت رسالة إلى سنوسرت أن أبيه الملك قد مات. ويبدو أن سنوهي بصفته مربيًا لأبناء الملك كان على علم بالأمر فخشي أن يذكر إسمه في أي تحقيقات فهرب، عاد سنوسرت إلى مصر وإستطاع السيطرة على الأوضاع وأعلن نفسه وريثًا لعرش أبيه، وأعلن عن مجموعة من الوصايا أكد أن أبيه قد أملاها له، ومن بينها ألا يأمن لأي أحد، بدأ سنوسرت الأول مشروعه التوسعي بالسيطرة على الجنوب وذكرت للمرة الأولي كلمة كوش لتعني حدود مصر الجنوبية، وليس للتأمين كما كان متبعًا الأمر الذي يعني بداية ظهور فكرة الإمبراطورية المصرية. خلف الملك سنوسرت الأول على الحكم مجموعة من الملوك عملوا على زيادة الرقعة الزراعية بشكل كبير من خلال استصلاح الأراضي واقامة السدود وأشهرها سد اللاهون عند الفيوم وذلك لإستصلاح 27 ألف فدان للزراعة، كما أقاموا مدن لإقامة العمال وأشهرها مدينة اللاهون التي وصلنا منها أحد أشهر البرديات الطبية والتي تعرف بإسم بردية اللاهون والتي عثر على أجزاء منها عام 1889 ومحفوظة في متحف الجامعة بلندن، وتحكي عن علاج للعديد من الأمراض. كما عمل خليفته سنوسرت الثاني على إستغلال مناجم الذهب والمعادن الأخري بإسم الملك
إنتهت الأسرة الثانية عشرة بتولي الملكة سوبك نفرو التي تزوجها أحد كبار رجال القصر وأعلن نفسه ملكًا وأسس الأسرة الثالثة عشرة، وقد شهدت البلاد خلال هذه المرحلة العديد من الصراعات الداخلية والإنقسامات عبرت عنها نصوص اللعنة التي كتبها الوطنيون المصريون ولعنوا فيها كل من تعاون مع الأجانب الذين إستغلوا مشكلات البلاد وتسللوا إليها، تحركوا من العراق ووصلوا إلى مصر حوالي عام قبل الميلاد1789، عرف المصريون الهكسوس بإسم حقا خاسوت وهي تسمية تعني حكام البلاد الأجنبية، وحرف الإسم في اليونانية إلى هكسوس، وكان أول حكامهم حسب مانيثون إسمه سالتيس، وأسسوا عاصمتهم في شرق الدلتا (منطقة صان الحجر وماجاورها في محافظة الشرقية) ووفقًا لتقسيم مانيثون فقد حكموا من خلال أسرتين هما الخامسة عشر والسادسة عشر، بينما كان صعيد مصر مستقلًا وحكمه ملوك عرفهم مانيثون أنهم ملوك الأسرة السابعة عشر
عمل الهكسوس أثناء تواجدهم في مصر على إستخدام نفس النظام الإداري المصري وإستخدموا اللغة المصرية القديمة، وكان حكمهم لمصر لمدة قرن سببًا أن تطور مصر التقنية العسكرية بها ؛ حيث تغيرت العقيدة العسكرية من الدفاع إلى الهجوم، إضافة إلى إستخدام الخيول في الحرب والحقيقة أن الخيول كانت معروفة قبل الهكسوس ولكن لم يستخدمها المصريون في الحروب إلا بعد الهكسوس ومن خلال هذا التحديث تمكن المصريون من تأسيس إمبراطوريتهم العظيمة في الخارج. حيث عثر على مقبرة الملك سقنن رع أول الملوك الذين حاربوا الهكسوس ورأسه مفتوحة بجرح كبير يراه البعض أنه من حربه ضد الهكسوس، ونعلم من المصادر أن الحاكم الهكسوسي أبوفيس أرسل إلى سقننرع يطلب منه إسكات صوت فرس النهر في طيبة لأنه يقلق منامه، وهي إشارة إلى رغبة الحاكم الهكسوسي في إيقاف الإستعدادات المصرية للحرب ، ولانعلم حتي الأن بماذا رد الملك المصري، أكمل من بعده ابنه كامس الذي كان يغضب كثيرًا من رجال القصر حين يسألهم عن الأوضاع فيقولوا له لا داعي لعمل مشاكل مع الهكسوس، فكان رده كيف لي أن اتمكن من الحكم وهناك ملك يحكم في أواريس (عاصمة الهكسوس) وأخر في كوش (مناطق النوبة) ؟ وأظل أنا عاجزًا عن التصرف. إستطاع كامس محاصرة الهكسوس، بعد كامس جاء أخوه احمس والذي تمكن من طرد الهكسوس من مصر وحاصرهم في فلسطين، بعد ذلك توجه بكل قوته للقضاء على نفوذ حكام الاقإليم الذين كانوا يمثلون خطرًا كبيرًا على مصر، وعين للمرة الأولي موظف في النوبة أطلق عليه نائب الملك في كوش.


Original text

أسماء مصر القديمة:
لم يطلق المصريون على بلدهم اسما واحدا ولكنهم عبروا عنها من خلال عدة اسماء اقرب للصفات التي تحمل محبتهم لها ومن اهم التسميات:
1- كمت وتعني السمراء كناية عن تربة ارضها الزراعية الخصبة.
2- تاوي اي الارضين ويقصد بهما الدلتا والصعيد.
أما الإسم المعروف لبلدنا الان وهو مصر فالغريب انه لم يذكر ولو لمرة واحدة في حدود ماهو معلوم حتي الان من قبل المصريين، بل جاء من مصادر عديدة خارجية، ويعتقد ان الاسم جاء من التسمية المصرية القديمة مجر وتعني الارض المحصن او البلد المتمدن.
اما الاسم الذي ينطق في اللغات الاجنبية ( (Egypt- Egypte فقد عرفت عن اليونانيين باسم ايجيبتوس وتعني ارض الفيضان أو ارض الضفتين ويقصد بها ضفتي نهر النيل.
مراحل التاريخ المصري القديم:
بداية لابد من التفريق بين تسميتين معروفتين لتاريخ مصر: الاولي مصر الفرعونية Egypt of the Pharaohs ويشمل المرحلة من بداية الاسرات الفرعونية حتي دخول الاسكندر الاكبر، اما الثانية فهي Ancient Egyptian Historyويشمل تاريخ مصر من بدايته وحتي دخول المسلمين إلى مصر عام 641 ميلادية.
وبشكل عام فقد قام المؤرخ المصري مانيتون (عاش في القرن الثالث قبل الميلاد) بتقسيم العصر الفرعوني إلى مراحل اساسية واسرات حاكمة عددها ثلاثين اسرة:
1- العصر العتيق ((Archaic Period ويشمل الاسرتين الاولي والثانية.
2- الدولة القديمة (Old Kingdom) ويشمل الاسرات من الثالثة إلى السادسة.
3- عصر الانتقال الاول (First Intermediate Period) ويشمل الاسرات من السابعة إلى العاشرة.
4- عصر الدولة الوسطي ( Middle Kingdom) ويشمل الاسرات من الحادية عشر إلى الرابعة عشر.
5- عصر الانتقال الثاني او عصر الهكسوس ( (Second Intermediate Period ويشمل الاسرات من الخامسة عشر إلى السابعة عشر.
6- عصر الدولة الحديثة ( New Kingdom) ويشمل الاسرات من الثامنة عشرة إلى الاسرة العشرين.
7- عصر الانتقال الثالث ( Third Intermediate Period) ويشمل الاسرات من الحادية والعشرين إلى الخامسة والعشرين.
8- العصر المتأخر ( Late Period) ويشمل الاسرات من السادسة والعشرين إلى الثلاثين.
ويعتبر دخول الاسكندر الاكبر إلى مصر عام 332 قبل الميلاد ايذانا بنهاية الحكم الفرعوني وبداية الحكم اليوناني والبطلمي الذي استمر حتي 30 قبل الميلاد، حين تمكن القائد الروماني اوكتافيوس (اوغسطس) من احتلال مصر وادخالها إلى حظيرة الدولة الرومانية حتي 323 ميلادية حين اصبحت المسيحية ديانة رسمية وبدأ العصر البيزنطي الذي استمر حتي 641 ميلادية حين دخل عمرو بن العاص مصر معلنا بداية الحكم الاسلامي.


