Lakhasly

يلقي هذا الكتاب الضوء على دور المرأة المهم والمتنوع عبر التاريخ الإسلامي، مُفنّداً بذلك تصورات خاطئة شائعة. يستعرض الكتاب دورها البارز في صدر الإسلام، مُساهمته في بناء الشخصية الإسلامية من خلال التربية وتأصيل العقيدة، بالإضافة إلى تأثيرها في المجالات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والأخلاقية. كما يُسلّط الضوء على دور نساء مؤثرات في عهد المقتدر بالله العباسي، مثل "شغب" وجواري أخريات تقلدن مناصب قيادية وساهمن في صنع القرار السياسي، ككهرمانة وفرج وزيدان. يُركز الكتاب على إبراز إسهامات النساء في بناء الحضارة الإسلامية عبر أمثلة تاريخية. الفصل الأول يناقش بناء الشخصية المسلمة في صدر الإسلام ودور النساء في ذلك من خلال التربية، وتعزيز الهوية الإسلامية، ونشر القيم الحميدة، مستشهداً بسمية بنت خياط وأم سليم بنت ملحان ونساء أخريات. الفصل الثاني يتناول دور "شغب" ونساء أخريات في البلاط العباسي، ومساهمتهن في السياسة، وتعيين وعزل الوزراء، والتدخل في القضاء، مع إبراز محاولات خلع المقتدر وعودته للسلطة. أما الفصل الثالث، فيُقدم صورة شاملة عن الحياة الاجتماعية للمغول، بما في ذلك الغذاء، المسكن، الملابس، العادات، والطبقات الاجتماعية، بالإضافة إلى الحرف، المراسم، والترفيه، مُظهراً مرونة وتكيف المجتمع المغولي مع بيئته.

يُفنّد هذا الكتاب الاعتقاد الخاطئ السائد حول دور المرأة في التاريخ الإسلامي، مُبرزاَ ارتقائها ووصولها إلى مناصب رفيعة، يُناقش الكتاب دور المرأة البارز في صدر الإسلام، مساهمتها في بناء الشخصية الإسلامية عبر التربية وتأصيل العقيدة، مُسلطاً الضوء على تأثيرها في الجوانب السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والأخلاقية. كما يستعرض الكتاب دور النساء المؤثرات في عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله، لا سيما أمه "شغب" والجواري اللاتي تقلّدن مناصب قيادية وساهمن في صنع القرارات السياسية، مثل كهرمانة وفرج وزيدان، يهدف الكتاب في النهاية إلى إبراز الدور السياسي والحضاري للنساء عبر التاريخ الإسلامي، مستشهداً بأمثلةٍ تُظهر إسهاماتهن في بناء الحضارة الإسلامية.

للفصل الأول: دور النساء في تكوين الشخصية المسلمة في صدر الإسلام

مقدمة:
يهدف هذا الفصل إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي لعبته النساء في بناء الشخصية المسلمة منذ بداية الإسلام. فقد كانت المرأة جزءًا أساسيًا من المجتمع الإسلامي الأول، وأسهمت في تشكيل هويته الدينية والثقافية والأخلاقية. ونتناول في هذا الفصل كيفية بناء الشخصية المسلمة، والدور الذي قامت به النساء في هذا التكوين من خلال التربية، وتعزيز الهوية الإسلامية، ونشر القيم الحميدة في المجتمع.

أولًا: كيفية بناء الشخصية :
بناء الشخصية المسلمة في صدر الإسلام كان يعتمد على عدة عوامل رئيسية، منها:

الإيمان بالعقيدة الإسلامية : إذ كانت العقيدة الإسلامية تشكل أساس بناء الشخصية، حيث غرست في الأفراد قيم التوحيد، الإخلاص، والاعتماد على الله.
القدوة الحسنة : كان للرسول ﷺ وصحابته دور بارز في تقديم نماذج عملية للالتزام بالإسلام، مما أثر في بناء شخصية الأفراد، رجالًا ونساءً.

التربية الإسلامية : قامت على تعليم الأخلاق الفاضلة، مثل الصدق، الأمانة، الإحسان، والتعاون، مما ساعد في تكوين أفراد صالحين يسهمون في نهضة الأمة.
التعليم والمعرفة : الإسلام شجّع على طلب العلم، وكان للنساء نصيب كبير في ذلك، حيث تعلمن الفقه، الحديث، والسيرة، مما أسهم في تكوين شخصيات قوية ومؤثرة في المجتمع.

