Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (19%)

فَقَدْ غَرْغَرَ فَمَهُ بِالَمحاليلِ، وَحَشا السِّنَّ المَنْخورَةَ بِقِطَعِ التّبْغِ، وَقالَ لَهُ: يَرْقي الأَسْنانَ المَريضَةَ، لَقَدْ كانَ يَلْتَفِتُ إِلى المريضِ وَيَهْمِسُ فَيَزولُ أَلَمُه فورًا، أَمّا إِذا أَرادَ أَحَدٌ المجيءَ إِليْهِ مِنْ مُدْنٍ أُخْرى؛ قالَ (بولدييف): لعلَّها المُهرُ؟ قالَ (إيفان): لا. كُنْيتُهُ تشبِهُ اسمَ الحِصانِ، ابن الفحل…… ابن الفرس ……. أبدًا ليْسَ هكذا. وبَعْدَ فَترَةِ وَجيزةٍ دُعِيَ (إيفان) إلى أَسْيادهِ: هَلْ تذكّرْتَ كُنْيتَهُ؟ سألَهُ العَميدُ. وَتَذَكَّروا العَفْرَةَ والحَوافِرَ واللجامَ والسَّرجَ والغُرَّةَ وكلَّ إكسسواراتِ الحِصانِ. زفَرَ(إيفان) زفْرّةَ الإِحساس بالذَّنْب. لَمْ أعُدْ أَسْتطيعُ تَحَمّلَ كُلِّ هذا الأَلَمِ. قَلَعَ الطَّبيبُ السِّنَّ المَريضَةَ، كانَ (إيفان) يَنْظُرُ إِلى رِجْليْهِ نظْرَةً مُرَكَّزةً وثاقِبَةً، وأَخَذَ يُتَمْتمُ:


Original text

عِنْدَما تَمَكَّنَ الأَلَمُ مِنْ أَسْنانِ الْعَميدِ المُتَقاعِدِ (بولدييف)، لَمْ يَتْرُكْ وَسيلةَ عِلاجٍ شَعْبيَّةً إِلّا وَاسْتَخْدَمَها. فَقَدْ غَرْغَرَ فَمَهُ بِالَمحاليلِ، وَحَشا السِّنَّ المَنْخورَةَ بِقِطَعِ التّبْغِ، وَبَخَّها بِالمِلْحِ. وَمَسَحَ خَدَّهُ بِصَبْغَةِ اليودِ، وكانَتْ أُذُناهُ مَحْشوَتَيْنِ بِالْقُطْنِ المُبلَّلِ بِالسّبيرتو، وَلَكنَّ هذا كُلَّهُ َلَمْ يُخَفّفْ مِنْ آلامِهِ، بَلْ أَثارَ فيهِ شُعورًا بِالغَثيانِ. حَضَرَ إِليْهِ طَبيبُ الأَسْنانِ وَوَصَفَ لَهُ الْكينا دَواءً مُسَكِّنًا، لكنَّ هذا لَمْ يُساعِدُهُ إطْلاقًا. وَرَفَضَ الْعميدُ رَفْضًا قاطِعًا اقْتِراحَ الطَّبيبِ بِقَلْعِ السِّنِّ المَريضَةِ.


أفْرادُ الأُسْرَةِ جَميعُهُم وَطاقَمُ الْخَدَمِ وَحَتّى الطَّباخِ بيتكا، كُلٌّ نَصَحَهُ بِالْعلاجِ عَلى طَريقَتِهِ، في حينِ جَاءَهُ مُديرُ أَعْمالِهِ (إيفان) وَنَصَحَهُ بِالْعلاجِ عَنْ طَريقِ التَّعاويذِ وَالرُّقى. وَقالَ لَهُ:


يا صاحِبَ المَعالي، مُنْذُ عَشْرِ سَنواتٍ كانَ يَعْمَلُ لَديْنا مُوظّفُ ضَرائبَ اسْمُهُ (يَعْقوبُ)، يَرْقي الأَسْنانَ المَريضَةَ، لَقَدْ كانَ يَلْتَفِتُ إِلى المريضِ وَيَهْمِسُ فَيَزولُ أَلَمُه فورًا، لقد انتَقَلَ للعَيْشِ في (سارا توف) بعْدَ إقالتهِ، وما زالَ يرْتَزِقُ منْ عِلاجِ الأَسنانِ وَيَسْتقبلُ مَرْضى (سارا توف) في بيْتِهِ، أَمّا إِذا أَرادَ أَحَدٌ المجيءَ إِليْهِ مِنْ مُدْنٍ أُخْرى؛ فَعَليْهِ أنْ يُرْسِلَ إِليْهِ مُسْبَقًا يُبَلّغُهُ بالقُدومِ إِليْهِ. أَتَمّنّى عَلى مَعاليكُم أَنْ تُرْسِلوا إِليْهِ رسالةً عاجِلَةً تشْرحونَ فيها ما تُقاسونَهُ مِنْ آلامٍ مُبرِّحةٍ.


