Online English Summarizer tool, free and accurate!
كان جيش علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- غير متجانس، ضمّ قتلة عثمان الذين خشوا القصاص، وفرقة السبئية الذين غالوا في تقديسه، إضافة إلى مؤيديه. أدت معارضة علي من قبل طلحة والزبير وعائشة، الساعين للقصاص لعثمان، إلى معركة الجمل. ثم واجه علي معارضة معاوية حاكم الشام، مما أدى إلى معركة صفين التي كادت تُقسم الدولة الإسلامية لولا اللجوء للتحكيم. أسباب هذه المعارك سياسية بالدرجة الأولى، وإن كانت أحقية آل البيت بالخلافة عاملاً غير مباشر. فقد كان في جيش علي من يواليه سياسياً أو دينياً أو لارتباطهم بدم عثمان، بينما في جيش معاوية بني أمية الراغبون باستمرار الخلافة فيهم. انتهى الخلاف بتحكيم اختير بموجبه خليفة خلال عام، لكن ظهور الخوارج -أول فرقة عقائدية واسعة- عرقل ذلك. رفض الخوارج التحكيم، واعتبروا علي مرتداً، فحاربهم علي في النهروان، واستمرت الدولة الأموية في محاربتهم. الخوارج، رغم تشددّهم، لم يحوّلوا الخلاف إلى صراع عقائدي، بل حاربوا الجميع. كان الخلاف أساساً سياسياً، فلم يكن الانتماء لعلي أو معاوية يعني بالضرورة انتماءً شيعياً أو سنياً. بل إن العقيدة الواحدة جمعت المسلمين رغم خلافاتهم السياسية، وهو ما حمى الدولة من الانقسام. لكن هذا الخلاف السياسي استمرّ حتى بعد تولي معاوية الخلافة.
فليس كل من انضم لجيش الخليفة ممن يؤمنون بأحقية آل البيت بالخلافة أو ممن يعتبرون أن فرض سيطرة الأمير جزء أساسي من استقرار الدولة الإسلامية بل كان يحوي أيضا نفر ممن شارك في مقتل عثمان والذين كان لهم تأثير كبير في إشعال القتال بين المسلمين فيما بعد وذلك حماية لأنفسهم من أن يصيبهم القصاص.
فعندما خرجت المعارضة الأولى من المدينة بقيادة طلحة والزبير -رضي الله عنهما- (وهما من المبشرين بالجنة) وأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- واتجهت إلى البصرة طلبا القصاص من قتلة عثمان كان يمكن أن يعودوا دون قتال بعد أن حدث صلح بينهم والخليفة علي -رضي الله عنه-. لكن تلك الفئة من جيش علي والتي شاركت في قتل الخليفة عثمان خشيت من أن ينقلب الخليفة عليهم وينفذ فيهم القصاص، فلم يكن أمامهم إلا بدء الحرب فقاموا بالإغارة ليلا على جيش الصحابة، فحدث قتال عظيم بين الجيشين ذهب فيه الكثير من صحابة رسول الله لتكون هذه أول محنة يواجهها الخليفة علي سماها المؤرخون بموقعة الجمل نسبة للجمل الذي كانت تركبه أم المؤمنين.
إضافة إلى قتلة عثمان، حوى جيش علي -رضي الله عنه- أيضا نفرا من فرقة السبأية وهم ممن غالوا في تقديس علي -رضي الله عنه- وأدعوا صفات ألوهية له. لكن هؤلاء عرف بهم الخليفة فعلا عندما نقل مقر الخلافة إلى الكوفة بعد حادثة الجمل، فأمر بإحراق بعضهم عندما جاؤوا ساجدين له ونفى البعض الآخر منهم إلى المدائن ومن بينهم زعيمهم عبد الله بن سبأ، لكن بقي بعض منهم أو ممن يؤمن بأفكارهم كخلية نائمة في جيش علي لا يعلم بها الكثيرون.
بهذا الجيش وبتلك المكونات غير المتجانسة كان على الخليفة علي -رضي الله عنه- مواجهة أكبر معارضة يمكن أن يواجهها حاكم. معارضة تملك جيشا وأرضا ومالا. معارضة كان يمكن لها أن تقسم الدولة الإسلامية بين الكوفة والشام. إنها تلك المعارضة التي كان قد قادها معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- حاكم الشام. لقد قرر الخليقة علي -رضي الله عنه- أن ينهي تلك المعارضة السياسية بحزم لأن بقائها يعني نهاية الدولة الإسلامية، فقرر نقل مقر الخلافة إلى الكوفة وانطلق منها بجيش كبير تجاه الشام فالتقي مع جيش معاوية في موقعة صفين فكانت حرب قتل فيها الكثيرون ولولا أنها توقفت بعد اللجوء للتحكيم لكانت النتائج كارثية أكثر.