ثانيًا: دور نساء صدر الإسلام في تكوين الشخصية:

1. تأصيل الانتماء للعقيدة والهوية الإسلامية من واقع الروايات التاريخية:
    كانت النساء من أوائل المؤمنين بالدعوة الإسلامية، مثل السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، التي ساندت الرسول ﷺ في بدايات الدعوة.
   
    سمية بنت خياط كانت أول شهيدة في الإسلام، ما يعكس مدى صلابة النساء في الدفاع عن العقيدة الجديدة.
   
    النساء المسلمات في صدر الإسلام لعبن دورًا في تثبيت الهوية الإسلامية، من خلال مشاركتهن في نشر الدعوة وتعليم القرآن والسنة.


2. دور نساء صدر الإسلام في التربية وأثر ذلك في تكوين الشخصية:
    التربية كانت من أهم الأدوار التي قامت بها النساء، فقد نشّأن جيلًا من الصحابة الذين قادوا الأمة بعد وفاة الرسول ﷺ.
   
    أم سليم بنت ملحان نموذج للأم المربية، فقد ربّت أنس بن مالك على حب الرسول ﷺ وخدمته، مما جعله من كبار رواة الحديث.
   
    أسماء بنت أبي بكر كانت مثالًا للصبر والتضحية، وغرست في ابنها عبد الله بن الزبير حب الجهاد والثبات على الحق.


3. دور نساء صدر الإسلام في صبغ المجتمع بالصفات الحسنة:
   ساهمت النساء في تعزيز القيم الأخلاقية مثل العفة، الصبر، الكرم، والشجاعة.
   
    السيدة عائشة بنت أبي بكر كانت نموذجًا للعالمة والمربية، حيث نشرت العلم والحديث بين الصحابة.
   
    - النساء كنّ قدوة في التحمل والصبر في مواجهة المحن، مثل ما فعلت أم حبيبة بنت أبي سفيان عندما هاجرت إلى الحبشة وثبتت على الإسلام.


4. أبرز أعمال النساء وأثر ذلك في تكوين الشخصية:
   
    دورهن في الجهاد : شاركت بعض النساء في الغزوات مثل نسيبة بنت كعب التي قاتلت في غزوة أحد.
   
    الرعاية الصحية والتمريض : كان للنساء دور في علاج الجرحى، مثل رفيدة الأسلمية التي عُرفت بكونها أول ممرضة في الإسلام.
   
    نشر العلم : حفظت النساء أحاديث الرسول ﷺ ونقلنها للأجيال اللاحقة، مثل السيدة حفصة بنت عمر التي كانت تحفظ القرآن.
   الخاتمة
   يتضح من خلال هذا الفصل أن المرأة في صدر الإسلام لم تكن عنصرًا هامشيًا، بل كانت شريكًا أساسيًا في بناء المجتمع الإسلامي وتكوين الشخصية المسلمة. فقد ساهمت في غرس العقيدة، تربية الأجيال، نشر الأخلاق الفاضلة، والمشاركة في مختلف مجالات الحياة، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من نهضة الأمة الإسلامية.

الفصل الثاني: النساء في عهد الخليفة المقتدر بالله العباسي

يتناول الفصل الثاني بشكل مفصل الدور الكبير الذي لعبته النساء في فترة خلافة المقتدر بالله العباسي، خاصة والدته "شغب"، حيث يتم توضيح تفاصيل صعودها في البلاط العباسي وأثرها في السياسة الداخلية.
أولاً: ظهور الجارية "شغب" وتدرجها داخل البلاط الخلافي:
صعود "شغب" إلى البلاط: نشأت "شغب" كجارية رومية ثم أصبحت واحدة من الشخصيات الأكثر نفوذًا في البلاط العباسي. تلعب هذه المرحلة دورًا مهمًا في تشكيل مسار حياتها السياسية. تطور دورها من خادمة إلى شخصية قوية ساهمت في تدبير شؤون الدولة العباسية.
ثانيًا: محاولة خلع المقتدر وجهود "شغب" في الحفاظ على الخلافة:
 التحديات السياسية : تعرّض المقتدر بالله للعديد من محاولات الانقلاب والخلع خلال فترة حكمه، وكان ذلك نتيجة للصراعات الداخلية بين الفصائل المختلفة في الدولة. لكن والدته "شغب" لعبت دورًا حاسمًا في مساعدة ابنها في الحفاظ على الخلافة ضد محاولات خلع حكمه.
 دور "شغب" في مواجهة محاولات الانقلاب: استخدمت "شغب" نفوذها في البلاط، وجمعت الدعم من الأفراد المخلصين من المقربين والجواري القويّات لإحباط محاولات الانقلاب، مما يدل على قدرتها السياسية العالية وحكمتها في إدارة شؤون الدولة.
ثالثًا: "شغب" أم الخليفة المقتدر بالله ودورها السياسي:

