Lakhasly

الكثير من المعلومات والعديد من القرارات التاريخ الباطني للحمل المعرفي الزائد من أفضل الطلاب الذين حظيت بامتياز الالتقاء بهم ولدت في رومانيا الشيوعية، في ظل حكم نيكولاي تشاوتشيسكو القمعي والوحشي، تذكر جيداً صفوف الطعام الطويلة، كانت إيوانا مشرقة وفضولية، وتقرأ كل شيء وضعت يديها عليه. التي وصلت إليها حديثاً في أمريكا الشمالية، عندما حضرت الدورة التمهيدية في علم نفس التفكير والمنطق. ميزت نفسها منذ البداية عبر الإجابة عن الأسئلة المطروحة في الفصل، وإغراقي بالأسئلة خلال ساعاتي واقتراح تجارب جديدة باستمرار. صادفتها ذات يوم في مكتبة الكلية، ومن الواضح أنها في حالة ذهول. الآن. هل يوجد مشكلة في الشقة ؟» «لا، لكن اليوم هي المرة الرابعة لي في المكتبة. يوجد في أمريكا أكثر من خمسين نوعاً مختلفاً، أي نوع أحتاجه لصف علم الأحياء؟ وأي نوع للشعر ؟ هل أحتاج قلم تخطيط، خرطوشة، قابلا للمسح ؟ قلم حبر جافا بولبوينت، في كل يوم، سواء الذهاب بالباص أم مترو الأنفاق للعمل، ماذا نأكل، أين نتسوق. نشعر بارتباك إيوانــا عندما نسافر، ليس فقط إلى دول أخرى ولكن حتى إلى ولايات أخرى. وأحد مؤسسي مجالات نظرية التنظيم ومعالجة المعلومات. أراد سايمون كلمة لوصف عدم الحصول على أفضل خيار ولكن خيار جيد بما فيه الكفاية. بالنسبة للأشياء التي لا تهمنا بشكل حاسم، أنت لا تعرف حقاً ما إذا كان محل تنظيف الملابس الجاف هو الأفضل - أنت تعلم فقط أنه جيد بما فيه الكفاية. وهذا ما يساعدك في تدبير أمورك . ليس لديك الوقت لتجربة جميع محلات ويسود عندما لا نضيع الوقت في اتخاذ قرارات غير مهمة، أو بشكل أكثر دقة، عندما لا نضيع الوقت في محاولة إيجاد تحسينات لن تحدث فرقاً كبيراً في سعادتنا أو رضانا. جميعنا نشعر بالرضا في كل مرة نقوم فيها بتنظيف منازلنا. إذا نزلنا على الأرض بفرشاة أسنان كل يوم لتنظيف الرواسب، فسيكون المنزل نظيفاً تماماً. لكن القليل منا يبذل كل هذا الجهد حتى على أساس أسبوعي ( وعندما نفعل ذلك، بالنسبة لمعظمنا، ونصل إلى نوع من التوازن بين الجهد والمردود. أظهرت الأبحاث الحديثة في علم النفس الاجتماعي أن الأشخاص السعداء ليسوا أشخاصاً يملكون المزيد؛ بل هم أناس سعداء بما لديهم بالفعل. الأشخاص السعداء ينخرطون في الإرضاء طوال الوقت حتى لو كانوا لا يدركون ذلك. يمكن أن ينظر إلى وارن بافت على أنه راض إلى أبعد الحدود - واحد من أغنى الرجال في العالم، يعيش في أوماها، على بعد مبنى من الطريق السريع، في المنزل المتواضع نفسه الذي عاش فيه لمدة خمسين عاماً. أخبر ذات مرة أحد المحاورين الإذاعيين أنه على وجبات الإفطار خلال زيارته التي استمرت أسبوعاً إلى مدينة نيويورك، لكن بافيت لا يمارس هذا الرضا في إستراتيجياته الاستثمارية. يظل السعي قديم الطراز وراء التميز هو الإستراتيجية الصحيحة. بعمل جيد بما فيه الكفاية أو أن يبذل أفضل ما في وسعه؟ في بعض الأحيان تريد ما هو أكثر من بسكويت الأوريو والحليب. - يمكن أن يُعزى جزء من يأس تلميذتي الرومانية إلى صدمة ثقافية بفقدان ما هو مألوف والانغماس بما هو غير مألوف. لكنها ليست وحدها في هذا الأمر. شهد الجيل الماضي انفجاراً في الخيارات التي تواجه المستهلكين. في عام ١٩٧٦ ، اليوم، تضخم هذا العدد إلى ٤٠، ومع ذلك يحصل الشخص العادي على ٨٠% - ٨٥% من احتياجاته في ١٥٠ سلعة مختلفة في السوبر ماركت. هذا يعني أننا بحاجة إلى تجاهل ۳۹۸۵۰ سلعة في المتجر. وهذه فقط بالنسبة لمحلات السوبر ماركت، على الرغم من أن معظمنا لا يواجه مشكلة في ترتيب أهمية القرارات إذا طلب منا ذلك، لكن مجرد موقف مواجهة العديد من القرارات التافهة في الحياة اليومية أدى إلى إجهاد عصبي، يبدو الأمر كما لو أن أدمغتنا مهيأة لاتخاذ عدد معين من القرارات في اليوم وبمجرد أن نصل إلى هذا الحد، بغض النظر عن مدى أهميتها. يمكن تلخيص إحدى أكثر النتائج المفيدة في علم الأعصاب الحديث على النحو التالي: شبكة صنع القرار في دماغنا لا تحدد الأولويات. المجرات المليئة بالنجوم التي لم نتمكن من عدها، والازدحامات المرورية في سنغافورة والطقس على سطح المريخ. تلك المعلومات تنساب بشكل أسرع عبر أجهزة الحواسيب التي تصبح أكبر وأكبر وصولاً إلى متناول يد الجميع، والتي تحتوي على أجهزة تتمتع بقوة معالجة أكبر من وحدة التحكم في مهمة أبولو أحصى علماء المعلومات هذا كله : في عام ۲۰۱۱ ، تلقى الأمريكيون خمسة أضعاف كمية المعلومات التي كانوا يتلقونها في عام ۱۹۸٦ - أي ما يعادل ١٧٥ جريدة. خلال أوقات فراغنا، دون احتساب العمل، بما في ذلك أقراص DVD والتلفاز والكتب والمجلات والإنترنت. مجرد محاولة الاحتفاظ بوسائطنا وملفاتنا الإلكترونية منظمة قد يكون أمراً مربكاً. كل واحد منا لديه ما يعادل أكثر من نصف مليون كتاب مخزن على جهاز الحاسوب، ناهيك عن جميع المعلومات المخزنة في هواتفنا المحمولة أو في الشريط المغناطيسي الموجود على بطاقاتنا الائتمانية. ۰۰۰. ۰۰۰. ۰۰۰. ۰۰۰. جنباً إلى جنب، ولكن بتكلفة: يمكن أن نواجه مشكلة في فصل التافه عن المهم، وكل معالجة المعلومات هذه تجعلنا متعبين. الخلايا العصبية هي خلايا حية ذات أيض. نشعر بالإرهاق. أو كل تغريدة أو رسالة نصية تتلقاها من صديق تتنافس على المصادر في عقلك مع الأشياء المهمة مثل وضع مدخراتك في الأسهم أو السندات، أو المكان الذي تركت فيه جواز سفرك، أو أفضل طريقة للتصالح قدرت قدرة المعالجة للعقل الواعي بـ ۱۲۰ بت في الثانية. أو النافذة،

