Online English Summarizer tool, free and accurate!
بدايات سورة الحج تتحدث عن من يصد عن سبيل الله تتحدث عن من جعل أهم هدف وغاية له الصد عن سبيل الله سبحانه وإضلال الآخرين هؤلاء لا بد من أن يقف في وجههم أهل الحق أهل القيم أهل المبادئ الذين ربتهم آيات الحج ثم أن من لا ينتصر على نفسه في الحج لا يمكن أن يعرف النصر في الجهات الحج يعلم مجاهدة النفس الحج يعلم صناعة القلوب الحج يصنع القلوب القوية التي تستطيع أن تنتصر للحق وتدافع عنه الحج يصنع القلوب الفائزة القلوب التي تجني النصر والثبات أمام الباطل وأمام أهل وابن القيم له كلام جميل في قضية مجاهدة النفس والجهاد يقول في قوله سبحانه وتعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا يقول ألق سبحانه الهداية بالجهاد فأكمل الناس هدايةً وأعظمهم جهادا وأفرض الجهاد يعني أكثر أنواع الجهاد فرضا جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصل إلى جنته ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما أطل من الجهاد ولا يتمكن المرء من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنا فمن نصر عليها نصر على عدوه ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه هذا معنى أن يأتي الجهاد والحديث عن الجهاد بعد الحج الحج بدرسة تعلمنا جميعا كيفية مجاهدة النفس كيفية وقوف النفس حين تستغضب ويحدث ما يغضبها فتكف اللسان عن أي كلمة نابية تتعلم كيف تكف اللسان وكيف تكف اليد وكيف لا تؤذي المسلم وكيف لا تأتي بما يمكن أن يؤذي هذا الحج أو يمسه شعائر هذا الحج العظيمة تأتي الآيات عن الجهاد لتبين بأن هذا المؤمن الذي صنع بهذه الآيات ومن خلال تدبر هذه الآيات هو المؤمن الذي يستحق أن يرفع راية الجهاد أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز إذن هو الدفاع عن الحق هو التضحية في سبيل الحق القلوب المؤمنة تعلمت التضحية لا يكفي أن أكون مؤمنا بالله عز وجل وبالحق وبالقيم وبالمثل في حال السراء فإذا ما جاءت وأقبلت الضراء وحقت الحقيقة تخاذلت وتراجعت عن الحق الذي أؤمن به هذا ليس بإيمان الإيمان الحقيقي في السراء والضراء الإيمان الحقيقي هو الذي تسقله التضحية كإيمان أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام حين طلب الله منه سبحانه وتعالى التضحية فلم يتوانى ولم يترراجع ولم يتردد ما هو موقفي حين يطلب مني ربي عز وجل أن أضحي لأجل الحق الذي أؤمن به هل أشعر بالضعف والخدلان أم أني أقف وأثبت على الموقف الذي أنا فيه ولذا جاء الوعد في الآية وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ نصرة الله بالحق الذي أؤمن به أنصر الله عز وجل بثبات على قيمي بثبات ودفاعي عن الحق الذي أؤمن به أمام أهل الباطل وأمام كيدهم وأمام مكرهم ثم ماذا ستكون النتيجة يا رب؟ تأتي الآية التي تليها بقوله عز وجل الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور إذن هو التمكين هو النص هو فوز الحق على الباطل هو إعلاء كلمة الحق هو حماية المقدسات هو حماية دور العبادة على اختلاف دياناتها فالدين الإسلامي جاء ليحمي جاء ليحمي الديانات جاء ليحمي المقدسات جاء ليدافع عن الحق وأهله ولم يأتي ليسفك أو ليهدم أو ليظلم أو ليؤذي الآخرين بدون وجه حق هذا الدين العظيم علم أتباعه أن التمكين لا يعني الاستعلاع على الآخرين ولا يعني استعباد الشعوب المختلفة ولا يعني نهب مقدراتها بل هو الإصلاح قمة الإصلاح تتحقق حين يمكن الله عز وجل لهؤلاء العباد المؤمنين الموحدين المخبتين أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر لا دعاية انتخابية لهم سوى الإصلاح وليست بدعاية ولكنها أفعال وسلوكيات وواقع في واقع الحياة التي يعيشونها ولذلك شهد العالم المنصف للمسلمين الفاتحين حين فتحوا الديار حين فتحوا بلاد الروم وبلاد الفرس بأنهم فتحوا الديار بقلوبهم بأخلاقهم بأفعالهم بسلوكياتهم ولم يفتحوها بسيوفهم الإسلام انتشر بالحق بالعدل بالقيم بالأناس الذين كانوا يحملون تلك القيم بالأناس الذين استطاعوا أن يحولوا تلك القيم من خطب رنانة إلى سلوكيات وأفعال واقعة حادثة أمام أعين الناس تشهد لتلك القيم وتشهد للحق الذي آمنوا به ودافعوا عنه ثم تأتي الآيات بعد ذلك في سورة الحج لتبين مواقف من صراع الحق والباطل لتبين كيف أن دولة الباطل