Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (29%)

وقد تناولها الدكتور عبد الله بوخلخال بالدرس المتأني العميق في رسالته " التعبير الزمني عند النحاة العرب"(1)أما من حيث ملاحظة الفروق النسبية للزمن ، فمنها ما يسبق هذا الماضي ومنها ما يليه. وكذاك المستقبل وأحداثه حين يقارن بعضها ببعض ، فهناك أحداث مستقبلية يمكن أن تكون قبلها أحداث ، ويمكن أن تكون بعدها أحداث وكلها في الزمن المستقبل. وهكذا تقسم فسحتا الماضي والمستقبل الطويلتان إلى أزمنة فرعية. نظاما يقابل بين الماضي والمستقبل، ومن ناحية أخرى، فإن كلا من الماضي والمستقبل يمكن أخذهما
بحيث يكون لكليهما ماضيه ومستقبله . (4) فيوجد إذا زمن ماضي الماضي، أي: " ماضي سابق، الماضي
ماضي لاحق
الحاضر
مستقبل سابق
المستقبل
مستقبل لاحق
وكثير من فروض الفصيلة الهندية الأوربية. فيسوق الأمثلة التالية: نسردها للمقارنةكما وردت في كتابه: من أسرار اللغة (1)
Agreed to all the had done قبل الماضي
لقد وافقت على كل ما قام به من عمل قدمت الموافقة في الزمن الماضي على أحداث تمت قبله)
I visited London with my father الماضي (1
5) المستقبل: سأذهب معك I shall go with you
we shall not yet have dined, وفي تعقيبه على هذه الأمثلة يرى الدكتور إبراهيم أنيس أن الإنجليزية قد استعانت ببعض التراكيب
ولكن اللاتينية قد اتخذت صيغة فعلية معينة لكل زمن من تلك الأزمنة وسنرى ذلك مع اللغة
ومن(2) قبل المستقبل : (المستقبل السابق الصيغ المستعملة للإحالة على زمانه سيرحل بعدما يغني
الفعلان في المستقبل لكن الغناء Futur antérieur : dès qu'il aura chanté il partira
3) المستقبل: (البسيط الصيغ الصرفية المستعملة للإحالة على زمانه
il chantera سيغني غدا
3) بعد المستقبل: (المستقبل اللاحق)
ولعل هذه الصيغ المتعددة والتي توظف للإحالة على الفروق النسبية الفرعية للزمن في الفرنسية بهذه
الكثرة والغاية في الدقة وعدم مقابلتها بنفس الكيفية في عدد الصيغ التصريفية وتقابلها) واختلاف
لعل هذا كله ما دفع بهنري فلايش إلى القول بأنه لا يوجد في
اللغة العربية - وهو ينظر إلى بناء الفعل - إلا زمانين التام وغير التام (1). فهو القائل: "ولا شك أن
الدارس الذي تعود سلوك الفعل في الفرنسية يتيه أمام وضع الفعل العربي - ففي الفرنسية أزمنة كثيرة
هذه الأزمنة تحصر على وجه التحديد حدوث هذا الخط المثالي : خط الزمن، Futur dans le passé والمستقبل في الماضي ، Futur والمستقبل ، وجميع طوائف الماضي مثل الماضي الناقص Imparfait
والماضي المركب Passe composé والماضي الأسبق التام Passéantérieur، والماضي الأسبق الناقص Plus que parfait إلى أن يقول : "أما العربية فإن تصريفها لا يحتوي سوى "زمنين" و "كلمة زمن" "Temps" كلمة ينبغي استعمالها (مع المبادرة بتصحيح هذا الاستعمال لأن العربية تحتوي من ناحية أخرى على الكثير من الصيغ المتفرعة (أو على وجه التحديد أربع عشرة صيغة بالنسبة إلى الفعل الثلاثي ذات وظائف مازالت مجهولة لدارس اللغة . وكلها مع تنوعها في حدود "زمن" . (1) ثم يضيف قائلا: "حتى لقد يشعر الدارس بما يشبه الانقلاب في المعاني والأفكار (2)
وبعد هذا يخلص إلى القول بأن الفعل العربي لا يقوم على الزمن بل على الشكل أو الصورة. لا على "الزمن" بل على الصورة أو الشكل.