الكثير من المعلومات والعديد من القرارات التاريخ الباطني للحمل المعرفي الزائد

من أفضل الطلاب الذين حظيت بامتياز الالتقاء بهم ولدت في رومانيا الشيوعية، في ظل حكم نيكولاي تشاوتشيسكو القمعي والوحشي، على الرغم من انهيار نظامه عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها، تذكر جيداً صفوف الطعام الطويلة، والنقص والعوز الاقتصادي الذي استمر إلى ما بعد الإطاحة به. كانت إيوانا مشرقة وفضولية، وعلى الرغم من أنها لا تزال صغيرة، إلا أنها كانت تتمتع بالعلامات المميزة للباحث الحقيقي: عندما واجهت فكرة أو مشكلة علمية جديدة، كانت تنظر إليها من كل زاوية، وتقرأ كل شيء وضعت يديها عليه. التقيتها خلال الفصل الدراسي الأول لها في الجامعة، التي وصلت إليها حديثاً في أمريكا الشمالية، عندما حضرت الدورة التمهيدية في علم نفس التفكير والمنطق. على الرغم من أن الفصل ضم سبعمئة طالب، ميزت نفسها منذ البداية عبر الإجابة عن الأسئلة المطروحة في الفصل، وإغراقي بالأسئلة خلال ساعاتي

المكتبية، واقتراح تجارب جديدة باستمرار.

صادفتها ذات يوم في مكتبة الكلية، متجمدة في الممر مع أقلام الرصاص والحبر. كانت متكئة على الرف بهدوء، ومن الواضح أنها في حالة ذهول.

هل كل شيء بخير؟» سألتها.

يمكن أن يكون العيش في أمريكا أمراً مروعاً حقاً» قالت إيوانا.

مقارنة برومانيا السوفيتية ؟!»

كل شيء معقد للغاية. لقد بحثت عن شقة طلابية. للإيجار اليومي أو الشهري؟ مفروشة أو دون فرش ؟ في الطابق العلوي أم الطابق الأرضي؟ بسجاد

أو بأرضية خشبية ...»

«هل اتخذت قراراً؟»

«نعم، أخيراً! لكن يستحيل معرفة أيهما الأفضل. الآن...»

ضَعُفَ صوتها.

هل يوجد مشكلة في الشقة ؟»

«لا، الشقة جيدة، لكن اليوم هي المرة الرابعة لي في المكتبة. انظر ! صف كامل مليء بالأقلام. في رومانيا، كان لدينا ثلاثة أنواع من الأقلام، وفي كثير من الأحيان كان يوجد نقص – لا يوجد أقلام على الإطلاق. يوجد في أمريكا أكثر من خمسين نوعاً مختلفاً، أي نوع أحتاجه لصف علم الأحياء؟ وأي نوع للشعر ؟ هل أحتاج قلم تخطيط، حبرا، جل، خرطوشة، قابلا للمسح ؟ قلم حبر جافا بولبوينت، قلم حبر رفيع الرأس،

قلم حبر كروي الرأس رولربول ؟». لقد أمضيت ساعة كاملة هنا أقرأ الملصقات.

في كل يوم، نواجه عشرات القرارات التي نصنفها معظمها على أنها غير مهمة أو بارزة – سواء ارتداء جوربنا الأيسر أولاً أم الأيمن، سواء الذهاب بالباص أم مترو الأنفاق للعمل، ماذا نأكل، أين نتسوق. نشعر بارتباك إيوانــا عندما نسافر، ليس فقط إلى دول أخرى ولكن حتى إلى ولايات أخرى. المتاجر والمنتجات مختلفة، معظمنا تبنى إستراتيجية للتأقلم تسمى الإرضاء، وهو مصطلح صاغه هربرت سيمون الحائز على جائزة نوبل، وأحد مؤسسي مجالات نظرية التنظيم ومعالجة المعلومات. أراد سايمون كلمة لوصف عدم الحصول على أفضل خيار ولكن خيار جيد بما فيه الكفاية. بالنسبة للأشياء التي لا تهمنا بشكل حاسم، فإننا نختار خياراً يرضينا ويعتبر كافياً. أنت لا تعرف حقاً ما إذا كان محل تنظيف الملابس الجاف هو الأفضل - أنت تعلم فقط أنه جيد بما فيه الكفاية.

