Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (11%)

وهو وحدة إمارات المنطقة وتكاملها بحيث يجني
المتحدة كدولة مستقلة ذات سيادة تشكل خطوة على درب الوحدة، ذلك تحقيق تكامل أوسع وتعاون أوثق مع دول الخليج العربية تحديداً والعالم العربي
وبعد أعوام عديدة عبر
وحتى الأرض التي عاشوا عليها منذ آلاف السنين وحدة واحدة . وأكد هذا المعنى بقوله :
كانت فكرة الوحدة بالنسبة إلى الشيخ زايد مهمة للغاية بحيث لم يكن بوسعه أن
واستوعب درساً مهماً من
وليس وحدة تلبي مصالح البريطانيين. بل إنه تقبل فكرة أن شكوكهم لها ما يبررها . وأوحت تجربة مجلس الإمارات المتصالحة بأن النزعة الانقسامية بين الإمارات سوف
وفي هذه الأثناء أعطى الشيخ زايد أولوية لتعزيز البنية التحتية الاقتصادية
فقد رأى أنه لابد من وضع هدف محدد يكو
على أن تبقى كل إمارة مستقلة في شؤونها الداخلية، المناسب، يتصف الشيخ زايد
وفي الوقت ذاته أدت القوة العسكرية
الطرف الرئيسي في صياغة السياسة العامة على أن يكون هذا الرحيل عام 1971، عدم الاستقرار الأهمية الكبرى التي أولاها الشيخ زايد لعملية تطوير الثقة المتبادلة
وكان لهذه الاتفاقية أهمية حاسمة في تطوير الموارد النفطية في
كما ربطهما تفاهم
مشترك قائم على إدراك واضح متبادل للسمات الحقيقية لكل منهما، منها الصدق والأمانة
المؤكد أن الشيخ
وكان الرجلان يؤمنان
إيماناً عميقاً بأن التسوية المتفهمة للظروف المحيطة قادرة على حل المشكلات العالقة؛ تلك المشكلات التي عاقت التعاون الفاعل بين
مولد دولة
ورغم غياب الإجماع الحقيقي فإن
حيث المبدأ، كان الشيخ زايد واعياً تماماً للفرق بين اتفاقية موقعة وإقامة كيان سياسي يؤدي مهامه كما
الحكومة البريطانية التي اعتبرت اتحاداً كهذا حلاً مثالياً لتلبية التزاماتها في المنطقة في
19
ورغم الرفض الواضح لمقترحها فإن قطر تركته مطروحاً للبحث،


Original text

اعتبر الشيخ زاید تسلمه مقاليد الحكم في أبوظبي فرصةً لترجمة مبادئه إلى خطوات
عملية والمضي قدماً فى تنفيذ رؤيته للوحدة والتطوير والتنمية . ولم يعتبر الشيخ زايد
منصبه تتويجاً لحياته السياسية، بل منطلقاً لخدمة أهالي أبوظبي . وعلاوةً على ذلك
بدأت المشروعات التي دشنت في عهده تغير ملامح أبوظبي ليعم الرخاء، وكان ذلك
الجميع ثمار التطور .
كله مقدمة لتحقيق حلمه العظيم، وهو وحدة إمارات المنطقة وتكاملها بحيث يجني
يتسم مفهوم الوحدة عند الشيخ زايد ببعد أخلاقي عميق ؛ فهي لم تكن مطلقاً مجرد
وسيلة لتحقيق مصلحة سياسية ضيقة، وإنما كانت في ذهنه مبدأ فلسفياً يمثل جوهر
الوجود الإنساني وضمانة استمراره، وهو يعتبر الوحدة كالنهر الذي يزداد قوةً وغزارة،
إذ تصب المياه فيه من كل صوب أثناء تدفقه . كان الشيخ زايد يرى أن من البديهي أن
تزول الخلافات والانقسامات السياسية بين شعوب الأرض، وأن تتحطم الحواجز التي
تحول دون تقدم البشرية من فقر وجهل ومرض ، وأن حالة الانقسام والتشرذم هي سبب
ضعف البنية الاجتماعية، ويؤمن إيماناً تاماً بأن ما يحققه الاتحاد يفوق مجموع ما تحققه
إمارات متفرقة، وكانت هذه الرؤية الواسعة حاضرة دائماً ضمن أحاديث الشيخ زايد
عن الوحدة . وكان الجزء الأول من رؤيته البعيدة هو إقامة دولة الإمارات العربية
المتحدة كدولة مستقلة ذات سيادة تشكل خطوة على درب الوحدة، فلقد بنيت دولة
الاتحاد على هدي هذه المبادئ السياسية والقيم الخلقية العميقة، وكان من المقرر أن يتبع
ذلك تحقيق تكامل أوسع وتعاون أوثق مع دول الخليج العربية تحديداً والعالم العربي
بصفة عامة .