مصادر دراسة التاريخ المصري القديم
تعددت المصادر التي يعتمد عليها في دراسة التاريخ المصري القديم وتنقسم بشكل عام الي:
1- الاثار المصرية:
وهي المصدر الاول وتضم كل ماتركه المصريون القدماء من اثار تحكي عن حياتهم وذلك من خلال المناظر المصورة او النصوص المختلفة .
2- كتابات الرحالة والمؤرخين:
وتتناول كل ماكتبه الرحالة الذين زاروا مصر وحكوا عنها، ومن اهمهم على الاطلاق:
‌أ- هيرودوت المؤرخ اليوناني الذي زار مصر عام 450 قبل الميلاد و خصص الجزء الثاني من كتابه المعروف باسم التواريخ للحديث عن مصر ومكانتها العظيمة، ويعرف هيرودوت لدي بعض الدارسين بأنه ابو التاريخ وهي تسمية ليست دقيقة، كما ينسب له البعض قول مصر هبة النيل وهي صفة لم يكن هو اول من قالها، كما انها جملة منقوصة لاتعبر عن مصر وحضارتها.
‌ب- ديودور الصقلي مؤرخ زار مصر عام 59 قبل الميلاد وكتب عن معابدها واثارها ويحسب اليه انه لم يستمع فقط ويكتب بل كان يدخل إلى المكتبات ليتحقق من كل المعلومات لذا يعرفه البعض بأنه المؤرخ الارشيفي
‌ج- سترابون جغرافي زار مصر في القرن الاول الميلادي وكان وصفه اقرب إلى وصف وشرح السائحين.
3- كتابات الشعوب المجاورة:
ويقصد به مصادر الدول المجاورة لمصر والتي ارتبط مع مصر بأحداث سياسية او تجارية او حروب مثال ذلك ايام معركة قادش بين رمسيس الثاني والحيثيين، نجد ان الملك رمسيس الثاني يصور على معابده انتصار مدوي بينما يصور الحيثيون على معابدهم انتصار كبير وهو مايدفع للمقارنة بين المصادر وعدم الاخذ بمصدر واحد.


4- الكتب السماوية:
ذكرت مصر في الكتب السماوية في عدة مواضع حيث تناولها التوراة في سفر الخروج متحدثا عن خروج بني اسرائيل من مصر، وفي غيرها من المواضع عن الاحداث التاريخية التي ربطت المصريين ببني اسرائيل.
كما ذكرت مصر خمسة مرات في القران وذكرت قصص دينية تناولت علاقات حكام مصر ببعض الانبياء مثل يوسف وموسي .
5- اللغة المصرية القديمة
بداية من الخطأ ان نقول ان الهيروغليفية هي اللغة المصرية القديمة، فهي ليست الا خط من خطوط اللغة التي تقسم إلى اربعة خطوط:
1- الهيروغليفية وهي كلمة يونانية تعني الكلام المقدس وكانت تكتب على المعابد والمقابر
2- الهيراطيقية وتعني الخط الكهنوتي
3- الديموطيقية وتعني الخط الشعبي
4- القبطي وهي مرحلة لغوية وليست خطية تمثل صدي صوت للغة المصرية القديمة، حيث كان المصري يكتب من خلالها الحروف اليونانية بنطق مصري قديم بمايشبه شكل الرسائل النصية التي تكتب بالنطق العربي والحروف الاجنبية.
وتتكون اللغة المصرية من 24 حرف اساسي، وبجانبها عدد ضخم من العلامات الثنائية والثلاثية للتعبير، كما استعمل المصري المخصصات determinatives لتحديد معني الكلمة فمثلا حين يكتب الليل يكون المخصص نجمة، النهار قرص شمس، وغيرها.
وتتميز اللغة المصرية بقواعدها النحوية الخاصة، وظلت اللغة المصرية سرا غامضا امام الباحثين على الرغم من وجود عدة محاولات حتي جاء الشاب الفرنسي جان فرانسوا شامبليون وقام بقراءة حجر رشيد المحفوظ الان بالمتحف البريطاني ووجده مكتوب بالخط الهيروغليفي والخط الديموطيقي والخط اليوناني وكان يعرف جيدًأ اللغة اليونانية فقام بمقارنة اسماء الملوك في اليونانية معتمدا على ان المصري القديم كان يكتب الالقاب الملكية داخل اطار يعرف بالخرطوش، ومن خلال هذه المقارنة امكن معرفة بعض العلامات وتفسير الاسماء وتواصلت بعدها المحاولات حتي تم فك رموز اللغة المصرية القديمة.


