Lakhasly

تنظيم الموضوع
إن أي موضوع تتحدث فيه أو نكتبه يتكون من الأركان التالية:
1- العنوان : وهو كلمات معدودة أو كلمتان أو كلمة واحدة، وهي رأس الموضوع وهي الدالة عليه، مثل الفخر في شعر المتنبي، الأنسولين وآثاره
الطبية، رحلة للحج والعمرة، الصحافة المعاصرة.
وللعنوان خصائصه وسنبينها بعد ذكر الأركان موجزة.

• المقدمة: وهي الجمل الأولى التي تفتح الطريق للموضوع، وهي جمل قصيرة ذات معان مكلفة، ويستطيع قارئها أن يلم بالأفكار العامة للموضوع منذ ينتهي من قراءة المقدمة، وتتنوع المقدمات بتنوع أفكار الموضوع، ولا تزيد المقدمة في الموضوعات القصيرة ذات الصفحة والصفحتين عن ثابثة أو أربعة أسطر، إنه فقرة واحدة.
  الفوس: وهو شرح جوهر الموضوع، وهو صلبه ومادته وأفكاره العديدة وهو يضم فقرات متعددة، وتكون الفقرة على الأغلب إطار الفكرة واحدة
  محددة ويتكون العرض من عدة أفكار، وهذا يتطلب من الكاتب قدراً من الوعي والإلمام ليستطيع التعبير عن هذه الأفكار بقوة وجدارة، ويستطيع أن يطرق الموضوع من أبوابه المختلفة، وهذا يحتاج إلى قدر من المعاني
  وأسلوب مناسب لمناقشتها و بيان صوابها وحسنها، ولذلك يحتاج كاتب العرض إلى ذكر امثلة عديدة ليقوي موضوعه.


• الخاتمة: وهي خالصة الموضوع، وتركيز على نقاطه الجوهرية، وغالباً ما يكون إطارها فقرة واحد، ويبين الكاتب فيها المغزى ، من موضوعه، ويثبت
  حكماً أو قاعدة أو ربا قلمه و عرضه، وينصبح الكاتب عادة بعرض اقتراح يساعد الباحثين على استجلاء نقطة، أو الإيفاء يبحث أو استيفاء عرض من اغراضك التي بحثتها ولم تعدل فيها إلى أشياء واضحة ومحددة، فتريد من غيرك أن يسهم بجهده ليأتي بجديد من عنده، وقد اعتاد بعض الكتاب ذكر
  آيات من كتاب الله تبين صواب ما بحث، أو يذكر حكمه من أقوال النبي و
  أو السلف العلماء.
  أمثلة ومناقشتها
  ستورد أمثلة للعناوين والمقدمات والعروض الخاتمات لنرى كيف عالج أصحابها هذه القضايا، ولنرى نجاحهم في هذه الأركان الرئيسية للموضوعات المختلفة.
  1 - العنوان
  العنوان الممتاز هو ذو الكلمات المعدودات، وهو المشرق للقارئ، ويجب أن تكون لغته صحيحة سليمة، وذا تعبير مؤثر يدعو القارئ لخوض غمرات البحث وأن يمثل بحق الموضوع كله، فلا يجوز أن يكون العنوان عن فصل الربيع بينما العرض لا يتناول الربيع إلا قليلة، ويتشعب لكل الفصول، ثم يدخل السياسة والصحفة والحالات الاجتماعية في العرض، فلا تدري ماذا يريد، وإلى أي هدف يقصد
  فرض أن أحدنا أعجب بهذا البيت من الشعر وهو : باندي وإن جارت على عزيزة وأهلي وإن ضنوا على كرام وطلب إلى أبنائه الدارسين أو إخوانه أو محى هذه اللغة أن يذكروا عنواناً مختصراً الموضوع هذا البيت، فماذا نكتب؟
  لقد قمت بهذه التجربة في شعبة لفن الكتابة والتعبير، فكانت عناوين الموضوع لدى الطلبة متقاربة، وإن كان مدى التشويق فيها متقارناً، قالوا:
  الوطن عزيز، الوطن والأهل أعلى ما نملك / ظلم مع الوطنية، أهلي ووطني، الوطن والأهل باندي وأسرتي، الفيل للأهل والوطن، وهكذا.
