Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (100%)

رضع زوجي بعد طول صراع أن يَستَدينَ لِسافِرَ هذا الصيف. وَهَلْ كَانَ يَتَوَفَّعُ مِنِّي تَحَمْلَ حَرارَةِ صَفِنَا وَشِوَائِهِ اللَّاهِبِ ؟ |
أخذتُ نَفَسًا عميقا وأنـا داخـل معركة جديدة أعرف نتائجها سَلَفًا. تعباتُ بالصبر وطول البال وزاد (الدق) حتى تَفَكَّكت أو صالة واستَجَابَ لِلطلبي. لَمْ أكُن مِن أولئك النسوة اللاتي بَيْنَ بسرعة وبأنف امرأةٍ خَبيرَةِ العِزَّة والحَمِيَّة عرفتُ مَداخِلَ زَوجِي وَمَخَارِجَهُ. وَكُلُّ مَسرَبٍ مِن مَسارِيهِ كُنتُ أَمَلِكُ سدادَتَهُ وَمَفاتيحة بيدي . ألوح بها متى أشاءُ وكيفما أشاءُ
مرحبًا بِكُم عَلى خُطوطِ الطَّيران الماليزي. الرَّحلَةُ تَستَغرِقُ سَبع ساعاتٍ مع توقف في باكستان». حين خلقت بنا الطَّائِرَةُ استَرخَيتُ على الكرسي. شَعَرتُ بِالرّاحة العميقَةِ بَعدَ فَلَقٍ عَظِيمٍ. كُنتُ خائفةً أن تَسْمَتَ بي جاراتي وصديقاتي حينَ يُلغي زوجي فكرةَ السَّفَرِ مِن أَجِندَتِهِ. أقسم علي الا أبقى تَحتَ شَمسِ هذا الصيف. محتار إلى أينَ يُسافِرُ بي!!
أريد أن أسافر. ومنذ ذلك الوقتِ بَدَات مَعَرَكَةٌ أَشَدُّ مِن (درعِ الجَزيرَةِ). سقطت رايته. وانبسطت قلاعُهُ وَحُصُوتُهُ المَنِيعَةُ أَمَامَ هَدِيري الكاسِحَ الَّذِي دَأَيتُ عَلَيْهِ لَيْلَ نَهارَ، كَانَ يَظُنُّ مُتَوَهُمَا أَنَّني سَأسْتَسلِمُ لِلواقع . وها أنا في مقعدي في الطَّائِرَةِ. لا أَصَدِّقُ نَفسي !! كم كُنتُ أَحلُمُ بِالسَّفَرِ البَعِيدِ والتجوال حول العالم. أشاهِدُ (دانية الخطيب) وقافلتهـا فـي رحلاتها المُختَلِفَةِ فَأَعَضُّ أَنامِلي فَهِرًا وَغَيْظَا، وَأَنظُرُ إلى زوجي الفقير، وَأَنحَسْرُ لماذا لا تتحقق أحلامنا | الكثيرة مُنذُ وَعَيتُ عَلى الدُّنيا و أحلامي مسروقةٌ أو مبشورة. حَلُمتُ بِإكْمَالِ دِرَاسَتِي وَأَن أُصبحَ طَبِيبَةً مَشهورَةً، بين جدران بيتي الكتيب. تَخَيَّلتُ زَوجَ المُسْتَقَبَلِ غَنِيًّا سَيَحْمِلُني على كفوفِ الرّاحَةِ فَإذا أنا خادِمَةٌ في بَيتِ أَبِيهِ الكَبير . رَضِيتُ بِهِ وَأَرَدْتُهُ زَوجًا يَصْنَعُ مِنَ المُتَعِ الصَّغِيرَةِ أَفراحا كبيرة فَإِذَا بِهِ لا يعرفُ شَرقَ | الأرض من غربها. للغاية !! كُلَّ أحلامي بعيدة. سماواتِ المُستحيل. أوروبا. يردد لا حول ولا قوة إلا بالله أَطبَق بِيَدِهِ عَلَى فَمِي، وَهُوَ يُحَوقِلُ وَيُتَتِمُ بِعِبَارَاتٍ، لم يَرْغَبُ مَزاجي الرائق في فَكِّ رُموزها كَعَادَتِي مَعَهُ. رُبَّمَا لَا تُصَدِّقُنِي
الجارات؛ يا. رحلة طويلة، كلُّ شَيءٍ يَهونُ مِن أجل إغاظة (علياء)
