Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (11%)

علاقة الاستشراق بالتنصير والتبشير :
أول من اهتم بدراسة علوم الشرق كان راهبًا وقسيسًا، كانوا من رجال الكهنوت المسيحي واليهودي. ولا يمكننا أن نتجاهل العواطف الدينية التي دفعتهم للاهتمام بهذه الدراسات، فقد كانوا يسعون للدفاع عن دينهم. وبناءً على ذلك، تنوعت الدراسات الإسلامية لدى المستشرقين وتعددت اهتماماتهم بالإسلام وحضارته. واللغة وآدابها، والرسول وغزواته وعلاقته بأهل الكتاب في المدينة.واتبع المستشرقون في دراساتهم منهجًا نفسيًا، ركزوا فيه على سر قوة المسلم ونقاط ضعف العالم الإسلامي. وقد قاموا بذلك من خلال إثارة القضايا الخلافية في الفكر الإسلامي والعمل على إحياء الآراء الشاذة للفرق المغالية، بهدف أن يشغل المسلمون أنفسهم بها ويتجاهلوا الأمور العظيمة وكذلك بهدف سلب المسلم قوته وجعله سهل الاستخدام في أيديهم، حيث يشكلون عقيدته وفقًا لأهوائهم المسيحية ومكرهم السياسي والمذهبي.وقد أعلن المستشرقون هذا الهدف بصراحة، ولم يجدوا في ذلك أي حرج أو عيب.حيث صرح المفكر الفرنسي "هانوتو"( ) بعد أن احتلت فرنسا الجزائر بما يلي: «لقد أصبحنا اليوم إزاء الإسلام والمسألة الإسلامية»، وكانت هذه العبارة عنوانا لمقال كبير نشر مترجما باللغة العربية في جريدة المؤيد المصرية، ونقل أطرافا منه المرحوم الدكتور محمد البهي في كتابه عن الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار، ومما جاء فيه:« إنه لا يوجد مكان على ظهر الأرض إلا واجتاز الإسلام فيه حدوده منتشرًا في الآفاق، فهو الدين الوحيد الذي أمكن انتحال الناس له زمرًا وأفواجًا، وهو الدين الوحيد الذي تفوق شدة الميل إليه والتدين به كل ميل إلى اعتناق دين سواه. لقد صارت في صدر الإسلام وكبده. وهو شائع ومنتشر في أسيا.وعلى الرغم من هذا كله، يحرص الاستشراق الذي عاش في معظم مراحله في كنف الكنيسة، ترعاه وتوجهه وتنفق عليه، على طمس كل فضل لأمتنا في عقيدتها وتاريخها وأثرها في الحضارة الإنسانية، وحينما ألف ناصر الدين دينييه( ) كتـابـه "محمد رسول الله" ثارت ثورة المستشرقين، لأنَّه لم يعبأ بما كتبوا، وأخذوا عليه أنَّه لم يقم وزناً لإنتاجهم في السيرة النبوية، وأن اعتماده إنما كان على ابن هشام ونبه دينييه إلى أنَّ « الافتتان بالمستشرقين لا أساس له »، وهذا أمر طبيعي لأنهم أساتذة في فكر رفضوه، وتاريخ حقدوا عليه، وحضارة يحرصون على إدانتها وهضمها حقها.وهذا ما قاله روجيه جارودي ( ) : «لم يدرس الغرب الإسلام دراسة صحيحة في الجامعات الغربية، وربما كان هذا مقصوداً مع الأسف »( ).ولقد أفصح بعضهم عن هذا الهدف في بعض المؤتمرات بقوله: « … لا نريد أن نرسل إلى الشرق جنودا مسلحين وإنما نريد لهم رسلا مبشرين بالنصرانية" وهذه الأهداف التبشيرية كانت واضحة تماما في كتابات المستشرقين قديما وحديثا مما مهد الطريق لحملات التبشير في العصر الحديث، حيث التقت أهداف الاستشراق والتبشير في العمل على بذر الشكوك حول عقيدة المسلم ورسوله؛ ليخرجوا المسلم عن دينه إن استطاعوا، فإذا عجزوا عن تحقيق هذا الهدف فلا أقل من أن يتركوه بلا دين ولا عقيدة كما صرح بذلك "زويمر"» ( )
عندما وجد مجموعة من المستشرقين، كان هدفهم الرئيسي من دراستهم للشرق هو تعميق فكرة التنصير في هذا المجتمع. حاولوا بأساليبهم العلمية تحقيق مفهوم التنصير، على الرغم من التحويرات التي تعرض لها هذا المفهوم، خاصة عندما يتعلق بمجتمع متدين مثل المجتمع المسلم. كانت الغاية من ذلك حماية النصارى من الإسلام والحد من انتشاره بينهم وفي مواطنهم، بالإضافة إلى الحد من انتشاره بين غير النصارى في مواطنهم. من الأهداف الدينية للتنصير كان السعي إلى توحيد الكنائس الشرقية والغربية، وهذا يتطلب وجود المستشرقين والاستفادة منهم في هذا السياق.ويقول إدوارد سعيد: «ولقد أظهر مؤرخون عديدون أن أقدم الباحثين الأوربيين في شؤون الإسلام كانوا من أهل الجدل في القرون الوسطى، ممن كتبوا لتبديد تهديد الحشود الإسلامية وتهديد الارتداد، )