1. تحريم لقب "شغب: أحد الأبعاد المثيرة في السياسة الداخلية في تلك الحقبة هو تحريم لقب "شغب" الذي استخدم للإشارة إلى والدتها، حيث قامت السلطات العباسية بمنع هذا اللقب وتغيير تعاملهم معها، مما يعكس محاولة التقليل من مكانتها.


2. الاستعانة بالنساء في أمور الدولة: كانت "شغب" على دراية كبيرة بكيفية إدارة شؤون الدولة، واستخدمت النساء اللاتي حولها للقيام بمهمات سياسية وإدارية هامة. كان لها شبكة من الجواري المخلصات اللواتي تدرجن في المناصب حتى وصلن إلى مواقع مؤثرة في السلطة.


3. تولية الوزراء وعزلهم:
   
   لعبت "شغب" دورًا محوريًا في تعيين الوزراء وعزلهم، حيث كان لها اليد الطولى في السياسة التنفيذية خلال فترة حكم ابنها، وكان تأثيرها واضحًا في القرارات التي تتعلق بإدارة الدولة.


4. تدخل السيدة "شغب" في شؤون القضاء:
   برزت "شغب" في مجال القضاء أيضًا، حيث كانت تتدخل في قضايا هامة وتوجه القرارات المرتبطة بالقضاء في تلك الفترة، ما يعكس نفوذها الكبير في الحياة السياسية.
   رابعًا: أبرز مظاهر التنكيل والاغتيال السياسي للسيدة الأم:


5. التنكيل بأم موسى الهاشمية:
   تعرضت أم موسى الهاشمية، وهي إحدى الشخصيات الهامة في البلاط، للتنكيل من قبل أعداء المقتدر و"شغب". استُهدفت بسبب دورها البارز في السياسة الداخلية، وأدت هذه الأحداث إلى تصاعد التوترات داخل البلاط العباسي.


6. التخلص من زيدان السجانة:
   
   في سياق الصراع السياسي، تمت الإطاحة بـ "زيدان السجانة" التي كانت تشغل منصبًا حساسًا، وتعرضت للتخلص منها بسبب تداخلات في السياسات المعقدة داخل البلاط.
   خامسًا: خلع المقتدر بالله وعودته للسلطة:
   بعد أن تم خلع المقتدر بالله، واجهته تحديات شديدة لاستعادة سلطته. ومع ذلك، كانت "شغب" موجودة على رأس من دعموا عودة المقتدر إلى الحكم، مستخدمة نفوذها الكبير في البلاط وقوة تحالفاتها مع القوى السياسية الأخرى في بغداد.
   سادسًا: أبرز الإسهامات الحضارية للسيدة أم المقتدر:
   الإسهامات الحضارية: كانت "شغب" بمثابة قوة محركة ليس فقط على الصعيد السياسي، بل في الحياة الثقافية والعلمية أيضًا. دعمت العديد من المبادرات التي أسهمت في تقدم العلوم والفنون في فترة حكم ابنها، مما شكل تأثيرًا حضاريًا استمر بعد نهاية فترة حكم المقتدر.
   سابعًا: نهاية الخليفة المقتدر بالله والسيدة "شغب


7. نهاية الخليفة المقتدر بالله:

• انتهت فترة حكم المقتدر بالله نتيجة للانقلاب السياسي الذي وقع ضده، ما أدى إلى قتله. ترك ذلك فراغًا في السلطة العباسية بعد فترة من الاضطرابات السياسية.