6- الالقاب الملكية:
من بين الامور الهامة لمن يدرس التاريخ المصري القديم ان يعلم ان كل ملك من ملوك مصر كان يحمل خمسة القاب اساسية تمثل اربعة منها مجموعة من الصفات الاساسية التي ينبغي ان تتوافر في الحاكم، والخامس يكون اسمه الشخصي. كان الملوك من نهاية الاسرة الثالثة الفرعونية يضعون اسماءهم داخل اطار يسمي الخرطوش وهو تعبير عن كلمة مصرية تعني الحماية اي ان من يضع اسمه في داخل هذا الاطار هو شخص محمي، وتتداول اغلب المصادر لقب فرعون كأحد اهم الالقاب التي كانت تطلق على الملوك، وكلمة فرعون هي كلمة مصرية الاصل برعا وتعني البيت العظيم اي قصر الحكم، وهذا الامر لازال متداول فحتي الان تذكر وسائل الاعلام ان البيت الابيض مثلا اعلن شئ ما فالطبيعي ان البيت الابيض لايتكلم ولكن ساكن البيت هو من يصدر الاحاديث، ومن عصر الدولة الحديثة اصبح هذا الاسم يطلق على القصر ومن يسكنه، وحرف الاسم إلى فرعا ثم فرعون. ومن الجميل ان نشير إلى ان اللقب فرعون لم يكن دائما شخصا ظالما جبارا فهذا الامر ارتبط فقط مع سيدنا موسي عليه السلام، لكن كان هناك الكثير من الفراعنة عظام تركوا اثار وسمات تعبر عن مصر ومكانتها العظيمة.
عصور ماقبل التاريخ:
حين بدأ الإنسان الإستقرار على الأرض عمل على جمع طعامه وصيد حيوأنه، بمعني أنه لم يكن مستقرًا في مكان واحد، وكان يتنقل من موضع إلى أخر، وكلما وجد طعامًا او نباتًا أكله، وكلما راي حيوانًا إصطاده وأكل منه مايشبعه، وتعرف هذه المرحلة بالعصر الحجري القديم.
مع الوقت لاحظ الإنسان الأول أن النبات الذي يأكله ينمو مرة ثانية طالما كان بجوار الماء، فإستقر بجوار الماء حتي ينمو النبات ومن هنا كانت البداية لمعرفة الزراعة، ومعها بدأ يصطاد الحيوان ويأكل منه مايحتاجه ويخزن البقية حتي ينمو الزرع اي أنه اصبح منتج للطعام مستأنس للحيوان، وتعرف هذه المرحلة بالعصر الحجري الحديث.
خلال هذه المرحلة عرف الإنسان كذلك النار وشكل الطين ووضعه في النار فأصبح الفخار، وهكذا إكتملت عناصر الإستقرار، ومن أهم المراكز الحضارية المصرية في العصر الحجري الحديث:



  • مرمدة بني سلامة: تؤرخ بنحو 4400 قبل الميلاد وموقعها الحالي على بعد 51 كم من القاهرة عند مدخل قرية الخطاطبة، وتتميز المنطقة بوجود بقايا سكانية، إضافة إلى أنواع متعددة من الفخار، ومن هذه المنطقة كشف عن أقدم تمثيل لهيئة أدمية.

  • الفيوم: والتي كانت تعتبر واحدة من أكثر مناطق العالم خصوبة، وتنقسم حضارتها إلى قسمين: الفيوم أ والفيوم ب، وتؤرخ بنحو 4000 قبل الميلاد، وتقع الفيوم على بعد 90 كم جنوب غرب القاهرة، ومن أهم مصادرها المائية كانت بحيرة قارون التي ساعدت على الإستقرار للزراعة، ولذا أقيمت بعد ذلك السدود لخلق أراضي زراعية، والجميل ان نعرف أن اسم الفيوم أصله مصري قديم ويعني البحيرة

  • حضارة حلوان: تقع حضارة حلوان شمال مدينة حلوان، وتتميز بنماذج رائعة من الفخار.

  • حضارة المعادي: وتقع جنوب القاهرة وكشف فيها عن العديد من النماذج الفخارية وبقايا الأدوات الزراعية.

  • حضارة تاسا والبداري: وتقع جنوب شرق مدينة أسيوط وتتميز بوجود نماذج فخارية رائعة وحفر كانت تستخدم كمقابر.
    من هذه الحضارات انتقلت مصر إلى مرحلة ثانية وهي مرحلة ماقبل الأسرات، وهي مرحلة شهدت صراعات بين الأقاليم المختلفة من أجل السيطرة على البلاد، وتعرف هذه المرحلة في تاريخ مصر بعصر ماقبل الأسرات (pre-dynastic period ) ومن أهم الحضارات في هذه المرحلة حضارة نقادة والتي تنقسم إلى ثلاثة مراحل من 3600 قبل الميلاد وحتي 3000 قبل الميلاد وهي مرحلة توحيد مصر، وتتميز بوجود مقابر على شكل حفرات، ويتواجد بداخلها بعض القرابين والحلي التي تساعد المتوفي في العالم الأخر وحياة الخلود.


توحيد مصر
يختلف الباحثون حول هوية الملك الذي وحد مصر؟ الغالبية العظمي من الباحثين تتحدث عن الملك مينا وأنه هو الذي قام بتوحيد البلاد وتأسيس الأسرة الأولي ولكن هناك أسماء اخري ارتبطت عند المصري بتوحيد البلاد ويمكن تحديد الأسماء التي تم الإتفاق أن إحداها هو الذي وحد مصر في ثلاثة أسماء هي مينا – نارمر أو نعرمر – حور عحا
تكمن المشكلة في أن الأسماء الثلاثة إرتبطت بأثار تجعل من كل منهم صاحب حق في حكم مصر، وأشهر ماوصلنا عن هذه المرحلة كان لوحة الملك نارمر التي يصور على أحد وجهيها وهو يضرب الأعداء مرتديًا تاج الوجه القبلي الأبيض، وعلي الوجه الأخر يصور مرتديًا تاج الوجه البحري الأحمر، ويسير في موكب الإنتصار.
يلاحظ كذلك وجود اسم نارمر وحور عحا مع بعضهما على كثير من الأثار، بينما دائما ماكان اسم مينا يذكر بمفرده، أضف إلى ذلك العثور على قبر به إسم نارمر وحور عحا مع بعضهما البعض دون العثور على جثة، بينما لم نعثر على قبر لمينا حتي الأن.
إتجه العلماء بشأن الملوك الثلاثة إلى ثلاثة أراء رئيسية:



  • الرأي الأول يقول أن الأسماء الثلاثة لثلاثة أشخاص مختلفين الجد هو نارمر والإبن هو حور عحا بينما الحفيد هو مينا الذي قام بإنهاء كل المشكلات وتوحيد البلاد عام 3000 قبل الميلاد تقريبًا.

  • الرأي الثاني يميل أصحابه إلى إعتبار نارمر وحور عحا شخصية واحدة على أساس وجود أثار كثيرة لهما معا ويعتقدوا أن الملك غير إسمه مع الحروب التي كان يخوضها من أجل توحيد البلاد.