مؤيدات هذا الهدف: والذي يؤيد وجود هذا الهدف عدة عوامل مهمة، ومن أبرزها:
- تأسست العلاقة بين الشرق والغرب على أساس العداء الديني، وقد قام الغرب بحماية النصارى الشرقيين من الإسلام وتأثيره على الأرثوذوكس في الشرق وجذبهم للانضمام إلى الكنيسة الكاثوليكية في الغرب.- نشأ هذا الشعور بالاستعلاء والفوقية الغربية على بقية الأمم، بما في ذلك المسلمين، وانبثق هذا الشعور من الكنيسة الغربية التي احتقرت كل ما هو غير بابوي النحلة والهوى، وانتقل هذا الشعور تدريجياً إلى العظماء الروحيين والقساوسة والرهبان، مما أدى إلى تشكيل حالة نفسية استعلائية فيهم، وصبغ العقلية الغربية والفكر الغربي في العصور الوسطى. حتى بعد أن عاشوا لفترة طويلة بين المسلمين أو قاموا بزيارات متكررة واطلاع على القرآن الكريم والحديث الشريف. واستمر هذا الشعور العميق بالتفوق، في حين رأوا بطلان ما لدى الآخرين بسبب عدم توافقه مع دينهم وثقافتهم وفكرهم.- يجب أن نلاحظ أن طلائع المستشرقين من النصارى كانوا يشغلون مناصب دينية، وأنهم انطلقوا من الكنائس والأديرة، ويعود هذا إلى النصف الثاني من القرن."وأن كثيرا من المستشرقين قد بدأوا حياتهم العلمية بدراسة اللاهوت قبل التفرغ لميدان الدراسات الاستشراقية"( ) "وكان همهم إرساء نهضة الكنيسة وتعاليمها، لا سيما في العصور الوسطى أي أن هدفهم كان تنصيريا واضحا، رغم محاولات تعميم اللاتينية لغة للتنصير". )
وينقل عبد اللطيف الطيباوي عن " رادشل " في كتاب له عنوانه: الجامعات في أوربا في القرون الوسطى أن « الغرض من هذا القرار كان تنصيريا صرفا وكنسيا لا علميا »( )
"إقناع المسلمين بلغتهم ببطلان الإسلام، واجتذابهم إلى الدين النصراني وهذا مما أدى إلى الاستنتاج أن التنصير هو الأصل الحقيقي للاستشراق، " وليس العكس صحيحا كما يذهب أغلب الباحثين( )
ومن هذا المنطلق يفهم التوجه إلى تعريف المستشرقين بأنهم « الذين يقومون بهذه الدراسات من غير الشرقيين، ويقدمون الدراسات اللازمة للمبشرين، بغية تحقيق أهداف التبشير،معظم المستشرقين الألمان، يتبعون نهجًا علميًا في أنشطتهم الاستشراقية، بينما يظهر المستشرقون الفرنسيون، الذين ينتمون في الغالب إلى الكنيسة الكاثوليكية، تمايلهم نحو التنصير بشكل أكبر. وبالتالي، يمكن القول إن المستشرقين الفرنسيين قد ساهموا بشكل أكبر في تأثيرهم على المجتمع العربي الإسلامي من خلال جهودهم المتعددة في محاولة تغييره.هناك مستشرقين بدأوا حياتهم في دراسات الاستشراق وظلوا ملتزمين بها، ولكن تحولوا إلى التنصير فيما بعد. رغم أنهم يمتلكون إنتاجًا علميًا يضعهم في صفوف المستشرقين، المنصر المستشرق الأمريكي، من بين أبرز أعضاء هذه الفئة.وهناك بعض المستشرقين الذين كانوا يركزون على الاستشراق الديني المسيحي، فتبين لهم أن هذا النهج لا يؤدي إلى نتائج مرضية، وعدم سلامة هذه الأهداف والغايات. لذلك، قرروا التوجه نحو الدراسات الاستشراقية العلمية التي تبتعد عن هذا النهج. ثم انسحبوا منه دون أن يثير انتباه الجمهور. التفريق بين الظاهرتين:
تلتقي أهداف التنصير والاستشراق في بعض الجوانب، مثل التركيز على الجوانب الاجتماعية والثقافية والسعي لتحقيق أهدافهما في العالم الإسلامي. يركز بعض المستشرقين على الجانب العلمي والبحثي، بينما يركز المبشرون على الجوانب الاجتماعية والتعليمية.يستخدم المستشرقون الحوار والمناظرة للتأثير على المثقفين والمسئولين السياسيين، بينما يستخدم المبشرون الحب والتعاطف للتأثير على الفقراء والمحتاجين، ويسعون أيضًا لتحويل المسلمين إلى المسيحية.الفرق بين الاستشراق والتنصير من حيث الوسائل والمناهج :
- يتميز الاستشراق بتركيزه على الجانب العلمي من خلال البحث والكتابة والمقالات والندوات والمؤتمرات والمحاضرات، حيث يكون نشاطه متمحور حول الجانب العلمي والبحثي.بينما يركز التبشير عادة على الجانب الاجتماعي كوسيلة لتحقيق أهدافه، مثل بناء المستشفيات والملاجئ والنوادي والمؤسسات التعليمية.