وهذا ما يساعدك في تدبير أمورك . ليس لديك الوقت لتجربة جميع محلات

تنظيف الملابس الجافة في دائرة نصف قطرها ٢٤ كتلة من منزلك. هل لدى Dean & DeLuca أفضل الوجبات الجاهزة للذواقة حقاً؟ لا يهم - إنه جيد بما فيه الكفاية الإرضاء هو أحد أسس السلوك البشري المنتج ؛ ويسود عندما لا نضيع الوقت في اتخاذ قرارات غير مهمة، أو بشكل أكثر دقة، عندما لا نضيع الوقت في محاولة إيجاد تحسينات لن تحدث فرقاً كبيراً في سعادتنا أو رضانا.

جميعنا نشعر بالرضا في كل مرة نقوم فيها بتنظيف منازلنا. إذا نزلنا على الأرض بفرشاة أسنان كل يوم لتنظيف الرواسب، وإذا قمنا بتنظيف النوافذ والجدران كل يوم، فسيكون المنزل نظيفاً تماماً. لكن القليل منا يبذل كل هذا الجهد حتى على أساس أسبوعي ( وعندما نفعل ذلك، من المحتمل أن يتم تصنيفنا على أنه الوسواس القهري). بالنسبة لمعظمنا، نقوم بتنظيف منازلنا حتى تصبح نظيفة إلى حد کاف، ونصل إلى نوع من التوازن بين الجهد والمردود. إن تحليل التكاليف والعائدات هو جوهر هذا الإرضاء كان سايمون أيضاً خبيراً اقتصادياً محترماً).

أظهرت الأبحاث الحديثة في علم النفس الاجتماعي أن الأشخاص السعداء ليسوا أشخاصاً يملكون المزيد؛ بل هم أناس سعداء بما لديهم بالفعل. الأشخاص السعداء ينخرطون في الإرضاء طوال الوقت حتى لو كانوا لا يدركون ذلك. يمكن أن ينظر إلى وارن بافت على أنه راض إلى أبعد الحدود - واحد من أغنى الرجال في العالم، يعيش في أوماها، على بعد مبنى من الطريق السريع، في المنزل المتواضع نفسه الذي عاش فيه لمدة خمسين عاماً. أخبر ذات مرة أحد المحاورين الإذاعيين أنه على وجبات الإفطار خلال زيارته التي استمرت أسبوعاً إلى مدينة نيويورك، اشترى لنفسه جالوناً من الحليب وعلبة من بسكويت أوريو. لكن بافيت لا يمارس هذا الرضا في إستراتيجياته الاستثمارية. إن الإرضاء هو أداة لعدم تضييع الوقت في أشياء لیست من أولوياتك القصوى. بالنسبة المساعيك ذات الأولوية العالية، يظل السعي قديم الطراز وراء التميز هو الإستراتيجية الصحيحة. هل تريد من طبيبك أو ميكانيكي طائراتك أو مخرج فيلم روائي طويل قيمته ۱۰۰ مليون دولار أن يقوم

بعمل جيد بما فيه الكفاية أو أن يبذل أفضل ما في وسعه؟ في بعض الأحيان تريد ما

هو أكثر من بسكويت الأوريو والحليب.