  • الراي الثالث يقول أن الأسماء الثلاثة لملك واحد ، وأن اسم هذا الملك الحقيقي كان نارمر ويعني الذي يقوم بشق الترعة وحين بدأت الحرب غير إسمه إلى حور عحا أي الصقر المحارب وبعد أن إنتصر وقام بتوحيد مصر غير إسمه إلى مينا أي الثابت على العرش.
    بعد إتمام توحيد مصر العليا (يقصد بها الصعيد) ومصر السفلي (يقصد بها الدلتا) بدأ العصر الأول في تاريخ مصر الفرعونية وهو العصر العتيق، الذي يقسم إلى أسرتين وفيهما عمل الملوك على وضع أسس دولة قوية لها قواعد ونظم.
    حكمت مصر خلال العصر العتيق (3000 قبل الميلاد -2700 قبل الميلاد تقريبا) أسرتان وفقًا لتصنيف المؤرخ مانيثون، وخلال هذا العصر تمكنت مصر من وضع قواعد الدولة بكل قواعدها، ومن أشهر ملوك هذا العصر الملك جر والملك دون والذي قام بحملة للسيطرة على مناطق سيناء.
    وقد خلف دون ثلاثة من أبنائه لم يكونوا أشقاء من الأم، فنشب خلاف على العرش بينهم حتي إنتهت الأسرة وجاء ملك بدأ به مانيثون الأسرة الثانية وهو الملك حوتب سخموي ويعني إسمه مرضي القوتين وهي إشارة إلى مصر العليا والسفلي، وحاول ملوك هذه الأسرة استكمال تأسيس المؤسسات للدولة على الرغم من بعض المشاكل الخارجية والداخلية، والتي تمكن الملك خع سخموي من إيقافها وإعادة القوة والهدوء إلى البلاد ويتضح هذا من معني إسمه الذي يعني أشرقت القوتان ويقصد بالقوتين الصعيد والدلتا. تزوج خع سخموي من سيدة إسمها ني ماعت حاب أنجبت له إبنًا تمكن من الوصول إلى الحكم وبدأ به مانيثون الدولة القديمة والأسرة الثالثة