مهما علت ومهما امتد بها الزمن فإنها إلى زوال أما الحق وأما أهل الحق فإنهم إلى ثبات وتمكين حتى وإن طال الزمن وكأي من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير إذن هي الدنيا والصراع والابتلاء والمحن ولكن المحن والصراع لا تفت من عزيمة المؤمن الذي تعلم التضحية في سبيل الحق الذي يؤمن به ويدافع عنه وإن طال الزمن فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم هي قضية محسومة هي قضية لا جدال فيها كل من يسعى في الصد عن سبيل الله عز وجل فليس بمعجز قضيته منتهية قضيته إلى زوال مصيره واضح والمؤمن يؤمن بهذا المصير ويسير عليه أما الكافر فهو وحده فقط الذي يعيش في مريا وفي شك في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم الكافر يسير في الحياة في شك وارتياب ينظر إلى الحقائق أمام أعينه أمام عينيه ولكنه لا يبصره لا يبصر هذه الحقائق لأنها لا تعمى الأبصار ولكنها تعمى القلوب التي في الصدور القلوب التي لم تستطع أن تخبت لخالقها لم تخضع له كما يخضع كل ما في الكون من شجر وجبل وطير الكل يخضع إلا هذا الإنسان الكافر الملك يومئذ لله يحكم بينهم ثم تعود الآيات من جديد مقطعا بعد مقطع في كل مقاطع سورة الحج لتذكر بالشيء الحاضر دائما الجزاء استحضار البعث استحضار الجزاء الذي يجعل من الإيمان قوة هادرة في وجه الباطل فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهيم ثم تأتي الآية لتبين مواصفة جديدة من مواصفات المؤمنين مثال آخر من أمثلة التضحية التي يمكن أن يسقلها الإيمان والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله له خير الرازقين إذن هي التضحية الإيمان يحتاج إلى تضحية إيمان بالله عز وجل معرض لمحن معرض لاختبارات معرض لابتلاءات ليس في الإبتلاء بل في نتيجة التي سأخرج منها من هذا الإبتلاء علي أن أخرج أشد عودا وأصلب إيمانا وأقوى عزيمة وحراكا ودفاعا عن الحق الذي أؤمن به المؤمن الذي تعلم التضحية في الحج وفي غير الحج هو يستطيع وحده الذي يستطيع أن يهاجر في سبيل الله أن يترك أرض الوطن ويترك الأهل ويترك الأحباب لماذا؟ لله وحده لا شريك له لأنه على يقين محسن الظن بالله عز وجل أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يعوضه خيرا مما أخذ منه ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين المؤمن الذي يعيش وهو يستحضر الجزاء استحضر الثقة بالله اليقين بما عند الله أن يكون أوثق بما عند الله عز وجل بما عنده هو بما في يديه هو من مال أو من جاه أو من سلطان أو وطن أو ولد هذا المؤمن هو القادر على أن يضحي ويقدم كل شيء لأجل الله وفي سبيل الله ولذا جاءت الآية وعد واضح وصريح ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور إنها الثقة بالله التي تحرك المؤمن وتدفع به في ميادين الحياة المختلفة ثم تتوالى الآيات لتعزز جوانب هذه الثقة وتبني التقوى بناء حقيقيا في واقع الحياة التقوى في قلب المؤمن ليست مجرد لباس بل هي أفعال هي تصرفات تدخل في كل جوانب الحياة التقوى في القول التقوى في العمل التقوى في العطاء التقوى في الأخذ التقوى في البيع التقوى في الشراء وتتسلسل الآيات تسلسلا عجيبا ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير ثم تأتي الآيات له ما في السماوات وما في الأرض وإن الله لهو الغني الحميد إن عبدت فاعبد الغني الحميد الذي يمتلك مقاليد السماوات والأرض إن توجهت لاستنصار أو لطلب معونة أو استغاثة أو استجارة فاستجر بالملك بالواحد الديان على كل شيء قدير ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم هذا الحق الذي تعلمني عليه آيات سورة الحج تؤزز بناء التقوى في نفسي وتتوالى الآيات لتعزز هذا البناء العظيم من خلال آيات الكون من خلال استحضار قدرة الله عز وجل في الكون التدبير الذي يدبر به الله سبحانه وتعالى هذا الخلق العجيل ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض؟ إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير هذه الآيات العظيمة تهز وجدان المؤمن تحرك فيه فواعل الإيمان تجعل التقوى حاضر في قلبه حاضر في نفسه ليتوجه بالتوحيد والإخلاص لله وحده لا شريك له بيده العلم بيده القدرة المطلقة بيده الملك بيده كل شيء فلماذا أتوجه للآخرين ولماذا أتوجه لمخلوق مثلي لا يملك لنفسه نفعا ولا ظرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا هو أضعف من أن ينصر نفسه حتى ينصر الآخرين كيف أتوجه له ولذا جاءت الآيات التي تليها بعد ذلك والخطاب فيها للناس أجمعين يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه من ضعف الطالب والمطلوب ما قدر الله حق قدره إن الله لقوي عزيز ما قدر الله حق قدره إن الله لقوي عزيز الكلام للناس جميعا الكلام للناس ودعوة للناس لكي يتخلوا عن الأولياء من دون الله لكي يتخلوا عمن استنصروا بهم من دون الله عز وجل عمن اتخذوهم أولياء الكلام لأولئك الذين طرقوا ويطرقون أبواب المخلوقين استعانة واستنصار واستغاثة ولجوءا إلى أولئك الذين يظنون ولو لثواني أو لحظات أن المخلوقين من دول عظمى أو غير عظمى تملك لهم النفع أو الضر تملك لهم العطاء أو المنء تملك لهم أي نوع من أنواع القدرة يقول الله سبحانه وتعالى في هذا المثل هؤلاء حتى الذبابة كم هي حقيرة لدى البشر تلك الذبابة حتى الذبابة لا يتمكنون من خلقها ولا يستطيعون حتى وإن اجتمعوا بل أقل من ذلك إن سلبهم أو أخذ منهم الذباب شيئاً لن يتمكنوا من استنقاذه أبداً ضعف الطالب والمطلوب تلك المقارنة العجيبة التي تضعها هذه الآية العظيمة أمام ذلك الإنسان المكابر المعاند الجاحد الذي لا يعرف لله سبحانه وتعالى قدره حق المعرفة هذا الإنسان الذي يجادل ويماري بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير يستطيل ويتطاول على خالقه سبحانه ويظن أن له قدرة وأن له قوة وأن له جيوشا تسير وأن له منأة وهو لا يملك حتى أن يأخذ ما يسلبه الذباب وتأتينا الدراسات الحديثة العلمية لتبين أن الذباب بطبيعته بمجرد أن يلتقط أو يأخذ شيئا فإنه يفرز عليه إفرازات تغير من تركيبته فهو حتى وإن استطاع الإنسان أن يمسك بالذبابة التي أخذت منه شيئا لا يستطيع أن يسترجع ذلك الشيء ضعف الطالب والمطلوب الذبابة ضعيفة هو خلق من خلق الله والإنسان ضعيف وهو خلق من خلق الله ولكنه يتطاول ويغتر ويعاند ويعتقد بأهوائه وشهواته أنه يستطيع أن ينازع الله سبحانه وتعالى في ملكه وفي قدرته وفي قوته يظن أن له قوة وأن له قدرة والحقيقة أن ليس له إلا الضعف الذي بيّنته هذه الآية العظيمة ثم تأتي الآية العظيمة وفيها السجدة دعوة للمؤمنين يا أيها الذين آمنوا اتركوا عنكم هؤلاء الكافرين والمعاندين فسنة الله سبحانه وتعالى ماضية في خلقه وماضية في الكون الصراع بين الباطل والحق واقع والكفار واقع ذلك الصراع والامتداد للصراع بين الكفار وبين المؤمنين لا عليكم منهم اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون فالدنيا دار عمل الدنيا دار ابتلاء الدنيا ليست بدار جزاء الدنيا دار تكليف كل ما تستطيع أن تفعل فيها من الخير فافعل لا تتردد ولا تجعلن من أهل الباطل ولا من كيدهم ولا من مكرهم ولا من الامتحانات التي يعرضونك لها لا تجعلهم آئقا يحول بينك وبين عمل الخير بينك وبين إعلاء الحق بالعكس اجعل أهل الباطل والصراع مع أهل الباطل مطي ودرج ترتقي بك في سلم الإيمان في سلم التقوى فكلما ازددت صراعا ودفاعا عن الحق الذي تؤمن به وفعلا للخير وللمعروف وملئا ونشرا للسلام والأمان في هذه الأرض كلما ازددت تقربا من الله خالقك عز وجل ثم تأتي الآية لتختم سورة الحج العظيمة وجاهدوا في الله حق جهاده إذن هو الجهاد هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير الآية الأخيرة تختم بالجهاد الآية الأولى في سورة الحج يقول فيها الله عز وجل يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم والآية الأخرى توصي بقوله وجاهدوا في الله حق جهاده اتقوا وجاهدوا في الله حق جهاده تقوى الله لا بد لها من جهاد تقوى الله والوصول إلى مرحلة التقوى لا بد فيها من مجاهدة النفس ومن لا ينتصر على نفسه وأهوائه وشهواته ونزواته وميوله وخضوعه وركونه إلى الدنيا وأهلها لن يتمكن من الانتصار على أحد لأنه لم ينتصر في داخله النصر الحقيقي في النفس النصر الحقيقي الذي يتبعه التمكين والنصر في واقع الحياة لا يمكن أن يبدأ إلا من داخل النفس ثم إن الآية الأخيرة تؤكد على عالمية الرسالة على عالمية الإسلام وشهادة المسلمين على الناس ولنا أن نتساءل وما دور الحج في قضية عالمية الرسالة؟ الحج يحمى الرسالة عالمية الحج يفترض فيه أن يقدم للعالم كل العالم حتى غير المسلمين يقدم لهم أنواناً وقصة حقيقية لهذا الدين لتعاون المسلمين لوقوفهم جنباً إلى جنب لتواضعهم لإصرارهم لانكسارهم وخضوعهم بين يدي الله المؤمن خاضع ذليل بين يدي ربه ولكنه قوي على أهل الباطل وأهله عزيز بإيمانه وليس ذليل لا يذل لأحد سوى خالقه لا يركع لأحد سوى خالقه لا يسجد لأحد سوى لربه سبحانه وتعالى تلك الجبهة التي تعلمت أن تسجد لخالقها لا تسجد للمخلوقين لا تتخذ المخلوقين أولياء من دون الله سبحانه لا نصرة ولا استعانة ولا ظن بنفع أو بضر هذه الجباه العظيمة التي تعلمت الإيمان هو سماكم المسلمين رسالة الإسلام جاءت لتكون رسالة عالمية جاءت لتقدم للعالم القيم جاءت لتقدم للعالم السلام جاءت لتقدم للعالم الشهادة على الناس الشهداء على الناس في هذه الآية العظيمة هي تكليف هي تكليف كبير للمسلمين بأن يقوموا بدورهم وبواجبهم ولذا فكل حاج ليتذكر وليستحضر هذا المعنى وليتذكر ويضع أمام عينيه أنه هو فيحجه رسالة للعالم بأي شكل ستقدم هذه الرسالة بأي مظهر ستقدم هذه الرسالة ولذا كان علي أن أستحضر كل سلوك وكل تصرف أقوم به في الحج وغير الحج ولكن في الحج أولى في المشاعر المقدسة أولى علي حين تسول لنفسي أن أرمي بورقة ولو حتى ورقة علي أن أمتنع عن ذلك علي أن أضع نصب عيني أني أنا من الشهداء على الناس أني أنا الحاج من أحمل رسالة الإسلام من أقدم الإسلام للعالم فعلي أن أحسن التقديم وعلي أن أحسن العرض وعلى المسلمين جميعا أن يجعلوا من الحج أبهى صورة جمالا ونظافة ونزاهة وقداسة وروحانية وقبولا على الله سبحانه وتعاونا ومحبة فيما بينهم فكل إساءة لا تعتبر مجرد إساءة فردية وإنما هي إساءة لرسالة هذا الدين العظيم إساءة لعالمية الإسلام إساءة للقيمة الكبرى التي جاء بها الإسلام قيمة نشر هذا الدين ولذا جاءت الآية العظيمة فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ولذا على الحجيج في كل وقت وفي كل زمان أن يستحضروا الرسالة العظيمة والأمانة الكبيرة التي شرفهم الله سبحانه وتعالى بحملها في موسم الحج عليهم أن يكونوا أمناء في إيصال هذه الأمانة أمناء إبلاغ هذه الرسالة فعلا وسلوكا وتطبيقا وعملا فالنبي صلوات الله وسلامه عليه الذي وقف ذلك الموقف ونادى بين الناس اللهم هل بلغت اللهم فاشهد قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة وحمل هذه الأمانة أمانة التكليف والتبليغ على أتم وجه وأكمله وعلى آتقنا اليوم تقع أمانة الرسالة وأمانة إيصال هذه الرسالة التي لا نريد أن نكون نحن المسلمين اليوم من يقف عائقاً وحائلاً بين العالم وبين رسالة الإسلام العظيمة من خلال تصرفات هوجاء أو من خلال سلوكيات شاذة لا تمت إلى ديننا بصلة يدعو إلى كل جمال يدعو إلى التعاون يدعو إلى المحبة يدعو إلى النظافة يدعو إلى النزاهة يدعو إلى كل شيء جميل علينا أن نكون أمناء في إيصال رسالة الإسلام علينا أن نكون أمناء في السير على ملة أبينا إبراهيم علينا أن نكون أمناء في إيصال كلمات الحق ليس من خلال الكلمات بل من خلال سلوك وأفعال أسأل الله العظيم أن يبارك للحجيج في حجهم وأن يوفقهم لما يحبه ويرضاه وأن يبلغهم التقوى وأن يوصلهم إلى القلوب المخبتة الخاشعة الخاضعة لربها وأن يعينهم على أداء أمانة الحج وتكليف الحج ورسالة الحج وأسأل الله العظيم سبحانه وأن يتقبل منهم وأن يجعلنا جميعا ممن يعظم شعائر الله وأن يجعل هذا الموسم العظيم فاتحة خير ورجد وإيمان وبركة على المسلمين وعلى العالم بأسره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدايات سورة الحج تتحدث عن من يصد عن سبيل الله تتحدث عن من جعل أهم هدف وغاية له الصد عن سبيل الله سبحانه وإضلال الآخرين هؤلاء لا بد من أن يقف في وجههم أهل الحق أهل القيم أهل المبادئ الذين ربتهم آيات الحج ثم أن من لا ينتصر على نفسه في الحج لا يمكن أن يعرف النصر في الجهات الحج يعلم مجاهدة النفس الحج يعلم صناعة القلوب الحج يصنع القلوب القوية التي تستطيع أن تنتصر للحق وتدافع عنه الحج يصنع القلوب الفائزة القلوب التي تجني النصر والثبات أمام الباطل وأمام أهل وابن القيم له كلام جميل في قضية مجاهدة النفس والجهاد يقول في قوله سبحانه وتعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا يقول ألق سبحانه الهداية بالجهاد فأكمل الناس هدايةً وأعظمهم جهادا وأفرض الجهاد يعني أكثر