Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (19%)

وسنحاول وصف طائفة منها وبيان مقدار الثقة بها. ونبدأ من المنتخبات العامة بالمعلقات، وإنما سميت بذلك لنفاستها أخذًا من كلمة العلق بمعنى النفيس، وهي عنده سبع: لامرئ القيس وزهير وطرفة ولبيد وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة وعنترة. وربما أضاف حماد الحارث في مقابلة عمرو بن كلثوم التغلبي؛ وقد نشرها ليال بشرح ابن الأنباري، وفي مقدمة الشرح سند كامل لها يرفعه ابن الأنباري إلى ابن الأعرابي تلميذ المفضل وربيبه، والصحيحة التي رواها عنه ابن الأعرابي1"، وهي موزعة على سبع وستين شاعرًا منهم سبع وأربعون جاهليًّا وعلى رأسهم المرقشان الأكبر والأصغر والحارث بن حلزة وعلقمة بن عبدة والشنفرى وبشر بن أبي حازم وتأبط شرًّا وعوف بن عطية وأبو قيس بن الأسلت الأنصاري والمسيب وبينهم امرأة من بني حنيفة ومجهول من اليهود ومسيحيان هما عبد المسيح بن عسلة الشيباني وتتضح مسيحيته في اسمه، وقد زعمت بهراء أن رماحنا . رماح نصارى لا تخوض إلى الدم
فقد مثلت جوانب الحياة الجاهلية ودارت مع الأيام والأحداث وعلاقات القبائل بعضها ببعض وبملوك الحيرة والغساسنة، والمجموعة الثالثة من كتب المنتخبات العامة الأصمعيات نسبة إلى الأصمعي راويها، وهي موزعة على 71 شاعرًا منهم نحو 40 جاهليًّا على رأسهم امرؤ القيس والحارث بن عباد ودريد بن الصِّمَّة وأبو دؤاد الإيادي وذو الإصبع العُدواني وسلامة بن جندل وطرفة وعروة بن الورد وقيس بن الحطيم، وبينهم يهوديان هما سعية بن الغريض والسموأل. والمجموعة الرابعة جمهرة أشعار العرب لأبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي، غير أنه يتضح من مقدمته لكتابه وما نقله عن الرواة أن بينه وبين رواة القرن الثاني جيلين أو ثلاثة؛ فالوسائط بينه وبينهم في السند غير بعيدة؛ والقسم الأول خاص بالمعلقات، ويلى هذا القسم المجمهرات وهي لعبيد بن الأبرص وعدي بن زيد وبشر بن أبي خازم وأمية بن أبي الصلت وخداش بن زهير والنمر بن تولب وعنترة وألحقت قصيدته في النسخة المطبوعة بالمعلقات خطأ. وربما قُصد باسمها أنها تستحق أن تكتب بالذهب، أما القسم الثاني فمختارات من دواوين زهير وبشر بن أبي خازم وعبيد بن الأبرص، وهذا يبين لمن رجع إلى دواوينهم؛ وحماسته موزعة على عشرة أبواب أكبرها باب الحماسة وبه سماها، وأكثر أبوابها في نزعات خلقية، وقد جمع فيها أبو الفضل إبراهيم رواياته جميعها وقارن بينها مقارنات دقيقة. غير أن من حققوه لم يقابلوا بين هذه الرواية الكوفية ورواية الأصمعي البصرية التي يحتفظ بها الشنتمري في شرحه. وقد نشر لايل ديواني عبيد بن الأبرص وعامر بن الطفيل، إذ يذكر دائمًا الإسناد في القصيدة وألفاظها وأبياتها مثبتًا ما اختلف فيه الرواة البصريون وعلى رأسهم الأصمعي والكوفيون وعلى رأسهم ابن الأعرابي وأبو عمرو الشيباني ومن جاء بعدهم من البغداديين مثل عبد الله ابن إبراهيم الجمحي، ومن بين من ينقل عنهم أبو عبيدة. ومنه نعرف أن الأصمعي كان ينقل عند مصدر من نفس القبيلة هو عمارة بن أبي طرفة الهذلي. بل ساقها بأسانيدها التي ترجع بها إلى مصادرها ورواتها الأوائل مثل الأصمعي وأبي عبيدة وابن الأعرابي وأبي عمرو الشيباني والهيثم بن عدي وخالد بن كلثوم وابن الكلبي وأضرابهم ومن خلفوهم من جلة الرواة والمصنفين. فيرفض رواية لأن راويها ابن الكلبي أو ابن خرداذبة أو غيرهما من المتهمين.