Original text

علاقة الاستشراق بالتنصير والتبشير :


أول من اهتم بدراسة علوم الشرق كان راهبًا وقسيسًا، ثم أصبح بابا لروما فيما بعد. ومعظم الباحثين في علوم الشرق، سواء في العصور القديمة أو الحديثة، كانوا من رجال الكهنوت المسيحي واليهودي. ولا يمكننا أن نتجاهل العواطف الدينية التي دفعتهم للاهتمام بهذه الدراسات، فقد كانوا يسعون للدفاع عن دينهم. وهذه النوايا التي عبر عنها العديد من الباحثين تجعلنا نؤمن بأن السبب الديني كان له تأثير كبير وسيطرة على الأسباب الأخرى. وبناءً على ذلك، تنوعت الدراسات الإسلامية لدى المستشرقين وتعددت اهتماماتهم بالإسلام وحضارته. فقد كان هناك من يدرس العقيدة وأصولها، والفقه وأصوله، والتاريخ وحضارته، والقرآن وعلومه، والحديث ورجاله، واللغة وآدابها، والرسول وغزواته وعلاقته بأهل الكتاب في المدينة.
واتبع المستشرقون في دراساتهم منهجًا نفسيًا، ركزوا فيه على سر قوة المسلم ونقاط ضعف العالم الإسلامي. وقد قاموا بذلك من خلال إثارة القضايا الخلافية في الفكر الإسلامي والعمل على إحياء الآراء الشاذة للفرق المغالية، بهدف أن يشغل المسلمون أنفسهم بها ويتجاهلوا الأمور العظيمة وكذلك بهدف سلب المسلم قوته وجعله سهل الاستخدام في أيديهم، حيث يشكلون عقيدته وفقًا لأهوائهم المسيحية ومكرهم السياسي والمذهبي.
وقد أعلن المستشرقون هذا الهدف بصراحة، ولم يجدوا في ذلك أي حرج أو عيب.
حيث صرح المفكر الفرنسي "هانوتو"( ) بعد أن احتلت فرنسا الجزائر بما يلي: «لقد أصبحنا اليوم إزاء الإسلام والمسألة الإسلامية»، وكانت هذه العبارة عنوانا لمقال كبير نشر مترجما باللغة العربية في جريدة المؤيد المصرية، ونقل أطرافا منه المرحوم الدكتور محمد البهي في كتابه عن الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار، ومما جاء فيه:« إنه لا يوجد مكان على ظهر الأرض إلا واجتاز الإسلام فيه حدوده منتشرًا في الآفاق، فهو الدين الوحيد الذي أمكن انتحال الناس له زمرًا وأفواجًا، وهو الدين الوحيد الذي تفوق شدة الميل إليه والتدين به كل ميل إلى اعتناق دين سواه.. إن هذا الدين قائم الدعائم ثابت الأركان في أوربا عينها.. لقد صارت في صدر الإسلام وكبده.. ليس الإسلام في داخلنا فقط بل هو خارج عنا أيضا، قريب منا في مراكش.. قريب منا في طرابلس الغرب.. قريب منا في مصر.. وهو شائع ومنتشر في أسيا.. ولا يزال الهلال "الإسلامي" ينتهي طرفاه من جهة بمدينة القسطنطينية ومن جهة أخرى ببلدة فاس في المغرب الأقصى معانقا بذلك الغرب كله»( ).
