Lakhasly

بداية التدجين في الساحل وفي التل تتزامن مع ظهور الفخار إذا لم يسبقه، لا يبدو في الواقع أن سكان العصر الحجري الحديث الكارديال والمرحلة المبكرة من العصر الحجري الحديث للبحر الأبيض المتوسط كانوا هم المبادرات لتدجين الأغنام والماعز. بقايا هذه الحيوانات وفيرة جدا من أقدم المستويات في كهف خريل في أشكار بحيث لا تكون المحاولات الأولى للتدجين. لم يتم اجراء أي دراسة جادة على أغنام تل من العصر الحجري الحديث، ولا نعرف حتى ما إذا كان هذا الحيوان ينتمي، مثل حيوان الاطلس الصحراوي، ومع ذلك قام بوميل دون تردد بربط بقابا الأغنام العديدة من مغارة الصخرة العظيمة (الجزائر العاصمة) بأغنام السانسون الإفريقية التي هي السلالة الحالية. يبقى أصل الأغنام الداجنة غامضا، فلا يبدو أن هناك سلالة محلية من الأغنام.
كما أوضح ج. اسبيرانديو، فان البقايا المنسوبة الى الأغنام البرية في الرواسب قبل العصر الحجري الحديث هي عظام لا يمكن استخلاص الأغنام الداجنة منها.
يبقى السؤال عن أصول الماعز دون إجابة. كان بوميل قد أطلق على غابرا برومازا اسم الأنواع التي تعرف عليها في حيوانات جراند روشيه (الجزائر العاصمة)، ويعتبرها من سلالة الماعز القبائلي الحالي، وهو طويل الشعر وصغير الحجم وله قرون صغيرة ومسطحة ومتباعدة للغاية.
وفي ظل الوضع الحالي للمعرفة، يمكننا أن نعترف بأن الأغنام والماعز الداجنة قد تم ادخالها الى تل المغرب في نفس الوقت الذي تم فيه ادخال الخزف القلبي والمطبع. وربما لا يكون الأمر نفسه بالنسبة للخنازير الداجنة التي قد تعود أصولها الى الخنازير البرية التي كانت وفيرة جدا في شمال افريقيا على الأقل منذ فترة الورميان.
الثور الذي توجد عظامه بشكل متكرر في كهوف العصر الحجري الحديث، هو حيوان صغير أو متوسط الحجم، ممتلئ الجسم الى حد ما، وله أطراف وقرون قصيرة، وبالتالي فهو يختلف عن البوس الافريقي، الذي نعلم أن سكان شرق افريقيا قد قاموا بتدجينه. ينتمي لحم البقر ألتلي إلى السلالة الموجودة منذ فيلا فرانشيان في المغرب العربي. بوس ابيريكوس هو أصل عرق الأطلس البني المنتشر حاليا في جميع أنحاء المغرب العربي. من المحتمل أن الثور الذي تم العثور على عظامه في رواسب العصر الحجري الحديث، كان مستأنسا بالفعل، لكن الدراسات الإحصائية فقط هي التي يمكن أن تثبت وجود قطع قطيع. إذا كان من الصعب تحديد تاريخ التدجين الثور في التل، فلا بد من الاعتراف بأنه تم تدجينه في المغرب العربي حيث تم العثور على نفس سلالة السلالة الداجنة هناك وتم اصطياده منذ ألاف السنين أما الثور العظيم بوس برم جنوس فلا يبدو أن انسان العصر الحجري الحديث حاول تدجينه على الساحل.
الكلب موجود من أقدم مراحل العصر الحجري الحديث للبحر الأبيض المتوسط. وهو قريب جدا من الكلب القبائلي الحالي وأصله غير معروف، لكن من الممكن ان يكون أصليا. وهكذا فان اليقين بشأن تدجين الكلب والخنزير والأغنام والماعز يتوافق مع عدم اليقين المزعج فيما يتعلق بالثور الذي يبدو مع ذلك أنه تم تدجينه في وقت أقرب قليلا.
لا يوجد أي دليل أو تحليل يؤكد أن الزراعة كانت تمارس في وقت مبكر من الالفية الخامسة على ساحل شمال افريقيا. فقط وجود الخزفيات الوفيرة يعطي قرينة لصالح الزراعة الحقيقة. ومع ذلك، نحن نعلم أن رجال البحر الأبيض المتوسط في اسبانيا وبروفانس كانوا يزرعون القمح وحيد الحبة أو القمح الامري، لا شيء يمنع من ممارسة هذه الثقافة أيضا خلال العصر الحجري الحديث على الساحل الافريقي.
استمر الصيد في توفير جزء كبير من النظام الغذائي للحوم بالإضافة الى الماشية البرية، من الضروري أن نذكر الضباء المختلفة والموفلون والخنازير البرية وحتى الفيلة. ولكن ربما أكثر من مجرد لعبة، لعبت الرخويات البحرية دورا مهما في النظام الغذائي للعصر الحجري الحديث في البحر الأبيض المتوسط. الى الداخل، ولكن أيضا على الساحل لم يتم ازدراء الرخويات الأرضية، وتحتفظ العديد من رواسب العصر الحجري الحديث بمظهر أسرة الحلزون. وأخيرا فان التقدم التقني سواء في المعدات اوفي الملاحة، يسمح بتطوير الصيد البحري بقايا الأسماك أحيانا كبيرة مثل سمك التونة شائعة في الرواسب (سوفيل 1958-1959).