Original text

الفروق النسبية للزمن


لقد أسهم ثلة من الباحثين المعاصرين في دراسة ظاهرة الزمن النحوي في اللغة العربية مثل الدكتور إبراهيم أنيس وتمام حسان وحامد عبد القادر وإبراهيم السامرائي وغيرهم، وقد تناولها الدكتور عبد الله بوخلخال بالدرس المتأني العميق في رسالته " التعبير الزمني عند النحاة العرب"(1)أما من حيث ملاحظة الفروق النسبية للزمن ، فإن التصور العربي لأقسام الزمن عند النحاة العرب لا يختلف كثيرا عن التصور المنطقي المتفق عليه عند الكثير من العلماء المحدثين والمصطلح عليه بالتقسيم السباعي للزمن (2) إذ يرون إضافة إلى الأقسام الثلاثة الأساسية أن الماضي والمستقبل - لطول الفسحة الزمنية فيهما - قابلان لتقسيم فرعي ) فروق نسبية فرعية للزمن ، لأن الأحداث الماضية تختلف أيضا (3) في زمنها حينما يقارن بعضها ببعض. فمنها ما يسبق هذا الماضي ومنها ما يليه. وكذاك المستقبل وأحداثه حين يقارن بعضها ببعض ، فهناك أحداث مستقبلية يمكن أن تكون قبلها أحداث ، ويمكن أن تكون بعدها أحداث وكلها في الزمن المستقبل.


وهكذا تقسم فسحتا الماضي والمستقبل الطويلتان إلى أزمنة فرعية. قال بيار جيرو : " إن الأزمنة تشكل


نظاما يقابل بين الماضي والمستقبل، ومن ناحية أخرى، فإن كلا من الماضي والمستقبل يمكن أخذهما


كأصل للزمن واعتبارهما كالحاضر، بحيث يكون لكليهما ماضيه ومستقبله . (4) فيوجد إذا زمن ماضي الماضي، أي: " ماضي سابق، وماضي المستقبل" أي: " مستقبل سابق"، ويوجد أيضا زمن "مستقبل الماضي" أي: ماضي لاحق"، وزمن " مستقبل المستقبل" أي: " مستقبل لاحق" كما هو موضح في الجدول البياني الآتي: (5)


ماضي سابق


الماضي


ماضي لاحق


الحاضر


مستقبل سابق


المستقبل


مستقبل لاحق


ومما يلاحظ أن بعض اللغات تحرص على التعبير بالأساليب والصيغ عن معظم تلك الأزمنة في هذا التقسيم المنطقي كاللاتينية ، والإغريقية، وكثير من فروض الفصيلة الهندية الأوربية. وفي استعراض لهذا التقسيم السباعي يمثل الدكتور إبراهيم أنيس باللغة الإنجليزية، فيسوق الأمثلة التالية: نسردها للمقارنةكما وردت في كتابه: من أسرار اللغة (1)


Agreed to all the had done قبل الماضي


لقد وافقت على كل ما قام به من عمل قدمت الموافقة في الزمن الماضي على أحداث تمت قبله)


لقد زرت لندن مع والدي تمت الزيارة في الزمن الماضي المطلق أو القريب لقد]) She gave birth to a son who was to cause her great anxiety بعد الماضي (2


I visited London with my father الماضي (1


ولدت طفلا قد سبب لها متاعب كبيرة قد سبب لها ابنها متاعب تمت بعد حدوث ولادته بزمن


وجميع تلك الأحداث قد انتهت في الزمن الماضي)


الحاضر : (هو) ينام الآن He is a sleep (3


When he comes i shall have finished writing :4) قبل المستقبل(


عندما يأتي سأكون قد أنهيت الكتابة حدوث المجيء سيقع بعد حدوث الانتهاء من الكتابة وكلاهما في


المستقبل)


(5) المستقبل: سأذهب معك I shall go with you


(6) بعد المستقبل: عندما تأتي ستجدنا لم نفطر بعد (2)


we shall not yet have dined, if you come then


وفي تعقيبه على هذه الأمثلة يرى الدكتور إبراهيم أنيس أن الإنجليزية قد استعانت ببعض التراكيب


أكثر من استعانتها بالصيغ الفعلية للتعبير عن الأزمنة المختلفة في التقسيم السباعي.