  هذه العناوين مقاربة، وتقع جميعها ضمن معاني بيت الشعر، ولم تقع فيها
  أخطاء إملائية أو الغوية أو نحوية، لكن بعضها يشمل معاني أكثر من بعضها الآخر، فعنوان الوطن والأهل شامل المختلف معالي البيت، وأما عنوان: لا ظلم مع الموطنية، فقد أسقط الأهل، وأميل في ختام القول إلى عنوان: أهلي ووطني، فقد ضم صاحب هذا العنوان نفسه إلى الأهل والوطن، فالمضاف والمضاف إليه في اللغة العربية لعدان كالشيء الواحد.
  أسئلة في العنوان هذه عناوين متفرقة اخترتها من كتب أدبية وتاريخية و غيرها، حاول أن تعرف من العنوان جوهر الموضوع، وأهدافه، على قدر ما تستطيع
  التحدي بام عجاز.
  المبتدأ والخبر في القرآن الكريم.
  بين الحقيقة والخيال.
  الارتباك بين اللغة والدين.
  ه التدخين سرطان العصر.
  مع أبي العلاء في سجنه.
  التأكل البطيء.
  الأرض الخراب.
  الثقافة المعاصرة.
  إن من هذه العناوين عناوين محددة، تبين لك الموضوع الذي تناوله الكاتب بسهولة ومنها ما هو عام جداً واسع جداً لا تستطيع أن تحدد به الموضوع، ولكنها تشترك جميعها في الإيجاز والتشويق وسلامة اللغة، هل تستطيع أن تكتب فقرة واحدة عن كل من العناوين السابقة، إن للمحاولة قيمتها واعتبارها.
  ٢ - المقدمة
  تحدثنا فيما سبق عن المقدمة كركن من أركان الموضوع، وذكرنا بعض خصائصها، وتنتقل الآن لناحية تطبيقية، ونضع أمام انفسنا هذه الأسئلة:-
  هل تنسجم المقدمة مع العنوان؟ كيف نبني مقدمة قوية؟ ما الدور الذي تؤديه المقدمة ضمن الموضوع؟
  وللإجابة على ذلك يجب أن تنظر في حصيلة المعارف المسابقة عن موضوعنا والمعلومات المتوافرة لدينا، وتجعل لكل معرفة رئيسية أو لكل مجموعة مهامة من المعلومات فكرة وتخصص لها جملتين أو ثالثاً تعبر عن هذه المعرفة أو تلك المعلومات، ونحرص في أثناء وضع الجمل على عنصر التشويق فيها، وعلى عامل الجذب، فإن المقدمة تحسن السبيل القارئ وتمهد له الخوص في الموضوع، كما تحرص على التناسق بين المقدمة والعنوان بحيث يؤدي كل منهما إلى فكر موحد، فإن التناقض أو اختلاف المعنى سيجعل القارئ مرتبكا، وسوف يشتت ذهنه، كما يحسن بنا مراعاة المثل العربي لكل مقام مقال، فالمقال لطلبة الجامعة يختلف عن المقال لفئة من الموظفين المخضرمين، ويختلف عنهما إن كان موجها للأطفال، إن المقصود بموضوعك عمراً وثقافة وإدراكاً وعمالة مهم جداً، ويجب أن يدخل بحسبانك، ولتكن عباراتك واضحة محددة المعاني بعيدة عن الإبهام والغموض، إنك تكتب بلسان عربي مبين، فالإبانة شرط أساسي من شروط الكتابة.
  إن حجم المقدمة يعتمد على حجم الموضوع نفسه، فإن كان الموضوع كتاباً كانت المقدمة صفحتين أو ثامنا أو أكثر قليات، ولكن إذا كان الموضوع صفحتين أو ثلاثاً فالمقدمة فقرة واحدة تتكون من ثابثة أسطر أو بضعة أسطر، إن الإيجاز في
  المقدمة من خصائصها المتميزة.
  أمثلة من المقدمات:
  (1) في الكتب
  (1) قدم الأستاذ خليل هنداوي كتابه (تيسير الإنشاء) بما يأتي:-
  لا ذلي بجديد إذا قلنا: إن الإنشاء هو غاية هذا الجهد المتواصل مدى أعوام
  طويلة في تعلم اللغة العربية.
