Online English Summarizer tool, free and accurate!
قال أبو محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم الفقيه الأندلسي رحمه الله . الحمد لله على عظيم مننه ، وصلى الله على محمد عبده وخاتم أنبيائه ورسله ، وأبرأ إليه تعالى من الحول والقوة . وأستعينه على كل ما يعصم في الدنيا من جميع المخاوف والمكاره . ويخلص في الأخرى من كل هول ومضيق . أما بعد ) فإني جمعت في كتابي هذا معانى كثيرة أفادنيها واهب التمييز تعالى ، بمرور الأيام وتعاقب الأحوال ، بما منحنى عز وجل من التهمم (1) بتصاريف الزمان ، والإشراف على أحواله . حتى أنفقت فى ذلك أكثر عمرى ، وآثرت تقييد ذلك بالمطالعة له ، وعلى الازدياد من فضول المال ، وذممت كل ما سبرت (1) من ذلك ، لينفع الله تعالی به من يشاء من عباده ، ممن يصل إليه ما أتعبت فيه نفسى وأجهدتها فيه ، وأطلت فيه فكرى فيأخذه عفواً ، فيكون ذلك أفضل له من كنوز المال وعقد الأملاك ، إذا تديره ويسره الله تعالى لاستعماله .وأنا راج في ذلك من الله تعالى أعظم الأجر ، وإصلاح ما فسد من أخلاقهم ومداواة علل نفوسهم ، و بالله تعالى أستعين . في مداواة النفوس وإصلاح الأخلاق الذميمة )
6 لذة العاقل بتمييزه ، ولذة العالم بعامه ، ولذة الحكيم بحكمته ،وبرهان ذلك . أن الحكيم والعاقل والعالم والعامل ، واجدون لسائر اللذات التي سمينا كما يجدها المنهمك فيها . ويحسونها كما يحسها المقبل عليها . وإنما يحكم في الشيئين من عرفهما .لا من عرف أحدهما ولم يعرف الآخر .إذا تعقبت (1) الأمور كلها فسدت عليك وانتهت في أخذ
۱) تعقبت : أى طلبت عورتها وعثرتها . فسدت عليك فآذاك عقباها ، وحل بك اليأس من جدواها وهو أقرب توجيه لصحة العبارة .فكرتك باضمحلال جميع أحوال الدنيا - إلى أن الحقيقة إنما هي العمل للآخرة نقط. لأن كل أمل ظهرت (۱) به فعقباه حزن. إما بذها به عنك وإما بذهابك عنه ؛ ولا بد من أحد هذين السبيلين ، إلا العمل الله عز وجل ، فعقباه على كل حال سرور في عاجل وآجل . وأنك معظم من الصديق والعدو .تطلبت غرضاً يستوى الناس كلهم في استحسانه وفي طلبه فلم أجده ، فلما تدبرته عامت أن الناس كلهم لم يستووا فى إستحسانه فقط ، حركة أصلا م. إلا فيما يرجون به طرد الهم . ينطقون بكلمة أصلا، ومن مصيب ، وهو الأقل .۱) هي كذلك بالأصل ومعناها غير بين ، والظاهر أنها مصحفة من قوله ( ظفرت ) .فطرد الهم مذهب قد اتفقت الأمم كلها مذ خلق الله تعالى العالم ، إلى أن يتناهى عالم الابتداء ، على أن لا يعتمدوا بسعيهم شيئاً سواه .وكل غرض غيره ، ففى الناس من لا يستحسنه إذ في الناس من لادين له فلا يعمل للآخرة ، ومن الناس من يؤثر الخمول بهواه وإرادته على بعد الصيت ، ويؤثر عدمه على وجوده . ومن تلاهم من الزهاد والفلاسفة (٢)
وفي الناس من يبغض اللذات بطبعه ، كمن ذكرنا من المؤثرين فقد المال على اقتنائه .يؤثر الجهل على العلم ، وهذه هي أغراض الناس ، التي لا غرض لهم سواها .6 وليس في العالم مذ كان إلى أن يتناهى أحد يستحسن الهم ، ولا يريد إلا طرحه عن نفسه . الذي اتفق جميع أنواع الانسان ، الجاهل منهم والعالم، والصالح والطالح ، على السعى له .وإلا فإنما طلب المال طلابه ، وإنما طلب الصوت (۱) من طلبه ليطرد به عن نفسه