أنواع الجهاد فرضا جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصل إلى جنته ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما أطل من الجهاد ولا يتمكن المرء من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنا فمن نصر عليها نصر على عدوه ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه هذا معنى أن يأتي الجهاد والحديث عن الجهاد بعد الحج الحج بدرسة تعلمنا جميعا كيفية مجاهدة النفس كيفية وقوف النفس حين تستغضب ويحدث ما يغضبها فتكف اللسان عن أي كلمة نابية تتعلم كيف تكف اللسان وكيف تكف اليد وكيف لا تؤذي المسلم وكيف لا تأتي بما يمكن أن يؤذي هذا الحج أو يمسه شعائر هذا الحج العظيمة تأتي الآيات عن الجهاد لتبين بأن هذا المؤمن الذي صنع بهذه الآيات ومن خلال تدبر هذه الآيات هو المؤمن الذي يستحق أن يرفع راية الجهاد أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز إذن هو الدفاع عن الحق هو التضحية في سبيل الحق القلوب المؤمنة تعلمت التضحية لا يكفي أن أكون مؤمنا بالله عز وجل وبالحق وبالقيم وبالمثل في حال السراء فإذا ما جاءت وأقبلت الضراء وحقت الحقيقة تخاذلت وتراجعت عن الحق الذي أؤمن به هذا ليس بإيمان الإيمان الحقيقي في السراء والضراء الإيمان الحقيقي هو الذي تسقله التضحية كإيمان أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام حين طلب الله منه سبحانه وتعالى التضحية فلم يتوانى ولم يترراجع ولم يتردد ما هو موقفي حين يطلب مني ربي عز وجل أن أضحي لأجل الحق الذي أؤمن به هل أشعر بالضعف والخدلان أم أني أقف وأثبت على الموقف الذي أنا فيه ولذا جاء الوعد في الآية وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ نصرة الله بالحق الذي أؤمن به أنصر الله عز وجل بثبات على قيمي بثبات ودفاعي عن الحق الذي أؤمن به أمام أهل الباطل وأمام كيدهم وأمام مكرهم ثم ماذا ستكون النتيجة يا رب؟ تأتي الآية التي تليها بقوله عز وجل الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور إذن هو التمكين هو النص هو فوز الحق على الباطل هو إعلاء كلمة الحق هو حماية المقدسات هو حماية دور العبادة على اختلاف دياناتها فالدين الإسلامي جاء ليحمي جاء ليحمي الديانات جاء ليحمي المقدسات جاء ليدافع عن الحق وأهله ولم يأتي ليسفك أو ليهدم أو ليظلم أو ليؤذي الآخرين بدون وجه حق هذا الدين العظيم علم أتباعه أن التمكين لا يعني الاستعلاع على الآخرين ولا يعني استعباد الشعوب المختلفة ولا يعني نهب مقدراتها بل هو الإصلاح قمة الإصلاح تتحقق حين يمكن الله عز وجل لهؤلاء العباد المؤمنين الموحدين المخبتين أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر لا دعاية انتخابية لهم سوى الإصلاح وليست بدعاية ولكنها أفعال وسلوكيات وواقع في واقع الحياة التي يعيشونها ولذلك شهد العالم المنصف للمسلمين الفاتحين حين فتحوا الديار حين فتحوا بلاد الروم وبلاد الفرس بأنهم فتحوا الديار بقلوبهم بأخلاقهم بأفعالهم بسلوكياتهم ولم يفتحوها بسيوفهم الإسلام انتشر بالحق بالعدل بالقيم بالأناس الذين كانوا يحملون تلك القيم بالأناس الذين استطاعوا أن يحولوا تلك القيم من خطب رنانة إلى سلوكيات وأفعال واقعة حادثة أمام أعين الناس تشهد لتلك القيم وتشهد للحق الذي آمنوا به ودافعوا عنه ثم تأتي الآيات بعد ذلك في سورة الحج لتبين مواقف من صراع الحق والباطل لتبين كيف أن دولة الباطل مهما علت ومهما امتد بها الزمن فإنها إلى زوال أما الحق وأما أهل الحق فإنهم إلى ثبات وتمكين حتى وإن طال الزمن وكأي من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير إذن هي الدنيا والصراع والابتلاء والمحن ولكن المحن والصراع لا تفت من عزيمة المؤمن الذي تعلم التضحية في سبيل الحق الذي يؤمن به ويدافع عنه وإن طال الزمن فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم هي قضية محسومة هي قضية لا جدال فيها كل من يسعى في الصد عن سبيل الله عز وجل فليس بمعجز قضيته منتهية قضيته إلى زوال مصيره واضح والمؤمن يؤمن بهذا المصير ويسير عليه أما الكافر فهو وحده فقط الذي يعيش في مريا وفي شك في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم الكافر يسير في الحياة في شك وارتياب ينظر إلى الحقائق أمام أعينه أمام عينيه ولكنه