Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

قال تعالى: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ )
1 - مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إلى صراط الجَحِيمِ} [الصافات: ۲۲ - ۲۳] . ويشكر من دونه. فلا يغمط حقا، ولا يؤذي مخلوقا، قال تعالى: {من عمل صالِحًا من ذكر أو أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاهُ طيبة) [النحل: ۹۷] وفي الآخرة
ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم [الصف: ١٢]. أما من عاش في هذه الحياة عيشة شبيهة بحياة البهائم، فلا يعرف ربه، ولا يدري ما ا غايته؟ ولا يعلم أين مصيره؟ بل غايته أن يأكل ويشرب وينام . فأي فرق بينه وبين سائر الحيوانات؟ بل هو أضل منها، ٤٤١
۱۰ - أنه يخلد في العذاب ذلك أن الكافر ينتقل من عذاب إلى عذاب، قال تعالى مخبرا عن آل فرعون النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا عُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ )
غافر : ٤٦] ثم إذا كان يوم القيامة وبعثت الخلائق، وعرضت الأعمال، ورأى الكافر أن الله قد أحصى عليه جميع أعماله في ذلك الكتاب الذي قال الله عنه: {وَوُضِعَ الكِتابُ فَتَرَى المُجْرِمِينَ مُسْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يُغَادِرُ صَغِيرَهُ وَلَا كَبيرة 1 إلا أحصاها} [الكهف: ٤٩] هناك يود الكافر لو كان ترابا: يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ) وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنت تُرَابًا} [النبأ: ٤٠]. ولشدة هول الموقف فإن الإنسان لو كان يملك جميع ما في الأرض لافتدى به من عذاب | ا ذلك اليوم، قال تعالى: {وَلَوْ أن للذين ظلموا ما في الأرض جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لأَفتَدَوْا بِهِ} [الزمر: ٤٧] وقال تعالى: {يَوَدُّ المُجْرِمُ لَوْ يَقْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِيذٍ بِبَنِيهِ - وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ا - وفصيلته التي تؤويه - وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنحِيهِ} [المعارج ١١ - ١٤]. ولأن تلك الدار دار جزاء وليست دار أماني فلا بد أن يلقى الإنسان جزاء عمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، وقد نوع الله ) على أهلها أصناف العذاب ليذوقوا وبال أمرهم، فقال تعالى: هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا
المُجْرِمُونَ - يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ أن} [الرحمن: ٤٣ - ٤٤] وقال مخبرا عن شرابهم وملابسهم: فَالذِينَ كَفَرُوا قطعت لهم ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقَ رُءُوسِهِمُ الحَمِيمُ . يُصْهر به ما فِي بُطُونِهم والجُلُودُ - ولهم مقامع من حديد} [الحج: ۱۹ - ۲۱]. المطلب الخامس: الخاتمة (الموت)
قال تعالى: أولا يذكر الإنسان أنا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا [مريم: ٦٧] ثم خلقك الله من نطفة، فجعلك سميعا بصيرا، قال تعالى: {هَلْ أتى على الإنسان حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مذكورًا - إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا | بصيرا} [الإنسان: ۱ - ۲ ثم تدرجت من ضعف إلى قوة، ومردك إلى ضعف، قال تعالى: الله الذي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفَ قُوَّهُ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَة
95
50
الثقافة الإسلامية
الدكتور / مطلق المرشاد |
