Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (37%)

العشر الأواخر من رمضان الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي.كما تعلمون الآن أزفت العشر الأواخر من رمضان صلى الله أن يبلغنا وإياكم إياها بعفو وعافية والمسلمين أجمعين
وأن يجعل بلوغها عونا لنا ولكم على طاعته ومحبته ومرضاته وأن يجعل لنا ولكم ولوالدينا أجمعين أوفر الحظ في كل رحمة
وكل بركة وكل مغفرة وكل خير وبر نقسمه سبحانه وتعالى ونسأل بأسمائه الحسنى والصفاته العلى
أن لا يحول بيننا وبين رحمته بحائل وأن لا يمنعنا خير ما عنده بشر ما عندنا اللهم اجعل لنا أوفر الحظ والنصيب في خيرك
وبرك ورحمتك ولطفك بخلقك وأنت أرحم الراحمين يوصل المؤمن أولا بتقوى الله عز وجل
وسؤال الله الخير في دينه ودنياه وآخرته فإن الله تعالى اختار ما شاء
من الأشخاص والأزمنة والأمكنة كما قال سبحانه وتعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة
سبحان الله وتعالى عما يشكون فالله سبحانه وتعالى اختار شهر رمضان من بين الشهور كلها
وجعل في هذا الشهر من الخير والبر والنفحات والرحمات ما لم يخطر للعبد على بال
فقد جاءت النصوص في كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم بفضله وشرفه وما فيه من الخير والبر
ولو لم يكن فيه إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل رمضان فتحته فتحت أبواب الرحمة
فتحت أبواب رحمة أرحم الراحمين وفتحت أبواب الرحمة وإذا فتحت أبواب الرحمة زال العذاب وزال العناء
وزال التعب والنصب خاصة للمؤمن الصادق في إيمانه الموقن بربه المتعلق بخالقه جعلنا الله وإياكم ذلك الرجل
ولو لم يكن فيه إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب
سبحان الله ما أرحمه وسبحان الله ما أكرمه وسبحان الله ما ألطفه بخلقه تفتح أبواب الجنة أبواب الجنة التي أعدها الله
لأوليائه لأنبيائه والشهداء والصالحين تفتح في شهر رمضان فلا يغلق منها باب
وهذا يدل على أن أبواب الجنة تفتح أبواب الجنة تفتح وتغلق تفتح إذا أذن الله بفتحها وتغلق إذا أمر الله بغلقها
لكنها في رمضان كما أخبر الصادق المصدوق تفتح فلا يغلق منها باب
وتغلق أبواب النيران نار فلا يفتح منها باب وهذا يدل على عظيم رحمة الله بعباده في هذا الشهر الكريم
وبغض النظر عن خوض العلماء وكلامهم في تفصيل وبيان حقيقة هذه النصوص
لكن الأهم أن تشعر بعظيم فضل الله الأهم أن تعلم أنه لا أرحم بك من الله ولا أكرم من الله بخلقه
جعل لهم هذا الموسم من مواسم رحمته فكم دخله شقي فخرج منه سعيدا وكم دخله شقي فخرج منه سعيدا
وكم دخله مذنب مسيء خطاع خرج منه كيوم ولدته أمه فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفرت ذنوبه
ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفرت ذنوبه فيال الله من موسم ويال الله من أيام فاضلات
وليال مباركات يجد فيها صالح المؤمنين والمؤمنات جعلنا الله أياما
فالسعيد من يشمر عن ساعد الجد في طلب رحمة الله والفوز بعفه ومغفرته وإذا اطلع الله إلى قلبك فوجدك تعظم شعائره
وتعظم هذه الشهور التي اختارها الله وفضلها وتقبل على الله كما ينبغي فيكون حالك في رمضان أحسن من حالك في غيره
فإنك على خير من الله ولذلك أعطيك الله أحسن من حالك في غيره ولذلك أول ما يوصى به المؤمن أن يستشعر منزلة هذا الشهر ومكانته
وما ينبغي أن يكون عليه في قلب المؤمن اختار الله شهر رمضان بين الشهور فأنزل فيه أفضل كتبه وأرسل فيه أفضل رسله
صلوات الله وسلامه عليه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وفيه مينات من الهدى والفرقان
اختار الله هذه الأيام التي تعيشها والساعات التي تقضيها اختارها لهذا الفضل العظيم فأنزل فيها أفضل الكتب
وأرسل فيها أفضل الرسل فتحس وكأنك في هذا الشهر في ضيافة أرحم الراحمين وفي ضيافة أكرم الأكرمين
وكأن لسان حالك مشفقا على نفسك أن يحول بينك وعلى نفسك وبين رحمة الله ما يكون من التقصير وتسأل الله عز وجل أن يجبر لك الكسر
وأن يعظم لك الأجر وأن يجعلك من من صام الشهر واستكمل الأجر وأدرك ليلة القدر شهر رمضان وأي شهر
كان صلى الله عليه وسلم كما قال ابن عباسر رضي الله عنهما أجود بالخير من الريح المرسلة الله أكبر الريح المرسلة
التي جعل الله فيها إنشاء السحاب ويكون فيها من الخير والمطر وتحمل السحاب الثقال وتسيرها بقدرة الله فيكون فيها من الخير ما الله به عليم
كان عليه الصلاة والسلام أجود بالخير من الريح المرسلة هذا في خلقه وشأنه لكن إذا دخل عليه شهر رمضان كان أكثر جودا
وأكثر إحسانا وفضلا قال رضي الله عنهما وكان أجودا ما يكون إذا كان في رمضان حين يلقاه جبريل
فيدارسه القرآن هل تعلم أن هذا الشهر مع ما خصه الله به من كونه أنزل فيه كتابه أفضل كتبه
وأرسل فيه أفضل رسله أن جبريل كان ينزل فيه من السماوات العلاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدارسه القرآن
لتدرك يا ولي الله المؤمن شرف القرآن وفضله وأن هذا الشهر هو شهر القرآن تقرأ القرآن قائما وقاعدا
تقرأ القرآن على جم ومتجعا تقرأ القرآن في جميع أحوالك ثم تقرأه قراءة المتدبرين المتأملين فتسمع كلام إله الأولين
والآخرين يقص الحق وهو خير الفاصلين تستمع إلى ربك يأمرك فتقول سمعا وطاعه وينهاك فتقول سمعا وطاعه تعرض قلبك على القرآن
في هذه الأيام الفاضلات إذا لم تعرض قلبك على القرآن في رمضان ففي أي الشهور وإذا لم تعرضه وقد غلقت أبواب النار وفتحت أبواب الجنة
فمتى يكون العرض تعرض أقوالك وتعرض أعمالك على كتاب الله وكلام الله لا يكفي أن تقرأ الختمة والختمتين والثلاث
ومع غيرك في الختمات فكم من رجل ختم ختمة واحدة فتح الله له بها أبواب الرحمة التي لا يعذب بعدها أبدا
وكم من رجل يختم الختمات لم يتقبل الله منها شيئا لأنه يهذ القرآن هدى لأنه يقرأ أن الله ينهاه فلم ينتهي
ويزجره فلا ينزجر ويعمره فلا يأتمر هذه الأيام ويأتمره فلا يأتمر هذه الأيام التي تعيشها هي أيام القرآن وهذا الشهر هو شهر القرآن
فطوبى ثم طوبى لمن أحيى الله قلبه وشرح صدره ويسر أمره وجعله ممن أكثر من ذكره وشكره كفى عام كامل
والإنسان في هذه الدنيا يذهب ويجي ويصول ويجول أما يكفي شهر واحد يفرغه لربه ويجعله لكتاب الله وكلام الله
يبكي لوعده ووعيده وتخويفه وتهديده ويطمع في رحمته وعظيم ما أعد لأوليائه في دار كرامته ودار السلام جنته
جعلنا الله وإياكم من أهلها فحري بالمؤمن أن يعرف قدر هذه الأيام لكن الذي أمامنا
وهي العشر الأواخر أعظم والبر فيها أكبر والكرم أكثر فهي العشر التي كانت إذا دخلت على رسول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت عليه شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله حديث سمعه الكثير