لا يبصره لا يبصر هذه الحقائق لأنها لا تعمى الأبصار ولكنها تعمى القلوب التي في الصدور القلوب التي لم تستطع أن تخبت لخالقها لم تخضع له كما يخضع كل ما في الكون من شجر وجبل وطير الكل يخضع إلا هذا الإنسان الكافر الملك يومئذ لله يحكم بينهم ثم تعود الآيات من جديد مقطعا بعد مقطع في كل مقاطع سورة الحج لتذكر بالشيء الحاضر دائما الجزاء استحضار البعث استحضار الجزاء الذي يجعل من الإيمان قوة هادرة في وجه الباطل فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهيم ثم تأتي الآية لتبين مواصفة جديدة من مواصفات المؤمنين مثال آخر من أمثلة التضحية التي يمكن أن يسقلها الإيمان والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله له خير الرازقين إذن هي التضحية الإيمان يحتاج إلى تضحية إيمان بالله عز وجل معرض لمحن معرض لاختبارات معرض لابتلاءات ليس في الإبتلاء بل في نتيجة التي سأخرج منها من هذا الإبتلاء علي أن أخرج أشد عودا وأصلب إيمانا وأقوى عزيمة وحراكا ودفاعا عن الحق الذي أؤمن به المؤمن الذي تعلم التضحية في الحج وفي غير الحج هو يستطيع وحده الذي يستطيع أن يهاجر في سبيل الله أن يترك أرض الوطن ويترك الأهل ويترك الأحباب لماذا؟ لله وحده لا شريك له لأنه على يقين محسن الظن بالله عز وجل أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يعوضه خيرا مما أخذ منه ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين المؤمن الذي يعيش وهو يستحضر الجزاء استحضر الثقة بالله اليقين بما عند الله أن يكون أوثق بما عند الله عز وجل بما عنده هو بما في يديه هو من مال أو من جاه أو من سلطان أو وطن أو ولد هذا المؤمن هو القادر على أن يضحي ويقدم كل شيء لأجل الله وفي سبيل الله ولذا جاءت الآية وعد واضح وصريح ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور إنها الثقة بالله التي تحرك المؤمن وتدفع به في ميادين الحياة المختلفة ثم تتوالى الآيات لتعزز جوانب هذه الثقة وتبني التقوى بناء حقيقيا في واقع الحياة التقوى في قلب المؤمن ليست مجرد لباس بل هي أفعال هي تصرفات تدخل في كل جوانب الحياة التقوى في القول التقوى في العمل التقوى في العطاء التقوى في الأخذ التقوى في البيع التقوى في الشراء وتتسلسل الآيات تسلسلا عجيبا ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير ثم تأتي الآيات له ما في السماوات وما في الأرض وإن الله لهو الغني الحميد إن عبدت فاعبد الغني الحميد الذي يمتلك مقاليد السماوات والأرض إن توجهت لاستنصار أو لطلب معونة أو استغاثة أو استجارة فاستجر بالملك بالواحد الديان على كل شيء قدير ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم هذا الحق الذي تعلمني عليه آيات سورة الحج تؤزز بناء التقوى في نفسي وتتوالى الآيات لتعزز هذا البناء العظيم من خلال آيات الكون من خلال استحضار قدرة الله عز وجل في الكون التدبير الذي يدبر به الله سبحانه وتعالى هذا الخلق العجيل ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض؟ إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير هذه الآيات العظيمة تهز وجدان المؤمن تحرك فيه فواعل الإيمان تجعل التقوى حاضر في قلبه حاضر في نفسه ليتوجه بالتوحيد والإخلاص لله وحده لا شريك له بيده العلم بيده القدرة المطلقة بيده الملك بيده كل شيء فلماذا أتوجه للآخرين ولماذا أتوجه لمخلوق مثلي لا يملك لنفسه نفعا ولا ظرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا هو أضعف من أن ينصر نفسه حتى ينصر الآخرين كيف أتوجه له ولذا جاءت الآيات التي تليها بعد ذلك والخطاب فيها للناس أجمعين يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه من ضعف الطالب والمطلوب ما قدر الله حق قدره إن الله لقوي عزيز ما قدر الله حق قدره إن الله لقوي عزيز الكلام للناس جميعا الكلام للناس ودعوة للناس لكي يتخلوا عن الأولياء من دون الله لكي يتخلوا عمن استنصروا بهم من دون الله عز وجل عمن اتخذوهم أولياء الكلام لأولئك الذين طرقوا ويطرقون أبواب المخلوقين استعانة واستنصار واستغاثة ولجوءا إلى أولئك الذين يظنون ولو لثواني أو لحظات أن المخلوقين من دول عظمى أو غير عظمى تملك لهم النفع أو الضر تملك لهم العطاء أو المنء تملك لهم أي نوع من أنواع القدرة يقول