Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

في كتابه "خلاص الجمال"، ويمضي إلى تحليلها جمالياً بما ينسجم ومنهجه الفلسفي في بقية كتبه. ويتميز هذا الكتاب بتركيز فكري معمّق في مسائل الجمال ومفاهيمه، بحيث يعطيها حقها الكامل من الاهتمام والتحليل، بلغة فلسفية تقترب من اليومي المعيش وبما يسهل تطبيقه مباشرة على ما نراه حولنا وعلى ما نمارسه من طقوس عصر السرعة والصورة والاستهلاك. ولا سيما مسألة الاستهلاك والتحولات السريعة بين الماضي والحاضر، ومن بينها الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المثال. يقوم جزء من منهج الكتاب على مناقشة آراء العديد من الفلاسفة والمفكرين والأدباء، ومن اللافت مناقشته كلاً من كانط وأدورنو. إذ يقرر مع أدورنو احتواء الجمال على شيء من التصدع والسلبية، بل توقظ في المتلقي إحساسه بالمحدودية؛ زرّ الإعجاب "لايك" والجمال:
إنّ المعلومات تتسلل لتحصد الإعجاب بما تحتويه من سمات المباشرة والفورية. وفي مقابل الجمال الطبيعي يكمن الجمال الرقمي، واستهلاكي بامتياز، كما هي صورة "السليفي" الصورة عن قرب، الغموض سمة مركزية في الجمال الأصيل
ويقرر هان بأن السلبية ليست شراً مطلقاً، فـ"السلبية هي القوة الدافعة للحياة، إن الضعف والهشاشة والانكسار، كلها صفات متأصلة في الجمال". ويصرّ هان على ضرورة اقتران العمل الفني بإحداث صدمة وجرح وألم لدى المتلقي، غير أن ما يحصل الآن هو انتشار أعمال ناعمة ومألوفة وعادية تسعى إلى إرضاء الملتقي ليضغط زر الإعجاب. ويسهم غموض الشيء في إضفاء الروحانية عليه، وإتاحة مجال ومسافة بينه وبين المتلقي، أما اللمس فهو يقوّض هذه الروحانية، وهذا ما تقوم به الشاشات المعاصرة، "إنّ الشاشة التي تعمل باللمس على نحو بالغ السلاسة تغدو موضعاً يستبعد الغموض ويفضي إلى الاستهلاك الكامل، وتقتصر فقط في إنتاجها على ما يثير إعجاب Like المرء". ويتوجّب على الجمال بحسب هان أن يكون نتيجة "مسافة تأملية"، هذا المصطلح الذي حظي باهتمام فلاسفة كثر وفنانين في القرون القليلة الماضية، يفترض وجود مسافة تأملية، غير أن الفن الناعم يلغي تلك المسافة"، و"حيث تنتفي أي مسافة تأملية بين الذات وموضوعها، تتحول العلاقة إلى علاقة استهلاك من الطراز الأول". "وهذا التأمل هو عملية نشطة للغاية، حيث يعزل المرء نفسه عن الإيجابيات والسلبيات معاً، في حالة تهدف إلى وضع حد للتشبع المستمر بالإيجابي. الاستهلاك عدوّ الجمال
يجد هان ضرورة للحديث حول الجميل والسامي، فهو لا يتمكن من أن يكون جزءاً أصيلاً فيه، إذ "يتجنّب المثل الأعلى للجمال أي شكل من أشكال الاستهلاك". أما القبيح، فكما أنه حظي باهتمام وآراء متشعبة قد تصل إلى حد التباين على مر العصور، وهذا يلتقي مع ما يذهب إليه في كتابه "طوبولوجيا العنف"، ويكمل في "خلاص الجمال" بقوله إنّ القبيح لم يعد منفراً وسلبياً ومرعباً، إن الاستهلاك يشكّل طرف عداوة مع مفهوم الجمال كما يجب أن يكون؛ و"تتمثل أزمة الجمال اليوم بالتحديد في حقيقة أن الجمال أصبح مستنفداً في الغرض منه أو في قيمته الاستخدامية والاستهلاكية"، إنّ الفن "يخضع اليوم بالكامل لمنطق رأس المال، لا بد للجمال بحسب هان وكثير ممن سبقه من الفلاسفة من أن يتسم بصفة الديمومة، "إن ثقافة الاستهلاك تقضي على فكرة الامتداد الزمني"، فـ"الذكريات والديمومة لا يتوافقان مع الاستهلاك"، مما يُفقده الاستقرار والالتفات إلى وعي الحاضر واستيعاب الذكريات، فهناك دائماً جديد جذاب لمتابعته والانغماس به. إننا نعيش الآن عصراً فريداً من حيث تسارع ثوراته التكنولوجية وتطوراته الرقمية، عام: 2021 (صدرت الطبعة باللغة الألمانية عام 2015)


