Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (19%)

العرب الجنوبيون (1) وكانت أرضهم مهيأة لتزدهر فيها حياة نباتات وأشجار واسعة بفضل مياه الأمطار الموسمية وطرق الرى الصناعية . انبثقت فيها لهجتان أساسيتان هما المعينية والسبئية ومن هذه النقوش استطاع الباحثون أن يعرفوا الحضارة العربية الجنوبية بدياناتها وآلهتها وأنظمتها الحكومية ودولها وملوكها ، واستقر بينهم أنه كانت هناك خمس ممالك هي مملكة معين وكانت حاضرتها معين فى الجوف اليمنى ثم مملكة سبأ في جنوبيها وعاصمتها مأرب ، فقد وجدت نقوش معينية في شمالي الحجاز بدادان في منطقة العُلا الحالية وفى الحجر أو مدائن صالح ، فكانوا بذلك أول من حمل الحضارة الجنوبية إلى إخوانهم في الشمال م. حتى يغلب السبئيون على المعينين ويمدوا سلطانهم بعد ذلك على الاتحاد الجنوبى كله ، م. وكانوا يتلقبون باسم ملوك سبأ وذي ريدان وحضرموت واليمنات ، وظهر لهم خصم ثان هو ملوك الحبشة الذين حاربوهم واستولوا على بلادهم في منتصف القرن الرابع الميلادى وظلوا بها نحو عشرين عاماً ، ولا نلبث أن نرى ذا نواس آخر الملوك الحميريين يعتنق اليهودية ويحاول القضاء على المسيحيين في نجران ، وأخيراً استنجد أهلها بالفرس أعداء بيزنطة ، وكانوا يؤلهون السيارات الفلكية والنجوم، ويظهر أنه كان لهم أدب ديني كثير ، وظلوا حتى ظهور الإسلام يشكلون عنصراً مبايناً لهم ، فنزلت غسان وقضاعة ومن إليهما فى الشام ونزلت لخم في العراق .


Original text

العرب الجنوبيون (1)


تقسم الظروف الطبيعية بلاد العرب قسمين كبيرين ، تفصل بينهما صحراوات واسعة ، تجعل حياة كل منهما تختلف عن الأخرى . فبينما تحضر الجنوبيون كان الشماليون في الحجاز ونجد يعيشون معيشة بدوية ، إذ كانوا في الجملة بدوا رحلا ينتقلون وراء مساقط الغيث ومواضع العشب والكلاً. ونشأت عن ذلك فروق واسعة بين القسمين المتناقضين فبينما ظل الشماليون يحيون فى الغالب حياة بدوية إلا ما تسرب إليهم من الحضارات الأجنبية المجاورة فى العراق والشام نهض الجنوبيون بحضارة لا تزال حصونها وهيا كلها وقلاعها وأبراجها قائمة لم تندثر اندثاراً تاماً . وقد استطاعوا أن يشيدوا سد مأرب الحبس الماء فى فصل الأمطار، مما يدل على أنه كان لديهم نظام محكم لتدبير شئون الزراعة وتوزيع المياه ، فقد أقاموا السدود والصهاريج ، وكانت أرضهم مهيأة لتزدهر فيها حياة نباتات وأشجار واسعة بفضل مياه الأمطار الموسمية وطرق الرى الصناعية . ونشأت بينهم وبين بلاد العراق والشام ومصر علاقات تجارية واسعة فقد كانت قوافلهم تجوب الصحراء العربية شرقاً وشمالا منذ الألف الثانى ق . م تحمل توابل الهند ورقيق إفريقية وأفاويه اليمن وعروضها من اللبان والطيب والبخور وتعود محملة بعروض البلاد التي تتجر فيها .
وكان المعروف عن هؤلاء العرب الجنوبيين قليلا ، فهو لا يتجاوز إشارات وردت عنهم في العهد القديم وفى بعض الآثار المصرية والبابلية والأشورية وفى كتابات المؤرخين والجغرافيين من اليونانيين والرومانيين ، ثم ما كتبه العرب عنهم بعد الإسلام ، وتختلط به الأساطير . وظل تاريخهم غير واضح إلى أواسط القرن الماضي ، فقد جد علماء الغرب في قراءة نقوشهم المنثورة على الأبراج والهياكل والنصب والأحجار ، وهي مكتوبة بخط يسمى الخط المسند ، وهو خط سامى قديم، وقد عرف هؤلاء العلماء اللغة التي كتبت به ولهجاتها ، فهى لغة سامية قريبة من الحبشية والعربية الشمالية ، انبثقت فيها لهجتان أساسيتان هما المعينية والسبئية ومن هذه النقوش استطاع الباحثون أن يعرفوا الحضارة العربية الجنوبية بدياناتها وآلهتها وأنظمتها الحكومية ودولها وملوكها ، واستقر بينهم أنه كانت هناك خمس ممالك هي مملكة معين وكانت حاضرتها معين فى الجوف اليمنى ثم مملكة سبأ في جنوبيها وعاصمتها مأرب ، ومملكة قتبان في الجنوب الغربي لسبأ وعاصمتها تمنع ، والمملكة الأوسانية جنوبي قتبان، ثم مملكة حضرموت وحاضرتها شبوة. ويظهر أنه كان للمعينيين دولة قوية منذ القرن الثاني عشر ق . م وقد سيطروا على القتبانيين والحضرميين ، أو بعبارة أدق سيطروا على طريق القوافل التجارية لا في الجنوب فحسب ، بل أيضاً على طول الطريق إلى الشمال ، فقد وجدت نقوش معينية في شمالي الحجاز بدادان في منطقة العُلا الحالية وفى الحجر أو مدائن صالح ، مما يدل على أنهم أنشأوا في هذه الجهات مراكز لقوافلهم التجارية كي تحميها ، وأغلب الظن أنه كان لهم بها حاميات نزلت بها بعض عشائرهم . ومع مرور الزمن غلبت عليهم طوابع العرب الشماليين . فكانوا بذلك أول من حمل الحضارة الجنوبية إلى إخوانهم في الشمال