أَجابَهُ (بولدييف): هذا هُراءٌ ونَصْبٌ واحْتيالٌ!


قالَ (إيفان): يا سيّدي، لَنْ تَخْسروا شَيْئًا، إنَّهُ طيّبُ القَلْبِ صافي السَّريرَةِ.


تدَخَّلَتْ زوجَةُ العَميدِ: يا (آليوشا)، كَيْفَ لا تُؤْمنُ بِالتَّعاويذِ؟ لقد جرّبْتُها أَنا شَخْصيًّا؟ عَلى الأقلّ لنْ تَضُرَّكَ في شيء.


فردَّ (بولدييف) موافَقًا: لا بأسَ. أرسلْ رسالةً عاجِلَةً ليْسَ إليهِ وَحْدَهُ، بلْ وَحَتّى إلى الشَّيْطانِ. أُفّ! لمْ أَعُدْ أُطيقُ هذهِ الآلامَ، وَجَلَسَ العَميدُ إِلى مَكْتَبِهِ، وَأَمْسكَ قلَمًا بيدِهِ. وَسَأَلَ: ما اسْمُهُ؟


فأَجابَ مُديرُ الأَعْمالِ: الجَميعُ يعْرفونَهُ باسمِ يعقوبَ، واسم عائلته….. لقد نَسيتُها! أَنا آسِفٌ جِدًّا.


قال (بولدييف): يا الله، تذكّرْ بسرعةٍ!


أجابَ (إيفان): لحظةً منْ فَضلكَ يا سيّدي، كُنيَتُهُ تُشبِهُ اسمَ الحِصانِ، الخيلَ….. أو الفَرسَ. أَمْهلوني قَليلًا كيْ أتذكّرَ.


قالَ (بولدييف): لعلَّها المُهرُ؟


قالَ (إيفان): لا. أبَدًا، كُنْيتُهُ تشبِهُ اسمَ الحِصانِ، ولكنْ ما هي بِالضَّبطِ فَلا أَتَذَكّرُ!


فكَيْفَ سأَكْتبُ إليْهِ إِذنْ؟! فِكّرْ جيّدًا يا (إيفان)! قال (بولدييف).


لقد نَسيتُ نهائيًّا! قال (إيفان):


لمَ نصحْتَني بهِ إذا كُنْتَ قد نسيتَ اسْمَهُ؟! قال العَميدُ مُزَمْجرًا، ثُمَّ أسنَدَ خدَّهُ على كِفّهِ وأخَذَ يذْرعُ حُجراتِ البيْتِ جيئَةً وذَهابًا، وَيَصيحُ: يا رَبّ! لقدِ اسودّتِ الدُّنْيا في عَينيّ مِنْ شِدَّةِ الألَمِ!


خرجَ (إيفان) إلى الجنينَةِ وحاولَ تَذَكُّرَ كُنْيةِ مُوظَّفِ الضَّرائبِ: ابن الخيول….. ابن الفحل…… ابن الفرس ……. الأصيل ... لا، لا، أبدًا ليْسَ هكذا.


وبَعْدَ فَترَةِ وَجيزةٍ دُعِيَ (إيفان) إلى أَسْيادهِ: هَلْ تذكّرْتَ كُنْيتَهُ؟ سألَهُ العَميدُ.


للأَسَفِ لا، يا سَيّدي.


أَخَذَ كُلُّ أهلِ البيِتِ يخْترعونَ كُنياتٍ شَتّى؛ راجَعوا كُلَّ فَصائلَ وَأَجْناسِ وأَنْواعِ الخُيولِ، وَتَذَكَّروا العَفْرَةَ والحَوافِرَ واللجامَ والسَّرجَ والغُرَّةَ وكلَّ إكسسواراتِ الحِصانِ. وهاجَتْ الدّارُ وماجَتْ؛ كانوا يَذْهبونَ وَيُعودونَ ما بيْنَ البَيْتِ والجنينَةِ والقَبْوِ والمَطبخِ، وهم يَحُكّونَ جباهَهَم باحِثينَ عَنْ كُنيةٍ لِلْمُشعوذِ: ربما ابْنُ الحافِرِ؟ ابْنُ الفحْلِ؟ ابْنُ الترويكا!


ووَعَدَ العَميدُ المُنْهكُ بِمَنْحِ خمسَةِ روبلات لمَنْ يَتَذَكَّرُ كُنْيَةَ مُوَظَّفِ الضَّرائبِ.


أَخيرًا حَلَّ المساءُ وَغَرِق كلُّ أفرادِ العائلَةِ في نوْمٍ عميقٍ، أمّا العَميدُ فَما غَمِضَ لهُ جَفْنٌ طَوالَ الّليلِ وهو يَئنُ وَيَتَوجَّعُ. وفي الصَّباحِ خَرَجَ مِنَ البَيْتِ وَدَقَّ نافذَةَ مُديرِ أَعْمالِهِ (إيفان) وَسألَهُ وهو يَتَأَوَّه أَلمًا: هلْ تذَكَّرْتَ؟ تعبْتُ حتّى الهَلاكِ!


زفَرَ(إيفان) زفْرّةَ الإِحساس بالذَّنْب. فأِرْسَلَ العَميدُ في طلبِ طبيبِ الأِسْنانِ، وقالَ لهُ: هيّا لنَقْلعْها. لَمْ أعُدْ أَسْتطيعُ تَحَمّلَ كُلِّ هذا الأَلَمِ.


قَلَعَ الطَّبيبُ السِّنَّ المَريضَةَ، فخَفَّ الأَلَمُ مُباشَرَةً. أَخَذَ الطَّبيبُ أَجْرَهُ، ثُمَّ رَكِبَ عَرَبَتَهُ، فَالْتَقى بـ ـ(إيفان) واقِفًا خارِجَ بَوابَةِ الفيلّا، كانَ (إيفان) يَنْظُرُ إِلى رِجْليْهِ نظْرَةً مُرَكَّزةً وثاقِبَةً، وبِحَسْبِ التَّجاعيدِ عَلى وَجْهِهِ، والانْطِباعِ المَرْسومِ في عَيْنيْهِ، فَقَدْ كانتْ أفْكارُهُ مُتُوتّرةً وَمُشوَّشَةً للغايَةِ. وأَخَذَ يُتَمْتمُ:


ابْنُ الأصيلِ….. ابنُ حامِلِ السَّرْجِ… ابنُ الخَيلِ….. ابنُ ….


يا (إيفان)، تَوجَّهَ إليْهِ الطَّبيبُ بالحَديثِ: أريدُ أَنْ أَشتريَ مِنْ عِنْدِكُم خَمْسةَ أَرْطالٍ مِنَ الشّوفانِ؛ التُّجّارُ عِنْدَنا يبيعونَني الشّوفان فاسدًا وَمُدَوِّدًا.


ابْتَسَمَ ابْتسامةً صفْراءَ حانِقَةً، ثُمَّ صّفَّقَ بيَديْهِ، وَجَرى نحو الفيلّا بِسُرعَةٍ هائلةِ كأنَّهُ يهْرُبُ مِنْ كَلْبٍ مَسعورٍ، وَيَدْخُلُ مَكْتَبَ العَميدِ:


آه! تذكّرْتُ يا سيّدي! صاحَ مَسْرورًا: إِنَّه ابْنُ الشّوفانِ يا صاحِبَ السَّعادةِ! أَرْجو أَنْ تُرْسلوا رسالةً عاجِلَةً ليحْضُرَ بِأَقْصى سرْعَةٍ.


قالَ العَميدُ مُسْتَهْزئًا: لمْ نَعُدْ بحاجَةٍ إِلى اسْمِ حِصانِكَ بعْدَ الآنَ، فَقَدْ سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ!


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

(٣) أسرار نجاح ...

(٣) أسرار نجاح العمل أما نجاح العمل فيتوقف على بذل القوى في محالِّها وأوقاتها الملائمة بالحكمة وحسن ...

بدايات سورة الح...

بدايات سورة الحج تتحدث عن من يصد عن سبيل الله تتحدث عن من جعل أهم هدف وغاية له الصد عن سبيل الله سبح...

أفادت مصادر طبي...

أفادت مصادر طبية بمقتل 78 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على غزة منذ فجر اليوم بينهم 38 من منتظري المساعدا...

الفصل الأول: ال...

الفصل الأول: الإطار المفاهيمي للمدن الذكية شهدت المدن تطورا تاريخيا كبيرا بدأ منذ نشأتها كمدن كلاسيك...

1. قانون منع سو...

1. قانون منع سوء معاملة الأطفال ومعالجته (CAPTA) – 1974: يوفر إطارًا لفحص وإبلاغ ومتابعة حالات إساءة...

ان تعاطي المخدر...

ان تعاطي المخدرات من التحديات الاجتماعية و الصحية الواسعة التي ينظر إلي من زاوية أخلاقية أو قانونية...

دشن وكيل محافظة...

دشن وكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء الاستاذ عامر سعيد العامري اليوم الحميس الموافق ...

دراسة ظاهرة الم...

دراسة ظاهرة المقاومة المكتسبة فى الفطريات نتيجة استخدام المبيدات الفطرية دراسة تأثير نظم الرى المختل...

(٥) المعرفة الك...

(٥) المعرفة الكمالية ثبت مما تقدم أن المعارف العلمية والاختبارية والخاصة لازمة للإنسان كل اللزوم؛ لأ...

Morocco has rec...

Morocco has recently been making huge preparations to host the African Cup of Nations in 2025 and th...

The Romantic mo...

The Romantic movement, which emerged in the late 18th and early 19th centuries, transformed literatu...

تتركز رؤية القس...

تتركز رؤية القسم على تطوير تقنيات متقدمة للتشخيص المبكر والدقيق للأمراض البكتيرية النباتية، بالاستفا...