لا تستطيع أن تدفع عن نفسك الضر، 1 ولا تجلب لنفسك النفع إلا باستعانتك على ذلك بنعم الله عليك من الحول والقوة والقوت ا وأنت فقير محتاج من حيث الفطرة، فكم هناك من شيء تحتاج إليه لاستبقاء حياتك ليس في متناول يدك، وتسلبه أخرى، يضرك ويخيب أمالك، ويضيع جهودك ويجلب لك المحن والآفات، وتريد دفعه عن نفسك فتدفعه مرة وتعجز أخرى. النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاء إلى الله واللهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ [فاطر: ١٥] . ا يعترضك فيروس ضعيف لا تراه العين المجردة، فيرديك صريع المرض، فمرة يصيب الدواء، وتارة يعجز
وصدق الله | حيث يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرب مثل فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا
ا دُبَابًا ولو اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الدُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِدُوهُ مِنْهُ ضَعُف الطالب والمطلوب [الحج: ۷۳] فإذا كنت لا تستطيع استنقاذ ما سلبك الذباب فماذا تملك من أمرك ؟ :
وقلبك بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبه كيف يشاء . ا وحياتك وموتك بيده، وسعادتك وشقاوتك بيده، بل أنت مضطر إليه على مدى الأنفاس ظاهرا وباطنا، تتبغض إليه بالمعاصي والكفر مع شدة الضرورة إليه من كل وجه، قد اتخذته نسيا ومردك إليه ومرجعك وموقفك بين يديه "١٠٢. ا يا أيها الإنسان نظرا لضعفك وعجزك عن تحمل تبعات ذنوبك: يُريدُ اللهُ أَن يُخَفَّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإنسان ضعيفًا} [النساء: ۲۸] أرسل الله الرسل، وشرع | الشرائع، ونصب أمامك الطريق المستقيم، وتتخذ الشيطان وليا من دون الله، وتجادل بالباطل وكان الإنسان أكثر شَيْءٍ جدلا} [الكهف: ٥٤] أنستك نعم الله التي تتقلب فيها بدايتك ونهايتك أولا تذكر أنك خلقت ا من نطفة؟ ومردك إلى حفرة، ومبعثك إلى جنة أو نار، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنا خَلَقْنَاهُ من نطفة فإذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ - وضرب لنا مثلا ولسي خلقه قالَ مَنْ يُحْيِي العظام وَهِيَ رَمِيمٌ - قُلْ يُحْييها الذي أنشأها أول مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلَقَ عَلِيمٌ} [يس: ۷۷ - ۷۹] قال تعالى {يَا أَيُّهَا الإنسان ما غرك بربك الكريم - الذي خلقك فسواك فعدلك - في أي صورة )
ما شاء ركبك} [الانفطار : ٦ - ٨]. ا يا أيها الإنسان لماذا تحرم نفسك لذة الوقوف بين يدي الله تناجيه ليغنيك من فقر، ويغفر ذنبك، ويكشف ضرك، ويدلك إن تحيرت وضللت، ويعلمك ما جهلت، ويؤمنك إذا خفت، ويرحمك حال ضعفك، ويرد . يا أيها الإنسان إن أعظم نعمة أنعم الله بها على الإنسان - بعد نعمة الدين - هي نعمة العقل، ليميز به بين ما ينفعه وما يضره، وليعقل عن الله أمره ونهيه، قال تعالى: {وَما يكُم مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا |
يا أيها الإنسان إن الإنسان العاقل يحب معالي الأمور، ويود أن يقتدي بكل صالح وكريم من الأنبياء والصالحين، وتتطلع نفسه إلى أن يلحق بهم وإن لم يدركهم، والصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رفيقا) [النساء: ٦٩]. يا أيها الإنسان إنما أعظك بأن تخلو بنفسك، وقد وعظ الله الكفار بهذا وندبهم . ا مِنْ حِنَّةٍ إن هو إلا نَذِيرٌ لكم بين يدي عَذاب شديد [سيا: ٤٦] . يا أيها الإنسان إنك حينما تسلم لن تخسر شيئا، قال تعالى: وَمَادًا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عَلِيمًا} [النساء: ۳۹] قال ابن كثير رحمه الله: " وأي شيء يضرهم لو آمنوا بالله وسلكوا الطريق الحميدة، وبمن يستحق الخذلان والطرد عن جنابه الأعظم الإلهي الذي من طرد عن بابه فقد خاب وخسر في الدنيا والآخرة " ١٠ إن إسلامك لن يحول بينك وبين أي شيء تريد عمله أو تناوله مما أحله الله لك، بل
إن الله يأجرك على كل عمل تعمله تبتغي به وجه الله، في مالك أو جاهك أو شرفك،