ولا نصل إلى القرن السابع ق.م. حتى يغلب السبئيون على المعينين ويمدوا سلطانهم بعد ذلك على الاتحاد الجنوبى كله ، كما يمدونه على مراكز المعينيين في الشمال ، وقد تحولت إلى أيديهم أزمة القوافل التجارية ، واتخذوا مأرب حاضرة لهم ، وقصة سدها وخرابه مشهورة ، وكذلك قصة ملكتها بلقيس مع سليمان عليه السلام . وحدث حوالى سنة ۲۷۰ ق.م أن أنشأ بطليموس الثاني أسطولا بحريا في البحر الأحمر يحمل إلى مصر عروض الهند وإفريقية الشرقية فأحدث ذلك اضطراباً في شئون السبئيين الاقتصادية، ونازعهم ملوك ريدان أصحاب ظفار وغلبوا عليهم وعلى الدول الجنوبية منذ سنة ١١٥ ق.م. وكانوا يتلقبون باسم ملوك سبأ وذي ريدان وحضرموت واليمنات ، وهم الحميريون . ودولتهم آخر الدول العربية الجنوبية ، ولا نصل إلى سنة ٢٤ ق . م حتى نجد إليوس جالوس والى الرومان على مصر يجهز حملة كبيرة لفتح بلاد الحميريين والاستيلاء على ما بأيديهم من مفاتيح تجارة التوابل والأفاويه ، وفشلت حملته فشلا ذريعاً . غير أن الرومان اتجهوا إلى الملاحة في البحر الأحمر، ويقال إنهم استولوا على ميناء عدن واتخذوها قاعدة لتموين سفنهم، فشلوا بذلك تجارة الحميريين وساءت أحوالهم الاقتصادية، فأهملوا شئونهم العمرانية، وأخذ الحراب يدب في البلاد ، وظهر لهم خصم ثان هو ملوك الحبشة الذين حاربوهم واستولوا على بلادهم في منتصف القرن الرابع الميلادى وظلوا بها نحو عشرين عاماً ، عادت بعدها الدولة الحميرية ، ولكنها لم تعد إلى سابق قوتها ، فإن القبائل الشمالية أخذت تغير عليها كما أخذ كثير من عشائرها يهاجر إلى الشمال . وفى نقوشهم ما يدل على أن الأعراب نزلوا بديارهم منذ القرن الرابع الميلادى واستقروا فيها ، وقد أخذت لغتهم تتغلب في بعض الجهات على لغة البلاد الأصلية كما أن من هاجر من عرب الجنوب إلى الشمال غلبت عليه لغة الشماليين ، مما أعد لانتصار العربية الشمالية على العربية الجنوبية في أواخر العصر الجاهلي وفي هذه الأثناء تغلغلت اليهودية في الجزيرة العربية منذ اضطهد أباطرة الرومان اليهود في القرن الأول للميلاد، واندفعت بعثات دينية مسيحية إلى الجنوب ، واعتنقت مدينة نجران فى القرن الخامس هذا الدين الجديد ، وربما كان السبب في هذه البعثات المنافسة الشديدة بين فارس و بيزنطة . وأفزع ملوك حمير تغلغل النصرانية في ديارهم ، خوفاً من تحولها إلى البيزنطيين ، فناهضوها وأيضاً فإنهم كانوا يخافون من ملوك الحبشة المسيحيين أن يدخلوا عن طريقها بلادهم . ونشب هناك صراع حاد بين اليهودية والنصرانية ، ولا نلبث أن نرى ذا نواس آخر الملوك الحميريين يعتنق اليهودية ويحاول القضاء على المسيحيين في نجران ، فأوعزت بيزنطة إلى النجاشي أن يغزو اليمن ، فغزاها سنة ٥٢٥ واستولى عليها وضمها إلى بلاده . وظل هذا الاحتلال الحبشي نحو خمسين عاماً، ثارت فيها اليمن ثورات عنيفة ، وأخيراً استنجد أهلها بالفرس أعداء بيزنطة ، فردوا الأحباش وظلوا بها حتى سنة ٦٢٨ م إذ اعتنق باذان عاملهم الإسلام . وبذلك ينتهى التاريخ القديم للعرب الجنوبيين ولعل في كل ما قدمنا ما يدل على أن عرب الجنوب لعبوا دوراً واسعاً في تاريخ الحضارة العربية القديمة ، وكانت حضارتهم عربية صافية لم تأتهم من الخارج ، بل نمت وتطورت في الداخل ، إذ كان لهم قوانينهم وأنظمتهم ودساتيرهم ، وكان لهم قدم راسخة فى عمارة القصور والهياكل وتشييد السدود. وكانوا يؤلهون السيارات الفلكية والنجوم، وأثرت ديانتهم الوثنية فى العرب الشماليين إذ يظن أنهم أخذوا عنهم - كما أخذوا عن الآراميين - عبادة الكواكب ، وكانت تقوم على أساس ثالوث هو القمر واسمه عند المعينيين ود ، وكان إلههم الأكبر ، وتليه الشمس التي اعتبروها زوجه وهي اللات ، ومنهما ولد عشر أو العزى أى الزهرة أو فينوس
وبجانب هذا الثالوث كان عندهم آلهة أخرى ترمز لبعض النجوم أو بعض الطير أو بعض مظاهر الطبيعة ، وكانوا يقدمون لها القرابين ويبنون الهياكل ويقوم عليها كهنة ذوو نفوذ كبير . ويظهر أنه كان لهم أدب ديني كثير ، إلا أن الإسلام قضى عليه كما قضى على الأدب الوثنى في الشمال . وقد حملوا مع قوافلهم وهجراتهم دينهم وحضارتهم إلى العرب الشماليين ، فأثروا فيهم آثاراً بعيدة . وظلوا حتى ظهور الإسلام يشكلون عنصراً مبايناً لهم ، على الأقل من حيث النسب فكانوا يدعون القحطانيين أو اليمنيين ، بينما دعى عرب الشمال باسم العدنانيين أو النزاريين . ويلاحظ أن قبائلهم المهاجرة اختارت في الأكثر جوار الأمم المتحضرة ، فنزلت غسان وقضاعة ومن إليهما فى الشام ونزلت لخم في العراق . ومنهم من نزل في داخل الجزيرة وأظهر ميلا إلى التحضر والاستقرار كالأوس والخزرج في المدينة وكندة في الشمال . على أن من تم منهم اندماجه في البدو تلاشت فيه هذه النزعة مثل طبي في جبلى أجأ وسلمى . ومن يتعقب القبائل القحطانية في الإسلام يرى أنها كانت تحترم النظام المطلق ، بينما كان يمقته النزاريون .