بقوة الاتحاد
لقد استوعب الشيخ زايد أهمية الوحدة منذ صباه الباكر، حين كان يمضي بعضاً من
وقته في مجلس أبيه ، وقد أدركها بداية في رجال القبائل الذين يفدون إلى المجلس
بهمومهم وقضاياهم المنفصلة والخاصة، ولكنهم يظلون ملتحمين ضمن نسيج القبيلة .
وتركت هذه الصورة المبكرة انطباعاً مهماً لدى الشيخ زايد حول أهمية التكتل والاتحاد
لتتطور لاحقاً إلى مبدأ راسخ في حياته. وبعد أعوام عديدة عبر
الشيخ زايد ببلاغة عن
'
لقد تـ
تصور
فكرته هذه قائلاً: «إن أبناء هذه المنطقة إخوة من أصل واحد لغتهم واحدة ودينهم
واحد، وحتى الأرض التي عاشوا عليها منذ آلاف السنين وحدة واحدة .
الشيخ زايد أن الوحدة بين شعوب الخليج العربي ستكون نموذجاً ملهما للعالم العربي .
بأسره ؛ فلو كان بالإمكان أن تنجح هذه الوحدة في هذه المنطقة وتقوم بين قبائل مزقتها
العداوات العميقة - منها ما هو اقتصادي ومنها ما يعود إلى قضايا وخلافات عفا عليها
الزمن، وأخرى تستند إلى عداوات راهنة - فإنها يمكن أن تتحقق في مناطق أخرى من
العالم العربي. وإذا ما وجدت شعوب الخليج العربي قاعدة للتكامل فيما بينها، فإن
الأجزاء الأخرى في العالم العربي ستحقق التكامل أيضاً .
وبقدر إيمانه بالوحدة كان الشيخ زايد ملتزماً ببذل كل ما يستطيع لتحقيق التقدم الذي
لم يكن مطلباً إنسانياً فحسب، بل جزءاً من إيمان عميق دفعه إلى أن يعمل لما فيه المصلحة
العامة، فقد صرح لاحقاً : إن كل شيء في هذه الحياة هو بإرادة الله سبحانه وتعالى .
يسيرها ويديرها ... وعلى العبد أن يسعى لرضاء ربه، وأن يفعل ويتوكل، وعلى الله
التوفيق» . " وكان الشيخ زايد مقتنعاً بالأهمية البالغة للوحدة في تحقيق التطور، على أن
يكون تحقيق الوحدة جزءاً من خطة أكثر اتساعاً وشمولاً . وقد شعر الشيخ زايد أنه ليس
إلا شخصاً متواضعاً اختارته الأقدار لأداء هذه المهمة، وأكد هذا المعنى بقوله :
إذا رضي الله عن القائد بعثه إلى أمة يرضى عنها ، وهداه إلى أن يقود أمته إلى سواء
السبيل الذي يرضاه ... فصلاح الأمة ورفعتها ليس بيد الإنسان أبداً، وإنما بيد الله
سبحانه وتعالى ... فإذا أحب الله عباده ورضي عن سيرتهم ، وعن أعمالهم، فإنه يهيئ
لهم من أبنائهم قادة يجتمعون على طريق الخير، ويرفعون مستوى مواطنيهم .
208