وتكلم به الكثير ولم يعه ولم يفطن لما فيه من المعاني الجليلة إلا القليل جعلنا الله وإياكم منهم شكراً لكم شد مئزره
فانكف عن شهوته قيل انقطع عن النساء لأنه مشغول بالآخرة ويقبل على الله ولذلك كان يعتكف في المسجد صلوات الله وسلامه شد مئزره
وقيل شد المئزر كناية عن العناية بالأمر والاشتداد به والقيام به على وجهه ولذلك قال شد مئزره لأنه احتفى بالأمر واهتم به فطوبى لمن رزقه الله
لإتساء بنبيه صلوات الله وسلامه عليه فقبل أن تدخل العشر عرف حقها وقدرها وعقد العزم على أن يجد ويجتهد فيها بما يرضي الله سبحانه وتعالى
شد مئزره وأحيا ليله فليالي العشر يحييها بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه بتلاوة القرآن يحييها بالتهجد
والصلاة لأنه ليس هناك عمل يتقرب به إلى الله بعد الإيمان بالله أعظم منه من الصلاة
ولا يزال العبد يستكثر من الصلاة حتى يحبه الله ولا يزال العبد يستكثر من الصلاة
حتى ينير الله بها قلبه وقالبه فيكون مؤتمرا بأمر الله منتهيا عما نهى الله عنه فليس هناك خير ترجوه في عمل صالح
بعد الإيمان بالله مثل الصلاة يا عبد الله إن استطعت أن تتعلم أن لا تحدث إلا توضأت وأن لا تتوضأ إلا صليت ما كتب لك
يا عبد الله إن الدنيا شديدة وهمومها عظيمة وغمومها كثيرة في نفسك وأهلك ومالك وولدك وليس لك إلا ربك
وليس لك إلا الله وما وقفت موقفا أكرم عند الله من موقف الصلاة فالله الله في الصلاة ولذلك
جعلها الله فرجا في الكرب وثباتا عند القلق والخوف وأمنا وعافية واستعينوا بالصبر والصلاة فإذا دخلت العشر الأواخر
كانت صلاة الليل أعظم عند الله زلفا وأعظم عند الله قربا ولذلك ذكر الله وأولياءه السعداء جعلنا الله وإياكم منهم
فوصفهم بقوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعو لرسول الله ربهم وخوفهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع
يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون من الناس من يتعلم من العشر الأواخر قيام الليل من الناس من يتعلم
من العشر الأواخر المحافظة على صلاة الليل العشر الأواخر غنيمة وبر فإذا غابت شمس آخر يوم من العشرين الثانية
وهو يوم العشرين فعلى الليل وقال لهم أنك تستفتح عشرا عظيمة عند الله عظيم عند الله قدرها وفيها النفحات وفيها الخيرات
ثم اختار الله من هذا الشهر العشر الأواخر فهي أفضل ما في الشهر واختار من العشر الأواخر ليلة القدر
التي بيّن الله سبحانه وتعالى أنها خير من ألف شهر بعضهم يقول كعبادة أربع وثمانين سنة
والواقع أن الله سبحانه وتعالى خير يعني أكثر من أربع الألف شهر إذا عدلت هذه السنوات فإن عبادة قيام ليلة القدر
أعظم عند الله من ألف شهر وليست مثل أربع وثمانين بل أفضل من أربع وثمانين سنة أي فضل وأي خير لا تنم ولا تغفل
وأيقظ نفسك وأكثر من الاستغفار فإن كثرة الاستغفار تعين على الطاعات في مواسم الخير من أكثر من الاستغفار
جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية وما أجملها من عبادة وهي عبادة الصلاة التي اختارها الله
في هذا الشهر الكريم في العشر الأواخر فكان عليه الصلاة والسلام لا يتهجد في بيته وإنما يفر إلى بيت الله جل جلاله
وكان عليه الصلاة والسلام وكان السلف الصالح يفرون إلى المساجد ويكثرون من قراءة القرآن في رمضان ويقولون نسلم ويسلم الناس منا
فالسعيد من وفقه الله للإتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء بالعناية بالعشر الأواخر ففيها ليلة القدر
وخفف الله ويسر على عباده حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوها وقال تحروها فمن كان متحرها
فليتحرها في الوتر من العشر الأواخر فتجد وتجتهب ولا تقتصر على ليلة سبعة وعشرين ولا ليلة إحدى وعشرين نعم إذا كان عند الإنسان
شغل أو مشاغل أو لا يستطيع فيختار أرجل ليالي لكن بالنسبة لمن وفقه الله ويسر لها أو بإمكانها أن يقوم يقومها كلها
ويقوم العشر كاملة ولعل ليالي الشفع يكون فيها من القسم والخير لك في خاصتك ما لم يخطر لك على بال فكرم الله عظيم وفضل الله عميم
فأوصي الجميع ونفسي بتقوى الله والفرار من الله إلى الله بكثرة ذكره وشكره وحسن عبادته إن العد إذا كثرت ذنوبه وكثرت عيوبه
وأقبل على الله في مواسم الخير تائبا لرحمة ربه طالبا فإن الله لا يخيبه والله يغفر ذنوب المذنبين ويتوب على عباده التائبين
ويسمن ببره ورحمته عباده المستغفرين فأكثر من الاستغفار ومن أفضل ما يكون الاستغفار أن تستغفر لنفسك ولوالديك
وللمؤمنين والمؤمنات فإنك إذا استغفرت لوالديك وترحمت عليهما كان هذا من الوفاء والله يحب الوفاء
وإذا ترحمت على والديك كان هذا من البر والبر يهدي إلى الجنة فأكثر من الاستغفار لك ولوالديك والاستغفار لعموم المسلمين لأنك إذا استغفرت
لأموات المسلمين وأحيائهم جعل الله لك بكل واحد منهم حسنة فأنت محسن ومتصدق على إخوانك المسلمين فتكثر من الاستغفار
والله حجب عذابه وصخطه ونقمته عبده المستغفر فما من عبد يلزم الاستغفار إلا حال الله بينه وبين عقابه
وبين عذابه وإذا أحس العبد بالضيق والهم والغم في نفسه أو مالها أو ولدها أو بالديون أو بالكربات فليلزم الاستغفار
فإن به بإذن الله مفاتيح الفرج فإن الله يحب عبده المستغفر ومن استغفر غفر الله له ومن تاب تاب الله عليها اللهم ارزقنا التوبة
النصوح والأمن من كل خزين وفضوح يا أرحم الراحمين يحرص المؤمن على اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته فإذا استطاع
أن يقوم في الليل وأن يعتكث العشر الأواخر فهذا أفضل وأكمل والاعتكاف في المساجد المفضلة كمسجد المدينة
كمسجد مكة وهو مسجد الكعبة والمسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى أفضل وأكمل والأجر فيها أعظم فإن لم يستطع
بحث عن المسجد الجامع الذي تقام فيه الجمعة والمسجد الذي هو أكثر مصلين لأن النبي صلى الله عليه وسلم
قال صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل الواحدة وما كان أكثر كان أزكى
فيحرص على المساجد التي فيها كثرة العدد لأنه يحصل فضيلة الصلاة جماعة مع الأكثر عدد والمساجد القديمة لأن الله تعالى يقول
لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه المساجد العتيقة والقديمة التي تقام فيها الجمع والجماعات تقدم
وعلى المسلم الله يبالغ في تتبع الأئمة وتتبع الأصوات الجميلة
عليها أن يعلم أنه يريد من القيام بين يدي الله صلاح حاله وإصلاح مآله وهذا لا يكون إلا بالتدبر بالقرآن
فإذا كان صلاته وراء الإمام يحس بجمال الصوت وزينة الصوت ثم إذا قضى الإمام قراعته