Original text

رأينا علماء البصرة والكوفة ورواتهما يجمعون مادة الشعر الجاهلي، وقد توزعتها منتخبات عامة ودواوين مفردة للشعراء وأخرى للقبائل غير كتب الطبقات والتراجم وكتب التاريخ واللغة. وسنحاول وصف طائفة منها وبيان مقدار الثقة بها. ونبدأ من المنتخبات العامة بالمعلقات، وقد مر بنا أنها لم تعلق بالكعبة كما زعم بعض المتأخرين؛ وإنما سميت بذلك لنفاستها أخذًا من كلمة العلق بمعنى النفيس، ويقال: إن أول من رواها مجموعة في ديوان خاص بها حماد الرواية1، وهي عنده سبع: لامرئ القيس وزهير وطرفة ولبيد وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة وعنترة. ونراها عند المفضل الضبي سبعًا أيضًا؛ غير أنه أسقط اثنين من رواية حماد هما الحارث بن حلزة وعنترة وأثبت مكانهما الأعشى والنابغة2، وربما أضاف حماد الحارث في مقابلة عمرو بن كلثوم التغلبي؛ لأن ولاءه كان في بكر؛ على أننا لا نمضي في عصر التبريزي حتى نجده يجعلها في شرحه لها عشرًا جامعًا بين الروايتين ومضيفًا قصيدة عبيد بن الأبرص: "أقفر من أهله ملحوب".
وقد عني الشراح بهذه المجموعة؛ فشرحوها مرارًا، وطبع من شروحهم شرح الزوزني المتوفى سنة 486هـ. وقد كتبه على رواية حماد، ثم شرح التبريزي المتوفى سنة 502. وأكبر الظن أن حمادًا لم يأخذ حريته كاملة في قصائد مجموعته؛ فقد كانت على ما يظهر معروفة بين العرب؛ على أنه ينبغي مقابلتها على دواوين أصحابها ورواياتها الوثيقة.
والمجموعة الثانية في المنتخبات هي المفضليات نسبة إلى جامعها المفضل الضبي راوي الكوفة الثقة، وقد نشرها ليال بشرح ابن الأنباري، وهي مائة وست وعشرون قصيدة أضيف إليها أربع قصائد وجدت في بعض النسخ، وفي مقدمة الشرح سند كامل لها يرفعه ابن الأنباري إلى ابن الأعرابي تلميذ المفضل وربيبه، ويقول ابن النديم: "هي مائة وثمانية وعشرون قصيدة. وقد تزيد وتنقص وتتقدم القصائد وتتأخر، بحسب الرواية عن المفضل، والصحيحة التي رواها عنه ابن الأعرابي1"، ومعنى ذلك أن في أيدينا أوثق نسخة للمفضليات. وتعلَّق عبد السلام هارون وأحمد شاكر ناشراها في دار المعارف بنص عن الأخفش يزعم أنها كانت ثمانين ألقاها المفضل على المهدي، وزاد فيها الأصمعي أربعين، ثم زاد البقية بعض تلاميذه2. وربما جاء الأخفش اللبس3 من أن الأصمعيات تلتقي معها في تسع عشرة قصيدة، وأيضًا فقد جد الرواة يقولون إن أبا جعفر المنصور حين عهد إلى المفضل بتثقيف ابنه المهدي بالشعر القديم اختار له ثمانين قصيدة؛ فلما وجدها قد زادت عن الثمانين ووجدها تلتقي مع الأصمعيات في بعض القصائد ظن أن الأصمعي وتلاميذه هم الذين أضافوا فيها هذه الزيادات، ولو أنه اطلع على رواية ابن الأعرابي خصم الأصمعي لزايله هذا الوهم؛ وكأن المفضل اختار أولًا ثمانين ألقاها على المهدي، ثم زادها إلى مائة وثمانية وعشرين كما جاءت في رواية تلميذه ابن الأعرابي.
وهي موزعة على سبع وستين شاعرًا منهم سبع وأربعون جاهليًّا وعلى رأسهم المرقشان الأكبر والأصغر والحارث بن حلزة وعلقمة بن عبدة والشنفرى وبشر بن أبي حازم وتأبط شرًّا وعوف بن عطية وأبو قيس بن الأسلت الأنصاري والمسيب وبينهم امرأة من بني حنيفة ومجهول من اليهود ومسيحيان هما عبد المسيح بن عسلة الشيباني وتتضح مسيحيته في اسمه، ثم جابر بن حني التغلبي، ونراه يقول في مفضليته:
وقد زعمت بهراء أن رماحنا ... رماح نصارى لا تخوض إلى الدم