التاريخ السياسي لمصر الفرعونية
كان زوسر هو اشهر ملوك الأسرة الثالثة وقد ذكر إسمه في بردية تورين باللون الأحمر تمييزًا له عن باقي الملوك، وذلك لأهمية ماقام به من أعمال حيث وسع دولته جنوبا بعد أن بسط نفوذه على الجنوب والذي يعرف باسم النوبة ومد حدود البلاد إلى ما بعد الشلال الأول، كما كان زوسر أول ملك يرسل حملات إلى وادي المغارة في سيناء لإستخراج النحاس و الفيروز، وتوجد لوحة منقوشة لزوسر في هذا الوادي تبينه يضرب أحد الأعداء ويلاحظ وجود لقب لموظف على اللوحة يعرف بأنه المسئول عن الصحراء وهو مايعني أن هذا الملك قد إستحدث وظيفة مدير للصحراء لحماية حدود مصر الشرقية.
ومن بين الشخصيات العظيمة التي عاصرت الملك زوسر كان وزيره ومهندسه ايمحوتب، والذي كان شابًا عصاميًا من عامة الشعب نبغ في العلوم المختلفة وينسب إليه بناء المصطبة المدرجة في سقارة، اشتهر بعلمه فى الفلك و الطب، واعتبره المصريون إلها فى العصور المتأخره و ساووه بالمعبود جحوتي رب الحكمة ، وخلط اليونانيون بينه وبين رب الطب عندهم إسكلبيوس.
حمل ايمحوتب العديد من الألقاب منها: المقرب للملك، المشرف على ادارة القصر الملكي، المهندس العظيم، كبير الفلكيين، وينسب لعهد زوسر لوحة في جزيرة سهيل بأسوان تتحدث عن مجاعة وقعت في البلاد، وإستعان الملك بوزيره ايمحتب الذي نصحه بالعمل على تخزين الحبوب حتي يتمكن من إستخدامها عند الحاجة، والجميل أن هذه القصة تشبه إلى حد كبير قصة النبي يوسف مع ملك مصر.
وتتميز المصطبة المدرجة في سقارة بعدة عناصر أساسية من بينها:
1- أن المهندس إستخدم الشكل شبه الهرمي لأول مرة.
2- كما كان إستخدام الحجارة كمادة أساسية في البناء بالكامل بدلًا من الطوب اللبن حيث بنيت من الحجر الجيري، وتتكون المصطبة من ستة طبقات كل منها تعلو الأخري، ويصل إرتفاع المصاطب الستة إلى 60 متر، وتم كسوتها بعد اكتمالها بطبقة من الحجر الجيري.
خلف الملك زوسر على العرش مجموعة من الملوك من بينهم الملك سخم خت الذي ينسب له هرم في سقارة يسمي الهرم الدفين نظرًا لبقاء قاعدته فقط.
كان الملك حوني أخر ملوك الأسرة الثالثة وقد حكم مصر لمدة 24 عام، وشيد له مهندسوه هرمًا في ميدوم (محافظة بني سويف)، غيروا تصميمه أكثر من مرة وجعلوه في نهاية الأمر على شكل طبقات عددها ثمانية فوق بعضها. أنجب حوني من زوجته الرئيسية إبنة هي حتب حرس ولم ينجب ذكورًا إلا من إحدي زوجاته الثانويات، وكان هذا الولد هو سنفرو الذي أراد أن يحكم بعد أبيه لكنه لم يتمكن لأنه لم يكن الإبن الشرعي لذا عمل على الزواج من أخته حتب حرس لتنقل له شرعية الحكم، وكان هذا الأمر معروفًا في القصر الملكي لضمان بقاء العرش بين أفراد الأسرة الحاكمة، وبالفعل تزوج سنفرو من أخته وأصبح أول ملوك الأسرة الرابعة التي تعرف بالعصر الذهبي للدولة القديمة ذلك أن مصر وصلت من خلاله إلى شكل الهرم الكامل لأول مرة في تاريخها، كما إتسعت حدودها وتطورت نظمها الإدراية.
عرف الملك سنفرو في النصوص المصرية القديمة أنه ملك طيب وخير، وتظهره النصوص وهو يتصرف في بساطة مع الآخرين من حوله ويناديهم أخي وصديقي وقد جاء في التعاليم الموجهة للتلاميذ أن سنفرو كان يلقب بلقب الملك الخير في كل البلاد.
وتحكي أحد البرديات قصة تؤكد طيبة قلب الملك وحبه لشعبه فيقول النص أن الملك سنفرو كان يتجول في قصره بحثاً عن تسلية، وإقترح عليه أحد الكهنة الذهاب إلى بحيرة القصر، وتجهيز مركب فيه بعض الفتيات الجميلات وسوف يسعد قلبه، فأمر الملك ببناء سفينة وأخذت الفتيات في الغناء والطرب وحدث أن سقطت حلية إحداهن فتوقفت عن الغناء وتوقف من معها، وهنا استدعي الملك كبير الكهنة وأخبره بما حدث فاستجاب الكاهن لطلب مولاه وشق ماء البحيرة بسحره واستخرج الحلية. هذه القصة وإن كانت غير حقيقية في أحداثها لكن تعكس حب الملك لشعبه وحرصه على إسعاده.
أرسل سنفرو كذلك الحملات التأديبية وحملات التعدين للتوسع في التجارة الخارجية حيث أرسل الحملات التأديبية على حدود مصر الجنوبية وبلاد النوبة والتي نجحت في مهمتها وعادت بـ 7 آلاف أسير و200 ألف رأس من الماشية مسجلة في نفس النص أن سنفرو أرسل حملة تأديبية إلى حدود مصر الغربية إلى ليببا، وأنها نجحت في إستعادة الأمن عند هذه الحدود. نعلم كذلك أن سنفرو أرسل أسطولاً إلى فينيقيا مكوناً من 40 سفينة لإحضار خشب الأرز الذي تشتهر به وقد استخدم هذا الخشب في صنع أبواب القصر.
ينسب إلى عهد الملك سنفرو كذلك بناء أول هرم كامل في الحضارة المصرية، والقصة تحكي قيام الملك ببناء هرم في دهشور جنوب سقارة، وحدث ان أخطأ المهندس في زاوية البناء فبدلًا من أن تكون الزاوية 43 درجة ليكون الإرتفاع 109 متر، قام المهندس بإستخدام زاوية 52 درجة الأمر الذي أدي إلى قيام المهندس بكسر الزاوية فظهر الهرم كأنه جزئين، ويعرف هذا الهرم بالهرم المنحني أو المنكسر Bent Pyramid، وإتجه المهندس إلى الشمال حيث بني للملك هرمًا ثانيًا هو الهرم الكامل الأول في الحضارة المصرية ويسمي الهرم الأحمر أو الهرم الشمالي في دهشور.
يبقي السؤال لماذا قام المصري القديم بإتخاذ الشكل الهرمي ليكون قبرًا لملكه؟ يبدو أن الأمر يتعلق بشروق الشمس التي تظهر اشعتها في شكل مخروطي فاصبح الهرم يمثل شروق روح الملك مثلها مثل الشمس.
الملك خوفو : إنتقل الحكم إلى الملك خوفو بعد وفاة والده سنفرو، وسعي خوفو عند بداية حكمه إلى بناء هرم يشبه هرم أبيه، وطلب من إبن عمه المهندس الشهير حم إيونو أن يختار مكانًا يشيد فيه هرمه، ووقع الإختيار على هضبة الجيزة، وهي هضبة عالية يمكن من خلالها رؤية المصطبة المدرجة لزوسر في سقارة وهرمي أبيه في دهشور.
بدأ حم إيونو التجهيز لبناء الهرم فحدد فلكيًا حركة النجوم وإختار المكان الأنسب، بعد ذلك أقيمت مدينة للعمال الذين سيعملون بشكل منتظم في الهرم، ثم قام خوفو بعمل يعتبر الأول من نوعه في العالم لمكافحة البطالة، حيث أصدر قرارًا بأن يقوم الفلاحون بالعمل في بناء الهرم في فترة الفيضان، وهي فترة تغرق فيها الأرض الزراعية ولايجد الكثيرون مكانًا يقيمون فيه، فكان قرار الملك بأن يحضر هؤلاء للعمل والإقامة في محيط الهرم طوال مدة الفيضان ويحصلوا على طعام وشراب هم وذويهم وبعد نهاية الفيضان يعودوا إلى أعمالهم الزراعية، ولذا إستمر بناء الهرم، الذي يبلغ إرتفاعه نحو 146 متر، حوالي عشرين عامًا.
وقد ذكر بعض المؤرخين أن خوفو كان يستعبد المصريين للعمل في بناء الهرم، ولكن هذا ليس له أي دليل بل من المصادر نعلم أن المصريين كانوا محبين لخوفو، الذي علم – ذات مرة- أن النحاتين الذين يقومون بصناعة التماثيل قد رفعوا أسعارها فأصدر قرارًا بمنع نحت التماثيل وبدأ هو بنفسه، حيث لا نعرف له- حتي الأن- إلا تمثالًا واحدًا لايزيد إرتفاعه عن 7 سم من العاج وليس من مادة جيدة أو ثمينة.
واصل خوفو مثل سابقيه البحث عن المعادن في شبه جزيرة سيناء حيث عثر على إسمه كثيرًا هناك على أحجار هذه المنطقة ، ويقال أنه عندما كبر سنه عين إبنه الأكبر وزيراً له وكبيرًا للقضاة، كما طلب من أبنائه الاخرين أن يشرفوا على الأعمال الحكومية الأخرى. ومن ناحية الجنوب فيلاحظ أن خوفو قد استعمل محاجر الديوريت التي تقع إلى الشمال الغربي من توشكى.