لم يفقه مما قرأه الإمام شيئا فليبكي على نفسه فإنه طالب للنغمات وليس بطالب للتدبر في الآيات
علينا أن نعلم أن أسعد الناس في كتاب الله من إذا سمعته يقرأ كتاب الله أحسست أنه يخاف الله عز وجل
والنبي صلى الله عليه وسلم قال زينوا القرآن بأصواتكم لكنها ليست هي المقصد المقصد هي أنه يقرأ كتاب الله المقصد أفلا يتدبرون
المقصد كتاب أنزلناه إليك مبارك ليتدبروا آياته فإذا وجدت أنك تخشع
أن الرؤوس تطأطأ ويبكي الإنسان ثم بعد ذلك لا يدري ماذا قال الإمام الآيات اجتملت على أي شيء لا يدري فقط أنها نغمة وتأثر بها
فهذا ليس من مقصود الشرع في شيء العبرة بالتأثير فيها وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول
ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق الضابط أنك إذا صليت وراء إمام
أحسست أن قراءته تدخل إلى قلبك وتدخل إلى سويداء القلب فتعلم ما الذي أمر الله به وما الذي تتحدث عنه الآيات أثناء قراءة الإمام
فاشتديه أنه يدري منه ولو كان تحسينه للقرآن أقل فلذلك الأهم تدبر القرآن الأهم التأثر بالقرآن
وليس الشكل وليس المراد أن الإنسان ينظر إلى النغمة وهذا من فضل الله يعرفه كثير ونبه عليه بعض أهل العلم
وهو ضابط من أدق الضوابط وينكف الإنسان به فتنة عظيمة في سماع القرآن أنك إذا سمعت إلى القارئ
فانظر أثناء تلاوته وبعد التلاوة إذا وجدت أثناء التلاوة أنك تمشي مع النغمة وجمالها ثم تتحدث الآيات عن النار
ووعدها ووعيدها وتخويف الله فيها وما فيها من الجحيم والأغلال عذن الله وإياكم منها فإذا به يطرب من جمال النغمة
ثم لا يفقه مما ذكره الله في هذه الآيات شيئا وهي واضحة في الدلالة على أنها مجتملة على الوعيد لأنه انساق وانجر وراء النغمة
فالنغمات قد تكون فتنة ولذلك الإنسان بشر وضعيف فلا يجعل الإنسان النغمة هي الأساس الأساس هو العلم الأساس هو التأثر
ولذلك الصحابة رضوان الله عليهم كان القرآن في أقوالهم وأعمالهم قبل أن يكون في هز الرؤوس ودمع العين ولذلك لما ذكر بعض الأئمة رحمهم الله أن
التابعين وأتباع التابعين صار عندهم الخوف والبكاء وبما لم يكن مشهورا عند الصحابة قال لقوة قلوب الصحابة رضي الله عنهم وأرضاه
لأنهم كانوا ينظرون للقرآن بما يأمرهم الله ذي وما ينهاهم عنه كانوا يتأثرون بالآيات تفعلون مع الآيات فإذا لا بد للمسلم
إذا أراد أن ينال حظه من كتاب الله في قيام الليل والتهجد إذا طلب المسجد أو أراد أن يختار نبحث عن إمام إذا صلى وراءه كان أقرب لآخرة
ولكن أخي المسلم هو كتاب الله وكلام الله إذا سمعته من كل أحد فتأثر وإذا سمعته فتبصر وإذا سمعته فتذكر
لا يحتاج أنك تقف حتى أن بعض الناس لا يصلي في التراويح والتهجد إلا وراء من عنده نغمة الحسنة نحن نبحث عن كتاب الله
ونبحث عن كلام الله ونبحث عن كلام الحي القيوم ونبحث عن تغذي لاغتذاء بكتاب الله وكلام الله حتى يلامس شغاف قلوبنا ورواحنا
فالموفق من رزقه الله العمل بهذا الأصل أنه إذا سمع كتاب الله يتلاء نظر إلى حاله أثناء التلاوة هل يفقه الآيات
ويتدبر فيها والأمر الثاني إذا انتهت التلاوة هل يبقى منها شيء في قلبه وهذا قل أن يكون إلا كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
من إذا قرأ القرآن تحس أنه يخاف الله والدار الآخر فنص الله في عزة وجلاله أن يجعل لنا وإياكم من التأثر والتدبر
والتفكر في كلام الله أوفر الحظ والنصيب يوصل المسلم وقد أقبلت عليه العشر الأواخر بالإخلاص فيخرج من بيته إلى بيوت الله
لا رياء ولا سمعة والسمعة أن يتسامع الناس فيحدث أبناءه وبناته وإخوانه وأخواته وقراباته
أنه سيذهب إلى المسجد الفلاني وسيصلي حتى يقال إنه ذهب إلى المسجد الفلاني واعتكف في المسجد الفلاني فهذه فتنة احرص على أن تكون من الأخفياء الأطقياء
احرص على أن تعمل عملا تريد به وجه ربك وأن تصلح العمل بينك وبين الله وأن تصبح فيه وجه ربك وأن تتمنى أنك واقف في المسجد
لا تراك عين ولا تسمع بك أذن لأن هذا العمل لله ويراد به وجه الله وإلى الآئمة المصلين الذين وفقهم الله
وأكرمهم بهذا المقام الكريم والمنزل العظيم أسأل الله أن يوفقهم وأن يعينهم وأن يجزيهم خير الجزاء وأوفاه وأن يشرح صدورهم وأن ينور قلوبهم
من قبلك فإذا قرأت لوجه الله نفع الله بقراءتك وإذا صليت الصلاة تحر سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهدية
واحرص على الوارد في قراءتك وفي وقوفك وقيامك وركوعك واتخذ من صلاتك بالناس إمامة في الدين تحرص فيها على إحياء السنة
وإماتة البدعة ودلالة الناس على ما يضري رب الجنة والناس دل الناس على ربهم فإن الملك يكتب كلماتك ويكتب قراءتك إن أردت بها وجه ربك
وستجد السعي مشكورا والذنب مغفورا متى ما خرجت من بيتك ورجع إلى مسجدك ورجعت إلى بيتك وليس في قلبك إلا الله
وستجد سعيك مشكورا وذنبك مغفورا وأجرك موفورا وعملك صالحا برا مقبولا إذا خرجت لله فقرأت وتأثرت بالقراءة
من الأئمة من يقرأ القرآن قبل أن يقرأه في المسجد فيبكي أكثر من بكائه في المسجد ومنهم من يحبس العبرة تخمقه العبرة خوفا من الرياء
كل ذلك لأنه يستشعر أن الله يسمعه ويراه يأم القوم أقرأهم لكتاب الله قدمك الله بفضله فاعتز بتقديم الله لك
فلا تتاجر بكتاب الله فلا تتاجر بكتاب الله ولا تجعل سوق الآخرة لسوق الدنيا فلا تمتهن كتاب الله
بالذهاب إلى فلان وعلان طلبا للمادة والمال أن تصلي بالناس في رمضان فما عند الله باق ما عندكم ينفذ وما عند الله باق
أخي في الله قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل يزري بكتاب الله كلما دنا رمضان والعبد يطلب بكتاب الله
وليس له شغل إلا المادة فويل ثم ويل لمن اشترى بآيات الله ثمنا قليلا اللهم إنا نعوذ برضاك من صختك
فاحذر وتبي إلى الله وأقبل على الله فإن الناس ينتفعون بقراعتك بفضل الله ثم بإخلاصك لأمر الثاني أن تحرص على السنة
في دعاء الوتر وقنوة الوتر فتحرص على الدعاء الوارد لا تزيد فيه ولا تنقص منه وتقرأ الأحاديث الواردة وتدعو خالصا من قلبك
ولا تنسى من وراءك من المصلين فتدعو لضالهم أن يهديه الله ولحائرهم أن يرشده الله ولتائه أن يأخذ بيده سبحانه
إلى محبته ومرضاته تكون حليما رحيما مشفقا عليهم كل إمام صلى بالناس كتب الله عليه أنه سيعيش في هذا المسجد
من الساعة الفلانية إلى الساعة الفلانية فإذا قدم على ربه كان أول ما يسأل عنه ماذا أراد بقوله وعمله هذا أمر عظيم
فعلى الإمام أن يحرص على تصحيح اعتقاده وتصحيح نيته فإن في ذلك الخير الكثير له كذلك أيضا يحرص على دلالة الناس على الخير
فيما بينهم وبين الله وفيما بينهم وبين أنفسهم وفيما بينهم وبين أنفسهم بينهم وبين أهليهم وأولادهم يعلمهم بر الوالدين وصلة الرحم ويذكرهم الحقوق والواجبات