مولد دولة
5
6
،
كانت فكرة الوحدة بالنسبة إلى الشيخ زايد مهمة للغاية بحيث لم يكن بوسعه أن
يتركها تفشل ، إذ سرعان ما ثبت أنها ليست بالأمر اليسير فقد شهد المشكلات التي
واجهت الاتحاد الذي أوحت به بريطانيا في اليمن الجنوبي، واستوعب درساً مهماً من
الانهيار المخزي لتلك التجربة . " لقد أراد وحدة ناجحة ودائمة تلبي طموحات شعبه ؛
وحدة تعود عليهم بمنافع حقيقية، وليس وحدة تلبي مصالح البريطانيين. وانطلاقاً من
رؤيته الواقعية فقد أدرك التعقيدات الكامنة في عملية الانتقال من مرحلة الحماية
البريطانية إلى مرحلة الاستقلال والاعتماد على النفس، وكان يدرك الأسباب التي
جعلت قلة من المسؤولين البريطانيين فقط - وليس معظمهم - تعتقد أن التجربة
الوحدوية في المنطقة قادرة على البقاء ، بل إنه تقبل فكرة أن شكوكهم لها ما يبررها . 7
وأوحت تجربة مجلس الإمارات المتصالحة بأن النزعة الانقسامية بين الإمارات سوف
تؤدي في نهاية الأمر إلى تمزيق الدولة الوليدة التي لم تترسخ قواعدها بعد . وكان الشيخ
زايد يخشى أن يهتم حاكم كل إمارة بالمصالح الفردية لإمارته في نهاية المطاف دون أن
يفكر في صلات التعاون الوثيقة مع الإمارات الأخرى، وما يمكن أن تحققه من مكاسب .
وخلال الفترة 1968 - 1971 بدا أن معظم الجهود التي تبذل في سبيل الاتحاد تؤكد
مخاوفه، فقد التزم الحكام بمبدأ الاتحاد إلا أنهم ركزوا في البداية على المصالح الآنية
لإماراتهم، وفي هذه الأثناء أعطى الشيخ زايد أولوية لتعزيز البنية التحتية الاقتصادية
واللحمة الاجتماعية في أبوظبي، ليكون ذلك بمنزلة اللبنة الأولى في بناء الاتحاد مستقبلاً .
كان الطريق إلى إقامة دولة الإمارات العربية المتحدة معقداً وشائكاً إلى حد بعيد .
وباستثناء الشيخ زايد، فإن قلة من الأطراف الأخرى التي لها صلة بعملية إقامة الاتحاد