Original text

في كتابه "خلاص الجمال"، يضع الفيلسوف المعاصر بيونغ شول هان قضايا عالمنا المعاصر وظواهره الحية في المقام الأول، ويمضي إلى تحليلها جمالياً بما ينسجم ومنهجه الفلسفي في بقية كتبه. ويتميز هذا الكتاب بتركيز فكري معمّق في مسائل الجمال ومفاهيمه، بحيث يعطيها حقها الكامل من الاهتمام والتحليل، بلغة فلسفية تقترب من اليومي المعيش وبما يسهل تطبيقه مباشرة على ما نراه حولنا وعلى ما نمارسه من طقوس عصر السرعة والصورة والاستهلاك.


تذكـّر القضايا التي يحللها هان بأجواء الفيلسوف المعاصر زيغموند باومان، ولا سيما مسألة الاستهلاك والتحولات السريعة بين الماضي والحاضر، غير أن لهجة هان أكثر ميلاً إلى هجاء الواقع بوضوح هو أكثر من كونه مناقشة للحالة، كما أنه يستهدف أحدث ظواهر السنوات العشرين الأخيرة، ومن بينها الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المثال.


يقوم جزء من منهج الكتاب على مناقشة آراء العديد من الفلاسفة والمفكرين والأدباء، غالباً في معرض تأكيد مقولاتهم وتعزيزها، فمنهم أفلاطون، وهيغل، وشوبنهاور، ونيتشه، وإدموند بيرك، ودريدا، وبودلير، وريلكه، وغادامر، ووالتر بنيامين، ورولان بارت، ومن اللافت مناقشته كلاً من كانط وأدورنو. إذ يقرر مع أدورنو احتواء الجمال على شيء من التصدع والسلبية، بما يجعله حياً من خلال التناقضات وحركتها، فالتجربة الجمالية صادمة وليست ممتعة، بل توقظ في المتلقي إحساسه بالمحدودية؛ ويعزز مع كانط دور الجمال في آلية الحركة المعرفية، وتمركز الذات في جوهرها الداخلي، بعيداً عن الحاجة المباشرة.


زرّ الإعجاب "لايك" والجمال:


يتخذ هان من فعل الإعجاب "لايك" على مواقع الإنترنت مدخلاً إلى تحليل عدد من القضايا، وإلى تقرير حقائق تفسـّر التناقض الكبير بين التعاطي قديماً مع الجمال، والتشويه الذي يتعرض إليه هذا المفهوم حديثاً. ففعل الإعجاب ليس سوى استجابة مباشرة لطوفان الصور والمعلومات، فالفن الملائم لعصر الإعجاب "لا يستدعي أي محاولة لتفسيره أو فك شفرته أو التفكير فيه… لا يستدعي أي حكم أو تفسير أو تأويل"، إنّ المعلومات تتسلل لتحصد الإعجاب بما تحتويه من سمات المباشرة والفورية.


وفي مقابل الجمال الطبيعي يكمن الجمال الرقمي، إنه حاضر وفوري ومتاح من دون أي مسافة تأملية، واستهلاكي بامتياز، كما هي صورة "السليفي" الصورة عن قرب، حيث "يغدو الوجه بلا أعماق أو طيات"، وينصرف الاهتمام إليه وحده من دون المحيط الذي يحيل إلى الفكر.


هان
الغموض سمة مركزية في الجمال الأصيل
ويقرر هان بأن السلبية ليست شراً مطلقاً، فلا بد من التوازن وتجاور الإيجابي والسلبي، لتحقيق فرصة الإنسان في جودة التلقي، فـ"السلبية هي القوة الدافعة للحياة، كما أنها تشكّل جوهر الجمال. إن الضعف والهشاشة والانكسار، كلها صفات متأصلة في الجمال". ويصرّ هان على ضرورة اقتران العمل الفني بإحداث صدمة وجرح وألم لدى المتلقي، غير أن ما يحصل الآن هو انتشار أعمال ناعمة ومألوفة وعادية تسعى إلى إرضاء الملتقي ليضغط زر الإعجاب.