ولكن اللاتينية قد اتخذت صيغة فعلية معينة لكل زمن من تلك الأزمنة وسنرى ذلك مع اللغة


الفرنسية، حيث يقسم النحاة الفرنسيون الزمن إلى ماضي واقعي و ماضي خيالي ( Fictif ) تطابقا


مع التقسيم المنطقي للزمن.


فمن حيث الزمن الأساسي يقسمون الزمن إلى ماضي واقعي وحاضر واقعي ومستقبل واقعي، ومن(2) قبل المستقبل : (المستقبل السابق الصيغ المستعملة للإحالة على زمانه سيرحل بعدما يغني


الفعلان في المستقبل لكن الغناء Futur antérieur : dès qu'il aura chanté il partira


يكون قبل الرحيل..)


(3) المستقبل: (البسيط الصيغ الصرفية المستعملة للإحالة على زمانه


Futur simple: Demain, il chantera سيغني غدا


(3) بعد المستقبل: (المستقبل اللاحق)


الصيغ الصرفية المستعملة للإحالة على زمانه


Présent du conditionnel: Si je gagnais le gros lot, je le partagerais avec vous إذا ربحت الحصة الكبرى أتقاسمها معكم. لا يكون تقاسم الحصة إلا بعد ربحها، وإذا الظرفية تفيد الشرط في المستقبل.


ولعل هذه الصيغ المتعددة والتي توظف للإحالة على الفروق النسبية الفرعية للزمن في الفرنسية بهذه


الكثرة والغاية في الدقة وعدم مقابلتها بنفس الكيفية في عدد الصيغ التصريفية وتقابلها) واختلاف


تركيب الفعل العربي عن الفعل الفرنسي، لعل هذا كله ما دفع بهنري فلايش إلى القول بأنه لا يوجد في


اللغة العربية - وهو ينظر إلى بناء الفعل - إلا زمانين التام وغير التام (1). فهو القائل: "ولا شك أن


الدارس الذي تعود سلوك الفعل في الفرنسية يتيه أمام وضع الفعل العربي - ففي الفرنسية أزمنة كثيرة


مما يستحق جيدا هذا الاسم).


هذه الأزمنة تحصر على وجه التحديد حدوث هذا الخط المثالي : خط الزمن، فهناك الحاضر


Futur dans le passé والمستقبل في الماضي ،Futur والمستقبل ،Passé والماضي ،Présent


والماضي في المستقبل Passé dans le futur ، وجميع طوائف الماضي مثل الماضي الناقص Imparfait


والماضي البسيط P.simple، والماضي المركب Passe composé والماضي الأسبق التام Passéantérieur، والماضي الأسبق الناقص Plus que parfait إلى أن يقول : "أما العربية فإن تصريفها لا يحتوي سوى "زمنين" و "كلمة زمن" "Temps" كلمة ينبغي استعمالها (مع المبادرة بتصحيح هذا الاستعمال لأن العربية تحتوي من ناحية أخرى على الكثير من الصيغ المتفرعة (أو على وجه التحديد أربع عشرة صيغة بالنسبة إلى الفعل الثلاثي ذات وظائف مازالت مجهولة لدارس اللغة . وكلها مع تنوعها في حدود "زمن" . (1) ثم يضيف قائلا: "حتى لقد يشعر الدارس بما يشبه الانقلاب في المعاني والأفكار (2)


وبعد هذا يخلص إلى القول بأن الفعل العربي لا يقوم على الزمن بل على الشكل أو الصورة. يقول: فالفعل العربي قائم، لا على "الزمن" بل على الصورة أو الشكل. كذلك أطلقت ألقاب للأشكال المختلفة "للمدة" . (3)


والواقع أنه يمكن تصور "المدة" بطرق كثيرة إلى أن يقول" واللغات المبنية على الصورة أو الشكل -