  • وهي الحكومة البريطانية وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات الأخرى في
    جنوب الخليج العربي – قد اتبعت سياسة ثابتة بهذا الشأن. وقد شهدت المفاوضات التي
    امتدت أعواماً ثلاثة الكثير من حالات الفشل والقليل من النجاح . ولكن في وقت
    مبكر، وتحديداً في نيسان/ إبريل 1968 ، وفي حوار طويل مع إدوارد هندرسون، لخص
    الشيخ زايد خطته لتحقيق الاتحاد، والتي توافقت إلى حد بعيد مع المحصلة النهائية التي تمت في عام 1971 ، فقد رأى أنه لابد من وضع هدف محدد يكو
    ره دور في
    تحقيقه من أجل بقاء الاتحاد، أما إذا فشل الاتحاد فسيحدث اضطراب اجتماعي . وحيث
    إن أبوظبي هي الإمارة ذات المساهمة الرئيسية في الاتحاد فإن أهلها يودون أن تكون
    إمارتهم مقراً للحكومة الاتحادية، على أن تبقى كل إمارة مستقلة في شؤونها الداخلية،
    مع وجود وزارتين مركزيتين ؛ واحدة للدفاع والأخرى للشؤون الخارجية .
    8
    وقد أثبتت الأيام أن الشيخ زايد هو القائد المناسب في المكان المناسب والوقت
    المناسب، ففضلاً عن رؤيته الوحدوية وقوته ونشاطه واتساع أفقه ، يتصف الشيخ زايد
    بقدرة مميزة على إجراء المشاورات بأناة ومثابرة من أجل تحقيق الإجماع في الرأي، كما
    أنه أظهر استعداداً وقدرةً على التوصل إلى تفاهم مع خصومه وتسوية خلافاته معهم
    بشكل يندر أن نجد له مثيلاً في مكان آخر. إن ملكة القيادة التي تبدت في شخصية
    الشيخ زايد تبقى فريدة في التاريخ الحديث لبناء الدول .
    الطريق نحو الاتحاد
    9
    انطلقت الخطوات الحثيثة نحو وضع إطار سياسي جديد للمنطقة في منتصف كانون
    الثاني/ يناير 1968، عندما أعلنت الحكومة البريطانيّة فجأة أنها ستنسحب من المنطقة،
    ورغم أن القرار كان مفاجئاً للحكام ، فإنهم سرعان ما أدركوا أن عليهم الآن أن يقفوا
    صفاً واحداً لما فيه مصلحة شعوبهم . . ولكن محاولاتهم ظلت مقيدة بفعل الوجود
    البريطاني الذي امتد إلى أكثر من قرن من الزمان . وفي الوقت ذاته أدت القوة العسكرية
    البريطانية دور القوة الرادعة والحامية في مواجهة أطماع الدول المجاورة. وبناءً عليه
    كانت دبلوماسية الدول القوية في المنطقة، وخاصة المملكة العربية السعودية وإيران
    والعراق، مبنية على تواصل الدور البريطاني في المنطقة . وفي عام 1968 تقرر رحيل
    الطرف الرئيسي في صياغة السياسة العامة على أن يكون هذا الرحيل عام 1971، وكانت
    الفترة المتبقية أمام إمارات الخليج العربي قصيرة للغاية ولا تكفي لوضع بدائل واضحة
    ولو استعرضنا الآن ما حدث لسارعنا إلى الحكم بأن نشأة الإمارات العربية المتحدة مولد دولة
    كدولة ذات سيادة، واستقلال البحرين وقطر، كانا يمثلان تطوراً سياسياً منطقياً. ولكن
    كان من المستبعد في ذلك الوقت التوصل إلى نتيجة مستقرة ودائمة. وتبرر احتمالات
    عدم الاستقرار الأهمية الكبرى التي أولاها الشيخ زايد لعملية تطوير الثقة المتبادلة
    والسعي لتحقيق الوئام سواء في بناء دولته أو في نهجه الدبلوماسي. وكانت شخصية
    الشيخ زايد الفريدة ومكانته الخاصة بين الحكام الذين عاصروه تتيحان له تفهم العوامل
    الكثيرة المعقدة التي قد تحدد في نهاية المطاف نجاح الاتحاد أو فشله .
    11
    10
    جاءت الخطوة الحاسمة الأولى في طريق الاتحاد نتيجة لاتفاق ملحوظ في الرؤى بين
    الشيخ زايد حاكم أبوظبي والشيخ راشد حاكم دبي، إذ أدت الاتفاقية الثنائية المبدئية بين
    الحاكمين إلى إقامة اتحاد بين أبوظبي ودبي بتاريخ 18 شباط/ فبراير 1968 . ومن العوامل
    المهمة جداً التي أعطت دفعة لإبرام الاتفاقية المذكورة رغبة القائدين في إعطاء نموذج