Original text

إلى النار، وبئس القرار، قال تعالى: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ )


1 - مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إلى صراط الجَحِيمِ} [الصافات: ۲۲ - ۲۳] .





أنه يعيش كافرا بربه جاحدا لنعمه فإن الله أوجده من عدم، وأسبغ عليه جميع النعم،


فكيف يعبد غيره، ويوالي سواه، ويشكر من دونه. وأي جحود أعظم من هذا؟ وأي


ا نكران أشنع من هذا ؟



  • أنه يحرم الحياة الحقيقية ذلك أن الإنسان الجدير بالحياة هو الذي أمن بربه، وعرف


غايته، وتبين مصيره، وأيقن بمبعثه، فعرف لكل ذي حق حقه، فلا يغمط حقا، ولا يؤذي مخلوقا، فعاش عيشة السعداء، ونال الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {من عمل صالِحًا من ذكر أو أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاهُ طيبة) [النحل: ۹۷] وفي الآخرة


ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم [الصف: ١٢]. أما من عاش في هذه الحياة عيشة شبيهة بحياة البهائم، فلا يعرف ربه، ولا يدري ما ا غايته؟ ولا يعلم أين مصيره؟ بل غايته أن يأكل ويشرب وينام . فأي فرق بينه وبين سائر الحيوانات؟ بل هو أضل منها، قال جل ثناؤه: ولقد ذرانا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا : أُولئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ) [الأعراف: ۱۷۹] وقال عز من قائل: (أم تَحْسَبُ أَنْ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُم إلا كالأنعام بلْ هُمْ أَضَلُّ سَبيلا [الفرقان:


[٤٤١


۱۰ - أنه يخلد في العذاب ذلك أن الكافر ينتقل من عذاب إلى عذاب، فهو يخرج من 1 الدنيا - وقد تجرع غصصها ومصائبها - إلى الدار الآخرة، وفي أول مرحلة منها تنزل به ملائكة الموت تسبقها ملائكة العذاب لتذيقه من العذاب ما يستحقه، قال تعالى: {ولو تَرَى إِذ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا المَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ [الأنفال: ٥٠ ثم إذا خرجت روحه ونزل في قبره لقي من العذاب أشده، قال تعالى مخبرا عن آل فرعون النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا عُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ )


[غافر : ٤٦] ثم إذا كان يوم القيامة وبعثت الخلائق، وعرضت الأعمال، ورأى الكافر أن الله قد أحصى عليه جميع أعماله في ذلك الكتاب الذي قال الله عنه: {وَوُضِعَ الكِتابُ فَتَرَى المُجْرِمِينَ مُسْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يُغَادِرُ صَغِيرَهُ وَلَا كَبيرة 1 إلا أحصاها} [الكهف: ٤٩] هناك يود الكافر لو كان ترابا: يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ) وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنت تُرَابًا} [النبأ: ٤٠]. ولشدة هول الموقف فإن الإنسان لو كان يملك جميع ما في الأرض لافتدى به من عذاب | ا ذلك اليوم، قال تعالى: {وَلَوْ أن للذين ظلموا ما في الأرض جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لأَفتَدَوْا بِهِ} [الزمر: ٤٧] وقال تعالى: {يَوَدُّ المُجْرِمُ لَوْ يَقْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِيذٍ بِبَنِيهِ - وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ا - وفصيلته التي تؤويه - وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنحِيهِ} [المعارج ١١ - ١٤]. ولأن تلك الدار دار جزاء وليست دار أماني فلا بد أن يلقى الإنسان جزاء عمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، وشر ما يلقى الكافر في الدار الآخرة عذاب النار، وقد نوع الله ) على أهلها أصناف العذاب ليذوقوا وبال أمرهم، فقال تعالى: هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا


المُجْرِمُونَ - يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ أن} [الرحمن: ٤٣ - ٤٤] وقال مخبرا عن شرابهم وملابسهم: فَالذِينَ كَفَرُوا قطعت لهم ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقَ رُءُوسِهِمُ الحَمِيمُ . يُصْهر به ما فِي بُطُونِهم والجُلُودُ - ولهم مقامع من حديد} [الحج: ۱۹ - ۲۱].