وعلى الرغم من هذا كله، يحرص الاستشراق الذي عاش في معظم مراحله في كنف الكنيسة، ترعاه وتوجهه وتنفق عليه، على طمس كل فضل لأمتنا في عقيدتها وتاريخها وأثرها في الحضارة الإنسانية، وحينما ألف ناصر الدين دينييه( ) كتـابـه "محمد رسول الله" ثارت ثورة المستشرقين، لأنَّه لم يعبأ بما كتبوا، وأخذوا عليه أنَّه لم يقم وزناً لإنتاجهم في السيرة النبوية، وأن اعتماده إنما كان على ابن هشام ونبه دينييه إلى أنَّ « الافتتان بالمستشرقين لا أساس له »، وهذا أمر طبيعي لأنهم أساتذة في فكر رفضوه، وعقيدة ألحدوا بها، وتاريخ حقدوا عليه، وحضارة يحرصون على إدانتها وهضمها حقها.
وهذا ما قاله روجيه جارودي ( ) : «لم يدرس الغرب الإسلام دراسة صحيحة في الجامعات الغربية، وربما كان هذا مقصوداً مع الأسف »( ).
ولقد أفصح بعضهم عن هذا الهدف في بعض المؤتمرات بقوله: « … لا نريد أن نرسل إلى الشرق جنودا مسلحين وإنما نريد لهم رسلا مبشرين بالنصرانية" وهذه الأهداف التبشيرية كانت واضحة تماما في كتابات المستشرقين قديما وحديثا مما مهد الطريق لحملات التبشير في العصر الحديث، حيث التقت أهداف الاستشراق والتبشير في العمل على بذر الشكوك حول عقيدة المسلم ورسوله؛ ليخرجوا المسلم عن دينه إن استطاعوا، فإذا عجزوا عن تحقيق هذا الهدف فلا أقل من أن يتركوه بلا دين ولا عقيدة كما صرح بذلك "زويمر"» ( )
عندما وجد مجموعة من المستشرقين، كان هدفهم الرئيسي من دراستهم للشرق هو تعميق فكرة التنصير في هذا المجتمع. حاولوا بأساليبهم العلمية تحقيق مفهوم التنصير، على الرغم من التحويرات التي تعرض لها هذا المفهوم، خاصة عندما يتعلق بمجتمع متدين مثل المجتمع المسلم. كانت الغاية من ذلك حماية النصارى من الإسلام والحد من انتشاره بينهم وفي مواطنهم، بالإضافة إلى الحد من انتشاره بين غير النصارى في مواطنهم. من الأهداف الدينية للتنصير كان السعي إلى توحيد الكنائس الشرقية والغربية، وهذا يتطلب وجود المستشرقين والاستفادة منهم في هذا السياق.
ويقول إدوارد سعيد: «ولقد أظهر مؤرخون عديدون أن أقدم الباحثين الأوربيين في شؤون الإسلام كانوا من أهل الجدل في القرون الوسطى، ممن كتبوا لتبديد تهديد الحشود الإسلامية وتهديد الارتداد، وبطريقة أو بأخرى تواصل هذا المزيج من الفزع والعداء حتى يومنا هذا في الانتباه البحثي وغير البحثي المنصب على إسلام يرى منتميا إلى جزء من العالم (هو الشرق) يوضع موقع النقيض ضد أوروبا والغرب على الصعيد التخييلي والجغرافي والتاريخي ».( )
مؤيدات هذا الهدف: والذي يؤيد وجود هذا الهدف عدة عوامل مهمة، ومن أبرزها:



  • تأسست العلاقة بين الشرق والغرب على أساس العداء الديني، حيث رفض الإسلام أن يكون بديلاً للنصرانية في الشرق وفي أماكن أخرى، وقد قام الغرب بحماية النصارى الشرقيين من الإسلام وتأثيره على الأرثوذوكس في الشرق وجذبهم للانضمام إلى الكنيسة الكاثوليكية في الغرب.