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

My overall expe...

My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...

تحليل البيانات ...

تحليل البيانات ستُحلل البيانات الكمية باستخدام البرمجيات الإحصائية مثل SPSS، مع حساب المتوسطات والان...

تعزيز الصورة ال...

تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...

قال وفد ليبيريا...

قال وفد ليبيريا خلال اجتماع للمنظمة البحرية الدولية اليوم الثلاثاء إن اثنين من أفراد طاقم سفينة الشح...

Mears (2014) A ...

Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...

تراجع مكانة الق...

تراجع مكانة القضية الفلسطينية في السياسة الدولية فرض على الجزائر تحديات كبيرة، لكنه لم يغيّر من ثواب...

أيقونة الكوميدي...

أيقونة الكوميديا والدراما بقيمة 100 مليون دولار. قابل عادل إمام ولد عام 1940 في المنصورة، مصر، وبدأ ...

أتقدم إلى سموكم...

أتقدم إلى سموكم الكريم أنا المواطن / أسامة سلطان خلف الله الحارثي، السجل المدني رقم/١٧٣٧٣٨٣ ، بهذا ا...

[1] الحمد لله ...

[1] الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا أخذه ورسوله صلى ...

ad يترقب المقيم...

ad يترقب المقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي بدء تفعيل التأشيرة الخليجية الموحدة بعد مرور أكثر من ع...

Bullying is a r...

Bullying is a repeated aggressive behavior that involves an imbalance of power between the bully and...

فاللغة العربية ...

فاللغة العربية ليست فقط لغة المسلمين، ووسيلة لتحقيق غاية أخرى وهي تعديل سلوك التلاميذ اللغوي من خلال...