Original text

العشر الأواخر من رمضان الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي.m4a
كما تعلمون الآن أزفت العشر الأواخر من رمضان صلى الله أن يبلغنا وإياكم إياها بعفو وعافية والمسلمين أجمعين
وأن يجعل بلوغها عونا لنا ولكم على طاعته ومحبته ومرضاته وأن يجعل لنا ولكم ولوالدينا أجمعين أوفر الحظ في كل رحمة
وكل بركة وكل مغفرة وكل خير وبر نقسمه سبحانه وتعالى ونسأل بأسمائه الحسنى والصفاته العلى
أن لا يحول بيننا وبين رحمته بحائل وأن لا يمنعنا خير ما عنده بشر ما عندنا اللهم اجعل لنا أوفر الحظ والنصيب في خيرك
وبرك ورحمتك ولطفك بخلقك وأنت أرحم الراحمين يوصل المؤمن أولا بتقوى الله عز وجل
وسؤال الله الخير في دينه ودنياه وآخرته فإن الله تعالى اختار ما شاء
من الأشخاص والأزمنة والأمكنة كما قال سبحانه وتعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة
سبحان الله وتعالى عما يشكون فالله سبحانه وتعالى اختار شهر رمضان من بين الشهور كلها
وجعل في هذا الشهر من الخير والبر والنفحات والرحمات ما لم يخطر للعبد على بال
فقد جاءت النصوص في كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم بفضله وشرفه وما فيه من الخير والبر
ولو لم يكن فيه إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل رمضان فتحته فتحت أبواب الرحمة
فتحت أبواب رحمة أرحم الراحمين وفتحت أبواب الرحمة وإذا فتحت أبواب الرحمة زال العذاب وزال العناء
وزال التعب والنصب خاصة للمؤمن الصادق في إيمانه الموقن بربه المتعلق بخالقه جعلنا الله وإياكم ذلك الرجل
ولو لم يكن فيه إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب
سبحان الله ما أرحمه وسبحان الله ما أكرمه وسبحان الله ما ألطفه بخلقه تفتح أبواب الجنة أبواب الجنة التي أعدها الله
لأوليائه لأنبيائه والشهداء والصالحين تفتح في شهر رمضان فلا يغلق منها باب
وهذا يدل على أن أبواب الجنة تفتح أبواب الجنة تفتح وتغلق تفتح إذا أذن الله بفتحها وتغلق إذا أمر الله بغلقها
لكنها في رمضان كما أخبر الصادق المصدوق تفتح فلا يغلق منها باب
وتغلق أبواب النيران نار فلا يفتح منها باب وهذا يدل على عظيم رحمة الله بعباده في هذا الشهر الكريم
وبغض النظر عن خوض العلماء وكلامهم في تفصيل وبيان حقيقة هذه النصوص
لكن الأهم أن تشعر بعظيم فضل الله الأهم أن تعلم أنه لا أرحم بك من الله ولا أكرم من الله بخلقه
جعل لهم هذا الموسم من مواسم رحمته فكم دخله شقي فخرج منه سعيدا وكم دخله شقي فخرج منه سعيدا
وكم دخله مذنب مسيء خطاع خرج منه كيوم ولدته أمه فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفرت ذنوبه
ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفرت ذنوبه فيال الله من موسم ويال الله من أيام فاضلات
وليال مباركات يجد فيها صالح المؤمنين والمؤمنات جعلنا الله أياما
فالسعيد من يشمر عن ساعد الجد في طلب رحمة الله والفوز بعفه ومغفرته وإذا اطلع الله إلى قلبك فوجدك تعظم شعائره
وتعظم هذه الشهور التي اختارها الله وفضلها وتقبل على الله كما ينبغي فيكون حالك في رمضان أحسن من حالك في غيره
فإنك على خير من الله ولذلك أعطيك الله أحسن من حالك في غيره ولذلك أول ما يوصى به المؤمن أن يستشعر منزلة هذا الشهر ومكانته
وما ينبغي أن يكون عليه في قلب المؤمن اختار الله شهر رمضان بين الشهور فأنزل فيه أفضل كتبه وأرسل فيه أفضل رسله
صلوات الله وسلامه عليه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وفيه مينات من الهدى والفرقان
اختار الله هذه الأيام التي تعيشها والساعات التي تقضيها اختارها لهذا الفضل العظيم فأنزل فيها أفضل الكتب
وأرسل فيها أفضل الرسل فتحس وكأنك في هذا الشهر في ضيافة أرحم الراحمين وفي ضيافة أكرم الأكرمين
وكأن لسان حالك مشفقا على نفسك أن يحول بينك وعلى نفسك وبين رحمة الله ما يكون من التقصير وتسأل الله عز وجل أن يجبر لك الكسر
وأن يعظم لك الأجر وأن يجعلك من من صام الشهر واستكمل الأجر وأدرك ليلة القدر شهر رمضان وأي شهر
كان صلى الله عليه وسلم كما قال ابن عباسر رضي الله عنهما أجود بالخير من الريح المرسلة الله أكبر الريح المرسلة
التي جعل الله فيها إنشاء السحاب ويكون فيها من الخير والمطر وتحمل السحاب الثقال وتسيرها بقدرة الله فيكون فيها من الخير ما الله به عليم
كان عليه الصلاة والسلام أجود بالخير من الريح المرسلة هذا في خلقه وشأنه لكن إذا دخل عليه شهر رمضان كان أكثر جودا
وأكثر إحسانا وفضلا قال رضي الله عنهما وكان أجودا ما يكون إذا كان في رمضان حين يلقاه جبريل
فيدارسه القرآن هل تعلم أن هذا الشهر مع ما خصه الله به من كونه أنزل فيه كتابه أفضل كتبه
وأرسل فيه أفضل رسله أن جبريل كان ينزل فيه من السماوات العلاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدارسه القرآن
لتدرك يا ولي الله المؤمن شرف القرآن وفضله وأن هذا الشهر هو شهر القرآن تقرأ القرآن قائما وقاعدا