المطلب الخامس: الخاتمة (الموت)


الخاتمة يا أيها الإنسان


ا كنت عدما محضا، قال تعالى: أولا يذكر الإنسان أنا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا [مريم: ٦٧] ثم خلقك الله من نطفة، فجعلك سميعا بصيرا، قال تعالى: {هَلْ أتى على الإنسان حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مذكورًا - إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا | بصيرا} [الإنسان: ۱ - ۲ ثم تدرجت من ضعف إلى قوة، ومردك إلى ضعف، قال تعالى: الله الذي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفَ قُوَّهُ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَة


يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ القَدِيرُ} [الروم: ٥٤] ثم النهاية التي لا شك فيها الموت.


95


الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا luk |


50


الثقافة الإسلامية


الدكتور / مطلق المرشاد |


وأنت في تلك المراحل تنتقل من ضعف إلى ضعف، لا تستطيع أن تدفع عن نفسك الضر، 1 ولا تجلب لنفسك النفع إلا باستعانتك على ذلك بنعم الله عليك من الحول والقوة والقوت ا وأنت فقير محتاج من حيث الفطرة، فكم هناك من شيء تحتاج إليه لاستبقاء حياتك ليس في متناول يدك، وقد تناله مرة، وتسلبه أخرى، وكم هناك من أشياء تنفعك وتريد الحصول | عليها، وقد تفوز بها مرة ولا تظفر بها أخرى، وكم من شيء


يضرك ويخيب أمالك، ويضيع جهودك ويجلب لك المحن والآفات، وتريد دفعه عن نفسك فتدفعه مرة وتعجز أخرى.. ألم تستشعر فقرك وحاجتك إلى الله؟ والله يقول: يا أَيُّهَا


النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاء إلى الله واللهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ [فاطر: ١٥] . ا يعترضك فيروس ضعيف لا تراه العين المجردة، فيرديك صريع المرض، فلا تستطيع | دفعه، وتذهب إلى إنسان ضعيف مثلك ليعالجك، فمرة يصيب الدواء، وتارة يعجز


الطبيب، فتعم الحيرة المريض والطبيب.


ألا ما أضعفك يا ابن آدم لو سلبك الذباب شيئا ما استطعت استعادته منه، وصدق الله | حيث يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرب مثل فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا


ا دُبَابًا ولو اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الدُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِدُوهُ مِنْهُ ضَعُف الطالب والمطلوب [الحج: ۷۳] فإذا كنت لا تستطيع استنقاذ ما سلبك الذباب فماذا تملك من أمرك ؟ :


ناصيتك بيد الله، ونفسك بيده، وقلبك بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبه كيف يشاء .


ا وحياتك وموتك بيده، وسعادتك وشقاوتك بيده، وحركاتك وسكناتك وأقوالك بإذن الله )


ومشيئته، فلا تتحرك إلا بإذنه ولا تفعل إلا بمشيئته، إن وكلك إلى نفسك وكلك إلى عجز وضعف وتفريط وذنب وخطيئة، وإن وكلك إلى غيرك، وكلك


إلى من لا يملك لك ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، فلا غنى لك عنه طرفة عين، بل أنت مضطر إليه على مدى الأنفاس ظاهرا وباطنا، يسبغ عليك النعم، وأنت
تتبغض إليه بالمعاصي والكفر مع شدة الضرورة إليه من كل وجه، قد اتخذته نسيا ومردك إليه ومرجعك وموقفك بين يديه "١٠٢. ا يا أيها الإنسان نظرا لضعفك وعجزك عن تحمل تبعات ذنوبك: يُريدُ اللهُ أَن يُخَفَّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإنسان ضعيفًا} [النساء: ۲۸] أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، وشرع | الشرائع، ونصب أمامك الطريق المستقيم، وأقام البينات والحجج والشواهد والبراهين ا حتى جعل لك في كل شيء أية دالة على وحدانيته وربوبيته وألوهيته، وأنت تدفع الحق بالباطل، وتتخذ الشيطان وليا من دون الله، وتجادل بالباطل وكان الإنسان أكثر شَيْءٍ جدلا} [الكهف: ٥٤] أنستك نعم الله التي تتقلب فيها بدايتك ونهايتك أولا تذكر أنك خلقت ا من نطفة؟ ومردك إلى حفرة، ومبعثك إلى جنة أو نار، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنا خَلَقْنَاهُ من نطفة فإذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ - وضرب لنا مثلا ولسي خلقه قالَ مَنْ يُحْيِي العظام وَهِيَ رَمِيمٌ - قُلْ يُحْييها الذي أنشأها أول مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلَقَ عَلِيمٌ} [يس: ۷۷ - ۷۹] قال تعالى {يَا أَيُّهَا الإنسان ما غرك بربك الكريم - الذي خلقك فسواك فعدلك - في أي صورة )