وهي كثيرة لا تكتفي عادة بلون واحد للصورة. إذ هي تعكس الواقع مباشرة، والواقع غير بسيط ولذا


كان نظام الفعل معقدا إذا ما أريد تحليل استعماله، فهو بعيد عن البساطة التي يتصف بها نظام الفعل "الزمني" من حيث كون الزمن تجريدا يستطيع الذهن أن يحدث فيه ما يريد من تجزئة وأن ينشئ المتناقضات التي تستهويه، وكل ذلك في نطاق "كلي مرتب، منطقي "(4)


إلى أن يصل إلى وصف اللغة العربية بأنها لغة صورة ترتبط بدرجة تحقق الحدث أو القضية كما يقول اللغويون، ويقول بأنها تفرد مكانا خاصا لعلاج الحدث المنجز والحدث غير المنجز، بحيث تعبر عن الأول الذي يسميه "التام" بصيغة "فعل" وتعبر عن الثاني الذي يسميه "غير تام" بصيغة "يفعل" وهما في


نظره شيئان متعارضان من كلا الوجهين.


وقد اكتفت العربية بهاتين الصيغتين الفعليتين المتعارضتين مما دفع به إلى الجزم بوجود زمنين فقط في اللغة العربية إلى جانب أشكال أخرى كثيرة للصورة (5).وعنده أن الفعل في العربية إنما خصص للتعبير عن الصورة، وأن الزمن ينبع من الجملة دون نظام ثابت ومتماسك. ومع هذا يقر هنري فلايش بأن الزمن في العربية قد عبر عنه على أرحب مجالاته بلا شك:


الحاضر والماضي والمستقبل دون لجوء إلى المبالغة في الدقة كما هو الحال في الفرنسية. (1) ومن جهة أخرى، يرى هنري فلايش أن الفعل غير تام" - يفعل - يعبر عن المستقبل بزوائد فعلية كالسين وسوف أو بظرف زمان أو بواسطة (لا) النافية حين يسجل النفي حلا وجهته المستقبل) أو


بطبيعة الأمور التي تعبر عن الفعل أو بالسياق العريض . وحين تنعدم الإشارة في الجملة إلى المستقبل يدل "غير تام" (يفعل) على الحاضر وينحصر تلقائيا


وبالضرورة في نطاق الحال. (2)


وأما الماضي فالحدث المنتهي من الوجهة النفسية أدنى إلى أن يعتبر تاما، فالتام "فعل" يترجم بمعنى "المضي" ومع هذا فهنري فلايش لا يوافق على أن "فعل" قد صارت "زمنا" لاختصاصها حسب رأيه بقيمة الصورة ، وحتى إذا لزم الأمر بوجوب وجود قيمة زمنية زمن الحكاية في القصص مثلا فليس


من النادر أن يشعر المرء بها دون التباس لتفاوتها في الوضوح مع قيمة الصورة . (3) ويؤكد هنري فلايش أن الزمن ينتج من الجملة بعد اقتناعه بأن اللغة العربية تفصل بين العنصرين


الزمن والصورة، وتعبر عن الزمن بوسائل أخرى مختلفة (1) وهكذا يتوصل هنري فلايش إلى إنكار الربط الموجود بين الصيغة الفعلية" والزمن في اللغة العربية


وهو أمر سبقت الإشارة إليه مع اعترافنا بأن الموضوع في حاجة إلى دراسة عميقة ومتأنية لا يتسع المحال لإعطائها ما تستحق من الإثراء والمناقشة. غير أننا نسجل أن هنري فلايش يعترف صراحة بأن اللغة العربية تحتوي على وسائل مختلفة للتعبير عن الزمن وعلى أرحب مجالاته بتوظيف أساليب النفي


وغيرها من التراكيب اللغوية للإحالة على الزمن (5)وفي رأينا فإن الزمن من خصائص الأفعال إذ لا نتصور حدثا (فعلا) خارج إطار الزمن (*) ثم إن النحاة قدامی و محدثين يتفقون على أن الفعل ما دل على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، وأن الزمن