الله سبحانه وتعالى في هذا المثل هؤلاء حتى الذبابة كم هي حقيرة لدى البشر تلك الذبابة حتى الذبابة لا يتمكنون من خلقها ولا يستطيعون حتى وإن اجتمعوا بل أقل من ذلك إن سلبهم أو أخذ منهم الذباب شيئاً لن يتمكنوا من استنقاذه أبداً ضعف الطالب والمطلوب تلك المقارنة العجيبة التي تضعها هذه الآية العظيمة أمام ذلك الإنسان المكابر المعاند الجاحد الذي لا يعرف لله سبحانه وتعالى قدره حق المعرفة هذا الإنسان الذي يجادل ويماري بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير يستطيل ويتطاول على خالقه سبحانه ويظن أن له قدرة وأن له قوة وأن له جيوشا تسير وأن له منأة وهو لا يملك حتى أن يأخذ ما يسلبه الذباب وتأتينا الدراسات الحديثة العلمية لتبين أن الذباب بطبيعته بمجرد أن يلتقط أو يأخذ شيئا فإنه يفرز عليه إفرازات تغير من تركيبته فهو حتى وإن استطاع الإنسان أن يمسك بالذبابة التي أخذت منه شيئا لا يستطيع أن يسترجع ذلك الشيء ضعف الطالب والمطلوب الذبابة ضعيفة هو خلق من خلق الله والإنسان ضعيف وهو خلق من خلق الله ولكنه يتطاول ويغتر ويعاند ويعتقد بأهوائه وشهواته أنه يستطيع أن ينازع الله سبحانه وتعالى في ملكه وفي قدرته وفي قوته يظن أن له قوة وأن له قدرة والحقيقة أن ليس له إلا الضعف الذي بيّنته هذه الآية العظيمة ثم تأتي الآية العظيمة وفيها السجدة دعوة للمؤمنين يا أيها الذين آمنوا اتركوا عنكم هؤلاء الكافرين والمعاندين فسنة الله سبحانه وتعالى ماضية في خلقه وماضية في الكون الصراع بين الباطل والحق واقع والكفار واقع ذلك الصراع والامتداد للصراع بين الكفار وبين المؤمنين لا عليكم منهم اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون فالدنيا دار عمل الدنيا دار ابتلاء الدنيا ليست بدار جزاء الدنيا دار تكليف كل ما تستطيع أن تفعل فيها من الخير فافعل لا تتردد ولا تجعلن من أهل الباطل ولا من كيدهم ولا من مكرهم ولا من الامتحانات التي يعرضونك لها لا تجعلهم آئقا يحول بينك وبين عمل الخير بينك وبين إعلاء الحق بالعكس اجعل أهل الباطل والصراع مع أهل الباطل مطي ودرج ترتقي بك في سلم الإيمان في سلم التقوى فكلما ازددت صراعا ودفاعا عن الحق الذي تؤمن به وفعلا للخير وللمعروف وملئا ونشرا للسلام والأمان في هذه الأرض كلما ازددت تقربا من الله خالقك عز وجل ثم تأتي الآية لتختم سورة الحج العظيمة وجاهدوا في الله حق جهاده إذن هو الجهاد هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير الآية الأخيرة تختم بالجهاد الآية الأولى في سورة الحج يقول فيها الله عز وجل يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم والآية الأخرى توصي بقوله وجاهدوا في الله حق جهاده اتقوا وجاهدوا في الله حق جهاده تقوى الله لا بد لها من جهاد تقوى الله والوصول إلى مرحلة التقوى لا بد فيها من مجاهدة النفس ومن لا ينتصر على نفسه وأهوائه وشهواته ونزواته وميوله وخضوعه وركونه إلى الدنيا وأهلها لن يتمكن من الانتصار على أحد لأنه لم ينتصر في داخله النصر الحقيقي في النفس النصر الحقيقي الذي يتبعه التمكين والنصر في واقع الحياة لا يمكن أن يبدأ إلا من داخل النفس ثم إن الآية الأخيرة تؤكد على عالمية الرسالة على عالمية الإسلام وشهادة المسلمين على الناس ولنا أن نتساءل وما دور الحج في قضية عالمية الرسالة؟ الحج يحمى الرسالة عالمية الحج يفترض فيه أن يقدم للعالم كل العالم حتى غير المسلمين يقدم لهم أنواناً وقصة حقيقية لهذا الدين لتعاون المسلمين لوقوفهم جنباً إلى جنب لتواضعهم لإصرارهم لانكسارهم وخضوعهم بين يدي الله المؤمن خاضع ذليل بين يدي ربه ولكنه قوي على أهل الباطل وأهله عزيز بإيمانه وليس ذليل لا يذل لأحد سوى خالقه لا يركع لأحد سوى خالقه لا يسجد لأحد سوى لربه سبحانه وتعالى تلك الجبهة التي تعلمت أن تسجد لخالقها لا تسجد للمخلوقين لا تتخذ المخلوقين أولياء من دون الله سبحانه لا نصرة ولا استعانة ولا ظن بنفع أو بضر هذه الجباه العظيمة التي تعلمت الإيمان هو سماكم المسلمين رسالة الإسلام جاءت لتكون رسالة عالمية جاءت لتقدم للعالم القيم جاءت لتقدم للعالم السلام جاءت لتقدم للعالم الشهادة على الناس الشهداء على الناس في هذه الآية العظيمة هي تكليف هي تكليف كبير للمسلمين بأن يقوموا بدورهم وبواجبهم ولذا فكل حاج ليتذكر