۱) فى القاموس : الصيت بالكسر الذكر الحسن والصوت فيه لغة
هم الاستعلاء عليها . ونكح من نكح ، ولبس من لبس ، وركب من ركب ، وذهاب ما يوجد منها ،۱) هكذا وردت فى أصول الطبعات الثلاث التي رجعنا إليها وهي ط . القباني الدمشقى ، ط . والمعنى بها غامض وأهل صحتها «فوتها » بالفاء لا بالقاف وبها يتضح المعنى ويستقيم السياق . وأيضاً سوشح (1) بالحصول على ما حصل عليه من ذلك ، من خوف منافس ، واختلاس راغب أو اقتناء عدو ، مع الذم والإثم وغير ذلك .و وجدت العمل للآخرة سالما من كل عيب ، خالصا من كل كدر ، ووجدت العامل للاخرة إن امتحن بمكروه في تلك السبيل ، لم يهتم بل يسر .اذ رجاؤه في عاقبة ما ينال ، به عون على ما يطلب ، وزايد في الغرض الذي يقصد . لم يهتم ، إذ ليس مؤاخذاً بذلك ، فهو غير مؤثر في ما يطلب
1) كذا جاءت في أصول الطبعات المختلفة . والعبارة على حالها غامضة مبهمة . والظاهر أنه وقع بها تصحيف . وإن تعب فيما سلك فيه سُر . فهو في سرور متصل أبدا ، وغيره بخلاف ذلك أبدا . وليس إليه إلا طريق واحد ، وهو العمل الله تعالى . فما عدا هذا فضلال وسخف. وليس ذلك إلا في ذات الله عز وجل . في دعاء إلى الحق ، وفي حماية الحريم . لم يوجبه به (۱) عليك خالقك تعالى نصر مظلوم . ، وفي
كبائع الياقوت بالحصا . الا مروءة لمن لا دين له . العاقل لا يرى لنفسه تمنا إلا الجنة
لإبليس في ذم الرياء حبالة ،1) أى لم يوجب عليك احتماله لتؤجر به والحال أنه ليس في احتماله والصبر عليه أجر
باب . واستعمال المبالاة بكلام الخالق عز وجل . بل هو العقل كله والراحة كلها . من قدر أنه يسلم من طعن الناس وعيبهم فهو مجنون . وإن آلمته في أول صدمة كان اغتباطه بذم الناس إياه ، لأن مدحهم إياه إن كان بحق ، وبلغه مدحهم له أسرى ذلك فيه العُجب فأفسد بذلك فضائله . وإن كان بباطل فبلغه فسر فقد صار مسروراً بالكذب . وأما ذم الناس إياه ، فربما كان ذلك سبباً إلى تجنبه ما يعاب عليه ، وإن كان بباطل فصبر . اكتسب فضلا زائداً بالحلم والصبر ، وكان مع ذلك غائماً . لأنه يأخذ حسنات من ذمه بالباطل ، أحوج ما يكون إلى للنجاة بأعمال
لم يتعب فيها ولا تكلفها . وهذا حظ رفيع لا يزهد فيه إلا مجنون . فكلامهم وسكوتهم سواء . وليس كذلك ذمهم إياه ، لأنه غانم للأجر على كل حال ، بلغه ذمهم أو لم يبلغه .ولولا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثناء الحسن :
ذلك عاجل بشرى المؤمن لوجب أن يرغب العاقل في الذم بالباطل ، أكثر من رغبته في المدح بالحق ، ولكن إذا جاء هذا القول ، فإنما تكون البشرى بالحق لا بالباطل ، فإنما تجب البشرى بما في المدح لا بنفس المدح .ليس بين الفضائل والرذائل ، والطاعات والمعاصي ، إلا نفار النفس وأنسها فقط . فالسعيد من أنست نفسه بالفضائل والطاعات ونفرت من الرذائل والمعاصي . والشقى من أنست نفسه بالرذائل والمعاصى ونفرت من الفضائل والطاعات