تقرأ القرآن على جم ومتجعا تقرأ القرآن في جميع أحوالك ثم تقرأه قراءة المتدبرين المتأملين فتسمع كلام إله الأولين
والآخرين يقص الحق وهو خير الفاصلين تستمع إلى ربك يأمرك فتقول سمعا وطاعه وينهاك فتقول سمعا وطاعه تعرض قلبك على القرآن
في هذه الأيام الفاضلات إذا لم تعرض قلبك على القرآن في رمضان ففي أي الشهور وإذا لم تعرضه وقد غلقت أبواب النار وفتحت أبواب الجنة
فمتى يكون العرض تعرض أقوالك وتعرض أعمالك على كتاب الله وكلام الله لا يكفي أن تقرأ الختمة والختمتين والثلاث
ومع غيرك في الختمات فكم من رجل ختم ختمة واحدة فتح الله له بها أبواب الرحمة التي لا يعذب بعدها أبدا
وكم من رجل يختم الختمات لم يتقبل الله منها شيئا لأنه يهذ القرآن هدى لأنه يقرأ أن الله ينهاه فلم ينتهي
ويزجره فلا ينزجر ويعمره فلا يأتمر هذه الأيام ويأتمره فلا يأتمر هذه الأيام التي تعيشها هي أيام القرآن وهذا الشهر هو شهر القرآن
فطوبى ثم طوبى لمن أحيى الله قلبه وشرح صدره ويسر أمره وجعله ممن أكثر من ذكره وشكره كفى عام كامل
والإنسان في هذه الدنيا يذهب ويجي ويصول ويجول أما يكفي شهر واحد يفرغه لربه ويجعله لكتاب الله وكلام الله
يبكي لوعده ووعيده وتخويفه وتهديده ويطمع في رحمته وعظيم ما أعد لأوليائه في دار كرامته ودار السلام جنته
جعلنا الله وإياكم من أهلها فحري بالمؤمن أن يعرف قدر هذه الأيام لكن الذي أمامنا
وهي العشر الأواخر أعظم والبر فيها أكبر والكرم أكثر فهي العشر التي كانت إذا دخلت على رسول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت عليه شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله حديث سمعه الكثير
وتكلم به الكثير ولم يعه ولم يفطن لما فيه من المعاني الجليلة إلا القليل جعلنا الله وإياكم منهم شكراً لكم شد مئزره
فانكف عن شهوته قيل انقطع عن النساء لأنه مشغول بالآخرة ويقبل على الله ولذلك كان يعتكف في المسجد صلوات الله وسلامه شد مئزره
وقيل شد المئزر كناية عن العناية بالأمر والاشتداد به والقيام به على وجهه ولذلك قال شد مئزره لأنه احتفى بالأمر واهتم به فطوبى لمن رزقه الله
لإتساء بنبيه صلوات الله وسلامه عليه فقبل أن تدخل العشر عرف حقها وقدرها وعقد العزم على أن يجد ويجتهد فيها بما يرضي الله سبحانه وتعالى
شد مئزره وأحيا ليله فليالي العشر يحييها بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه بتلاوة القرآن يحييها بالتهجد
والصلاة لأنه ليس هناك عمل يتقرب به إلى الله بعد الإيمان بالله أعظم منه من الصلاة
ولا يزال العبد يستكثر من الصلاة حتى يحبه الله ولا يزال العبد يستكثر من الصلاة
حتى ينير الله بها قلبه وقالبه فيكون مؤتمرا بأمر الله منتهيا عما نهى الله عنه فليس هناك خير ترجوه في عمل صالح
بعد الإيمان بالله مثل الصلاة يا عبد الله إن استطعت أن تتعلم أن لا تحدث إلا توضأت وأن لا تتوضأ إلا صليت ما كتب لك
يا عبد الله إن الدنيا شديدة وهمومها عظيمة وغمومها كثيرة في نفسك وأهلك ومالك وولدك وليس لك إلا ربك
وليس لك إلا الله وما وقفت موقفا أكرم عند الله من موقف الصلاة فالله الله في الصلاة ولذلك
جعلها الله فرجا في الكرب وثباتا عند القلق والخوف وأمنا وعافية واستعينوا بالصبر والصلاة فإذا دخلت العشر الأواخر
كانت صلاة الليل أعظم عند الله زلفا وأعظم عند الله قربا ولذلك ذكر الله وأولياءه السعداء جعلنا الله وإياكم منهم
فوصفهم بقوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعو لرسول الله ربهم وخوفهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع
يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون من الناس من يتعلم من العشر الأواخر قيام الليل من الناس من يتعلم
من العشر الأواخر المحافظة على صلاة الليل العشر الأواخر غنيمة وبر فإذا غابت شمس آخر يوم من العشرين الثانية
وهو يوم العشرين فعلى الليل وقال لهم أنك تستفتح عشرا عظيمة عند الله عظيم عند الله قدرها وفيها النفحات وفيها الخيرات
ثم اختار الله من هذا الشهر العشر الأواخر فهي أفضل ما في الشهر واختار من العشر الأواخر ليلة القدر
التي بيّن الله سبحانه وتعالى أنها خير من ألف شهر بعضهم يقول كعبادة أربع وثمانين سنة
والواقع أن الله سبحانه وتعالى خير يعني أكثر من أربع الألف شهر إذا عدلت هذه السنوات فإن عبادة قيام ليلة القدر
أعظم عند الله من ألف شهر وليست مثل أربع وثمانين بل أفضل من أربع وثمانين سنة أي فضل وأي خير لا تنم ولا تغفل
وأيقظ نفسك وأكثر من الاستغفار فإن كثرة الاستغفار تعين على الطاعات في مواسم الخير من أكثر من الاستغفار
جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية وما أجملها من عبادة وهي عبادة الصلاة التي اختارها الله
في هذا الشهر الكريم في العشر الأواخر فكان عليه الصلاة والسلام لا يتهجد في بيته وإنما يفر إلى بيت الله جل جلاله
وكان عليه الصلاة والسلام وكان السلف الصالح يفرون إلى المساجد ويكثرون من قراءة القرآن في رمضان ويقولون نسلم ويسلم الناس منا