وهذا أيضا هوالوقت الذي يحتل فيه الانسان الجزرالمجاورة لسواحل وهران وشرق المغرب.
في جميع انحاء المغرب العربي يتمتع المغرب الأطلسي بمظهرخاص لا يزال يؤكد نفسه في جميع انحاء العصر الحجري الحديث هناك العديد من الرواسب على الساحل علىالرغم من اننا لا نستطيع ان نقول الكثير عن () (فان بعضها ينتمي بالتأكيد الىالعصر الحجري الحديث ومن المهم الإشارة الى عددها واهميتها اما منطقة بليداجر بمنطقة تمارة فيبلغ طولها عدة كيلومترات وارتفاعها 2.4متر وحتى اليوم يقوم المغاربة بطهي كميات هائلة من بلح البحر على الشاطئ نفسه حيث يتم بيع محتوياته في الأسواق الداخلية بينما تتراكم الصمامات في الموقع وتشكل اكواما من الاصداف
وفي منطقة طنجة، وخاصة في محيط راس الأشقر يجب علينا العودة لدراسة جانب اخر من العصر الحجري الحديث المغربي. في كهوف الخريل ا. جودين، تم التعرف على قطع عديدة جدا من السيراميك، مرتبطة بخزف القلب، مزينة بطبعة ساق القصب والاستيكا، يطلق على هذا السيراميك اسم المخدد نظرا لتكرار الاخاديد العريضة الى حد ما المرسومة على الجزء العلوي من البطون وعلى الاعناق (جودين 1958-1959). ومن حيث أنماط الطباعة الأخرى، لا يمكن تمييز هذا الفخار باي حال من الأحوال عن الخزف الموجود في الساحل الجزائري، الجزء السفلي من المزهريات على شكل مخروطي، والجزء السفلي من الجسم غير مزخرف، وهي ميزة لا تزال تربط هذا الخزف بخزف الساحل الجزائري (شكل 81). ومع ذلك، فان الخزافين في أشكار استخدموا بالفعل المشط، الذي أهمله جيرانهم الشرقيون طوال العصر الحجري الحديث. لقد فضلوا نمط الموجة الذي يرسم إكليلا متشابكا في الجزء العلوي من الجسم. هذا الشكل غبير معروف تماما في اورانيا لكنه يشبه إلى حد ما الشققة التي عثر عليها ديبروج في علي باشا بالقرب من بوجي، تم الإبلاغ عن نفس السيراميك المخدد بواسطة السيد تارديل في مقهى ذات الجار أصنام الطين (الشكل 82) التي عثر عليها ج. بوشيت في اشكار هي اأدث بكثير من هذا الفخار.
وفي منطقة طنجة ننتفل الى منطقة إلى الدار البيضاء لنتعرف على أوجه أخرى من العصر الحجري الحديث تتميز بكثرة الفخار ذي المقابض الداخلية وهي مزهريات ذات فتحات واسعة من الداخل مطلية باذان، وأحبال، موسعة، مثقبة للسماح بمرور الرابط. تحتوي هده المقابض الداخلية للقطار الجبلي المائل على واحد أو اثنين او ثلاثة ثقوب بشكل استثنائي.
يتكون الفخار من أواني مستديرة القاع وأوعية ضحلة، ومزهريات ذات أعناق منخفضة وبطون واسعة، تحتوي معظمها على عارضة وتحمل زخرفة سيئة من خلال الطباعة أو الشق: الخط المتموج ليس نادرا، ويتم استخدام المشط. هذه الخصائص المضافة إلى ترتيب المقبض، تشير إلى وضع هذا الخزف في العصر الحجري الحديث. ومظهر الأدوات الحجرية المجمعة لا يتعارض مع هذا الرأي: نلاحظ إن العدد الكبير من الفؤوس والقدوم وغيرها من الأدوات الحجرية المصقولة التي استشهد بها المؤلفون، في المواقع المجاورة للدار البيضاء توجد 34 ضربة كاملة أو مجزاة عند ثلاثة مرابط، 19 بأولاد الحذو، 22 بسيدي قنادل، 39 بعين الكثير. صحيح إن المحطة الأكثر أهمية محطة عين الشق لم تسفر عن أي قطعة فأس أو قدوم مصقولة، ومن ناحية أخرى، يبدو أن هذه المحطة التي يظهر مخططها الرباعي المنتظم للغاية بوضوح في التصوير الجوي قد تم تحديدها بواسطة سياج أو خندق إما بقية الصناعة الحجرية فهي ذات مستوى متوسط للغاية، ترافق الكاشطات والنقاط وبعض التدريبات أحجار الطحن والكسارات والمدقات والحصى التي يتم تحويلها إلى أدوات مؤقتة.
تقع محطات القطار الجبلي المائل الداخلية في الضواحي الكبرى للمدينة الدار البيضاء، القطعة الوحيدة التي تم جمعها خارج هدذ المنطقة ،تم العثور عليها من قبل ا.روحل مان في كهف دار السلطان (الرباط)، في الطبقة ب والتي تحتوي أيضا على وعاء نموذجي على شكل جرس. تساهم هذه التفاصيل أيضا في نسب السيراميك دو المقبض الداخلي المائل إلى العصر الحجري الحديث إن لم يكن النهائي.
يعد تكرار الفؤوس والقدوم سمة ثابتة للعصر الحجري الحديث في المغرب الأطلسي، وهي اقل عددا في العصر الحجري الحديث مع السيراميك المطلي بساحل البحر الأبيض المتوسط