    للإمارات الأخرى عن سبل نجاح الوحدة وفوائدها . " ووفقاً لهذه الاتفاقية تتشكل دولة
    فيدرالية واحدة ذات سياسة خارجية ودفاعيّة وأمنية مشتركة، وتقدم خدمات طبية
    وتربوية مشتركة، ولها حقوق مواطنَة مُشتركة . 12. وتأكيداً على أن هذه الاتفاقية أكثر من
    مجرد وثيقة مكتوبة، أبرمت الإمارتان في اليوم نفسه اتفاقية أخرى خاصة بترسيم
    الحدود البحرية بينهما، وكان لهذه الاتفاقية أهمية حاسمة في تطوير الموارد النفطية في
    ومثلت هذه الاتفاقية تنازلاً طوعياً من قبل أبوظبي لصالح دبي، وإشارة مهمة إلى
    أن التسوية السلمية قد تحل المشكلات طويلة الأمد بين الإمارتين .
    دبي .
    لقد تطورت العلاقة التي ربطت حاكمي أبو ظبي ودبي منذ اللحظة التي شارك فيها
    الرجلان في فترة مبكرة من عمرهما في مجلس الإمارات المتصالحة، كما ربطهما تفاهم
    مشترك قائم على إدراك واضح متبادل للسمات الحقيقية لكل منهما، وتعمقت الثقة
    الجوهرية بينهما عبر مراحل بناء دولة الإمارات العربية المتحدة وما تلاها من أحداث .
    وعندما التقى السفير الأمريكي في دولة الكويت وليم ستولتزفس William Stoltzfus
    الشيخ راشد في 4 حزيران / يونيو 1972 سأله عن مدى تقدم الاتحاد الجديد فأشار الشيخ
    راشد إلى أن الاتحاد يتقدم حسبما هو متوقع، معتبراً الاتحاد في مرحلة التأسيس، بقوة الاتحاد
    13
    ووصف الشيخ زايد بأنه رجل شريف " ونيته طيبة، وهو رجل فطن يحتكم لصوت
    العقل» . " وكلمة "شريف " تشتمل على مناقب عديدة؛ منها الصدق والأمانة
    والإخلاص والوفاء والأصالة وشرف الكلمة والجدارة بالثقة ومن
    المؤكد أن الشيخ
    زايد كان له الرأي نفسه في الشيخ راشد . غير أنه كما هو متوقع من شخصيتين قويتين
    على هذا المستوى لم يكونا متفقين تماماً في كل الأمور ، إذ كان لكل منهما شخصيته
    القوية ورأيه، ولكن يمكن القول إنهما اتفقا بشأن كل القضايا المهمة . وكان الرجلان يؤمنان
    إيماناً عميقاً بأن التسوية المتفهمة للظروف المحيطة قادرة على حل المشكلات العالقة؛ لذا
    كان الاتفاق بين الإمارتين يستمد ثباته وقوته من الاتفاق في الرأي بين الزعيمين .
    كانت منهجية الشيخ زايد في إبرام اتفاقية الوحدة بين أبوظبي ودبي أول مؤشر إلى
    الطريقة التي سيتبعها في المفاوضات المؤدية إلى الوحدة السياسية، فقد أظهر مرة تلو
    الأخرى استعداده لاتخاذ خطوات جريئة مادامت تحقق هدفاً سامياً. أما أهمية التطورين
    اللذين تحققا - تسوية قضية حدودية وإعلان الاتحاد الثنائي - فقد حظيت بالاعتراف من
    قبل الزعماء الآخرين في المنطقة . لقد أعطى الاتفاق أول مثال عملي في المنطقة على
    حل المشكلات الحدودية جزئياً، تلك المشكلات التي عاقت التعاون الفاعل بين
    الإمارات حتى تلك اللحظة . كما اعتبر الاتفاق أيضاً بادرة حسن نية مهدت الطريق أمام
    قيام اتحاد لا يقتصر على أبو ظبي ودبي فحسب، بل يمتد ليشمل الإمارات الأخرى
    واضحاً بقوة - في بنية السلطة في المنطقة .
    أيضاً . 14 لقد كانت إرادة الشعب ورغبته في الوحدة عنصراً فاعلاً - وإن لم يكن أثره
    الدافعة " ستكون ذات أهمية بالغة في نشأة الدولة الجديدة .
    ولكن الشيخ زايد أدرك أن هذه "القوة
    15
    16
    إن الاتفاقية الرائدة بين أبوظبي ودبي فتحت الآفاق أمام إقامة اتحاد أشمل، تمتد
    التزاماته ومنافعه إلى الإمارات الأخرى كلها. وقد دعا الشيخ زايد والشيخ راشد حكام
    الإمارات الخمس الأخرى في الساحل المتصالح إلى الانضمام إليهما، موضحين أن
    العلاقة بين أبوظبي ودبي قد أضحت ثابتة لا تتغير، وأنه حتى لو امتنعت الإمارات
    الأخرى عن الانضمام إلى الاتحاد الذي جمع أبوظبي ودبي فإنه سيبقى راسخاً . كما