إزدهرت تجارة مصر الخارجية في عهد الملك خوفو على السواحل الفينيقية مزدهرة ويبدو أن الملك أرسل جالية مصرية للإقامة والتجارة هناك وأيضًا في منطقة جبيل إلى الشمال من بيروت الحالية حيث عثر على إسمه في معبد مصري يبدو أن الجالية المصرية المقيمة هناك قد شيدته .
لكن مع كل هذا يبقي الهرم الأكبر أحد أعظم الأثار المصرية ليس لكونه أحد عجائب الدنيا السبع القديمة، ولكن لأنه العجيبة الوحيدة المتواجدة حتي الأن.
الهرم يقع مدخله إلى الشمال ويؤدي إلى حجرة أولي تركت قبل اتمامها، وتغير التصميم ونحتت حجرة ثانية تعرف بإسم حجرة الملكة، لم تستخدم كمكان للدفن حيث تغير تصميمها وانتقل إلى حجرة ثالثة هي حجرة الدفن الأساسية.
إستخدم المهندس في بناء الهرم ما يزيد على المليون وثلاثمائة ألف كتلة حجرية نحتت من محاجر طرة ونقلت عبر النيل – الذي كان يصل إلى هناك - إلى مكان بناء الهرم، وكان العمال يقومون بعمل سقالة من الطين يرفعوا عليها الأحجار من خلال زحافة خشبية ،ويتم لصق الأحجار من خلال تفريغ الهواء (تعرف الأن بالصنفرة) وهي طريقة ظلت معروفة في البناء واللصق لمدة طويلة.
بعد موت خوفو دب الصراع بين أبنائه حول أحقية العرش، وإستطاع إبنه جدف رع أن يحكم مصر لمدة سبع سنوات، وأكمل هرم أبيه، وبني لنفسه هرمًا في أبو رواش وخلفه على العرش شقيقه الأخر خفرع الذي حكم 25 عاماً، وقرر أن يشيد لنفسه هرماً كبيراً مثل هرم أبيه .
هرم الملك خفرع هو هرم ضخم يبلغ ارتفاعه 143 متر شيده مهندس الملك على منطقة مرتفعة أعلى من منطقة هرم خوفو لذا يبدو للناظر أنه أعلى من هرم خوفو.
أما تصميم الهرم فكان بسيطًا إذا قورن بهرم خوفو، وبجانب الهرم قام الفنانون بنحت تمثال للملك خفرع وهو التمثال الشهير أبو الهول والذي يمثل وجه ملكي بجسم أسد، وكانت هذه النوعية من التماثيل تمثل الملك كأنه معبود الشمس حيث تخيل المصريون أن الشمس كانت تشرق بين أسدين، ويبلغ إرتفاع التمثال 21 متر، وطوله 45 متر.
كلمة أبو الهول هي كلمة مصرية تنقسم إلى جزئين الأول بو وتعني مكان، والثاني حول وتعني الأسد فيكون الإسم معناه مكان الأسد، أما كلمة Sphinx فهي يونانية الأصل وتعني تمثال أسد.
بعد وفاة الملك خفرع خلفه إبنه الملك منكاورع الذي يحكي عنه المؤرخ اليوناني هيرودوت أنه كان ملكًا عادلًا.
شيد منكاورع هرماً أصغر كثيراً من هرمي أبيه وجده إذ يبلغ إرتفاعه نحو 66 متر، حيث كانت البلاد قد بدأت مرحلة إقتصادية صعبة، وكانت هذه بداية عهد الأهرامات الصغيرة التي يتكلف بنائها أقل من الأهرامات السابقة.
إهتم منكاورع كذلك بتربية أبناء الموظفين مع أبنائه في القصر الملكي، وتحكي قصة كيف كان المصريون يحبون منكاورع حيث يقال أن الملك في إحدي جولاته إلتقي بمواطن إسمه دبحن، وطلب هذا المواطن من الملك أن يدفن بجانبه فأصدر الملك قرارًا لمهندسه أن يبني للمواطن قبرًا كبيرًا بجانب هرم الملك.
تولى الحكم بعد وفاة الملك منكاورع ابنه شبسسكاف الذي إتبع نفس سياسة والده في التعامل مع موظفيه، وزاد عليها أن زوج إبنته من أحد الموظفين الذي رباه منكاورع في قصره، ونظرًا للظروف الإقتصادية السيئة في البلاد فقد بني هذا الملك قبره على شكل مصطبة وليس هرمًا مثل أجداده، ويعرف قبره في سقارة بإسم مصطبة فرعون.
إنتهت الأسرة الرابعة التي كانت أعظم أسرات الدولة القديمة على يد إبنة منكاورع الملكة خنتكاوس التي تزوجها أحد الكهنة وإسمه وسر كاف، وأنجبت منه ولدين وبعد موتها حكم وسركاف وولديه مصر فيما يعرف ببداية عصر الأسرة الخامسة التي إستمر حكمها لمدة 150 عام مابين 2494 حتي 2345 قبل الميلاد.
حكم خلال هذه الأسرة تسع ملوك، منهم الملك ساحورع الذي كان أول الملوك الذين أرسلوا حملات تجارية إلى بلاد بونت جنوب البحر الأحمر، وكان أخر ملوك الأسرة الملك ونيس الذي كتب في داخل هرمه وللمرة الأولي نصوص دينية تعرف باسم نصوص الأهرام، وهي نصوص تتناول رحلة الملك في العالم الأخر حتي يصل إلى مقر الإله الأعظم. تزوجت ايدوت ابنة ونيس من أحد كبار رجال القصر وكان إسمه تتي ،وانتقل إليه العرش كملك واصبح أول ملوك الأسرة السادسة.
كان أشهر ملوك هذه الأسرة الملك ببي الأول الذي صور لنا العديد من الأنشطة الخارجية ،ويتحدث من خلالها عن تكوين مجموعات قتالية لتأمين حدود مصر، حيث لم تكن مصر قد عرفت الجيش النظامي حينها.
ويتناول عصره للمرة الأولي في التاريخ وقوع مؤامرة من حريم القصر لقتل الملك، حيث رفضت إحدي زوجات الملك عدم إختيار إبنها ليكون ملًكا بعد أبيه، ولكن كشف عن المؤامرة وقام أحد أقرب موظفي الملك وهو وني بالتحقيق السري فيها.
بعد وفاة ببي الأول بدأت البلاد تتجه نحو الأنهيار السياسي والإجتماعي والإقتصادي، وتحكي اغنية مشهورة في حينها تعرف بأغنية العازف على الهارب عن الظروف التي ألمت بمصر ومدي عدم رضاء قطاع كبير من الشعب عن الأحوال وعدم إيمانهم بالعالم الأخر الذي كان صلب العقيدة المصرية، كما تتحدث بردية محفوظة في متحف ليدن بهولندا تعرف باسم بردية ايبور عن رجل حكيم تحدث مع الملك معنفًا اياه قائلًا: إن أصدقائك قد كذبوا عليك، لديك الحكمة والبصيرة والعدالة، ولكنك تترك الفساد ينهش في البلاد، الحقيقة أنك أوصلت البلاد لهذا الدمار والحقيقة أنك لاتقول إلا الكذب.
تعاقبت أمور سيئة على البلاد، وتولي المناصب الرئيسية موظفين عملوا على تقوية نفوذهم، وكانت هذه هي الشرارة الأولي للثورة الإجتماعية في العالم القديم والتي قامت في مصر وكان من أهم أسبابها:
1- عوامل إجتماعية: تتمثل في استيلاء طائفة معينة على المناصب القيادية في البلاد، وقيام أغلب حكام الأقإليم بالإستقلال بمناصبهم
2- عوامل إقتصادية: حيث قام الملوك بتشييد أهرامات ومعابد ضخمة لتخليد ذكراهم في العالم الأخر، وعلي الرغم من فخامة هذه المنشأت إلا أنها استنزفت الكثير من الدخل القومي للبلاد، وأصبحت عبئا ثقيلًا على خزينة البلاد، أضف إلى ذلك أن التجارة الخارجية قد ضعفت مما أدي إلى ضعف الموارد.
3- العوامل السياسية: وتتمثل في ضعف شخصية الملك أمام موظفيه، إضافة إلى طول مدة حكم الملوك لدرجة أن الملك ببي الثاني اخر ملوك الأسرة حكم 94 عام.
4- الأسباب الخارجية: تتمثل في هجرات الشعوب المجاورة لمصر تحركت مستغلة سوء الأوضاع وتسللت إلى داخل البلاد.
فككت الثورة أواصر مصر ودخلت البلاد في نفق مظلم يعرف لدي المؤرخين بعصر الإنتقال الأول والذي يتضمن الأسرات من السابعة إلى العاشرة ، وللتعبير عن سوء الأوضاع في مصر يقول مانيثون أن الأسرة السابعة حكم فيها سبعون ملكًا لمدة سبعين يوم، وهو تعبير يراه البعض مجازي للإشارة إلى الفوضي، ويراه البعض الأخر حكمًا مشتركًا بين مجموعة من الحكام يسير كل منهم أحوال البلاد ليوم.
هذه الفوضي كانت مؤشرًا لدخول مصر في حرب أهلية إستمرت لنحو 80 عاما حتي إستطاع حكام أهناسيا عند بني سويف أن يسيطروا على البلاد فيما يعرف بعصر الاسرتين التاسعة والعاشرة ، وحاول الملوك خلال هاتين الأسرتين أن يفرضوا نفوذهم الكامل، ولكن إصطدموا بحكام طيبة (الأقصر حاليًا) الذين تمكن أحدهم وهو منتوحتب نب حبت رع من السيطرة على الأوضاع وإعادة توحيد مصر وتأسيس عصر الأسرة الحادية عشرة فيما يعرف اصطلاحًا بعصر الدولة الوسطي.