  • نشأ هذا الشعور بالاستعلاء والفوقية الغربية على بقية الأمم، بما في ذلك المسلمين، وانبثق هذا الشعور من الكنيسة الغربية التي احتقرت كل ما هو غير بابوي النحلة والهوى، وانتقل هذا الشعور تدريجياً إلى العظماء الروحيين والقساوسة والرهبان، مما أدى إلى تشكيل حالة نفسية استعلائية فيهم، وصبغ العقلية الغربية والفكر الغربي في العصور الوسطى. وقد صدق المستشرقون هذا الرأي دون أن يبذلوا أي جهد لتغييره، حتى بعد أن عاشوا لفترة طويلة بين المسلمين أو قاموا بزيارات متكررة واطلاع على القرآن الكريم والحديث الشريف. واستمر هذا الشعور العميق بالتفوق، سواء كان حقيقيًا أم زائفًا، في حين رأوا بطلان ما لدى الآخرين بسبب عدم توافقه مع دينهم وثقافتهم وفكرهم.

  • يجب أن نلاحظ أن طلائع المستشرقين من النصارى كانوا يشغلون مناصب دينية، وأنهم انطلقوا من الكنائس والأديرة، ويعود هذا إلى النصف الثاني من القرن.
    "وأن كثيرا من المستشرقين قد بدأوا حياتهم العلمية بدراسة اللاهوت قبل التفرغ لميدان الدراسات الاستشراقية"( ) "وكان همهم إرساء نهضة الكنيسة وتعاليمها، لا سيما في العصور الوسطى أي أن هدفهم كان تنصيريا واضحا، فكأن الاستشراق إنما قام ليغذي التنصير بالمعلومة المنقولة بلغة المنصر، رغم محاولات تعميم اللاتينية لغة للتنصير".( )
    وينقل عبد اللطيف الطيباوي عن " رادشل " في كتاب له عنوانه: الجامعات في أوربا في القرون الوسطى أن « الغرض من هذا القرار كان تنصيريا صرفا وكنسيا لا علميا »( )
    "إقناع المسلمين بلغتهم ببطلان الإسلام، واجتذابهم إلى الدين النصراني وهذا مما أدى إلى الاستنتاج أن التنصير هو الأصل الحقيقي للاستشراق، " وليس العكس صحيحا كما يذهب أغلب الباحثين( )
    ومن هذا المنطلق يفهم التوجه إلى تعريف المستشرقين بأنهم « الذين يقومون بهذه الدراسات من غير الشرقيين، ويقدمون الدراسات اللازمة للمبشرين، بغية تحقيق أهداف التبشير، وللدوائر الاستعمارية بغية تحقيق أهداف الاستعمار. »( )
    معظم المستشرقين الألمان، يتبعون نهجًا علميًا في أنشطتهم الاستشراقية، بينما يظهر المستشرقون الفرنسيون، الذين ينتمون في الغالب إلى الكنيسة الكاثوليكية، تمايلهم نحو التنصير بشكل أكبر. وبالتالي، يمكن القول إن المستشرقين الفرنسيين قد ساهموا بشكل أكبر في تأثيرهم على المجتمع العربي الإسلامي من خلال جهودهم المتعددة في محاولة تغييره.
    هناك مستشرقين بدأوا حياتهم في دراسات الاستشراق وظلوا ملتزمين بها، ولكن تحولوا إلى التنصير فيما بعد. رغم أنهم يمتلكون إنتاجًا علميًا يضعهم في صفوف المستشرقين، إلا أنهم أصبحوا معروفين بمنصرين أكثر من كونهم مستشرقين. يعتبر صموئيل زويمر، المنصر المستشرق الأمريكي، من بين أبرز أعضاء هذه الفئة.
    وهناك بعض المستشرقين الذين كانوا يركزون على الاستشراق الديني المسيحي، فتبين لهم أن هذا النهج لا يؤدي إلى نتائج مرضية، وعدم سلامة هذه الأهداف والغايات. لذلك، قرروا التوجه نحو الدراسات الاستشراقية العلمية التي تبتعد عن هذا النهج. ثم انسحبوا منه دون أن يثير انتباه الجمهور.
    التفريق بين الظاهرتين:
    تلتقي أهداف التنصير والاستشراق في بعض الجوانب، مثل التركيز على الجوانب الاجتماعية والثقافية والسعي لتحقيق أهدافهما في العالم الإسلامي. يركز بعض المستشرقين على الجانب العلمي والبحثي، بينما يركز المبشرون على الجوانب الاجتماعية والتعليمية.
    يستخدم المستشرقون الحوار والمناظرة للتأثير على المثقفين والمسئولين السياسيين، بينما يستخدم المبشرون الحب والتعاطف للتأثير على الفقراء والمحتاجين، ويسعون أيضًا لتحويل المسلمين إلى المسيحية.
    الفرق بين الاستشراق والتنصير من حيث الوسائل والمناهج :