وأيا كانت أسباب معركة صفين سواء كان خلاف على القصاص لعثمان أو خلافا على السلطة إلا أنه في النهاية كان خلافا سياسيا في المقام الأول حاول الجميع تجنبه لكن عدم تجانس مكونات الجيوش لم يعط تلك القدرة لعلي او لمعاوية -رضي الله عنهما- لتجنب الحرب. ولا شك بأن أحقية آل البيت بالخلافة من عدمه كانت محركا للحرب ولو بشكل غير مباشر، ففي جيش علي هناك من يوالونه سياسيا أو دينيا أو لمصالح تتعلق بدم عثمان، وبقاءه على رأس السلطة أمر حياة أو موت بالنسبة لهم. أما في جيش معاوية فهناك بني أمية الذين يرغبون في استمرار الخلافة فيهم عبر معاوية بعد عثمان -رضي الله عنهما- حتى لو كان ذلك عكس رغبة معاوية نفسه.
لكن في النهاية انتهى ذلك الخلاف السياسي بالاتفاق في وثيقة التحكيم على أن يتم اختيار خليفة للمسلمين خلال عام من قبل أقرب الصحابة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يعرقل تحقيق ذلك سوى ظهور الخوارج. يمكن اعتبار الخوارج أول فرقة عقائدية واسعة الانتشار عرفها العالم الإسلامي وما زالت ماثلة أمامنا حتى اليوم. فقد اعتمد الخوارج على التشدد في تطبيق الشرع لدرجة المغالاة وكفروا الكثير من المسلمين من بينهم كبار الصحابة معتبرين أنفسهم حماة الدين والعقيدة.
لا يمكننا أن نقول مثلا أن من كان مع الخليفة علي -رضي الله عنه- هم شيعة ومن كان مع معاوية أو طلحة هم سنة. لقد كان خلافهم سياسيا لا عقيدة فيه بل إن وجود العقيدة الواحدة هو من جمعهم رغم خلافهم.
ظهرت فرقة الخوارج بعد خروجهم على جيش علي -رضي الله عنه- عندما رفضوا التحكيم معتبرين أن عليا قد ارتد وعليه أن يدخل الإسلام من جديد. حاول الخليفة مناصحتهم ففشل فقاتلهم في معركة "النهروان" فقتل منهم الكثير تم تابعت الدولة الأموية قتالهم بعد ذلك فقضت على الكثير منهم أيضا لكنهم للأسف استمروا بعقيدتهم تلك حتى اليوم.
هم ربما نتاج تلك الفئة التي قتلت عثمان -رضي الله عنه- وهم من قتل علي -رضي الله عنه- بعد ذلك وشاركوا بشراسة في قتل الصحابة في موقعتي الجمل وصفين وهم من يشارك في قتل الأطفال والنساء اليوم. لقد كانت الخوارج فرقة عقائدية فعلا لكنها لكن لم تستطع تحويل النزاع والخلافات بين المسلمين إلى نزاع عقائدي، لأن الخوارج كانت على حرب مع الجميع، مع جيش علي وجيش معاوية والدولة الأموية فيما بعد.
وبالتالي فمن الواضح أن السياسة كانت محور خلاف المسلمين في تلك الفترة ولم تكن العقيدة محل نزاع أبدا. فلا يمكننا أن نقول مثلا أن من كان مع الخليفة علي -رضي الله عنه- هم شيعة ومن كان مع معاوية أو طلحة هم سنة. لقد كان خلافهم سياسيا لا عقيدة فيه بل إن وجود العقيدة الواحدة هو من جمعهم رغم خلافهم وهي من حمى الدولة الإسلامية من الانقسام. فالعقيدة الواحدة هي الدرع الواقي لأي دولة تريد أن تستمر لعقود مهما حدث فيها من خلافات.
لكن هذا الخلاف السياسي لم ينتهي بتولي معاوية -رضي الله عنه- الخلافة وإجماع المسلمين عليه بل استمر وكان سمة للدولة الأموية فيما بعد.
وللحدث بقية..
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
Traffic Padding: inserting some bogus data into the traffic to thwart the adversary’s attempt to use...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم ذهب إلى دورة القرآن وتعلمت القرآن ثم عدت إلى منزلي ومكتبي قلي...
يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...
نطاق البحث يركز هذا البحث على تحليل الأطر القانونية والمؤسساتية لعدالة الأحداث، مع دراسة النماذج الد...
نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...
العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...
آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...
Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...
السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...
حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...
رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...
قصة “سأتُعشى الليلة” للكاتبة الفلسطينية سميرة عزام تحمل رؤية إنسانية ووطنية عميقة، حيث تسلط الضوء عل...