أريد أن يَتَعَكَّرَ مِزَاجُهَا وَيَسوهُ يَومُها. كانت دائما بدا لي، في المدرسةِ والحَيِّ، وَحِينَ تَزوَّجَتْ، لَم يَسْعُر يوجودي في ظل (علياة) كانت العُيونُ لا تَرى إِلَّا جَمالها. ولا تَتَتَبَّعُ إِلَّا أخبارها، وَحينَ تَزوَّجَتْ . كانَ زَواجُها حُلُمَ كُلِّ فتاة. أمـا أنـا فَكانَ زَواجي تقليديا. لم أفرَحْ وَلَم أحزَنْ. حتى زوجي لم يُظهر أي شعور بنشوة الانتصار، بأنه فاز بي مِن دونِ شَبابِ الحَيِّ، لَو كَانَ فَعَلَها لَما جَعَلَتُهَا نِدا لي في عقلي وَحَياتي. كانت تَتَعَمَّدُ زيارتي دائما لإغاظتي والنِّكَابَةِ بي. انتبهنا على صوتِ قائِدِ الطَّائِرَةِ. - هَل نَحنُ نَسيرُ في الشارع؟ من أين جاءت هذهِ المَطَباتُ؟
- اذكري الله . لم أنتظـر الــد. بداتُ اسْمَعُ صُراحًا وَالْغَطا. الأطفال الذين شرعوا في البكاء. وَسادَ المَكَانَ تَوثُرٌ شَدِيدٌ. عاد صوتُ قائِدِ الطَّائِرَةِ يَدعونا للتَّمَسكِ جَيْدًا. بعضُ الرُّكَابِ بَدَوْوا يُسمّونَ وَيُحَوقِلونَ . إذن. السَّابِقَةِ. شَعَرنَا بِالمَلانِ. كانَ المَطَرُ يَهطل في الخارج. ونحن الآن بين سماءٍ وَأَرضِ علبة حديدية. صدري والتَصَقَ بِضُلوعي. انكَمَشتُ كَفَارَةِ مَذعورة. كُنتُ أنظر إلى زوجي بِعَينَينِ فَفَزَنَا مِن مِحْجَرَيْهما. وَتَلَوَّنَ بكل الألوان إلا لون الحياة. قَرَاتُ الخوف والذعر عَلَى وَجهِ زَوجي الذي أَمْسَكَ بَيْدي، وَبَدَأَ يَقرَأُ وَيُرَدِّدُ الآيات والأدعية. أمسك بـي الأعـرُ وَقَلْبَنِي كَيْفَ شَاءَ. وَأَوْرَقَ في صدري المرعوب: اللهم اغفر لي. سيغفر ماذا؟ ما أكثَرَ ذُنوبي وَأَبْشَعَها؟ أه . ليتني ما تَطاوَلتُ عَلى زوجي المسكينِ، لكنَّه سيكونُ شَهِيدًا . لَا أَذْكُرُ أَنَّهُ ضَرَبَنِي يَومًا أو
أهانني. ليتَهُ فَعَلَ وَضَرَبَني. فما كان سيحدث ما حدث. لَيتَهُ أوقفني عِندَ حَدّي ، وَفَعَلَ مِثلَ مَا فَعَلَ أبي بأمي حين عائلته، إذ أمسك بحزامِهِ، سامحيني يا علياء. سَقَطَتْ عَيْنايَ عَلَى زَوجي. لا يَزالُ يَقرَأُ الآياتِ. شَعَرتُ بِمَعْصِ شَديدِ وَرَغبَةٍ فِي التَّقَيُّو. رَجَةٌ جَديدَةٌ. «مَنْ كَانَ آخر كلامه لا إله إلَّا اللَّهُ دَخَلَ الجَنَّةَ، وأنها وسعت بَغِيًّا سَلَتْ كلها الماء، ولكنني لم است زوجي سوى الهم والنكد والدل:
يارب سامحني. توبة نصوحا لا أعود بعدها أبدا. يا ويلي لو مِتُ وأنا على هذه الحال . بدات اتشهد لا أدري كم مر من الوقت حتى انساب صوت قائدِ الطَّائِرَةِ يُبَشِّرُنَا بِتَجاوُزِ المَطَبَاتِ
شعرتُ بجُنُو غريب على زوجي الحبيب. كان خالِفًا عَليَّ وَظَلُّ يَرْقِينِي بِآيَاتِ اللَّهِ وَيُهَدِّى من روعي حاولت أن أغبيض عينى، الساعة جاوزت الرابعة فجرًا. كانت مدينة مستيقظة تحت زناة الندى، وقطرات المطر المُبكر. كان منظرًا خَلابًا. اليوت الخشبية بأسقفها الحمر. حملتُ (الكاميرا) وبدأت أصور. هبطت الطائرة في مطار العاصمة. أخذت عجلاتها تنزلق على أرض المدرج الواسع حتى استقرت. في مثل هذا الصباح التنظيف. انتقلنا بواسطة القطار للجهة الثانية من المطار. لاحظ زوجي انشغالي في البحث. لم أرد. انطَلَقتُ نَحوَ كَبينَةِ الهاتِفِ العُمومي .