مولد دولة
إقامة اتحادي
دعيت البحرين وقطر لتكونا جزءاً من هذا الاتحاد ضمن توجه إلى إقامة وحدة أوسع
وأشمل، وما إن أعلن اقتراح إقامة وحدة أشمل حتى لقي تأييداً واسعاً، ووقعت
آذار / مارس 1968 .
الإمارات التسع في دبي في 27 شباط / فبراير 1968 على اتفاقية تقضي بالتعاون على
د يجمع بينها وقد دخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ ابتداء من 30
عبرت اتفاقية دبي .


17



  • كما أطلق عليها - عن تطلعات طموحة تبعث على التفاؤل أكثر
    من إنجازها برنامجاً عملياً للوحدة . وفي غمرة سعيها الدؤوب للتوصل إلى اتفاق في
    أقرب فرصة ممكنة تغاضت الإمارات التسع المشاركة في الاتفاق عن التوترات التي كانت
    قائمة بين بعض الإمارات، والتي كانت واضحة بالفعل في 27 شباط/ فبراير 1968 .
    وفي الحقيقة كان الاتفاق في أضيق الحدود الممكنة، ورغم غياب الإجماع الحقيقي فإن
    إمارات الساحل المتصالحة قد اتخذت قراراً صائباً حين قررت أن تتوصل إلى اتفاقية من
    حيث المبدأ، ففي ربيع عام 1968 كان أهل المنطقة والعديد من الشعوب الأخرى في
    انتظار أن يروا دليلاً مادياً ملموساً على أن حكام الخليج قد استجابوا بشكل إيجابي
    للمبادرة الخلاقة للشيخ زايد والشيخ راشد .
    ولقيت اتفاقية إقامة الاتحاد ترحيباً واسعاً في العالم العربي، رغم المصالح الوطنية
    18 ورحبت بريطانيا والولايات المتحدة بهذا التحرك، أما إيران فقد أبدت المتباينة .
    معارضة تامة للاتفاقية كما كان متوقعاً . وبعد أقل من شهرين من إعلان قرار الانسحاب
    البريطاني المرتقب بدا أن مشكلات المنطقة قد حُلَّت ظاهرياً على الأقل. وفي غضون ذلك
    كان الشيخ زايد واعياً تماماً للفرق بين اتفاقية موقعة وإقامة كيان سياسي يؤدي مهامه كما
    يجب، وقد علمته تجربته الطويلة في أبوظبي ألا يثق بالحلول التي تُصاغ بسهولة، ولكن
    توقيعه اتفاقية جوهرية مع دبي جعله راضياً بأن يقوم الحكام الآخرون بمعالجة التفاصيل
    الدقيقة المرتبطة بتحقيق اتفاق عملي على اتحاد جديد في جنوبي الخليج العربي .
    ت فكرة الاتحاد التّساعي فكرةً طموحة للغاية، وكان من أشد المؤيدين لها
    الحكومة البريطانية التي اعتبرت اتحاداً كهذا حلاً مثالياً لتلبية التزاماتها في المنطقة في
    لقد كانت