ولو لم يصلنا من الشعر الجاهلي سوى هذه المجموعة الموثقة لأمكن وصف تقاليده وصفًا دقيقًا؛ فقد مثلت جوانب الحياة الجاهلية ودارت مع الأيام والأحداث وعلاقات القبائل بعضها ببعض وبملوك الحيرة والغساسنة، وانطبعت في كثير منها البيئة الجغرافية. وقد جاء فيها كثير من الكلمات المندثرة التي لم ترد في المعاجم اللغوية1 على كثرة ما أثبتت من الألفاظ المهجورة، مما يرفع الثقة بها ويؤكدها.
والمجموعة الثالثة من كتب المنتخبات العامة الأصمعيات نسبة إلى الأصمعي راويها، وقد نشرها ألوارد "Ahlwardt" عن نسخة سقيمة في برلين سنة 1902 وأعاد نشرها عبد السلام هارون وأحمد شاكر عن نسخة للشنقيطي نقلها عن أصل قديم وهي نشرة علمية جيدة، وقد بلغ عدد قصائدها ومقطوعاتها اثنتين وتسعين، وهي موزعة على 71 شاعرًا منهم نحو 40 جاهليًّا على رأسهم امرؤ القيس والحارث بن عباد ودريد بن الصِّمَّة وأبو دؤاد الإيادي وذو الإصبع العُدواني وسلامة بن جندل وطرفة وعروة بن الورد وقيس بن الحطيم، وبينهم يهوديان هما سعية بن الغريض والسموأل. وهذه المجموعة كسابقتها في الثقة بها وعلو درجتها، وقد جاء فيها أيضًا كثير من الكلمات المهجورة التي لم تثبتها المعاجم2؛ غير أنها لم تلعب الدور الذي لعبته المفضليات فلم يتعلق بها الشراح، ولعل ذلك يرجع إلى قلة غريبها بالقياس إلى المفضليات، وأيضًا فإن الأصمعي لم يرو كثيرًا من القصائد كاملة؛ بل اكتفى بمختارات منها.
والمجموعة الرابعة جمهرة أشعار العرب لأبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي، ولا نجد اسمه بين الرواة المشهورين؛ غير أنه يتضح من مقدمته لكتابه وما نقله عن الرواة أن بينه وبين رواة القرن الثاني جيلين أو ثلاثة؛ فالوسائط بينه وبينهم في السند غير بعيدة؛ ولذلك نظن أنه كان يعيش في أواخر القرن الثالث أو أوائل القرن الرابع، وقد ذكره ابن رشيق المتوفى سنة 463 للهجرة في كتابه العمدة3 كما ذكره السيوطي في المزهر4 والبغدادي في الخزانة5. والجمهرة تضم تسعًا وأربعين قصيدة طويلة موزعة على سبعة أقسام في كل قسم سبع قصائد، والقسم الأول خاص بالمعلقات، وقد أخذ فيها برواية الضبي، فأسقط منها معلقتي الحارث وعنترة ووضع مكانهما معلقتي الأعشى والنابغة. ويلى هذا القسم المجمهرات وهي لعبيد بن الأبرص وعدي بن زيد وبشر بن أبي خازم وأمية بن أبي الصلت وخداش بن زهير والنمر بن تولب وعنترة وألحقت قصيدته في النسخة المطبوعة بالمعلقات خطأ. ويلي ذلك المنتقيات أي المختارات، ثم المذهبات وجميعها لشعراء من الأنصار جاهليين أو مخضرمين، وربما قُصد باسمها أنها تستحق أن تكتب بالذهب، ثم عيون المراثي، ثم المشوبات وهي لمخضرمين شابهم الكفر والإسلام، ثم الملحمات وجميعها لإسلاميين. وهي مجموعة غنية بالقصائد الطويلة ولكنها غير موثقة الرواية؛ فلا بد في الاعتماد عليها من مقابلتها على روايات صحيحة. وطُبعت الجمهرة مرارًا في بيروت والقاهرة.
ومثل هذه المجموعة في ضعف سندها مختارات ابن الشجري المتوفى سنة 542 للهجرة، وهي مختارات من شعر جاهلي وإسلامي، موزعة على ثلاثة أقسام وأهم من في القسم الأول الشنفرى وطرفة ولقيط الإيادي والمتلمس، أما القسم الثاني فمختارات من دواوين زهير وبشر بن أبي خازم وعبيد بن الأبرص، وأما القسم الثالث فمختارات من ديوان الحطيئة. وطبعت هذه المجموعة بالقاهرة.