Original text

وأخيرا..
أذعن له وخضع
رضع زوجي بعد طول صراع أن يَستَدينَ لِسافِرَ هذا الصيف. وَهَلْ كَانَ يَتَوَفَّعُ مِنِّي تَحَمْلَ حَرارَةِ صَفِنَا وَشِوَائِهِ اللَّاهِبِ ؟ |
اعْتَمَدَتُ عَلَى خِبَرَنِي القَيِّمَةِ كَأَنشى.. أخذتُ نَفَسًا عميقا وأنـا داخـل معركة جديدة أعرف نتائجها سَلَفًا. تعباتُ بالصبر وطول البال وزاد (الدق) حتى تَفَكَّكت أو صالة واستَجَابَ لِلطلبي.. كالعادة !
لَمْ أكُن مِن أولئك النسوة اللاتي بَيْنَ بسرعة وبأنف امرأةٍ خَبيرَةِ العِزَّة والحَمِيَّة عرفتُ مَداخِلَ زَوجِي وَمَخَارِجَهُ.. وَكُلُّ مَسرَبٍ مِن مَسارِيهِ كُنتُ أَمَلِكُ سدادَتَهُ وَمَفاتيحة بيدي . ألوح بها متى أشاءُ وكيفما أشاءُ
مرحبًا بِكُم عَلى خُطوطِ الطَّيران الماليزي.. رحلتنا ستكون نحو ماليزيا.. الرَّحلَةُ تَستَغرِقُ سَبع ساعاتٍ مع توقف في باكستان».
حين خلقت بنا الطَّائِرَةُ استَرخَيتُ على الكرسي.. شَعَرتُ بِالرّاحة العميقَةِ بَعدَ فَلَقٍ عَظِيمٍ.. كُنتُ خائفةً أن تَسْمَتَ بي جاراتي وصديقاتي حينَ يُلغي زوجي فكرةَ السَّفَرِ مِن أَجِندَتِهِ.. وَأَنَا الَّتِي الهَبْتُ مَشاعِرَهُنَّ
بالغيرة والقهر.




  • حبيبي أحمد.. أقسم علي الا أبقى تَحتَ شَمسِ هذا الصيف.




  • عمري أحمد.. محتار إلى أينَ يُسافِرُ بي!!




  • لا أعرف.. تحسر على راحتِك.. أريد أن أسافر.
    ومنذ ذلك الوقتِ بَدَات مَعَرَكَةٌ أَشَدُّ مِن (درعِ الجَزيرَةِ). كانَ هُجومًا لا تقف أمامه لا المُدَرَّعاتُ الحَربيَّةُ ولا جنازيرها .. سقطت رايته.. وانبسطت قلاعُهُ وَحُصُوتُهُ المَنِيعَةُ أَمَامَ هَدِيري الكاسِحَ الَّذِي دَأَيتُ عَلَيْهِ لَيْلَ نَهارَ، منذ ساعات الصباح الباكر حتى آخرِ نَفْسٍ مِنَ اللَّيْلِ. كَانَ يَظُنُّ مُتَوَهُمَا أَنَّني سَأسْتَسلِمُ لِلواقع ... ولكــن الــذي حَصَلَ أَنَّهُ رَفَعَ الرايــاتِ البَيضَ ) والحمر وكل الألوان، وها أنا في مقعدي في الطَّائِرَةِ...
    لا أَصَدِّقُ نَفسي !! كم كُنتُ أَحلُمُ بِالسَّفَرِ البَعِيدِ والتجوال حول العالم.