هاهنا إلا صنع الله تعالى وحفظه
طالب الآخرة متشبه بالملائكة . وطالب الصوت والغلبة متشبه بالسباع وطالب اللذات متشبه بالبهائم . أسقط وأذل من أن يكون له في شيء من الحيوان شبه . ولكنه يشبه العذرات في الكهوف في المواضع الوعرة ، لا ينتفع بها شيء من الحيوان .العاقل لا يغتبط بصفة يفوقه فيها سبع أو بهيمة أو جماد .وإنما يغتبط بتقدمه في الفضيلة التي أبانه الله بها عن السباع والبهائم والجمادات ، وهي التمييز الذي يشارك فيه الملائكة .فمن سر بشجاعته التي يضعها في غير موضعها الله تعالى . فليعلم أن النمر أجرأ منه . وأن الأسد والذئب والفيل أشجع منه . ومن سر بقوة جسمه فليعلم أن البغل والنور والفيل أقوى منه جسما . أن الحمار أحمل منه . ومن سر و من سر بحمله الأثقال فليعلم . بسرعة عدوه . فليعلم أن الكلب والأرنب أسرع عدواً منه .ومن سُر بحسن صوته فليعلم أن كثيراً من الطير أحسن صوتاً منه . وأن أصوات المزامير ألذ وأطرب من صوته . فأى فخر وأى سرور فيما تكون فيه هذه البهائم متقدمة عليه ،
قال أبو محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم الفقيه الأندلسي رحمه الله . الحمد لله على عظيم مننه ، وصلى الله على محمد عبده وخاتم أنبيائه ورسله ، وأبرأ إليه تعالى من الحول والقوة . وأستعينه على كل ما يعصم في الدنيا من جميع المخاوف والمكاره . ويخلص في الأخرى من كل هول ومضيق .
( أما بعد ) فإني جمعت في كتابي هذا معانى كثيرة أفادنيها واهب التمييز تعالى ، بمرور الأيام وتعاقب الأحوال ، بما منحنى عز وجل من التهمم (1) بتصاريف الزمان ، والإشراف على أحواله . حتى أنفقت فى ذلك أكثر عمرى ، وآثرت تقييد ذلك بالمطالعة له ، والفكرة فيه ، على جميع اللذات التي تميل
إليها أكثر النفوس ، وعلى الازدياد من فضول المال ، وذممت كل ما سبرت (1) من ذلك ، بهذا الكتاب ، لينفع الله تعالی به من يشاء من عباده ، ممن يصل إليه ما أتعبت فيه نفسى وأجهدتها فيه ، وأطلت فيه فكرى فيأخذه عفواً ، وأهديته إليه هنيئاً ، فيكون ذلك أفضل له من كنوز المال وعقد الأملاك ، إذا تديره ويسره الله تعالى لاستعماله .
وأنا راج في ذلك من الله تعالى أعظم الأجر ، لنيتي في نفع عباده ، وإصلاح ما فسد من أخلاقهم ومداواة علل نفوسهم ، و بالله تعالى أستعين .
) في مداواة النفوس وإصلاح الأخلاق الذميمة )
6 لذة العاقل بتمييزه ، ولذة العالم بعامه ، ولذة الحكيم بحكمته ، ولذة المجتهد الله عز وجل باجتهاده – أعظم من لذة الآكل بأكله ، والشارب بشربه ، والواطىء بوطئه ، والكاسب بكسبه ، واللاعب بلعبه ، والأمر بأمره .
وبرهان ذلك . أن الحكيم والعاقل والعالم والعامل ، واجدون لسائر اللذات التي سمينا كما يجدها المنهمك فيها . ويحسونها كما يحسها المقبل عليها . وإنما يحكم في الشيئين من عرفهما .
لا من عرف أحدهما ولم يعرف الآخر .
إذا تعقبت (1) الأمور كلها فسدت عليك وانتهت في أخذ
(۱) تعقبت : أى طلبت عورتها وعثرتها .. فسدت عليك فآذاك عقباها ، وحل بك اليأس من جدواها وهو أقرب توجيه لصحة العبارة .