وتدخل في هذه المختارات دواوين الحماسة، وقيمتها أدبية أكثر منها تاريخية؛ إذ لا يعرفنا أصحابها بمصادرهم وأشهرها ديوان الحماسة لأبي تمام المتوفى حوالي سنة 232 للهجرة وقد شُرح مرارًا، ومن شروحه المطبوعة شرح المرزوقي وشرح التبريزي وهو يفيض بالإشارات التاريخية. ونص المرزوقي على أن أبا تمام أصلح في الشعر الذي رواه، يقول: "إنك تراه ينتهي إلى البيت الجيد في لفظة تشينه؛ فيجبر نقيصته من عنده، ويبدل الكلمة بأختها في نقده، وهذا يبين لمن رجع إلى دواوينهم؛ فقابل ما في اختياره بها1". وحماسته موزعة على عشرة أبواب أكبرها باب الحماسة وبه سماها، وهي مقطوعات لجاهليين وإسلاميين وعباسيين، وقلما رَوى فيها قصائد كاملة. وتلي هذه الحماسة في الأهمية حماسة البحتري المتوفى سنة 284هـ وهي مقطوعات قصيرة موزعة على مائة وأربعة وسبعين بابًا، وأكثر أبوابها في نزعات خلقية، ولم يعن القدمان بشرحها. ولابن الشجري صاحب المختارات حماسة طبعت في حيدر أباد، وأغلب منتخباتها من الشعر الجاهلي. وطبعت أخيرًا حماسة الخالديين أو الأشباه والنظائر للأخوين سعيد الخالدي المتوفى سنة 350 ومحمد المتوفى سنة 380 ولا تزال الحماسة البصرية لعلي بن أبي الفرج البصري المتوفى في القرن السابع غير مطبوعة، وفي دار الكتب المصرية مخطوطتان منها.
وإذا تركنا هذه المختارات إلى الدواوين المفردة لقينا منها دواوين الشعراء الستة الجاهلين: امرئ القيس والنابغة وزهير وطرفة وعنترة وعلقمة وقد نشرها ألوارد؛ إلا أنه لم يكتف برواية الأصمعي التي احتفظ بها شرح الشنتمري؛ بل أضاف إليها زيادات هي في الأكثر منحولات، ولا تزال في حاجة إلى نشر شرح الشنتمري المتوفى سنة 476 وقد استخرج، منه مصطفى السقا شرحه على تلك الدواوين والتزم روايته في المجموعة التي سماها باسم مختار الشعر الجاهلي.
وطبع ديوان امرئ القيس طبعات مختلفة لعل أهما الطبعة الأخيرة بدار المعارف، وقد جمع فيها أبو الفضل إبراهيم رواياته جميعها وقارن بينها مقارنات دقيقة. ونشرت دار الكتب المصرية ديوان زهير بشرح ثعلب؛ غير أن من حققوه لم يقابلوا بين هذه الرواية الكوفية ورواية الأصمعي البصرية التي يحتفظ بها الشنتمري في شرحه. وطبعت دواوين أخرى مثل ديوان النابغة وطرفة ولبيد وعروة بن الورد وحاتم وعلقمة والشنفرى وأوس بن حجر؛ إلا أن أكثر هذه الدواوين لا يزال في حاجة إلى نشرة علمية جيدة. وقد نشر لايل ديواني عبيد بن الأبرص وعامر بن الطفيل، وهناك دواوين مخطوطة لما تنشر.
أما دواوين القبائل التي جمع منها الشيباني نيفًا وثمانين وعُني السكري بكثير منها ففقدت في الطريق1، ولم يبق منها إلا قطع من ديوان هذيل نشرت في خمس مجموعات، أربع منها في أوروبا وهي من صنعة أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري، طبعت أولاها في لندن سنة 1854 بتحقيق كوزجارتن، وطبعت الثانية في برلين سنة 1887 بتحقيق فلهاوزن، وطبعت الثالثة وهي خاصة بديوان أبي ذؤيب في هانوفر سنة 1926 بتحقيق يوسف هل، وفي سنة 1933 نشر القطعة الرابعة في ليبزج، وهي تتداخل مع القطعة الخامسة التي نشرتها دار الكتب المصرية، ويظهر أن هذه القطعة الأخيرة اختلطت فيها نسخة السكري بنسخة أخرى مختصرة منها؛ ولذلك كان يقل فيها الشرح وإسناد الرواية. وهذه القطع التي وصلتنا من صنعة السكري غاية في النفاسة لا لأنه يضمنها أخبارًا وشروحًا فحسب؛ بل لأنه يقفنا وقوفًا دقيقًا على مصادره؛ إذ يذكر دائمًا الإسناد في القصيدة وألفاظها وأبياتها مثبتًا ما اختلف فيه الرواة البصريون وعلى رأسهم الأصمعي والكوفيون وعلى رأسهم ابن الأعرابي وأبو عمرو الشيباني ومن جاء بعدهم من البغداديين مثل عبد الله ابن إبراهيم الجمحي، ومن بين من ينقل عنهم أبو عبيدة. ومنه نعرف أن الأصمعي كان ينقل عند مصدر من نفس القبيلة هو عمارة بن أبي طرفة الهذلي. وبذلك كانت أجزاء من هذه القطع التي رواها السكري عن ديوان هذيل لا تقل ثقة ولا قيمة تاريخية عن المفضليات والأصمعيات.