ما شاء ركبك} [الانفطار : ٦ - ٨].


ا يا أيها الإنسان لماذا تحرم نفسك لذة الوقوف بين يدي الله تناجيه ليغنيك من فقر، ويشفيك من مرض، ويفرج كربتك، ويغفر ذنبك، ويكشف ضرك، وينصرك إن ظلمت، ويدلك إن تحيرت وضللت، ويعلمك ما جهلت، ويؤمنك إذا خفت، ويرحمك حال ضعفك، ويرد .


ا عنك أعداءك، ويجلب لك رزقك ... يا أيها الإنسان إن أعظم نعمة أنعم الله بها على الإنسان - بعد نعمة الدين - هي نعمة العقل، ليميز به بين ما ينفعه وما يضره، وليعقل عن الله أمره ونهيه، وليعرف به أعظم غاية وهي عبودية الله وحده لا شريك له، قال تعالى: {وَما يكُم مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا |


مسكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْارُونَ - ثُمَّ إذا كشف الضر عنكم إذا فريق مِنكُمْ يُرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ


[النحل: ٥٣ - ٥٤].


يا أيها الإنسان إن الإنسان العاقل يحب معالي الأمور، ويكره سفاسفها، ويود أن يقتدي بكل صالح وكريم من الأنبياء والصالحين، وتتطلع نفسه إلى أن يلحق بهم وإن لم يدركهم، والسبيل إلى ذلك هو ما أرشد إليه سبحانه بقوله: {إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهُ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ .


الله} [آل عمران: ۳۱]


وإذا امتثل ذلك الحقه الله بالأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين، قال تعالى: {وَمَن يُطِيع الله وَالرَّسُولَ فأولئك مع الذين أنعم اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبيِّينَ وَالصَّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء


والصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رفيقا) [النساء: ٦٩].


يا أيها الإنسان إنما أعظك بأن تخلو بنفسك، ثم تتأمل ما جاءك من الحق، فتنظر في أدلته وتتدبر براهينه، فإن رأيته حقا فهلم إلى اتباعه، ولا تكن أسير الإلف والعادة، واعلم أن | نفسك اعز عليك من أقرانك وأترابك وميراث أجدادك، وقد وعظ الله الكفار بهذا وندبهم . إليه فقال سبحانه: {إِنَّمَا أَعِظُكُمْ يواحِدَةٍ أن تَقُومُوا الله مثنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا يُصَاحِبَكُمْ


ا مِنْ حِنَّةٍ إن هو إلا نَذِيرٌ لكم بين يدي عَذاب شديد [سيا: ٤٦] .