• يمكن أن يُعزى جزء من يأس تلميذتي الرومانية إلى صدمة ثقافية بفقدان ما هو مألوف والانغماس بما هو غير مألوف. لكنها ليست وحدها في هذا الأمر. شهد الجيل الماضي انفجاراً في الخيارات التي تواجه المستهلكين. في عام ١٩٧٦ ، كان متوسط مخزون السوبر ماركت ۹۰۰۰ منتج فريد؛ اليوم، تضخم هذا العدد إلى ٤٠،٠٠٠ ، ومع ذلك يحصل الشخص العادي على ٨٠% - ٨٥% من احتياجاته في ١٥٠ سلعة مختلفة في السوبر ماركت. هذا يعني أننا بحاجة إلى تجاهل ۳۹۸۵۰ سلعة في المتجر. وهذه فقط بالنسبة لمحلات السوبر ماركت، تشير التقديرات إلى وجود أكثر من مليون منتج في الولايات المتحدة اليوم بناءً على وحدات حفظ المخزون تلك الرموز الشريطية الصغيرة على الأشياء التي نشتريها).

هذا التجاهل كله واتخاذ القرار له ثمن اكتشف علماء الأعصاب أن عدم الإنتاجية وفقدان الدافع يمكن أن ينتج عن الحمل الزائد للقرار. على الرغم من أن معظمنا لا يواجه مشكلة في ترتيب أهمية القرارات إذا طلب منا ذلك، فإن أدمغتنا لا تفعل ذلك تلقائياً. أدركت إيوانا أن متابعة مسارها الدراسي كانت أكثر أهمية من أي قلم تشتريه، لكن مجرد موقف مواجهة العديد من القرارات التافهة في الحياة اليومية أدى إلى إجهاد عصبي، ولم يترك أية طاقة لاتخاذ القرارات المهمة. تظهر الأبحاث الحديثة أن الأشخاص الذين طلب منهم اتخاذ سلسلة من القرارات التي لا معنى لها من هذا النوع فقط على سبيل المثال، سواء الكتابة بقلم حبر جاف أو قلم فلوماستر (الماركر) - أظهروا تحكماً أقل في الانفعالات ونقصاً في الحكم على القرارات اللاحقة. يبدو الأمر كما لو أن أدمغتنا مهيأة لاتخاذ عدد معين من القرارات في اليوم وبمجرد أن نصل إلى هذا الحد، لا يمكننا اتخاذ المزيد، بغض النظر عن مدى أهميتها. يمكن تلخيص إحدى أكثر النتائج المفيدة في علم الأعصاب الحديث على

النحو التالي: شبكة صنع القرار في دماغنا لا تحدد الأولويات.

اليوم نواجه كمية غير مسبوقة من المعلومات، وكل واحد منا يولد معلومات أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية. كما لاحظ عالم شركة بوينج السابق لصناعة الطائرات والكاتب في صحيفة نيويورك تايمز دينيس أو فرباي أن هذا التدفق للمعلومات يحتوي على الكثير من المعلومات حول حياتنا - أين نتسوق وماذا نشتري، في الواقع، أين نحن الآن - الاقتصاد، وجينــات عــدد لا يُحصى من الكائنات الحية التي لا يمكننا تسميتها حتى الآن، المجرات المليئة بالنجوم التي لم نتمكن من عدها، والازدحامات المرورية في سنغافورة والطقس على سطح المريخ. تلك المعلومات تنساب بشكل أسرع عبر أجهزة الحواسيب التي تصبح أكبر وأكبر وصولاً إلى متناول يد الجميع، والتي تحتوي على أجهزة تتمتع بقوة معالجة أكبر من وحدة التحكم في مهمة أبولو أحصى علماء المعلومات هذا كله : في عام ۲۰۱۱ ، تلقى الأمريكيون خمسة أضعاف كمية المعلومات التي كانوا يتلقونها في عام ۱۹۸٦ - أي ما يعادل ١٧٥ جريدة. خلال أوقات فراغنا، دون احتساب العمل، يعالج كل منا ٣٤ جيجا بايت أو ١٠٠٠٠٠ كلمة يومياً. محطات التلفاز العالمية البالغ عددها ٢١٢٧٤ تُنتج ۸۵۰۰۰ ساعة من البرامج الجديدة كل يوم حيث نشاهد ما معدله ٥ ساعات من التلفاز يومياً، أي ما يعادل ۲۰ جيجا بايت من الصور الصوتية والمرئية. هذا لا يشمل موقع YouTube ، الذي يقوم بتحميل ٦٠٠٠ ساعة من الفيديو كل ساعة. وألعاب الحاسوب ؟ إنها تستهلك وحدات بايت أكثر من جميع الوسائط الأخرى مجتمعة، بما في ذلك أقراص DVD والتلفاز والكتب والمجلات والإنترنت.