  (۲) وقدمت الأستاذة حنان عبد الحميد العناني كتابها (أدب الأطفال) بما يأتي: على الرغم من كون أدب الأطفال أدباً حديثاً نسبياً، إلا أننا نالتحط بوضوح الاهتمام العالمي بهذا النوع من الأدب، وذلك لا أثره البالغ في تنمية شخصية الطفل المتكاملة
  وقدم الدكتور كامل جميل ولويل كتابه (اللغة العربية في وسائل الإعلام) بما يتي:-
  إن عملي المستمر في ميدان اللغة العربية في التدريس والتوجيه وغير التدريس والتوجيه اكسبني القدرة على مواجهة مشكلات اللغة سواء أكانت في كتب اللغة أم كانت شفوية، لقد خضت تجربة حديثة عليه، إنها تجربة تدور حول
  أساليب اللغة في وسائل الإعالم ؛ وقد قصدت فيها إلى تقدير مدى ارتباط هذه
  الأساليب الناشئة بلغتنا العربية الفصيحة. (1 ) وقدم الأستاذ حسن عبد الرزاق منصور كتابه (مشكلة الضعف في الإماتة)،
  بما يلي:-
  لا نبالغ إذا قلنا إن مشكلة العجز في الكتابة لم تكن موجودة قبل خمسين سنة يحكم أن أسلوب تعليم اللغة كان منسجما مع طبيعة هذه اللغة.
  وقال: الحرف العربي لا بد أن يكون في حالة حركة، وليس جامدا، ولذلك الحقت به إشارات هي الرموز الحركة الحرف.
  ملاحظة: أقل مقدمة في المقدمة السابقة كانت في صفحتين.
  (ب) في المقالات
  (1) قدم كتب مقالة (الإعجاز والتحدي قدمها بما يأتي:
  القرآن الكريم ذو لغة وأسلوب متميزين، وقد تحدى البشر أن يأتوا بمثله أولاً ثم بعشر سور مثله، ثم بسورة من مثله، فعجز العرب وأهم الأرض عن ذلك.
  فكان شهادة للرسول بأنه النبي المرسل للبشرية، وهذا بيان في ذلك.
  (۲) وقدم كاتب مقالة التلفزيون بين النقد والتجني) بما يأتي:
  يتعرض التلفزيون للنقد خاصة في شهر رمضان بعض هذا النقد مبرر، والآخر فيه من التجني الكثير، لأن الوصول إلى رضا الجميع غاية يصعب
  الحصول عليها.
  (۳) أما جورج بول صاحب مقالة الولايات المتحدة أمام قوتها، فقد قدمها بما
  يلي:-
  هل يمكن للولايات المتحد أن تكون أقوى دولة في العالم وأن تمارس هذه القوة وتبقى في الوقت نفسه ضمن النظام البشري؟
  ملاحظة: لم تتجاوز مقدمة المقارت ثابثة أسطر ؛ لأن المقالات قصيرة.


• العرض
  ذكرنا في تنظيم الموضوع) بعض خصائص العرض، ولكنا تذكرها الآن بشيء من التفصيل والأمثلة.
  علينا أن نتذكر أن كلمة العرض هو إظهار الشيء، يقال عرضته له، أي أظهرته له وأبرزته إليه، والعرض أيضاً هو الأشياء المادية كالبيت والأرض
  والشجر، ومن هنا سمي لب الموضوع وجوهره (العرض)؛ لأنه هو السبب في إظهار الموضوع إظهاراً قوياً ولا يستكمل هذا الإظهار إلا بالأخذ بعدة شروط منها:
  الأفكار يتكون العرض من أفكار عديدة، وتعتمد الكثرة على تشعب
  الموضوع وشموليته، وكل فكرة تحتاج إلى دليل أو برهان يسندها أو مثلة
  توضحها، فالمقالة التي تناولت الإعجاز والتحدي تضطر الكاتب إلى جميع
  الآيات المتعلقة بالم عجاز أو أكثرها كما تضطره إلى بيان مواقع الآيات في
  القرآن الكريم ومناسبة نزولها، وبيان قيمة التحدي فيها، على الكاتب أن
  يذكر مجابهة قريش للإعجاز القرآني وفشلها، وعليه أن يذكر مواقف لبعض
  المشركين الأشداء الذين تحولوا إلى مؤمنين قالتين بعد سماعهم آيات القرآن
  تقلى، وعليه أن يذكر تلك المعارك التي خاضتها فريش ضد النبي ولم يستطع شعراؤها وخطباؤها وأهل الرأي فيها أن يأتوا بشيء من القرآن وفكرة النمر الاجتماعي تحتاج إلى إحصائيات وذكر شرائح مختلفة من المجتمع، والفكرة السياسية تحتاج لذكر الاجتماعات السياسية أو المعاهدات
  والأحداث السياسية أو غير ذلك.