بقوة الاتحاد
مرحلة ما بعد زوال الإمبراطورية .
19
غير أن اتحاداً كهذا كان منطوياً على توترات
متأصلة كثيرة قد تمنعه من تحقيق نجاح فعلي، وقد عبر جون ديوك أنتوني John Duke
‏Anthony عن هذه القضية بطريقة موجزة حين قال :
بعد عام 1968 عندما بدأت المفاوضات بين إمارات جنوبي الخليج العربي التسع (بم)
فيها البحرين وقطر) ... كانت هناك مشكلة مهمة وهي توزيع السلطات بين الحكام
وحكومة الاتحاد. وتمثلت المشكلة الأخرى في كيفية عمل الاتحاد ... وعكس الانقسام بين
الحكام حول هذه القضايا اختلافاً حقيقياً في الرأي إلى حد ما، غير أنه كان بصورة
أخرى نتيجة لخلافات تقليدية قبلية وأسرية .
22
20
من الناحية العملية يمكن رد المشكلات الأساسية آنذاك إلى البحرين وقطر، إذ كان
لكل منهما برنامج سياسي يختلف في جوهرة عن أمثاله في الإمارات الأخرى، وقد
كان من شأن طرح البحرين لفكرة التمثيل النسبي أن يؤدي إلى الهيمنة على الإمارات
الأصغر منها . 21 أما قطر فكان لها تحفظاتها من البداية على اتحاد أبوظبي ودبي،
واقترحت هيكلاً اتحادياً جديداً، 2 وقدمت بعد أسبوع من الاتفاقية المبدئية بين أبوظبي
خطة من طرف واحد ؛ يتم بموجبها دمج إمارات الساحل المتصالحة الخمس
الصغرى في إمارة واحدة يطلق عليها "إمارة الساحل العربية المتحدة " ، بحيث يكون لها
صوت واحد في الاتحاد. ولنا أن نتفهم سبب رفض حكام كل من الشارقة وعجمان
ورأس الخيمة وأم القيوين والفجيرة لهذا المقترح الذي من شأنه تنصيب "حاكم" واحد
من بينهم لحكم هذه الإمارة الجديدة، مما يجعل بقية الحكام أدنى مرتبة منه .
ودبي.
اتفاقية دبي
ورغم الرفض الواضح لمقترحها فإن قطر تركته مطروحاً للبحث، وكان موقفها طوال
المناقشات اللاحقة هو التقدم بخطى حثيثة نحو اتفاقية على أسس تراها مقبولة . وبعد
في شباط/ فبراير، وقبل الاجتماع الأول لاتحاد الإمارات التسع الذي عقد
بأبوظبي في 25 أيار / مايو 1968 ، قدمت قطر عدداً من الاقتراحات لإدراجها في جدول
أعمال الاجتماع. ومن بينها ما أعلن عنه القطريون : يجب ألا ننتظر إلى أن تتم صياغة
ميثاق، حيث إن اتفاق دبي بوصفه ميثاقاً مؤقتاً كان كافياً من أجل اتخاذ الخطوات المبدئية


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

ـ حفظ النظام دا...

ـ حفظ النظام داخل الصف: يحتاج المعلم والتلاميذ إلى جو يتسم بالهدوء، حتى يتم التفاعل المثمر بني المع...

)     ...

)      )$   ) $7$   )   $7 $  ...

وثَمَّة تأكيد ع...

وثَمَّة تأكيد على أنَّ إحدى نقاط القوة الرئيسية للنظام المزدوج تتمثل في الدرجة العالية من المشاركة و...

• السيطرة على ا...

• السيطرة على العواطف دائم ً ا • تقديم النفس بشكل احترافي • جمع المعلومات من العميل • التحدث مباشرة...

يعتبر الإداري ا...

يعتبر الإداري المبدع شخصا مخالفا في تصرفاته للنحو التقليدي من الناس الذي يكرهون التغيير ويفضلون الا...

Now begin the p...

Now begin the process of turning the requirements into functional models • Models are logical; i.e.,...

عناصر حق الملكٌ...

عناصر حق الملكٌة: ٌقصد بها السلطات التً ٌخولها هذا الحق لصاحبه على ملكه، وهً ثلاث كماٌلً: أــ سلطة ...

Communication l...

Communication languages ​​are considered one of the oldest means of communication in human history a...

"يقول الدكتور ص...

"يقول الدكتور صبحي سكيك مدير مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني بغزة، إنه من بين مرضى السرطان الذين يقد...

ويعرفه الأستاذ ...

ويعرفه الأستاذ عبدالسلام هارون بأنه تغيُّر في الكلام ينشأ من تشابه صور الخط تصحيفًا؛ فالتصحيف خاص با...

البراغماتية وال...

البراغماتية والروح العلمية الجديدة 5"إن عمل باشلار هو من البداية إلى النهاية التماس حتى يتمكن الإحسا...

‎لم تغير السمكة...

‎لم تغير السمكة خط سيرها ولا اتجاهها ابدا طوال تلك الليلة وأمسى الطقس باردا غياب الشمس فاخذ الكيس ال...