ومن الكتب الجيدة التي تشتمل على شعر جاهلي كثير شرح النقائض لأبي عبيدة؛ فقد أنشد فيه كثيرًا من الشعر الذي قيل في أيام العرب وحذا حذوه من كتبوا في أيام العرب مثل ابن الأثير في كامله وابن عبد ربه في عقده. ومن الكتب الجيدة أيضًا طبقات الشعراء لابن سلام، ومر بنا أنه أودع فيه دراسة دقيقة للشعر الجاهلي صحيحه ومصنوعة. أما كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة فربما كان خير ما فيه مقدمته التي يحاول أن يربط فيها شعراء عصره بالمثل الجاهلية القديمة، أما بعد ذلك فالكتاب فقير في تراجمه وما يطوى فيها من أخبار وأشعار غير مسندة إلى رواتها. وهناك كتبُ أدب ألفت في البصرة مثل البيان والتبيين والحيوان للجاحظ والكامل للمبرد، ومن الخير أن نرد ما بها من شعر إلى روايات بصرية صحيحة، حتى نكون أكثر طمأنينة. ويجري مجراها ما في أمالي اليزيدي ومجالس ثعلب من أشعار وينبغي أن نتلقى كتب الأدب البغدادية مثل عيون الأخبار لابن قتيبة بحذر، مثلها أمالي أبي علي القالي؛ ففيها انتحال كثير. ومن المختصرات التي تفيد في المراجعة كتاب المؤتلف والمختلف للآمدي ومعجم الشعراء للمرزباني وكتابه الموشَّح نفيس في التعرف على كثير مما وضع على الشعراء الجاهليين. وهناك أشعار جاهلية كثيرة في كتب النقد مثل نقد الشعر لقدامة والصناعتين لأبي هلال العسكري والوساطة بين المتنبي وخصومه للجرجاني والعمدة لابن رشيق، ومثلها مثل الشواهد المبثوثة في كتب اللغة والنحو ينبغي التوثق منها بالرجوع إلى المصادر الأصلية الوثيقة. أما ما جاء في كتب السير والأخبار والتاريخ كسيرة ابن هشام وتاريخ الطبري ومغازي الواقدي فينبغي أن نرفضه إلا أن تدعمه روايات صحيحة.
وإذا كنا فقدنا كثيرًا من الدواوين المفردة ودواوين القبائل وما كان بها من أخبار وأشعار فإن كثيرًا من ذلك احتفظ به أبو الفرج الأصبهاني في كتابه الأغاني الذي ترجم فيه للشعراء من القرن السادس إلى القرن التاسع للميلاد ترجمات غنية، سجل فيها كثيرًا من المادة التي فقدت، وكان له ذوق عالم ناقد بصير؛ فساق من الكتب التي سبقته أطرف ما فيها من أخبار وأشعار، ولم يسقها مفردة؛ بل ساقها بأسانيدها التي ترجع بها إلى مصادرها ورواتها الأوائل مثل الأصمعي وأبي عبيدة وابن الأعرابي وأبي عمرو الشيباني والهيثم بن عدي وخالد بن كلثوم وابن الكلبي وأضرابهم ومن خلفوهم من جلة الرواة والمصنفين. وإذا تعددت الروايات في الخبر ذكرها جميعًا، وكثيرًا ما يقف ليفحص ما ينقله، فيرفض رواية لأن راويها ابن الكلبي أو ابن خرداذبة أو غيرهما من المتهمين. وقد يشك في مقطوعة أو قصيدة تنسب لشاعر من الشعراء، فيرجع إلى ديوانه في رواياته المختلفة، وينص على أنه وجدها أو لم يجدها، وقد يعرض الخبر على التاريخ ليتوثق منه. وفي تضاعيف ذلك يسوق آراء الرواة والنقاد في الشعراء وشعرهم. والحق أنه أكبر مصدر لتاريخ الشعر الجاهلي وأصحابه؛ فإذا أضفنا له الأصمعيات والمفضليات وديوان هذيل وما صح من الدواوين المفردة كنا أمام مادة خصبة للبحث والدراسة في الجاهليين وأشعارهم وأخبارهم.
ومن الكتب المتأخرة التي احتفظت ببعض ما فقد من الروايات والمصنفات القديمة خزانة الأدب للبغدادي المتوفى سنة 1093 للهجرة، وهو شرح على شواهد الرضي شارح كتاب الكافية لابن الحاجب، وفيه تراجم دقيقة لبعض الجاهليين وملاحظات على بعض أشعارهم من حيث الانتحال والصحة. ومثله في هذا الاتجاه شرح السيوطي على شواهد المغني لابن هشام