وكذلك فإن الغموض سمة مركزية في الجمال الأصيل، ما يؤكده هان مراراً في كتابه الآخر "مجتمع الشفافية"؛ ويسهم غموض الشيء في إضفاء الروحانية عليه، وإتاحة مجال ومسافة بينه وبين المتلقي، كما هي الحال مع حاسة البصر، أما اللمس فهو يقوّض هذه الروحانية، وهذا ما تقوم به الشاشات المعاصرة، "إنّ الشاشة التي تعمل باللمس على نحو بالغ السلاسة تغدو موضعاً يستبعد الغموض ويفضي إلى الاستهلاك الكامل، وتقتصر فقط في إنتاجها على ما يثير إعجاب Like المرء".


ويتوجّب على الجمال بحسب هان أن يكون نتيجة "مسافة تأملية"، هذا المصطلح الذي حظي باهتمام فلاسفة كثر وفنانين في القرون القليلة الماضية، "إن الحكم الجمالي، يفترض وجود مسافة تأملية، غير أن الفن الناعم يلغي تلك المسافة"، و"حيث تنتفي أي مسافة تأملية بين الذات وموضوعها، تتحول العلاقة إلى علاقة استهلاك من الطراز الأول". وفي حديث مقارب لمفهوم المسافة التأملية، فإن هان يتحدث في كتابه "مجتمع الاحتراق النفسي" عن سمة عصرنا الحالي في الإفراط في الإيجابية، التي تُغرق المرء في حلقة مفرغة من الرغبة في المزيد من الإنجاز والجودة، وينجم عن ذلك الاكتئاب وأمراض أخرى، ويُبرز أهمية ممارسات التأمل الروحي، "وهذا التأمل هو عملية نشطة للغاية، وهذا يعني أنه لا يمكن أن يكون مفتقداً للفاعلية في جوهره"، حيث يعزل المرء نفسه عن الإيجابيات والسلبيات معاً، في حالة تهدف إلى وضع حد للتشبع المستمر بالإيجابي.


الاستهلاك عدوّ الجمال


يجد هان ضرورة للحديث حول الجميل والسامي، إن الجميل في عصرنا يأخذ بالابتعاد عن السامي، فهو لا يتمكن من أن يكون جزءاً أصيلاً فيه، نظراً لإغراق الشاشات في تطلّب الإيجابية وطوفان الجمال العادي والمتعة الفورية. ولعلّ المثل الأعلى يكون بمنأى عن المبالغات، فهو مثالي بطبيعته، إذ "يتجنّب المثل الأعلى للجمال أي شكل من أشكال الاستهلاك". أما القبيح، فكما أنه حظي باهتمام وآراء متشعبة قد تصل إلى حد التباين على مر العصور، فإن هان يقول إنّ "وجود أي نوع من القهر أو الضرورة يحرم الفعل من جماله"، وهذا يلتقي مع ما يذهب إليه في كتابه "طوبولوجيا العنف"، ويكمل في "خلاص الجمال" بقوله إنّ القبيح لم يعد منفراً وسلبياً ومرعباً، فقد تم تعديله كي "يفتقر تماماً إلى نظرة ميدوزا".


إن الاستهلاك يشكّل طرف عداوة مع مفهوم الجمال كما يجب أن يكون؛ فـ"المستهلك المثالي هو ذلك الشخص الفاقد للشخصية"، و"تتمثل أزمة الجمال اليوم بالتحديد في حقيقة أن الجمال أصبح مستنفداً في الغرض منه أو في قيمته الاستخدامية والاستهلاكية"، إنّ الفن "يخضع اليوم بالكامل لمنطق رأس المال، حرية الفن تخضع لحرية رأس المال".