خلف الملك منتوحتب على العرش ثلاثة من أبنائه حملوا جميعًا إسم منتوحتب، وكان أخرهم أسوأهم حظًا حيث أرسل وزيره الذي كان يدعي أميني إلى وادي الحمامات لإحضار أحجار من هناك، وحكي هذا الوزير عن معجزات قابلته من بينها أن الماء الذي كان معه نفذ ولكنه فوجئ بالمطر يأتي في غير موعده حتي شرب وخزن ماء لبقية رحلته، وايضا راي غزالة تلد وكان في عرف المصري أنه حين يري الشخص حيوان يلد فهذا يمثل فألًا حسنًا.
ظهرت بردية تورين لتكتب إسم الملك أمنمحات الأول كبداية لملوك الأسرة الثانية عشرة واعتبر العديد من المؤرخين أن أمنمحات هو نفسه الوزير أميني وأنه إنقلب على الملك ونقل العاصمة من طيبة إلى اللشت (تتبع الأن مركز العياط محافظة الجيزة).
حكم أمنمحات الأول ثلاثين عامًا وإستطاع ان يطور في إمكانيات مصر الإقتصادية بشكل كبير، وحاول تأمين حدوده الخارجية فأرسل إبنه وشريكه في الحكم سنوسرت إلى حدود مصر الغربية للسيطرة على القبائل التي تعيش هناك، وكان يرافق سنوسرت في هذه الحملة أحد كبار رجال القصر وإسمه سنوهي الذي كان مربيًا لأبناء الملك، وفي أثناء الحملة وصلت رسالة إلى سنوسرت أن أبيه الملك قد مات.
لم يبلغ سنوسرت قواته بالأمر بل إنسحب سريعًا وعاد إلى مصر، لكن الغريب أن سنوهي ترك القوات وهرب، وهو الأمر الذي يفسره الباحثون أن الملك أمنمحات قد تعرض لمؤامرة من حريم القصر لإختياره سنوسرت ليكون وريثًا له على العرش دون أبنائه الاخرين، ويبدو أن سنوهي بصفته مربيًا لأبناء الملك كان على علم بالأمر فخشي أن يذكر إسمه في أي تحقيقات فهرب، عاد سنوسرت إلى مصر وإستطاع السيطرة على الأوضاع وأعلن نفسه وريثًا لعرش أبيه، وأعلن عن مجموعة من الوصايا أكد أن أبيه قد أملاها له، ومن بينها ألا يأمن لأي أحد، وأن يكون دائمًا حذرًا حتي ممن يعتقد أنهم قريبين منه.
بدأ سنوسرت الأول مشروعه التوسعي بالسيطرة على الجنوب وذكرت للمرة الأولي كلمة كوش لتعني حدود مصر الجنوبية، كما ذكر الملك للمرة الأولي أنه خرج بجيوشه لتوسيع حدود مصر، وليس للتأمين كما كان متبعًا الأمر الذي يعني بداية ظهور فكرة الإمبراطورية المصرية.
خلف الملك سنوسرت الأول على الحكم مجموعة من الملوك عملوا على زيادة الرقعة الزراعية بشكل كبير من خلال استصلاح الأراضي واقامة السدود وأشهرها سد اللاهون عند الفيوم وذلك لإستصلاح 27 ألف فدان للزراعة، كما أقاموا مدن لإقامة العمال وأشهرها مدينة اللاهون التي وصلنا منها أحد أشهر البرديات الطبية والتي تعرف بإسم بردية اللاهون والتي عثر على أجزاء منها عام 1889 ومحفوظة في متحف الجامعة بلندن، وتحكي عن علاج للعديد من الأمراض.
أما عن السياسة الخارجية فقد أدت حملات سنوسرت الأول ونجاحاته أن يعم السلام والهدوء في ممتلكات مصر الخارجية، فقد خرج إبن سنوسرت الملك أمنمحات الثاني في حملة سلمية لترتيب الأمور، كما عمل خليفته سنوسرت الثاني على إستغلال مناجم الذهب والمعادن الأخري بإسم الملك
إنتهت الأسرة الثانية عشرة بتولي الملكة سوبك نفرو التي تزوجها أحد كبار رجال القصر وأعلن نفسه ملكًا وأسس الأسرة الثالثة عشرة، وقد شهدت البلاد خلال هذه المرحلة العديد من الصراعات الداخلية والإنقسامات عبرت عنها نصوص اللعنة التي كتبها الوطنيون المصريون ولعنوا فيها كل من تعاون مع الأجانب الذين إستغلوا مشكلات البلاد وتسللوا إليها، هؤلاء الأجانب هم مانعرفهم بإسم الهكسوس.
يمثل الهكسوس مجموعة من الهجرات التي انحدرت من أواسط أسيا، تحركوا من العراق ووصلوا إلى مصر حوالي عام قبل الميلاد1789، وإستغلوا سوء الأوضاع في البلاد، وتمكنوا من الوصول إلى الحكم حيث سيطروا على أجزاء من البلاد لمدة لاتزيد عن 108 عام.
عرف المصريون الهكسوس بإسم حقا خاسوت وهي تسمية تعني حكام البلاد الأجنبية، وحرف الإسم في اليونانية إلى هكسوس، بينما أطلق عليهم المؤرخون العرب لقب العماليق حيث كانت الأساطير تتحدث كثيرًا عن ضخامة أجسادهم وقوتهم.
إستطاع الهكسوس السيطرة على أجزاء من البلاد، وكان أول حكامهم حسب مانيثون إسمه سالتيس، وأسسوا عاصمتهم في شرق الدلتا (منطقة صان الحجر وماجاورها في محافظة الشرقية) ووفقًا لتقسيم مانيثون فقد حكموا من خلال أسرتين هما الخامسة عشر والسادسة عشر، بينما كان صعيد مصر مستقلًا وحكمه ملوك عرفهم مانيثون أنهم ملوك الأسرة السابعة عشر
عمل الهكسوس أثناء تواجدهم في مصر على إستخدام نفس النظام الإداري المصري وإستخدموا اللغة المصرية القديمة، وكان حكمهم لمصر لمدة قرن سببًا أن تطور مصر التقنية العسكرية بها ؛ حيث تغيرت العقيدة العسكرية من الدفاع إلى الهجوم، وذلك من خلال تأسيس أول جيش نظامي مصري يضم كافة الأسلحة، إضافة إلى إستخدام الخيول في الحرب والحقيقة أن الخيول كانت معروفة قبل الهكسوس ولكن لم يستخدمها المصريون في الحروب إلا بعد الهكسوس ومن خلال هذا التحديث تمكن المصريون من تأسيس إمبراطوريتهم العظيمة في الخارج.
يحسب كذلك لعصر الهكسوس أن مصر شهدت خلاله مايمكن إعتباره أول شهيد مصري في حرب، حيث عثر على مقبرة الملك سقنن رع أول الملوك الذين حاربوا الهكسوس ورأسه مفتوحة بجرح كبير يراه البعض أنه من حربه ضد الهكسوس، ونعلم من المصادر أن الحاكم الهكسوسي أبوفيس أرسل إلى سقننرع يطلب منه إسكات صوت فرس النهر في طيبة لأنه يقلق منامه، وهي إشارة إلى رغبة الحاكم الهكسوسي في إيقاف الإستعدادات المصرية للحرب ، ولانعلم حتي الأن بماذا رد الملك المصري، ولكن ربما الجروح المتواجدة في موميائه تؤكد إستشهاده في حرب ضد الهكسوس.
أكمل من بعده ابنه كامس الذي كان يغضب كثيرًا من رجال القصر حين يسألهم عن الأوضاع فيقولوا له لا داعي لعمل مشاكل مع الهكسوس، فكان رده كيف لي أن اتمكن من الحكم وهناك ملك يحكم في أواريس (عاصمة الهكسوس) وأخر في كوش (مناطق النوبة) ؟ وأظل أنا عاجزًا عن التصرف.
إستطاع كامس محاصرة الهكسوس، وأوقف خدعتهم حين اكتشف رسالة كانت من حاكم الهكسوس إلى حاكم النوبة جنوب مصر يطلب منه التحرك إلى طيبة ( الأقصر الأن) شمالًا حيث يتواجد الملك المصري وسيتجه هو من عاصمته في الدلتا ويحاصروا الملك المصري.
بعد كامس جاء أخوه احمس والذي تمكن من طرد الهكسوس من مصر وحاصرهم في فلسطين، بعد ذلك توجه بكل قوته للقضاء على نفوذ حكام الاقإليم الذين كانوا يمثلون خطرًا كبيرًا على مصر، وسعي كذلك إلى السيطرة على منطقة كوش في النوبة ،واصبحت كل خيراتها في يد المصريين ،وعين للمرة الأولي موظف في النوبة أطلق عليه نائب الملك في كوش.
قبل ان نترك مرحلة الهكسوس ينبغي الإشارة إلى عظمة المرأة المصرية حيث لعبت ثلاث سيدات دورًا كبيرًا في استمرار العرش وتهدئة الأمور ليتمكن الملوك من طرد الهكسوس والسيدات هن:
1- تتي شري أم سقننرع.
2- اياح حوتب زوجة الملك سقنن رع وأم كامس وأحمس، وإستطاعت توحيد الصفوف بعد موت زوجها، ومساعدة أبنائها في المقاومة.
3- احمس نفرتاري زوجة احمس التي وقفت بجانبه وساعدته كثيرًا في حربه الأخيرة ضد الهكسوس وحصاره لهم.
أمر أخير ينبغي الإشارة إليه أن الهكسوس لم يحتلوا مصر كلها، وأنهم لم يدخلوا إليها في غزوة، وإنما استغلوا سوء الأوضاع، وسيطروا على بعض الأجزاء، وساعدهم بعض المصريين الخائنين، بينما قاومهم الكثيرون وكانت طيبة هي مركز المقاومة.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