2. نهاية السيدة "شغب":

• بعد وفاة ابنها، انتهت حياة "شغب" أيضًا نتيجة التآمرات الداخلية. وعلى الرغم من قوتها السياسية الهائلة، كانت نهايتها تعبيرًا عن طبيعة النظام العباسي في تلك الفترة، حيث كانت الشخصيات القوية تُستهدف بعد انتهاء فترة حكم الملوك أو الخلفاء.

خاتمة الفصل الثاني
يختتم الفصل بتسليط الضوء على دور النساء في تاريخ الدولة العباسية وكيف أن "شغب" كانت مثالًا حيًا على تأثير النساء في السياسة في تلك الحقبة. يوضح أيضًا كيف أن النساء كان لهن دور كبير في تشكيل مجريات الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية في الدولة الإسلامية.

الفصل الثالث: النساء والنظم الاجتماعية في الحياة المغولية

الفصل الثالث يعرض تفاصيل دقيقة حول الحياة الاجتماعية للمجتمع المغولي من خلال تغطيته للأبعاد المختلفة، مثل الغذاء، المسكن، الملابس، والعادات الاجتماعية، ويعطي صورة شاملة عن كيفية تنظيم الحياة اليومية.
أولاً: غذاء المغول، مسكنهم وملبسهم:
غذاء المغول وأبرز مظاهر المطعم والمشرب:
المغول كانوا يعيشون في بيئة قاسية، لذا كان غذاؤهم يعتمد بشكل كبير على لحوم الحيوانات (خاصة الخيول والإبل) التي كانوا يرعونها. كان الحليب جزءًا أساسيًا من غذائهم، سواء كان من البقر أو الخيول، وكانوا يصنعون من الحليب منتجات مثل "الكوميس"، وهو مشروب مخمر من حليب الخيول.
بالنسبة للأطعمة الجافة، كان يُفضل المغول أكل الأطعمة المجففة مثل اللحم المجفف أو الجاف (المجفف باستخدام الشمس أو الهواء البارد). ولم تكن الحلويات جزءًا كبيرًا من طعامهم، حيث كانوا يفضلون الطعام البسيط والمتوفر بسهولة.
مسكن المغول وأشكاله:
المغول كانوا يعيشون في خيام دائرية معروفة بالـ"اليورتات". كانت هذه الخيام خفيفة الوزن ومصممة بطريقة عملية تسمح لهم بتفكيكها بسهولة ونقلها من مكان إلى آخر أثناء تنقلاتهم المستمرة، حيث كانوا يفضلون حياة التنقل على الاستقرار.
يتم بناء "اليورتة" باستخدام هياكل خشبية مغطاة بجلود الحيوانات أو الأقمشة الثقيلة. كان السقف المنحدر يساعد في تصريف الثلوج والماء في المناطق الباردة.
الملابس المغولية:
الملابس المغولية كانت تتكيف مع الظروف البيئية القاسية في مناطقهم الباردة. كان يرتدي المغول الجلود والفرو للحفاظ على دفئهم. الرجال كانوا يرتدون الجلابيب العريضة التي تسهل عليهم التنقل، كما كان لديهم قبعات مصنوعة من الفراء.
النساء كن يرتدين ثيابًا طويلة مزخرفة بالألوان الزاهية، وتغطية الرأس كانت أمرًا شائعًا، حيث كانت النساء يغطين شعورهن بغطاء الرأس أو الحجاب التقليدي.
كانت الملابس تُصنع في الغالب من فرو الحيوانات أو الأقمشة الثقيلة مثل الصوف، وكانوا يزينون ملابسهم بالخرز أو الزخارف الخاصة.
ثانيًا: المغول وحياتهم الاجتماعية
الحياة الأسرية في المجتمع المغولي:
في المجتمع المغولي، كان الرجل هو رأس الأسرة، وكان يتولى المسؤولية في الأمور الكبيرة مثل شؤون الحرب والتجارة. أما النساء فكن يشتركن في الأعمال اليومية، بما في ذلك رعاية الأطفال وإعداد الطعام، وكان لديهن مسؤولية كبيرة في تربية الأبناء وتوجيههم.
وكان الزواج أمرًا بالغ الأهمية، حيث كانت العلاقات الزوجية تُنظم وفقًا لاتفاقات بين العائلات. في بعض الأحيان، كانت النساء تُختار للزواج بناء على القوة أو السلالة الاجتماعية، وكان الزواج يُعتبر أيضًا وسيلة لتقوية الروابط السياسية والعسكرية.
البغاء ودور الدعارة:
كان المجتمع المغولي، مقارنة ببعض الثقافات الأخرى، أقل تحفظًا بشأن الدعارة. كان يُسمح ببعض أماكن الدعارة، حيث كانت تُعتبر شكلًا من أشكال الترفيه أو الوسيلة التي يمكن أن يذهب إليها الرجال للحصول على المتعة. وقد كان هناك فئات معينة من النساء اللاتي تمارس هذه المهنة، والتي قد تكون مرتبطة بالنظام الطبقي أو بالحروب.
صفات المغول:
المغول كانوا معروفين بشجاعتهم، وكانوا يقدسون القوة البدنية والقدرة على التحمل. كانوا فخورين بقدرتهم على التحمل في المعارك، واستخدموا خيولهم بشكل رئيسي في الحروب والغزوات. هذه الصفات شكلت جزءًا كبيرًا من الثقافة المغولية.
أبرز العادات والتقاليد وضوابط المجتمع المغولي:
كان المجتمع المغولي يتمتع بعدد من العادات القوية مثل احترام كبار السن. وقد كان الولاء للعائلة والقبيلة أمرًا بالغ الأهمية، وكان من العادات المعروفة أن يقوم الرجال بتقديم الهدايا للأسر التي كانوا يرغبون في تعزيز علاقاتهم معها.
كان المغول يمارسون بعض الطقوس الاجتماعية التي تتعلق بالزواج والمناسبات الخاصة مثل معارك البطولة والاحتفالات الدينية. كما كانوا يقدسون القوة العسكرية ويعتبرون أن الفوز في المعركة يعكس القوة والقدرة على الهيمنة.