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

مث نظر اىل يده ...

مث نظر اىل يده ابمشزئاز ، وقال اي نوع من اليد هذه ، امل تنهتيي من التش نج صرب قليل وقال توجد مسكة هن...

الجبهة الشرقية ...

الجبهة الشرقية للحرب العالمية الثانية هي مسرح الحرب الرئيسي الذي شهد العديد من المعارك بين دول المحو...

إنّ الشّعرَ مِن...

إنّ الشّعرَ مِنَ الفُنون العربيّة الأولى عند العرب، فقد برزَ هذا الفنُ في التّاريخ الأدبيّ العربيّ م...

حتى يتسنى للمؤس...

حتى يتسنى للمؤسسة تحقيق أهدافها الاقتصادية تقوم باستعمال العديد من الوسائل والتقنيات الخاصة بالتسيي...

يرجع مفهوم الرق...

يرجع مفهوم الرقمنة إلى تطورات تاريخية عديدة في مرافق ومؤسسات المعلومات، لتسير بعض الأنشطة المكتبية ب...

الذكاء الاصطناع...

الذكاء الاصطناعي: يشير الذكاء الاصطناعي إلى تطوير الأنظمة أو الآلات التي يمكنها أداء المهام التي تتط...

التعريف اللغوي ...

التعريف اللغوي للدولة : الدولة في اللغة بتشديد الدال مع فتحها أو ضمها ، ىي العاقبة في الدال وا...

اثنيا/ احلداثة ...

اثنيا/ احلداثة الشعرية يف املغرب العريب : احلداثة الشعرية يف اجلزائر :ابتكر الشعر اجلزائري حداثته و ...

Notre ami Meers...

Notre ami Meersloot est maintenant un prisonnier, et il a commencé à nous expliquer et à nous parler...

واجهت هذه الفنو...

واجهت هذه الفنون تحديات كبيرة في التأثير على المجتمع والتعامل مع القيم الاجتماعية المتعارف عليها. في...

_ تعريف اختبار ...

_ تعريف اختبار الرجل˸ وضع ىذا االختبار 'فرونس جونوف' صاحبة الفضل في تكوين أول اختبار مقنن لقياس الذك...

Les embouchures...

Les embouchures des rivières peuvent être des endroits où l'accumulation de détritus charriés par l...