مجرد محاولة الاحتفاظ بوسائطنا وملفاتنا الإلكترونية منظمة قد يكون أمراً مربكاً. كل واحد منا لديه ما يعادل أكثر من نصف مليون كتاب مخزن على جهاز الحاسوب، ناهيك عن جميع المعلومات المخزنة في هواتفنا المحمولة أو في الشريط المغناطيسي الموجود على بطاقاتنا الائتمانية. لقد أنشأنا عالماً يحتوي على ٣٠٠ إكسابايت (۳۰۰.۰۰۰.۰۰۰.۰۰۰.۰۰۰.۰۰۰.۰۰۰ جزء من المعلومات من صنع الإنسان. إذا تمت كتابة كل جزء من هذه المعلومات على بطاقة فهرس قياسها ٣ ٠ ٥ ثم نشرت

جنباً إلى جنب، فإن حصة شخص فقط - حصتك من هذه المعلومات - ستغطي كل بوصة مربعة من ولايتي ماساتشوستس وكونيتيكت الأمريكيتين مجتمعتين.

تمتلك أدمغتنا القدرة على معالجة المعلومات التي نتلقاها، ولكن بتكلفة: يمكن أن نواجه مشكلة في فصل التافه عن المهم، وكل معالجة المعلومات هذه تجعلنا متعبين. الخلايا العصبية هي خلايا حية ذات أيض. يحتاج إلى الأكسجين والجلوكوز للبقاء على قيد الحياة وعندما يعمل بجد، نشعر بالإرهاق. كل تحديث للحالة تقرأه على فيسبوك، أو كل تغريدة أو رسالة نصية تتلقاها من صديق تتنافس على المصادر في عقلك مع الأشياء المهمة مثل وضع مدخراتك في الأسهم أو السندات، أو المكان الذي تركت فيه جواز سفرك، أو أفضل طريقة للتصالح

مع صديق مقرب تشاجرت معه. قدرت قدرة المعالجة للعقل الواعي بـ ۱۲۰ بت في الثانية. هذا النطاق الترددي، أو النافذة، هو الحد الأقصى لسرعة حركة المعلومات التي يمكننا الانتباه إليها في المرة الواحدة. في حين أن الكثير يحدث تحت عتبة وعينا، وهذا له تأثير على ما نشعر به وكيف ستكون حياتنا، لكي يصبح الشيء مشفراً كجزء من

تجربتك، من الضروري إعارته الانتباه الواعي.

ماذا يعني تقييد النطاق الترددي؟ - حد سرعة المعلومات - من حيث تفاعلاتنا مع الآخرين؟ لفهم شخص ما يتحدث إلينا، نحتاج إلى معالجة ٦٠ بتاً من المعلومات في الثانية. مع حد معالجة يبلغ ۱۲۰ بتا في الثانية، هذا يعني أنه لا يكاد يمكنك فهم شخصين يتحدثان إليك في الوقت نفسه. في معظم الظروف، لن تكون قادراً على فهم ثلاثة أشخاص يتحدثون في الوقت نفسه. نحن محاطون على هذا الكوكب بمليارات من البشر، لكننا لا نستطيع فهم شخصين في كل مرة على الأكثر ! لا عجب أن العالم مليء بهذا القدر من سوء الفهم.