وليستحضر هذا المعنى وليتذكر ويضع أمام عينيه أنه هو فيحجه رسالة للعالم بأي شكل ستقدم هذه الرسالة بأي مظهر ستقدم هذه الرسالة ولذا كان علي أن أستحضر كل سلوك وكل تصرف أقوم به في الحج وغير الحج ولكن في الحج أولى في المشاعر المقدسة أولى علي حين تسول لنفسي أن أرمي بورقة ولو حتى ورقة علي أن أمتنع عن ذلك علي أن أضع نصب عيني أني أنا من الشهداء على الناس أني أنا الحاج من أحمل رسالة الإسلام من أقدم الإسلام للعالم فعلي أن أحسن التقديم وعلي أن أحسن العرض وعلى المسلمين جميعا أن يجعلوا من الحج أبهى صورة جمالا ونظافة ونزاهة وقداسة وروحانية وقبولا على الله سبحانه وتعاونا ومحبة فيما بينهم فكل إساءة لا تعتبر مجرد إساءة فردية وإنما هي إساءة لرسالة هذا الدين العظيم إساءة لعالمية الإسلام إساءة للقيمة الكبرى التي جاء بها الإسلام قيمة نشر هذا الدين ولذا جاءت الآية العظيمة فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ولذا على الحجيج في كل وقت وفي كل زمان أن يستحضروا الرسالة العظيمة والأمانة الكبيرة التي شرفهم الله سبحانه وتعالى بحملها في موسم الحج عليهم أن يكونوا أمناء في إيصال هذه الأمانة أمناء إبلاغ هذه الرسالة فعلا وسلوكا وتطبيقا وعملا فالنبي صلوات الله وسلامه عليه الذي وقف ذلك الموقف ونادى بين الناس اللهم هل بلغت اللهم فاشهد قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة وحمل هذه الأمانة أمانة التكليف والتبليغ على أتم وجه وأكمله وعلى آتقنا اليوم تقع أمانة الرسالة وأمانة إيصال هذه الرسالة التي لا نريد أن نكون نحن المسلمين اليوم من يقف عائقاً وحائلاً بين العالم وبين رسالة الإسلام العظيمة من خلال تصرفات هوجاء أو من خلال سلوكيات شاذة لا تمت إلى ديننا بصلة يدعو إلى كل جمال يدعو إلى التعاون يدعو إلى المحبة يدعو إلى النظافة يدعو إلى النزاهة يدعو إلى كل شيء جميل علينا أن نكون أمناء في إيصال رسالة الإسلام علينا أن نكون أمناء في السير على ملة أبينا إبراهيم علينا أن نكون أمناء في إيصال كلمات الحق ليس من خلال الكلمات بل من خلال سلوك وأفعال أسأل الله العظيم أن يبارك للحجيج في حجهم وأن يوفقهم لما يحبه ويرضاه وأن يبلغهم التقوى وأن يوصلهم إلى القلوب المخبتة الخاشعة الخاضعة لربها وأن يعينهم على أداء أمانة الحج وتكليف الحج ورسالة الحج وأسأل الله العظيم سبحانه وأن يتقبل منهم وأن يجعلنا جميعا ممن يعظم شعائر الله وأن يجعل هذا الموسم العظيم فاتحة خير ورجد وإيمان وبركة على المسلمين وعلى العالم بأسره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تدبر سورة الحج: الحلقة الثانية - تدبر سورة الحج - د. رقية العلواني
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
(٣) أسرار نجاح العمل أما نجاح العمل فيتوقف على بذل القوى في محالِّها وأوقاتها الملائمة بالحكمة وحسن ...
بدايات سورة الحج تتحدث عن من يصد عن سبيل الله تتحدث عن من جعل أهم هدف وغاية له الصد عن سبيل الله سبح...
أفادت مصادر طبية بمقتل 78 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على غزة منذ فجر اليوم بينهم 38 من منتظري المساعدا...
الفصل الأول: الإطار المفاهيمي للمدن الذكية شهدت المدن تطورا تاريخيا كبيرا بدأ منذ نشأتها كمدن كلاسيك...
1. قانون منع سوء معاملة الأطفال ومعالجته (CAPTA) – 1974: يوفر إطارًا لفحص وإبلاغ ومتابعة حالات إساءة...
ان تعاطي المخدرات من التحديات الاجتماعية و الصحية الواسعة التي ينظر إلي من زاوية أخلاقية أو قانونية...
دشن وكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء الاستاذ عامر سعيد العامري اليوم الحميس الموافق ...
دراسة ظاهرة المقاومة المكتسبة فى الفطريات نتيجة استخدام المبيدات الفطرية دراسة تأثير نظم الرى المختل...
(٥) المعرفة الكمالية ثبت مما تقدم أن المعارف العلمية والاختبارية والخاصة لازمة للإنسان كل اللزوم؛ لأ...
Morocco has recently been making huge preparations to host the African Cup of Nations in 2025 and th...
The Romantic movement, which emerged in the late 18th and early 19th centuries, transformed literatu...
تتركز رؤية القسم على تطوير تقنيات متقدمة للتشخيص المبكر والدقيق للأمراض البكتيرية النباتية، بالاستفا...