أشاهِدُ (دانية الخطيب) وقافلتهـا فـي رحلاتها المُختَلِفَةِ فَأَعَضُّ أَنامِلي فَهِرًا وَغَيْظَا، وَأَنظُرُ إلى زوجي الفقير، وَأَنحَسْرُ لماذا لا تتحقق أحلامنا | الكثيرة مُنذُ وَعَيتُ عَلى الدُّنيا و أحلامي مسروقةٌ أو مبشورة. حَلُمتُ بِإكْمَالِ دِرَاسَتِي وَأَن أُصبحَ طَبِيبَةً مَشهورَةً، لكنَّ رُسوبي المُنكَرُرَ زَجَّ بي
بين جدران بيتي الكتيب.. تَخَيَّلتُ زَوجَ المُسْتَقَبَلِ غَنِيًّا سَيَحْمِلُني على كفوفِ الرّاحَةِ فَإذا أنا خادِمَةٌ في بَيتِ أَبِيهِ الكَبير .. رَضِيتُ بِهِ وَأَرَدْتُهُ زَوجًا يَصْنَعُ مِنَ المُتَعِ الصَّغِيرَةِ أَفراحا كبيرة فَإِذَا بِهِ لا يعرفُ شَرقَ | الأرض من غربها.. ولا يملك سوى قلب طيب للغاية. وعقل صَدِي
للغاية !! كُلَّ أحلامي بعيدة.. إلا هذا الحُلُمَ الوَحيدَ الذي انتَزَعْتُـه مـن
سماواتِ المُستحيل.



  • سَعِيدَةٌ يَا حَبِيبَتي ؟ لَم أَكُنْ أَرغَبُ في إِسْعَارِهِ بِأَنَّهُ حَقَّقَ مُعجِزَةً لَوِيتُ
    شفاهي كناية عن عدم الرضا
    إلى أين ياحسرتي.. ليست إلا ماليزيا.. النَّاسُ تُسافِرُ إلى بلجيكا.. إلى


إلى أين ياحسرتي.. ليست إلا ماليزيا.. النَّاسُ تُسافِرُ إلى بلجيكا.. إلى
أوروبا.. إلى أستراليا..
يردد لا حول ولا قوة إلا بالله أَطبَق بِيَدِهِ عَلَى فَمِي، وَهُوَ يُحَوقِلُ وَيُتَتِمُ بِعِبَارَاتٍ، لم يَرْغَبُ مَزاجي الرائق في فَكِّ رُموزها كَعَادَتِي مَعَهُ.
ما أجمل السُّحُبَ البيضاء تبدو كتفِ القُطْنِ النَّاعِمَةِ.. هَـلْ نَحْنُ فِعلا مُعَلَّقَونَ بَينَ سَماءِ وَأَرضِ؟! كُنتُ كالبَلهـاءِ أَصَوِّرُ كُلَّ شَيْءٍ، السُّحُبَ.. گراسي الطَّائِرِةِ.. حتَّى الوَجِبَةَ الَّتِي تَناوَلَتُهَا فِي الطَّائِرَةِ.. رُبَّمَا لَا تُصَدِّقُنِي
الجارات؛ فتكونَ دَليل إثبات!



  • كم مضى مِنَ الوَقتِ ؟ سَأَلْتُهُ مُتلهفة ...

  • ثلاث ساعات وأكثر ..
    يا... رحلة طويلة، لا بأس، كلُّ شَيءٍ يَهونُ مِن أجل إغاظة (علياء)