) تعقيدُ المتنب...

) تعقيدُ المتنبي للموسيقى الإيقاعيةِ في الشِّعْرِ: هذا الجانب من الانحراف في أسلوب المتنبي يجعلنا نل...

Title: **Caring...

Title: **Caring for Our Environment: A Three-Pronged Approach** Our environment is our shared home,...

شهد التعمير منذ...

شهد التعمير منذ الاستقلال وإلى حد الآن تطورات هامة وهيكلية ليصبح قطاعا منظما وحيويا. "بعد الاستقلال ...

#سسة ا ا ا #رو ...

#سسة ا ا ا #رو ا 0000# 0# #سة ا # #0 0# ##سة ا ##‏ # ا و ه00 9 الانتخابية . 2 المبحث الأول: ضمانات ن...

تقبل واقعك : لك...

تقبل واقعك : لكي تتمكن من التكيف مع المتغيرات ،عليك أن تتقبل واقعك كما هو بدلاً من أن تحزن وتكتئب ، ...

بحث تخرج بعنوان...

بحث تخرج بعنوان أثر تطبيق تحليل البيانات الضخمة على الأداء المصرفي في فلسطين المقدمة تحليل البيانا...

ومتى شَعَرَ الر...

ومتى شَعَرَ الرَّجلُ من آخر بإنكار شيء من فضله، أو بتعسفه في معارضة رأيه رآه غير موضع للصحبة والمعا...

يرتبط مفهوم الق...

يرتبط مفهوم القدرة لدى كثيرين بمفهوم الاستعداد للقيام بفعل معيّن .لكن الاختلاف يكمن في كون الأولى مك...

Stratégie et po...

Stratégie et politique générale de l’entreprise : Toute entreprise est plus ou moins orientée par un...

رسل هولاكو بينم...

رسل هولاكو بينما كان سيف الدين قطز منشغلاً بإعداد الجيش، جاءته رسالة من هولاكو يحملها أربع رسل من ال...

وتعد القراءة من...

وتعد القراءة من أكثر مصادر العلم والمعرفة وأوسعها، حيث حرصت الأمم المتيقظة على نشر العلم وتسهيل أسبا...

دور الذكاء الاص...

دور الذكاء الاصطناعي في صناعة التحولات الحديثة في مجال الاتصالات لا شك أننا في زمن أبطاله التواصل وا...