فكرتك باضمحلال جميع أحوال الدنيا - إلى أن الحقيقة إنما هي العمل للآخرة نقط. لأن كل أمل ظهرت (۱) به فعقباه حزن. إما بذها به عنك وإما بذهابك عنه ؛ ولا بد من أحد هذين السبيلين ، إلا العمل الله عز وجل ، فعقباه على كل حال سرور في عاجل وآجل .
أما العاجل فقلة الهم بما يهتم به الناس ، وأنك معظم من الصديق والعدو . وأما في الآجل فالجنة .
تطلبت غرضاً يستوى الناس كلهم في استحسانه وفي طلبه فلم أجده ، إلا واحداً وهو طرد الهم . فلما تدبرته عامت أن الناس كلهم لم يستووا فى إستحسانه فقط ، ولا في طلبه فقط .
ولكن رأيتهم على اختلاف أهوائهم ومطالبهم ومراداتهم ، حركة أصلا م. ولا لا يتحركون حركا ، إلا فيما يرجون به طرد الهم . ينطقون بكلمة أصلا، إلا فيما يعانون به إزاحته عن أنفسهم. فمن مخطئ وجه سبيله ، ومن مقارب للخطأ ، ومن مصيب ، وهو الأقل .
(۱) هي كذلك بالأصل ومعناها غير بين ، والظاهر أنها مصحفة من قوله ( ظفرت ) .
فطرد الهم مذهب قد اتفقت الأمم كلها مذ خلق الله تعالى العالم ، إلى أن يتناهى عالم الابتداء ، ويعاقبه (۱) عالم الحساب ، على أن لا يعتمدوا بسعيهم شيئاً سواه .
وكل غرض غيره ، ففى الناس من لا يستحسنه إذ في الناس من لادين له فلا يعمل للآخرة ، وفي الناس من أهل الشر من لا يريد الخير ولا الأمن ولا الحق ، ومن الناس من يؤثر الخمول بهواه وإرادته على بعد الصيت ، وفى الناس من لا يريد المال ، ويؤثر عدمه على وجوده . ككثير من الأنبياء عليهم السلام ، ومن تلاهم من الزهاد والفلاسفة (٢)
وفي الناس من يبغض اللذات بطبعه ، ويستنقص طالبها ، كمن ذكرنا من المؤثرين فقد المال على اقتنائه . وفي الناس من
(1) أى يعقبه . وهي لغة فيه .
(۲) الزهد الممدوح هو زهد في الزيادة عن حد الكفاية أما زهد الزهاد والفلاسفة بالهيئة المبالغ فيها فلعمرى لم يأت به شرع ولم يقره دين .
يؤثر الجهل على العلم ، كأكثر من نرى من العامة . وهذه هي أغراض الناس ، التي لا غرض لهم سواها .
6 وليس في العالم مذ كان إلى أن يتناهى أحد يستحسن الهم ، ولا يريد إلا طرحه عن نفسه .
فلما استقر في نفسي هذا العلم الرفيع ، وانكشف لي هذا السر العجيب ، وأنار الله تعالى الفكرى هذا الكنز العظيم . بحثت عن سبيل موصلة - على الحقيقة - إلى طرد الهم ، الذي هو المطلوب النفيس ، الذي اتفق جميع أنواع الانسان ، الجاهل منهم والعالم، والصالح والطالح ، على السعى له . فلم أجد إلا التوجه إلى الله عز وجل بالعمل للآخرة .
وإلا فإنما طلب المال طلابه ، ليطردوا به هم الفقر عن أنفسهم . وإنما طلب الصوت (۱) من طلبه ليطرد به عن نفسه
(۱) فى القاموس : الصيت بالكسر الذكر الحسن والصوت فيه لغة
هم الاستعلاء عليها . وإنما طلب اللذات من طلبها ليطرد بها عن نفسه هم قوتها (1) . وإنما طلب العلم من طلبه ؛ ليطرد به عن نفسه هم الجهل . وإنما هش إلى سماع الأخبار ومحادثة الناس من يطلب ذلك ، ليطرد بها عن نفسه هم التوحد ومغيب أحوال العالم عنه
وإنما أكل من أكل ، وشرب من شرب ، ونكح من نكح ، ولبس من لبس ، ولعب من لعب ، وكنز من كنز ، وركب من ركب ، ومشى من مشى ، وتودع من تودع ليطردوا عن أنفسهم أضداد هذه الأفعال وسائر الهموم
وكل ماذكرنا لمن تدبره هموم حادثة ، لا بد لها من عوارض تعرض في خلالها ، وتعذر ما يتعدر منها ، وذهاب ما يوجد منها ،
(۱) هكذا وردت فى أصول الطبعات الثلاث التي رجعنا إليها وهي ط . القباني الدمشقى ، ط . أدهم ، ط . الحطاب .. والمعنى بها غامض وأهل صحتها «فوتها » بالفاء لا بالقاف وبها يتضح المعنى ويستقيم السياق .