يا أيها الإنسان إنك حينما تسلم لن تخسر شيئا، قال تعالى: وَمَادًا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عَلِيمًا} [النساء: ۳۹] قال ابن كثير رحمه الله: " وأي شيء يضرهم لو آمنوا بالله وسلكوا الطريق الحميدة، وآمنوا بالله رجاء موعوده في الدار الآخرة لمن يحسن عمله، وأنفقوا مما رزقهم الله في الوجوه التي يحبها الله ويرضاها، وهو عليم بنياتهم الصالحة والفاسدة، وعليم بمن يستحق التوفيق منهم فيوفقه ويلهمه رشده، ويقيضه لعمل صالح يرضى به عنه، وبمن يستحق الخذلان والطرد عن جنابه الأعظم الإلهي الذي من طرد عن بابه فقد خاب وخسر في الدنيا والآخرة " ١٠ إن إسلامك لن يحول بينك وبين أي شيء تريد عمله أو تناوله مما أحله الله لك، بل
إن الله يأجرك على كل عمل تعمله تبتغي به وجه الله، وإن كان مما يصلح دنياك ويزيد . في مالك أو جاهك أو شرفك، بل حتى ما تتناوله من المباحات إذا احتسبت أن تكتفي بالحلال عن الحرام، فلك فيه أجر، قال صلى الله عليه وسلم: «وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في


حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر » ١٠٥ . ا يا أيها الإنسان إن الرسل جاءوا بالحق، وبلغوا مراد الله، والإنسان محتاج إلى معرفة شرع الله، ليسير في هذه الحياة على بصيرة، وليكون في الآخرة من الفائزين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بالحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهِ مَا ) في السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: ۱۷۰] وقال عز شأنه قُلْ يَا أيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَن اهتدى فإنَّما يهتدي لنفسه وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ


عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ يوكيل) [يونس: ۱۰۸] (٤) . يا أيها الإنسان إنك إن أسلمت لن تنفع إلا نفسك، وإن كفرت لن تضر إلا نفسك، إن الله غني عن عباده، فلا تضره معصية العاصين، ولا تنفعه طاعة الطائعين، فلن يعصى إلا | بعلمه، ولن يطاع إلا بإذنه، وقد قال الله كما أخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي ا شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني


فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أو فيكم إياها؛ فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن


ا وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ١٠٦ . والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

الرسم لبياني ال...

الرسم لبياني التالي عبارة عن مخطط موجز لتاريخ رسم خرائط الجريمة, رسم الخرائط في حد ذاته له تاريخ طوي...

Epiphyse: ou gl...

Epiphyse: ou glande pinéale secrète une neurohormone la mélatonine pendant la période nocturne. la ...

ﻄﺎق ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺎم ...

ﻄﺎق ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺎم اﻟﻌﻤﻞ اﻷﺷﺨﺎص اﳋﺎﺿﻌﻮن ﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﻤﻞ. واﻟﺴﺎدﺳﺔ ﺗﺺ اﳌﺎدة اﳋﺎﻣﺴﺔ ﻣ ﻈﺎم اﻟﻌﻤﻞ :أﺣﻜﺎم ﺬا اﻟﻈﺎ...

التعليق على الد...

التعليق على الدراسات من خلال ما تم عرضه من دراسات سابقة ومشابهة ارتأت الباحثة إلى محاولة مناقشتها م...

تحسين تجربة الم...

تحسين تجربة المستخدم: كيف يمكن تحسين عملية تصفح المنتجات على الموقع؟ هل من الممكن إضافة المزيد من ا...

إن المتأمل لأحو...

إن المتأمل لأحوال كثيرٍ من الناس في هذه الدنيا يرى العجب العجاب، يرى الهموم، يرى الغموم، يرى الأحزان...

Several mangrov...

Several mangrove swamps are present around the coast, particularly in Abu Dhabi and Umm al Quwain wh...

تم اختيار موضوع...

تم اختيار موضوع مبادرة المملكة العربية السعودية في صناعة الابتكار بسبب أهميتها الكبيرة في تعزيز التق...

قد تفيد المعالج...

قد تفيد المعالجة الجراحيَّة عند فشل العلاجات الأخرى في تخفيف شدَّة الألم أو في تحسين الوظيفة.يمكن اس...

المطلب الثاني: ...

المطلب الثاني: خطوات التسويق الإستراتيجي كما رأينا في الفصلين السابقين تبين أن النشاط التسويقي يقوم...

التقويم هو العن...

التقويم هو العنصر الرابع من مكونات المنهج وهو يلعب دور هاما بالنسبة للمنهج وما يتضمنه من جوانب أساسي...

The performers ...

The performers were from different countries, but the majority were from Bahrain. Many famous person...