من مقومات الأفعال (1)


فكيف يمكن تقسيم الحدث إلى ماض وحاضر ومستقبل بعيدا عن الزمن، لكن أن نقول باقتصار الإحالة الزمنية على الصيغة الفعلية وحدها ، فهذا قول فيه من المبالغة ما يجانب الصواب، ولا يتفق مع الاستعمال اللغوي السليم ، ذلك أن الواقع اللغوي يؤكد لنا أن المعنى الزمني يمكن أن يؤدي خارج إطار الصيغ الفعلية بواسطة سياقات مختلفة وأساليب تعبيرية متعددة وما تغطية النقص الموجود في


السلم الزمني للأفعال بالأساليب والتراكيب اللغوية المناسبة والأدوات والقرائن المختلفة إلا دليل واضح لا ينكر ، وحجة قاطعة لا تدفع.


فمن الصواب إذن أن نعترف للفعل بخصوصيته الزمنية كما نعترف بأن الإحالة الزمنية يمكن تأديتها بأساليب لغوية أخرى نحن بصدد البحث في نوع منها في هذا الموضوع .


ومن هنا يمكن أن نخلص إلى القول بأن التقسيم الذي أقره النحاة العرب ليس مقتصرا على اللغة العربية وحدها بل هو تقسيم يكاد يكون مشتركا بين كل اللغات وخاصة الهندية الأوربية التي تستخدم زوائد معينة لواحق) وسوابق قد تجري في السياق مجرى غير الذي وضعت له أصلا بحيث لا يمكن في كثير


من الأحيان معرفة إحالة الفعل الزمنية إلا داخل السياق اللغوي (2).


وللقرائن المختلفة اللفظية والمعنوية دور كبير وأساسي في التعبير الدقيق عن الفروق النسبية للزمن. والخلاصة أن لكل لغة نظامها ووسائلها الخاصة للتعبير عن الأزمنة المختلفة، قد تتفق مع غيرها وقد تختلف معها في الوسائل المستعملة في هذا المجال كما يعترف هنري فلايش بوجود ألقاب للأشكال المختلفة "للمدة" وأن نظام الفعل في العربية معقد إذا ما أريد تحليل استعمالاته وأن للفعل الثلاثي وحده


أربع عشرة صيغة ذات وظائف مازالت مجهولة لدارس اللغة العربية. (3)


في حين نجد تمام حسان يقول: "إن الجملة الخبرية المثبتة والمؤكدة لا فرق فيها بين دلالة الصيغة على الزمن في نظام الصرف وبين هذه الدلالة في السياق ولعل هذا ما غرر بالنحاة فلم يعنوا برصد الفروقالزمنية الدقيقة إلا في أضيق الحدود . (1) معنى هذا أن الصيغة الفعلية لها إحالتها الزمنية الأصلية في نظام


الصرف كما أن للسياق الدور الهام والحاسم في تأكيد هذه الإحالة وتغييرها وأن إهمال رصد الفروق الزمنية الدقيقة لا تتحمله اللغة وحدها ولا يعزى إلى طبيعتها . كل ذلك يجعلنا نعتقد أن هنري فلايش قد أصاب في الكثير من الاستنتاجات التي تتوافق وطبيعة اللغة العربية وإن كنا قد وجدنا لها إشارات


عند النحاة القدامي. (2)


وغني عن البيان أن اللغات تتباين في الربط بين الزمن والصيغة الفعلية فمنها ما تفرق بين الماضي القريب والماضي البعيد وتتخذ لكل منهما صيغة معينة ومنها ما تستعين بتراكيب لغوية وضمائم أخرى


إلى جانب الصيغة الصرفية. فكذلك النحاة العرب لما رأوا ثلاث صيغ للفعل اختصوا كلا منها بزمن من تلك الأزمنة الثلاثة فجعلوا


الفعل المسمى بالماضي لكل حدث مضى وانتهى انقطع). وخصصوا المضارع للمستقبل ولا سيما


حين يتصل بالسين أو سوف وفي قليل من الأحيان جعلوه للحال حين تقوم قرينة في الكلام كاستعمال "ما" النافية مع الفعل نحو قوله تعالى : وما تدري نفس بأي أرض تموت (3)