  الفقرات كل فكرة جزئية من العرض تذكر في فقرة واحدة، فالفقرة إطار للفكرة الجزئية، وتستطيع أن نعد أفكار الموضوع من فورنا إذا عندنا الفقرات، ولا بد أن تكون هذه الفقرات محددة في حجمها وبدايتها ونهايتها، وربما تطول وربما تقصر، إذ لا يوجد بين أيدينا معيار محدد للطول أو القصر، لكن ضمن المقالة اليومية في الصحف أو المقالة للطلاب فيحسن أن تكون الفقرة قصيرة، لأن الناظر الفقرة يدرك أنها تتضمن وحدة معنوية من الموضوع، أي فكرة واحدة، ونا محظ الآن وقوع الفقرة في خمسة أسطر تقريباً، ولا بأس من الزيادة أو النقصان، وربما تصل إلى نصف صفحة غاية الأمر أن تكون الفقرة معرة بوضوح عن جزء من رأي الكاتب
  و منطقه و شعوره و عاطفته
  الجمل واللفظ : قد تكون الجمل سرعية تقديرية أي تأخذ المعاني برقاب بعضها بعض، فال ولى تؤدي إلى الثانية، والثانية إلى الثالثة، الـ وقد تمتزج بشيء من الاستفهام والتساؤل والتوكيد، والتعجب، وقد تكون تفسيرية أو
  بدلية وغير ذلك
  والترقيم من ضرورات هذه الجمل، كما أن اختيار اللفظ المناسب هو من الضرورات أيضا، واللفظة الفصيحة هي الشائعة الاستعمال الموافقة للقياس اللغوي البعيدة من الإعراب، وأمثلتها كثيرة جدا، فالقرآن يشتمل على أكثر من (۷۰) ألف كلمة وربما يكون أكثر من ذلك من الكلمات في الأحاديث الشريفة، وقد ألف أحد أئمة اللغة كتاباً في فصاحة اللفظ اسمه (اللفظ
  الفصيح)، وقد ضانه معلومات متنوعة عن الكلمة الفصيحة وشيوعها.
  الوحدة العضوية: يجب أن تتفاعل الأفكار مع أطرها الجميلة واللفظية والفقرية لتبرز بصورة موحدة ومخالفة، فوحدة الموضوع هي المقصد الأساسي من الكتابة، لذلك من الضروري أن يتعلق الأفكار من أولها إلى آخرها من غير تناقض أو اضطراب لتبدو كأنها جسم واحد، وهذا الجسم يتكون من أعضاء كثيرة متجلسة ضمن الجسم الواحد الكبير. إن الوحدة العضوية الموضوعية من ضرورات العرض، وإذا فقدنا الوحدة الموضوعية وتجلس الأفكار وتعلقها فقد فقدنا الموضوع الصحيح الذي تبتغيه.


• الخاتمة
  للخاتمة خصائص معينة كما للعنوان والمقدمة والعرض خصائصها المعينة وهذه أبرز خصائصها
  (۱) هي نهاية الموضوع، وهي آخر انطباع للقارئ عن كتابك أو مقالتك. فكيف تحب أن يكون الانطباع؟ إن المقدمة بداية ولكن الخاتمة هي النهاية فعلى الكاتب أن يحدد التصور الذي سيحمله القارئ عن موضوعه في الخاتمة
  (۲) الخلاصة: إن الخاتمة تتضمن خلاصة الموضوع، فالتكثيف في الخاتمة من خصائصها الأكيدة، وعلى الكاتب أن يحدد الأفكار الرئيسة التي تناولها
  في الخاتمة، عليه أن يبين للقارئ غاية أهدافه ومغازية، ومعانيه المهمة. (۳) الاقتراحات: لا بد أن يظن الكاتب بقارئ موضوعه ظناً حسناً، ولذلك يضع لهذا القارئ اقتراحاً يبين فيه بعض المشكلات التي صعبت عليه ويرجو أن يكمل غيره فيها المسيرة، إن الكاتب الجيد يفتح الطريق باقتراحه لمن بعده.
  (1) الإيجاز والاختصار من خصائص الخاتمة، فإنه لا مجال هذا المناقشة الأدلة والمعلومات والإحصائيات، بل الغرض ذكر أفكار عامة بقل ما يستطيعه الكاتب من الجمل والفقرات.
  (5) يحسن الاقتباس أحياناً، وأحسن قول نقليه هو قول الله جلت قدرته، أو قول رسوله الكريم لأن الدور الإلهي يظل له اثر لا يخبوا وقد يعجبك
  أن تجد كاتباً شعر بالسعادة إذ أنهى موضوعه فاقتبس قوله تعالى وقال
  رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وَعَلَى وَالِدَى وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا
  ترضه ﴾ [النمل: ١٩]، فيردد القارئ مع هذه الجمل القرآنية: رب أوزعني
  أنا كذلك أن أشكر نعمتك أمين.