وتوابعها. فكَّرتُ في أن أتصل بها فور وصولي المطار.. لَن تُصدِّقَ أَنَّني فِعلاً سافرت.. أريد أن يَتَعَكَّرَ مِزَاجُهَا وَيَسوهُ يَومُها.
المثل والنظير
كانت دائما بدا لي، في المدرسةِ والحَيِّ، تَتَبَاهِي بِجَمَالِهَا الْأَخَاذِ وَطُولِهَا الفارعِ، وَحِينَ تَزوَّجَتْ، خَطَقَت مَن مَالَ لَهُ قَلْبِي مُنذُ صِغَرِي ، لَم يَسْعُر يوجودي في ظل (علياة) كانت العُيونُ لا تَرى إِلَّا جَمالها.. ولا تَتَتَبَّعُ إِلَّا أخبارها، من أخواتهم وأمهاتهم الداخلات والخارِجاتِ مِن بَيْتِهِمُ الكبير.
وَحينَ تَزوَّجَتْ .. كانَ زَواجُها حُلُمَ كُلِّ فتاة.. أمـا أنـا فَكانَ زَواجي تقليديا.. لم أفرَحْ وَلَم أحزَنْ.. حتى زوجي لم يُظهر أي شعور بنشوة الانتصار، بأنه فاز بي مِن دونِ شَبابِ الحَيِّ، وَأَنَّهُ اسْتَحقَّنِي بِجدَارَةِ كَما فعل زوجُ عَلياء)، لَو كَانَ فَعَلَها لَما جَعَلَتُهَا نِدا لي في عقلي وَحَياتي. كانت تَتَعَمَّدُ زيارتي دائما لإغاظتي والنِّكَابَةِ بي. وَقَدَّرْتُ أَن أَعامِلَها نكايَةً بِهِ : تَشَفِيأَ فِيهِ وَإِغْضَابَاً لَهُ
بالمثل".
انتبهنا على صوتِ قائِدِ الطَّائِرَةِ.. طَلَبَ إلينا رَبطَ الأَحَزِمَةِ فَهُناكَ مَطَبَاتٌ
هَوَاتِيَّةٌ.. صَرَحَتُ فِي زَوجي:



  • هَل نَحنُ نَسيرُ في الشارع؟ من أين جاءت هذهِ المَطَباتُ؟

  • اذكري الله . لَقَد فَضَحِتِنا.


لم أنتظـر الــد. بـدَاتِ الطَّائِرَةُ تَقفِر كَضِفَدَعَةِ فَرْعَةٍ ، ثُمَّ ارْتَجَّتْ رَجَّـةً عنيفة .. بداتُ اسْمَعُ صُراحًا وَالْغَطا. ورأيتُ المُضِيفَاتِ يَتَرَاكَضَنَ لِتَهْدِئَةِ
الأطفال الذين شرعوا في البكاء.. وَسادَ المَكَانَ تَوثُرٌ شَدِيدٌ.
عاد صوتُ قائِدِ الطَّائِرَةِ يَدعونا للتَّمَسكِ جَيْدًا.. مَطَبٌ هَوَانِي جَديد... الرَّجُلُ الذي يَجلِسُ أمامي بَدَأَ يَقرأ سورةَ البَقَرَةِ مِن مُصْحَفِهِ.. بعضُ الرُّكَابِ بَدَوْوا يُسمّونَ وَيُحَوقِلونَ .. وَزَوجِي يُرَدْدُ الشَّهَادَتَيْنِ وَيَقرَأُ آيةً الكرسي.. إذن.. الأمر خطير!.. اهْتَزَّتِ الطَّائِرَةُ اهتزازا أقوى مِنَ الْمَرَّةِ


السَّابِقَةِ.. شَعَرنَا بِالمَلانِ. بَدَأَ الجَفافُ يَرْحَفُ إِلَى حَلْقَي . انحَبَسَ صوتي.. كانَ المَطَرُ يَهطل في الخارج.. ونحن الآن بين سماءٍ وَأَرضِ علبة حديدية.. تتمايل كَسَفِينَةٍ وَرَقيَّةٍ فِي بِرَكَةِ مَاءٍ رَكِبَ الخَوفُ
صدري والتَصَقَ بِضُلوعي.. انكَمَشتُ كَفَارَةِ مَذعورة.. كُنتُ أنظر إلى زوجي بِعَينَينِ فَفَزَنَا مِن مِحْجَرَيْهما.. ماذا لو ؟ ماذا لو كان هذا آخر المطاف؟ طار لون وجهي، وَتَلَوَّنَ بكل الألوان إلا لون الحياة.. قَرَاتُ الخوف والذعر عَلَى وَجهِ زَوجي الذي أَمْسَكَ بَيْدي، وَبَدَأَ يَقرَأُ وَيُرَدِّدُ الآيات والأدعية. أمسك بـي الأعـرُ وَقَلْبَنِي كَيْفَ شَاءَ.. نَبَتَ النَّدَمُ وَتَجذَّرَ، وَأَوْرَقَ في صدري المرعوب: اللهم اغفر لي... سيغفر ماذا؟ ما أكثَرَ ذُنوبي وَأَبْشَعَها؟ أه . ليتني ما تكاسلتُ عَن صَلاةِ الفجر حتى خَرَجَ وَقتُها.. ليتني ما تَطاوَلتُ عَلى زوجي المسكينِ، وَلَم أُجبره على الاستدانة.. يقولونَ إنَّ روح الميت المدينِ لا تَصْعَدُ إلَى سَمَاءِ رَبِّهَا فَديون تكبله وتَقَيَّدَهُ حَتى لو كان شَهِيدًا، لكنَّه سيكونُ شَهِيدًا .. فَلَقَد صَبَرَ عَلَيَّ كثيرًا.. واحتَمَلَ سَلاطة لِساني وقلة عقلي. لَا أَذْكُرُ أَنَّهُ ضَرَبَنِي يَومًا أو
أهانني.. بل على العكس كان يتولى إرضائي.. ليتَهُ فَعَلَ وَضَرَبَني..
فما كان سيحدث ما حدث.. لَيتَهُ أوقفني عِندَ حَدّي ، وَفَعَلَ مِثلَ مَا فَعَلَ أبي بأمي حين عائلته، إذ أمسك بحزامِهِ، وَجَلَدَها على ظهرها حتى