فالسعيد من وفقه الله للإتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء بالعناية بالعشر الأواخر ففيها ليلة القدر
وخفف الله ويسر على عباده حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوها وقال تحروها فمن كان متحرها
فليتحرها في الوتر من العشر الأواخر فتجد وتجتهب ولا تقتصر على ليلة سبعة وعشرين ولا ليلة إحدى وعشرين نعم إذا كان عند الإنسان
شغل أو مشاغل أو لا يستطيع فيختار أرجل ليالي لكن بالنسبة لمن وفقه الله ويسر لها أو بإمكانها أن يقوم يقومها كلها
ويقوم العشر كاملة ولعل ليالي الشفع يكون فيها من القسم والخير لك في خاصتك ما لم يخطر لك على بال فكرم الله عظيم وفضل الله عميم
فأوصي الجميع ونفسي بتقوى الله والفرار من الله إلى الله بكثرة ذكره وشكره وحسن عبادته إن العد إذا كثرت ذنوبه وكثرت عيوبه
وأقبل على الله في مواسم الخير تائبا لرحمة ربه طالبا فإن الله لا يخيبه والله يغفر ذنوب المذنبين ويتوب على عباده التائبين
ويسمن ببره ورحمته عباده المستغفرين فأكثر من الاستغفار ومن أفضل ما يكون الاستغفار أن تستغفر لنفسك ولوالديك
وللمؤمنين والمؤمنات فإنك إذا استغفرت لوالديك وترحمت عليهما كان هذا من الوفاء والله يحب الوفاء
وإذا ترحمت على والديك كان هذا من البر والبر يهدي إلى الجنة فأكثر من الاستغفار لك ولوالديك والاستغفار لعموم المسلمين لأنك إذا استغفرت
لأموات المسلمين وأحيائهم جعل الله لك بكل واحد منهم حسنة فأنت محسن ومتصدق على إخوانك المسلمين فتكثر من الاستغفار
والله حجب عذابه وصخطه ونقمته عبده المستغفر فما من عبد يلزم الاستغفار إلا حال الله بينه وبين عقابه
وبين عذابه وإذا أحس العبد بالضيق والهم والغم في نفسه أو مالها أو ولدها أو بالديون أو بالكربات فليلزم الاستغفار
فإن به بإذن الله مفاتيح الفرج فإن الله يحب عبده المستغفر ومن استغفر غفر الله له ومن تاب تاب الله عليها اللهم ارزقنا التوبة
النصوح والأمن من كل خزين وفضوح يا أرحم الراحمين يحرص المؤمن على اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته فإذا استطاع
أن يقوم في الليل وأن يعتكث العشر الأواخر فهذا أفضل وأكمل والاعتكاف في المساجد المفضلة كمسجد المدينة
كمسجد مكة وهو مسجد الكعبة والمسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى أفضل وأكمل والأجر فيها أعظم فإن لم يستطع
بحث عن المسجد الجامع الذي تقام فيه الجمعة والمسجد الذي هو أكثر مصلين لأن النبي صلى الله عليه وسلم
قال صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل الواحدة وما كان أكثر كان أزكى
فيحرص على المساجد التي فيها كثرة العدد لأنه يحصل فضيلة الصلاة جماعة مع الأكثر عدد والمساجد القديمة لأن الله تعالى يقول
لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه المساجد العتيقة والقديمة التي تقام فيها الجمع والجماعات تقدم
وعلى المسلم الله يبالغ في تتبع الأئمة وتتبع الأصوات الجميلة
عليها أن يعلم أنه يريد من القيام بين يدي الله صلاح حاله وإصلاح مآله وهذا لا يكون إلا بالتدبر بالقرآن
فإذا كان صلاته وراء الإمام يحس بجمال الصوت وزينة الصوت ثم إذا قضى الإمام قراعته
لم يفقه مما قرأه الإمام شيئا فليبكي على نفسه فإنه طالب للنغمات وليس بطالب للتدبر في الآيات
علينا أن نعلم أن أسعد الناس في كتاب الله من إذا سمعته يقرأ كتاب الله أحسست أنه يخاف الله عز وجل
والنبي صلى الله عليه وسلم قال زينوا القرآن بأصواتكم لكنها ليست هي المقصد المقصد هي أنه يقرأ كتاب الله المقصد أفلا يتدبرون
المقصد كتاب أنزلناه إليك مبارك ليتدبروا آياته فإذا وجدت أنك تخشع
أن الرؤوس تطأطأ ويبكي الإنسان ثم بعد ذلك لا يدري ماذا قال الإمام الآيات اجتملت على أي شيء لا يدري فقط أنها نغمة وتأثر بها
فهذا ليس من مقصود الشرع في شيء العبرة بالتأثير فيها وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول
ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق الضابط أنك إذا صليت وراء إمام
أحسست أن قراءته تدخل إلى قلبك وتدخل إلى سويداء القلب فتعلم ما الذي أمر الله به وما الذي تتحدث عنه الآيات أثناء قراءة الإمام
فاشتديه أنه يدري منه ولو كان تحسينه للقرآن أقل فلذلك الأهم تدبر القرآن الأهم التأثر بالقرآن
وليس الشكل وليس المراد أن الإنسان ينظر إلى النغمة وهذا من فضل الله يعرفه كثير ونبه عليه بعض أهل العلم
وهو ضابط من أدق الضوابط وينكف الإنسان به فتنة عظيمة في سماع القرآن أنك إذا سمعت إلى القارئ
فانظر أثناء تلاوته وبعد التلاوة إذا وجدت أثناء التلاوة أنك تمشي مع النغمة وجمالها ثم تتحدث الآيات عن النار
ووعدها ووعيدها وتخويف الله فيها وما فيها من الجحيم والأغلال عذن الله وإياكم منها فإذا به يطرب من جمال النغمة
ثم لا يفقه مما ذكره الله في هذه الآيات شيئا وهي واضحة في الدلالة على أنها مجتملة على الوعيد لأنه انساق وانجر وراء النغمة
