Lakhasly

رئيس أركان الجيش الباكستاني يُحدد الخطوط الحمراء للسياسة الخارجية

إستبعد قائد الجيش الباكستاني الجنرال/ سيد عاصم منير، في تصريحات تحدد أولويات السياسة الخارجية لإسلام آباد مع جيرانها الشرقيين والغربيين، المصالحة مع خصمها اللدود الهند، وشدد على أن حياة شخص باكستاني واحد أهم من حياة أفغانستان بأكملها.
وخلال جلسته التي استمرت حوالي ثلاث ساعات مع طلاب من جامعات القطاعين العام والخاص في جميع أنحاء البلاد، قال الجنرال منير: "عندما يتعلق الأمر بسلامة وأمن كل باكستاني، يمكن أن يتم لعن أفغانستان بأكملها".
ووفقاً لرئيس أركان الجيش، قدمت باكستان الغذاء لخمسة ملايين مواطن أفغاني لمدة 50 عاماً، ولكن "عندما يتعلق الأمر بأمن أطفالنا، فسوف نلاحق أولئك الذين يهاجمونهم".
وذكر أن التمرد في بلوشستان يحظى بدعم أفغانستان منذ فترة طويلة، ولم تظهر الجارة الغربية أبدا صداقة تجاه باكستان.
وقال إن أفغانستان كانت الدولة الوحيدة التي عارضت انضمام باكستان إلى الأمم المتحدة بعد الاستقلال، مضيفا أن المشكلة تكمن في أن "شعبنا لا يقرأ التاريخ".
وحذر مخاطبا حكام أفغانستان قائلا: "لا تنظروا نحو باكستان، نحن مستعدون للتضحية بأي شيء وكل شيء".
ومن الواضح أن تصريحات الجنرال منير بشأن أفغانستان تتماشى مع سياسة العصا والجزرة التي تنتهجها باكستان تجاه الجار المثير للمشاكل، رفضت إسلام آباد التفاوض مع حركة طالبان باكستان المحظورة، التي تزايدت أنشطتها الإرهابية في باكستان عدة مرات منذ عودة حركة طالبان الأفغانية إلى السلطة في أغسطس 2021.
كما استخدمت باكستان نفوذها الاقتصادي لإجبار الحكومة الأفغانية على الانخراط في المفاوضات لجعلها تقوم باتخاذ إجراءات ضد الإرهابيين الذين يهاجمون أراضيها من أفغانستان.
وفي تعليقه على علاقات إسلام أباد مع نيودلهي، قال قائد الجيش إن "الهند لم تتصالح مع مفهوم وجود باكستان، فكيف يمكن أن نتصالح معها".
وجاء بيان الجنرال منير بعد يومين من افتتاح الهند معبد رام في موقع مسجد بابري الذي يعود تاريخه إلى خمسة قرون، وقد نددت منظمة التعاون الإسلامي (OIC) بتحرك رئيس الوزراء الهندي/ ناريندرا مودي لافتتاح المعبد قبل أشهر من الانتخابات المقررة في الهند.
كما تناول الجنرال/ منير علاقات باكستان مع إيران، مشيرة على وجه التحديد إلى الهجمات الصاروخية الأخيرة التي شنتها طهران داخل بلوشستان، وقال "لا يمكنك أن تطعننا في الظهر، وإذا فعلت ذلك، فسوف تحصل على الرد المناسب"، مشددا على أنه لن يُسمح لأحد بانتهاك سيادة باكستان ووحدة أراضيها.
أطلقت باكستان النار على أهداف على الأراضي الإيرانية، خاصة في بلدة سارافان الحدودية، بعد أن استهدفت إيران مسلحين على الأراضي الباكستانية.
وكتب رئيس اللجنة الدائمة للدفاع بمجلس الشيوخ، السيناتور/ مشاهد حسين سيد، أن الضربة الإيرانية على بانججور كانت مقامرة تكتيكية، والتي جاءت بنتائج عكسية سيئة.
وذكر أن هجوم بانجغور يتبعه أسرع تهدئة وتطبيع للعلاقات بين البلدين في التاريخ، بما في ذلك استعادة علاقات السفراء والزيارة الوشيكة لوزير الخارجية الإيراني الأسبوع المقبل.
وأشار قائد الجيش بإيجاز إلى زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، وذكر أنه خلال الزيارة نقل للأمريكيين أن باكستان دولة لها عواقب، وأوضح : "هناك 80 مليون شخص من ذوي الدخل المتوسط في باكستان، و65% من سكانها من الشباب، والبلاد مستعدة لجني فوائد هذه الموارد".
وقال قائد الجيش ردا على سؤال حول عدم الاستقرار الجيوسياسي المحيط بباكستان "هل جيران أفغانستان والهند وإيران سعداء؟ الجواب هو لا".