الطبقات الاجتماعية وعناصر السكان:
كانت الطبقات الاجتماعية في المجتمع المغولي تشمل النبلاء، العسكريين، الفلاحين، والحرفيين. كان النبلاء في القمة، وهم الذين يقودون الغزوات ويصنعون القرارات السياسية الكبرى. أما الفلاحون فكانوا يشكلون الطبقة العاملة التي تعتمد عليها معظم الأنشطة الزراعية. وكان هناك أيضًا الحرفيون الذين كانوا مسؤولين عن صنع الأدوات اللازمة للحياة اليومية.
الحرف والأعمال عند المغول:
المغول كانوا مهرة في بعض الحرف مثل صناعة السروج وركوب الخيل، وخصوصًا فيما يتعلق بتربية الحيوانات. كما كان الفلاحون يقومون بالزراعة بشكل موسمي، ويزرعون الشعير، القمح، والأعشاب.
الدعاية والإعلام عند المغول:
في ظل غياب وسائل الإعلام الحديثة، كانت الأخبار تُنقل عن طريق الشعراء والرواة الذين كانوا يصحبون الجيوش المغولية أثناء غزواتهم. هؤلاء الشعراء كانوا يسجلون الانتصارات العسكرية ويغنون عن بطولات القادة، ما كان يساهم في تعزيز صورة القوة العسكرية المغولية.
أبرز المراسم والاحتفالات والأعياد:
كان المغول يحتفلون بمناسبات دينية، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، بالإضافة إلى الاحتفالات التي تزامنت مع الانتصارات العسكرية. هذه الاحتفالات كانت تشمل الطعام، الرقص، الغناء، وحتى المبارزات الرياضية التي تُنظم بين الجنود لعرض شجاعتهم.
أبرز المظاهر الترفيهية عند المغول:
كان المغول يحبون الترفيه في الأوقات التي يمرون فيها بين الغزوات، فكانوا يفضلون الرياضات مثل سباقات الخيول والمبارزات القتالية. كما كانت لديهم تقاليد غنائية ورقصيه، حيث كان الجالسين حول النار يشاركون في غناء الأغاني الوطنية التي تحكي عن إنجازات قبائلهم.
خاتمة الفصل الثالث
الفصل الثالث يعكس الحياة الاجتماعية المعقدة للمجتمع المغولي الذي كان يتسم بالمرونة والتكيف مع التحديات البيئية. من خلال الحديث عن الغذاء، المسكن، والملبس، وكذلك العادات والتقاليد التي شكلت ثقافة المغول، نرى أن الحياة المغولية كانت تتمحور حول القوة البدنية والتنقل المستمر، مع احترام كبير للعائلة والولاء.