والعجز عنه لبعض الآفات الكائنة ، وأيضاً سوشح (1) بالحصول على ما حصل عليه من ذلك ، من خوف منافس ، أو طعن حاسد ، واختلاس راغب أو اقتناء عدو ، مع الذم والإثم وغير ذلك .
و وجدت العمل للآخرة سالما من كل عيب ، خالصا من كل كدر ، موصلا إلى طرد الهم على الحقيقة . ووجدت العامل للاخرة إن امتحن بمكروه في تلك السبيل ، لم يهتم بل يسر .
اذ رجاؤه في عاقبة ما ينال ، به عون على ما يطلب ، وزايد في الغرض الذي يقصد . ووجدته إن عاقه عما هر بسبيله عائق . لم يهتم ، إذ ليس مؤاخذاً بذلك ، فهو غير مؤثر في ما يطلب
(1) كذا جاءت في أصول الطبعات المختلفة . والعبارة على حالها غامضة مبهمة . والظاهر أنه وقع بها تصحيف . ولعل المعنى المقصود منها سوء الشح وهو سوء الحرص المذموم على ما في اليد من متاع وغيره مما تتطلبه شهوات النفس والأثرة . وضده الإيثار .
ورأيته : إن قصد بالأذى سُرّ ، وإن نكبته نكبة سُر . وإن تعب فيما سلك فيه سُر . فهو في سرور متصل أبدا ، وغيره بخلاف ذلك أبدا .
فاعلم أنه مطلوب واحد ، وهو طرد الهم . وليس إليه إلا طريق واحد ، وهو العمل الله تعالى . فما عدا هذا فضلال وسخف.
لا تبذل نفسك إلا فما هو أعلى منها . وليس ذلك إلا في ذات الله عز وجل . في دعاء إلى الحق ، وفي حماية الحريم .
وفى دفع هوان ، لم يوجبه به (۱) عليك خالقك تعالى نصر مظلوم . ، وفي
و باذل نفسه في غرض دنيا ، كبائع الياقوت بالحصا . الا مروءة لمن لا دين له . العاقل لا يرى لنفسه تمنا إلا الجنة
لإبليس في ذم الرياء حبالة ، وذلك أنه : رب ممتنع من فعل الخير خوف أن يظن به الرياء .
(1) أى لم يوجب عليك احتماله لتؤجر به والحال أنه ليس في احتماله والصبر عليه أجر
باب . عظيم من أبواب العقل والراحة )
وهو طرح المبالاة بكلام الناس ، واستعمال المبالاة بكلام الخالق عز وجل . بل هو العقل كله والراحة كلها . من قدر أنه يسلم من طعن الناس وعيبهم فهو مجنون . من حقق النظر وراض نفسه على السكون إلى الحقائق ؛ وإن آلمته في أول صدمة كان اغتباطه بذم الناس إياه ، أشد وأكثر من اغتباطه بمدحهم إياه . لأن مدحهم إياه إن كان بحق ، وبلغه مدحهم له أسرى ذلك فيه العُجب فأفسد بذلك فضائله . وإن كان بباطل فبلغه فسر فقد صار مسروراً بالكذب . وهذا نقص شديد . وأما ذم الناس إياه ، فإن بحق فبلغه ؛ فربما كان ذلك سبباً إلى تجنبه ما يعاب عليه ، وهذا حظ عظيم لا يزهد فيه الا ناقص . وإن كان بباطل فصبر . اكتسب فضلا زائداً بالحلم والصبر ، وكان مع ذلك غائماً . لأنه يأخذ حسنات من ذمه بالباطل ، فيحظى بها في دار الجزاء ، أحوج ما يكون إلى للنجاة بأعمال
لم يتعب فيها ولا تكلفها . وهذا حظ رفيع لا يزهد فيه إلا مجنون .