لا بد للجمال بحسب هان وكثير ممن سبقه من الفلاسفة من أن يتسم بصفة الديمومة، غير أنها صفة لا تتحقق في عالمنا المعاصر، بل تتم محاربتها من خلال تحويل الزمن ليصبح في وعي المتلقي مكوناً مستهلَكاً هو الآخر، "إن ثقافة الاستهلاك تقضي على فكرة الامتداد الزمني"، فـ"الذكريات والديمومة لا يتوافقان مع الاستهلاك"، إذ إنّ تتابع المعلومات والأشكال والجمال الإبهاري الآني المتغير يجعل المتلقي في سرعة وانتقالات لحظية، مما يُفقده الاستقرار والالتفات إلى وعي الحاضر واستيعاب الذكريات، أو إمكانية التوقف جانباً والتأمل؛ فهناك دائماً جديد جذاب لمتابعته والانغماس به.


إننا نعيش الآن عصراً فريداً من حيث تسارع ثوراته التكنولوجية وتطوراته الرقمية، وفي مواجهة الخشية من تحول الإنسان إلى مجرد رقم أو آلة واندفاعه نحو الجمال المشوه والوجود المزيف، فإن الفلسفة هي محاولة جادة لإعادة الاعتبار لكل من الإحساس وعملية التفكير في شكلها الجوهري، لعلها تضع الحدود بين ما هو انسحاب وتطابق مع واقع الآلة، وما هو حقيقي في الإنسان.


خلاص الجمال: صدر الكتاب عن دار معنى للنشر والتوزيع، الرياض، ترجمة: بدر الدين مصطفى، عام: 2021 (صدرت الطبعة باللغة الألمانية عام 2015)


بيونغ شول هان: فيلسوف سويسري – ألماني من أصول كورية جنوبية، ولد في سيؤول عام 1959، أستاذ سابق في جامعة برلين للفنون، منظّر وباحث في الدراسات الثقافية. من كتبه باللغة العربية بترجمة الدكتور بدرالدين مصطفى: مجتمع الشفافية، مجتمع الاحتراق النفسي، معاناة إيروس، طوبولوجيا العنف، من داخل السرب: آفاق رقمية.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

لمقدمة:...

لمقدمة: يعد الاتصال الإداري متطلب حتمي وله دور مهم في عمل أي نظام، وذلك لأن فاعلية العملية...

الاستثمارات الأ...

الاستثمارات الأجنبية المباشرة (IDE) تمثل تدفقات رأس المال الدولي إلى البلد المضيف، وتسهم في تعزيز ال...

رياضة العقلهي ا...

رياضة العقلهي الرّياضة التي يكون المجهود فيها ذهنيّاً أكثر من كونه جسديّاً، وتختلف درجة حضور المجهود...

الحمدُ لله نزَّ...

الحمدُ لله نزَّل الذِّكرَ وحفظه على مَرِّ الأزمانِ،قيَّضَ له عُدولا يحمِلُونه في كلِّ عصرٍ وأوانٍ ، ...

ب -نظريات السلط...

ب -نظريات السلطة الوظيفية:في تأسيس المسؤولية الجزائية عن فعل الغير اتجه بعض فقهاء المدرسة الموضوعية ...

ارتقى الم ؤذن د...

ارتقى الم ؤذن درجات المئذنة العالية، ثم خرج �إلى �شرفتها الم�ستديرة، و�أخذ ي�شق ب�صوته الرخيم �سكون ...

تعلمنا في مادة ...

تعلمنا في مادة الأسس الفنية للكتابة والتعبير في الفصل السادس كتب المراسلات خصائص كتابة التقرير هي: ...

مفهومة يجب أن ي...

مفهومة يجب أن يكون التنقل في المستشفى سهلاً لأنه يقلل من التوتر والارتباك أثناء الزيارة الأولى. يساع...

تحديات التنمية ...

تحديات التنمية العربية تظهر مقارنة المنطقة العربية ككل والدول العربية فرادى بغيرها من المناطق...

احتاج تلخيص للم...

احتاج تلخيص للمعلومات التالية حول القصة الجزائرية : الفصل الأول في القصة الجزائرية يقول القاص الجزا...

النوادي الأدبية...

النوادي الأدبية التي ترعى النشاط الفكري والثقافي في المدن الكبيرة، وتعرف بالأدباء وإنتاجهم وتطوره. و...

. المحاسبة الاج...

. المحاسبة الاجتماعية (Social Accounting): يهدف هذا الفرع من المحاسبة إلى تحديد الأهداف والبرامج وال...