استكانت آخ.. ما أكثَرَ أخطائي ! تَذَكَّرتُ يومَ نَهَرْتُ جَارَتَنا الأرمَلَةَ وَوَصَمتُها بأقبَح الصَّفاتِ حينَ جاءَت تَطلُبُ مُسَاعَدَةٌ مِن زَوجي.. كنتُ أظُنُّها تُخَطَّطُ لِخَطفِ زَوجي.. ألا لَعَنَةُ اللهِ على الأفلام والمُسَلسَلاتِ التي أَسهَرُ عَلَيْها كُلَّ لَيْلَةٍ وَعَلياءُ) لِماذا أَضَعُها في رأسي مسمارًا؟! هَل فَعَلَت بي شَيْئًا مُحدّدًا؟ «لا» .. أنا مَن بَدَأَ المَعرَكَةَ وَأَشْعَلَ أُوارَها .. سامحني يارَبُ.. سامحيني يا علياء.. لو كُنتُ صادقتها..
سَقَطَتْ عَيْنايَ عَلَى زَوجي.. لا يَزالُ يَقرَأُ الآياتِ.. مَطَبٌ هَوَائِيٌّ جَديدٌ.. اضْطَرَبَت مَعِدَتي.. شَعَرتُ بِمَعْصِ شَديدِ وَرَغبَةٍ فِي التَّقَيُّو.. رَجَةٌ جَديدَةٌ.. كأَنَّنا نَسيرُ على دَربٍ وَعِرٍ مَليء بِالحُفَرِ والشقوق.. حتى


السماء ! سبحان الله !! سامحني يارب.. أشهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلَّا الله .. تذكرتُ حديثًا تيريا، «مَنْ كَانَ آخر كلامه لا إله إلَّا اللَّهُ دَخَلَ الجَنَّةَ، هَل سَادِخُلُها؟ وذنوبي ؟! و افكاري الشيطانية ؟! سبعت طيب الجُمُعَةِ يَقولُ: إِن رحمة الله واسعة.. وأنها وسعت بَغِيًّا سَلَتْ كلها الماء، فَدَخَلَتِ الجَنَّةَ. ولكنني لم است زوجي سوى الهم والنكد والدل:
يارب سامحني.. سألوب وأنيب يارب.. توبة نصوحا لا أعود بعدها أبدا.. يا ويلي لو مِتُ وأنا على هذه الحال .. بدات اتشهد لا أدري كم مر من الوقت حتى انساب صوت قائدِ الطَّائِرَةِ يُبَشِّرُنَا بِتَجاوُزِ المَطَبَاتِ
الهوائية.
عادت الدماء تجري في أوصالنا من جديد.. السيدة التي تقبع خَلْفَي أقسمت الا تركب طائرة أبدا.. تنفست الصعداء.. شعرتُ بجُنُو غريب على زوجي الحبيب.. كان خالِفًا عَليَّ وَظَلُّ يَرْقِينِي بِآيَاتِ اللَّهِ وَيُهَدِّى من روعي حاولت أن أغبيض عينى، لا يزال بعض القلق والخو الوصل: مفصل، أو مجتمع العظام، والبيع اللحام
يري في أوصالي
الساعة جاوزت الرابعة فجرًا.. وصولنا لماليزيا سيكون في الساعة السادسة صباحًا بَذاتِ الطَّائِرَةُ تقترب من أجواء العاصمة.. كانت مدينة مستيقظة تحت زناة الندى، وقطرات المطر المُبكر.. كان منظرًا خَلابًا... البساط الأخضر يمن هنا وهناك.. اليوت الخشبية بأسقفها الحمر... والضباب الذي يلف انحصر هذه المدينة الرائعة دَب النَّشاط في أوصالنا جميعًا.. حملتُ (الكاميرا) وبدأت أصور.. هبطت الطائرة في مطار العاصمة.. أخذت عجلاتها تنزلق على أرض المدرج الواسع حتى استقرت... كُنتُ أسبق زوجي في النزول ومعالقة هواء المدينة العافية
في مثل هذا الصباح التنظيف.
انتقلنا بواسطة القطار للجهة الثانية من المطار.. كان مطارًا واسعًا