وأما إن لم يبلغه مدح الناس إياه ، فكلامهم وسكوتهم سواء . وليس كذلك ذمهم إياه ، لأنه غانم للأجر على كل حال ، بلغه ذمهم أو لم يبلغه .
ولولا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثناء الحسن :
ذلك عاجل بشرى المؤمن لوجب أن يرغب العاقل في الذم بالباطل ، أكثر من رغبته في المدح بالحق ، ولكن إذا جاء هذا القول ، فإنما تكون البشرى بالحق لا بالباطل ، فإنما تجب البشرى بما في المدح لا بنفس المدح .
ليس بين الفضائل والرذائل ، والطاعات والمعاصي ، إلا نفار النفس وأنسها فقط . فالسعيد من أنست نفسه بالفضائل والطاعات ونفرت من الرذائل والمعاصي . والشقى من أنست نفسه بالرذائل والمعاصى ونفرت من الفضائل والطاعات
هاهنا إلا صنع الله تعالى وحفظه
طالب الآخرة متشبه بالملائكة . وطالب الشر متشبه بالشياطين . وطالب الصوت والغلبة متشبه بالسباع وطالب اللذات متشبه بالبهائم . وطالب المال لعين المال لا لنفقته في الواجبات والنوافل المحمودة ، أسقط وأذل من أن يكون له في شيء من الحيوان شبه . ولكنه يشبه العذرات في الكهوف في المواضع الوعرة ، لا ينتفع بها شيء من الحيوان .
العاقل لا يغتبط بصفة يفوقه فيها سبع أو بهيمة أو جماد .
وإنما يغتبط بتقدمه في الفضيلة التي أبانه الله بها عن السباع والبهائم والجمادات ، وهي التمييز الذي يشارك فيه الملائكة .
فمن سر بشجاعته التي يضعها في غير موضعها الله تعالى . فليعلم أن النمر أجرأ منه . وأن الأسد والذئب والفيل أشجع منه . ومن سر بقوة جسمه فليعلم أن البغل والنور والفيل أقوى منه جسما . أن الحمار أحمل منه . ومن سر و من سر بحمله الأثقال فليعلم . بسرعة عدوه . فليعلم أن الكلب والأرنب أسرع عدواً منه .
ومن سُر بحسن صوته فليعلم أن كثيراً من الطير أحسن صوتاً منه . وأن أصوات المزامير ألذ وأطرب من صوته . فأى فخر وأى سرور فيما تكون فيه هذه البهائم متقدمة عليه ، لكن من قوى تميزه واتسع علمه وحسن عمله فليغتبط بذلك . فإنه لا يتقدمه في هذه الوجوه الا الملائكة وخيار الناس .
قول الله تعالى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى جامع لكل فضيلة لأن نهى النفس عن الهوى ، هو ردعها عن الطبع الغضبي وعن الطبع الشهواني ، لأن كليهما واقع تحت موجب الهوى . فلم يبق إلا استعمال النفس للنطق الموضوع فيها ، الذى به بانت عن البهائم والحشرات والسباع .
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للذي استوصاه «لا تغضب» وأمره عليه السلام «أن يحب المرء لغيره ما يحب لنفسه » جامعان لكل فضيلة . لأن في نهيه عن الغضب ردع النفس ذات القوة الغضبية عن هواها ، وفي أمره عليه السلام أن يحب المرء لغيره ما يحب لنفسه ، ردع النفس عن القوة الشهوانية ، وجمع لازمه العدل الذي هو فائدة النطق ، الموضوع في النفس الجامدة .
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...
تعريف الرعاية التلطيفية وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...
Risky Settings Risky settings found in the Kiteworks Admin Console are identified by this alert symb...
الممهلات في التشريع الجزائري: بين التنظيم القانوني وفوضى الواقع يخضع وضع الممهلات (مخففات السرعة) عل...
Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...
Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...
تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...
My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...
- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...
تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...
Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...