فالنغمات قد تكون فتنة ولذلك الإنسان بشر وضعيف فلا يجعل الإنسان النغمة هي الأساس الأساس هو العلم الأساس هو التأثر
ولذلك الصحابة رضوان الله عليهم كان القرآن في أقوالهم وأعمالهم قبل أن يكون في هز الرؤوس ودمع العين ولذلك لما ذكر بعض الأئمة رحمهم الله أن
التابعين وأتباع التابعين صار عندهم الخوف والبكاء وبما لم يكن مشهورا عند الصحابة قال لقوة قلوب الصحابة رضي الله عنهم وأرضاه
لأنهم كانوا ينظرون للقرآن بما يأمرهم الله ذي وما ينهاهم عنه كانوا يتأثرون بالآيات تفعلون مع الآيات فإذا لا بد للمسلم
إذا أراد أن ينال حظه من كتاب الله في قيام الليل والتهجد إذا طلب المسجد أو أراد أن يختار نبحث عن إمام إذا صلى وراءه كان أقرب لآخرة
ولكن أخي المسلم هو كتاب الله وكلام الله إذا سمعته من كل أحد فتأثر وإذا سمعته فتبصر وإذا سمعته فتذكر
لا يحتاج أنك تقف حتى أن بعض الناس لا يصلي في التراويح والتهجد إلا وراء من عنده نغمة الحسنة نحن نبحث عن كتاب الله
ونبحث عن كلام الله ونبحث عن كلام الحي القيوم ونبحث عن تغذي لاغتذاء بكتاب الله وكلام الله حتى يلامس شغاف قلوبنا ورواحنا
فالموفق من رزقه الله العمل بهذا الأصل أنه إذا سمع كتاب الله يتلاء نظر إلى حاله أثناء التلاوة هل يفقه الآيات
ويتدبر فيها والأمر الثاني إذا انتهت التلاوة هل يبقى منها شيء في قلبه وهذا قل أن يكون إلا كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
من إذا قرأ القرآن تحس أنه يخاف الله والدار الآخر فنص الله في عزة وجلاله أن يجعل لنا وإياكم من التأثر والتدبر
والتفكر في كلام الله أوفر الحظ والنصيب يوصل المسلم وقد أقبلت عليه العشر الأواخر بالإخلاص فيخرج من بيته إلى بيوت الله
لا رياء ولا سمعة والسمعة أن يتسامع الناس فيحدث أبناءه وبناته وإخوانه وأخواته وقراباته
أنه سيذهب إلى المسجد الفلاني وسيصلي حتى يقال إنه ذهب إلى المسجد الفلاني واعتكف في المسجد الفلاني فهذه فتنة احرص على أن تكون من الأخفياء الأطقياء
احرص على أن تعمل عملا تريد به وجه ربك وأن تصلح العمل بينك وبين الله وأن تصبح فيه وجه ربك وأن تتمنى أنك واقف في المسجد
لا تراك عين ولا تسمع بك أذن لأن هذا العمل لله ويراد به وجه الله وإلى الآئمة المصلين الذين وفقهم الله
وأكرمهم بهذا المقام الكريم والمنزل العظيم أسأل الله أن يوفقهم وأن يعينهم وأن يجزيهم خير الجزاء وأوفاه وأن يشرح صدورهم وأن ينور قلوبهم
وأن يجعل فيهم منافع المسلمين
من قبلك فإذا قرأت لوجه الله نفع الله بقراءتك وإذا صليت الصلاة تحر سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهدية
واحرص على الوارد في قراءتك وفي وقوفك وقيامك وركوعك واتخذ من صلاتك بالناس إمامة في الدين تحرص فيها على إحياء السنة
وإماتة البدعة ودلالة الناس على ما يضري رب الجنة والناس دل الناس على ربهم فإن الملك يكتب كلماتك ويكتب قراءتك إن أردت بها وجه ربك
وستجد السعي مشكورا والذنب مغفورا متى ما خرجت من بيتك ورجع إلى مسجدك ورجعت إلى بيتك وليس في قلبك إلا الله
وستجد سعيك مشكورا وذنبك مغفورا وأجرك موفورا وعملك صالحا برا مقبولا إذا خرجت لله فقرأت وتأثرت بالقراءة
من الأئمة من يقرأ القرآن قبل أن يقرأه في المسجد فيبكي أكثر من بكائه في المسجد ومنهم من يحبس العبرة تخمقه العبرة خوفا من الرياء
كل ذلك لأنه يستشعر أن الله يسمعه ويراه يأم القوم أقرأهم لكتاب الله قدمك الله بفضله فاعتز بتقديم الله لك
فلا تتاجر بكتاب الله فلا تتاجر بكتاب الله ولا تجعل سوق الآخرة لسوق الدنيا فلا تمتهن كتاب الله
بالذهاب إلى فلان وعلان طلبا للمادة والمال أن تصلي بالناس في رمضان فما عند الله باق ما عندكم ينفذ وما عند الله باق
أخي في الله قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل يزري بكتاب الله كلما دنا رمضان والعبد يطلب بكتاب الله
وليس له شغل إلا المادة فويل ثم ويل لمن اشترى بآيات الله ثمنا قليلا اللهم إنا نعوذ برضاك من صختك
فاحذر وتبي إلى الله وأقبل على الله فإن الناس ينتفعون بقراعتك بفضل الله ثم بإخلاصك لأمر الثاني أن تحرص على السنة
في دعاء الوتر وقنوة الوتر فتحرص على الدعاء الوارد لا تزيد فيه ولا تنقص منه وتقرأ الأحاديث الواردة وتدعو خالصا من قلبك
ولا تنسى من وراءك من المصلين فتدعو لضالهم أن يهديه الله ولحائرهم أن يرشده الله ولتائه أن يأخذ بيده سبحانه
إلى محبته ومرضاته تكون حليما رحيما مشفقا عليهم كل إمام صلى بالناس كتب الله عليه أنه سيعيش في هذا المسجد
من الساعة الفلانية إلى الساعة الفلانية فإذا قدم على ربه كان أول ما يسأل عنه ماذا أراد بقوله وعمله هذا أمر عظيم
فعلى الإمام أن يحرص على تصحيح اعتقاده وتصحيح نيته فإن في ذلك الخير الكثير له كذلك أيضا يحرص على دلالة الناس على الخير
فيما بينهم وبين الله وفيما بينهم وبين أنفسهم وفيما بينهم وبين أنفسهم بينهم وبين أهليهم وأولادهم يعلمهم بر الوالدين وصلة الرحم ويذكرهم الحقوق والواجبات
والمسؤوليات والأمانات فإذا مر بآيات تذكر بالله