وَنَظيفًا.. كانت عيناي تجوبانِ المَكانَ شَمَالًا وَجَنوبًا بَحثًا عَن غايتي.. لاحظ زوجي انشغالي في البحث.. سألني : عـن مـاذا تبحثين. لم أرد. انطَلَقتُ نَحوَ كَبينَةِ الهاتِفِ العُمومي .. أدرتُ الأرقام التي أحفَظُها.. كانَ صوتي عاليًا يَسْمَعُهُ الجَميعُ :



  • علياء.. صَباحُ الخَيرِ .. هَـل أنـتِ نائِمَة؟ سامحيني.. لم أَنتَبِه لِلفَرقِ.. مـا أجمَلَ المَدِينَةَ لَيْتَكِ كُنتِ مَعي.. كانَ اللَّهُ فِي عَونِكُم وَأَنتُم تَتَلَطَّونَ في الحَرِّ .. أنا أَرتَجِفُ مِنَ البَردِ.. كانت رحلَةٌ مُمتِعَةٌ ... و ...
    ورأيتُ زَوجي. يُضرِبُ كَنَّا بِكَفْ وَيُحَوقِلُ كَعَادَتِهِ !!!


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

بلغة الأرقام وب...

بلغة الأرقام وبالعقل والمنطق والتاريخ وكل مفردات المبالغة المتعارف عليها في عالم «صاحبة الجلالة»، سي...

رغم الأهمية الك...

رغم الأهمية الكبيرة و المعروفة لدور الإدارة , إلا أنه لا يو جد اتفاق صريح و أكيد بين الباحثين و الخب...

التعزيز العام و...

التعزيز العام ومعززاته لدى التلميذ: من أهم المعززات التي يمكن أن تؤثر في تحصيل التلميذ خبراته السابق...

In conclusion, ...

In conclusion, healthcare staff, particularly nurses, form the backbone of the healthcare system in ...

جاء الإسلام فمن...

جاء الإسلام فمنح المرأة حقوقا لم تكن تتمتع بها النساء في أي مكان في العالم وذلك بعد المكانة المزرية ...

في خليجنا العرب...

في خليجنا العربي ثمّة شخصيات سخرت نفسها بما أوتيت من علم للبحث والتنقيب والقراءة المتعمّقة في كل ما ...

نعم، محافظة ظفا...

نعم، محافظة ظفار هي وجهة سياحية رائعة في سلطنة عُمان. تقع في جنوب البلاد وتشتهر بطبيعتها الخلابة ومن...

تعتبر البلدية ا...

تعتبر البلدية المكان األول الذي يلتقي فيه المواطن بالدولة فهي لها صالحيات واختصاصات واسعة في مجال ال...

يف 18 حزيران/يو...

يف 18 حزيران/يونيو ،1970 عندما فاز املحافظون بالسلطة يف اململكة املتحدة استمروا يف انتقاد قرار حزب ا...

لم تغير السمكة ...

لم تغير السمكة خط سيرها ولا اتجاهها ابدا طوال تلك الليلة وأمسى الطقس باردا غياب الشمس فاخذ الكيس الذ...

In a randomized...

In a randomized and experimental study Yueh-Min Liu & Yi-Chou (2021) demonstrated the positive impac...

أنهى ابن عمي خط...

أنهى ابن عمي خطابه فأحسست بأن أدران نفسي قد اغتسلت وتطهرت قد مسح بعصاه السحرية ما كان عالقا بنفسي من...