كما جعلوا الأمر للزمن الحال أو المستقبل حسب السياق الذي يرد فيه (4) (4) واعتبروا ارتباط صيغة الفعل بالزمن عنصرا أساسيا به يتميز الفعل عن الاسم خلافا لما قاله هنري فلايش. (5)


بيد أن الإحالة الزمنية ليست موقوفة بالضرورة على الصيغة الفعلية، فقد نجد تراكيب لغوية وأساليب مختلفة كالمصدر وظرف الزمان وأساليب النفي وغيرها من الأدوات التي لا غنى عنها في تحديد الفروق


الزمنية الدقيقة.


ولعل ذلك ما أشار إليه الدكتور إبراهيم أنيس في قوله : " وعز عليهم أن يروا فكرة الزمن تتحقق في المصدر كما تتحقق في الفعل فجادلوا في هذا جدالا عقيما لا يخلو من التعسف والمغالطة "(6) إلى أنيقول: "على أن النحاة حين رأوا الخلل يتسرب إلى تقسيمهم من نواح عدة بدأوا كعادتهم يحملون الكلام العربي ما ليس منه ويتأولون من النصوص الصحيحة ما ليس بحاجة إلى تأويل أو تخريج وما كان أعياهم عن كل هذا التعسف لو أنهم نظروا لصيغ الفعل وأساليبها بعيدة عن الفكرة الزمنية". (1)


واضح من هذا الكلام أن المقصود بالخلل هو عدم توافق الصيغة الفعلية مع الزمن في كثير من الاستعمالات اللغوية كما يظهر بوضوح في دعوة هذا الباحث اللغوي إلى ضرورة دراسة الفكرة الزمنية منفصلة عن صيغ الأفعال كما سبقت الإشارة إلى ذلك حتى نبتعد عن التحامل والتأويل.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

تمهيد: نظر...

تمهيد: نظرا للدور الفعال الذي تلعبه الاستثمارات في دفع الاقتصاد الوطني، فقد عالج المشرع الجزائر...

يشهد العالم الي...

يشهد العالم اليوم تحولا هائلا في جميع جوانب الحياة، فقد مست هذه التحولات قطاعات عدة ومن بينها قطاع ت...

علم الوراثه عبر...

علم الوراثه عبر التاريخ تاريخ علم الوراثة يعود إلى العصور القديمة حيث كان الناس يلاحظون ويسجلون ا...

5. التحديات الن...

5. التحديات النفسية من التحديات النفسية الشائعة التي تواجه القراءة هي قلة الدافع والاهتمام. قد يعاني...

هدفت دراسة العا...

هدفت دراسة العازمي (۲۰۲۱) إلى التعرف على واقع التواصل المدرسي مع أولياء الأمور وعلاقته بصناعة القرار...

يشكل القطاع الم...

يشكل القطاع المصرفي العمود الفقري للاقتصاد حيث يلعب دورًا حيويًا في تهيئة البيئة المناسبة لنموه. يتم...

Skeletal muscle...

Skeletal muscle is a series of muscle fibres composed of muscle cells, which are long and multinucle...

سنجاب يتشبث بجد...

سنجاب يتشبث بجدع شجرة كبيرة. من الجانب الآخر من الشجرة، يوجد صياد قريب جدًا من الجدع . كل مرة يتحرك ...

القانون الإداري...

القانون الإداري يمكن أن ينطبق على أشخاص القانون الخاص في حالات معينة وذلك عندما يتصرفون تصرف الإدارة...

شهد سوق الترفيه...

شهد سوق الترفيه والتسلية في دولة الإمارات العربية المتحدة (الإمارات العربية المتحدة) نمواً وتطوراً ك...

What is ESG for...

What is ESG for your company? The environment social and governance of the company. Its about the po...

مورفولوجية الوا...

مورفولوجية الوادي: تبلغ مساحة وادي النيل في مصر نحو ١١ ألف كم ، تتوزع على امتداده توزيعا غير منتظم،...