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

المركّبات العضو...

المركّبات العضويّة تعبّر المركّبات العضويّة عن مجموعةٍ كبيرةٍ من المركّبات الكيميائيّة، وتتميّز باحت...

المطر الحمضي هو...

المطر الحمضي هو أحد ملوثات الهواء الخطرة وينتج بسبب تلوث الهواء بملوثات أولية مثل أكاسيد الكبريت وال...

أمام هذا الوضع؛...

أمام هذا الوضع؛ عرفت الصين موجة من السخط والغضب عمّت أرجائها رافضة الحكم الإمبراطوري الفاشل وتدخلات ...

تعتبر رؤية سمو ...

تعتبر رؤية سمو الشيخة فاطمة ركائز أساسية في البناء التنموي للم أرة في الدولة، والتي انعكستفيوضعالخطط...

أهم المراكز الت...

أهم المراكز التجارية في الجزيرة ومن أشهر الأسواق التجارية في تلك الحقبة كانت سوق عكاظ التي كانت تقام...

ويُقال: لليلتين...

ويُقال: لليلتين خلتا منه، وقيل لاثنتي عشرة خلت منه وهو أصح ودفن ليلة الأربعاء وسط الليل وقيل ليلة ال...

(٣) تحديد النغم...

(٣) تحديد النغمة في النص الدرامي وليكن هذا مدخلنا إلى شكسبير! فمن ذا الذي يستطيع أن يقطع بأن هذه «ال...

كل لغة لها عيوب...

كل لغة لها عيوبها وقيودها. بعض الناس يشعرون بالإحباط الشديد من العيوب بأنفسهم! لقد كانت هناك أكثر من...

هي شركة متخصصة ...

هي شركة متخصصة في الأجهزة الكهربائية مثل الثلاجات والغسالات والمواقد من المحتمل أن تشارك Union Air ،...

Kate Chopin's "...

Kate Chopin's "The Story of an Hour" is a powerful and poignant tale that explores the complex emoti...

ولما بلغ ابن ال...

ولما بلغ ابن الدمينة شعر مزاحم ، أتي امرأته فقال لها : قد قال فيك هذا الرجل ماقال ، وقد بلغك ، قالت ...

المبيدات الحشري...

المبيدات الحشرية غير العضوية Inorganic Insecticides تستخدم معظم المبيدات الحشرية غير العضوية في مكاف...