  • يتميز الاستشراق بتركيزه على الجانب العلمي من خلال البحث والكتابة والمقالات والندوات والمؤتمرات والمحاضرات، حيث يكون نشاطه متمحور حول الجانب العلمي والبحثي.
    بينما يركز التبشير عادة على الجانب الاجتماعي كوسيلة لتحقيق أهدافه، مثل بناء المستشفيات والملاجئ والنوادي والمؤسسات التعليمية.

  • يتمحور نشاط المستشرقين حول التواصل مع النخبة الثقافية والسياسية، ويعتمدون في ذلك على إقامة علاقات شخصية مع كبار المسؤولين السياسيين والثقافيين، بينما يركز المبشرون في خطابهم على الطبقات الفقيرة والمهمشة في المجتمع، ويسعون لتلبية احتياجاتها الأساسية.

  • يتجنب المبشرون الانتقاد المباشر للإسلام، حيث يبدأ حوارهم مع المسلمين بالحديث عن الجوانب الاجتماعية التي يعانون منها، بينما يلجأ المستشرقون في كتاباتهم إلى النيل من الإسلام والرسول بشكل مباشر، مما يثير الجدل والاستياء بين المسلمين


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

يركز على املشكل...

يركز على املشكلة/الهدف ِّ على العكس من بعض أشكال العلاج النفسي، لا يرك ٍ ز العلاج السلوكي املعرفي بش...

يمكن أن تلتصق ج...

يمكن أن تلتصق جزيئات أخرى أيضا بموقع ربط الرباط على المستقبل. وتسمى هذه الجزيئات الناهضة إذا كانت تح...

المناهج التضحية...

المناهج التضحية العدد الأدوات العمالة في المصنع المدرسية النشر تربية هائلة سليمة الكم أنها تساهم في ...

زايد بن سلطان آ...

زايد بن سلطان آل نهيان ( رحمه الله ) لأنه رجل التاريخ بلا منازع في دولة الإمارات العربية المتحدة فقد...

شروط خصم ضريبة ...

شروط خصم ضريبة القيمة المضافة أن يكون الشخص خاضعا لضريبة القيمة المضافة. أن تكون صادرة من مورد خاضع ...

In the future, ...

In the future, the lessons learned from this project will be of a great help to the developers of ne...

ير ى"ابن خلدون"...

ير ى"ابن خلدون" أن االجتماع النساني أمر طبيعي و ضروري، فالنسان مدني بالطبع إذ ال يستطيع العيش إال في...

Background Emer...

Background Emerging research shows a high prevalence of fatigue and sleep problems among university ...

‏Did you know t...

‏Did you know that a drop of your blood can predict diseases you may develop in the future? This is ...

Main Body of Le...

Main Body of Lecture: ماهي البيئة البيئة في مفهومها العام تعني الوسط، أو الإطار الذي يعيش ويسكن في...

‏"Miss Julie" b...

‏"Miss Julie" by August Strindberg, the theme of “class and gender conflict” is central to the story...

بالنسبه للطلبه ...

بالنسبه للطلبه اللذين يعانون من صعوبات التعلم فانهم يحصلون على العديد من المكاسب من وراء هذا النوع م...